قصف واشتباك في العاصمة وعشرات الشهداء بغارات على حلب وحمص و«أجناد الشام» يعلن بدء قصف مقار رئاسية وأمنية في دمشق

واشنطن تردّ على خامنئي: لم ولن نتعاون عسكرياً مع طهران وأوباما: تعرُّض الأسد لطائراتنا يؤدّي إلى إطاحته

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 أيلول 2014 - 6:23 ص    عدد الزيارات 2431    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن تردّ على خامنئي: لم ولن نتعاون عسكرياً مع طهران وأوباما: تعرُّض الأسد لطائراتنا يؤدّي إلى إطاحته
المستقبل...ا ف ب، رويترز، العربية، نيويورك تايمز
حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس النظام السوري بشار الأسد من إسقاط نظامه في حال قيام الدفاعات الجوية السورية بالتصدي للمقاتلات الأميركية في غارات محتملة على تنظيم «داعش» في سوريا، مع ردّ أميركي واضح على طهران بلسان وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة لا تنسق ولن تنسق عسكرياً مع طهران.

وفي عرقلة إيرانية واضحة للجهود العالمية لقتال التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، قال الزعيم الأعلى في إيران السيد علي خامنئي إنه رفض شخصياً عرضاً من الولايات المتحدة للتعاون في قتال «داعش»، مع نقل وسائل إعلام تركية عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن الجيش التركي يعد خططاً لاحتمال إقامة «منطقة عازلة» على الحدود الجنوبية للبلاد في مواجهة تهديد «داعش» في كل من العراق وسوريا.

فبعد أن أثارت مستشارة بشار الأسد، بثينة شعبان، حفيظة الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما حذرت عبر قناة «سي إن إن» من اختراق المجال الجوي السوري لضرب «داعش»، مهددة بأن «دمشق قد تسقط الطائرات الأميركية لأنها أتت من دون إذن واعتدت على سيادة سوريا»، أسرع الرئيس الأميركي بجواب مباشر من خلال ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» رد فيه على شعبان قائلاً: «إذا فكر الأسد وأمر قواته بإطلاق النار على الطائرات الأميركية التي تدخل المجال الجوي السوري، فسندمر الدفاعات الجوية السورية عن آخرها، وسيكون هذا أسهل لقواتنا من ضرب مواقع داعش».

ونقلت الصحيفة الأميركية عن أوباما أنه تابع قائلاً «إن مثل هذا العمل من قبل الأسد سيؤدي إلى إطاحته».

أميركياً، أعلن وزير الخارجية جون كيري أمس، أن الولايات المتحدة لن تنسق «عسكرياً» مع إيران في المواجهة مع تنظيم «داعش»، إلا أنها تريد مواصلة «المناقشات السياسية» التي بدأتها مع طهران على هامش المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

وقال كيري في باريس رداً على أسئلة عدد من الصحافيين الذين رافقوه من واشنطن «لن ننسق مع إيران لكننا منفتحون على النقاش» بشأن سبل استئصال المتطرفين في «داعش».

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أعلنت قبل ذلك «نحن لا ننسق ولن ننسق عسكرياً (مع طهران).. وربما تتاح فرصة أخرى.. في المستقبل لمناقشة مسألة العراق».

وأنهى كيري في باريس الاثنين جولة ماراتونية على عدد من الدول بهدف بناء الائتلاف الدولي بوجه تنظيم «داعش». وأضاف كيري أن الولايات المتحدة ناقشت مع إيران مسألة محاربة تنظيم «داعش» «على هامش اجتماعات مجموعة الخمسة زائد واحد» بشأن الملف النووي الإيراني، مضيفاً «إبقاء إمكانية الحوار مفتوحة مع إيران بشأن هذا الملف».

وجاء كلام كيري رداً على تصريحات للمرشد الأعلى للثورة علي خامنئي قال فيها إن إيران رفضت طلباً أميركياً للتعاون معها بشأن الحرب ضد تنظيم «داعش»، إلا أن كيري رفض التعليق مباشرة على كلام خامنئي.

وقال خامنئي متحدثاً لدى خروجه من المستشفى حيث خضع لعملية جراحية في البروستات إنه منذ الأيام الأولى لهجوم المتطرفين «طلبت الولايات المتحدة من خلال سفيرها في العراق تعاوناً ضد داعش. رفضت إيران لأن أيديهم ملطخة بالدماء».

وأضاف أن «وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) وجه أيضاً طلباً شخصياً الى (نظيره الإيراني) محمد جواد ظريف الذي رفض» كذلك.

واعتبر أن الولايات المتحدة كانت تبحث «عن ذريعة لتفعل في العراق وسوريا ما تفعله في باكستان، أي قصف المواقع التي تريد من دون إذن» من الحكومة الباكستانية، في إشارة الى الغارات بطائرات بلا طيار على قواعد حركة طالبان.

ولم تتلق إيران المتاخمة للعراق دعوة للمشاركة في المؤتمر الذي جمع الاثنين في باريس ممثلي نحو 20 دولة ولا سيما دول الخليج العربية، لتحديد دور كل منها في الائتلاف الدولي الذي تسعى واشنطن إلى تشكيله لمحاربة المتطرفين.
 
قصف واشتباك في العاصمة وعشرات الشهداء بغارات على حلب وحمص و«أجناد الشام» يعلن بدء قصف مقار رئاسية وأمنية في دمشق
المرصد السوري
أصدر الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، بياناً في شريط مصور، أعلن فيه عن بدء عملية استهداف مناطق «رئاسية وعسكرية وأمنية» في دمشق، فيما سجل أمس اشتباك في وسط العاصمة دمشق بين مسلحين من المعارضة وقوات الأمن التابعة للنظام. وفي يوميات الاعتداءات على المدنيين، سجلت سلسلة غارات على حلب فيما قصف النظام تلبيسة في حمص بالبراميل المتفجرة

دمشق: قصف واشتباكات

وقال الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في بيانه: «بعد المجازر المروعة والقصف الهمجي الحاقد الذي عاد ومارسه النظام على المناطق المحاصرة، وبخاصة في دمشق وغوطتيها، والذي طال التجمعات المدنية والأحياء السكنية، فذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء، لا سيما في بلدت الغوطة الشرقية المحاصرة، فإننا رداً على النظام المجرم، ووفاء منا لأهلنا المحاصرين، نعلن إطلاق المرحلة الثانية من عملية صواريخ الأجناد، والتي ستستهدف: المنطقة الرئاسية في حي المالكي والمنطقة الأمنية والعسكرية في حي المزة 86، وذلك باستخدام صواريخ كاتيوشا، المصنعة محلياً في معامل دفاع الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام«.

ودعا البيان المواطنين للابتعاد عن المناطق السابقة قائلاً: «وعليه فإننا نهيب بأبنائنا المدنيين الابتعاد عن محيط المناطق المذكورة، بدءاً من صباح يوم الثلاثاء الـ16 من أيلول عام 2014«.

وكان الاتحاد الإسلامي أعلن في نهاية الأسبوع الأول من شهر آب الماضي، في بيان عن المرحلة الأولى من عملية «صواريخ الأجناد (...) رداً على مجازر النظام المجرم التي ارتكبها في عيد الفطر المبارك بحق الغوطة الشرقية المحاصرة«.

