جعجع: نصرالله رفض المحكمة الدولية... وهذا بالغ الخطورة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 أيار 2009 - 5:48 ص    عدد الزيارات 4457    التعليقات 0    القسم محلية

        


رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "آخر من يحق له التكلم على القضاء هو قوى 8 آذار التي تشن حملة مركزة عليه، وان الضباط الاربعة لم يدّع عليهم احد"، مشيراً الى ان "المحكمة الدولية هي الجهة المخولة اعلان براءتهم". وتوقف عند ما ورد في قرار الافراج عن الضباط من طلب تأمين الحماية لهم، معتبراً ان كلام الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في غاية الخطورة على البلد وعلى المنطقة بأكملها، وقال "يلّي في مسلة تحت باطو بتنعرو" وجل ما يريدونه منا ان نذهب كل سنة ونضع الاكاليل على ضرائح الرئيس رفيق الحريري والوزير بيار الجميل وكل شهداء ثورة الارز".
وردّ على كلام السيد نصرالله حول مسألتي المحكمة الدولية والقضاء اللبناني فأعرب عن "صدمته من حديثه على رغم لباقته وهدوئه واساليب المنطق التي استعملها تبين ما الهدف من حديثه"، مؤكداً ان "الامور وصلت الى حد لا يمكن السكوت عنه، اذ انه يشكل خطراً على البلد". وشدد على ان "كل ما يقوم به السيد نصرالله هو لإفشال المحكمة كأنه واثق من النتيجة التي ستصل اليها".
في مؤتمر صحافي عقده جعجع في معراب بعد ظهر امس، قال: "هناك حملة وهجوم كبير على القضاء اللبناني ولست في وارد الدفاع عنه. اعتبرت انه كأن هناك احداً في ضيق كبير واراد ان "يفش خلقه".
وتباعاً، بعد يومين وثلاثة واربعة، تبين ان هناك حملة مركزة ومهيأة ومحضرة عن تصور وتصميم للوصول الى غايات محددة جداً ليس على القضاء فحسب بل على المحكمة الدولية ايضاً. رأينا، وفي شكل منظم ان جماعة 8 آذار تتوزع الادوار، وقامت بجهدين، جهد ذهب في اتجاه القضاء اللبناني وجهد آخر في اتجاه المحكمة الدولية. اللاعبون الذين تكلموا كانوا رجال سياسية فأخذت الموضوع كأنه ردود فعل او استثمار لحدث معين حصل، الى ان خرج السيد حسن نصرالله وادلى بدلوه في القضية، وبعدها تابع قادة في حزب الله وبعض الشخصيات السياسية في 8 آذار (...).
اضاف: "تصورت مثلاً في حال قررنا اصلاح القضاء ان يشكل فريق 8 آذار لجنة لإصلاحه، وطبعاً اذا ارادوا ذلك، فسيأتون بوزير العدل السابق عدنان عضوم، وسيأتون بأفضل المحققين لديهم الذي اتكلوا عليه في قضايا عديدة، وهو الاستاذ جوزف فريحة مثلاً. فلنتخيل اللجنة التي تريد اصلاح القضاء اللبناني والتي يرأسها الاستاذ عضوم مع احترامي له كشخص، وهذه اللجنة طبعاً تتطلب منسقاً عاماً فيأتون باللواء جميل السيد لدوره في المرحلة الماضية، وهذه اللجنة هي التي ستقوم بالاصلاح. هذا ما سيفعله فريق 8 آذار، فوزير العدل الحالي ابرهيم نجار لا ثقافة لديه ولا علم ولا اخلاق ولا استقامة لاصلاح القضاء، لذلك سيأتون بهؤلاء الاشخاص ويكلفونهم اصلاح القضاء. وليت كل شخص في بيته يرى الصورة على حقيقتها في ضوء الحملة التي قام بها هؤلاء، وان لم يملك هذا الشخص الذاكرة القوية، فسيضيع في بعض الأوقات".
وذكر جعجع بتعاطي القضاء مع مناصري "القوات اللبنانية" وملف كنيسة النجاة والتعذيب في سجن وزارة الدفاع وقضية انطونيت شاهين والتحقيق مع (النائبة ستريدا) جعجع وتوقيفات 7 آب 2001. وقال: "(...) القضاء الحالي مع كل بطئه يبقى افضل من قضائهم الفاسد والمجرم، اذا اردنا محاكمة المخطئين فلنبدأ منذ عام 1992 ولنحاكم كل المخطئين في المجالات الامنية والقضائية.
