أخبار سوريا..بشار الأسد أمام القمة العربية: نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أوضاعنا..واشنطن تحقق بسقوط ضحية مدنية محتملة نتيجة ضربة جوية في سوريا..حرب غير معلنة على مروِّجي المخدرات في جنوب سوريا..سوريون يخشون فوز كليتشدار أوغلو بالانتخابات التركية..مشاركة الأسد في قمة جدة ترفع الليرة السورية..

تاريخ الإضافة السبت 20 أيار 2023 - 3:51 ص    عدد الزيارات 378    التعليقات 0    القسم عربية

        


بشار الأسد أمام القمة العربية: نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أوضاعنا..

الراي...قال الرئيس السوري بشار الأسد أمام القمة العربية الـ32 في جدة، نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أوضاعنا. وأضاف: أشكر السعودية لتعزيز المصالحة في منطقتنا، مشيراً إلى أن الأمل يتزايد مع التقارب العربي العربي والانطلاق لمرحلة جديدة من العمل المشترك. وأكد أن علينا أن نمنع التدخلات الخارجية في شؤوننا.

واشنطن تحقق بسقوط ضحية مدنية محتملة نتيجة ضربة جوية في سوريا

واشنطن: «الشرق الأوسط».. فتحت الولايات المتحدة تحقيقاً لمعرفة ما إذا كانت غارة بطائرة مسيّرة في سوريا قد أدت إلى مقتل مدني في حين كانت تستهدف قيادياً في تنظيم «القاعدة»، حسبما أفادت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم). وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الميجر جون مور، اليوم (الجمعة): «تواصل (سنتكوم) تقييم آثار الضربة، وهي على علم بالتصريحات التي تفيد بأن هذه الضربة أسفرت عن مقتل مدني». وأضاف أنّ القيادة المركزية «تحقّق لتحديد ما إذا كان هذا العمل قد تسبب عن غير قصد بأضرار للمدنيين أم لا». كانت القيادة المركزية للجيش الأميركي أعلنت في الثالث من مايو (أيار) استهداف «قيادي في تنظيم (القاعدة)» في ضربة جوية في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، ولكن بعد ساعات من الضربة التي استهدفت أطراف قرية «قورقانيا» في منطقة حارم، سارعت عائلة وأقارب الشخص المستهدف، واسمه لطفي حسن مسطو، إلى نفي أي علاقة له بتنظيم «القاعدة». وقال شقيقه محمّد رضا حسن مسطو (72 عاماً) لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «كل ما يقال عن أنه في (القاعدة) أو في (جبهة النصرة)، كذب بكذب»، مضيفاً: «حتى الدعايات الأميركية كلها كاذبة». وأشار إلى أن شقيقه أب لـ12 ولداً، ولم يتجاوز الستين من عمره، موضحاً أنه يمتلك مدجنة، و«كان يرعى الأغنام في الجبل، حين أتت الطائرة واستهدفته بالتحديد». وتابع: «لا هو في (القاعدة) ولا في (النصرة) ولا علاقة له بهذه المواضيع كلها». وأكد: «كان سعيداً في حياته والناس كلها تحبه وتقدره»، مضيفاً: «كان مشغولاً بعمله ولا يتعاطى مع أحد، يهتم بشؤونه ويقطن عند أطراف القرية».