وأدت عشرات القذائف التي أطلقها الاتحاد الإسلامي حينها، على مناطق في وسط العاصمة دمشق، إلى استشهاد 31 مواطناً على الأقل، من ضمنهم 4 أطفال و 3 مواطنات، و4 عناصر من الدفاع الوطني، إضافة لسقوط عشرات الجرحى، وأضرار مادية في ممتلكات مواطنين.

وأمس سقط ما لا يقل عن 10 قذائف على أماكن في منطقتي الدويلعة وكشكول، ما أدى لإصابة 6 مواطنين بجراح، وأنباء عن 3 جرحى آخرين، كذلك سقطت قذائف عدة على مناطق في مخيم اليرموك، من دون معلومات عن إصابات.

وإلى ذلك، سمعت أصوات إطلاق نار كثيف في الزاهرة القديمة وسط العاصمة فجر أمس، ناتجة عن اشتباك عنيف دار بين مقاتلين من طرف، وعناصر حاجز لقوات النظام من طرف آخر، في منطقة الزاهرة القديمة، ترافق مع استقدام قوات النظام لتعزيزات من عناصره إلى الحي واستنفار في المنطقة المحيطة، ما أدى لاستشهاد 3 مقاتلين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز.

وفي محافظة ريف دمشق، سقطت قذائف عدة على مناطق في ضاحية الأسد، في حين تجددت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر بالقرب من بلدة حتيتة الجرش في الغوطة الشرقية. كما نفذت قوات النظام حملة مداهمات لمنازل مواطنين في شارع الجلاء ومنطقة أخرى في بلدة جديدة عرطوز بالغوطة الغربية، في حين تعرضت مناطق في الطريق الواصل بين قرية إفرة وبلدة دير مقرن بوادي بردى، لقصف من قوات النظام.

حمص

وفي محافظة حمص، تعرضت مناطق في مدينة تلبيسة لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، ما أدى لاستشهاد 15 مواطناً على الأقل بينهم 3 أطفال وسيدة وعدة مقاتلين. واستهدف مقاتلو المعارضة بعدد من القذائف تمركزات لقوات النظام في ريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن الإصابات حتى الآن، بينما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية بصاروخ، آلية على طريق تدمر ـ حمص، قالوا إنها تقل عناصر من قوات النظام، ما أدى لإعطابها، وأنباء عن خسائر بشرية.

حلب

وفي حلب استشهد 11 شخصاً بينهم امرأة جراء قصف جوي، على أماكن في منطقة المرجة وبالقرب من دوار جسر الحج في مدينة حلب، بينما سقط عدد من الجرحى بعضهم في حالات خطرة، وأنباء عن سقوط عدد آخر من الشهداء والجرحى.
 
قذيفة على الجولان والقوة الدولية تغادر الهضبة
«المستقبل»، أ ف ب
قالت الإذاعة الإسرائيلية إن قذيفة هاون انفجرت امس، في أرض خالية في الجانب الإسرائيلي من معبر القنيطرة الحدودي على هضبة الجولان بعد إطلاقها من الجانب السوري.

ولم تسفر القذيفة عن وقوع إصابات أو أضرار، بحسب الإذاعة التي رجحت أن يكون إطلاق القذيفة ناجماً عن المعارك الدائرة في الطرف السوري من الحدود بين قوات النظام وقوات المعارضة.

ويذكر ان عدة قذائف هاون سقطت على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع سوريا خلال الاشهر الماضية نتيجة القتال الدائر في الجانب السوري.

وبسبب تردي الأوضاع الأمنية في الهضبة السورية، غادر المئات من عناصر قوة الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار في هضبة الجولان امس الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها اسرائيل، كما افاد مصور لوكالة «فرانس برس«.

وعبرت قافلة كبيرة تابعة للامم المتحدة ظهر امس منطقة فض الاشتباك التي تم ترسيمها في 1974 بين اسرائيل وسوريا. وابتعدت هكذا عن منطقة المعارك بين جنود الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين وبينهم عناصر من جبهة النصرة.

ويوشك مقاتلو المعارضة على السيطرة على محافظة القنيطرة، الجزء الذي لا تحتله اسرائيل في هضبة الجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولم تكشف الامم المتحدة في الوقت الراهن عن سبب مغادرة القافلة. لكن عشرات العناصر في القوة الدولية اسروا اخيرا او تعرضوا للهجوم من الجانب السوري من هضبة الجولان.

وتعد قوة الامم المتحدة في الجولان 1233 رجلا يتحدرون من ست دول هي الهند وفيجي والفيليبين وايرلندا وهولندا والنيبال. وتم اخيرا تجديد مهمتها لستة اشهر بحيث تنتهي في 31 كانون الاول 2014.

واسرائيل في حالة حرب مع سوريا رسميا وهي تحتل منذ 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان واعلنت احتلالها رغم ان هذا القرار لم يلق اعترافا من المجتمع الدولي. وما يزال حوالى 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت السيطرة السورية.
 
جددت مطالبتها المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته
السعودية: محاربة «داعش» تتطلب دعم العراق وتسليح المعارضة السورية
واس
أكد مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي ترأسها أمس ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ضرورة التصدي للتطرف بكل أشكاله وأكد دعمه للحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي، فيما شدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمته أمام مؤتمر باريس لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» ودعم العراق، أن «داعش» تجاوز جغرافيته في العراق والشام وبات يشكل خطراً يتهدد الجميع، ومحاربته تتطلب تسليح المعارضة السورية ودعم الإئتلاف الوطني السوري.

مجلس الوزراء

فقد اطلع مجلس الوزراء السعودي على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، من الرئيس الأميركي باراك أوباما ونتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ، وعلى نتائج مباحثات ولي العهد مع وزير خارجية مملكة الدانمارك مارتن ليد جارد، ومع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول لويد جيه أوستن.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية (واس)، عقب الجلسة أن مجلس الوزراء استعرض بعد ذلك جملة من التقارير حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً، خاصة الجهود المبذولة للتصدي للإرهاب في المنطقة وللتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه، وشدد في هذا السياق على البيان الصادر في ختام الاجتماع الاقليمي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، وما أكد عليه البيان من التزام مشترك للوقوف بوجه التهديدات التي يجسدها الإرهاب بكل أشكاله للمنطقة والعالم ، بما في ذلك ما يدعى بتنظيم «الدولة الإسلامية« في العراق.

ورحب مجلس الوزراء بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وحصولها على ثقة مجلس النواب العراقي، معرباً عن الأمل في أن يسهم ذلك في عودة الأمن والاستقرار للعراق وترسيخ الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف مكونات شعبه لبناء عراق آمن ومزدهر.

وبمناسبة، بدء أعمال الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، جددت المملكة مطالبتها المجتمع الدولي بحماية حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأعربت عن أسفها الشديد لعدم اتخاذ موقف حاسم وشجاع لإنهاء معاناة الشعب السوري الذي فقد أكثر من 191 ألف إنسان وضعفهم من الجرحى على يد النظام السوري الفاقد للشرعية، كما جددت تأكيداتها على مواقفها الثابتة من نبذ الإرهاب والتطرف ورفضها وإدانتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب من قبل التنظيمات الإرهابية باسم الإسلام والإسلام منها بريء.

