أخبار سوريا..دمشق غارقة..وعروض «مؤلمة» تنتظر الحسم..لليوم الثاني..مظاهرة في درعا تطالب بإسقاط النظام وميليشيا أسد ترد بالنيران..انقرة تبلغ واشنطن تمسكها بالتحرك العسكري شمال سوريا..توقعات بتصاعد المواجهات بين المعارضة والنظام شمال سوريا..

تاريخ الإضافة السبت 24 كانون الأول 2022 - 3:13 ص    عدد الزيارات 851    التعليقات 0    القسم عربية

        


لليوم الثاني.. مظاهرة في درعا تطالب بإسقاط النظام وميليشيا أسد ترد بالنيران..

أورينت نت - متابعات .... خرج العشرات من أهالي مدينة جاسم في درعا، بمظاهرة شعبية طالبوا فيها بإسقاط نظام الأسد والإيفاء بوعوده بالإفراج عن المعتقلين المغيبين قسرياً في سجونه منذ سنوات، فيما ردّت ميليشيات الأمن العسكري عليهم بالرصاص الحي في محاولة لتفريقهم، متّبعة نفس النهج الذي سلكته منذ عام 2011. ونشرت صفحة "تجمع أحرار حوران" على فيسبوك، اليوم الجمعة، مجموعة صور لعشرات المتظاهرين يرددون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ويرفعون أعلام الثورة السورية ولافتات تطالب بالإفراج عن المختفين قسرياً في سجون أسد، كُتب عليها "أبناؤكم ما زالوا في السجون فإلى متى صمتكم يقتلهم". وقال التجمع إن ميليشيات الأمن العسكري الموجودة في المركز الثقافي أطلقت النار في محاولة منها لتفريق المظاهرة، وسط تزايد كبير في أعداد المنضمين إليها. ودعا المتظاهرون في المدينة أبناء المدن والبلدات الأخرى في درعا للخروج في مظاهرات تطالب بالإفراج عن المعتقلين، وكبح جماح أجهزة أسد الأمنية والميليشيات الطائفية عن أبناء المحافظة. وجاءت المظاهرة استجابة لدعوات أطلقها ناشطون من أبناء المدينة، حيث تجمعوا في الساحة العامة بعد صلاة الجمعة. والخميس، خرجت مظاهرة مماثلة في مدينة الصنمين شمال درعا، كُتبت عليها عبارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين من سجون نظام الأسد، وتحذر من انتشار المخدرات والتمدد الإيراني في المنطقة. وجاء رفع اللافتات في عدة مواقع في الصّنمين، منها قرب فرع الأمن الجنائي، وقرب حاجز قيطة. ويستمرّ الفلتان الأمني في محافظة درعا، وترتفع وتيرة الاغتيالات والقتل والسطو المسلّح بين الحين والآخر، على يد ميليشيات أسد والعصابات التي تعمل لصالحها.

احتجاجات في السويداء

وتأتي المظاهرة في جاسم عقب احتجاجات شهدتها مدينة السويداء، حيث أقدم شبان على قطع الطريق المحوري وسط المدينة وأشعلوا الإطارات، حاملين لافتات طالبوا فيها "بطرد الأجهزة الأمنية من السويداء". كما طالبوا بطرد ميليشيات حزب الله وإيران من المنطقة وإطلاق سراح المعتقلين ومحاكمة الفاسدين، ودعوا لعصيان مدني في السويداء. وكان أهالي مدينة السويداء نفذوا قبل أيام اعتصاماً سلمياً في ساحات المدينة رغم التهديدات والضغوط الأمنية، لتكون أبرز المطالب الأخيرة لأهالي المدينة هي تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب نظام أسد بترك السلطة والبدء بالحل السياسي للملف السوري.

انقرة تبلغ واشنطن تمسكها بالتحرك العسكري شمال سوريا...

