مصادر دبلوماسية إيرانية: جليلي أطلع السوريين على استعدادات إيران "للمواجهة".. وبحث تطوير "الدفاع المشترك" بين البلدين

الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الى دمشق هدفت بشكل اساسي الى وضع القيادة السورية في أجواء التصعيد الدولي الأخير على خلفية فشل المحادثات حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مضاعفات يبدو أن إيران بدات تستشعر خطرها جديا هذه المرة عبر مقاطعة ما يصدر من مواقف دولية تهدد بفرض عقوبات عليها من جهة والتحركات الديبلوماسية المكثفة للأميركيين والإسرائييليين في المنطقة من جهة ثانية.

وفي هذا السياق فإن مصادر ديبلوماسية إيرانية كشفت أن محادثات جليلي في العاصمة السورية "قد تطرقت الى الإستعدادات الإيرانية القائمة على قدم وساق لمواجهة أية اعتداءات محتملة خلال الشهور المقبلة إذا اصرت الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل في محاولاتهما الدؤوبة لدفع الأمور الى الإنفجار، في حين تراقب إيران عن كثب ما يجري من استعدادات على غير صعيد في المنطقة لا سيما الخطوة الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال المزيد من الجنود الى أفغانستان في رسالة واضحة يستطيع الإيرانيون قراءتها جيدا مع الأخذ بعين الإعتبار النشاط العالي للمناورات العسكرية الإسرائيلية للتدرب على منظومات الصواريخ الدفاعية والهجومية، إضافة الى محاولات القوات الجوية الصهيونية رسم معالم الطرق التي ستسخدم في شن الإعتداءات الجوية على إيران ناهيك عن المناورات المشتركة للناتو في المياه الدولية في البحر المتوسط و"الخليج الفارسي" والتي أصبحت الدولة العبرية جزءًا منها".

المصادر الدبلوماسية الإيرانية التي لفتت الى "معاهدة الدفاع المشترك الموقعة بين إيران وسوريا والتي لم يسقط بحثها من محادثات جليلي مع المسؤولين السوريين وضرورة تحديثها وتطويرها"، أوضحت أنّ "رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي قد شرح في سوريا الأسباب التي تدعو طهران الى الإصرار على تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها ومشاريع التطوير والتوسيع التي ستطرأ على المشروع النووي الإيراني في المستقبل القريب".

إلى ذلك، لم يغب المسؤول الإيراني الذي زار سوريا عن متابعة الإتصال مع مسؤولي المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها، حيث أكدت المصادر نفسها أن جليلي قد استقبل هؤلاء المسؤولين الفلسطينيين في سفارة الجمهورية الإسلامية في دمشق وأجرى معهم "لقاءات مطولة أجرى في خلالها عرضًا شاملاً لكافة المستجدات السياسية في المنطقة".