الفيصل

وفي باريس أكد وزير الخارجية السعودية أن التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش« قد تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يشكل خطرا يهدد الجميع ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن الفيصل قوله، في مداخلة خلال مؤتمر «الأمن والسلام في العراق« في باريس، قوله: «يأتي اجتماع اليوم بعد تطورات سياسية وأمنية عاصفة شهدتها الساحة العراقية والتي تضع هذا البلد أمام مفترق طرق بين ماض شهد حالة من الاضطراب السياسي والعنف الطائفي وأشكال التدخل الخارجي المصحوبة بتحديات هددت سيادته ووحدته الوطنية ، ويمثل حاضره فرصة لخروجه من هذا المأزق مع قيام حكومة جديدة نأمل أن يتوفر فيها التوازن السياسي الذي افتقدته الحكومة السابقة ورئيس للدولة يوفر ضمانة للدستور وراعيا لأمن واستقرار الوطن«.

وأضاف انه «من حق العراق علينا ونحن نجتمع اليوم أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي موفرين للحكومة ورئيس الدولة الجديد ما يساعدهما على المضي قدما في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب، والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي في إطار من الضمانات المؤسسية«.

وشدد وزير الخارجية السعودي على أن «تحدي «داعش« الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلا من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح المنطقة، والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منهم وأفكارهم وأفعالهم«.

وحث الفيصل على «توفير كل أشكال الدعم الضروري للمعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في الائتلاف الوطني لتمكينها من التصدي المزدوج لتنظيم «داعش« ولنظام يعمل على تغذية هذا التنظيم والاستفادة منه لضرب المعارضة السورية المشروعة، واستغلاله كذراع إضافية لإيقاع مزيد من المعاناة والعذاب على الشعب السوري المنكوب«.

واشار الفيصل، في ختام مداخلته، الى أن المملكة العربية السعودية خصصت مبلغ (500 مليون) دولار أميركي لتغطية الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي وستستمر في مؤازرة العراق إلى أن يستعيد عافيته.

وقال «تود حكومة المملكة العربية السعودية أن توضح في سياق أعمال مؤتمرنا هذا أن محاربة الإرهاب مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة بل كل الدلائل تشير إلى أن هذه المواجهة سيطول أمدها ولن تكون خاتمتها بالانتصار على «داعش« مع حتمية هذا الأمر فكما أن الارهاب لم يتوقف بالقضاء على بن لادن ودحر القاعدة فإن نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على «داعش« ومن هذا المنطلق فإننا نرى ضرورة أن يستمر هيكل التنظيم المزمع إقامته لمحاربة «داعش« أن يستمر على الأقل عشر سنوات حتى نضمن بإذن الله زوال هذه الظاهرة البغيضة«.
 
مؤتمر باريس يشرّع محاربة «داعش» ... وسورية تغيب عن القرارات
باريس - رندة تقي الدين وأرليت خوري { طهران - محمد صالح صدقيان { بغداد - «الحياة»
أكد البيان الختامي لـ «مؤتمر الأمن والسلام في العراق» الذي أنهى أعماله في باريس أمس، دعم بغداد سياسياً وعسكرياً في حربها على تنظيم «داعش». وأشاد بالحكومة الجديدة، متعهداً مساعدتها في توطيد الأمن والاستقرار. وغابت المسألة السورية عن البيان الختامي للمؤتمر، لكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل طالب بأن تشمل الغارات مواقع «داعش» في هذا البلد، وقال إن الحرب ستستغرق عشر سنوات للتخلص من التنظيم ومن النظام في دمشق. وتعرض المؤتمر الذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم واتخذ قراراً بمواجهة «داعش»، لانتقاد شديد اللهجة من مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، الذي اتهم الولايات المتحدة بـ «الكذب»، كما انتقدته فصائل شيعية عراقية، بينها تيار مقتدى الصدر، مهددة بالانسحاب من المعركة ضد التنظيم، وبالعودة إلى المقاومة ومهاجمة الأميركيين «إذا عادوا».
وكان مؤتمر باريس خرج بقرارات، منها «التمسك بوحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته»، وأشاد بالحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي، متعهداً دعمه في «توطيد سيادة القانون، وتطبيق سياسة لتعزيز وحدة الصف الوطني، وتحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين».
وأكد المؤتمر أيضاً أن تنظيم «داعش» يمثل خطراً «يهدد العراق والمجتمع الدولي برمته»، ودان «الجرائم والفظائع الجماعية التي يرتكبها هذا التنظيم بحق المدنيين والأقليات، وشدد على ضرورة «إنهاء وجود داعش في المناطق التي يتمركز فيها بالعراق، عبر دعم الحكومة الجديدة بالوسائل الضرورية، وبالمساعدة العسكرية الملائمة»
وذكَّر الحكومة العراقية بضرورة «دعم تطلعات الشعب العراقي، واحترام حقوق الإنسان في إطار اتحادي يمتثل للدستور وحقوق الأقاليم ووحدة البلاد».
واتفق المشاركون في المؤتمر على «مواصلة الجهود المبذولة حتى الآن وتعزيزها وفق تطور الأوضاع الميدانية في مجال المساعدة الإنسانية وفي حالات الطوارئ المقدمة إلى الحكومة العراقية والسلطات المحلية، واستعدادهم لمساعدة العراق في جهوده لإعادة البناء بغية تحقيق تنمية عادلة لكل المناطق».
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية العراقي عن أسفه لغياب طهران عن المؤتمر، وقال: «شددنا على مشاركة إيران، إلا أن القرار ليس في يدنا».
وقال خامنئي فور خروجه من المستشفى بعد خضوعه لجراحة في البروستات: «طلبت الولايات المتحدة من خلال سفيرها في العراق تعاوننا ضد داعش فرفضنا، لأن أيديهم ملطخة بالدماء».
وتبدو اللهجة الإيرانية الجديدة مختلفة تماماً عن تلك التي سادت في الأيام الأولى لدخول «داعش» إلى الموصل، حين أكد الرئيس حسن روحاني أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق، «إذا طلبت منا الحكومة ذلك»، ولم يستبعد التعاون مع واشنطن للتصدي للمقاتلين المتطرفين.
ولمح معصوم الى هذا الموقف عندما قال في كلمته أمس، إن «أي تحرك ضد تنظيم داعش يجب أن يضم إيران»، مشيراً الى أهميتها «من الناحية الجيوبوليتيكية للعراق»، وأضاف: «ليس المهم أن يشارك الجميع في الحرب، بل المهم أن يشاركوا في القرار».
وبالتزامن مع الموقف الإيراني، أعلن الصدر في بيان رفضه التدخل الأميركي في العراق، وهدد باللجوء الى المقاومة وقال: «قرر البيت الأسود العودة إلى الهجوم على الأراضي العراقية، أرض الأولياء والصالحين، بل والمعصومين. ولعل هذا القرار الأميركي جاء بعد ندم واشنطن على انسحابها الصوري».
وأضاف: «على الحكومة العراقية عدم الاستعانة بالمحتل أياً كان ولو بحجة داعش، فلا وجود لها إلا في المخيلة، بل هي صنيعة الأميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية وثانيها، على المجاهدين في أي منطقة من مناطق العراق المغتصبة في حال تدخل القوات الأميركية أو غيرها براً أو بحراً ، مباشرة أو غير مباشرة، الانسحاب من تلك المناطق في أسرع وقت ممكن، فالاستعانة بالظالم ولو كان على الظالم حرام».
 