واصلت قصف مواقع «قسد»... وأجرت تبديلاً لقواتها في مناطق خفض التصعيد

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... أبلغت تركيا، الولايات المتحدة، مجدداً، عزمها على الاستمرار في حربها ضد ما وصفته بـ«الإرهاب» في سوريا، في إشارة إلى عملية عسكرية خططت لها لاجتياح مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة أميركياً غالبية قوامها. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده ستواصل بحزم حربها ضد «الإرهاب» في سوريا. وأوضح بيان للخارجية التركية أن الوزيرين تناولا، خلال الاتصال الذي جرى ليل الخميس - الجمعة، التطورات الأخيرة على الساحة السورية، وأن جاويش أوغلو أكد لبلينكن أن تركيا لن تتنازل أو تتراجع في حربها ضد الإرهاب بسوريا. وحذرت الولايات المتحدة، تركيا، مراراً، من خطورة أي عمل عسكري في شمال سوريا على قواتها الموجودة هناك، وكذلك على عمليات مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك بعد أن أعلنت تركيا عزمها القيام بعملية برية تستهدف مواقع «قسد» في شمال سوريا. ونفذت تركيا عملية جوية باسم «المخلب - السيف» في شمال سوريا والعراق على خلفية تفجير إرهابي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وخلف 6 قتلى و81 مصاباً، ونسبته السلطات إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب العمال الكردستاني». وتعد الولايات المتحدة «الوحدات» الكردية حليفاً وثيقاً في الحرب ضد «داعش»، وتقدم لها دعماً عسكرياً في هذا الإطار ما يثير غضب تركيا التي تصنفها تنظيماً إرهابياً، وتقول إنها تشكل امتداداً لـ«العمال الكردستاني» في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر، في وقت سابق، إن واشنطن كانت واضحة جداً لحليفتها تركيا فيما يتعلق بالقيام بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا وعارضتها بشكل صريح، لافتاً إلى أن قنوات الاتصال ستبقى مفتوحة مع أنقرة في هذا الصدد. وجدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، منذ أيام قليلة، تمسك بلاده بالعملية العسكرية في شمال سوريا، لافتاً إلى أن «قسد» تستهدف أمن وسلامة الأراضي التركية، وأن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول تركيا حق الدفاع عن نفسها. وحذر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، من عواقب التوتر بين بلاده وتركيا حول سوريا، مؤكداً أنها قد تؤدي إلى انهيار العلاقات بين الطرفين، جراء التهديدات التركية بشن عملية برية ضد قوات «قسد» حليفة واشنطن. وقال جيفري إن واشنطن تخشى أن توغلاً تركياً جديداً في سوريا يمكن أن يقوض العمليات ضد تنظيم «داعش»، وعلى وجه الخصوص حراسة «قسد» لآلاف السجناء من التنظيم وأفراد أسرهم. في سياق متصل، رفض حزبا «الشعب» الحاكم (يمين وسط) و«الخضر» في النمسا، مقترحاً بإدانة عمليات تركيا العسكرية خارج الحدود، المقدم إلى البرلمان من «الحزب الديمقراطي الاجتماعي»، موقعاً من النائبة كاتارينا كوتشاروفيتس ونواب آخرين بالمعارضة، يطالب الحكومة بإدانة العمليات التي تنفذها تركيا ضد مواقع «قسد» و«حزب العمال الكردستاني» في سوريا والعراق. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية، الجمعة، أنه خلال جلسة التصويت، التي عقدت الخميس، تم رفض المقترح من قبل أعضاء الأحزاب المنضوية في الحكومة. في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية قصفها المدفعي لمواقع «قسد»، حيث قصفت مواقع في قرية تل اللبن بريف تل تمر، شمال الحسكة. كما قصفت القواعد العسكرية التركية الموجودة في محيط مدينتي مارع والباب بريف حلب الشرقي، بالمدفعية الثقيلة محيط قرى سد الشهباء وتل مضيق وزويان ضمن مناطق انتشار «قسد» وقوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي، بعد تعرض القاعدة العسكرية التركية في محيط قرية دابق بريف اخترين شمال حلب، لقصف مدفعي وصاروخي، ليل الخميس، من مناطق انتشار قوات «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي، حسب ما ذكر تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشارت وسائل إعلام قريبة من «قسد» إلى أن القصف التركي أسفر عن مقتل 119 شخصاً منذ بدء عملية «المخلب - السيف» التركية في 19 نوفمبر الماضي، كاشفة أن من بين القتلى 23 مقاتلاً من «قسد». في غضون ذلك، أجرت القوات التركية عملية تبديل واسعة لقواتها الموجودة في منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا، بعد توقف لفترة بسبب سوء الأحوال الجوية. وأشار «المرصد السوري» إلى خروج رتل عسكري تركي يضم أكثر من 50 آلية مدرعة وسيارات نقل، منتصف ليل الخميس - الجمعة، من معبر باب الهوى باتجاه الأراضي التركية، وتم استبدالها بقوات جديدة انتشرت في ريف حلب الغربي وجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. وكانت عملية تبديل مماثلة أجريت في 28 نوفمبر الماضي.

