غرفة عمليات مشتركة في مطار دمشق لنظام الأسد وإيران و"حزب الله" وعراقيين.....«الحر» لـ «الشرق الأوسط»: حلب ليست القصير وحزب الله سينتهي مع النظام.....الرئيس السوري يعتبر التنحي «خيانة وطنية»....انقسمت سوريا فانقسم معها مغتربوها في الخارج

بيان باهت لقمة الثماني بعد تصلب بوتين: تأييد «جنيف - 2» وتجنب ذكر مصير الأسد...أوباما يكرر رفضه التورط في الحرب السورية: الدعوة لحظر جوي أو ممرات إنسانية حل تبسيطي.....احتدام المعارك في حلب وريف دمشق ومقتل 20 بصواريخ «غراد» على إدلب

تاريخ الإضافة الخميس 20 حزيران 2013 - 5:10 ص    عدد الزيارات 1926    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

غرفة عمليات مشتركة في مطار دمشق لنظام الأسد وإيران و"حزب الله" وعراقيين
("أحرار برس"، يو بي أي)
كشف ضابط أمن كبير في مطار دمشق الدولي عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة مؤلفة من ضباط من نظام بشار الأسد وإيران و"حزب الله" والعراق.
وتحدث الضابط عن استقدام النظام آلاف المقاتلين العرب والأجانب لتشارك قوات النظام في عملياتها العسكرية لقمع الثورة السورية.
ونقل تلفزيون "الآن" عن المصدر قوله "إن النظام بدأ منذ شهر نيسان الماضي بتجهيز أقسام المعهد الفني وورش الإصلاح في المطار وتحويلها إلى قواعد عسكرية بإدخال عشرات الدبابات والآليات الثقيلة إليها فضلاً عن تجهيز أماكن للمدفعيات الثقيلة والراجمات".
وأشار الضابط إلى بناء وحدات سكنية في المطار لتكون مقراً للمقاتلين الأجانب الذين وصلوا بأسماء وهمية مزودين بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
المصدر ذاته أكد إنشاء غرفة عمليات مكونة من 30 ضابطاً نصفهم من قوات النظام وعلى رأسهم العميد هيثم سليمان، إضافة إلى 9 ضباط إيرانيين و3 من العراق و3 من "حزب الله".
وأوضح المصدر أن هؤلاء المقاتلين الأجانب على الشكل التالي:
2300 إلى 2500 مقاتل تابعين لـ"حزب الله" قدموا من بيروت.
2000 مقاتل غير منظمين يحملون الجنسية العراقية جاؤوا بحجة حماية المراقد الشيعية.
1500 مقاتل من "الحرس الثوري" الإيراني جاؤوا من إيران عبر طائرات تحمل كميات كبيرة من الذخائر.
500 مقاتل من جنسيات مختلفة بينهم أفغانيون ويمنيون جاؤوا لحماية المراقد الشيعية إضافة إلى مقاتلين من كوريا الشمالية.
وبيّن الضابط أن العدد الإجمالي للمقاتلين الأجانب كان أكثر من 6000 مقاتل قبل أن يخرج من المعركة نحو500 مقاتل، منهم من عاد إلى بلده ومنهم قتلى وجرحى أو ضمن الأسرى لدى الثوار السوريين.
وينتشر المقاتلون الأجانب على الجبهة الممتدة على طريق مطار دمشق الدولي، إذ يسيطرون على مساكن الغسولة العسكرية إضافة إلى مساكن ضاحية السكة ومعمل البواري في قرية الشامية في حين يتم تجميع العتاد الثقيل في مطار التدريب المدني.
في سياق متصل بالدور الإيراني في سوريا، نقلت وكالة "مهر" للأنباء، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، نفيه "ما روج عن اعتزام طهران ارسال 4 آلاف جندي الى سوريا".
وقال عراقجي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي "ان الأنباء والتقارير الإعلامية الواردة محض كذب وغير واقعية، ودمشق والجيش السوري ليسا بحاجة لهذا النوع من المساعدات، إذ إن الجيش السوري بإمكانه التصدي للإرهابيين بالاعتماد على امكانياته الذاتية".
وكانت صحيفة "اندبندانت أون صندي" البريطانية، ذكرت الأحد الماضي، أن ايران اتخذت قراراً عسكرياً قبل الانتخابات الرئاسية بإرسال 4000 جندي من حرسها الثوري إلى سوريا، لدعم قوات الرئيس بشار الأسد.
 
 
(أ ش أ)

ديبلوماسيون يتوقّعون دعماً أميركياً لمجلس بديل من "الائتلاف السوري"

أفادت مصادر ديبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى في بروكسيل، أن الولايات المتحدة لم تعد تؤيد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" كما في السابق، مع احتمال دعم الإدارة الأميركية لمجلس عسكري انتقالي بديل من هذا الائتلاف فيما اذا لم يستجب للشروط الأميركية.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تنتظر من ائتلاف المعارضة السورية اختيار هيئة رئاسية له  عاجلاً وكذلك تحديد الوفد المفاوض اذا تقرر عقد مؤتمر جنيف -2، على أن يضم هذا الوفد عسكريين من "الجيش السوري الحر" ولا مانع من مشاركة هيئة تنسيق قوى التغيير الديموقراطي اذا وافقت على وجود قياديين من "الجيش السوري الحر" ضمن الوفد المفاوض، مع استبعادها قبول الهيئة بذلك.
وأشارت إلى أن فشل الائتلاف في التوافق على هيئة قيادية جديدة وتشكيل وفد مفاوض في حال تحديد موعد للمؤتمر الدولي الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا، سيجعل الولايات المتحدة تدعم فكرة هيكل ثالث بديل من "المجلس الوطني" و"الائتلاف الوطني"، تكون فيه حصة "الجيش السوري الحر" والعسكريين نحو 50% من المقاعد، وسيكون عمليا بمثابة مجلس حرب وهو الذي سيقود المرحلة الانتقالية بما فيها من عمل عسكري ومفاوضات وتوزيع للسلطة.

