أخبار سوريا..سر مشروع كلّف إيران ملايين الدولارات في سوريا ودمرته إسرائيل..ما الذي تنتظره تركيا من تطبيع علاقاتها مع الأسد؟..النظام السوري يجمّل وسط دمشق ومحيطها غارق في المستنقعات والنفايات..معاكسة أميركية للتقارب السوري - التركي: «قسد» تنفتح على المعارضة..

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 كانون الثاني 2023 - 4:29 ص    عدد الزيارات 671    التعليقات 0    القسم عربية

        


سر مشروع كلّف إيران ملايين الدولارات في سوريا ودمرته إسرائيل...

تتمسك تل أبيب بخطتها في منع الميليشيات الإيرانية من التمدد في البلد المجاور لها

العربية نت...واشنطن - بندر الدوشي... على الرغم من عدم الاعتراف علناً فإنه لم يعد يخفى على أحد أن الغارات الإسرائيلية المتواصلة في سوريا على المواقع الإيرانية تأتي ضمن هدف واحد، يكمن بتمسك تل أبيب بخطتها منع الميليشيات الإيرانية من التمدد في البلد المجاور لها، فضلا عن منع تهريب السلاح إلى حزب الله اللبناني. وتبعاً لهذه الخطة، أفاد مصدر استخباراتي من دولة متحالفة مع الولايات المتحدة، بأن إيران سعت إلى إنشاء شبكة دفاع جوي شاملة في سوريا، مشيراً إلى أنها قامت فعلاً بإرسال معدات وأفراد لإنشاء هذا النظام.

ضربات قتلت قائد المشروع

وذكر أنه مشروع سعت إسرائيل إلى إحباطه من خلال الضربات الجوية المتكررة والتي أدت إلى قتل قائده في سوريا، وهو عقيد في الحرس الثوري، وذلك وفقاً لمجلة "نيوزويك". كما تابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للمعلومات الاستخباراتية، أن الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا بدأت أواخر عام 2017، وذلك حينما بدأت القوات الإيرانية بترسيخ نفسها في سوريا. واستهدفت هذه الضربات آنذاك مواقع ومصالح عسكرية إيرانية في الأراضي السورية كانت تهدد إسرائيل، وفق المصدر.

تغيير الاستراتيجية

ولفت المصدر إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تغيّرت آخر عامين، حيث قامت طهران بتعزيز نشر قدرات دفاع جوي لصالحها في سوريا بتكلفة وصلت عشرات الملايين من الدولارات، وذلك من أجل التعامل مع الضربات الجوية الإسرائيلية. كما أشار إلى أن تعزيز هذه القدرات تم كمشروع مشترك مع قوات النظام السوري بهدف تمكين زرع نظام إيراني مستقل للدفاع الجوي من داخل سوريا. كذلك ساعد الإيرانيون النظام في تحديث مجموعة من الرادارات الخاصة بهم المصممة للمساعدة في الكشف عن الهجمات الإسرائيلية ومنعها بشكل أساسي ضد المؤسسة الإيرانية في سوريا. وشملت الأسلحة المشاركة في الجهود صاروخ صياد (هنتر) 4B الذي يعمل بالوقود الصلب، والذي تم الكشف عنه في نوفمبر في حفل حضره كبار أعضاء القيادة العسكرية الإيرانية. وتم دمج القذيفة مع نظام صواريخ بافار 373 أرض جو، ويقال إن مداها يزيد عن 186 ميلاً مع مدى رادار يزيد عن 280 ميلاً.

