أخبار العراق..حادثة "ألبوعيثة" تعيد تسليط الضوء على تنامي قوة الميليشيات في العراق..الرئيس الأميركي يمدد حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بأوضاع العراق عاماً آخر..شراكات عربية وعالمية لتعزيز البنى التحتية..مصالحة كردية «مؤقّتة»: «الاتحاد» يعود إلى الحكومة..صراع الزعامة «السنية»: تحالف جديد للإطاحة بالحلبوسي..

تاريخ الإضافة الخميس 18 أيار 2023 - 3:23 ص    عدد الزيارات 380    التعليقات 0    القسم عربية

        


حادثة "ألبوعيثة" تعيد تسليط الضوء على تنامي قوة الميليشيات في العراق....

الحرة / خاص – واشنطن.. الحادثة هي الأولى من نوعها خلال فترة حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

تنذر الاشتباكات التي شهدتها منطقة الدورة جنوبي بغداد مؤخرا، بالمزيد من التوتر في العراق، وتسلط الضوء مجددا على تنامي قوة الميليشيات الموالية لإيران والتهديدات التي تمثلها على مستقبل البلاد، وفقا لمراقبين. الحادثة التي وقعت، الاثنين، هي الأولى من نوعها خلال فترة حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي تبوأ السلطة بدعم من قوى الإطار التنسيقي الذي يضم فصائل وأحزاب موالية لطهران. جرت الاشتباكات بين قوة من الشرطة الاتحادية وعناصر من ميليشيا كتائب حزب الله الموالية لإيران في منطقة ألبوعيثة جنوبي بغداد، وفقا لوسائل إعلام محلية. ونقلت العديد من وسائل الإعلام المحلية، بينها "ناس نيوز"، عن مصادر أمنية القول إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة الاتحادية بجروح. بدوره ذكر موقع "شفق نيوز" أن الاشتباكات وقعت نتيجة رفض كتائب حزب الله تجريف أراض زراعية في المنطقة "وادعائهم بأنها تابعة لهم". وأظهرت مقاطع مصورة، نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، مجموعة من عناصر الشرطة الاتحادية يحتمون خلف عربات مدرعة، فيما تسمع أصوات إطلاق نار. وانتظرت السلطات العراقية نحو 24 ساعة قبل أن تصدر بيانا وصفت خلال الحادث بأنه "اعتداء" أدى لإصابة شخصين بجروح طفيفة. وقالت خلية الإعلام الأمني إن القوات الأمنية اعتقلت منفذي "الاعتداء" من دون أن توضح الجهة التي ينتمون لها، مبينة أن "الاعتداء وقع على مفارز أمانة بغداد والمفارز الأمنية المرافقة لها، المكلفة بإزالة التجاوزات على الأملاك العامة في المنطقة المشار إليها". استمراراً لجهود القوات الأمنية في حماية المصالح العامة والخاصة وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار وسيادة وتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء، وبناءً على ما جرى تداوله من أخبار في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ... و"كتائب حزب الله" فصيل عراقي موال لإيران منضو تحت مظلة الحشد الشعبي في العراق. وتعليقا على ما جرى يقول النائب السابق في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حامد المطلك إن "الحادثة كانت متوقعة في ظل وجود جهات تحمل السلاح ولا تعترف ولا تلتزم بأوامر الدولة والقانون". ويضيف المطلك في حديث لموقع "الحرة" أنه ومع ذلك "لم نتوقع حصول حوادث بهذا المستوى الخطير داخل بغداد". ويشدد على أن "هناك من يحمل السلاح باسم الحشد أو باسم جهات سياسية معينة، لكنه لا يلتزم بتوجيهات الدولة.. وقد صرحوا بذلك عدة مرات". ويبين المطلك: "عندما يكون الاشتباك بين جهتين محسوبتين على الدولة فهذا أمر خطير ويعني أن هناك شرخ في تطبيق القانون". ويحذر من أن تكرار هذه الحوادث، ولو بشكل محدود، يعني أن المخاوف من توسعها في المستقبل أمر وارد". ويرى أن "ما يجري حاليا في السودان يمكن أن يتكرر في العراق، حيث هناك مؤسسة عسكرية ممثلة بالجيش تحارب قوات الدعم السريع، وهي مؤسسة أمنية يفترض أنها خاضعة لسلطة الدولة". وكتائب حزب الله، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران وهي مدرجة على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، وكذلك مجموعة من قادتها. وضعت كتائب حزب الله على قائمة العقوبات الأميركية سنة 2009. وفي يونيو من عام 2020 أقدمت قوة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي على اعتقال 13 عنصرا من عناصر كتائب حزب الله، على خلفية هجمات صاروخية ضد مصالح أميركية في البلاد، في سابقة هي من الأولى من نوعها في حينه. وقال مصدر حكومي، ومسؤولان أمنيان آخران، إن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في منطقة ألبوعيثة في جنوب بغداد، ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق وهم ينتمون إلى فصيل كتائب حزب الله، وفقا لفرانس برس. ومباشرة بعد تسريب خبر عملية الاعتقال، عاشت العاصمة العراقية لحظات فارقة بعد أن انتشر المئات من عناصر ميليشيا حزب الله في شوارعها وجابوا بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة الأحياء القريبة من المنطقة الخضراء، وفقا لمصادر أمنية عراقية تحدثت لموقع "الحرة" في وقت سابق. وانتشرت مقاطع مصورة تظهر عناصر حزب الله بشاحنات صغيرة يتجولون في العاصمة ويرددون هتافات منددة برئيس الوزراء العراقي وقتها مصطفى الكاظمي ويتوعدون بالانتقام. كما تمكن بعض عناصر هذه المجموعة من الدخول للمنطقة الخضراء "بعجلات حكومية وبدون موافقات رسمية نحو مقرات حكومية من داخل المنطقة الخضراء وخارجها وتقربت من أحد مقار جهاز مكافحة الارهاب داخل المنطقة الخضراء" في بغداد، كما أفاد بيان عسكري عراقي. وجرى بعدها إطلاق سراح المعتقلين. واعتبر الخبير الأمني والاستراتيجي مخلد حازم أن حادثة يوم الاثنين في ألبوعيثة تمثل "خرقا للقانون والدستور، وتهديدا للأمن والاستقرار في العراق بسبب وجود فصائل مسلحة تتجاوز الدولة". ويصف حازم في حديث لموقع "الحرة" ما جرى بأنه "محاولة لإضعاف الدولة". ويرى أن "وجود هذه المجموعات يقلق أمن الدولة، لعدم قدرة الحكومة أو الأجهزة الأمنية على التصادم معها". ويضيف: "لم نر أي بيان واضح وصريح من السلطات العراقية بشأن ما جرى، وهذا يؤشر لوجود ضعف تجاه التعامل مع هكذا مجموعات". لكن المحلل السياسي المقرب من قوى الإطار التنسيقي، خالد السراي، يقلل من خطورة الحادثة، ويشدد على أن "كتائب حزب الله كانت طرفا أساسيا في حضور اجتماعات الإطار التنسيقي الذي تشكلت من خلاله الحكومة الحالية، وهي لا بالتأكيد لا تريد إرباك مسيرة الحكومة". ومع ذلك ينتقد السراي في حديثه لموقع "الحرة" ما وصفها بـ "غياب الشفافية في الموقف الحكومي الرسمي الذي لم يوضح حقيقة ما جرى، وتسبب بخلط الأوراق وتعدد الروايات". ويشير السراي أن "المرحلة الحالية تتطلب بناء الدولة، وهذا لا يحتمل وجود خطابات متعددة بداخلها"، مبينا أن "دخول بعض الفصائل للعملية السياسية ساهم بشكل إيجابي في تهدئة الأوضاع". بالمقابل يوضح مخلد حازم أن "هناك مجموعتان من الفصائل، واحدة اصطفت مع الحكومة أصبح لديها تمثيل في الكابينة الوزارية، وهي بالتالي ملتزمة بأوامر قادتها بوقف التصعيد". ويتابع: "هناك أيضا مجموعة أخرى لم تشترك وهي دائما ما تخترع لنفسها قصصا وروايات تتحرك وفقها". وعن طبيعة تشكيل كتائب حزب الله يؤكد حازم: "هناك تكتم إعلامي على هذا الفصيل ودوره والسلاح الذي يمتلكه". ويتابع أن "كل المعلومات المتوفرة تشير فقط أنه يتواجد في جرف الصخر (جنوب بغداد) ويريد أن ينشأ قواعد أخرى له في ألبوعيثة". ويؤكد حازم أن "ألبوعيثة منطقة زراعية تضم بساتين كثيفة وتمتد لمناطق وسط العراق في بابل وكربلاء"، مبينا أن " المنطقة كانت في وقت سابق مأوى لعناصر إرهابية، وبالتالي كتائب حزب الله تمتلك وجودا مكثفا هناك بحجة حماية العاصمة". ويختتم بالقول: "لكن الجميع يعرف أن لديهم هدف أكبر وهو أن يتواجدوا بالقرب من حزام بغداد، لإنه منطقة استراتيجية تربط بين العاصمة وباقي المحافظات".