المعارضة تنقل «الحرب» إلى قلب دمشق
واشنطن - جويس كرم { لندن، نيويورك - «الحياة»
نقلت المعارضة السورية المعركة مع النظام إلى قلب دمشق أمس، ونفّذت هجوماً مباغتاً في منطقة الميدا - الزاهرة القديمة، ما أثار توتراً أمنياً في العاصمة كونها المرة الأولى التي يصل فيها المعارضون إلى هذه النقطة وسط دمشق، بعدما كانوا يكتفون بقصفها بقذائف الهاون، أو خوض معارك في الأحياء القريبة، مثلما يحصل حالياً في حي جوبر.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكاً عنيفاً» دار بين عناصر المعارضة وبين حاجز لقوات النظام في الزاهرة القديمة، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين. لكن مواقع إخبارية تابعة للنظام أوضحت أن «مجموعة إرهابية حاولت التسلل إلى منطقة الزاهرة القديمة حيث خرج (أفرادها) من نفق ضمن مقبرة الحقلة وهاجموا إحدى النقاط العسكرية، وتم التعامل معهم والقضاء عليهم». وأقفلت غالبية مدارس الزاهرة القديمة والجديدة ومنطقة القاعة، في ظل مخاوف من هجوم يشنه المعارضون.
وأمس أصدر «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بياناً في شريط مصور أعلن فيه بدء استهداف مناطق «رئاسية وعسكرية وأمنية» في دمشق، وفق ما أورد «المرصد». وأعلن «الاتحاد الإسلامي»، في بيانه، إطلاق «المرحلة الثانية من عملية صواريخ الأجناد، والتي ستستهدف: المنطقة الرئاسية في حي المالكي، والمنطقة الأمنية والعسكرية في حي المزة 86»، ودعا المواطنين إلى الابتعاد منها بدءاً من اليوم.
وعشية انتهاء هذا الإنذار، سقط ما لا يقل عن 10 قذائف على منطقتي الدويلعة وكشكول في العاصمة السورية، ما أدى إلى إصابة 9 أشخاص.
في غضون ذلك، أفيد بأن الأحياء الواقعة تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» (داعش) في دير الزور باتت «محاصرة» كلياً عن العالم الخارجي بعد تفجير جسر السياسية على نهر الفرات، ما يعني أن المؤن لم يعد في الإمكان إيصالها إلى مناطق المعارضة سوى من خلال قوارب تعبر النهر، في حين تتحكم قوات النظام ببقية المعابر البرية إلى قلب المدينة. وكان لافتاً أن الحكومة السورية اكتفت بالقول إنها وجّهت ضربات لعناصر تنظيم «داعش» وتمكنت من «قطع خطوط إمدادهم داخل مدينة دير الزور»، من دون أن تتبنى صراحة المسؤولية عن تفجير الجسر، في حين سارعت قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني إلى القول إن قوة من الكوماندوس السوري نفّذت تفجير الجسر الاستراتيجي فوق الفرات.
وواصلت قوات النظام أمس هجومها على منطقة الدخانية شرق دمشق وتمكنت من تحقيق مزيد من التقدم فيها بعدما كانت المنطقة قد سقطت أخيراً في أيدي المعارضة. لكن هذا التقدم، كما يبدو، جاء بثمن مرتفع، إذ أفيد بأن عشرات الجنود قُتلوا خلال الهجوم لاستعادة الدخانية وبينهم رئيس فرع الاستخبارات الجوية في دمشق العقيد رضا حافظ مخلوف المتحدر من القرداحة.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ونقلت فيه عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله إنه سيرد على أي تحرك من نظام الرئيس بشار الأسد ضد الغارات التي ستستهدف «الدولة الإسلامية» في سورية. وقال أوباما خلال اجتماعات عقدها مع خبراء أميركيين في السياسة الخارجية للبحث في الاستراتيجية ضد التنظيم، إنه «في حال تجرأ (الأسد) على فعل ذلك (التصدي للطائرات الأميركية) فسيأمر القوات الأميركية بمحو مضاداته الدفاعية» وهذا الأمر «أسهل من ضرب داعش، كون المواقع الدفاعية معروفة للنظام». واعتبر الرئيس الأميركي، وفق ضيوفه، «أن مثل هذا التحرك من الأسد سيؤدي إلى إطاحته».
وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن قوة «أندوف» الدولية العاملة في الجولان سحبت قواتها من «بعض المواقع» بسبب خطورة الوضع الأمني. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة في منطقة عمل أندوف، ما اضطرها الى سحب جنودها وإخلاء بعض المواقع، من دون أن يقع أي اشتباك بينها وبين الأطراف المتقاتلة». وأضاف حق أن «أياً من جنود أندوف لم يصب بأذى» وأن «الانسحاب تم لأسباب أمنية» إلى الجانب الإسرائيلي من الجولان.
 