توقعات بتصاعد المواجهات بين المعارضة والنظام شمال سوريا

هجمات الفصائل «رسالة» للأتراك برفضها «طعن الثورة» من خلال التقارب مع الأسد

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... ينذر التصاعد الأخير في وتيرة العمليات العسكرية والهجمات المتتالية وعمليات التسلل المتبادلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في شمال غربي سوريا باندلاع مواجهات أكثر عنفاً قد تصل إلى حد إحداث تغيير في مواقع السيطرة وخريطة مناطق النفوذ التي بقيت ثابتة منذ سنوات. ونفذت فصائل تنتمي إلى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي تتشكل على وجه الخصوص من فصائل تابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، عمليات هجومية مباغتة عدة نحو مواقع قوات النظام السوري في منطقة قبتان الجبل بريف حلب الغربي ومنطقة البيضا بريف اللاذقية، ومناطق موخص، والبريج، وداديخ وأربيخ بريف إدلب. ويزعم قياديون في هذه الفصائل، أن هجماتهم أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام. وقال جلال الدين الحموي، القيادي في «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، إن عملياتهم تمت «وفق خطط مدروسة من جانب قيادة الجناح العسكري في (الهيئة)، وهي نتاج تجهيز واستعدادات وتدريبات دامت سنوات، وتهدف تلك العمليات إلى استنزاف قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، وبث الرعب في صفوفهم». وأوضح، أن «الهجوم الأخير نفذته كتائب خالد بن الوليد (في صفوف هيئة تحرير الشام)، يوم الخميس، واستهدف مواقع قوات النظام في جبهتي معرة موخص والبريج جنوب إدلب، جاء ذلك في ظل التنافس بين الكتائب والألوية العسكرية التابعة لـ(هيئة تحرير الشام) للتنكيل بقوات النظام». وقال، إن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام التي توعدها بـ«عمليات أخرى». ولم تصدر تأكيدات لهذه الحصيلة من مصادر أخرى. من جانبه، قال العقيد مصطفى بكور (ينتمي إلى المعارضة السورية)، إن «عاملين أساسيين وراء تكثيف العمليات التي تستهدف مواقع النظام خلال الأسابيع الماضية، وهما: 1 - الظروف الجوية المناسبة لهذه العمليات، حيث الضباب وانعدام الرؤية أحياناً وهي ظروف مثالية لنجاحها. 2 - التصريحات التركية حول التقارب مع النظام والمصالحة معه وصمت المؤسسات والهيئات السياسية والفصائل العسكرية الثورية عن هذه الخطوات، فأرادت بعض الفصائل إرسال رسالة سياسية بوسائل عسكرية للأتراك بأنها غير موافقة على (طعن) الثورة السورية من خلال إعادة الشرعية لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بالمصالحة معه». ولفت إلى أن «تكثيف العمليات في شمال غربي سوريا، ليس بالضروري أنه سيؤدي إلى تطور الوضع العسكري والانتقال إلى مواجهة شاملة تؤدي إلى تغيير خريطة مناطق السيطرة خلال الأشهر القليلة المقبلة؛ لأن الوضع الدولي يتجه إلى الحل السلمي وفق قرارات الأمم المتحدة وليس الحل العسكري، وإنما يمكن لهذه العمليات الهجومية أن تؤثر على الموقف التركي من التقارب مع النظام السوري، لا سيما إذا ترافقت مع احتجاجات ومظاهرات ونشاطات شعبية مناهضة لهذا التقارب». ويرى أحمد الخطيب، وهو ناشط معارض في إدلب، أنه «إذا كانت فصائل المعارضة السورية في منطقة (خفض التصعيد)، في إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، جادة فعلياً في عملياتها الهجومية ضد قوات النظام السوري، وهدفها الضغط على تركيا بسبب مواقفها الأخيرة من التقارب مع النظام، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تصاعد وتيرة هذه الهجمات ووقوع معارك واسعة بين النظام والمعارضة. وسيؤدي ذلك إلى إحداث تغيير في مواقع السيطرة وخريطة النفوذ، حيث إن تركيا لا تستطيع التأثير على فصائل المعارضة في منطقة (خفض التصعيد)، كما هو الوضع مع فصائل (الجيش الوطني السوري) في مناطق العمليات التركية شمال سوريا (غصن الزيتون - درع الفرات - نبع السلام)». ويضيف الخطيب قائلاً «ربما تستغل فصائل على رأسها (هيئة تحرير الشام) التقارب بين تركيا والنظام السوري وترى أنه يضر بأهداف الثورة... ولذلك؛ تعتبر أن هناك فرصة لن تتكرر تتيح لها الانقلاب على المواقف التركية من خلال إطلاق عمليات عسكرية واسعة ضد قوات النظام، وهذا ما وعد به قادة فصائل مسلحة على رأسهم أبو محمد الجولاني زعيم (هيئة تحرير الشام) في أكثر من مناسبة أو اجتماع، حيث وعد بإعادة النازحين إلى ديارهم بالقوة».