قوات النظام بمرمى الضربات

يشار إلى أن البطاريات الإيرانية يتم تركيبها على الأراضي السورية قرب قوات النظام، وهو ما جعل الأخيرة تحت خطر الضربات الإسرائيلية، وفق المصدر. كما حدد 7 غارات على الشبكة الإيرانية المزدهرة التي نفذتها القوات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، بما في ذلك في تدمر وطرطوس في أكتوبر 2021، واللاذقية في ديسمبر 2021، ودمشق في مارس 2022، وضربة إضافية في طرطوس في يوليو 2022، وضربتان في حمص في نوفمبر وديسمبر 2022. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، قُتل 10 إيرانيين في غارات جوية إسرائيلية في سوريا، وتم تحديد إيرانيين اثنين قُتلا في الغارة الجوية في مارس 2022، وهما مرتضى سعيد نجاد وأحسان كربلاء بور، وكلاهما مهندس دفاع جوي. كما اعترف الحرس الثوري الإيراني بوفاتهما في ذلك الوقت متعهدا بالانتقام. أما أحد الإيرانيين البارزين الذين لقوا حتفهم مؤخرا في سوريا، فهو العقيد داود جعفري في قوة الفضاء الجوي في الحرس الثوري الإيراني، والمعروف أيضا باسم "مالك"، وحدده المصدر بأنه قائد جهود الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا. واعترفت إيران بمقتل الجعفري ونسبته إلى قصف على جانب الطريق نفذته إسرائيل.

هدفها المطارات

يذكر أنه خلال الأعوام الماضية، شنّت تل أبيب مئات الضربات الجوية، طالت مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.

إسرائيل تفشل المخططات الإيرانية

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ تلك الضربات، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. فيما كثفت خلال الأشهر الماضية، استهداف المطارات، بعد أن عمدت طهران إلى تهريب السلاح جواً لميليشياتها على الأراضي السورية، بعد الصعوبات والعوائق التي واجهتها براً على الحدود العراقية السورية.

ما الذي تنتظره تركيا من تطبيع علاقاتها مع الأسد؟...

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... تتصاعد التساؤلات في تركيا وخارجها وبين الدوائر المتابعة والمهتمة بالشأن السوري مع كل تصريح جديد يصدر عن أنقرة بشأن التقارب مع نظام الرئيس بشار الأسد حول الأهداف التي تدفع تركيا الآن إلى الاندفاع في خطوات التطبيع مع دمشق. في أحدث هذه التصريحات، عبّر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن أمله أن تسهم المحادثات بين تركيا وسوريا في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن تلك المحادثات، التي تأتي بعد قطيعة استمرت لأكثر من 11 عاماً، جرت بنيات حسنة ومن أجل إحلال السلام في المنطقة. تصريحات أكار، الذي شارك في الاجتماع الثلاثي الذي جمعه مع نظيريه الروسي والسوري في موسكو في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بحضور رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، جاءت عقب أول اجتماع لوزراء الحكومة التركية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان في العام الجديد، مساء الاثنين، ليؤشر إلى استمرار حضور الملف السوري على طاولة الحكومة كإحدى الأولويات على أجندتها. وكان إردوغان قد لمّح، الأسبوع الماضي، إلى أنه يمكن أن يلتقي الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريباً، عقب اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا، لم يحدد مكانه أو موعده بعد، إلا أنه ربما يعقد خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، وفق تصريحات من أنقرة وموسكو. وفيما قال إردوغان إن الهدف من مثل هذا اللقاء هو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، واصل أكار، أمس، التأكيد على الهدف ذاته. إذ أعرب عن أمله في أن يحل السلام والاستقرار عن طريق اللقاءات المتبادلة. وكرر الوزير التركي الحديث عن أهداف بلاده من السير في طريق التطبيع مع الأسد، ولخصها في السعي لإيجاد حلول دائمة لمشكلتي الإرهاب (وجود «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» على الحدود التركية مع سوريا)، والهجرة (نزوح السوريين إلى تركيا)، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي وآمن.