حرب غير معلنة على مروِّجي المخدرات في جنوب سوريا

الشرق الاوسط...درعا: رياض الزين.... نشرت مجموعة محلية مسلحة في أحياء مدينة درعا البلد، جنوب سوريا، الخاضعة لاتفاق التسوية عام 2018، منشورات ورقية تهدد فيها تجار ومروجي المخدرات في المنطقة، مع إعطائهم مهلة 24 ساعة للمغادرة. وأكدت المجموعة في منشوراتها، (الجمعة)، أنها اتخذت هذه الخطوة بناءً على رغبة أهل الحل ووجهاء عشائر المنطقة. وتعمدت المجموعة بث صور لعناصر ملثمة ومسلحة في أثناء وضعها المنشورات أمام أحد مساجد المدينة. وقال قيادي سابق بالمعارضة في مدينة درعا البلد، لـ«الشرق الأوسط» إن «محافظة درعا جنوب سوريا تشهد منذ سنتين حرباً غير معلنة على مروجي المخدرات في السوق المحلية، وتمثلت العمليات التي تنفذها المجموعات المنتشرة في معظم مناطق درعا لمحاربة انتشار المخدرات، في استهداف واغتيال مباشر لمروجي المخدرات في المنطقة، وأخرى استهدفت منازلهم بشكل عشوائي، وكان منفذو عمليات الاستهداف يتعمدون إلصاق ورقة على المستهدف من مروجي المخدرات يُكتب عليها (نهاية كل تاجر ومروج مخدرات)». وأضاف: «إن الدافع لظهور المجموعات المسلحة التي تحارب انتشار المخدرات كان بعد أن وصل انتشار المخدرات إلى درجات خطيرة في المجتمع وبشكل شبه علني وباتت تباع بأسعار زهيدة ليسهل ترويجها واستقطاب كل فئات المجتمع حتى اليافعة والفقيرة والمتوسطة». ولفت إلى أن هذه العمليات التي تستهدف مروجي المخدرات في المنطقة حيّدت ما يقارب 22 شخصاً من العاملين في ترويج المخدرات بالمحافظة من مارس (آذار) الماضي إلى مايو (أيار) الحالي، آخرهم في بلدة نصيب على الحدود السورية - الأردنية بريف درعا الشرقي، حيث قُتل المدعو علي العيسى، وهو من المتهمين بتجارة وترويج المخدرات وكان يعمل مع مجموعة فايز الراضي التي قُضي عليها قبل شهرين في بلدة الطيبة وأم المياذن المحاذية لبلدة نصيب بريف درعا الشرقي من اللواء الثامن المدعوم من حميميم وعُثر في مقراتها على كميات من المخدرات. وأشار إلى أن عمليات استهداف مروجي المخدرات تتم بشكل غير علني أو قانوني لعدة أسباب، أبرزها الخشية من التعرض لعمليات انتقامية من مروجي وتجار المخدرات بسبب انتشار السلاح في وسطهم. إذ إنهم لا يعملون بشكل فردي، وإنما يتبعون جماعات منظمة ومسلحة، ولا يخضعون للمحاسبة القانونية لأن بعضهم يتمتع بغطاء أمني من مجموعات محسوبة على الأجهزة الأمنية مثل مجموعة مصطفى المسالمة الملقب بـ«الكسم»، التابعة لجهاز الأمن العسكري بدرعا، والذي أُدرج اسمه ضمن قائمة العقوبات البريطانية على تجار ومروجي المخدرات في سوريا. وأوضح الناشط عبادة الحوراني، من مدينة درعا البلد، لـ«الشرق الأوسط» أنه لم تعلن أي جهة محلية أو حكومية تبني عمل هذه المجموعات المسلحة التي تحارب انتشار المخدرات في درعا، ولكن المجتمع المحلي ووجهاء العشائر في محافظة درعا أصدروا بيانات منذ سنوات، وفي كل اللقاءات والمناسبات أكدوا وقوفهم مع مكافحة انتشار المخدرات ووقف تدفقها إلى المنطقة، ورفع الغطاء العشائري عن كل من يعمل بهذه التجارة من أبناء المنطقة، ودعوا إلى محاسبة الفاسدين والمتعاونين من الأجهزة الأمنية مع تجار المخدرات، وإلى إطلاق مشاريع خدمية تؤمِّن فرص عمل وبأجور تناسب الغلاء الذي سيطر على كل جوانب الحياة في سوريا، ودفع الكثيرين للعمل في ترويج المخدرات بالنظر إلى المردود المالي السريع الذي تحققه هذه التجارة. ولفت الى أن ظاهرة انتشار مجموعات مسلحة تحارب المروجين للمخدرات في المنطقة لم تفلح حتى اليوم في إيقاف هذه الأعمال بشكل كامل، لأنها لا تستهدف المصدر الرئيسي أو الموردين لهؤلاء المروجين المحليين، ولا تزال الأسباب التي تدفع للعمل بهذه التجارة قائمة سواء الحالة الأمنية العشوائية والاقتصادية والمعيشة المتردية.