دمشق غارقة..وعروض «مؤلمة» تنتظر الحسم

الشرق الاوسط... (تحليل إخباري)... لندن: إبراهيم حميدي

دمشق الغارقة في أزمتها الاقتصادية الخانقة، وسوريا الطاردة لأهلها، والمقسمة إلى 3 «دويلات» تفصل بينها خطوط أقرب إلى الحدود، وتقيم فيها ميليشيات وتنظيمات ومتطرفون وجيوش أجنبية متناحرة... تأتي إليها من دول إقليمية وكبرى، عروض متناقضة وشروط متباينة لبدء مسيرة طويلة ومعقدة للخروج من القعر والمنطقة المنبوذة،

لكن ما هي أهم الشروط والإغراءات؟

1- العرض الإيراني: سيصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق في الأيام المقبلة. وقد عززت طهران، التي تقيم مع دمشق علاقة استثنائية منذ عام 1979، علاقتها بسوريا بعد 2011، وقدمت دعماً اقتصادياً ومالياً تجاوز 20 مليار دولار أميركي، كما قدمت الميليشيات والأسلحة والدعم العسكري لـ«إنقاذ النظام». وتعتقد طهران أنه لولا تدخلها في سوريا نهاية 2012 وتوسطها مع روسيا للتدخل في سوريا نهاية 2015 «لكان الحليف تغير». النظام بقي، وأُبقي، وهي تريد ثمناً لذلك من الحليف. تريد تموضعاً عسكرياً استراتيجياً يعزز موقعها في الإقليم، وتريد موطئ قدم استراتيجياً على البحر المتوسط، وتريد تنازلات سيادية مالية في حقول النفط والغاز والفوسفات والمشاريع والاتصالات. وآخر الطلبات أنها تريد أن يعامَل الإيرانيون معاملة السوريين. لا شك في أن زيارة رئيسي تأتي في هذا السياق، بعد انهمار العروض على دمشق للذهاب في الاتجاه الآخر، والإفادة من الانشغال الروسي في الحرب الأوكرانية. استطراداً هنا، ماذا لو قصفت إسرائيل أطراف دمشق خلال وجود رئيسي في العاصمة السورية؟.....

2- العروض العربية: زار مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ومدير المخابرات العامة اللواء حسام لوقا، دولاً عربية وخليجية في الأسابيع الماضية، كان بينها، لأول مرة، زيارة حصلت فيها لقاءات مع قادة هذه الدول. فماذا يعرض العرب؟ ...... مروحة العروض واسعة، بينها ثنائي مباشر، وآخر جيوسياسي كبير. القائمة تضم أموراً مباشرة، مثل وقف تدفق «الكبتاغون» عبر حدود الأردن، والتعاون لمنع تسلل المهربين والإرهابيين، وتضم أموراً جيوسياسية، مثل تغيير طبيعة العلاقة مع إيران، بحيث لا تكون سوريا موطئاً وممراً لدعم تنظيمات إرهابية وميليشيات تهدد الأمن العربي. وتشمل القائمة أموراً سورية، مثل الحل السياسي واللجنة الدستورية وضمانات لإعادة أو عودة اللاجئين. وهناك رهانات لبعض الدول على اقتراب دمشق من معايير «اتفاقات أبراهام» مع إسرائيل. في المقابل، تعرض الدول العربية دعماً اقتصادياً واستثناءات من عقوبات «قانون قيصر» الأميركي، وعودة إلى الجامعة العربية والحضن العربي، ومساعدات وإعماراً.