دوافع التطبيع

أما لماذا الآن؟ وما دوافع تركيا للتحرك باتجاه التطبيع مع الأسد؟ وما العوامل التي تدفعها إلى ذلك؟ الإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في أن هناك الكثير من المتغيرات والعوامل المحركة للرغبة التركية في إعادة العلاقات، كلياً أو جزئياً، مع نظام الأسد. فعلى مدى ما يقرب من 12 عاماً منذ وقوع «الثورة» على النظام، حدثت متغيرات دولية وإقليمية كثيرة دفعت تركيا إلى تغيير حساباتها بعدما بنت حساباتها منذ البداية على سقوط الأسد ونظامه بسرعة البرق. وإذا كان الحراك التركي نحو التقارب مع الأسد قد بدا في ذروته في الأشهر الأخيرة، فإنه ليس كذلك في واقع الأمر، فقد بدأ بشكل غير رسمي عقب التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 لمساندة نظام الأسد، وهو ما حال دون سقوط هذا النظام وغيّر موازين القوى على الأرض. ويتلاقى هذا الموقف في بعض النقاط مع الموقف الأميركي، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتشددة، وتحجيم التمدد الإيراني عبر مساندة النظام. في الوقت ذاته كانت دفة السياسة الخارجية التركية تتحول شرقاً، لا سيما بعد شعور أنقرة بـ«الخذلان» من حلفائها الغربيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها في 15 يوليو (تموز) 2016. فبينما وجدت حكومة إردوغان دعماً من جانب موسكو، لم تحصل على مثل هذا الدعم من جانب الولايات المتحدة وأوروبا بسبب اتساع نطاق الطوارئ والاعتقالات والتضييق على المعارضة وحرية التعبير، أو ما عده الغرب استغلالاً لمحاولة الانقلاب من جانب الرئيس التركي للقضاء على كل معارضيه بضربة واحدة، وفي مقدمهم حليفه السابق الداعية فتح الله غولن وحركة «الخدمة» التي صنّفتها أنقرة تنظيماً إرهابياً باسم «تنظيم فتح الله غولن» عقب محاولة الانقلاب. يضاف إلى ذلك الامتعاض التركي من دعم الولايات المتحدة قوات «قسد»، التي يغلب على تكوينها «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعدها أنقرة امتداداً سورياً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة وأوروبا، والنظر إليها (أي «قسد») كحليف وثيق لواشنطن في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي. ورأت أنقرة بعد سنين من إعلان العداء لنظام الأسد والمطالبة بإسقاطه، أن البيئة الدولية والإقليمية تغيّرت، وأنه أصبح هناك ما يشبه «المزاج العام» لجهة القبول ببقاء نظام الرئيس السوري، لأنه أقل ضرراً من الإرهاب الذي عشش في بلاده. ووجدت تركيا أن التمادي في التنسيق مع روسيا هو الحل في ظل تقلص الوجود الأميركي والإصرار على دعم «قسد»، وتهيأت لتركيا الظروف من خلال مشاركتها مع روسيا وإيران، كدول ضامنة لمسار آستانة، الذي بات يُنظر إليه على أنه البديل لمسار جنيف، وهو ما ضَمِن لتركيا تثبيت وجودها العسكري في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا دون اصطدام مع النظام أو روسيا وإيران. إقليمياً، اكتشفت تركيا أن عليها أن تعيد النظر في السياسات التي تبنتها منذ ما عُرف بـ«الربيع العربي»، وأن عليها أن تراجع علاقاتها المتدهورة في محيطها الإقليمي، فبدأت بالتحرك لتحسين علاقاتها إقليمياً بعدما اختفت من الصورة الأنظمة التي أتت بعد «الربيع» ودعمتها تركيا بكل قوة، فضلاً عن ازدياد الضغوط الاقتصادية عليها، ومحاولتها استعادة الاستثمارات الخليجية والأسواق العربية والطرق التي كانت متاحة للوصول السريع لبضائعها إلى الخليج وأفريقيا والتي تشكل سوريا إحدى نقاطها المهمة. وإلى جانب المتغيّرات الدولية والإقليمية، فهناك عوامل داخلية ضاغطة على إردوغان وحكومته، فمع تفاقم الأزمة الاقتصادية الداخلية