سليمان: خطوة إلى الوراء مع دمشق

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 كانون الأول 2009 - 6:20 ص    عدد الزيارات 3682    التعليقات 0    القسم محلية

        


حسن عليق
القيادة السورية متحفظة على أداء سليمان (أرشيف)ينظر بعض السياسيين المعارضين لقوى 14 آذار، والمقربين من سوريا، بعين الريبة إلى زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للولايات المتحدة الأميركية التي تبدأ غداً. ويرى أحد هؤلاء أن خطوة سليمان غير موفقة توقيتاً ولا شكلاً ولا مضموناً. في التوقيت، إن زيارة واشنطن لم تسبقها أي زيارة خارجية لسليمان، منذ القمة التي جمعته في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد. ورغم أن ما صدر عن تلك القمة كان كله في إطار تأكيد الدعم السوري لرئيس الجمهورية، فإن بعض العارفين بطرق الوصول إلى الشام يؤكد أن القيادة السورية لا تزال متحفظة على أداء سليمان خلال الفترة الماضية من عهده، وخاصة لناحية ما جرى في الانتخابات النيابية، أو لناحية موقفه «الملتبس» من الأزمة التي وقعت في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أخيراً. ويرى بعض هؤلاء أن قمة دمشق، رغم تبديدها للكثير مما شاب علاقة سليمان بالقيادة السورية، فإن الظاهر حتى اليوم أن الزيارة إلى واشنطن تعود بتلك العلاقة خطوة إلى الوراء.
في البداية، لا يبدو بعض حلفاء سوريا مقتنعين بأن الزيارة هي تلبية لدعوة رسمية أميركية. فرغم أنها كذلك في الشكل، إلا أنهم يتحدثون عن دور وزير الدفاع الياس المر بالإعداد لها عبر الطلب من أصدقائه في الإدارة الأميركية توجيه دعوة إلى سليمان. ويقول أحد المترددين إلى دمشق إن توقيت الزيارة غير موفق، لكونها تأتي بعد أسابيع قليلة على المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي، وتأكيد عدد من جنرالات الجيشين أن المعركة المقبلة بين إسرائيل والمقاومة في لبنان لن تُحسَم لمصلحة الطرف الأول إلا بتدخل أميركي مباشر.
وبالنسبة إلى المضمون، يبدو بعض حلفاء سوريا متفقين مع «صقور» 14 آذار على انتقاد الزيارة، كل لأسبابه. ويقول الطرف الأول إن لبنان غير معني الآن مباشرة بعملية السلام في المنطقة، وخاصة أن موازين القوى في لبنان وحالة العداء الشعبي تمنعان إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. وهذا الأمر ليس مطروحاً بالأساس، فلماذا يريد البعض إقحام لبنان في هذه المسألة حالياً؟ أما لجهة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، فيؤكد بعض حلفاء سوريا أن سليمان يعرف جيداً، منذ أن كان قائداً للجيش، أن سقف هذه المساعدات لن يتجاوز تدريب عدد من الضباط والأفراد، وهو ما يتوافر في دول أقل تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية من الولايات المتحدة، وأقل عداوة مع جزء أساسي من الشعب
اللبناني.
أما باقي المساعدات العينية، فهي لم تتعدّ بعد السيارات المستعملة، التي تعلن السفارة الأميركية تسليمها للجيش عبر إصدار بيان يتحدّث عن أنها تُسهم في تعزيز قدرته على الدفاع عن حدود لبنان (!)، أو أن يعطي الأميركيون الجيش طائرة من النوع الذي يستخدمه الهواة في الولايات المتحدة، أو في حد أقصى، تلك التي تستخدم في عمليات الإنقاذ أو نقل أفراد من الدفاع المدني.
يُشار إلى أن مصادر بعبدا وضعت للزيارة عدداً من الأهداف، أبرزها إعلان موقف لبنان الرافض لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، وتأكيد عدم التوصل إلى حل في منطقة الشرق الأوسط على حساب لبنان، إضافة إلى المطالبة بتسريع تقديم المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني. في هذا الإطار، كان الأميركيون قد حصلوا على مذكرة من وزارة الدفاع اللبنانية قبل 3 سنوات تتضمن كل احتياجات الجيش.
وحتى مساء أمس، لم يكن جدول أعمال الزيارة قد أُقر نهائياً. فمن المنتظر أن يلتقي سليمان الرئيس الأميركي ونائبه ووزيري الخارجية والدفاع. كذلك سيكون له لقاء مع رئيسة مجلس الشيوخ. لكن ما لم يحسم بعد هو إمكان إلقائه كلمة أمام الكونغرس، ولقائه المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل، إذ إن الأمر الأخير مرتبط بوجود ميتشيل في واشنطن أو غيابه.
 


المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,787,295

عدد الزوار: 6,914,964

المتواجدون الآن: 93