مجمع فاتيكاني عن الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 تشرين الأول 2009 - 7:24 ص    عدد الزيارات 4108    التعليقات 0    القسم دولية

        


جيروم شاهين

أعلن البابا بينيدكتوس السادس عشر عن دعوته لانعقاد سينودس، أو مجمع، خاص بالشرق الأوسط من 10 وحتى 24 من تشرين الأول عام 2010، وذلك خلال اجتماعه في القصر الرسولي بكاستل غاندولفو إلى بطاركة الشرق الكاثوليك الذين قاموا بزيارة خاصة إلى الفاتيكان.
وفي كلمته إلى بطاركة الشرق الكاثوليك، أعطى البابا عنوان موضوع الجمعية الخاصة بسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط 2010 وهو يدور حول: "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة ".
بحضور الكاردينال برتونه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان والكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية ومعاونيه، شدد الحبر الأعظم خلال استقباله بطاركة الشرق الكاثوليك في كاستل غاندولفو، على أن اللقاء الأخوي معهم يتيح له الإصغاء إلى صوت الكنائس الشرقية وتمتين عرى الشركة التي تربطها بالكرسي الرسولي وبخليفة بطرس.
ومما قاله البابا بينيدكتوس السادس عشر: "أتمنى أن تزدهر الكنائس الشرقية الكاثوليكية لتتمّم بنشاط رسولي متجدد الرسالة المنوطة بها وهي تشجيع الوحدة بين كل المسيحيين، وبخاصة الشرقيين، طبقاً لمرسوم المسكونية... إن الأفق المسكوني يرتبط غالباً بأفق الحوار بين الأديان. الكنيسة جمعاء تحتاج في هذين المجالين إلى خبرة التعايش التي أنضجتها كنائسكم منذ الألفية المسيحية الأولى. أيها الأخوة الأجلاء، ستسلّط مداخلاتكم، خلال اللقاء الأخوي، الضوء على المشاكل التي تعانون منها، والتي يمكن العمل على إيجاد حلّ لها في المراكز المختصة. أنتم على الدوام في أفكاري وصلاتي".
وأشار الكاردينال أمين سر مجمع الأساقفة في تصريح الى صحيفة "أوبسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية، الى أن اعلان سينودس خاص بالشرق الأوسط "لم يكن مفاجأة، لأن الفكرة راودت الرعاة الشرقيين منذ أعوام، ولكن الإسراع الحاسم في اعلان الدعوة جاء عقب زيارة الحبر الأعظم للأرض المقدسة في أيار الفائت". وأضاف أن السينودس سيعقد في القاعة المخصصة له في الفاتيكان، وسيحضره ممثلون للكنائس غير الكاثوليكية وممثلون عن الديانتين اليهودية والإسلامية، وسيكون "فضاء حوار مفتوحاً يرمي الى الشركة والسلام على أساس العدالة والحقيقة".
وفهم أن هذا السينودس الذي سيعقد السنة المقبلة 2010، لن يستغرق وقتاً طويلاً لأن معظم موضوعاته عولجت في "السينودس من أجل لبنان" وأخذت مناقشات ودرساً مستفيضاً ويمكن الإفادة منها، نظراً الى القضايا المشتركة بين لبنان والشرق الأوسط والتي عالجها "السينودس من أجل لبنان" وتضمنها الإرشاد الرسولي، مثل الحوار بين الأديان والحوار المسيحي - الإسلامي وتنوع الثقافات والحضارات، والوحدة في التنوع، والهجرة. علماً أن الموضوع الأخير الذي عاناه لبنان خلال الحوادث وخصوصاً أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، يشهد العراق وضعا مماثلا له حاليا، وقبله الأراضي الفلسطينية، التي شهدت نزوحا ترك تأثيراً كبيراً في نفس الحبر الأعظم لدى زيارته الأرض التي ولد عليها المسيح وانطلقت منها المسيحية الى العالم.
وفي المعلومات، أن دوائر الكرسي الرسولي تدرك الدور الذي يمكن أن يضطلع به بطاركة الشرق كاثوليكاً وغير كاثوليك، ولا سيما منهم البطاركة الذين ينطلقون من لبنان الى العالم العربي، في تثبيت الشعوب المسيحية التي كانت في أساس شعوب هذه الدول. ومن هنا الدور المعطى للمسيحيين على صعيد المنطقة بعيداً عن حملات يتعرضون لها.
وخلال لقائه بطاركة ورؤساء أساقفة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، ذكّر البابا بينيدكتوس السادس عشر بالرسالة من أجل السلام التي سلمها إليه بطاركة الشرق الكاثوليك في ختام سينودس الأساقفة في شهر تشرين الأول 2008. قال البابا في كلمته: "ولا أنسى بنوع خاص النداء من أجل السلام الذي سلمتموني إياه في ختام سينودس الأساقفة في أكتوبر الماضي. وفي الحديث عن السلام، يتجه تفكري بدرجة أولى الى مناطق الشرق الأوسط".
وقد جاء في النداء المذكور: "المسيح هو سلامنا. في سنة الرسول بولس اليوبيلية، جمعنا الأب الأقدس بينيدكتوس السادس عشر في السينودس مع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية جمعاء. نعرب عن امتناننا العميق للبابا لرفع صوته ولتضرعه دون ملل الى الله من أجل الإخوة والأخوات في الشرق. على مثاله، نحن أيضاً، كرسل للمسيح، آباء ورؤساء الكنائس الشرقية الكاثوليكية، نجدد الدعاء الى الله ونناشد الجميع لتعزيز السلام في كل مكان، ضمن الحرية والحقيقة والمحبة. نشعر برعشة القلوب لمعاناة عدد كبير من أبنائنا وبناتنا في الشرق: أطفال وشباب، أناس في صعوبات شديدة بسبب العمر والصحة والاحتياجات الروحية والمادية الأساسية؛ عائلات تقع ضحية القلق بشأن الحاضر والمستقبل. نشعر بأنه من واجبنا أن نعمل على ضمانة حياة يعيشونها بكرامة، ضمن التعايش الاجتماعي المثمر". وتابع البطاركة نداءهم بالقول: "نصلي من أجل أن تتحقق أمنية البابا بينيدكتوس السادس عشر: "فلتتمكن الكنائس وتلاميذ الرب من البقاء هناك حيث ولدوا بحسب إرادة العناية الإلهية؛ حيث من حقهم البقاء لأجل حضور يعود إلى المسيحية الأولى. لقد تميزوا عبر العصور بمحبة لا عيب فيها ولا انفصام نحو إيمانهم، وشعبهم وأرضهم".
هل سيأتي المجمع الفاتيكاني حول الشرق الأوسط بجديد؟ هل سيدفع بالفعل وليس بالقول والتمنيات، حركة السلام في الشرق الأوسط ؟ وإذا تعذّر عليه أن يدفع حركة السلام إلى الأمام فهل، أقلّه، سيحمل مسيحيي الشرق إلى إيقاف موجة هجرة المسيحيين إلى الغرب وذلك من خلال مشاريع عملية يقوم بها الفاتيكان لدعم الحضور المسيحي في الشرق؟
إنها أسئلة تنتظر جواباً، ولعلّه يأتي شافياً.
 


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,078,013

عدد الزوار: 6,751,717

المتواجدون الآن: 107