الرئيس الأميركي يمدد حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بأوضاع العراق عاماً آخر

يهدف لحظر إرسال سلع وفرض عقوبات لمهددات الأمن القومي

الشرق الاوسط...بغداد: فاضل النشمي... وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، أول من أمس، مرسوماً مدد بموجبه حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بشأن الأوضاع في العراق. وسبق أن قام رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبون بتمديد حالة الطوارئ لنحو 20 مرة منذ عام 2003، بعد أن أصدر الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في ذلك العام القرار 13303 الخاص بالعراق. ويقضي المرسوم بحظر تصدير بعض السلع الخاصة، بالإضافة إلى معاقبة الشخصيات والكيانات التي تشكل تهديداً للأمن القومي والسياسة الخارجية للعراق والولايات المتحدة الأميركية. وقال بيان نشره البيت الأبيض: «لا تزال هناك عقبات تعترض إعادة الإعمار المنظم للعراق، واستعادة السلام والأمن في البلاد والحفاظ عليهما، وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية». وأضاف أن «هذه العقبات تشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للعراق والولايات المتحدة أيضاً. لذلك، قررت أنه من الضروري استمرار حالة الطوارئ الوطنية المعلنة بموجب الأمر التنفيذي 13303 فيما يخص استقرار العراق». وفيما يرى رئيس «مركز التفكير السياسي» إحسان الشمري، أن «العراق يدخل منعطفاً صعباً مع توقيع الرئيس الأميركي للمرسوم الذي مدد من خلاله حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بالأوضاع في العراق»، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل، قال الباحث السياسي عقيل عباس إنه «لا دلالة جديدة أو مهمة في مسألة التجديد، فهو تجديد روتيني للعمل بقرارات رئاسية صادرة في 2003، وقد تكرر لنحو 20 مرة منذ ذلك التاريخ». ويضيف عباس في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «التجديد غير مرتبط بنقاشات يجريها الكونغرس حول قوانين تخص العراق، إنما مرتبط فقط بالتواريخ القانونية للأشياء، حيث يتم في العادة قبل 90 يوماً من النهاية السنوية للتجديد السابق؛ إذ لا بد أن تقوم الإدارة في واشنطن بتجديد جديد يرتبط بتاريخ صدور القرارات الرئاسية في 2003». ويشرح عباس آلية بعض قوانين الطوارئ الأميركية بالقول: «هناك قانون (National Emergencies Act ) صدر في سبعينات القرن الماضي حسب اعتقادي، أعطى صلاحيات للرئيس بتجديد الأوامر الرئاسية المتعلقة بالأمن القومي من دون العودة إلى الكونغرس، والأمر المتعلق بالعراق من هذا النوع». وتابع: «وبضوء التجديد، للرئيس الأميركي الصلاحية بفرض عقوبات أمنية أو اقتصادية أو بتتبع الأشخاص والجماعات المتهمة بالإرهاب وتقويض الأمن أو تخريب الاقتصاد». ويعتقد بعض المراقبين المحليين أن الرئيس السابق دونالد ترمب «استند إلى القانون الذي مدد في استهداف قائد فيلق (القدس) قاسم سليماني، ونائب رئيس (الحشد الشعبي) السابق أبو مهدي المهندس مطلع عام 2020، قرب مطار بغداد الدولي». وقال عباس إن «التجديد يصب في الحقيقة لصالح العراق والعكس صحيح؛ لأنه يعني استمرار العمل بالقوانين التي أصدرتها الإدارات الأميركية، وتتعلق بدعم العراق ومكافحة الجماعات التي تقوض الاستقرار على المستويين الأمني والاقتصادي». وجاء التمديد الجديد عشية تصريحات للسفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوسكي، بأن «العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها الميليشيات، وأن الولايات المتحدة لن ترحل عن المنطقة». وأشارت إلى أهمية العراق الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