 
معارك عنيفة في دمشق وحلب وبوتين مصرّ على تسليح الأسد
"الثماني": 1،5 مليار دولار للإغاثة وتحقيق دولي في الكيميائي                          
المستقبل...(ا ف ب، رويترز)
بعد يومين من المحادثات الشاقة في إيرلندا الشمالية بين زعماء الدول الكبرى، خرجت قمة مجموعة الثماني أمس باتفاق الحد الأدنى حول سوريا داعية في بيانها الى تنظيم مؤتمر سلام "في اقرب وقت"، معلنة تقديم مليار ونصف المليار دولار مساعدات لسوريا ودول الجوار، وإجراء تحقيق دولي في استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب الدائرة في سوريا.
ومن بين الزعماء الثمانية، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مغرداً خارج السرب حين كرر أمس دعمه نظام بشار الأسد الذي يشن حرباً ضد شعبه اشتدت في دمشق وحلب، من خلال تأكيد استمرار روسيا في إرسال الأسلحة إلى النظام باعتبار نظام الأسد "حكومة شرعية".
ويعكس البيان الختامي لمجموعة الثماني حول سوريا بصيغته الفضفاضة والغامضة، الخلافات العميقة بين موسكو الداعمة لنظام دمشق والغربيين الذين يساندون المعارضة السورية.
وفي اثناء القمة التي استمرت اعمالها ليومين في لوخ ايرن، دارت نقاشات محتدمة بين الغربيين والرئيس الروسي حول سوريا حيث تبادلوا كثيرا الانتقادات والكلام الجارح.
واقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يستضيف القمة بأن "التوصل الى اتفاق لم يكن امرا سهلا" مشيرا الى محادثات "صريحة" بين القادة.
واكد قادة مجموعة الثماني في بيانهم "نبقى ملتزمين بايجاد حل سياسي للازمة" مشددين على تصميمهم على تنظيم ما يسمى مؤتمر جنيف 2 "في اقرب وقت"، علما بانه لم يتحقق اي تقدم لانعقاد هذا المؤتمر منذ اعلانه مطلع ايار من قبل موسكو وواشنطن.
وبحسب النص فان هذا المؤتمر المفترض ان يضم الى طاولة واحدة ممثلين لاطراف النزاع السوريين، ينبغي ان يسمح بقيام "حكومة انتقالية تتشكل بالتوافق المشترك وتتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة".
وهذه الصيغة سبق ان تقررت قبل عام اثناء اجتماع اول في جنيف، لكنها لم تنفذ مطلقا لانها لا توضح مصير بشار الاسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه.
وقال كاميرون انه اذا كان بيان مجموعة الثماني يترك الباب مفتوحا في المستقبل لقوات الامن وخصوصا العسكرية للنظام التي "يجب الحفاظ عليها او اعادتها"، فانه "لا يمكن تصور ان يمارس الاسد اي دور في مستقبل بلاده"، الا ان بيان القمة لم يشر الى الاسد.
غير ان الروس كرروا في لوخ ايرت ان "السوريين فقط" يمكن ان يقرروا مستقبل بلادهم.
وفي مقابلة الثلاثاء مع صحيفة "فرنكفورتر الغيميني تسايتونغ" الالمانية اكد الرئيس بشار الاسد ان تنحيه في الظروف الراهنة "خيانة وطنية".
واخذت مجموعة الثماني علماً بتنامي حضور الجهاديين في المعارضة المسلحة معربة عن قلقها من "الخطر المتنامي للارهاب والتطرف في سوريا ومعربة عن اسفها لكون الطابع "الطائفي" يطغى بصورة اكبر على النزاع. وهي صيغة يمكن ان تستند اليها دمشق التي لم تكف عن التكرار انها تحارب "ارهابيين".
واخيرا دان قادة مجموعة الثماني "اي استخدام للاسلحة الكيميائية في سوريا" وطالبوا بدخول بعثة تحقيق للامم المتحدة الى الاراضي السورية، الامر الذي ترفضه دمشق حتى الان.
وقد سلطت الاضواء على مسألة الاسلحة الكيميائية في الاسبوعين الاخيرين، واتهمت باريس ولندن ثم واشنطن النظام السوري باستخدام غاز السارين السام. غير ان موسكو اعتبرت هذه الادلة غير مقنعة لكنها وافقت في نهاية المطاف على الادانة العامة التي وردت في البيان.
واقر كاميرون بـ"ان الكلمات وحدها لن توقف المعاناة" و"كل يوم يمر بدون مؤتمر يعني يوماً اضافياً من العنف".
الى ذلك سيصرف قادة مجموعة الثماني مساعدة بقيمة مليار ونصف مليار دولار لسوريا وبلدان الجوار.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس ان مشاركة نظيره الايراني المنتخب حديثاً حسن روحاني في مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده لتسوية النزاع في سوريا ستكون "موضع ترحيب اذا كانت مفيدة"، وذلك خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني.
ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استبعاد ارسال شحنات اسلحة جديدة الى النظام السوري وحذر الغرب من تسليح "مجرمين" في النزاع في سوريا.
وصرح للصحافيين في ختام قمة مجموعة الثماني التي عقدت في ايرلندا الشمالية "اذا ابرمنا مثل هذه العقود، علينا تنفيذها".
واضاف الرئيس الروسي "نحن نرسل الاسلحة الى حكومة شرعية طبقا لعقود قانونية".
ودعا زعماء قمة مجموعة الثماني الى اجراء محادثات سلام لحل الازمة السورية "في اسرع وقت".
وفي اشارة الى الاقتراحات الغربية بتسليح المعارضة السورية قال بوتين "نحن ندعو جميع شركائنا مرة اخرى للتفكير ملياً قبل اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة جدا". واضاف "اوروبا تريد ارسال اسلحة الى هؤلاء الناس؟ ماذا سيحدث بعد ذلك لتلك الاسلحة؟ من الذي سيتحكم في الايدي والاماكن التي ستنتهي اليها تلك الاسلحة؟ ربما ينتهي بها الامر في اوروبا".
كما رفض التأكيدات الاميركية والاوروبية ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية. وقال "ليس لدينا حقائق تشير الى استخدام الحكومة السورية مثل هذه الاسلحة".
واضاف "اؤكد لكم انه حتى الان لا يوجد من بين الدول الاعضاء في مجموعة الثماني من يعتقد ان الجيش السوري استخدم (اسلحة كيميائية). البعض يتفق مع رأينا انه لا توجد مثل هذه البيانات".
ورغم تعرضه للضغط من قبل قادة مجموعة الثماني الاخرين للتخلي عن دعمه لنظام الاسد، الا ان بوتين نفى ان يكون قد شعر بالعزلة في القمة. وقال بوتين "بالطبع، الامر لم يكن كذلك.. لقد كانت مناقشة مشتركة. لم يحدث مرة واحدة ان تركت روسيا لوحدها في الدفاع عن مقارباتها لحل للمشكلة السورية".
ميدانيا، تحاول القوات النظامية السورية استعادة معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون معارضون أمس.
وقال المرصد ان القوات النظامية تشتبك مع المقاتلين المعارضين في مناطق زملكا والمليحة (شرق)، وتواصل فرض حصارها على مدينة دوما (شمال شرق)، بينما قصفت مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام (جنوب غرب).
في غضون ذلك، تدور اشتباكات بين قوات الاسد والمقاتلين المعارضين في حي القدم في جنوب دمشق، بحسب المرصد.
وقال رامي عبد الرحمن ان اشتباكات دارت في حي صاخور في شرق حلب وفي المدينة القديمة التي تقع بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة، كما ابلغ المرصد عن وقوع اشتباكات في دمشق وحمص وحماه ودرعا ومدينة دير الزور في شرق سوريا.
وفي محافظة ادلب في الشمال الغربي قال المرصد ان صاروخاً اصاب منزل شخصية دينية مرموقة تعرف بدعمها لمليشيا مؤيدة للاسد اسفر عن مقتل 20 شخصا.
 
انشقاق ديبلوماسية علوية وهروبها وعائلتها من دمشق
("أحرار برس")
أكد ناشطون في الثورة السورية، انشقاق الديبلوماسية العلوية لمى أحمد اسكندر من وزارة الخارجية في دمشق، وهروبها وعائلتها من دمشق.
وأفاد الناشطون أن الديبلوماسية لمى تعمل سكرتيراً ثانياً، وسبق لها أن شغلت منصب قنصل ثان في القنصلية العامة لسوريا في دبي بين سنتي 2005 و2010، وعملت بعد عودتها في الإدارة المركزية بإدارة الإعلام الخارجي بصفة مديرة لمكتب بشرى كنفاني، ثم تم نقلها بعد استلام جهاد مقدسي لإدارة الإعلام إلى إدارة الدراسات والترجمة.
ويذكر أن لمى هي ابنة وزير الإعلام السابق أحمد اسكندر أحمد الذي شغل منصب وزير وعضو قيادة قطرية لمدة عشر سنوات حتى وفاته في دمشق عام .
والجدير ذكره أنه سبق لهيثم حميدان القنصل السوري في كوبا أن انشق عن النظام وانضم لتجمع الديبلوماسيين المنشقين، وهو من الطائفة الدرزية.
 
