أخبار العراق..العراق في 2023..الحكومة أمام اختبار ملفات صعبة..ذكرى مقتل سليماني والمهندس تجدد الجدل بشأن العلاقة العراقية ـ الأميركية.. "خليجي 25" في البصرة..العراق يكسر المخاوف الأمنية وتفاؤل بنسخة ناجحة..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 كانون الثاني 2023 - 5:29 ص    عدد الزيارات 704    التعليقات 0    القسم عربية

        


ذكرى مقتل سليماني والمهندس تجدد الجدل بشأن العلاقة العراقية ـ الأميركية..

بغداد: «الشرق الأوسط».. في وقت نفت فيه الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي أن يكون اليوم (الثلاثاء) عطلة رسمية لذكرى اغتيال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي بغارة أميركية فجر 3 يناير (كانون الثاني) 2020، فإن العديد من المحافظات العراقية أعلنت هذا اليوم عطلة رسمية بالمناسبة. في السياق نفسه وبينما تجرى تحضيرات طوال ليل أمس (الاثنين) واليوم الثلاثاء للاحتفال بهذه المناسبة قرب مطار بغداد الدولي حيث وقعت الحادثة، فإن إدارة مطار بغداد الدولي أعلنت أن الرحلات الجوية لن تتوقف. وكانت اللجنة المنظمة للتظاهرة التي تقوم بها فصائل مسلحة عدة، تعلن العداء الدائم للولايات المتحدة الأميركية وقربها من إيران، في مكان الحادث على طريق المطار، وأعلنت في بيان أن «طريق المطار سيكون سالكاً أمام المسافرين»، داعية إياهم إلى الحضور مبكراً لـ«تلافي الزحام الذي سيكون على الطريق بدءاً من ساعات الليل الأولى». القوات الأمنية العراقية من جهتها شددت إجراءاتها الأمنية في محيط عدد من المواقع والمصالح الأميركية الحساسة في البلاد تحسباً من احتمال تعرضها إلى هجمات. وكان سليماني والمهندس قتلا في غارة أميركية على طريق مطار بغداد في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وبعد حادثة الاغتيال بثلاثة أيام، اتخذ البرلمان العراقي، في 6 يناير 2020، قراراً يقضي بإخراج القوات الأميركية، وكذلك حاول العديد من الفصائل العراقية المسلحة اقتحام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد ونصب خيام مقابلها. وحاول رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي حينها تهدئة الموقف بالعمل على رفع الخيام من أمام مقر السفارة وانسحاب المعتصمين بعد يوم واحد من نصب الخيام. إيران من جهتها أطلقت عدة وعود بالاقتصاص من الولايات المتحدة الأميركية جراء هذا العمل، لكنها اكتفت بعد فترة ليست طويلة من حادثة المطار بقصف قاعدة عين الأسد العراقية في محافظة الأنبار غرب العراق بعشرات الصواريخ، سرعان ما أعلنت واشنطن أنها لم تحدث سوى خسائر بسيطة بالمعدات دون وقوع ضحايا. من جهتها فإن الفصائل المسلحة بقيت تتوعد واشنطن بالاقتصاص، وذلك بتكثيف ضرباتها للمصالح الأميركية في العراق مثل السفارة في «الخضراء» ومطار بغداد وقاعدة بلد الجوية التي تضم مدربين أميركيين، وقاعدة حرير في أربيل بإقليم كردستان. وإحياء الفصائل الموالية لإيران الذكرى اليوم يجرى في ظل حكومة تسيطر عليها قوى «الإطار التنسيقي» التي تضم العديد من الكتل والأحزاب الشيعية التي يوحدها الموقف من قضية سليماني والمهندس لكنها تختلف لجهة كيفية إقامة علاقة مع الولايات المتحدة الأميركية. فعلى الرغم من الانتقادات التي لا تزال خجولة حتى الآن من قبل عدد من قيادات قوى «الإطار» للقاءات التي أجرتها السفيرة الأميركية الينا رومانسكي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وهو قيادي بارز في «الإطار التنسيقي»، فإن تلك الانتقادات لم تصل إلى درجة الاحتجاج التي كانت عليها لدى لقاءات رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي (الذي مرت الذكرى الثانية أثناء ترؤسه الحكومة)، خصوصاً زيارتيه (2021 ـ 2022) إلى واشنطن وصياغته اتفاقاً شاملاً مع الأميركيين بشأن طبيعة وجودهم المستقبلي في العراق. فعلى الرغم من موافقة العديد من القوى السياسية الشيعية على طبيعة الاتفاق الذي أبرمه الكاظمي مع الإدارة الأميركية بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2009، فإن الفصائل المسلحة لا تزال تكيل الاتهام إلى الكاظمي وعدد من أفراد فريقه في جهاز المخابرات حيث كان يشغل هذا المنصب قبل توليه رئاسة الوزراء، وذلك بتقديم دعم لوجيستي للأميركيين لتنفيذ عملية الاغتيال. لكن إيران التي أرسلت فرق تحقيق عدة إلى العراق لم تتوصل إلى أية أدلة بهذا الشأن، بينما لا يزال هناك كثير من الأصوات السياسية في الوسط الشيعي تتهم واشنطن بأنها هي من تقف خلف مشكلات العراق بعد مرور 20 عاماً على احتلاله، بما في ذلك أزمة ارتفاع أسعار صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي مؤخراً.