في تركيا نجحت أحزاب المعارضة في إبراز ملف اللاجئين السوريين واستخدامه في تأجيج حالة الاستقطاب السياسي ونقله من المربع الإنساني إلى دائرة الصراع السياسي. وظهر توافق واسع بين أحزاب المعارضة على فكرة إعادة العلاقات مع نظام الأسد من أجل النجاح في تسوية ملف اللاجئين الذي بات إحراز تقدم فيه مطلباً شعبياً في تركيا، وهو ما دفع إردوغان إلى التحرك السريع لنزع هذه الورقة المؤثرة من أيدي المعارضة ومحاولة إحراز تقدم فيها حتى لا يفقد السلطة التي احتفظ بها على مدى 20 عاماً. وعلى الرغم من أنه يوجد في تركيا ما يشبه الإجماع على قبول التطبيع مع الأسد، فإن هناك تسليماً بأنه لا يجب انتظار الكثير من هذا الأمر، لا سيما إذا كان من يقوده هو إردوغان، فباستثناء الانتهاء من ملف اللاجئين عبر الحصول على ضمانات من النظام، لا ترى الدوائر السياسية أنه يمكن أن يكون هناك ما يفيد على صعيد مكافحة الإرهاب والقضاء على تهديدات «الوحدات» الكردية عبر النظام الذي سلّم مفاتيح شمال سوريا لـ«العمال الكردستاني». ويشكك بعض الكتّاب المحسوبين على المعارضة، ومنهم الكاتب في صحيفة «قرار»، عثمان سرت، في إحراز نجاح فيما يتعلق بإعادة اللاجئين. إذ يقول سرت في هذا الإطار إنه «ليس هناك أي سبب لإقناع اللاجئين في تركيا بالعودة إلى سوريا، فحتى الذين هناك يعانون من الأزمة الاقتصادية. وليس هناك ما يَضمن أنه إذا انسحب الجيش التركي من شمال سوريا، لن يجد المدنيّون طريقاً للعبور إلى تركيا». وذهب إلى أن الاستعجال في خطوات التطبيع، حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا العام الماضي، «يدل على انعدام البصيرة، كما لو أن تركيا لم تراكم قوّة في وضعها الجيوسياسي بسبب موقفها من الحرب الأوكرانية، ولذلك تدفع تكلفة عالية لقرارات ظرفيّة تتطلب اتباع مسار ديناميكي، وأن الحكومة لا تنظر إلا إلى ما قد تقوم به روسيا من تأجيل ديون الطاقة إلى ما بعد الانتخابات، بينما المجتمع التركي أرهقته مسألة اللاجئين ويريد لهم العودة بأي ثمن لكن قدرة سوريا على الاستيعاب والحقائق على أرضها غير كافية لملء عناوين مثل: ها هي أولى خطوات التطبيع»، حسبما يقول سرت. وفي الواقع، يسود اعتقاد لدى صانعي القرار في تركيا بأن عملية التطبيع مع النظام السوري ستأخذ وقتاً طويلاً، حتى لو عقد لقاء بين إردوغان والأسد قريباً، وأن العملية الجارية مع النظام ستكون ناجحة إذا تمكنت تركيا من خلالها من تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة في التعاون لإنهاء تهديد «قسد» ومشروع إقامة دولة كردية على حدودها، وضمان مشروعية للوجود العسكري التركي في شمال سوريا عبر اتفاق مع روسيا والنظام على الاحتفاظ ببعض النقاط على غرار ما هو قائم في شمال العراق. وهذا الأمر مرفوض من جانب روسيا قبل النظام السوري. وعبّرت موسكو صراحة من قبل عن رغبتها في العمل بموجب اتفاقية أضنة للعام 1998 التي تسمح للقوات التركية بالتوغل في الأراضي السورية لمسافة 5 كيلومترات حال وجود خطر على أمن البلاد، بينما لا تثق أنقرة بقدرة النظام على السيطرة التامة على الحدود، وتوفير ضمانات تسهّل لتركيا إعادة اللاجئين. ويرى مراقبون أن أي عملية لإعادة العلاقات مع نظام الأسد إلى طبيعتها كما كانت قبل 2011 لن تكون بالأمر السهل، رغم محاولات موسكو إحداث اختراق، وأن لقاء إردوغان والأسد على المدى القصير لن يخرج عن كونه «حملة دعاية روسية مستعجلة»، لأن الوزراء والمؤسسات الأخرى بحاجة إلى مناقشة الموضوع وعرضه على الرؤساء لتوضيح خطوط معينة، وخلافاً لذلك سيكون أي لقاء عاجل مجرد «مناسبة لالتقاط الصور»، حسبما قال المحلل التركي ليفنت كمال.