أوباما أجرى محادثات «متوترة» مع بوتين حول سورية: لا جدوى من التدخل العسكري والحظر الجوي... والتسليح
الرأي..عواصم - وكالات - بعكس ما كان مأمولا، اسهم لقاء الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، مساء اول من امس في ايرلندا الشمالية، في تعمق الخلاف حول الازمة السورية، فيما لم يخرج اوباما باي بديل للتسوية السياسية، حين شكك في ان يؤدي اي تحرك عسكري اميركي كبير في سورية مثل اقامة منطقة حظر جوي الى انقاذ ارواح او تغيير مسار الصراع.
وبدا التوتر على الزعيمين كليهما وهما يتحدثان الى الصحافيين بعد محادثات استمرت نحو ساعتين على هامش قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى، حيث كان بوتين يحملق معظم الوقت في الارض وهو يتحدث بشأن سورية بينما كان اوباما ينظر من وقت لاخر نحو الرئيس الروسي.
وقال بوتين: «مواقفنا غير متطابقة تماما لكن توحدنا نيتنا المشتركة لانهاء العنف ومنع زيادة عدد الضحايا في سورية وحل المشكلات بالطرق السلمية ومن بينها محادثات جنيف».
وأضاف: «اتفقنا على دفع عملية محادثات السلام وتشجيع الطرفين على الجلوس الى مائدة المفاوضات وتنظيم المحادثات في جنيف».
وحاول اوباما تلطيف الجو في نهاية المحادثات بينهما بالحديث عن لعبة الجودو لكن بوتين الذي يحمل الحزام الاسود في اللعبة رد بأن الرئيس الاميركي كان يحاول فقط تهدئته.
وقال اوباما: «في ما يتعلق بسورية لدينا وجهات نظر مختلفة بشأن المشكلة، لكننا نشترك في الاهتمام بخفض العنف وتأمين الاسلحة الكيماوية وضمان عدم استخدامها أو انتشارها».
وأضاف انه ونظيره الروسي أصدرا تعليمات الى معاونيهما للترتيب لعقد مؤتمر «جنيف - 2».
وفي مقابلة اجراها معه الصحافي تشارلي روز وبثتها شبكة «بي بي اس» العامة مساء اول من أمس، رد أوباما على منتقديه الذين يحضونه على التدخل في النزاع السوري، مؤكدا انه ليس هناك حل سهل، وحذر من انه «اذا أقمنا منطقة حظر جوي، فقد لا نكون نحل فعليا المشكلة».
وكان اعضاء في مجلس النواب الاميركي أعلنوا الاسبوع الماضي عن خطط لتسليح المعارضة السورية بعدما خلصت ادارة اوباما الى ان نظام الرئيس بشار الاسد استخدم اسلحة كيماوية.
واتهم بعض اعضاء الكونغرس اوباما بالتردد في الملف السوري، لكن الرئيس الاميركي حذر من مخاطر كبرى قد تواكب العمل العسكري المباشر مكررا التعبير عن تصميمه على عدم التورط في حرب اخرى في الشرق الاوسط.
وردا على دعوات لاغلاق المجال الجوي للطائرات الحربية السورية عبر القوة الجوية الاميركية، قال اوباما: «الواقع ان 90 في المئة من القتلى لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو السوري».
واضاف: «سلاح الجو السوري ليس جيدا بالضرورة، لا يمكنهم التصويب بشكل دقيق جدا»، مشيرا الى ان معظم التحركات تتم «على الارض».
وحول احتمال اقامة «ممر انساني» لانقاذ مدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة، قال اوباما ان مثل هذه الخطوة ستتطلب غارات جوية لا تعرف عواقبها بما يشمل التسبب بالمزيد من القتلى في صفوف المدنيين.
واوضح: «اذا تمت اقامة ممر انساني، فهل هذا يعني بالواقع الالتزام ليس فقط بوقف الطائرات من الوصول الى الممر لكن ايضا الصواريخ؟».
وتابع في المقابلة التي اجريت قبل مغادرته الى قمة مجموعة الثماني: «في حال حصل ذلك، هل يعني انه يجب ضرب الاسلحة في دمشق وان نكون على استعداد حينئذ لقصف دمشق؟ وماذا سيحصل اذا سقط ضحايا مدنيون؟».
وفي تصريحات علنية غير معتادة بخصوص الخيارات العسكرية، قال اوباما ان القصف سينطوي على مخاطر بضرب موقع للاسلحة الكيماوية عن طريق الخطأ ما يمكن ان يؤدي الى انتشار عناصر كيماوية في الهواء».
وتساءل: «هل قمنا بمسح كل منشآت الاسلحة الكيماوية داخل سورية للتأكد من اننا لا نلقي قنبلة على منشأة اسلحة كيماوية تؤدي الى تبعثر اسلحة كيماوية ومقتل مدنيين، وهذا تحديدا ما نحاول منعه».
واوحى اوباما بانه حذر ازاء امداد المسلحين بالمزيد من الاسلحة المتطورة ورفض حجج بعض أعضاء الكونغرس والمعلقين بان مثل هذه الخطوة يمكن ان تغير مسار النزاع.
واضاف: «اي مفهوم يقول بأن الامر يتطلب مجرد بضع مضادات للمروحيات او مضادات دبابات لعكس مسار الامور، اعتقد انه لا يتسم بالواقعية في تحليل الوضع»، مضيفا ان بعض منتقدي الموقف الحالي اقترحوا «ان نتدخل بقوة عبر اقامة مناطق حظر جوي وممرات انسانية وامور اخرى»، مشيرا الى ان ذلك «مجرد حل تبسيطي».
وفي اشارة الى الاجتماعات في البيت الابيض مع ضباط عسكريين قال اوباما: «سيكون من الصعب عليكم ان تفهموا تعقيد الوضع وكيف انه يجب علينا عدم المسارعة للدخول في حرب اخرى في الشرق الاوسط، اذا لم تشاركوا في مثل هذه الاجتماعات».
لكن اوباما رفض ايضا طرح ألا يكون للولايات المتحدة اي دور تلعبه في هذا الخصوص. وقال ان واشنطن «لديها مصالح جدية هناك وليس فقط مصالح انسانية»، مضيفا: «لا يمكننا السماح بوضع حيث تستمر الفوضى في بلد كبير يقع على حدود دولة مثل الاردن الواقعة ايضا على حدود اسرائيل».
واوضح اوباما انه يعارض الوقوف الى جانب السنة في النزاع السوري كما تطالب بعض الاطراف في المنطقة، معتبرا ان ذلك لن يخدم المصالح الاميركية. واضاف ان الادارة الاميركية تريد وجود حكومة متسامحة «غير طائفية» في سورية.
وبعد ان هيمنت الخلافات على اجتماعات مجموعة الثماني بشأن سورية حيث رفض بوتين التوقيع على بيان باسم المجموعة يدعو الى رحيل الاسد، اعرب قادة المجموعة في بيان اتفقوا عليه لاحقا عن تأييدهم الشديد للدعوة لعقد «جنيف - 2» لحل الازمة في سورية «في اقرب وقت ممكن».
ودعا القادة كذلك الى التوصل الى اتفاق بشأن حكومة انتقالية سورية «يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة» مشيرين الى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية واجهزة الامن.
كما اكدت الدول الاعضاء انها «قلقة جدا» من «الخطر المتنامي للارهاب والتطرف في سورية»، معبرين ايضا عن اسفهم لان الطابع «الطائفي» يطغى بصورة اكبر على النزاع.
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان عقد مؤتمر «جنيف 2» يجب الا يعني «استسلام» نظام الاسد.
وقال لافروف في حديث لوكالة «كونا» نشرت نصه وزارة الخارجية الروسية: «نرفض قطعيا القول ان المؤتمر يجب ان يكون نوعا من الاستسلام العلني للوفد الحكومي، يليه نقل للسلطة في سورية الى المعارضة».
وشدد على انه «من المهم للغاية ان يخلق اللاعبون الخارجيون للنزاع مناخا ملائما لتحضير هذا المؤتمر».
وحذر لافروف من «الاستبدال» او «التفسير العشوائي» للافكار الواردة في البيان الذي تم اقراره عقب مؤتمر جنيف في يونيو 2012 والذي ينص خصوصا على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن النظام والمعارضة.
 
الأسد: تدخل «حزب الله» اقتصر على الحدود وكان حتمياً لإنهاء الفوضى فيها
الرأي..برلين - وكالات - نفى الرئيس السوري بشار الأسد استعانة الجيش السوري بـ «حزب الله» في المعارك الداخلية في سورية، لكنه قال ان تدخل الحزب كان حتميا لانهاء الفوضى بعد ان بدأ «الإرهابيون في قصف القرى القريبة منه على الحدود».
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية امس ان «وسائل الإعلام تحاول تصوير أن حزب الله يقاتل لأن الجيش السوري ضعيف. إننا نحقق في الواقع منذ بضعة أشهر انتــــــــــــــصارات كبيرة في مناطق مختلفة، ربما تكون أكثر أهمية من القصير. لكن التقارير الإعلامية لم تتطرق إلى ذلك».
وأكد الأسد أن «لا أحد يقاتل في تلك المناطق سوى الجيش السوري»، مضيفا: «هناك أيضا لجان شعبية تدافع مع الجيش عن مناطقها. وهذا هو أحد أسباب نجاحنا».
وعن دور «حزب الله»، أوضح الأسد: «الإرهابيون بدأوا في قصف القرى القريبة من حزب الله على الحدود، فكان حتميا أن يتدخل الحزب مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى».
وأضاف: «الجيش السوري جيش كبير ويستطيع الإيفاء بمهامه مع المواطنين السوريين في كافة المناطق. ولو كنا نحتاج إلى مساعدة فعلا لكنا جلبنا قوات حزب الله إلى محيط دمشق. فمن المعروف أن هناك معارك على أطراف دمشق، ودمشق أهم بكثير من القصير، وحلب أهم أيضا من القصير، وكل المدن الكبيرة كذلك».
وأوضح الأسد أن «تلك الدعاية تهدف إلى أمرين. الأول إظهار أن حزب الله هو الذي يقوم بالمهمة، والثاني لإثارة الرأي الغربي والدولي ضد حزب الله».
وأكد الأسد أنه لا توجد أي وحدات قتالية لـ «حزب الله» في سورية، موضحا أن «الأمر يقتصر فقط على مقاتلين فرديين على الحدود، حيث كان يتواجد الإرهابيون بالقرب من القصير»، وقال: «هؤلاء المقاتلون دعموا الجيش السوري في عمليات التطهير على الحدود مع لبنان. قوات حزب الله منتشرة في اتجاه إسرائيل ولا يمكنها مغادرة جنوب لبنان».
وسأل الاسد: «مهما أرسل حزب الله إلى سورية فكم يستطيع ان يرسل؟ بضع مئات؟ أنت تتحدث عن معركة يوجد فيها مئات آلاف الجنود من الجيش العربي السوري».
اضاف «بضع مئات تؤثر في مكان.. ولكن لا تستطيع أن تغير الموازين في سورية».
وتابع الرئيس السوري: «حتى لو أرسل حزب الله مقاتلين إلى سورية، فكم سيكون عددهم؟ بضع مئات؟ إننا نتحدث عن معركة مع مئات الآلاف من جنود الجيش السوري، وبضع مئات من الممكن أن تكون لها تأثير في مكان ما، لكن لن تغير من ميزان القوة في سورية».
وجدد الاسد تمسكه بمنصبه، معتبرا التنحي «خيانة وطنية». وقال: «إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية.. ولكن عندما يكون قرار الشعب ان تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر».
اضاف: «كيف تعرف ان الشعب يريدك أن تترك منصبك؟.. إما بالانتخابات أو الاستفتاء».
وشدد الاسد على ان «الرئيس لديه مهمة بحسب الدستور، ولديه فترة رئاسية تنتهي في العام 2014. عندما يكون البلد في أزمة تكون مهمات الرئيس اكبر وليست أقل، فمن الطبيعي الا تترك البلد خلال الازمة».
ووسط استعدادات دولية لعقد مؤتمر سعيا للتوصل الى حل للازمة السورية بمشاركة النظام والمعارضة، اتهم الاسد دولا داعمة للمعارضة بعرقلة عقد المؤتمر الذي اصطلح على تسميته «جنيف 2».
وقال: «بكل الأحوال نحن مقبلون على مؤتمر جنيف (...) ولكن هناك عراقيل خارجية. تركيا، قطر، السعودية، فرنسا، بريطانيا... هذه الدول بشكل أساسي لا ترغب بالحوار وترغب باستمرار الاضطرابات. هذا هو السبب الذي جعل الحوار وانجاز الحل السياسي يتأخر في سورية».
وذكر الأسد أن جيش بلاده يخوض «حربا غير عادية» في مواجهة «الإرهابيين».
وقال: «إننا في حرب غير عادية نفقد فيها السيطرة على بعض المناطق ونسيطر على مناطق أخرى. هذه ليست حرب جيش ضد جيش آخر، فجيشنا يواجه عصابات».
وأضاف الأسد: «ملاحقة الإرهابيين لها ثمن كبير، وإننا لا نشك في أننا سنسحق الإرهابين بالكامل من أرضنا، لكن المشكلة في التدمير الذي يحدث خلال ذلك».
القاهرة تطلب من القائم بالأعمال السوري المغادرة «خلال ساعات»
الرأي.. القاهرة - من حمادة الكحلي :
أبلغت مصر رسميا أمس القائم بالأعمال السوري في القاهرة، ضرورة مغادرته البلاد خلال ساعات، تنفيذا لقرار الرئيس محمد مرسي بقطع العلاقات مع بلاده وإغلاق السفارتين.
وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية إن القائم بالأعمال السوري في القاهرة التقى ومساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية ناصر كامل، حيث حضر الديبلوماسي السوري إلى مقر وزارة الخارجية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي حين رفضت الخارجية التعليق على مضمون ما تم خلال المقابلة، قالت مصادر ديبلوماسية إنه «رغم إبلاغ الخارجية السورية رسميا من خلال بعثتنا في دمشق بقطع العلاقات، فإن مصر فوجئت ببقاء القائم بالأعمال السوري في القاهرة، فتم إبلاغه أيضا وإخطاره بضرورة مغادرة البلاد».
وأوضح أن الأعراف الديبلوماسية تقتضي أن تختار الدولتان سفارة دولة أخرى لتقوم من خلال رعايا البلدين باستخراج الأوراق اللازمة وتلقي الخدمات القنصلية.
 