العراق... شراكات عربية وعالمية لتعزيز البنى التحتية

استثماراً لحالة الهدوء التي تشهدها البلاد

الشرق الاوسط....بغداد: حمزة مصطفى.. في ظل أجواء الهدوء والاستقرار الحالي الذي يعيشه العراق يسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تعزيز البنى التحتية من خلال العديد من المشاريع بالإضافة لتوقيع اتفاقيات مع كبريات الشركات العربية والعالمية في مختلف الميادين فضلا عن جولات التراخيص النفطية في سباق مع الزمن. ويهدف السوداني من وراء ذلك الى تكريس حالة الهدوء عبر مشاريع منتجة يمكن أن تنعكس إيجابا على الشارع والمواطن العراقي وتوفر من جانب آخر فرصا مناسبة لاستقطاب شراكات دولية للاستثمار في العراق طبقا للخطة التي اعتمدتها حكومته عبر برنامجها الوزاري في تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط بوصفه المصدر الوحيد للدخل القومي. وأقيمت خلال الفترة الماضية ملتقيات عدة ومنتديات استضافت بغداد فيها رجال أعمال ومستثمرين عرب وأجانب في سياق السعي لإكمال ما سعت إليه الحكومة في تحقيق برنامجها. وفي سياق المشاريع الاقتصادية والاستثمارية فقد انطلقت قبل يومين في بغداد أعمال ملتقى الأعمال العراقي الإماراتي بحضور وفد رفيع المستوى يضمّ (٦٥) رجل أعمال إماراتي وأكثر من (٢٠٠) رجل أعمال عراقي من مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية. ومن المؤمل أن يعقب هذا الملتقى وزيارة الوفد الاقتصادي الإماراتي في الأيام المقبلة، وصول وفود أخرى من دول قطر وألمانيا وأميركا بهدف التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات في مختلف الميادين والمجالات تماشياً مع الرؤية التي تتبناها حكومة السوداني في تكاملية العلاقات بين العراق والدول العربية والإقليمية والعالمية. وبينما كانت الدولة تحتكر في السابق جميع الفعاليات الاقتصادية في الداخل والخارج فإنه ولأول مرة بدأ القطاع الخاص العراقي يتلمس خطواته الصحيحة في عقد المزيد من الشراكات مع نظرائه في دول المنطقة نظرا لما يمكن أن يتحقق من خلال هذه الشراكات على عمليات البناء والتنمية لمختلف القطاعات. إلى ذلك أطلق السوداني الوثيقة الوطنية المحدّثة للسياسة السكانية في العراق، والتي أقرها المجلس الأعلى للسكان منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي. وقال السوداني في كلمة خلال الاجتماع التنسيقي للمجلس العربي للسكان والتنمية الذي عُقد الأربعاء في العاصمة بغداد، إن الوثيقة تمثل التوجهات العامة للدولة والمبادئ التي أطَّرت محاورها الرئيسة. وأضاف السوداني أنه «جرت مراجعة الوثيقة الوطنية الأولى للسياسات السكانية لعام 2013 وبناء وثيقة جديدة تعالج التحديات الحالية، بسبب التحولات الاجتماعية والديموغرافية والصحية الكبيرة التي حصلت خلال عقد من الزمن». كما أشار إلى أن «التعامل مع الوثيقة الجديدة يجري وفق منطلقات المنهاج الحكومي الذي رسم توجهات واضحة في ربط الظاهرة الديموغرافية بخطط التنمية المستدامة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «المجلس الوزاري للتنمية البشرية أوصى بتبنِّي وإقرار الوثيقة الجديدة، التي أُعدت بما يتفق وثوابت مجتمعنا العراقي وطبيعة تركيبته السكانية».