سوريون يخشون فوز كليتشدار أوغلو بالانتخابات التركية

الشرق الاوسط...إدلب: فراس كرم.. مع تصاعد نبرة التهديدات ضد اللاجئين، وبينهم ملايين السوريين في تركيا، التي يطلقها كمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف «الأمة» المعارض في تركيا، والتي ترافقت مع محاولاته استمالة «التيار القومي» لصالحه، خلال حملته الانتخابية الرئاسية، في جولة الإعادة، أمام مرشح تحالف «الشعب» الرئيس رجب طيب إردوغان، في 28 مايو (أيار) الحالي، بدأت مخاوف نحو 3 ملايين ونصف المليون لاجئ سوري داخل تركيا، وملايين السوريين في شمال غرب سوريا بالتصاعد. وما زاد خوف اللاجئين السوريين في تركيا على مصيرهم مؤخراً، هو تصريحات كمال كليتشدار أوغلو، خلال كلمة أمام تجمع من أنصار حزب «الشعب الجمهوري» بمقر الحزب في أنقرة الخميس، قال فيها: «بمجرد وصولي للسلطة سأعيد جميع اللاجئين إلى ديارهم»، مضيفاً أن «10 ملايين لاجئ إضافي سيأتون إلى تركيا وسيكون الدولار بـ30 ليرة في حال بقي هؤلاء في السلطة». يقول أبو رشيد الأربعيني وهو لاجئ سوري، من مكان إقامته في أحد مراكز الإيواء للاجئين والمتضررين من الزلزال، في ولاية هاتاي جنوب تركيا، إنه بمجرد وصول كمال كليتشدار أوغلو إلى الرئاسة التركية، فهذا يعني أن ملايين اللاجئين السوريين مهددون بالترحيل قسرياً من تركيا، إلى داخل الأراضي السورية بشتى الوسائل، لا سيما أن غالبيتهم تنحدر من مناطق سورية خاضعة لسلطة النظام السوري حتى الآن، وتخشى على حياتها، فضلاً عن خسارة الآلاف من اللاجئين السوريين منازلهم وأثاثاتهم التي اشتروها بأموالهم الخاصة. ويأمل أن يفوز إردوغان بمرحلة رئاسية جديدة في تركيا، لما أظهره من ترحيب باللاجئين السوريين على الأراضي التركية، والتسهيلات التي قدمتها حكومته على مدار 10 سنوات في تعليم الأطفال والطلاب، وفتح باب العمل أمام اللاجئين السوريين. وقال رامي الحسن، وهو أحد الحقوقيين السوريين اللاجئين في تركيا ومتابع للانتخابات التركية، إن معظم اللاجئين السوريين في تركيا، بمن فيهم الحاصلون على الجنسية من أطباء ومعلمين ومهندسين وأصحاب شركات ومصانع، يعيشون حالة من القلق والترقب لنتائج جولة الإعادة. فثمة خطوات يسلكها كمال كليتشدار أوغلو المعروف بعدائه للاجئين وعلى رأسهم السوريون في تركيا، تزيد من فرص فوزه بالانتخابات. وأضاف: «في حال فوز كليتشدار أوغلو بالرئاسة التركية، الذي يتوعد اللاجئين السوريين بإعادتهم إلى سوريا، سنتوجه حينها إلى المنظمات الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان، لحمايتهم من أي إجراء قد يفرض عليهم العودة القسرية إلى داخل سوريا، أو التضييق عليهم، أما في حال فوز رجب طيب إردوغان، فلا خوف على السوريين في تركيا، فهو يرفض مراراً وتكراراً، تصريحات أوغلو وزعماء معارضة آخرين، بشأن ترحيل النازحين السوريين إلى بلادهم إذا تولوا السلطة في تركيا، فسياسة المرشحَين واضحة تجاه اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية». وفي شمال غربي سوريا، الخاضع لنفوذ المعارضة والقوات التركية، يشاطر نحو 5 ملايين سوري، اللاجئين السوريين في تركيا، حالة القلق والترقب لنتائج الانتخابات الرئاسية. وأكد محمد حاج عمر، وهو ناشط (معارض) في إدلب، أن السوريين في مناطق المعارضة بشمال غربي سوريا، يعلمون أن فوز كليتشدار أوغلو برئاسة تركيا، يعني مزيداً من التهديدات التي تنتظر السوريين اللاجئين منهم داخل تركيا، أو في مناطق المعارضة داخل سوريا. وقال إن «السوريين في مناطق المعارضة يخشون وقف المساعدات الإنسانية التي تأتي للنازحين في المخيمات عبر الحدود مع تركيا والبوابات الحدودية مثل باب الهوى وباب السلامة في شمال إدلب وريف حلب الشمالي، ويخشون أيضاً الخنق الاقتصادي والإنساني (إسعاف المرضى في المستشفيات التركية)، في حال فاز أوغلو، وعندها سنكون على موعد مع كارثة إنسانية رهيبة قد تدفع آلاف العائلات إلى الهجرة لأوروبا، بشتى الوسائل». وأضاف: «وصول (المعارضة) التركية وأوغلو إلى السلطة، يعني أن انسحاب القوات التركية في شمال غربي سوريا، أمر وارد بقوة، وهذا سيضع المنطقة على شفا حرب بين الفصائل من جهة ومن جهة ثانية قوات النظام السوري وحلفائه، وبالطبع حينها ستتفاقم معاناة ما يقارب 5 ملايين سوري في المنطقة أكثر من نصفهم نازحون من مناطق مختلفة من سوريا». أدهم الشهابي، وهو ناشط في المجال الإنساني بريف حلب، رأى أن المناطق الخاضعة لنفوذ الفصائل والقوات التركية في شمال غربي سوريا، ليست جاهزة بعد لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين في تركيا، فعملية بناء التجمعات السكنية لاستقبال اللاجئين بطيئة جداً، لا تكاد تسمح بإيواء أكثر من 200 ألف لاجئ، خلال الفترة الحالية، ضمن الأبنية التي يجري بناؤها الآن، وفي حال وصول كليتشدار أوغلو إلى السلطة في تركيا، ونفذ وعده بترحيل اللاجئين السوريين إلى داخل الأراضي السورية، فهذا يعني أن المنطقة ستشهد أزمة إنسانية مرعبة واكتظاظاً رهيباً للسكان في منطقة ضيقة جداً، لا تتوافر فيها مقومات السكن لما يزيد على العدد الحالي فيها وعددهم نحو 5 ملايين سوري، فضلاً عن دور التعليم والمستشفيات المحدودة في المنطقة، التي ليس بمقدورها تحمل أعداد إضافية في الوقت الراهن ما لم يجرِ توسيعها وزيادة عددها.