انفجار يهز حي الميدان في دمشق.. واستهداف أساتذة جامعيين.... «الحر» لـ «الشرق الأوسط»: حلب ليست القصير وحزب الله سينتهي مع النظام

بيروت: «الشرق الأوسط» .... بينما هز انفجار حي الميدان في جنوب شرقي دمشق، شنت الطائرات الحربية النظامية أمس غارات على مواقع «الجيش السوري الحر» في مدينة حلب (شمال سوريا).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «الغارات استهدفت مواقع عسكرية بالقرب من قاعدة كويرس الجوية التي تسعى المعارضة للسيطرة عليها». وأشار الناطق باسم هيئة «أركان الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القوات النظامية تسعى إلى عرقلة تقدم المعارضة باتجاه المطار الذي يملك قيمة استراتيجية بسبب موقعه بين حلب والرقة»، في المقابل تهدف «المعارضة إلى منع طائرات النظام من الوصول إلى المطار لتحييده عن المعركة الدائرة في المنطقة».
ونفى سعد الدين الأنباء عن تقدم الجيش النظامي في حلب، موضحا أن «حلب ليست مثل القصير، فالأخيرة صغيرة وضيقة، بينما محافظة حلب واسعة وحدودية، إضافة إلى الحاضنة الشعبية الداعمة للمعارضة في معظم مناطق حلب». وأشار إلى أن «الجيش الحر يحاصر مقاتلي النظام في أكثر من منطقة في حلب، مثل خان العسل ومطار منغ، إضافة إلى قريتي نبل والزهراء».
وتوعد سعد الدين «عناصر حزب الله المتمركزين في الأكاديمية العسكرية ومعامل الدفاع»، مشددا على أن «نهاية هذا الحزب ستكون مع نهاية النظام السوري».
وردا على قصف القوات النظامية لمواقع المعارضة في حلب، استهدف «الجيش الحر» مواقع عسكرية تابعة للجيش النظامي. وأشار ناشطون إلى أن «مقاتلي الحر قصفوا بقذائف الهاون ثكنة المهلب ومبنى الدفاع المدني، إضافة إلى مقرات للجيش النظامي في جبل شويحنة في ريف المدينة الشمالي»، في حين أفادت مصادر المعارضة بأن «كتائب الجيش الحر تمكنت من إسقاط مروحيتين نظاميتين في مطار منغ العسكري».
وفي شرق البلاد، أفادت مصادر في المعارضة السورية باغتيال عميد كلية التربية في محافظة الحسكة الدكتور نزيه الجندي أمام مدخل الكلية من قبل مسلحين مجهولين. وشهدت سوريا منذ بدء النزاع فيها منتصف مارس (آذار) 2011 العديد من العمليات التي استهدفت عددا من الكوادر التعليمية والطبية، منهم رئيس قسم الجراحة الصدرية في المستشفى الوطني بمدينة حمص (وسط البلاد)، وأستاذ في كلية التاريخ في جامعة حلب (شمالا).
من جهة أخرى، استمرت موجة التفجيرات التي تضرب العاصمة السورية دمشق؛ إذ استهدفت عبوة ناسفة سيارة أستاذة جامعية في حي بستان الدور في منطقة الزاهرة الجديدة بالعاصمة دمشق، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة. وأفادت مصادر أمنية رسمية بأن «الانفجار سببه إلصاق عبوة ناسفة في سيارة أستاذة جامعية (لم تعرف هويتها)، كما أدى إلى إصابة سيارة أخرى وعدد من المارة في الشارع بجراح خطيرة».
وقال ناشطون في دمشق إن «انفجارا هز حي الميدان بالعاصمة دمشق قرب حاجز للجيش النظامي، بالتزامن مع قصف الطيران النظامي لمناطق القابون وجوبر وداريا وبيت سحم، حيث دمر مسجد فاطمة الزهراء».
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر فيه عناصر من «الجيش الحر» وهم يأسرون مقاتلين من الجيش النظامي في حي القدم وسط العاصمة دمشق.
وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن «عددا من الجنود النظاميين قتلوا في اشتباكات عنيفة بمخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة»، وذكر أن «القوات النظامية قصفت بعد ذلك المخيم، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وجرح عشرات آخرين».
وفي السياق نفسه، أفادت لجان التنسيق المحلية بوجود تعزيزات عسكرية ضخمة مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني حاولت اقتحام منطقة الذيابية بريف دمشق. كما أعلنت اللجان استهداف الجيش الحر معاقل القوات النظامية وموقع تمركز دباباته خلف مشفى تشرين العسكري، الذي أصبح معسكرا لعناصر حزب الله ولواء «أبو الفضل العباس» العراقي.
وبث ناشطون معارضون صورا على مواقع الإنترنت تظهر الاشتباكات في حي العسالي، وأفادوا بتصدي «الجيش الحر» للقوات النظامية وقتل العشرات منهم وتدمير دبابتين والاستيلاء على بعض الأسلحة. وأشارت شبكة «شام» الإخبارية إلى أن «كتائب الجيش الحر استهدفت مقرا لتمركز الشبيحة في الطابق الأخير من البرج 17 جنوب حي الميدان بالعاصمة دمشق».
وفي درعا، تعرضت بلدات وقرى داعل وإنخل ووادي اليرموك وتل شهاب والطيبة ومعربة، للقصف من قبل القوات النظامية. كما تدور اشتباكات بين مقاتلين من «الجيش الحر» والقوات النظامية في محيط الفرقة 17 بريف الرقة، وفقا لمصادر المعارضة.
 
سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب على استهداف سوريا... يعلون في معرض باريس: نحن دولة عظمى فلا تتجرأوا عليها