مصالحة كردية «مؤقّتة»: «الاتحاد» يعود إلى الحكومة

الاخبار..فقار فاضل .. الحزبان الكرديان أرادا تجنّب وجود علامات استفهام على شرعيتهما في ظلّ تأجيل انتخابات الإقليم

يشهد إقليم كردستان حالة من الهدوء السياسي النسبي بين الحزبَين الكرديَّين النافذَين: «الديموقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، إثر تصاعد حدّة خلافهما خلال السنتَين الأخيرتَين. ويأتي هذا الهدوء، الذي عبّرت الولايات المتحدة عن ارتياحها له، بعد جهود سياسية بذلها مسؤولون محلّيون ودوليون، ولا سيما رئيس الحكومة الاتحادية، محمد شياع السوداني، أفضت إلى جلوس الحزبَين إلى طاولة واحدة، وتحاورهما بشأن ملفّات مصيرية؛ أبزرها إجراء انتخابات الإقليم وتقسيم الثروات النفطية

بغداد | عاد «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة بافل طالباني، قبل أيام، إلى المشاركة في اجتماعات حكومة إقليم كردستان، بعد مقاطعة طويلة، بسبب خلافات على ملفّات كثيرة مع «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني. وجاءت هذه العودة إثر جملة اجتماعات كان أبرزها اللقاء بين قوباد طالباني ورئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، في أربيل، أكد الحزبان، في بيان مشترك بعدها، فتح صفحة جديدة في العلاقات لإعادة ترتيب البيت الكردي، من خلال تعزيز الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم. ويبدو أن المصالح المشتركة بين الحزبَين مهّدت الطريق أمام عودة العلاقات، وخاصة أنهما يلتقيان على المطالب ذاتها، لناحية حصّتهما من الموازنة المالية لحكومة بغداد، ورواتب الموظفين والنفط، والتنسيق الأمني بين الجيش العراقي وقوات "البيشمركة" في المناطق المختلَف عليها إدارياً. أمّا الخلافات فتتمثّل في تقاسم ثروات النفط في الإقليم وإدارتها، والتصرّف بإيرادات المنافذ والمطارات، وهما نقطتان أدّتا، عام 2022، إلى تعليق الاتحاد مشاركة وزرائه ونائب رئيس الحكومة، قوباد طالباني، في اجتماعات مجلس الوزراء. وعلى خلفية التفاهمات الأخيرة، دعت بعثات دبلوماسية وممثّلية الاتحاد الأوروبي في العراق، إلى عدم التأخير في إجراء انتخابات الإقليم. كما طالبت السفيرة الأميركية لدى بغداد، ألينا رومانوسكي، باستثمار الفرصة لحلّ مشكلات كردستان من خلال الحوار، فيما وصفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، باربارا ليف، خطوة لقاء بارزاني وطالباني بـ«العظيمة». أمّا على المقلب الكردي، فيصف النائب عن «الحزب الديموقراطي»، شريف سليمان، علاقة الحزبَين بـ«الأخوية»، لافتاً، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «بيننا تاريخاً مشتركاً ومصالح مشتركة منذ سنوات». ويعتبر أن «حلّ الخلافات داخل الإقليم سينعكس إيجاباً على استقرار الوضع الاجتماعي والسياسي»، معرباً عن تفاؤله بأن «تكون الخطوة القادمة هي التحضير لإجراء الانتخابات، ومناقشة المشاكل العالقة لناحية توزيع الثروات النفطية بشكل عادل»، لافتاً إلى أن حكومة بغداد بذلت مساعي كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الحزبَين، ولا سيما من جانب رئيسها، محمد شياع السوداني، الذي زار الإقليم للتفاهم على حلّ الأزمة.

تَعتبر أطراف كردية معارضة لسلطة الإقليم عودة العلاقة بين الحزبَين «وقتية» ومبنية على «المصالح»