وأنتقل الى ملف المحكمة الدولية. ان طريقة طرح الافرقاء لهذا الملف هو في غاية الخطورة. في البداية كنا نسمع بعض التصريحات وبصرف النظر عن الاحجام، قوى 8 آذار كلها اركان كبار، ونحن لانميز في الاحجام، واحدهم صرح ان "المحكمة الدولية وحذائي سيان". كنا نقول ان هذا ركن صغير. احدهم صرح "خذوا المحكمة الدولية واغلوها واشربوا مياهها". كنا نعتبر ان هذه التصريحات غير جدية او انها جدية ولكنها تصدر عن اناس لا يملكون القرار ولا تعني شئيا جديا، الى ان اتى حديث السيد نصرالله الجمعة الماضي الذي شكل صدمة لي، لانه على رغم لباقة السيد حسن، ورغم كل اساليب المنطق التي استعملها، فقد بانت لي من كل حديثه النقطة الجوهرية، وهذا ما دعاني الى التيقظ وعقد المؤتمر الصحافي، لان الامور وصلت الى حد لا يمكن السكوت عنه وفي رأيي الى حد يشكل خطرا على البلاد والمنطقة ككل. ممكن ان نستغرب الحديث ولكن من واجباتي كمسؤول ان أطلع الجميع على ما رأيته. الهدف الفعلي من كل مؤتمره الصحافي وكل اللباقة التي استعملها، الجملة المفتاح هي الآتية: "اليوم ارجو الا يطالبنا احد مسبقا بان نقبل اي شيء يصدر عن المدعي العام او عن التحقيق الدولي وقضاة المحكمة لمجرد انه صدر قرار صحيح قبل يومين. يجب ان ننظر الى اي دليل او مستند استند القرار الجديد. يعني ان القضاء الدولي يجب ان يأخذ الضوء الاخضر من السيد حسن، والا فهذا القرار الذي سيصدر عنه غير صحيح. هذا يعني ان نصرالله غير مستعد للقبول باي قرار يصدر عن المحكمة الدولية ان لم يكن لمصلحته وهذا عمليا رفض للمحكمة الدولية كلها، والسيد حسن قال بلباقة وهدوء ان المحكمة لا تعنينا، وكان يعيد الموقف نفسه الذي قاله السوريون منذ مدة. وقال نصرالله "لن نقبل بعد اليوم بما قبلنا به في الايام الاولى والاسابيع الاولى لاعتقال الضباط الاربعة". ماذا يمكن ان يعني هذا؟ ويتابع نصرالله: "يتهم ويعتقل الناس ونبقى كلنا جالسين ننظر وممنوع على احد ان  يفتح فمه لانه سيتهم بتعطيل التحقيق وتغطية القتلة وما شاكل"، على اساس انهم جميعا يتمتعون بالبراءة والخير والحق والجمال.
هذا بيت القصيد من حديث نصرالله، وهو بالغ الخطورة، إنه يقول للجميع انه غير معني بالمحكمة الدولية لانه يتوجس شرا من هذه المحكمة، لانه في شكل من الاشكال، وباستنتاج بسيط، يعرف انه وفي مكان ما، سيُستدعى أحد ولا يريد نصرالله ان يحصل ذلك وهو يحضر الجميع الآن بالقول انه لن يقبل بارساله، وهذا كلام خطير جدا. وانا اتوجه بكل بساطة وبرودة الى السيد حسن واقول له ان هذا الكلام خطير واتمنى عليه العودة عن هذا الموقف لانه وحده كفيل تفجير لبنان بأكمله لاننا سنقع في مشكلة كبيرة ان لم نتدارك الامر.
كل استطلاعات الرأي التي تقوم الآن، تقول ان 80 في المئة من الشعب اللبناني مع المحكمة الدولية كما هي في الوقت الحاضر ولا يستطيع على هذا الاساس ان يقول ان لا دخل له بالمحكمة الدولية وسنرى كيف ستتصرف وعلى هذا الاساس سنتصرف. مثلا ان طالبت المحكمة بيوسف الشنتيري الى التحقيق فالسيد حسن سيطالب بكل الادلة والقرائن. هل هذه الجدية في عمل المحكمة الدولية".
السيد حسن صار في منطق مناقض لمنطقنا، وهذا منطق بالعكس، فقد قلنا ان هناك ضباطاً موقوفين وعندما اصبحوا تحت سلطة المحكمة الدولية وخرجوا من السجن والعمل يسير كما يجب. السيد حسن ذهب في الاتجاه المعاكس، فلأنهم اخرجوهم بعد احتجازهم لهذه الفترة، معنى ذلك ان المحكمة لا تصلح.