جريدة الشرق الاوسط... تل أبيب: نظير مجلي ... كشفت مصادر عسكرية في إسرائيل، أمس، أن التدريبات التي بدأت في الأسبوع الجاري لسلاح الجو وأعلنت فجأة، قبل يومين، تحاكي سيناريو قصف عدد كبير من المواقع العسكرية في سوريا.
ومع أنها لم تفسر أسباب هذا الاستهداف، فإنها أشارت إلى تصريحات كان قد أدلى بها قائد عسكري إسرائيلي، ونشرتها صحيفة «يسرائيل اليوم»، المقربة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، وجاء فيها أن الولايات المتحدة وإسرائيل «وضعتا إشارات حمراء على 18 موقعا في خريطة سوريا، وهذه المواقع هي عبارة عن مخازن للأسلحة الكيماوية والبيولوجية يسيطر عليها الجيش السوري ويوجد خطر لأن تقع بأيدي التنظيمات المعارضة في سوريا، وأنها ستقصف في حال سقوط نظام بشار الأسد أو اختفائه أو في حال نشوء خطر فعلي لنقل هذه الأسلحة إلى تنظيمات مسلحة مثل حزب الله وغيره. وأن هذه التدريبات تحاكي أيضا احتمال وصول شحنات أسلحة إلى لبنان».
وأضافت أن الولايات المتحدة لا تستعجل التدخل المباشر في سوريا ولكنها تواصل التنسيق على أعلى المستويات مع إسرائيل في متابعة شؤون الأسلحة غير التقليدية وتتفهم قرار إسرائيل قصف هذه المواقع في حال نشوء خطر لأن تقع بأيدي هذه القوى.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد بادر إلى الإعلان عن هذه التدريبات، التي بدأت يوم الأحد الماضي وتستمر حتى نهاية الأسبوع. وقد دوى أزيز الطائرات في سماء إسرائيل طيلة ساعات النهار والليل، خصوصا في المناطق الشمالية. ونفذت غارات وهمية وأخرى فعلية. واخترقت الطائرات سماء لبنان وطارت على خط الحدود مع سوريا.
وفي أعقاب نشر أنباء عن قصف طائرات إسرائيلية مخازن أسلحة سورية قرب مطار المزة، يوم الأحد الماضي، ذكرت مصادر إعلامية أن التدريبات استهدفت عمليا استعراض عضلات أمام النظام السوري حتى لا ينفذ تهديداته بالرد على أي قصف. وقد سئل الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن ذلك، فقال: «نحن لم نعتد على التعليق على مثل هذه الأنباء». وسئل عن علاقة التدريبات بهذه الأنباء فأجاب إن هذه التدريبات مقررة منذ زمن طويل ونفذت في الموعد المحدد بغض النظر عن أي نشر آخر.
وعرضت طائرة تجسس جديدة في هذه التدريبات، هي «هيرمس 900»، التي تعتبر أيضا مقاتلة. وهي طائرة من دون طيار، صغيرة الحجم وقادرة على الطيران لمسافة طويلة والتحليق لمدة أربعين ساعة متواصلة وبحمولة أربعمائة كيلوغرام. وقال الناطق العسكري إن آلات التصوير الحساسة في هذه الطائرة، تستطيع التقاط ومراقبة حتى الأجسام الصغيرة.
جدير بالذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، الذي يشارك في معرض الطيران العالمي في باريس، وضع أمام سوريا ثلاثة خطوط حمراء، في حال تجاوزها ستتحرك إسرائيل ضدها. وهذه الخطوط هي: «أولا - السماح بنقل الأسلحة إلى تنظيمات إرهابية في سوريا نفسها أو في لبنان، ثانيا - تحريك أي نوع من الأسلحة الكيماوية من مكانها بأي شكل من الأشكال، وثالثا - خرق الهدوء القائم في هضبة الجولان». وقال يعلون إن من يتابع معرض الأسلحة في باريس يلاحظ بوضوح أن «إسرائيل دولة عظمى في القدرات العسكرية، أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، ولذلك، على أعدائها أن يعرفوا أنها لم تكن ولن تكون هدفا سهلا لمآربهم العدوانية».
 
بيان باهت لقمة الثماني بعد تصلب بوتين: تأييد «جنيف - 2» وتجنب ذكر مصير الأسد
اينيسيكيلين، لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب
حال تصلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون أي ذكر لمصير الرئيس السوري بشار الأسد في البيان الختامي لقمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ارلندا الشمالية امس، في حين ان بوتين لم يستبعد في مؤتمر صحافي في ختام القمة تبنى خلاله لهجة حادة، إبرام عقود تسليح جديدة مع حكومة دمشق، محذراً من ان الأسلحة التي قد يقدمها الغرب للمعارضة السورية يمكن ان ينتهي بها الأمر يوماً الى استخدامها في أوروبا.
ففي بيان باهت صدر بعد يومين من المناقشات الصعبة، قال قادة الدول الثماني «ما زلنا ملتزمين تحقيق حل سياسي للأزمة على أساس رؤية لسورية ديموقراطية وموحدة وتسع الجميع». وأضافوا «نؤيد بقوة قرار عقد مؤتمر جنيف للسلام في سورية بأسرع ما يمكن»، ودعوا الى التوصل الى اتفاق بشأن حكومة انتقالية «يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة»، مشيرين الى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة الأمن في أي ترتيب مستقبلي.
وأضاف الزعماء الثمانية «اننا قلقون جداً من الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سورية»، معبرين أيضاً عن أسفهم لأن الطابع «الطائفي» يطغى بصورة اكبر على النزاع.
ودان البيان استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية داعياً كل الأطراف للسماح بدخول فريق تحقيق من الأمم المتحدة. كما طالب السلطات السورية والمعارضة الالتزام بتفكيك كل المنظمات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وطردها من سورية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الذي استضاف القمة انه «لا يمكن تصور» ان يلعب الأسد اي دور في اي حكومة انتقالية، في حين استبعد مصدر قريب من المحادثات عقد مؤتمر «جنيف-2» قبل آب (أغسطس) المقبل.
اما بوتين فصرح للصحافيين في ختام القمة انه لا يمكنه استبعاد ابرام عقود اسلحة جديدة مع الحكومة السورية، وقال «اذا ابرمنا مثل هذه العقود، علينا تنفيذها». وأضاف «نحن نرسل الأسلحة الى حكومة شرعية طبقاً لعقود قانونية»، لكنه حذر من ان الأسلحة التي ترسل الى مقاتلي المعارضة السورية يمكن ان ينتهي بها الأمر يوماً ما الى استخدامها في اوروبا.
ونفى الرئيس الروسي ان يكون شعر بالعزلة في القمة على الرغم من اختلافه مع باقي الزعماء حول سبل انهاء الحرب الأهلية في سورية، وقال «لا ليس صحيحاً، ان اختلافنا حول بعض القضايا لا يفسد للود قضية».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان موسكو رفضت القبول بأي اشارة الى مصير الأسد في البيان الختامي. وأضاف أن من المرجح أن يسعى زعماء مجموعة الثماني بمن فيهم بوتين وأوباما لتحقيق تقدم في ما يتعلق بعقد مؤتمر للسلام حول سورية، وهو ما ترى موسكو أنه السبيل الوحيد لتسوية الصراع السوري.
وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما ان من المهم بناء معارضة سورية قوية يمكنها العمل بعد رحيل الأسد. وأضاف بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انهما متفقان على وجود دلائل قوية على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية.
ورحب مسؤول اميركي كبير بنتائج القمة، وقال ان تصديق مجموعة الثماني على مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية يفي بالأهداف التي سعى اليها الرئيس اوباما ومنها ما بحثه مع بوتين.
وأضاف المسؤول الكبير «يحقق البيان الختامي الأهداف بشأن سورية التي سعى اليها الرئيس في محادثاته مع الزعماء الآخرين وبينهم الرئيس بوتين، وخصوصاً في ما يتعلق بعملية سياسية لحل الصراع والتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية والدعم الإنساني للشعب السوري».
اما رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر فاعتبر ان البيان يمثل تحولاً حقيقياً في موقف روسيا، وأضاف «لدينا نتيجة مختلفة تماماً ونتيجة افضل كثيراً مما ظننت اننا سنحققه». وزاد «اعتقد ان ذلك كان تحركاً مهماً جداً من جانب السيد بوتين والروس».
وكان هاربر قال قبل القمة انه يخشى ان يكون الاتفاق في مجموعة الثماني صعباً بسبب دعم بوتين لسورية.
واعتبر موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الأخضر الإبراهيمي امس انه لا يزال يتعين بذل جهود كبيرة لعقد مؤتمر «جنيف-2».
وقال الإبراهيمي خلال اجتماع لوسطاء السلام في مدينة لوسبي جنوب شرقي النروج «اعتقد انه لا يزال يتعين بذل جهود كبيرة للتأكد من انه، عندما سيعقد (مؤتمر) جنيف، سيتم الخروج بنتيجة بناءة». وأضاف انه في ما يخص «الفرقاء انفسهم، لا الحكومة ولا المعارضة مقتنعون بأنها فكرة صائبة. ليس بعد».
وتابع الديبلوماسي الجزائري «نأمل بأن يعقد مؤتمر جنيف-2 هذا في اسرع وقت ممكن، لكن ليس قبل ان يصبح الخروج بنتائج بناءة ممكناً».
على الصعيد الميداني، احتدمت المعارك في مدينة حلب ومحيطها امس، في حين حاولت القوات النظامية استعادة معاقل للمعارضين في محيط دمشق، وفق ما افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطون معارضون.
وقال «المرصد» ان القوات النظامية اشتبكت مع المقاتلين المعارضين في مناطق زملكا والمليحة (شرق)، وتواصل فرض حصارها على مدينة دوما (شمال شرق)، بينما قصفت مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام (جنوب غرب)، في حين دارت اشتباكات في حي القدم في جنوب دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان نظام الأسد «يحاول تحقيق انتصارات في محيط دمشق ليوفر دفعاً معنوياً لمؤيديه»، واعتبر ان «الغوطة الشرقية (في محيط دمشق) مختلفة جداً عن القصير» وسط البلاد، والتي سيطر عليها النظام مدعوماً من «حزب الله» اللبناني في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد معركة استمرت نحو ثلاثة اسابيع.
وقال الناشط احمد الخطيب المقيم في محيط دمشق لفرانس برس عبر سكايب ان الغوطة الشرقية «هي خاصرة دمشق التي يسيطر عليها الجيش (السوري) الحر»، الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين للنظام. وأضاف ان «الغوطة محاصرة اليوم وتقصف بشكل يومي، والجيش الحر يصد محاولات اقتحامها».
 