النظام السوري يجمّل وسط دمشق ومحيطها غارق في المستنقعات والنفايات

فيما البلاد تعاني من انهيار اقتصادي وظروف معيشية قاهرة

دمشق: «الشرق الأوسط».. في وقت تواظب حكومة النظام السوري على تقديم وتحسين الخدمات في أحياء وسط دمشق والأحياء القريبة منها، يعاني سكان مناطق محيط العاصمة من الإهمال، إذ تمتلئ شوارعها بالحفر ومستنقعات مياه الأمطار والصرف الصحي عند هطول أمطار غزيرة، عدا عن غرقها ليلاً بظلام دامس يُصعب على المارة السير فيها ويعرضهم إلى أخطار شتى. وفي ظل غرق مناطق واسعة من العاصمة السورية في الظلام بسبب عدم توافر التيار الكهربائي، يكاد لا يمر أسبوع إلا وتعلن فيه محافظة دمشق، عبر صفحتها على «فيسبوك»، عن تركيب عشرات أجهزة الإنارة بالطاقة الشمسية في شوارع الأحياء الراقية، مثل باب توما، القصاع، أبو رمانة، المهاجرين، المزة، وتنظيم كفرسوسة والمزرعة والشاغور والميدان والزاهرة... والساحات العامة (الأمويين، العباسيين، التحرير، عرنوس، باب مصلى وشمدين وغيرها). إضافة إلى ذلك، تشمل خدمات المحافظة الدورية لتلك الأحياء إعادة تعبيد العديد من الشوارع الرئيسية والطرق الفرعية والجادات وتنظيفها بشكل يومي وشطفها مرات عدة في الأسبوع وتنظيف المصارف المطرية فيها، وصيانة أرصفتها عند الحاجة. ولا يغيب عن محافظة دمشق الاهتمام بالجانب الجمالي والبيئي لتلك الأحياء والمناطق. فحفاظاً على المساحات الخضراء، تتابع ورشات مديرية الحدائق التابعة للمحافظة أعمال زراعة النباتات والتشجير للحدائق العامة والمساحات الخضراء وتقليم الأشجار والصيانة العامة للحدائق. وفي الوقت الذي تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي وظروف معيشية قاهرة لعدم توافر مواد الطاقة والمحروقات، واضطرار الحكومة إلى التعطيل لمدة 9 أيام مستغلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، فاجأت محافظة دمشق السوريين، عشية عيد الميلاد، بإعلانها في بيان أنه ستتم إزالة ساحة «السبع بحرات» التي تعد إحدى أهم ساحات العاصمة، بزعم تجديدها وتحويلها إلى «شكل أكثر جمالية بمنظور حضاري حديث». وأثار قرار المحافظة استياء وسخرية بعض السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن تصميم الساحة كان جميلاً أصلاً، في نظرهم، كما أن تجديدها ليس من الأولويات في مدينة غارقة في الظلام، فيما الغلاء الفاحش ينهش سكانها ونقص المشتقات النفطية يشلل حركة السير فيها ويقطع أوصالها. في المقابل، لاحظت «الشرق الأوسط» في جولة قبل أيام على عدد من أحياء محيط العاصمة أن شوارعها الرئيسية والفرعية وجاداتها تغرق بالوحول بسبب انسداد فتحات الصرف الصحي والمصارف المطرية وعدم وجود أرصفة يسير عليها المواطنون، إضافة إلى انتشار الحفر الكبيرة والمتوسطة فيها بكثافة وتحولها إلى مستنقعات من الأوحال. كما لوحظ تراكم القمامة في الحاويات وعلى جوانبها لدرجة أن بعضها لم يعد يُشاهد لكثافة القمامة التي تحيط بها مع انسياب مياه قذرة ذات رائحة كريهة إلى الطرقات من تحتها. ورغم الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي عن تلك الأحياء، إذ يصل برنامج التقنين فيها إلى 10 ساعات فصلاً، ونصف ساعة وصلاً، تخلو طرقاتها من أجهزة الإنارة بالطاقة الشمسية ويخيم عليها ظلام دامس في معظم ساعات الليل. «أ.م» وهو رجل في العقد السابع من العمر ويعيش مع ابنه لوحدهما في منزل يقع شرق دمشق، واعتاد أن يصلي صلاة الفجر في المسجد القريب من بيته، روى لـ«الشرق الأوسط» ويده مجبورة بالجص ومعلقة في عنقه، مدى الصعوبة التي يعاني منها للوصول إلى المسجد الذي لا يبعد عن منزله أكثر من 100 متر. قال: «في ساعات الفجر المرء لا يرى أمامه على بعد نصف متر من شدة الظلام، وكل يوم آخذ معي الموبايل لأنير أمامي، لكنني قبل أيام نسيته في المنزل وتابعت الطريق فعتثرت مرات عدة بالحفر، وكنت في كل مرة أتمكن من عدم السقوط على الأرض، إلى أن تعثرت بحفرة كبيرة مليئة بالوحل وسقطت على الأرض ولم أستطع الوقوف من شدة الألم في ساقي وساعدي... إلى أن جاء أحد المارة واستنجدت به وقام بإسعافي إلى أقرب مشفى ليتبين أن يدي اليسرى كُسرت بينما أُصيبت ساقي برضوض». أما الشاب «س. ق»، فشكا من أنه «حتى في ساعات النهار لا يستطيع المرء السير بشكل عادي في شوارع وأسواق الأحياء» الواقعة جنوب دمشق، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المارة أثناء هطول الأمطار الغزيرة «يجبرون أحياناً على الغوص في مستنقع كبير بعرض الطريق، وفي بعض الشوارع توجد في داخل المستنقع أحياناً حفرة أو حفر كبيرة لا يراها الناس وبالتالي يقعون بها»، يعلق الشاب على هذه الحال بالقول: «كلما يتقدم الأهالي بطلبات للمحافظة من أجل تحسين الخدمات يتحجج المسؤولون بعدم وجود ميزانية... على ما يبدو كل الموازنة يخصصونها للأحياء الراقية فهناك يعيش بشر ونحن هنا لسنا بشراً بنظرهم».