العراق في 2023.. الحكومة أمام اختبار ملفات صعبة

الحرة – واشنطن... يأمل العراقيون أن تحل حكومة السوداني الكثير من المشاكل التي تتسبب في معاناة يومية لهم

شهد عام 2022 تشكيل حكومة في العراق بعد تعطل العملية السياسية فترة من الزمن بسبب تعقيدات دخلت فيها البلاد منذ لحظة إعلان نتائج من الانتخابات المبكرة. وفي 2023 ستتعامل الحكومة الجديدة مع ملفات مهمة ينتظر العراقيون أن يجد المسؤولون حلولا لها لتحسين أحولهم. ويواجه العراق تحديات اقتصادية واجتماعية وصحية وسياسية، بالإضافة إلى التحديات البيئية والمناخية، وتحديات توفير الخدمات، وكلها ملفات خطرة تأخر حسم الكثير منها طويلا.

التحديات السياسية والأمنية

شهدت عملية تشكيل الحكومة العراقية صراعات أدت إلى خروج جماعي لكتلة التيار الصدري من البرلمان في تطور غير مسبوق، ووصل، محمد شياع السوداني، وهو سياسي عراقي مخضرم ومرشح سابق عن تيار السياسي، نوري المالكي، إلى السلطة عقب انتهاء ولاية حكومة، مصطفى الكاظمي، التي أعقبت استقالة حكومة، عادل عبد المهدي. ويقول الصحفي والمحلل السياسي، أحمد السهيل، إن الحكومة الحالية، التي تتمتع بالأغلبية البرلمانية، "لا تزال ضعيفة وغير فعالة، ولم تظهر حتى الآن، بعد نحو ثلاثة أشهر من تشكيلها، أي ملامح تشكيل ستراتيجية البلاد". وبالنسبة للسهيل فإن "حكومة السوداني تشبه حكومة تسيير أعمال أكثر منها حكومة كاملة الصلاحيات"، لكن "السياسيين يبدون متوافقين حاليا"، ولا تظهر صراعات قوية في الأفق خاصة وأن "الإطار التنسيقي في السلطة يتصرف بهدوء أكثر مما كان يتصرف به في فترة المعارضة". وبخروج الصدريين، توقفت إلى حد كبير أعمال المعارضة المنظمة التي كان يتوقع أن تواجه السوداني، كما أن ارتفاع أسعار النفط حقق استقرارا اقتصاديا، وبالتالي فإن المشهد السياسي في البلاد يبدو هادئا بعد فترة عاصفة. ومع هذا، يتوقع السهيل أن يؤدي ارتفاع أسعار الدولار إلى مشاكل اقتصادية "تدفع الإطار التنسيقي الذي شكل الحكومة إلى محاولة الهرب منها من خلال خلق مشاكل سياسية وصراعات مع الكتل الأخرى". كما يقول السهيل إن من المحتمل أن يعود الصدر إلى التحرك في أي لحظة، خاصة إذا ما أعلن موعد لانتخابات مجالس المحافظات. ويشير السهيل إلى أن "التحدي الثالث المحتمل هو الصراع الإقليمي واحتمال جر العراق ومشهده السياسي الداخلي إلى الصراع". ويشير إلى أن التحديات الأمنية قائمة أيضا، وأهمها الهجمات المستمرة لتنظيم داعش، واختراق الحدود العراقية المستمر من قبل تركيا وإيران، وأيضا ارتفاع أنشطة تجارة المخدرات وتهريبها في البلاد.