بدوره، يصف القيادي في الحزب، محما خليل، «التهدئة الأخيرة بين الحزبَين بأنها خطوة إيجابية ينبغي استثمارها من قِبل الطرفين، وخاصة أن الإقليم يعاني أزمات كثيرة؛ منها ما يتعلّق بالموارد المالية وقضية استئناف ضخّ النفط عبر تركيا». ويشير خليل، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «الحزبَين توصّلا إلى نقطة مهمّة، هي أن الخلافات لم تُجدِ نفعاً لهما، ولذا سعى الزعيم مسعود بارزاني إلى حلحلة الخلاف». أمّا النائبة عن «الاتحاد الوطني الكردستاني»، سروة محمد، فترى أن «من مصلحة إقليم كردستان الابتعاد عن الخلافات»، معتبرةً أن «الاجتماعات الأخيرة تبشّر بخير، وفتح صفحة جديدة ووضع مصلحة مواطنينا فوق مصالحنا». وتلفت محمد، في تصريح إلى "الأخبار"، إلى أنه «خلال الفترة الأخيرة، كان هناك تنازل من الطرفَين لغرض محو آثار الماضي»، مضيفةً إن «حكومة الإقليم عقدت اتفاقاً مع حكومة بغداد في قطاع النفط، وأعتقد أننا سنلتزم بتعليمات الحكومة الاتحادية بما يخدم مصلحة العراق». وتستبعد فشل هذا الاتفاق، موضحةً أن «زيارة السوداني الأخيرة للإقليم كانت إيجابية، وجزء منها يتعلّق بتراخيص وعقود شركات النفط العاملة في الإقليم، هذا فضلاً عن استئناف ضخّ نفط كردستان عبر الأراضي التركية في أسرع وقت ممكن، تحاشياً للأضرار الاقتصادية التي قد تعصف بالعراق بشكل عام، وبالإقليم بشكل خاص». في المقابل، اعتبرت أطراف كردية معارضة لسلطة الإقليم، عودة العلاقة بين الحزبين «وقتية» ومبنيّة على «المصالح». وفي هذا الاتجاه، ترى رئيسة كتلة «الجيل الجديد» النيابية المعارضة، سروة عبد الواحد، أن «عودة العلاقات بين الحزبَين لم تكن جادّة وجوهرية»، لافتةً، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الخلافات بينهما كانت مصلحية ولا تتعلّق بمبادئ الحكم في إقليم كردستان، القائمة على قمع الحريات والفساد والسيطرة على المنافذ الحدودية». وتضيف إن «خلافهما كان بسبب تقسيم الثروة النفطية، ويبدو أنه سيُحلّ من خلال عودة تصدير النفط إلى تركيا، وكيفية توزيع الأموال بين الحزبين». وتدعو إلى «إجراء الانتخابات في الإقليم وعدم تأجيلها، لأن برلمان الإقليم غير شرعي وحكومته منتهية الصلاحية». من جهته، يُذكّر المحلل السياسي الكردي، شاهو قرداغي، بأن «العلاقات بين الحزبين تدهورت خلال الفترة الماضية إلى درجة التلميح إلى اللجوء إلى السلاح من قبل بعض القيادات الحزبية»، مستدركاً بأن «الضغوط الخارجية وبالأخص الأميركية، مع إدراك الجانبين صعوبة إدارة الإقليم في ظلّ هذه الخلافات، كانت السبب وراء استقرار الأوضاع». لكن قرداغي يتوقّع، في حديث إلى "الأخبار"، أن «تتدهور العلاقات مجدّداً، وخاصة أن القيادات الجديدة يبدو أنها لم تستفد كثيراً من تجارب الماضي، في ظلّ محاولة كل حزب فرض نفوذه وزيادة هيمنته». وإذ يلفت إلى أن الخلافات انعكست سلباً على الكثير من الملفّات السياسية والأمنية والمالية، ومن ضمنها إجراء الانتخابات، فهو يعتقد بأن التقارب بين الحزبَين سيكون استجابة للدعوات الدولية «لتجنّب وجود إشارات استفهام على شرعية المنظومة السياسية في الإقليم في ظلّ تأجيل الانتخابات بهذه الصورة».