مقتل قائد كبير للنظام في ريف دمشق... ودير الزور «محاصرة» بعد تفجير جسر استراتيجي
لندن - «الحياة»
واصلت قوات النظام السوري هجومها على منطقة الدخانية شرق دمشق وتمكنت من تحقيق مزيد من التقدم فيها بعدما كانت المنطقة قد سقطت أخيراً في أيدي مقاتلي المعارضة. لكن هذا التقدم، كما يبدو، جاء بثمن مرتفع، إذ أفيد بأن عشرات الجنود قُتلوا خلال الهجوم لاستعادة الدخانية وبينهم رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق العقيد رضا حافظ مخلوف المتحدر من القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاءت معارك الدخانية في وقت عُزلت المناطق التي تسيطر عليها «الدولة الإسلامية» في مدينة دير الزور عن العالم الخارجي بعد تفجير جسر السياسية على نهر الفرات، ما يعني أن المؤن لم يعد في الإمكان إيصالها إلى مناطق المعارضة سوى من خلال قوارب تعبر النهر.
وفي التطورات الميدانية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «اشتباكات تدور بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، من طرف آخر، في منطقة الدخانية على أطراف العاصمة دمشق، وسط أنباء عن تقدم جديد لقوات النظام في المنطقة». وأشار إلى مقتل رجل وفتى نتيجة قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة عين ترما القريبة، في حين «ارتفع إلى 7 بينهم طفلان اثنان ومواطنة عدد الشهداء الذين قضوا بقصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما» في الغوطة الشرقية.
كما لفت «المرصد» إلى وقوع «اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر بالقرب من بلدة حتيتة الجرش في الغوطة الشرقية، ومعلومات أولية عن تمكن قوات النظام من استعادة نقاط سيطرت عليها النصرة والكتائب (أول من) أمس». وتابع أن «قوات النظام قصفت مناطق بالقرب من بلدة حتيتة الجرش»، ونقل عن ناشطين اتهامهم قوات النظام باستخدام غازات خلال القصف، و «معلومات أولية عن إصابات».
وفي الإطار ذاته، نشرت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، نبأ مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق العقيد رضا حافظ مخلوف الملقب بـ «أبو الليث». وأشارت الصفحات إلى أن مخلوف قُتل خلال الاشتباكات التي تدور بين الثوار وقوات النظام في محيط الدخانية في ريف دمشق، يوم السبت، من ضمن ٦٨ عنصراً موالياً قتلوا في المواجهات.
ويذكر أن مخلوف يتحدر من بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.
وفي إطار مرتبط، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة ضبطت نفقاً في مدينة عدرا العمالية بريف دمشق بطول 500 متر وعمق 11 متراً يمتد من مؤسسة المياه في الجزيرة 11 باتجاه كازية الباز ومجهزاً بالإنارة والتهوئة كانت تستخدمه العصابات الإرهابية في عملياتها الإجرامية بحق المدنيين».
في غضون ذلك، ارتفع منسوب التوتر بين «جبهة ثوار سورية» و «جبهة النصرة» في ريف إدلب. إذ طالبت قيادة «جبهة ثوار سورية»، في بيان أصدرته، بـ «محاكمة شرعية علنية ومصوّرة» بينها وبين «النصرة»، من أجل الفصل في النزاع الحاصل بينهما في مناطق عدة في ريف إدلب.
وأكد البيان أن تأخر «جبهة النصرة» في الاستجابة لمبادرة «الجبهة الإسلامية» الصادرة في رمضان الماضي أدى إلى احتقان لدى «أسر الشهداء» الذين قتلتهم «النصرة» في المناطق التي دخلتها بدعوى «الحرب على المفسدين»، وهو ما أدى إلى اشتباكات بين أسر هؤلاء القتلى و «النصرة» ولم تستطع «جبهة ثوار سورية» منع حصولها، على ما قالت في بيانها.
وجاء في البيان «إن الصبر في هذا الموضع ليس ضعفاً، وإنما تجنب للفتنة التي ستخدم نظام الأسد ودولة البغدادي». وأضافت «جبهة ثوار سورية»: «لا يوجد عدو لنا على التراب السوري إلا بشار الأسد ونظامه ودولة البغدادي (الدولة الاسلامية) ومن معها من المفسدين الذين أسرفوا وقتلوا المئات من مقاتلي الجيش الحر». ونفت الجبهة بالتالي البيان الذي ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي نهاية الاسبوع الماضي والذي يتضمن إعلانها «النفير العام» من أجل قتال «جبهة النصرة».
جسر السياسية في دير الزور
وفي شرق سورية، أفاد «المرصد» بأنه «سُمع دوي انفجار على أطراف مدينة دير الزور، صباح اليوم (أمس)، حيث أدى التفجير إلى انهيار جزء من جسر السياسية الاستراتيجي، والذي يعد المنفذ الوحيد الواصل بين المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة دير الزور، والجهة الشرقية من نهر الفرات، أو ما يعرف باسم «منطقة الجزيرة»، لتصبح بذلك مدينة دير الزور محاصرة، حيث إن الإمدادات العسكرية والمساعدات الغذائية والإنسانية، لن يعود بالإمكان إدخالها إلى المدينة، إلا من طريق الزوارق عبر نهر الفرات، بسبب سيطرة قوات النظام على معابر عياش من الجهة الغربية والبانوراما من الجهة الجنوبية ومعبر هرابش من الجهة الشرقية، لتدخل المدينة بذلك في حصار بري».
وجاء تفجير الجسر بينما تعرض حي الحويقة في مدينة دير الزور لقصف من قوات النظام، كما نفّذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في حي الصناعة في المدينة، بينما «تدور اشتباكات في حيي الجبيلة والرشدية بالمدينة بين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» وقوات النظام». وأوضح «المرصد»، من جهة أخرى، أن الغارة التي نفذها الطيران الحربي على مدينة الميادين في ريف دير الزور «استهدفت مبنى العيادات الشاملة والذي يعد مقراً لـ «المحكمة الشرعية» التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة، ومعلومات عن سقوط جرحى بينهم عناصر من تنظيم الدولة».
أما وكالة «سانا»، فأوردت أن قوات الجيش السوري تمكنت «من القضاء على أعداد من إرهابيي تنظيم «دولة العراق والشام» وقطع خطوط إمدادهم داخل مدينة دير الزور»، من دون أن تشير صراحة إلى مسؤولية النظام عن تفجير السياسية. وتابعت «أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة اشتبكت أيضاً مع إرهابيي التنظيم في حي الجبيلة ونزلة الرديسات بالمدينة وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين». لكن قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» ذكرت ان القوات السورية هي من فجر الجسر.
في غضون ذلك، نقل «المرصد» عن مصادر في محافظة دير الزور أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أبلغ أهالي بلدة الشعفة في اجتماع في أحد المساجد «بوجوب تسليمهم السلاح الذي في حوزتهم، وتسليم مجهولين قاموا بإنزال رايات التنظيم من فوق مدرسة البلدة وخزان المياه في الشعفة». وأضاف أن التنظيم «أنذر أيضاً أبناء بلدة الشعفة بأن أي منزل سيتم تفتيشه ويتم العثور فيه على الأشخاص الذين أنزلوا رايات تنظيم الدولة الإسلامية فإنهم سيقومون بتفجير المنزل».
وفي محافظة الحسكة، تحدث «المرصد» عن «استمرار الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وتنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر، بالقرب من بلدة تل حميس في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة القامشلي، حيث تمكنت وحدات الحماية من السيطرة على المزيد من القرى في المنطقة، ليرتفع إلى 14 عدد القرى والمزارع التي تمكنت الوحدات من السيطرة عليها حتى الآن خلال الاشتباكات» الدائرة منذ السبت.
وفي محافظة القنيطرة، أشار «المرصد» إلى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، بالقرب من منطقة عين النورية... كما نفذ الطيران الحربي غارات عدة على أماكن في منطقتي بريقة وبئر عجم» التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل فترة.
 
معارك في قلب دمشق بعد هجوم مباغت للمعارضة
لندن - «الحياة»
في تطوّر لافت، وقعت أمس مواجهات في قلب العاصمة السورية بين قوات النظام ومجموعة من الثوار تمكنت من التسلل إلى منطقة الميدان - الزاهرة القديمة وشنت هجوماً مباغتاً على مواقع القوات المؤيدة للرئيس بشار الأسد. وعلى رغم أن معارك طاحنة تجرى منذ شهور في أحياء عدة في العاصمة السورية وضواحيها، مثل حي جوبر شرق دمشق وحي الحجر الأسود جنوبها، كما يقوم المعارضون من حين إلى آخر بقصف وسط دمشق بمدفعية الهاون، إلا أن هذه المرة التي يتمكن فيها مقاتلو المعارضة من الوصول إلى قلب المدينة، على رغم التعزيزات الأمنية الكبيرة التي يضعها النظام لتأمين العاصمة.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من محافظة دمشق أن «أصوات إطلاق نار كثيف سُمعت في الزاهرة القديمة وسط العاصمة فجر اليوم (أمس)، ناتجة من اشتباك عنيف دار بين مقاتلين من طرف، وعناصر حاجز لقوات النظام من طرف آخر، في منطقة الزاهرة القديمة، ترافق مع استقدام قوات النظام لتعزيزات من عناصره إلى الحي واستنفار في المنطقة المحيطة». وأشار إلى «استشهاد 3 مقاتلين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز».
لكن موقع «الإخبارية» التابع للنظام أوضح أن «مجموعة إرهابية حاولت التسلل إلى منطقة الزاهرة القديمة حيث خرج (أفرادها) من نفق ضمن مقبرة الحقلة وهاجموا إحدى النقاط العسكرية، وتم التعامل معهم والقضاء عليهم». وذكر أن جنود الجيش السوري طوّقوا المنطقة «تميهداً لعملية تمشيطها»، لافتاً إلى أن «غالبية مدارس الزاهرة القديمة والجديدة ومنطقة القاعة تم اغلاقها حفاظاً على سلامة الطلاب والمدرّسين».
وكان ناشطون قد قالوا قبل ذلك «إن مواجهات عنيفة دارت بعد منتصف الليل (ليلة الأحد - الإثنين) في حي الميدان الدمشقي إثر هجوم مفاجئ شنته كتائب الثوار على حاجز مارينا في الزاهرة القديمة، وسط حال من الاستنفار من قوات (النظام) ... واعتلاء القناصة أسطح الأبنية السكنية في محيط مقبرة الحقلة»، وفق ما أوردت «تنسيقية منطقة الصالحية» في دمشق. وذكرت أن المواجهة كانت عبارة عن «حرب حقيقية» حيث سُمعت أصوات اشتباكات عنيفة واعتلى قناصة أسطح المنازل «مع سماع أصوات التكبير في حي الميدان والزاهرة».
وسُجّل انتشار أمني كثيف بالقرب من مقبرة الحقلة وفي منطقة القاعة، كما قامت قوات النظام بشن حملة دهم للمنازل قرب جامع ضبا. وتزامن ذلك، وفق ما قال ناشطون، مع «تعزيزات عسكرية تحت جسر المتحلق من جهة الزاهرة، وحظر للتجول في الزاهرة القديمة وصولاً إلى دوار البطيخة».
 