التحديات الاقتصادية

وعلى الرغم من أن العراق يعيش وفرة مالية نتيجة ارتفاع أسعار النفط في العالم، حيث صدر العراق نحو 3.5 مليون برميل يوميا طوال العام الماضي، وفقا لإحصاءات محلية، وجمع نحو 60 مليار دولار من تصدير النفط الخام في النصف الأول من عام 2022 وفقا لرويترز، إلا أنه أنهى العام بانخفاض في سعر العملة المحلية مقابل الدولار. وسبق الانخفاض تناقص في نشاط مزاد العملة بسبب عقوبات طالت عدة مصارف عراقية متهمة بتهريب العملة الصعبة. وتقول الخبيرة الاقتصادية العراقية، سلام سميسم، إن التحدي الاقتصادي الأبرز الذي يواجه البلاد في 2023 هو القدرة على تشديد الرقابة وإصلاح النظام المصرفي لعدم السماح للمتلاعبين بالاستفادة منه. وتقول سميسم لموقع "الحرة" إن هنا حاجة إلى تحديث وتفعيل قانون الضمان الاجتماعي، بما يفعل التشغيل في القطاع الخاص، وتشريع قانون حماية الملكية الفكرية لضمان دعم الاستثمار وجذب الشركات الكبرى للعمل في العراق، وتفعيل قانون مكافحة تشابك المصالح وقانون مكافحة الاحتكار. وفي مقال له نشر على موقع "الحرة" يقول الكاتب والمحلل السياسي، إياد النعبر، "سيبقى الفساد هو الصخرة التي تتحطم تحتها كل أمنياتنا بالتغيير في العام الجديد، لا سيما أننا ودعنا عام 2022 بفضيحة (سرقة القرن)، وفي وقت تبدو الحكومات أنها تريد من العراقيين أن يتعايشوا مع فضائح الفساد". ويعتقد العنبر أن منظمة الشفافية الدولية "أخطأت كثيرا عندما وضعت العراق في المرتبة 157 في مؤشر مدركات الفساد. لأن كل معاييرها لتحديد مؤشرات الفساد لا يمكن لها أن تصف إلا الجزء الظاهر منه، فالفساد في العراق تعدى كل التوصيفات والتعريفات التي تحددها القواميس الأكاديمية والمنظمات الدولية". وفي نوفمبر العام الماضي، ظهر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني وإلى جانبه أكوام من المبالغ المالية بالدولار الأميركي، والعملة العراقية، قال إنها تعادل 182 مليار دينار (نحو 121.3 مليون دولار) تمكنت الحكومة العراقية من استرجاعها من أصل مبلغ 3.75 ترليون دينار (2.5 مليار دولار) اختفت من حسابات دائرة الضرائب العراقية.

"سرقة القرن".. خيارات حكومة العراق لاسترداد الأموال المنهوبة

ظهر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأحد، وإلى جانبه أكوام من المبالغ المالية بالدولار الأميركي، والعملة العراقية، قال إنها تعادل 182 مليار دينار (نحو 121.3 مليون دولار) تمكنت الحكومة العراقية من استرجاعها من أصل مبلغ 3.75 ترليون دينار (2.5 مليار دولار) اختفت من حسابات دائرة الضرائب العراقية. والمبلغ المستعاد هو جزء من مبلغ 1.6 ترليون دينار سرقت من قبل رجل أعمال عراقي اسمه، نور زهير، وفقا للسوداني، حيث عرفت القضية باسم "سرقة القرن". وكان البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد فرض تعديلات على إجراءات الحوالات العراقية التي تمر بنظام "سويفت"، لتضم تدقيقا في مصدر الأموال وحتى المستقبِل النهائي، وهو ما جاء بعد تبعات قضية "سرقة القرن" في العراق.