مشاركة الأسد في قمة جدة ترفع الليرة السورية

دمشق: «الشرق الأوسط»... ترافق وصول الرئيس السوري بشار الأسد إلى جدة للمشاركة في مؤتمر القمة العربية، بتحسن ملموس في قيمة الليرة السورية. وانخفض سعر صرف الدولار الأميركي في السوق الموازية، الجمعة، إلى 8550 ليرة، بعد أن تجاوز مطلع الأسبوع الماضي 9150 ليرة سورية، وقالت مصادر في السوق لـ«الشرق الأوسط»، إن انخفاضاً لمستويات جديدة في التعاملات الصباحية يوم الجمعة 19 مايو (أيار) 2023، سجل لليوم الثاني على التوالي بالسوق الموازية. ونزل سعر الدولار أمس أمام الليرة السورية في السوق السوداء إلى نحو 8550 ليرة للشراء و8650 ليرة للبيع، في حين حدد المصرف المركزي سعر الصرف الرسمي 6532 ليرة لكل دولار. بالتوازي مع ذلك، هبط سعر الذهب في سوريا، خلال 24 ساعة، 15 ألف ليرة سورية، وذلك بعد أن بلغ نهاية الأسبوع الماضي 500 ألف ليرة لغرام عيار 21 قيراطاً. وحددت نشرة جمعية الصاغة، الخميس، سعر غرام الذهـب عيار 21 قيراطاً أنه سجل 485000 ليرة سورية للبيع، و484 ألف ليرة للشراء، في حين بلغ سعر الغرام عيار 18 قيراطاً 415714 ليرة سورية للبيع، و414741 للشراء. وشهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قياسياً خلال الشهر الأخير ليبلغ سعر الغرام 21 قيراطاً نصف مليون ليرة، في النشرة الرسمية، ويضيف الصاغة على هذا السعر أجور التصنيع، بمعدل وسطي 20 ألف ليرة عن كل غرام. وانعكس تدهور سعر صرف الليرة خلال الشهر الأخير على أسعار كافة السلع، لا سيما الغذائية المستوردة، وكذلك على السلعة المنتجة محلياً، ما أدى إلى شلل في الأسواق ريثما يستقر سعر الصرف. وجاء التحسن المفاجئ يوم الخميس ليخلق حالة من الارتباك والترقب لمؤشر الأسعار. وبحسب المصادر، «فإنه من الصعب توقع ما ستؤول إليه أسعار الصرف نظراً إلى تطور الأوضاع السياسية وما تبشر به من انفراجات، فخلال الشهر الأخير حصل اضطراب كبير في الأسعار». مع الإشارة إلى أن تحسناً في قيمة الليرة طرأ لدى الإعلان عن التقارب السعودي ـ السوري قبيل عيد الفطر، إلا أنه بعد أسبوع من العيد عادت الليرة إلى الهبوط، وعبرت المصادر عن أملها بأن تسهم نتائج مشاركة سوريا في مؤتمر القمة بـ«استقرار قيمة الليرة لتعود الحركة الطبيعية إلى الأسواق».