لافروف: «جنيف-2» لا يعني استسلام دمشق
الحياة...موسكو - ا ف ب، رويترز
اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان عقد مؤتمر «جنيف-2» الدولي للسلام في سورية يجب ألا يعني «استسلام» نظام الرئيس بشار الاسد، وان المعارضة يجب ألا تضع اي شروط مسبقة للمشاركة فيه.
وقال لافروف في حديث الى «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) نشرت وزارة الخارجية الروسية نصه: «نرفض قطعياً القول ان المؤتمر يجب ان يكون نوعاً من الاستسلام العلني للوفد الحكومي، يليه نقل للسلطة في سورية الى المعارضة». وشدد الوزير الروسي على ان «من المهم للغاية ان يخلق اللاعبون الخارجيون للنزاع مناخاً ملائماً لتحضير هذا المؤتمر».
وحذر لافروف من «الاستبدال» او «التفسير العشوائي» للأفكار الواردة في البيان الذي تم اقراره عقب مؤتمر جنيف في حزيران (يونيو) 2012 والذي ينص خصوصاً على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن النظام والمعارضة.
وتابع: «الأمر أصعب مع المعارضة»، مضيفاً أن دعوة المعارضة السورية للإطاحة بالحكومة لا تتماشى مع جهود التوصل إلى توافق على مسار للسلام.
وتسعى روسيا، الحليف الرئيس للنظام السوري، والولايات المتحدة الى تنظيم مؤتمر سلام دولي اطلق عليه اسم «جنيف-2» ويضم ممثلين عن النظام والمعارضة.
وكان من المزمع عقد هذا المؤتمر في حزيران (يونيو) الجاري، لكن بسبب عدم الاتفاق على اسماء المشاركين، فإنه لن يعقد قبل تموز (يوليو) في اقرب تقدير. ومن المقرر عقد اجتماع تحضيري في 25 الشهر.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه اتفق مع نظيره الاميركي باراك اوباما على الاستمرار في الجهود لعقد هذا المؤتمر، وذلك عقب لقاء بينهما الاثنين على هامش قمة مجموعة الثماني في ارلندا الشمالية.
 
أوباما يكرر رفضه التورط في الحرب السورية: الدعوة لحظر جوي أو ممرات إنسانية حل تبسيطي
واشنطن - أ ف ب
شكك الرئيس الأميركي باراك اوباما في أن يؤدي أي تحرك عسكري أميركي كبير في سورية مثل إقامة منطقة حظر جوي إلى إنقاذ أرواح أو تغيير مجرى النزاع في هذا البلد.
ورد اوباما خلال مقابلة بثتها شبكة «بي بي أس» العامة ليل الإثنين، على منتقديه الذين يحضونه على التدخل في النزاع السوري، مؤكداً انه ليس هناك من حل سهل. وحذر من أنه «إذا ما أقمنا منطقة حظر جوي، فقد لا نكون نحل فعلياً المشكلة».
وكان أعضاء في مجلس النواب الأميركي اعلنوا الأسبوع الماضي عن خطط لتسليح المعارضة السورية بعدما خلصت إدارة اوباما إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية.
واتهم بعض أعضاء الكونغرس اوباما بالتردد في الملف السوري، لكن الرئيس الأميركي حذر من مخاطر كبرى قد تواكب العمل العسكري المباشر، مكرراً التعبير عن تصميمه على عدم التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
ورداً على دعوات لإغلاق المجال الجوي للطائرات الحربية السورية عبر القوة الجوية الأميركية، قال أوباما: «الواقع أن 90 في المائة من القتلى لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو السوري». وأضاف: «سلاح الجو السوري ليس جيداً بالضرورة، لا يمكنهم التصويب بشكل دقيق جداً»، مشيراً إلى أن معظم التحركات تتم «على الأرض».
وحول احتمال إقامة «ممر إنساني» لإنقاذ مدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة، قال الرئيس الأميركي إن مثل هذه الخطوة ستتطلب غارات جوية لا تعرف عواقبها بما يشمل التسبب في المزيد من القتلى في صفوف المدنيين. وأوضح أنه «إذا تمت إقامة ممر إنساني، فهل هذا يعني في الواقع الالتزام ليس فقط بوقف الطائرات من الوصول إلى الممر، لكن أيضاً الصواريخ؟».
وتابع في المقابلة التي أُجريت قبل توجهه إلى قمة مجموعة الثماني في إرلندا الشمالية: «وفي حال حصول ذلك، هل يعني أنه يجب ضرب الأسلحة في دمشق وأن نكون على استعداد حينئذ لقصف دمشق؟ وماذا سيحصل إذا سقط ضحايا مدنيون؟».
وفي تصريحات علنية غير معتادة للرئيس بخصوص الخيارات العسكرية، قال اوباما إن القصف سينطوي على مخاطر بضرب موقع للأسلحة الكيماوية عن طريق الخطأ، ما يمكن أن يؤدي إلى انتشار عناصر كيماوية في الهواء».
وتساءل أوباما: «هل قمنا بمسح كل منشآت الأسلحة الكيماوية داخل سورية للتأكد من أننا لا نلقي قنبلة على منشأة أسلحة كيماوية تؤدي إلى تبعثر أسلحة كيماوية ومقتل مدنيين، وهذا تحديداً ما نحاول منعه».
وأوحى أوباما بأنه حذر إزاء إمداد المسلحين بالمزيد من الأسلحة المتطورة ورفض حجج بعض أعضاء الكونغرس والمعلقين بأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تغير مسار النزاع. وأضاف: «أي مفهوم يقول بأن الأمر يتطلب مجرد بضع مضادات للمروحيات أو مضادات للدبابات لعكس مسار الأمور، أعتقد أنه لا يتسم بالواقعية في تحليل الوضع».
وتابع أوباما أن بعض منتقدي الموقف الحالي اقترحوا «أن نتدخل بقوة عبر إقامة مناطق حظر جوي وممرات إنسانية وأمور أخرى»، مشيراً إلى أن ذلك «مجرد حل تبسيطي».
وفي إشارة إلى الاجتماعات في البيت الأبيض مع ضباط عسكريين، قال أوباما: «سيكون من الصعب عليكم أن تفهموا تعقيد الوضع وكيف أنه يجب علينا عدم المسارعة للدخول في حرب أخرى في الشرق الأوسط، إذا لم تشاركوا في مثل هذه الاجتماعات».
لكن اوباما رفض أيضاً طرح ألا يكون للولايات المتحدة أي دور لتلعبه في هذا الخصوص. وقال إن واشنطن «لديها مصالح جدية هناك وليس فقط مصالح إنسانية». وأوضح أنه «لا يمكننا السماح بوضع حيث تستمر الفوضى في بلد كبير يقع على حدود دولة مثل الأردن الواقعة أيضاً على حدود إسرائيل».
وأشار إلى أنه يعارض الوقوف إلى جانب السنة في النزاع السوري كما يطالب بعض الأطراف في المنطقة، معتبراً أن ذلك لن يخدم المصالح الأميركية. واضاف أن الإدارة الأميركية تريد وجود حكومة متسامحة «غير طائفية» في سورية.
 