صراع الزعامة «السنية»: تحالف جديد للإطاحة بالحلبوسي

الاخبار... فقار فاضل ... تشهد الساحة السنية في العراق بداية تحالفات سياسية جديدة، مع انطلاق العدّ التنازلي لانتخابات مجالس المحافظات المقرَّرة في 6 تشرين الثاني المقبل، إذ بدأ تحالف «السيادة»، بزعامة السياسي خميس الخنجر، يعيد ترتيب أوراقه من خلال تأسيس ائتلاف جديد مرتقَب، يستبعد من صفوفه حزب «تقدم» بزعامة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، الذي يواجه محاولات لعزله من قِبَل أطراف شيعية وسنية على حدّ سواء

بغداد | تدفع قوى سنية عراقية، ولا سيما من تلك المعارضة لرئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، في اتّجاه تحشيد الجماهير لكسر هيبة الزعامة التي سعى إليها رئيس البرلمان أخيراً، إذ أعلن الأمين العام لحزب «وطن»، يزن مشعان الجبوري، تشكيل تحالف سياسي جديد يجمع أطراف تحالف «السيادة» السني من دون حزب «تقدم» ورئيسه الحلبوسي. ونظراً إلى التنافس الشديد بين الأطراف على زعامة المكوّن السني، كتب رئيس الحزب المذكور، مشعان الجبوري، تغريدة على «تويتر» قال فيها إنه يجري «تأسيس تجمّع جديد سينضمّ رسمياً إلى تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر، لاسترداد المحافظات الغربية من قبضة الفاسدين والمغامرين». وكان تحالف «السيادة»، وهو أكبر ائتلاف عراقي سني، قد تشكّل بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، بزعامة الخنجر، من حزب «تقدم» الذي يترأسه الحلبوسي، وتحالف «العزم» بقيادة مثنى السامرائي، قبل الانشقاقات والخلافات التي أدّت إلى استقالة عدد من النواب وإبعاد آخرين. ويواجه الحلبوسي حملة كبيرة من بعض الأطراف السنية والشيعية لإقالته من رئاسة مجلس النواب، وسحب الثقة منه، الأمر الذي يتوقع مراقبون أن يتم، مرجحين أن يكون المكوّن السني مقبلاً على تحوّلات جديدة في خارطته السياسية، وخصوصاً في ظلّ رغبة قوى سنية في كسب ثقة «الإطار التنسيقي» والتحالف معه من أجل نيل منصب رئاسة البرلمان القائم على المحاصصة، مستقبلاً. ويرى عضو تحالف القوى السنية، عمار العزاوي، أن «التحالفات الأخيرة التي نشأت بين "السيادة" و"وطن" الذي يتزعّمه مشعان الجبوري ونجله يزن، أو تلك التي في طور النشوء بين جهات سياسية أخرى، هي لغرض تأسيس كتل لخوض انتخابات مجالس المحافظات، وربّما تتطوّر مع الانتخابات التشريعية». ويلفت العزاوي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «التحالفات الجديدة تأتي في ظلّ غياب الرؤية الواضحة، والمشروع السياسي الواضح للمؤتلفين». وعن إمكانية عزل الحلبوسي، يقلّل من فرص إبعاده من الساحة السياسية السنية، بسبب المتغيّرات السياسية التي تحدّد وتحجّم هذه المساعي في الوقت الحالي. من جهته، يقول قيادي في تحالف «السيادة» إن «تحالفنا الجديد جاء بعد اجتماعات دورية وتفكير طويل في قضية غياب الزعامة عن المكوّن السني منذ سنوات. وحتى القيادات القديمة والتي نسمّيها نحن بصقور السُّنة، لم تعد مؤثّرة في المشهد السياسي… جماهيرنا بدأت تطالبنا بذلك، وخاصة بعد إخفاق الحلبوسي في عدّة ملفّات وآخرها قانون العفو العام وعودة أهالي منطقة جرف الصخر». وينفي القيادي الذي تحدّث إلى «الأخبار» مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن تكون للتحالف الجديد علاقة بقوى «الإطار التنسيقي»، موضحاً أن «قضية عدم مشاركة الحلبوسي معهم تعود إلى الخلافات الأخيرة والانشقاقات في صفوف حزب تقدم». وإذ يتوقّع أن يحصل اجتماع لأطراف التحالف الجديد غداً الأربعاء، ومن ثمّ مؤتمر ضخم لإعلان مشروع الائتلاف والنقاط الأساسية التي يرتكز عليها، فهو يرى أن «التحالف ربّما سيكون أهم جبهة سنية منذ عام 2003».