مقتل إسلامي ماليزي في سورية يفجّر حالة من التعاطف تقلق الحكومة
كوالالمبور - رويترز -
فجر مقتل إسلامي ماليزي في سورية حالة من الرثاء على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما كشف عن تعاطف كامن مع قضية إسلاميين متشددين يسبب صداعاً أمنياً لحكومة كوالالمبور.
واجتذب لطفي عريفين وهو ناشط سابق في الحزب الإسلامي الماليزي المشارك في تحالف المعارضة الماليزية الكثير من الأتباع على وسائل التواصل الاجتماعي بنشره المتكرر للصور والتسجيلات المصورة ودعوته إلى الجهاد من جبهة القتال في سورية.
وقال مقاتل ماليزي آخر في سورية على موقع «فايسبوك» إن لطفي توفي الأحد متأثراً بجروح أصيب بها الأسبوع الماضي خلال هجوم لقوات الحكومة السورية قتل فيه أيضاً مقاتل ماليزي آخر يدعى محمد فضلان شاهدي. ويقول هؤلاء الماليزيون إنهم يقاتلون في صفوف «أجناد الشام» وهي جماعة تعمل قرب العاصمة السورية دمشق، والتي حرصت أخيراً على أن تنأى بنفسها بعيداً من «الدولة الإسلامية» ومن «جبهة النصرة» جناح «القاعدة» في سورية.
وامتدح نك عبده نك عزيز - عضو اللجنة المركزية في الحزب الإسلامي الماليزي وابن زعيمه الروحي - لطفي وقال على «فايسبوك» إنه «شهيد» وحكى عن الزيارة الأخيرة التي قام بها لطفي لماليزيا العام الماضي وكيف أنه شارك في جهود الإغاثة التي نظمها الحزب في مواجهة الفيضانات. كما نشر قسم الخدمة الاجتماعية في الحزب رثاء للطفي ونشر صورة له على «فايسبوك».
ويعتقد مسؤولو الأمن أن هناك عشرات الماليزيين يقاتلون في العراق وسورية بعضهم في صفوف «الدولة الإسلامية».
ودان رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق متشددي «الدولة الإسلامية» في بيان في آب (أغسطس) الماضي.
 
القوات الكردية تتقدم في ريف القامشلي وتطرد «داعش» من 14 قرية والناطق باسم «بي واي دي» لـ («الشرق الأوسط») : لا ننسق مع النظام.. وأسلحتنا أميركية اشتريناها من تجار