إجراءات "المركزي العراقي" الجديدة.. محللون ينتقدون "التأخير" و"المضاربة" في واجهة الأزمة

تراجعت أسعار صرف الدولار، الأربعاء، في السوق العراقية، فيما لا يزال يتم تداوله بمستويات أعلى مما حدده البنك المركزي العراقي والذي يبلغ 1460-1470 دينارا مقابل الدولار.

التحديات الاجتماعية

وعلى الصعيد الاجتماعي تواجه البلاد مشاكل منها تسرب الأطفال بشكل كبير من المدارس، وزيادة التعصب القبلي والمشاكل العشائرية، وانخفاض دعم النساء، وفقا للباحثة والناشطة العراقية، صفا المسعودي. وتقول المسعودي في حديث لموقع "الحرة" إن "أكثر ما يقلقنا كنساء نعيش في هذا العصر الحديث هو عدمُ قدرتنا على إتخاذ قرارات مفصلية وشخصية في حياتنا بغير أن يتدخل في اتخاذها الأقربون والأبعد، ذلك لأن القوانين هنا تتيح للجميع التدخل في حياة النساء". كما أشارت المسعودي إلى ازدياد معدلات الجرائم ضد النساء وإفلات الجناة بسبب "تعطيل القوانين التي تكفل حماية النساء والأطفال".

التحديات القانونية

ويقول الخبير العراقي في الشأن القانوني، حسين السعدون، إن أهم القوانين التي يجب تشريعها أو تعديلها في عام 2023 هي قوانين الانتخابات، المحكمة الاتحادية وقانون الموازنة. ويضيف السعدون لموقع "الحرة" أن "المحكمة الاتحادية أوصت بأن يعتمد العد والفرز اليدوي حصرا في الانتخابات المقبلة مما يضع ضرورة لتعديل القانون الانتخابي في البرلمان، كما أن قانون الموازنة يفضل أن يكون لعدة أعوام بدلا من موازنة عام واحد. وتفيد هذه الطريقة، وفقا للسعدون، بمنع الدولة من "الشلل الكامل" حينما يتأخر تشريع قانون الموازنة كما حصل عدة مرات.

التحديات الصحية

ويقول الطبيب العراقي، نصير علاء، والذي يعمل خارج العراق، إن النظام الصحي العراقي بحاجة لإصلاح أثبتته جائحة كوفيد. وتشير الأرقام الرسمية العراقية إلى إصابة 2.47 مليون شخص بكوفيد توفي 25 ألفا منهم، لكن هذه الأرقام تحظى بتشكيك. ويقول علاء لموقع "الحرة" إن أنماط الإصابة العالمية تظهر شكلا مختلفا عن الشكل العراقي مما يدفعنا للتشكيك بأن الأرقام أعلى بكثير. وتلقى نحو 11 مليون عراقي جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، أي نحو 28 بالمئة من السكان. ويقول علاء إن القطاعات الصحية الأخرى، مثل قطاعات الولادة والأورام السرطانية والعمليات الجراحية والأمراض المزمنة وتوفير العلاج والخدمات الصحية هي كلها بحاجة إلى عملية إصلاح وتحديث شاملة.

التحديات المناخية

ويقول، سعد عمران، الباحث العراقي المتخصص في البيئة، إن الجفاف ضرب البلاد بشكل قوي خلال الصيف الماضي، وعلى الرغم من الأمطار التي شهدها الموسم الحالي، إلا أن هناك جفافا قويا متوقعا صيف عام 2023. وانخفضت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وسط توسع البناء فيها، كما يقول عمران لموقع "الحرة" فيما انخفضت واردات مياه الأنهار العراقية بشكل كبير. وبعاني عراقيون من نقص كبير في مياه الشرب في عدد من مناطق البلاد، وانخفاض في ساعات تجهيز الكهرباء في عمومها، مما يدفع المواطنين للجوء إلى المولدات التي تعمل بالديزل، مما يضيف لمعدلات التلوث المرتفعة أساسا.