3- العرض التركي: بفضل تدخل الرئيس فلاديمير بوتين، وافق الرئيسان بشار الأسد ورجب طيب إردوغان على اجتماعات أمنية بين رئيس مكتب الأمن السوري علي مملوك، ونظيره التركي حقان فيدان، في موسكو. وتمثل الطلب التركي في عملية مشتركة ضد «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، وتعاون لإعادة اللاجئين السوريين، والعمل ضد الإرهاب. مقابل ذلك، تعرض أنقرة دعماً اقتصادياً وتمويلاً لمشاريع الإعمار واتصالات سياسية و«شرعنة» للنظام. الأسد لم يوافق على هذه العروض بعدُ، ويريد وقف أنقرة دعم الفصائل وتعاوناً ضد الإرهاب وإعلاناً بالانسحاب من سوريا. ويحاول الإفادة من ذلك للحصول على تنازلات إضافية من الأكراد... ومعاقبتهم على التعاون مع أميركا.

4- العروض الغربية: تختلف العروض الغربية من دولة إلى أخرى؛ فهناك قرار أوروبي يتضمن 3 لاءات: لا للمساهمة في الإعمار، ولا لفك العزلة، ولا لرفع العقوبات قبل تقدم في العملية السياسية. وهناك «قانون قيصر» الأميركي وعقوبات من واشنطن. على الأرض، هناك الجيش الأميركي وحلفاؤه الأوروبيون للتعاون ضد الإرهاب و«داعش»، وسيطرة على الأرض تتعلق بالتوازن والتفاوض مع روسيا، ودعم إسرائيل وغاراتها ضد إيران في سوريا. تحت هذه الأمور الجيوسياسية، هناك عروض صغيرة تخص قضايا إنسانية: أميركا تطرق كل الأبواب لمعرفة مصير الصحافي جوستن تايس، وتعرض مقايضة الحصول على معلومات مقابل وقف عقوبات على شخصيات نافذة، أو تقديم استثناءات في أمور إنسانية. وتعرض دول أوروبية دعم مشاريع «التعافي المبكر» في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم ضمن القرار الدولي لتقديم المساعدات العابرة للحدود (المقرر اتخاذ قرار في شأن تمديده قبل 10 من الشهر المقبل)، مقابل تقديم تسهيلات سياسية وفتح قنصلية في مدن أوروبية، أو زيارة وفد إلى دمشق.

5- الغارات الإسرائيلية: تراقب إسرائيل وتتابع بعض العروض وتُستشار فيها، لكنها تواصل غاراتها ضد «مواقع إيرانية» في سوريا، بدءاً من دمشق جنوب سوريا، إلى البوكمال في الشمال الشرقي، وإلى ريف طرطوس غرباً. وتطلب تل أبيب، عبر دول غربية أو عبر موسكو، تراجع إيران استراتيجياً في سوريا، والتزامها بالخطوط الحمر، وهي: وقف التموضع الاستراتيجي وإقامة القواعد جنوباً، ووقف تسليح «حزب الله» بصواريخ محددة، ووقف إقامة مصانع لصواريخ «باليستية» دقيقة وطويلة المدى في سوريا. وهي «تعرض» تسهيل مطالب دمشق في أروقة وعواصم ذات قرار، وقبولاً بالدور الروسي والوجود الروسي والقرار الروسي.

إذن، المعاناة السورية مستمرة والأزمة عميقة. وقائمة الشروط أو المطالب ليست طويلة فحسب، بل إنها متناقضة ومحيّرة، وتعبر عن مصالح يتطلب الجمع بينها حياكة سورية مستحيلة. وبالفعل، الحل السوري ينتظر ترتيبات إقليمية ودولية، وولادة النظام من هذا المخاض المؤلم، سورياً ودولياً. 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,060,139

عدد الزوار: 6,932,701

المتواجدون الآن: 81