شكاوى من ضياع الأرزاق وسط محاولات دمشق لاستعادة «رونق» الشوارع

الشرق الاوسط..يضطر زهير (44 عاماً)، مثل كثيرين غيره من صغار الموظفين في سوريا، إلى العمل بعد انتهاء دوامه، فافترش «بسطة» على الرصيف بأحد شوارع دمشق يبيع عليها شواحن الهواتف المحمولة وبعض الوصلات الكهربائية. ويقول زهير لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إنه كان يجني ما بين 200 و300 ألف ليرة شهرياً كانت تعينه نوعاً ما على مجابهة ظروف الحياة. ويضيف: «أصغر عائلة تحتاج اليوم ملايين (الليرات) لتعيش، وراتب وظيفتي الحكومية لا يكفي إيجار المنزل». غير أن محافظة دمشق أطلقت هذا الشهر حملة لإزالة إشغالات الأرصفة، أو «البسطات» كما يُطلق عليها، وإزالة التعديات على الأملاك العامة في أحياء عدة بالعاصمة السورية لإعاقتها حركة السير والمرور. وعلى الرغم من أن الحملة تسعى لتحسين وجه العاصمة وتيسير الحركة بالشوارع، فإنها أغلقت باباً للرزق في وجه أعداد كبيرة كانت تتكسب من البسطات. يضيف زهير: «كانت بسطتي عاملاً مساعداً لي ولعائلتي، فمَن سيطعم أولادي الآن؟ أليس الأحرى بالمحافظة إيجاد البديل لنا قبل تشريدنا؟». وإلى جانب عائلته، فقدت عائلات أخرى عديدة مصدراً للدخل ربما كان مصدرها الوحيد للرزق، مع وجود أكثر من 90 في المائة من السوريين تحت خط الفقر، طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة. فالأسواق السورية تشهد ارتفاعاً مستمراً في أسعار المواد الغذائية، وزاد الزلزال الذي ضرب البلاد في فبراير (شباط) الماضي الأوضاع صعوبة.