الحريات

ويقول رئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، مصطفى ناصر، إن التحديات التي تواجه الحريات في البلاد تشكل خطرا كبيرا على الديمقراطية. ويحذر ناصر من محاولات "محاصرة" الحراك المدني من خلال فرض انظمة جديدة على منظمات المجتمع المدني، "للحد من أنشطتها والضغط الديمقراطي على السلطات لتحقيق مكاسب مدنية لا علاقة لها بالصراعات السياسية". لكن ناصر يقول إن تحدي حرية التعبير سيكون أيضا صعبا على السلطة "بالنظر إلى القوة التي اكتسبتها مبادئ حرية التعبير والصحافة والأداء والنشاط المدني، بعد انتفاضة تشرين 2019". وكان تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، المعنية بالدفاع عن الصحفيين وتوثيق الانتهاكات بحقهم حول العالم، قد أشار إلى أن العراق جاء في المراتب الأولى من بين أخطر الدول على مهنة الصحافة.

"خليجي 25" في البصرة.. العراق يكسر المخاوف الأمنية وتفاؤل بنسخة ناجحة

الحرة... أحمد جعفر – دبي... قبل أيام من ركلة بداية بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الخامسة والعشرين، لا يزال السؤال الكبير مطروحا منذ ما يزيد عن عقد من الزمان: هل العراق قادر على استضافة هذا الحدث؟ ...... وتنطلق "خليجي 25" في البصرة جنوب العراق يوم السادس من يناير بمشاركة المنتخبات الثمانية، حيث تستمر حتى التاسع عشر من الشهر الحالي. وتعود البطولة التي يبلغ عمرها أكثر من 52 عاما، إلى العراق، بعد أن سبق لبغداد احتضان النسخة الخامسة في العام 1979، حيث يلعب المنتخب العراقي المضيف في المجموعة الأولى بجانب كل من اليمن، السعودية وعمان. وتضم المجموعة الثانية للبطولة منتخبات البحرين، الكويت، قطر، والإمارات. وبالفعل وصل منتخبا اليمن والإمارات إلى البصرة، فيما يتوالى وصول بقية المنتخبات الخليجية تباعا. لكن تنظيم العراق لهذه البطولة التي تحظى بزخم إعلامي كبير، كان محل جدل مستمر لأسباب مختلفة منها الأوضاع الأمنية والقدرة اللوجستية، بالإضافة إلى حظر إقامة المباريات الدولية في البلاد على مدى السنوات الماضية.

مخاوف أمنية

ويعتقد النجم البحريني السابق، محمد صالح الدخيل، إن العراق مهيأ لتنظيم كأس الخليج، لا سيما وأنه يملك الملاعب الحديثة المشيدة بأحدث التقنيات. ومع ذلك، قال مهاجم منتخب البحرين ونادي المحرق سابقا في حديثه لموقع قناة "الحرة"، إن أكثر ما يثير مخاوف الخليجيين من إقامة البطولة في العراق هو "الوضع الأمني" على اعتبار أن "الأمور غير واضحة هناك". وأشاد الدخيل بالحفاوة التي يظهرها العراقيون لنظرائهم في دول الخليج، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، مردفا: "العراق كان دائما حريصا على استضافة هذه البطولة". لكن عراقيين لديهم وجهة نظر أخرى ويصرون على أن البصرة آمنة وجاهزة من كافة النواحي لاستقبال المنتخبات الخليجية. وفي هذا السياق، يرى الخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي، أن البصرة كمدينة آمنة تماما لإقامة هذا الحدث الرياضي الكبير دون حدوث أي خرق أمني. وقال البياتي لموقع قناة "الحرة" إن الدولة "قوية" وتسيطر على المدينة منذ فترة طويلة، حيث هناك حملة إعمار واسعة وميناء مهم جدا، على حد تعبيره. وأضاف: "لا يوجد خروقات أمنية حقيقية كداعش في البصرة أو في المناطق الجنوبية (من العراق) ... الخروقات قد تكون موجودة في بغداد وصعودا باتجاه الشمال". وأشار إلى أن تنظيم "داعش لم يصل البصرة". وفي 29 يونيو 2014، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" آنذاك تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية" في مساحات شاسعة سيطر عليها في العراق وسوريا. وبعدما مُني بالهزيمة في العراق عام 2017، يواصل تنظيم داعش الإرهابي من خلال خلايا نائمة تنفيذ هجمات محدودة، خصوصا ضد القوى الأمنية.