بيروت: نذير رضا .... أحرز المقاتلون الأكراد، تقدما واسعا في ريف القامشلي في محافظة الحسكة (شمال سوريا)، إثر اشتباكات بدأت الخميس الماضي لطرد مقاتلي «داعش» من المنطقة، وتمكنت، بمساعدة مقاتلين من عشائر عربية، من استعادة السيطرة على 14 قرية. ونفت وحدات حماية الشعب الكردي اتهامات بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في تلك المناطق، ومؤكدة أن التنظيم يتخذ من المدنيين دروعا بشرية.
وتواصلت الاشتباكات في ريف الحسكة، أمس، بالقرب من بلدة تل حميس في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة القامشلي، ليرتفع إلى 14 عدد القرى والمزارع التي تمكنت الوحدات من السيطرة عليها حتى الآن خلال الاشتباكات الدائرة منذ أيام قليلة، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووصف مصدر بارز في المعارضة السورية هذا التقدم بأنه «المرحلة الأولى من الهجوم»، لافتا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المؤشرات تقود إلى أن وجهة المقاتلين الأكراد، هي السيطرة على تل حميس التي تعد أبرز المدن التي يسكنها أكراد، وتخضع لسيطرة (داعش)». وأشار إلى أن مقاتلين من عشائر عربية تشارك في المعركة، وخصوصا مقاتلين من عشيرة شمر، مؤكدا أن المقاتلين الأكراد استفادوا من الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي نفذته القوات الحكومية ضد معاقل «داعش» في المنطقة، مما مهد الهجوم على التنظيم. ولفت المصدر إلى أن القوات الحكومية «توفر التغطية النارية في كامل أرياف الحسكة، وفي داخل المدينة حيث يشتبك (داعش) مع قوات النظام السوري في حي غويران».
لكن الناطق باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بي واي دي» نواف خليل، نفى لـ«الشرق الأوسط» أي تنسيق مع النظام السوري، مؤكدا أن المناطق التي يقصفها النظام «لا يوجد فيها أي فصيل أو مقاتل كردي»، مستدلا بالاتفاق مع الجيش السوري الحر في كوباني (عين عرب) بريف حلب الملاصق للرقة. وقال: «لا يمكن أن يكون هناك تنسيق مع المعارضة في الرقة، وتنسيق مع النظام في الحسكة»، مشيرا إلى أن قوات الحماية الكردية قدمت عشرات الشهداء في الحرب ضد النظام، وخصوصا في قرى ريف حلب، ما ينفي أي تقارب بيننا.
وأكد خليل أن مقاتلي «داعش»، «يأخذون السكان المدنيين دروعا بشرية، مما يعيق تقدمنا في أكثر من مكان، ويبطئ سير المعركة العسكرية»، مشيرا إلى أن «المعركة مع (داعش) في هذا الوقت انطلقت، وسنستعيد تل حميس بريف القامشلي، وسنطرد (داعش) من كل المناطق التي يمكن أن تشكل تهديدا للمدنيين في المنطقة الكردية، سواء بريف الحسكة أم بريف الرقة أو ريف حلب».
ويطرح التقدم الميداني الذي حققه الأكراد، علامات استفهام كبيرة حول نوع المساعدة التي يتلقونها لشن هجوم متزامن في أكثر من مكان، وسط ترجيحات معارضين سوريين بأن النظام السوري أو واشنطن دعم الأكراد في المعركة ضد «داعش». لكن خليل، نفى لـ«الشرق الأوسط» مشاركة النظام، أو «حزب الله» في التخطيط للمعارك، كما نفى الحصول على الأسلحة من النظام أو من واشنطن.
وقال: «قادتنا الذين يمتلكون خبرات 25 عاما من القتال في حرب العصابات، يتمتعون بإمكانيات كبيرة على صعيد التخطيط وتنفيذ الهجمات»، مؤكدا في الوقت نفسه أن السلاح «موجود معنا منذ بدأنا استعداداتنا للدفاع عن أنفسنا عام 2011، كما أننا نمتلك إمكانيات مالية كبيرة تتيح لنا شراء السلاح من السوق السوداء، تدخل إلينا عبر مصادر متعددة، بينها عبر كردستان العراق، وأخرى من الداخل السوري». وأضاف: «صحيح أننا نحمل أسلحة أميركية، لكننا لم نحصل عليها من واشنطن، بل اشتريناها من تجار أسلحة»، مشددا على أن المناطق الكردية في سوريا التي تعادل ضعف مساحة لبنان الجغرافية، كما مساعدات التجار والمتمكنين الأكراد توفر إمكانيات مالية تكفي لشراء الأسلحة، وقد امتلكنا صواريخ حرارية مضادة للدروع والدبابات، وهي أفضل الأسلحة الموجودة معنا.
وفي سياق متصل بالمعارك، أدان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، «المجازر التي ترتكبها ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي (بي واي دي) بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل»، وقال إن مقاتلي «واي بي جي»، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، «ارتكبت مجزرة بحق المدنيين، الأحد الماضي، في قرى تل خليل والحاجية وشرموخ بريف محافظة الحسكة، راح ضحيتها 55 شهيدا، بينهم 13 طفلا و5 سيدات»، لافتا إلى «إبادة أسرة كاملة بعد استهداف منزلها بقذائف «الآر بي جي، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان».
وحذر الائتلاف حزب الاتحاد الديمقراطي من الاستمرار باعتداءاته المتكررة بحق المدنيين في محافظة الحسكة وريفها، مؤكدا أن هذه التصرفات تصب في سياق مخططات النظام الرامية لإثارة الفوضى وخلق حالة من الاقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع السوري، معتبرا أن «الاستمرار بهذا النهج يمهد ويشجع لنمو التطرف الطائفي والعرقي في المنطقة».
لكن الحزب الكردي، نفى على لسان المتحدث باسمه، ارتكاب مجزرة، مؤكدا «إدانة أي عملية قتل لأي مدني»، مشددا على أننا «نقف بحزم ضد أي انتهاك لحقوق الإنسان».
وأصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب، في وقت لاحق، بيانا أوضحت فيه أنه «إثر تقدم قواتنا في القرى، لجأت عصابات (داعش) المهزومة كعادتها إلى ممارساتها الخارجة عن كل القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بالحروب والنزاعات المسلحة، إذ حجزت المدنيين ومنعتهم من الانسحاب من ساحات المعارك واستخدمتهم كدروع بشرية»، مضيفة أن «(داعش)، توجه نحو تنفيذ إعدامات ميدانية جماعية للمدنيين بينهم أطفال ونساء بعد اتهامهم بالتعامل مع وحدات حماية الشعب».
وقال قيادة الوحدات الكردية إن «سكان شرموخ الجدعان استنجدوا بوحداتنا مساء الأحد، طالبين إنقاذهم من العصابات التي تحتجزهم وتمنع نزوحهم وعائلاتهم عن القرية تحت طائلة القتل والتنكيل»، ناقلة عن أحد وجهاء القرية قوله إن «هؤلاء قتلوا أعدادا منهم ممن أبدوا امتعاضهم من تصرفاتهم وحاولوا النزوح، ويهددون بقتل الباقي إذا لم يشاركوهم في القتال جنبا إلى جنب»، مشيرا إلى أن ذلك «دفع قواتنا لوقف القتال في محيط القرية وعلى أطرافها لأكثر من 4 ساعات حفاظا على أرواح المدنيين». وقال البيان إن «(داعش) قصف المناطق السكنية في أحياء قامشلي، مما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم أطفال ونساء وجرح آخرين، واستمر هذا القصف على المدنيين بشكل متقطع حتى منتصف الليل».
 
جدل في دمشق بشأن المستفيد الحقيقي من ضرب أميركا لـ«داعش».. الأسد أم المعارضة والحديث عن الضربات يأتي في وقت واجه فيه النظام انتقادات غير مسبوقة من مواليه