معاكسة أميركية للتقارب السوري - التركي: «قسد» تنفتح على المعارضة...

الاخبار.. تقرير أيهم مرعي ... الحسكة | تتواصل ردود الفعل الكردية الرافضة للتقارب السوري - التركي المرعيّ روسياً، في ظلّ ما يبدو أنها خطّة مدعومة من واشنطن، لمواجهة هذا التقارب وإفشاله أو الحدّ من نتائجه، على اعتبار أنه سيأتي على حساب مناطق سيطرة «قسد» في شمال شرقي سوريا، وسيؤثّر في الوجود الأميركي في المنطقة. وانطلاقاً من ذلك، بدأت القيادات الكردية في «قسد» و«مسد»، اتّخاذ إجراءات لترجمة مضمون بيانها الصادر بعد يوم واحد من الإعلان عن لقاء وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا في موسكو، والذي دعَت فيه قوى المعارضة إلى «التوحّد في وجه هذا التقارب، لأنه يضع مستقبل بلدنا وحلم حريّتنا على المحكّ»، معلِنةً أن «يدنا ممدودة، وعقولنا منفتحة، وأراضينا مرحّبة بكلّ سوري حرّ يرى أن مستقبل سوريا وحرية شعبها يحوزان الأولوية القصوى على كلّ ما عداهما». وفي هذا الإطار، أعلنت «مسد» عن لقائها قيادة «التحالف السوري الوطني» - الذي يتّخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقرّاً له - في القامشلي، تمهيداً لإعلان ائتلاف سياسي معه، كأولى الخطوات لنسج تحالفات سياسية مماثلة مع قوى المعارضة. ولعلّ ما شجّع الأكراد على تدشين تلك التكتّلات من بوابة «التحالف الوطني»، المنطلقات التي يتبنّاها الأخير في سياساته العامة، والتي تتقاطع مع مشروع «قسد» في المنطقة، من خلال دعوته في بيانه التأسيسي إلى «الحفاظ على المكوّنات والحقوق عبر حكم فيدرالي لا مركزي». ويبدو أن اللقاء بين الطرفَين جرى بترتيبات ونصائح أميركية، وذلك ضمن خطوات واشنطن لعرقلة التطبيع السوري - التركي، الذي اعتبر المجتمعون في البيان الختامي الصادر عنهم أنه «يحمل مخاطر أمنية، ومن شأنه عرقلة حلّ الأزمة السورية». ولعلّ الولايات المتحدة تريد من جملة تحرّكاتها الأخيرة في سوريا، سواءً المتعلّقة بالتحضير للعودة إلى قواعد عسكرية سابقة في الرقة، أو بدفع القيادات الكردية إلى التحالف مع قوى المعارضة، إيصال رسائل مباشرة إلى الأتراك بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال اختيار أنقرة التقارب مع دمشق، فيما تسعى القوى الكردية لإثبات جدّيتها أمام الجانبَين السوري الحكومي والروسي، في التوجّه نحو خيار التحالف مع أطراف المعارضة الرافضة للاستدارة التركية.