أسئلة واستنتاجات
الى اي سوابق استند السيد حسن ليقول ان هناك تسييسا في القضاء الدولي وان هذا انتقام من الامة الاسلامية والى آخره؟
الاستنتاج الذي توصلت اليه انه "اللي في مسلة تحت باطو بتنعرو" وآسف على هذا الاستنتاج، ولكن السيد حسن وضع نفسه في هذا الموقع بالذات. كيف سيحلل المواطن العادي مواقف السيد حسن؟
ويقول السيد حسن ايضا: "واختفى الشاهد الملك. وهنا يأتي السؤال: لو كانت لجنة التحقيق الدولية واقعا تعمل بشكل قانوني وتقني وبعيدا من التسييس ومداخلات البعض من فريق 14 آذار وبعيدا من الدول الداعمة لهذا الفريق  كان يجب ان يخرج الضباط منذ ذلك اليوم". فهل التقط السيد حسن صورة لنا مع اي قاض في المحكمة الدولية؟ إلام يستند السيد حسن؟
اذا اردنا الدخول في عالم الافتراضات فهناك مثل قاله له احد الساسة اللبنانيين ان "حزب الله" يتعامل مع اسرائيل، فهل يعقل؟ حرب تموز كانت باتفاق بين الطرفين. كيف يعقل ان تقوم اسرائيل بهذه الحرب كلها وهناك مئات عدة من المسلحين ولم تستطع اسرائيل ان تتقدم؟
اذا اردنا الاخذ بالنتائج فهذا السياسي اللبناني محق في قوله فهذه كلها كانت لتعويم نفسه حيال الدول العربية وهذا ما حصل، ولكن هل يجوز ان نقبل بهذه النظرية؟
هذا هو علم الفرضيات، ولكن كل هذا هو للعب على صدقية المحكمة وتشويه صورتها وتدميرها تجنبا لاحكامها، لان السيد حسن كأنه واثق من نتائج المحكمة الدولية وهو يستبق الامور الى حين صدور نتائجها ليقول اننا لن نتجاوب معها لانها مسيسة ومع فريق 14 آذار؟ يصور السيد حسن الامر كأن فارس سعيد وسمير فرنجيه والياس عطالله مثلا يقولون لبلمار افعل هذا ولفرنسين افعل ذلك. كيف عرفت يا سيد حسن ان توقيف ميليس للضباط  هو نتيجة لشهادة الشاهد الملك؟ اذا اخبرك بذلك احدهم فقل لنا ذلك، ولكن ان تنطلق من فرضيات بعض الصحافيين والمقالات وتعتبرها حقيقة وتتصرف على اساسها فهذا امر خطير جدا".
يسأل نصرالله: "هل ستبقى آذان المحققين الدوليين والقضاة في المحكمة الدولية مفتوحة أمام من صنعوا محمد زهير الصديق؟"، فمن صنع الصديق؟ ويتابع " وكتبوا السيناريوهات وقدموا شاهد الزور تلو الآخر". فهل هذه المحكمة كمحكمة الأستاذ (جوزف) فريحة؟ هو يريد تصويرها بهذه الطريقة، ولكنها ليست كذلك.
"هذا سؤال كبير، لأن من ضلل التحقيق أربع سنوات"، فمن ضلل التحقيق لأربع سنوات؟ من قال له أن التحقيق مضلل؟ نصرالله يعمل أي شيء لتدمير المحكمة قبل أن تبدأ.
ويقول نصرالله "لماذا لم نستبعد إسرائيل؟". من استبعد إسرائيل؟ ممكن أن تكون هي وراء الإغتيال، ولكن فلندع التحقيق يسير لنر ما إذا كانت هي التي اغتالت الرئيس الحريري.
آخر العراقيل كانت إقرار مذكرة التفاهم بين الحكومة والمحكمة الدولية وقد توقفت في المجلس منذ ثلاثة أشهر، فإذا كان لديك الإقتناع بأن إسرائيل هي التي اغتالت الحريري، دع التحقيق يستمر. هناك مكمن الخطورة فإذا أصبح المنطق انه "لكم لبنانكم ولي لبناني" فهذا مكمن الخطورة.
في نظرنا ان المحكمة الدولية هي محكمة دولية وكل تاريخ المحاكم الدولية تاريخ مشرف وأي احد لديه رأي آخر فليتفضل ويطرحه على الطاولة. لسنا مصرين على رأينا ولكننا لا نستطيع أن نصل الى الحقيقة إلا بالمحكمة الدولية. من غير الممكن أن يحصل غش في المحكمة الدولية وكل تاريخها يدل على ذلك بخلاف ما حاول السيد حسن أن يفعله هو ان إطلاق الضباط يدل على مدى جدية العمل في المحكمة الدولية”.