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: آن برنارد .... ساءت حظوظ الرئيس بشار الأسد على مدار الشهرين الماضيين بسبب الهزائم الميدانية وظهور بوادر جديدة للشكوك بين قاعدته السياسية، في حين تستمر الحرب الأهلية في سوريا دون أن تلوح نهايتها في الأفق.
ولكن في الوقت الحالي، يعتقد الأسد ودائرة مقربيه أنهم حصلوا على مهلة - سياسية على الأقل - بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه قد يشن ضربات في سوريا ضد تنظيم «داعش»، وفقا لمحللين وأصدقاء الحكومة السورية الذين يقولون إنهم على اتصال مع المسؤولين في دمشق.
ويقول هؤلاء الأشخاص إنه بالنسبة للأسد ومستشاريه المقربين يمثل القرار الأميركي انتصارا لاستراتيجيته القديمة: بالتخلص من أي معارضة معتدلة تواجه حكمه، وإقناع العالم بأنه يواجه خيارا واضحا بينه وبين المسلحين الإسلاميين الذين يهددون الغرب.
ولكن هناك أيضا مخاوف في دمشق من أن الغارات الجوية الأميركية المحتملة في سوريا، التي سوف تكون جزءا من حملة تصعيد ضد «داعش»، تحمل مخاطر جديدة. ويوضح محللون موالون للحكومة إن المسؤولين السوريين غير واثقين ممن سيستفيد عسكريا - سواء قوات الحكومة أم الثوار السوريين والأكراد الانفصاليين، الذين يخوضون أيضا اشتباكات مع مقاتلي «داعش».
لا يبدو أن أيا من الجيش السوري أو الجماعات التي تحظى بدعم غربي من الثوار السوريين قادر على تحقيق استفادة مباشرة من إضعاف «داعش» في أقوى معاقلها في المحافظتين الشرقيتين المتاخمتين للحدود مع العراق: الرقة ودير الزور.
يملك الجيش السوري فرصة ضئيلة لاستعادة الأراضي التي فقدها مؤخرا هناك، ويبدو أنه تخلى تقريبا عن الشرق، وفقا لما صرح به أمين حطيط، العميد اللبناني المتقاعد المقرب من مسؤولين سوريين، الذي تقابل مع بعض منهم في دمشق الشهر الماضي.
يقول أوباما إن المساعدات الجديدة التي ستقدم للثوار السوريين، وتعدهم الإدارة الأميركية معتدلين نسبيا، سوف تسمح لهم بالعمل كقوة برية ضد «داعش»؛ واستبعد إرسال قوات أميركية. ولكن سوف تستغرق عمليات تسليح وتدريب الثوار فترة، وليس من الواضح ما إذا كانوا سيحققون نجاحا أكبر من المحاولات الماضية التي فشلت في تكوين قوة فعالة موحدة.
صرح يزيد صايغ، المحلل العسكري في مركز كارنيغي لـ«الشرق الأوسط» في بيروت، بأن ذلك جعل من غير المرجح أن تشن الولايات المتحدة في فترة قريبة أكبر من غارات جوية منتقاة محدودة ودقيقة ضد «داعش»، مثل الغارات التي تستهدف قوافل الصحراء. وقد انخرط مقاتلو التنظيم في الرقة مع السكان مؤخرا، فيما يزيد من خطورة تسبب الغارات في قتل مدنيين، وربما يؤدي ذلك إلى حشد التأييد وراء «داعش».
ويتمتع المسلحون السوريون بقوة أكبر بالقرب من مواقع «داعش» في محافظة حلب غربا. ولكن كذلك الجيش السوري، لذلك قد يعود ضرب التنظيم هناك أيضا بالفائدة على الأسد، وهو ما يكرهه أوباما.
يقول صايغ: «لذلك إذا لم تنجح الولايات المتحدة في قتل قادة داعش في سوريا، سوف يكون تأثيرها العسكري محدودا هناك على المدى القريب وربما المتوسط».
تفيد وجهة نظر أخرى، كما صرح صحافي من دمشق يعمل في إحدى وسائل الإعلام الموالية للحكومة في حديث عبر الهاتف، أنه «سيكون للحملة الأميركية تأثير ميداني ضئيل. ويعتقد كثيرون في الحكومة أن الحملة وضعت لأسباب سياسية لإظهار أن الولايات المتحدة تتخذ إجراء ضد داعش، وأن الخطوة الأولى في أي عمل جاد ستكون بإجبار تركيا، حليفة الولايات المتحدة وعضو الناتو، على وقف تدفق مقاتلي التنظيم عبر حدودها».
بعيدا عن التأثير العسكري، يأمل كل طرف في تحقيق مكاسب سياسية. وتأتي احتمالية شن غارات أميركية في الوقت الذي تواجه حكومة الأسد انتقادات شعبية غير مسبوقة من مؤيديها، الذين يعبرون عن شكاواهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي لقاءات من أن الحكومة سمحت للمتطرفين بالخروج عن السيطرة، وخرج هؤلاء المؤيدون الغاضبون في مظاهرة نادرة في دمشق يطالبون باتخاذ إجراءات أقوى للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى المتطرفين.
يقول صحافيون ومحللون سوريون إن قرار أوباما جدد نشاط أعضاء أساسيين في دائرة المقربين من الأسد الذين يعتقدون أنه يواجه ضغوطا أقل من أجل التنازل، وأن الغرب سوف يتحالف معه في النهاية ضد داعش.
يظل الأسد رئيسا على دولة منقسمة ماديا ومنهكة نفسيا. ومنذ شهرين، كان موقفه أفضل من أي وقت مضى منذ مطلع عام 2012، بعد أن أحكم سيطرته على الخط الاستراتيجي في البلاد الذي يمتد من دمشق إلى الساحل. ولكن تبدو تلك المكاسب والروح المعنوية المرتفعة التي صاحبتها أقل صلابة في الوقت الحالي.
في خطوات تقدم سريعة أحرزها «داعش»، هزم مقاتلو التنظيم الجنود السوريين في ثلاث قواعد بالرقة أخيرا، وأخرجوهم فارين إلى الصحراء، مما جعل بعض مؤيدي الحكومة يشعرون بالسخط من عدم إرسال الجيش مزيدا من التعزيزات.
ويُظهر فيديو الهجوم على قاعدة الطبقة الجوية الجنود وهم يفرون إلى الصحراء، ويبدو أنهم عُزل، بينما يرميهم مقاتلو «داعش» بالرصاص.
وجرى تداول هذه الصور على نطاق واسع في سوريا، مما أدى إلى إثارة الصدمة لدى مؤيدي الحكومة الذين تعودوا على رؤية الجيش في مشهد بطولي. وتظهر عملية المونتاج التي يجريها التلفزيون الحكومي بانتظام الجنود وهم يسيرون في صفوف منضبطة ويهبطون على الجدران باستخدام الحبال، مع موسيقى تصويرية توحي بالنصر.
وقالت شخصية مهنية تبلغ من العمر 31 عاما، وتؤيد الحكومة بقوة لفترة طويلة في مقابلة أجريت معها عبر الهاتف من مدينة طرطوس الساحلية: «إذا فقدنا المزيد من المناطق، سيكون مآلنا الفشل»، مضيفة: «بعد ثلاث سنوات أصبح الجيش منهكا ومستنزفا».
وقالت الشخصية، التي تحدثت شريطة عدم ذكر اسمها تجنبا لأعمال انتقامية من كلا الجانين: «إننا نترنح ونرقد فوق بركان». وأضافت: «كثير من الأشخاص الذين يكنون المحبة والاحترام للأسد غاضبون منه الآن. لقد نفد صبرهم».
وقالت إن ابن عمها، وهو جندي، سُجن لمدة ثلاث أسابيع بعد أن تحدث في القاعدة عن الهزائم الأخيرة. وتعرض خمسة نشطاء مؤيدون للحكومة للاعتقال مؤخرا بسبب إطلاقهم حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن جنود مفقودين يُطلق عليها «أين هم؟». ودافع آخرون بجرأة عنهم عبر الإنترنت باعتبارهم «وطنيين».
وما زالت تقول امرأة طرطوس وغيرها من المؤيدين للحكومة السورية إنهم لا يرون بديلا للسيد الأسد لحمايتهم من داعش.
ومع ذلك يقول مسؤولون بالولايات المتحدة وبعض الدبلوماسيين الغربيين إنهم يأملون في أن تتمكن الغارات الأميركية ضد «داعش»، إلى جانب المساعدات الجديدة المقدمة إلى المعارضين غير المنتمين للتنظيم، من التخفيف من حدة المخاوف بين صفوف المؤيدين للحكومة، وبالأخص بين الأقلية العلوية التي تشكل قاعدة الأسد. وفي المقابل، يأملون أن يسفر ذلك عن طمأنة العلويين، الذي يتمتعون بالنفوذ، بما فيه الكفاية من أجل إلهامهم، أو الحلفاء الرئيسين للأسد، المتمثلين في إيران وروسيا، من أجل الضغط عليه للتنحي أو تقاسم السلطة.
ولكن يسود بين الدبلوماسيين الغربيين الآخرين، بمن فيهم الكثير من الذين انتقلوا منذ فترة طويلة من دمشق إلى بيروت، شعور بالاكتئاب والاعتقاد بأن التركيز الجديد على «داعش» أفسد ما تبقى من الإرادة السياسية الغربية للإطاحة بالأسد أو تعزيز مسار التسوية السياسية في وقت قريب. وبطرح سؤال حول ما إذا كانت الحكومات الغربية ستبذل الآن الكثير من الجهد إزاء هذه المشاريع، أجاب أحدهم: «بالتأكيد لا. لقد انتهى الأمر. أشعر بالأسف لقول ذلك».
وطرح بعض المسؤولين السوريين وجهة نظر أقل تفاؤلا مقارنة بالأسد والمقربين له بشأن قوته السياسية والعسكرية، وذلك بحسب ما أفاد به حديثا محلل سياسي مؤيد للحكومة ومطلع على الأوضاع بشكل جيد.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,124,018

عدد الزوار: 6,935,798

المتواجدون الآن: 81