احتدام المعارك في حلب وريف دمشق ومقتل 20 بصواريخ «غراد» على إدلب
لندن - «الحياة»، رويترز
احتدمت المعارك امس في مدينة حلب وحولها مع محاولات القوات النظامية استعادة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المواجهات تركزت في حي الساخور بالضاحية الشرقية لحلب وكذلك في وسط المدينة القديمة الذي تحول إلى خط تماس بين الطرفين المتقاتلين. وأضاف أن الكتائب المقاتلة استهدفت بقذائف الهاون تجمعات للقوات النظامية في حي الأشرفية، وترددت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى.
كما تأكد استشهاد مقاتل يبلغ من العمر 14 سنة من مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» اثر إصابته في اشتباكات مع القوات النظامية في حي سيف الدولة قبل أربعة أيام.
واستهدفت الكتائب المقاتلة مطار منغ العسكري بعدد من الصواريخ، وسط قصف للطيران الحربي على محيط المطار المحاصر من قبل الكتائب المقاتلة وورود أنباء عن إصابات في صفوف الكتائب المقاتلة. كما استشهد مدير مكتب قائد عسكري في المحافظة اثر استهدافه بقذيفة من القوات النظامية.
وفي محافظة دمشق، انفجرت عبوة ناسفة كانت ملصقة بسيارة أستاذة جامعية في منطقة الأبراج بحي الصناعة في دمشق، ولم يعلم مصيرها حتى اللحظة. كما تم تأكيد مقتل أربعة عناصر من القوات النظامية في انفجار العبوتين الناسفتين تحت المتحلق الجنوبي بحي الزاهرة مساء الاثنين.
وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في بلدتي الذيابية ومخيم الحسينية، وسط قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في البلدتين، وأنباء عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى.
كذلك تعرضت مناطق في مدينتي دوما وحرستا وأطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو لقصف من القوات النظامية، ولم تشر الأنباء إلى إصابات، في حين دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة و»جبهة النصرة» من جهة، وبين القوات النظامية من جهة ثانية، على حاجز البشائر بالقرب من بلدة تلفيتا، وسط محاولات من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على الحاجز. وسقط عنصر من «النصرة» في هذه الاشتباكات.
وفي إدلب، ارتفع إلى 20 عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم اثر القصف بصواريخ «غراد» الذي تعرض له منزل شيخ عشيرة بني عز وعضو مجلس الشعب أحمد المبارك في بلدة أبو دالة (40 كلم جنوب شرقي مدينة معرة النعمان) من قبل القوات النظامية، وفق ناشطين قالوا إن شاحنة محملة بخزان وقود انفجرت داخل منزله بعد القصف. والشيخ معروف بدعمه للنظام السوري حيث اغتالت الكتائب المقاتلة احد معاونيه قبل أيام على الطريق بين ريف حماه الشرقي وبلدة التمانعة.
وفي محافظة حمص، استشهد طفل متأثراً بجروح أصيب بها، في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة الغنطو أول من أمس.
وفي محافظة حماه، تعرضت مناطق في مدينة كفرزيتا بالريف الشمالي لقصف من القوات النظامية، ما أدى إلى اندلاع حرائق في المحاصيل الزراعية.
وفي محافظة دير الزور، دارت اشتباكات في حيي الصناعة والرصافة بمدينة دير الزور، بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في محاولة للأخيرة اقتحام هذه الأحياء.
وفي روما (أ ف ب)، ذكرت الصحف الإيطالية أمس أن شاباً إيطالياً كان ملاحقاً في بلاده لقيامه بتجنيد أشخاص لغايات «الإرهاب»، قتل في معارك إلى جانب المقاتلين المعارضين في سورية.
وأوضحت الصحف أن جوليانو إبراهيم دلنيفو البالغ من العمر 23 أو 24 عاماً ويتحدر من جنوى بشمال إيطاليا تم التعرف إلى هويته من جواز سفره الإيطالي الذي عثر عليه في جيبه.
وجوليانو دلنيفو الذي اعتنق الإسلام في 2008 تحت اسم إبراهيم، خضع للتحقيق بتهمة التجنيد لغايات إرهابية كما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «لاريبوبليكا» عن المدعية العامة في جنوى ميشيل دي ليتشي.
وذكرت كوريري ديلا سيرا أن الشاب دخل إلى سورية في 2012 مروراً بتركيا، وعندما أصبح في داخل البلاد انضم إلى صفوف المقاتلين الشيشان الناشطين في سورية.
 
الرئيس السوري يعتبر التنحي «خيانة وطنية»: عراقيل خارجية تؤخر الحوار والحل السياسي
دمشق - أ ف ب
جدد الرئيس السوري بشار الأسد تمسكه بقيادة البلاد التي تشهد نزاعاً مستمراً من أكثر من عامين، معتبراً التنحي عن منصبه «خيانة وطنية»، وذلك في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت كاملة امس.
وقال الأسد في المقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الغايمنه تسايتونغ»، «إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية... ولكن عندما يكون قرار الشعب أن تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر»، وذلك وفق النص الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا). أضاف: «كيف تعرف أن الشعب يريدك أن تترك منصبك... إما بالانتخابات أو الاستفتاء».
ورفض الرئيس السوري منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له قبل أكثر من عامين، التنحي عن منصبه، وهو مطلب أساسي للمعارضة السورية والعديد من الدول الداعمة لها.
وشدد الأسد على أن «الرئيس لديه مهمة بحسب الدستور، ولديه فترة رئاسية تنتهي في العام 2014. عندما يكون البلد في أزمة تكون مهمات الرئيس أكبر وليست أقل، فمن الطبيعي ألا تترك البلد خلال الأزمة».
وأقر الرئيس السوري بمشاركة عناصر من «حزب الله» اللبناني في المعارك إلى جانب القوات النظامية، مقللاً في الوقت نفسه من تأثير هؤلاء على سير المعارك الميدانية. وشدد على أنه «لا توجد كتائب له (لحزب الله). هم أرسلوا عدداً من المقاتلين على أطراف الحدود حيث يوجد إرهابيون في منطقة الحدود عند القصير، وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية».
وسيطرت القوات النظامية في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والقريبة من الحدود اللبنانية، بعدما كانت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لأكثر من عام.
وسأل الأسد: «مهما أرسل حزب الله إلى سورية فكم يستطيع أن يرسل؟ بضع مئات؟ أنت تتحدث عن معركة يوجد فيها مئات آلاف الجنود من الجيش العربي السوري». وأضاف: «بضع مئات تؤثر في مكان... ولكن لا تستطيع أن تغير الموازين في سورية».
واتهم الأسد دولاً داعمة للمعارضة بعرقلة عقد مؤتمر «جنيف 2»، وقال: «بكل الأحوال نحن مقبلون على مؤتمر جنيف (...) ولكن هناك عراقيل خارجية. تركيا، قطر، السعودية، فرنسا، وبريطانيا... هذه الدول بشكل أساسي لا ترغب في الحوار، بل في استمرار الاضطرابات... هذا هو السبب الذي جعل الحوار وإنجاز الحل السياسي يتأخر في سورية».
 