اهتمام رسمي

في الأسبوع الماضي، زار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، البصرة للوقوف على آخر الاستعدادات لاستقبال ضيوف "خليجي 25"، حيث تفقد البنى التحتية للمدينة والمرافق الخدمية الأخرى، علاوة على ملاعب البطولة. وقال السوداني في كلمة من ملعب المدينة الرياضية في البصرة إن الحكومة تعمل "لتسخير" الجهود والإمكانات "لإنجاح البطولة واستضافة الأشقاء في دول الخليج العربي من فرق ومنتخبات ومسؤولين وجمهور متعطش للعودة للملاعب العراقية". وخلال تواجده في البصرة، استقبل سفراء دول مجلس التعاون واليمن، كما ترأس السوداني بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماعا أمنيا رفيع المستوى، حيث أطلع على "إيجاز أمني استعرض سير جهود تأمين المحافظة بأقضيتها ونواحيها". وقال البياتي إنه مثلما ترغب الدولة في إنجاح "خليجي 25"، هناك أيضا من يفكر في كيفية إفسادها، مردفا: "بالرغم من ذلك، لا أعتقد أن البصرة تواجه تهديدات أمنية كبيرة". ولطالما رافقت الشكوك إمكانية تنظيم العراق لبطولة كأس الخليج لكرة القدم منذ إعلان رغبته باستعادة دوره في الاستضافة للمرة الأولى عام 2009 في مؤتمر صحفي لوزير الشباب والرياضة آنذاك، جاسم محمد جعفر، عقد في مسقط على هامش خليجي 19. وفي هذا الإطار، يشير المحلل والناقد الرياضي الكويتي، مرزوق العجمي، إلى أن الخليجيين ربما تجاوزوا المخاوف الأمنية من استضافة البصرة لكأس الخليج. وقال العجمي لموقع "الحرة" إن احتضان العراق لكأس الخليج تأرجح أكثر من مرة، لكن أصبح "هناك مزاج عام لتنظيم البطولة في البصرة بصرف النظر عن أي شيء آخر". وأشار إلى أن ما وصفه بـ "المزاج العام" جاء مقابل تدابير أمنية جدية توفرها بغداد للخليجيين المشاركين في "خليجي 25".

سيناريو مكرر

وشبه العجمي المشهد الذي عاشته البصرة بما سبق احتضان اليمن للنسخة العشرين من البطولة عام 2010 بعد مخاوف أمنية مماثلة وشكوك بشأن إمكانية استضافة عدن وأبين للعرس الكروي الخليجي. وكانت البصرة من المفترض أن تستضيف خليجي 21 عام 2013 التي نقلت إلى البحرين لأسباب بررها اجتماع المؤتمر العام لرؤساء اتحادات كرة القدم بدول مجلس التعاون بالإضافة إلى العراق واليمن – الجهة المسؤولة عن البطولة آنذاك – بحرصه أن تحقق البصرة "الاستضافة المثلى". وبعد أن منح رؤساء الاتحادات الخليجية حق استضافة العراق لـ "خليجي 22"، نقلت البطولة مرة أخرى إلى السعودية عام 2014 بسبب الحظر الدولي المفروض على الملاعب العراقية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وعدم السماح بإقامة المباريات الودية والرسمية في هذا البلد. لاحقا، تحولت البطولة التاريخية التي انطلقت للمرة الأولى عام 1970 من البحرين، إلى مظلة كيان جديد باسم "اتحاد كأس الخليج العربي" الذي تأسس في عام 2016 خصيصا لرعاية هذا العرس الكروي الخليجي المقام كل عامين. وتقرر إقامة النسخة الثالثة والعشرين في قطر بسبب الحظر الدولي المفروض على الكويت التي تعتبر هي صاحبة حق التنظيم بناء على مبدأ المداورة بين الدول، لكن رفع الحظر قبل أسابيع أدى لاستعادة الكويت حقها في "خليجي 23". وعادت "خليجي 24" إلى قطر عام 2019 قبل أن تتوقف البطولة بعد وباء كوفيد-19 الذي اجتاح العالم، ثم تسند إلى العراق بعد رفع الفيفا لحظره مطلع العام الماضي.