ورد جعجع على اسئلة الصحافيين.
• قلت أنه يتم تدمير المحكمة تجنباً لأحكامها، هل أنت تتهم الفريق الآخر بالضلوع في عمليات الاغتيال الامني؟
- في البداية لم يكن لدي اي شك ان الفريق الآخر، وطبعاً ليس فريق الجنرال ميشال عون ولكن مع الوقت بدأت تظهر لدي شكوك قليلة حين رأيت انه من خلال مشاركتنا في الحكومة ومشاركتي في الحركة السياسية بدت محاولات فعلية لتأخير قيام المحكمة الدولية، في البدء اعتقدت انه مسايرة لسوريا باعتبار التحالف بينها وبين حلفائها في لبنان وانهم يحاولون التغطية عليها، ولكن بعد كلام السيد نصرالله اقول بكل اسف لدي شكوك في هذا الخصوص لأنه محاولة عن تصور وتصميم لتدمير المحكمة الدولية وتجنب احكامها.
• تتهم القضاء واختصرت تلك الفترة بعدنان عضوم كأنك اختصرت تلك الفترة بفريق 8 آذار وهو في الحكم ولكن الرئيس رفيق الحريري ووليد جنبلاط كانا في الحكم وتحدثت عن أحداث 7 أب واقفال محطة "ام تي في" وكان ميشال المر "حليفك الحالي" في الحكم، فلماذا هذا الانتظار(...).
ورداً على سؤال عن مصير الضباط ان كان سيبقى معلقاً ريثما القانون الدولي يستكمل الأدّلة؟ قال: "يتمتع هذا القانون بالحرية وأتمنى من كلّ قلبي ألاّ تكون لأي لبناني علاقة بقضية اغتيال الرئيس الحريري. والضباط الأربعة اذا كانت لهم ممارسات في المرحلة السابقة فتوضع في إطارها الصحيح والفعلي، ولا اعلم لأن التحقيق يسير وكما قال بلمار ان القرار الفعلي لن يكون قبل نهاية السنة. وفي هذا القرار الظني، سيتبين الكثير من الواقعات وأتصوّر ان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل السيد حسن يستبق القرار الظني ليقول ان توقيف الضباط الأربعة ليس صحيحاً، فيما القرار الظني هو الصحيح.وهذا لا يعني أنّ المحكمة مسيسة، وقد صوروا المحكمة وكأنها محشورة والتظاهرات على أبوابها. فلو كان صحيحاً أنّها مسيسة وأن فارس سعيد وسمير فرنجية والياس عطاالله يديرون خيوطها لكانوا تركوا اطلاق الضباط الى شهر بعد الإنتخابات.
• هل تعتقد ان "حزب الله" استعمل قضية اطلاق الضباط كي ينسى المجتمع اللبناني والرأي العام مسألة خلية "حزب الله" في مصر وشبكة تهريب المخدرات في فرصوفيا؟
- استبعد هذا الامر فمسألة المحكمة موضوع في ذاته عند حزب الله، والتخلّص من المحكمة في شكل أو آخر صار ملفاً وحده ويُعمل عليه بعيداُ من شيء آخر".
وسال جعجع عن "قتلة الضابط سامر حنّا، ماذا حصل بهم"؟ واضاف: "احداث 7 أيار التي ذهب ضحيتها اكثرمن 70 شخصاً، أيهما أخطر وأين التحقيقات في أحداث 7 أيار ومن قتل هؤلاء السبعين لبنانياً؟ هذا ليس منطقي".
• السيد وضع بعض الفرضيات، الا تعتقد أنّه وضعها لتصويب الأمور في الداخل اللبناني وليس لإسقاط احكام المحاكم، وقال الرئيس السوري بالأمس ان سوريا توّاقة الى معرفة الحقيقة وصدور قرارات المحكمة النهائية؟
- بكل احترام اقول انني لا اعتقد ان سوريا تواقة الى سماع احكام المحكمة الدولية. وفي ما يتعلق بالسيد حسن، لو أنّه بقي في حضور الفرضيات وأطلق فرضيات في اتجاه أو آخر لكنت سأكون معه. ولكنه طرح هذه الفرضيات للوصول الى استنتاج خطير جداً يقول ان اي مرجع من مراجع المحكمة الدوليّة من الآن وصاعداً يعني ان اي مذكرة جلب او احضار او توقيف او اي حكم يصدرعن المحكمة الدوليّة، لسنا معنيين به. هذا قول خطير جداً ولو استعمل كل الفرضيات ولم يصل الى هنا لكنت أقول انه لا تزال فرضيات أخرى.