 
انقسمت سوريا فانقسم معها مغتربوها في الخارج
إيلاف...عبدالاله مجيد          
الاغتراب مرآة الاقامة، فما أن انقسم السوريون في بلدهم حتى انقسموا في مغترباتهم، لكن الجاليات السورية ما زالت تعيش الخوف من المخابرات وكتبة التقارير، قلقًا على عائلات ما زالت تقطن في الوطن الدامي.
لندن: يتذكر زاهر شهاب بوضوح كيف سمع النبأ لأول مرة، إذ كان طالب دكتوراه في جامعة باث جنوب انكلترا على موعد مع استاذه المشرف على رسالته الأكاديمية، عندما راعه أن يرى فايسبوك يعج بالشائعات عن مقتل عائلته.
وأكدت الاتصالات الهاتفية العاجلة مع الأهل موت والدته وشقيقه وعمته واثنين من أعمامه، واثنين من ابناء عمومته كانوا يعملون في حقول مزرعتهم في ضاحية داريا في ريف دمشق، عندما سقط عليهم صاروخ. فتوفي عمه في الحال، وعندما هرع شقيقه ووالدته واقاربه لنجدته سقط صاروخ آخر قتلهم معه.
وبعد نحو عام على الحادث، ما زال شهاب (29 عامًا) في حالة صدمة، ويقول انه حتى الآن لا يصدق ما حدث، وان والديه كانا يعيشان حياة ريفية ولا يشاركان في اي نشاط سياسي، "وكانا فخورين بدراستي في بريطانيا".
اليوم، يمكن أن تُسمع اصداء المصاب الذي فُجع به شهاب في بيوت آلاف السوريين البريطانيين، بعد أن زاد عدد ضحايا الحرب المستعرة في سوريا على 93 الف قتيل، و1.6 مليون لاجئ و4.25 مليون مهجر في بلدهم.
قلق دائم
انخرط في النزاع مقاتلون اجانب، بينهم أكثر من 100 مواطن بريطاني، بحسب بعض التقارير. وفي ايار (مايو) الماضي، قُتل البريطاني من اصل سوري علي المناسفي (22 عامًا) من منطقة آكتون غربي لندن، وهو يقاتل ضد قوات نظام بشار الأسد في صفوف إحدى الجماعات الاسلامية.
وفي الشهر نفسه، قُتل الطبيب عيسى عبد الرحمن (26 عامًا)، الذي ترك عمله في احد مستشفيات لندن للعمل متطوعًا في منظمة "يدًا بيد من اجل سوريا". وقُتل عبد الرحمن اثناء محاولته توفير اسعافات طبية لمواطني بلده.
لم يسبق أن كان مجتمع المغتربين السوريين البريطانيين الصغير، ويُقدر عددهم بنحو أربعة إلى عشرة آلاف، منقسمًا كما هو الآن. وفي السنوات التي سبقت الانتفاضة، تزوج بشار الأسد من إحدى بنات هذا المجتمع، بعد أن التقى اسماء الأخرس، ابنة طبيب القلب المقيم في لندن فواز الأخرس، اثناء دراسته طب العيون إبان التسعينات. لكن غياث الجندي، الذي يعيش في بريطانيا منذ 14 عامًا، يقول أن السوريين البريطانيين يعيشون كابوسًا على مدار الساعة.
وكان الجندي الذي يعمل باحثًا في منظمة القلم هرب من التعذيب والسجن في نظام الأسد. وقال الجندي لصحيفة غارديان انه قلق دائم على الأشخاص من اصل سوري، "فأنت حتى عندما تكون نائمًا تقلق على اهلك وعلى جيرانك وعلى اصدقائك".
الجالية المندمجة
وكانت تجارة القطن هي التي حملت أوائل السوريين إلى شواطئ بريطانيا في القرن التاسع عشر، وما زال مهاجرون يملكون معامل في مدن شمالية مثل برادفورد وليدز، بحسب نديم شحادة من معهد تشاتهام هاوس للأبحاث.
وقبل الانتفاضة، كانت هذه العائلات التجارية ترتبط بعلاقات مع سوريا، وتتنقل بين البلدين لأغراض التجارة في غالب الأحيان. واتسع حجم هذه الجماعة الصغيرة من المغتربين في الستينات والسبعينات بموجة جديدة من الهجرة بسبب انعدام الاستقرار السياسي والتأميمات، إلى جانب اجتياح النظام السوري لبنان. وازدادت زيارة الوطن صعوبة بسبب الخدمة العسكرية الالزامية لمدة 30 شهرًا.
وأسهم في رفد المغتربين بأعداد جديدة القمع الوحشي ضد الخصوم السياسيين، مثل الاسلاميين في الثمانينات كمجزرة حماة. وكان مجتمع المغتربين التقليدي ينظر احيانًا بريبة إلى الوافدين السياسيين الجدد، بحسب مالك عبدة، الصحافي السوري المولود في بريطانيا.
ويعتبر افراد الجالية الذين غالبيتهم من الميسورين والمهنيين أنفسهم جماعة أكثر تقدمًا واندماجًا بالمجتمع البريطاني من الجماعات المهاجرة الأخرى. لكن ما زالت هناك اواصر متينة تربطهم بالوطن الأم.
ويقول عبدة أن المنتديات كانت تلتئم كل ليلة جمعة بين رجال الجالية في منطقة آكتون حيث نشأ عبدة فضلا عن عقد اجتماعات أكبر عندما يصل زوار بارزون من سوريا إلى بريطانيا. وكانت تقام حفلات خاصة تُقدم فيها أكلات سورية شعبية، وتُقام أعراس ومآتم ايضا.
الخوف... الخوف
لكن الباحث شحادة يرى أن زواج الأسد من اسماء الأخرس، وتخفيف قانون الخدمة العسكرية الالزامية، أحدثا تحولًا كبيرًا. فشُكلت الجمعية السورية البريطانية، وبدأ سوريو المهجر يعملون في المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي شكلتها اسماء، واصبحت الجالية كلها أكثر نشاطًا، بحسب شحادة.
كما ظن المجتمع الدولي أن الأسد صاحب مشروع اصلاحي، فإن كثيرين من السوريين البريطانيين نظروا إلى صهر فواز الأخرس على انه رجل متعلم يمكن أن يساعد في لئم الجروح ومعالجة الشروخ. ونقلت صحيفة غارديان عن شحادة وصفه فواز الأخرس بالقول: "كان لطيفًا جدًا، وكانت الآمال معقودة على قيامه بدور الجسر إلى النظام لإحداث تغيير".
ما لم يتغير كان ابتعاد الجالية عن الأضواء والسياسة. يقول شحادة: "لم تكن هناك قط اجتماعات أو احزاب سياسية أو حتى مطبوعات مثل اصدار جريدة للسوريين البريطانيين". ويقول العديد من السوريين البريطانيين أن غياب السياسة اللافت كان نتاج ثقافة الخوف التي اشاعها نظام البعث حتى في المهاجر وتجمعات المغتربين.
ويقول كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني المتزوج من سورية، أن مخبري النظام المبثوثين بين المغتربين أبقوهم في خوف من الانتقام من اهلهم في الوطن. ونقلت صحيفة غارديان عن دويل قوله: "ان الاختلاف مع بلد مثل العراق في عهد صدام حسين كان هروب العراقيين جماعيًا وكانت العائلات لا تعود قط خوفًا من انتقام النظام لمغاردتها البلد، لكن الكثير من السوريين البريطانيين غادروا قبل الأزمة للعمل أو الدراسة في الخارج بسبب انعدام الفرص في سوريا، وبالتالي بقي العديد من اقاربهم في سوريا، ومن يتحدث عن النظام يدرك أن الأجهزة الأمنية ستضايق عائلته".
وتقول رازان سفور (19 عامًا) التي ولدت ونشأت في بريطانيا، إنها تربت على قول ما يدور في ذهنها، لكنها صُدمت عندما بدأت تتعلم العربية في مدرسة تابعة للمغتربين السوريين في لندن. وقالت: "إذا تحدثتُ عن المعارضة كانت البنات الأخريات يخفن وينظرن اليّ نظرات غريبة، وعندما كنتُ أهم بقول شيء كانت معلمتي توقفني متوجسة من أن يكون ما أقوله خطأ".
كتبة التقارير
قال شحادة أن المغتربين السوريين في عموم أوروبا كانوا يشعرون بوطأة هذا الوضع. واضاف أن صديقًا له كان يحتسي القهوة في باريس مع ثلاثة سوريين آخرين احدهم صديق حميم. بعد ذلك، قال له هذا الصديق انه سيكتب عنه تقريرًا لأنه روى قصة لا تنم عن احترام للرئيس.
وأوضح كاتب التقرير انه لا يعرف الرجلين الآخرين، "وإذا كتبَ احدهما تقريرًا يقول فيه اني كنتُ حاضرًا، ستكون أمام اسمي علامة استفهام وستتضرر مصالحي وتفقد شقيقاتي وظائفهن، وقد اتعرض للاعتقال، فأرجوك حتى إذا كنا بمفردنا لا تحكي لي نكاتًا كهذه، لأني لن اكون واثقا من انك لا تريد ايقاعي في مصيدة".
ويقول ساير الحاج، وهو ناشط سوري كردي يقيم في بريطانيا منذ اكثر من 10 سنوات، انه تعرض لمضايقات من السفارة السورية بما في ذلك اختراق بريده الالكتروني، "وقالوا انهم من المخابرات السورية، ثم استدعتني السفارة وقالت لي أن احضر".
ويقول شهاب أن السفارة تحركت بسرعة حين اندلعت التظاهرات الأولى في سوريا، وان بعثته من جامعة دمشق أُلغيت لتأييده المتظاهرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الآن يخاف على حياته إذا عاد إلى سوريا. واضاف: "في كل سفارة مكتبًا مسؤولًا عن متابعة السوريين في البلد، والسوريون يعرفون ذلك".
مع تزايد اعداد القتلى، وتصاعد أعمال العنف، اصبح كثير من السوريين البريطانيين أكثر حدة في التعبير عن آرائهم مع النظام أو ضده. وقال القس نديم نصار أن العلاقات والصداقات وحتى الزيجات في مجتمع المغتربين السوريين دُمرت. واضاف: "الاستقطاب حدث بسرعة كبيرة، بين الموالين والمناوئين للنظام، ومجتمع المغتربين الآن منقسم انقسامًا عميقًا، ولدي صديق كاد يطلق زوجته بسبب اختلاف آرائهما، ولا اعتقد أن هناك بيتًا واحدًا افراد العائلة فيه متفقون في آرائهم، لأنها قضية شديدة التعقيد".
تهديدات في الشوارع
لدى بعض الموالين للنظام مصالح خاصة في بقائه، في حين يخشى آخرون مما سيحدث بعد سقوط النظام. وأسهم العنف الطائفي وتدخل قوى خارجية في تعميق هذه المخاوف. وقالت منظمة "سوريون في بريطانيا"، التي تدعو إلى التغيير بالطرق السلمية أن اعضاءها تلقوا تهديدات وتعرضوا لاعتداءات جسدية وشفهية في شوارع لندن, واجتماعيا، تأثر التفاعل بين العائلات السورية نتيجة العنصرية والتطرف، بحسب المنظمة.
ويقول كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، أن مثل هذا الغضب ليس مستغربًا إزاء هول ما يجري، "حيث يُعذب الاطفال وتُغتصب النساء وتُسوَّى احياء كاملة بالأرض". وكان أحد أهداف هذا الغضب فواز الأخرس، الذي تعرض منزله في غرب لندن لهجوم.
وكانت صحيفة غارديان كشفت في آذار (مارس) الماضي رسائل الكترونية مسربة يقدم فيها الأخرس نصائح إلى الأسد، بما في ذلك كيف يتعامل مع شريط فيديو تظهر فيها قوات النظام وهي تعذب اطفالا.
وسحبت الجمعية الطبية السورية البريطانية الجائزة التي قدمتها إلى الأخرس تقديرًا لخدماته. ويقول الدكتور محمد الحاج علي، الذي يعمل في الحملة الانسانية السورية البريطانية، والذي زار مخيمات اللاجئين في الاردن وتركيا: "ان ايصال بعض المساعدات إلى الشعب السوري على الأقل أخذ يقرب من جديد بين المغتربين هنا".
في هذه الأثناء، انصب تركيز وسائل الاعلام على قصص السوريين البريطانيين الذين عادوا إلى وطنهم للقتال. ويعتقد عضو مجلس النواب من مدينة برمنغهام خالد محمود أن اعدادًا كبيرة من المسلمين البريطانيين يقاتلون في سوريا، لكن لا يُعرف عدد السوريين البريطانيين منهم.
وقالت سفور لصحيفة غارديان انها تعرف شبابًا سافروا للقتال في سوريا، ورأوا اشخاصًا يموتون امامهم، ولكن اثنين فقط كانا من السوريين البريطانيين.
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,252,214

عدد الزوار: 6,942,199

المتواجدون الآن: 120