إيران تلوّح لباكستان بـ«القبضة القوية» وتنذرها بتوغّل لملاحقة «جند الله»

تاريخ الإضافة الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009 - 6:27 ص    عدد الزيارات 4085    التعليقات 0    القسم دولية

        


طهران - محمد صالح صدقيان

كثفت طهران ضغوطها على إسلام آباد أمس، مطالبة بتسليمها عناصر جماعة «جند الله» المتورطة بالهجوم الانتحاري في محافظة سيستان - بلوشستان (جنوب شرق) الأحد، والذي أسفر عن مقتل 11 من قادة «الحرس الثوري» و30 من زعماء عشائر سنّية وشيعية خلال اجتماع موسع استهدفه الهجوم. ولمحت القيادة الإيرانية الى استعداد «الحرس» للتوغل في الأراضي الباكستانية من اجل ضرب الجماعة واعتقال رموزها، خصوصاً زعيمها عبد الملك ريغي، مشيرة الى «أدلة» على دعم تتلقاه الجماعة من واشنطن ولندن والاستخبارات الباكستانية.
وفي دلالة على الأهمية التي توليها طهران لتعقب منفذي الهجوم ومعاقبتهم، أعلن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن «اليد القوية للجمهورية الإسلامية ستنزل العقاب بالمعتدين على أرواح الناس وأمنهم وستنال منهم»، معتبراً أنه «لا يمكن الأعداء الإضرار بوحدة الإيرانيين».

ورأى خامنئي ان «قتل مؤمنين يضحّون مثل اللواء الشجاع والمخلص (نائب قائد القوات البرية في الحرس) الشهيد نور علي شوشتري وباقي القادة في هذه المنطقة من البلاد وعشرات من الأخوة الشيعة وأهل السنة والفرس والبلوش، يعد جريمة ضد الشعب الإيراني، لا سيما (أبناء) منطقة بلوشستان، لأن هؤلاء الشرفاء عقدوا العزم على حماية الأمن والإنماء والإعمار فيها، وكانوا يعملون بإخلاص في هذا السبيل».

وأبلغ الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية «الحياة» ان الوحدة بين المذاهب في المناطق الإيرانية «خط أحمر ولا يمكن التلاعب بها».

وكشف بيان باسم «جند الله» نشره موقع لتنظيم «القاعدة» على الإنترنت اسم منفذ التفجير وهو عبد الواحد محمدي ساراواني ما قد يوحي بأنه من بلدة ساراوان الإيرانية التي تبعد 40 كيلومتراً عن الحدود الباكستانية.

وأعلن قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أمس، ان الأجهزة الأمنية الإيرانية قدمت الى الباكستانيين «وثائق تشير الى أن جماعة عبد الملك ريغي الإرهابية على صلات مباشرة بأجهزة استخبارات أميركية وبريطانية ... وللأسف باكستانية»، وأضاف: «لا شك في أن هذا الشخص وخططه تقع تحت مظلة هذه الأجهزة وحمايتها، وهو ينفذ خططها».

ونبه الى ان وفداً إيرانياً سيتوجه الى إسلام آباد لتسليمها «دليلاً على ان الجمهورية الإسلامية مدركة للدعم الذي تقدمه باكستان لجند الله»، موضحاً ان الوفد سيطلب تسليم ريغي.

وأكدت مصادر رسمية إيرانية جاهزية «الحرس» لملاحقة عناصر «جند الله» بمن فيهم زعيم الجماعة عبد الملك ريغي داخل الأراضي الباكستانية، اذا تقاعست إسلام آباد عن القيام بهذه المهمة. وأشار النائب الإيراني عن محافظة سيستان - بلوشستان بايمن فاروزيش الى وجود إجماع داخل القيادة الإيرانية على مبدأ توغل «الحرس» في الأراضي الباكستانية.

وتحدث الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد هاتفياً أمس، معزياً بضحايا الهجوم «الشنيع والبربري»، فيما حض نجاد زرداري على التعاون لاعتقال الضالعين، وإنزال «العقاب العادل» في حقهم.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا) ان نجاد أعرب لزرداري عن «أمله بأن تتغلب باكستان، حكومة وشعباً، على الإرهاب المستشري داخل البلد بسرعة». واعتبر أن وجود عناصر «إرهابية» معادية لإيران في باكستان «لا مبرر له».

في الوقت ذاته، لم تستبعد صحيفة «كيهان» تورط «الموساد» الإسرائيلي في الهجوم الانتحاري، فيما أعلنت لندن رفضها القاطع الاتهامات التي وجهتها إليها إيران بالضلوع في الحادث. وقالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية لوكالة «فرانس برس»: «نرفض اي اتهام يشير الى اي علاقة لبريطانيا بهذا الاعتداء».

واتصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الإيراني معزياً ومشيراً الى انه سيزور طهران في غضون الأيام القليلة المقبلة.
 


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,690,423

عدد الزوار: 6,908,689

المتواجدون الآن: 98