مصادر قريبة من المعارضة:

بري وجنبلاط جهّزا ساحة الوسطية.. و"حزب الله" وعون عاجزان عن فرض الشروط

تاريخ الإضافة السبت 4 تموز 2009 - 6:46 ص    عدد الزيارات 4911    التعليقات 0    القسم محلية

        


لم يكن لبنان منذ نشأته بمنأى عن التأثير الخارجي، بإعتباره كياناً يعكس في تركيبته ما يحصل في محيطه الإقليمي والدولي، فالتدخل الخارجي ليس جديداً على الساسة اللبنانيين، وأنما هو عامل ثابت ومقرر في إتجاه الرياح اللبنانية الداخلية هكذا كان لبنان وهكذا سيبقى رغم كل الشعارات التي تطلق من هنا وهناك بشأن الحرية والسيادة والاستقلال.

مصادر سياسية قريبة من المعارضة ومطلعة على ما يجري من اتصالات بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية رأت أن "حصيلة الانتخابات النيابية الاخيرة لم تغير من واقع الامور شيئاً على الارض حيث استمر التوازن الدقيق بين المعارضة والاغلبية كما كان قبل السابع من حزيران". مشيرة في الوقت عينه الى ان "ما جرى في السابع من حزيران أحدث متغيراً وحيداً، وهو الاتفاق بين القوى الدولية والاقليمية على ضرورة وضع لبنان على سكة الهدوء والاستقرار".

هذا وأوضحت هذه المصادر أن "نتائج الانتخابات أظهرت ثابتًا وحيدًا هو أن الشوارع الشيعية والدرزية والسنية ما زالت مقفلة بالمفاتيح نفسها، أما المتغير فكان في الشارع المسيحي وتحديداً الماروني، حيث لم يتسنّ لأي من قادة هذا الشارع ان يفرض نفسه كزعيم أوحد، بحيث استمر تقاسم النفوذ بين أكثر من فاعلية، فبرز عون زعيمًا في كسروان وجبيل وبعبدا وجزين رغم اهتزاز شعبيته المسيحية، وجعجع زعيمًا في بشري والكورة والبترون، وفرنجية زعيمًا في زغرتا، فيما ظهر الرئيس الاسبق أمين الجميل كمجيّر للأصوات أكثر منه زعيمًا وقد فاز نوابه من خلال ما منحه اياه حلفاؤه في زحلة وطرابلس وعاليه".

إلى ذلك، رأت المصادر نفسها أن "الاكثريات غير المسيحية بدت بعد الانتخابات مستعجلة لإعادة تموضعها من اجل مواكبة التوافقات الدولية والاقليمية بشأن تكريس الاستقرار في لبنان، ويعتبر تكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة هو أبرز المؤشرات عن هذا التوافق، خصوصاً ان فوز الاكثرية حرر الرئيس بري من خيار فوز المعارضة كما حرر النائب وليد جنبلاط الذي عمل جاهداً لإقناع الحريري بالقبول بتشكيل الحكومة، فيما التناغم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط بدا واضحاً منذ ما قبل الانتخابات من اجل الخروج من الانقسام بين فريقي 8 و14 آذار".

وبنتيجة الإنتخابات، تضيف هذه المصادر، "لم يحرج هذا التناغم بري مع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله او مع دمشق التي التزمت بكل التعهدات التي قطعتها للقوى الدولية والاقليمية، كما أنه تناغم لم يحرج وليد جنبلاط مع الرئيس المكلف سعد الحريري ومع المملكة العربية السعودية في ظل الإنفتاح الإقليمي"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن "حزب الله لم يعد في الموقع القادر على املاء الشروط بعد التطورات التي شهدتها الساحة الايرانية، حيث انعكس ما حصل في ايران ارباكًا بدا واضحاً في الخطاب السياسي الهادىء لقادة الحزب، كما ان الخطاب العالي النبرة للتيار الوطني الحر يؤشر الى ان الجنرال عون الذي يستمد معظم قوته من تحالفه مع "حزب الله" غير قادرعلى فرض شروطه إلا أن مطالبته بسبعة وزراء تندرج في إطار التكتيك والمناورة استباقاً لمرحلة توزيع الحصص التي لم تبدأ بعد بإنتظار الإتصالات الاقليمية والدولية"، وتؤكد المصادر نفسها أن "التوازنات التي ستحكم تشكيل الحكومة الجديدة ستكون بعيدة عن المنطق الذي ساد قبل السابع من حزيران بحيث ستكون حكومة وحدة وطنية غير خاضعة لطلبات من هنا وطلبات من هناك"، معتبرة أن "حركة بري وجنبلاط تأتي في إطار تكريس هذا المناخ".

وفي السياق نفسه، تستطرد المصادر مشيرةً إلى أن "الوسطية التي يعمل من اجلها بري وجنبلاط تشكّل مخرجاً لكل الفرقاء، بعد ان استنفذت الساحات على مدى اربعة سنوات، وفقدت دورها وبات السياسيون كافة بحاجة الى ساحة جديدة باتت موجودة وقد تموضع في إطارها كل من بري وجنبلاط، بانتظار أن ينضم بقية الفرقاء الأساسيين الى إطار هذه الساحة حيث القوانين جديدة وهي لا تمت بأي صلة للقوانين التي كانت سائدة قبل السابع من حزيران".

\"\"

المصدر: موقع لبنان الأن

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,694,292

عدد الزوار: 6,908,885

المتواجدون الآن: 107