يبدو أن اللقاء الأوّل بين المعارضة و«قسد» جرى بترتيبات ونصائح أميركية

على صعيد موازٍ، تتطلّع واشنطن إلى إعادة إحياء مسار التفاوض بين الأتراك والقيادات الكردية في سوريا، ليكون موازياً ومُعاكساً لمسار التقارب السوري - التركي، عسى أن يتمكّن من التشويش عليه وعرقلته. ويبدو أن واشنطن بدأت بالفعل العمل على تنشيط تلك المفاوضات، حيث جرى تداول أنباء عن وصول شخصيات ديبلوماسية أميركية إلى العاصمة التركية، للوقوف على مدى استعداد أنقرة للمضيّ في حوار كهذا. وفي هذا المجال، تؤكد مصادر كردية، في حديث إلى «الأخبار»، وجود «مبادرة أميركية جديدة للتمهيد لحوار بين الأتراك وقسد، في محاولة لاستيلاد مشتركات رئيسة بين الطرفين، تؤسّس لمصالحة بينهما برعايتها». وتلفت هذه المصادر إلى أن الجهود الأميركية تهدف إلى «إبعاد الأتراك عن التوجّهات الروسية في سوريا»، معتبرة أن «قيادة قسد ستكون منفتحة حتماً على هذه المبادرة، كونها صرحت سابقاً أنها تريد أفضل العلاقات مع الجارة تركيا، على قاعدة الاحترام المتبادل، وإزالة كلّ أسباب العدائية غير المبرّرة من الأتراك تجاهها»، مستدرِكة بأن «الكُرة هي بالدرجة الأولى هي في ملعب الأتراك، لإفشال أو إنجاح هذه الجهود».



السابق

أخبار لبنان..نصرالله طلب من خامنئي زيادة ميزانية «حزب الله» ..حراك خفيّ لترجيح المعالجات قبل فلتان الشارع!..«معاقبة» أطفال لبنان برفْع الدعم عن الحليب لعجْزٍ عن وقْف التهريب إلى سورية..باسيل يواصل "ألاعيب الخفّة" الرئاسية: لا تسمية من خارج "التيار"..لقاء قريب بين باسيل وصفا..التيار «يصنّع» المرشح الثالث: أزعور وبارود مع البطريركية والبستاني مع جنبلاط..ورابع في انتظار حزب الله..داتا العسكريين مع قطر وأميركا؟..البرلمان اللبناني يستأنف جلسات انتخاب الرئيس غداً..ميقاتي يحشر باسيل بدعوة الحكومة لجلسة «كهربائية» الأسبوع المقبل..الارتباك يعود إلى أسواق النقد مع تعليمات جديدة لـ«المركزي» اللبناني..

التالي

أخبار العراق..ربع سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر..توقّع التأخّر في إقرار موازنة العراق للعام الثاني على التوالي..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,061,379

عدد الزوار: 6,932,760

المتواجدون الآن: 83