القيادات المعنية في "حزب الله" تدرس بعمق "الأبعاد والأهداف" الإسرائيلية وراء كشف "يديعوت أحرونوت" عما أسمته "الوثيقة"

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 تشرين الثاني 2009 - 6:47 ص    عدد الزيارات 3823    التعليقات 0    القسم محلية

        


محمد شمس الدين

الضجة التي اثارتها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول نشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" لما سمته بـ"الوثيقة" التي قالت إنها تابعة لـ"حزب الله" وتبين من خلالها مدى متابعة الحزب للجيش الاسرائيلي، ومعرفته بتكتيكاته وتقنياته وخططه الدفاعية، اضافة الى تشكيلاته وكمائنه ووسائله القتالية، وصولا الى اصغر التفاصيل الدقيقة عن الوحدات العسكرية العاملة في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة، ما زالت موضع بحث معمق من "القيادات المعنية" في "حزب الله" لدراسة أبعاد الكشف عن تلك الوثيقة ومعرفة ما هي الأهداف التي تريد إسرائيل أن تحققها من وراء ذلك بعد أن أحدثت ما يشبه "الصدمة" عند المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، ومنهم ضباط رفيعو المستوى.

السؤال الأول الذي طرحته القيادات المعنية في "حزب الله" بحسب مصادرها يتعلق بمعنى نشر تلك الوثيقة والتأثير الذي يمكن أن تتركه على المجتمع الإسرائيلي بشقيه المدني والعسكري، مشيرة الى أنه "لا يمكن أن توافق الرقابة العسكرية الإسرائيلية على نشر مثل تلك الأمور ما لم تكن قد درست ابعادها وقدرت حجم الإستفادة أو الضرر من الكشف عنها، خصوصا وأنها كانت قد رفعت من مستوى رقابتها على كل ما ينشر حول "حزب الله" وما يتصل به كبيرا كان أم صغيرا بعد حرب العام 2006 مع الإشارة الى أن الوثيقة المذكورة يعود تاريخها الى ما قبل تلك الحرب وهي تتصل بشكل أو بآخر بنتائجها، لا سيما لجهة إخفاق العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في ذلك الحين للقضاء على حزب الله". وفي هذا السياق فإن المصادر نفسها تقول بأن "الصحافي الذي استحصل على الوثيقة هو أحد المقربين جدا من رئيس الموساد الاسرائيلي مائير داغان، إلا أن منزلته عند رئيس الموساد وإن مكنته من تحقيق مثل هذا الكشف إلا أنها حكما لا تمكنه من نشره إلا إذا كان ذلك مطلوبا ومقصودا وبعد أن يكون قد حصل على الإذن والموافقة المسبقة. وفي هذه الحالة فإن تلك "الوثيقة" ليست سوى عمل استخباراتي إسرائيلي يدرجه "حزب الله" في سياق الحرب المفتوحة منذ وقف العمليات الحربية بموجب القرار 1701 لا سيما في شقها الأمني الذي بلغ ذروته وانطلق بقوة منذ اغتالت إسرائيل القائد في المقاومة الشهيد عماد مغنية".

وتعتبر مصادر القيادات المعنية في "حزب الله" أن نشر الوثيقة في "يديعوت أحرونوت" قد هَدَف الى "إيصال الرسالة الى أكبر عدد ممكن من الإسرائليين حيث تعتبر تلك الصحيفة الأكثر رواجا في إسرائيل علما أنها (الصحيفة) كانت روجت للوثيقة من خلال موجز عنها قبل يوم واحد من نشرها لها مع صورة على كامل الصفحة الأولى للسيد حسن نصرالله في محاولة للتأكد من أن الهدف قد تحقق بإعلام الجمهور الإسرائيلي بها لانتظارها في اليوم التالي". وربطت هذه المصادر بين نشر الوثيقة ومجموعة من التصريحات والتحليلات التي سبقتها للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين "كانت كلها تهدف إلى أمرين: الأول إيجابي ويتعلق بالترويج لقدرة الإستخبارات الإسرائيلية على الكشف والمتابعة وهي قدرة طالما راهن الجمهور الإسرائيلي عليها وتغنى بها. والثاني: سلبي يتعلق بتمرير رسالة الى ذلك الجمهور بقصد الحد من آماله المعلقة على تحقيق اي إنجاز للجيش الإسرائيلي في اية عملية مستقبلية قد يشنها ضد حزب الله".

وتضيف المصادر نفسها أن "الوثيقة وارتباطها بمجموعة من التصريحات في الداخل الإسرائيلي وعدا عن كونها موجهة هذه المرة الى الجمهور مباشرة، لا ينفي أنها محطة من المحطات التي تقوم بها الإستخبارات الإسرائيلية التي دأبت منذ فترة على إظهار قدرتها عبر الإعلان عن كشفها أمرا هنا وآخر هناك ومن ضمنها ما قالت إنها كشفته في اكثر من دولة حول إحباط محاولات لتفجير سفارات أو القيام بأعمال ضد مصالحها إلا أنها لم تثبت حتى الآن صحة ما تدعيه"، مشيرة الى أن الباخرة "فرانكوب" ليست إلا واحدة من تلك المحطات "التي تريد الإستخبارات الإسرائيلية من خلالها التأكيد على قدراتها بعد سلسلة الإخفاقات التي لحقت بجهازها والكشف عن شبكات التجسس في الفترة الأخيرة".

وإذ لفتت إلى "وجوب ملاحظة أن وتيرة الإعلان الإسرائيلي عن كشف ما هو متعلق بأمر من أمور "حزب الله" قد اتخذت منحى تصاعديا فلا يكاد ينقضي أسبوع او شهر على أبعد تقدير لا تطلق فيه الإستخبارات الإسرائيلية "بالونا" جديدا من صناعتها"، خلصت مصادر القيادات المعنية في "حزب الله" إلى القول بأن "ذلك يعني أن احتمالات أن تقدم إسرائيل على إشعال حرب جديدة ضد لبنان وحزب الله تبقى متساوية، غير أن الإستعدادات يجب أن تستمر في وتيرتها التصاعدية، لأننا قد تعودنا على غدر إسرائيل، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".


المصدر: موقع لبنان الأن

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,144,977

عدد الزوار: 6,756,931

المتواجدون الآن: 130