استعادة الرونق

من جانبها، تسعى محافظة دمشق لأن تستعيد العاصمة السورية «رونقها»، على حد قول حسام الدين سفور، مدير الأملاك العامة في المحافظة. وأبلغ سفور «وكالة أنباء العالم العربي»: «هناك عدد كبير من الشكاوى والمراجعات التي ترد يومياً من المواطنين وتطالب بإزالة الإشغالات لما تسببه من ازدحام ومضايقات لحركة المشاة ومرور السيارات والدراجات». وقال إن هذه البسطات «تعد مخالفة قانونية واضحة وصلت إلى حد التعدي على الأملاك القانونية للدولة والمواطنين»، الأمر الذي كان يتطلب إجراءات حازمة. وأضاف أن محافظة دمشق حازمة فيما يتعلق بإزالة البسطات غير المرخصة جميعها من وسط المدينة. ومع شكاوى كثيرين من أن مصير آلاف الأسر السورية التي تجني رزقها من «البسطات» أصبح في مهب الريح، أكد سفور أن البسطات المرخصة ستُنقل خلال شهر تقريباً لأسواق تفاعلية «ضمن توجه اقتصادي خاص لاحتضان أصحاب البسطات، لتكون مدينة دمشق خالية من أي بسطة غير مرخصة». وفي حين يرى الموظف المتقاعد أيمن خليل، أن البسطات ملاذ للبسطاء يقيهم غلاء الأسعار في المحال التجارية التي تبيع السلع نفسها بأسعار أعلى كثيراً، يرى آخرون أنها مشهد غير حضاري لا يفيد المشترين كثيراً. وتعتقد رانيا، وهي طالبة جامعية، بأن معظم المنتجات على البسطات إما مغشوشة أو منتهية الصلاحية؛ لأنها لا تخضع للرقابة.

سرعان ما تعود

يخشى أبو علاء (56 عاماً)، الذي كان يبيع الجوارب على الأرصفة بوسط دمشق، أن يفقد تجهيزات بسطته التي صادرتها المحافظة، ويقول: «سيارات المحافظة نظّمت حملات لإزالة معظم البسطات الموجودة في الشارع باختلاف نوع المواد والسلع التي تبيعها، وأخذت قواعدها ومستلزماتها الأخرى». ويضيف قائلاً إن المحافظة شردت بحملتها آلاف الأسر وحوّلت أصحاب البسطات لعاطلين في خضم موجة غلاء وأزمة اقتصادية متفاقمة. وهو يأمل في أن يستعيد بسطته، وإن كان يستبعد ذلك بالنظر إلى تجارب مماثلة لإزالة بسطات في مناطق أخرى بالعاصمة. أما وسام، الذي كان يفترش بسطة أُزيلت في حي البرامكة، فيقول: «إن المحافظة تنفذ كل عام حملات إزالة في مناطق معينة، لكنها لا تدوم طويلاً، وسرعان ما تعود الأمور لما كانت عليه». وتوقع أن تنتهي «فورة المحافظة» هذه المرة خلال فترة قصيرة أيضاً. وأضاف: «هذه البسطات في حد ذاتها ليست مؤشراً خطيراً، بل هي تدخل ضمن الدورة الاقتصادية لأي بلد. يوجد على البسطات كل ما يخطر على البال من أدوات منزلية، ومواد غذائية، ومنظفات، ومواد تجميل، وحتى الكتب والقرطاسية، وبأرخص الأسعار». وخلال جلسة نقاش لأعضاء مجلس المحافظة قبل أيام، قال مدير دوائر الخدمات في دمشق بشار عبيدة: «إن حملة إزالة الإشغالات تحتاج إمكانيات كبيرة على صعيد الآليات والكوادر». ونقلت صحف محلية عنه قوله، رداً على انتقادات وُجهت للمسؤولين بسبب عودة 70 في المائة من الإشغالات بعد إزالتها: «هناك عودة للإشغالات ولكن ليست مثل الأول، خصوصاً مع إزالة الإشغالات الثابتة». يقول وسام عن قرار إزالة البسطات إنه «مجحف بحقنا وحق شريحة كبيرة من المواطنين الذين لا تساعدهم أوضاعهم المادية على الشراء من المحلات».



السابق

أخبار لبنان..خارطة طريق عربية للبنان: تحاور لرئيس يُرضي اللبنانيِّين..المدَّعي الفرنسي يؤكد مذكرة التوقيف ولبنان لن يتعامل مع إشارة الأنتربول..وسلامة يستأنف.."كرة نار" إقالة سلامة تتدحرج إلى حضن بري!..لبنان في جدة: تكريس الحياد العربي..مناورة عسكرية «محدودة» لـ«حزب الله» في ذكرى التحرير..

التالي

أخبار العراق..السوداني في جدة حاملاً رسائل عراقية لأشقائه العرب..رئيس وزراء العراق يحض على إنشاء «تكتل اقتصادي» عربي..مسلحو «الحشد» يغلقون مكتباً لنائب عراقي مستقل..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,111,410

عدد الزوار: 6,753,344

المتواجدون الآن: 114