• وصفت منطق 8 آذار بانه فظيع، ولكن هناك منطقاً اكثر فظاعة من ناحيتين أولا  انك تميّز بين قضاءين: قضاؤنا وقضاؤهم اي انه اعتراف بأن القضاء مسيّس، وهذا يبيّن انّ هناك كيدية سياسيّة في احتجاز الضباط الأربعة طوال 4 سنوات ووضعت قضاء 8 آذار في آخر العالم، اين تضع في هذه المرحلة قضاء 14 آذار؟
- أضعه في وسط العالم. اعلم تماماً ان القضاء في وضعه الحالي غير مثالي. ولكن لست اقول ان هناك في الوقت الحاضر قضاء لقوى8 آذار ولقوى 14 آذار بل اتناول مسألة القضاء في المرحلة الماضية، واقول هذا هو قضاء 8 آذار لأنّه على المستوى القضائي والأمني". ان احزاب 8 آذار الأساسية، خصوصاً حزب الله والمخابرات السورية كانت تتسلمه وهذه صورته. واذا تركناهم يصلحون القضاء فسيعودون الى ذاك القضاء. وان السيد حسن شخص استراتيجي ولا يتناول امورا  صغيرة والقول الذي قاله هذا هو الهدف منه. وحملة مصر شيء آخر والمحكمة الدوليّة ملف منفصل بحدّ ذاته.
واعرب جعجع عن سروره باكتشاف الشبكات الاسرائيلية وقال: "مع اكتشاف كل هذه الشبكات لم يتبين شيء عن اي عمل امني من الاعمال الامنية التي تعرضنا لها، مما يعزز اعتقادنا بالاتجاه الآخر، وهذا لا يدفعنا الى التشبث بسلاح المقاومة لأن من اكتشف هذه الشبكات الامنية هي الاجهزة الامنية الرسمية اللبنانية وما يدفعنا الى المطالبة بتعزيزها وتصحيحها لأن بعضاً منها لا يعمل لمصلحة الدولة اللبنانية ولن ادخل في التفاصيل".
ورداً على سؤال عن عدم تناوله حديث اللواء السيد تجاهه، استشهد جعجع ببيت من الشعر يقول: "اذا اتتك مذمتي...". وتوجيهه اتهاماً سياسياً الى حزب الله والخشية من ان يؤدي ذلك الى فتنة سنية – شيعية. قال جعجع "هذا ما احاول ان اتفاداه، وانا اتكلم بكل صراحة وجرأة، وكل من تكلمت معهم عن حديث السيد نصرالله توصلوا الى الاستنتاج ذاته. اذ ان قوله واضح عند القاصي والداني، ويجب ان يكون الموقف من المحكمة الدولية واضحا وبسيطا حتى اثبات النقيض لأنه لا يجب وضع افتراضات حولها متمنياُ الا تكون لأي لبناني علاقة بعملية اغتيال الرئيس الحريري ولكن بعضهم يضع نفسه في موقع الاتهام"(...).
وحول ضرورة تكاتف 14 آذار في هذه المرحلة، قال: "في الاصل لم تكن هناك 14 آذار بل 8 آذار صنعت 14 آذار. ومرة أخرى، ومن جديد 8 آذار تهرع الى مساندة 14 آذار وتحملها على رص صفوفها والتحضير في شكل كامل لخوض الانتخابات النيابية".
وعن الاعداد لتظاهرات امام وزارة العدل احتجاجاً على طريقة تعامل القضاء اللبناني مع الضباط الاربعة، قال: "لست معها كلياً وفي حال نزلوا الى الشارع فسننزل نحن أيضاً اليه ولا انصح بذلك، اذ ان هذا الامر لا يفيد وليس من مصلحة احد. وسنعتبرها محاولة لتدمير مؤسسات الدولة وليس لتصويب القضاء، لانه اذا هناك من سيصوبه فهم الرئيس سليمان والرئيس السنيورة والوزير نجار وليس عدنان عضوم او جميل السيد او جوزف فريحة.
وختم جعجع بالتأكيد ان "افضل تظاهرة ستكون في 7 حزيران. فلماذا اللجوء الى الشارع وتعكير الوضع؟ فلنذهب الى الانتخابات النيابية وليكن الشعب اللبناني هو الحَكم".


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,151,036

عدد الزوار: 6,757,315

المتواجدون الآن: 130