المكوّن السني مقبل على تحوّلات جديدة في خارطته السياسية

أما رئيس البرلمان الأسبق، والقيادي في تحالف «العزم»، محمود المشهداني، فيجزم أن «جميع التحالفات السياسية الحالية هي انتخابية لا أكثر. فإذا نظرتَ إلى برامج تلك التحالفات تجد غالبيتها مرتبطة بملفات يراد منها تحفيز الجماهير السنية للذهاب إلى صناديق التصويت، على رغم أنه لا يعنيها من سيكون رئيساً أو وزيراً بقدر ما تعنيها ملفّات المغيّبين والعفو العام والنازحين وإعمار مناطقها المحررة». ويصف المشهداني، في تصريح إلى «الأخبار»، التحالفات بأنها «حالة صحية» في العملية السياسية، لافتاً إلى أن قضية عزل الحلبوسي «موجودة على الفايسبوك فقط، لأن جميع القيادات السنية اليوم لها جماهيرها وتريد أن ترضي ذلك الجمهور من خلال التنافس والتحالف، وهذا مشروع». كما يشير إلى أن المشروع السياسي القادم للسنة هو «تحقيق مطالب محافظاتنا، فتحالفنا الجديد يُعتبر خيمة واحدة لجميع القوى، ولا يهمّنا من سيكون الزعيم أو النائب مستقبلاً». بدوره، يرى الناطق باسم «الحراك الشعبي في محافظة الأنبار»، ضاري الدليمي، أن «القوى السنية في الوقت الحالي تبحث عن بديل للحلبوسي»، عازياً ذلك إلى أن «هناك شخصيات أكثر جدارة مرشّحة للزعامة من مثل خالد العبيدي، وسالم العيساوي، وطلال الزوبعي، وغيرهم، فضلاً عن أن القوى السنية توصّلت إلى قناعة حول تغيير المعادلة السياسية من خلال استبدال واستبعاد شخصيات». ويعتقد الدليمي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الائتلافات الجديدة تبحث عن خطط للإصلاح، وإعادة القرار السني بعد أن غاب طويلاً، بسبب تفرّد الحلبوسي بالسلطة. فالانتخابات القادمة ستكون حاسمة للشخصيات التي تريد الخير لأهلها»، وتحديداً في محافظة الأنبار. وفي السياق نفسه، يشير الخبير في الشأن السياسي، صلاح بوشي، إلى أن التغييرات في الساحة السياسية السنية، هي «لا شكّ أغلبها لأغراض انتخابية، لكن الهدف الآخر منها هو موضوع الزعامة، ولا سيما أن هناك تحشيداً جماهيرياً لاستبدال الحلبوسي». ويلفت إلى أن «الخلافات والانشقاقات التي هزّت البيت السني، فتحت شهيّة التحالفات قبل السباق الانتخابي لمجالس المحافظات، حيث يتأهّب الجميع للفوز وعدم خسارة نفوذه السياسي».



السابق

أخبار سوريا..مخابرات تركيا تعلن مقتل قيادية في «قسد» بعملية في الرقة.. بقيمة مليار دولار.. 17 "ناقلة شبح" إيرانية تنقل النفط إلى سوريا..فيصل المقداد: الرئيس الأسد سيحضر القمة العربية في جدة..فيصل بن فرحان والمقداد يستعرضان في جدة أوضاع سورية والمنطقة..فيصل المقداد: الترحيب بعودة سورية إلى الجامعة العربية تظهر مدى الاشتياق..الخارجية الأميركية توضح موقفها للحرة وتحدد "الأهداف النهائية"..

التالي

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..غروندبرغ يحذر من «هشاشة» الوضع اليمني رغم خفض التصعيد..حملات «تطهير» وظيفي حوثية بمصلحتي الأراضي والضرائب..وزير الخارجية السعودي: نرحّب بمشاركة سورية وعودتها إلى الجامعة..بن فرحان: المنطقة أمام مفترق طرق..وعلينا الوقوف صفاً واحد..أجواء تصالحية في «الوزاري العربي»..«قمة جدة» تدعم جهود السلام في اليمن والسودان بحضور الأسد..إدانة للإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين..تعطل طائرة وزيرة خارجية ألمانيا في رحلة العودة من الخليج ..سلطان عُمان يزور مصر الأحد المقبل ويجري مباحثات مع السيسي..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,661

عدد الزوار: 6,758,617

المتواجدون الآن: 124