رسائل "جدية"

وضمن التحضيرات لاستضافة البطولة، شيد العراق ملعبي البصرة الدولي والميناء لإقامة مباريات البطولة المقسمة على مجموعتين. كما عمل على إنشاء البنية التحتية الأخرى من ملاعب تدريب وفنادق لإقامة المنتخبات والجماهير. وقال العجمي إن "الاتحادات الخليجية تشارك (في خليجي 25) بطريقة احتفائية ... دول الخليج متفاعلة تفاعل قوي مع البطولة". وأضاف: "من الواضح أن هناك جهود حثيثة وجدية من اللجنة المنظمة لخلق بيئة آمنة لكرة القدم من خلال بعض التدابير التي طرحتها الحكومة العراقية في الفترة الأخيرة". من جانبه، قال الدخيل الذي سبق وأن مثل منتخب البحرين خلال "خليجي 13" في مسقط عام 1996، إن العراقيين أرسلوا رسائل اطمئنان للخليجيين تتعلق باستتباب الوضع الأمني في البصرة، لاقتا إلى أن هذه الرسائل "جدية" على اعتبار أن العراق يرغب في تنظيم مزيد من البطولات الإقليمية والقارية. وتابع: "كأس الخليج لها أهمية في قلوبنا لأننا نلتقي بالأشقاء، وهي بطولة تحظى بمتابعة واسعة ونأمل أن ينجح العراق في إيصالها لبر الأمان، لا سيما وأن الجماهير العراقية حريصة على إنجاح الحدث". وفي هذا الإطار، يؤكد العجمي أن الحضور الجماهيري يمثل مقياسا مهما لنجاح أي تظاهرة رياضية. وقال إن "الجمهور العراقي ذويق، ونجاح أي بطولة مرهون بالحضور الجماهيري الكبير ... لو عادت الذاكرة بنا إلى الماضي لخليجي 20 فإن اليمن حققت نجاحا جماهيريا بحضور منقطع النظير".



السابق

أخبار سوريا..10 تحديات ترسم مصير سوريا في 2023..أولى الغارات الإسرائيلية في العام الجديد: 4 قتلى وتدمير مخازن أسلحة..«التحالف» يعتقل داعشياً بارزاً بإنزال جوي شرق سوريا..القنيطرة: وجود إيران وأتباعها يستنفر إسرائيل..وفق ضوابط متبادلة.."مهمشة وتستفيد"..موقع طهران على "خط أنقرة دمشق" الثلاثي..تخفيض رسمي كبير للعملة المحلية أمام الدولار..«كارثة محتملة» بعد توقف المساعدات للنازحين في شمال سوريا..

التالي

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..توثيق آلاف الانتهاكات الحوثية في محافظة الجوف اليمنية خلال 2022..نهب الممتلكات والقمع يؤججان الغضب الشعبي ضد الحوثيين..انقلابيو اليمن يضاعفون الإنفاق على المناسبات ذات الصبغة الطائفية..البحرية الفرنسية تعلن ضبط 4 أطنان مخدرات في بحر العرب..ضمن دول الجوار..إيران تعلن توقيع اتفاقية أمنية مع السعودية..بن فرحان: نوعية العلاقة بين طهران والرياض تؤثر على المنطقة بأكملها..لأول مرة بالسعودية.. تخريج دفعة من السيدات لقيادة قطار الحرمين السريع..أول زيارة منذ عودته إلى منصبه..نتنياهو في الإمارات خلال أيام..الإمارات تحدد 5 أولويات حكومية خلال 2023..قطر تلزم القادمين من الصين بإبراز اختبار سلبي لـ«كورونا»..الأردن يجمّد العمل بالضريبة المفروضة على الكيروسين..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,704,029

عدد الزوار: 6,909,432

المتواجدون الآن: 108