قوى المعارضة تعود الى الواقعية الانتخابية بعد طفرة الاحصاءات الدعائية: 56 مقعداً محسوماً·· والمعركة قاسية وغير مضمونة على الـ 9 المرجحة

تاريخ الإضافة الإثنين 4 أيار 2009 - 3:24 م    عدد الزيارات 4567    التعليقات 0    القسم محلية

        


كتب المحلل السياسي: أربعة وثلاثون يوما تفصل عن الانتخابات التشريعية العامة في السابع من حزيران، ولا تزال الترجيحات حائرة على رغم كل الدعاية المعتمدة، ولا سيما قوى المعارضة التي تطلق العنان لإحصائيين يغرقون الرأي العام بدراسات غالبا ما تأتي غير موضوعية، وخصوصا في الدوائر المسيحية حيث الاوراق تتغيّر مع كل طلعة شمس نظرا الى التأخر في اعلان اللوائح على غرار ما هو حاصل في كسروان وزحلة·
كان نائب الامين العام لـ <حزب الله> الشيخ نعيم قاسم، في جلسة خاصة ثم في حديث صحافي قبل نحو شهر ونيف، اول المبادرين الى الخوض في هذه الترجيحات الرقمية، فقال، من موقعه مسؤولا عن الماكينات الانتخابية للحزب، ان المعارضة ستفوز بغالبية ضئيلة لا تتعدى الثلاثة (68 نائبا)· بعدها كرت سبحة التوقعات، فغالت قيادات في المعارضة بالتوقع، في حين لزمت معظم الموالاة سكونا لافتا (اربك جمهورها) على رغم كل الاحصاءات التي تقوم بها شركات عريقة في هذا المجال·

لم تطمئن 14 آذار يوما للنتائج على رغم انها كانت راجحة في تحديد هوية الرابح، لكن هذه القوى لم تؤخَذ ايضا بالاحصاءات الترويجية التي ذهبت اليها المعارضة، الى ان تحوّل خطاب قوى 8 آذار في اليومين الاخيرين، وباتت شخصيات قيادية فيها تدعو الى عدم النوم على حرير والى عدم اغراق جمهورها الناخب بتفاؤل يبدو في كثير من الاحيان غير واقعي·

آخر الدراسات الاحصائية الجدية التي باتت في حوزة المعارضة تجزم بأن ثمة 56 مقعدا محسومة لها، في حين تبقى المقاعد التسعة الفاصلة عن النصف زائدا واحدا (65 مقعدا) التي تعطي الغالبية الى اي من الفريقين، موضع تنافس حاد جدا، ولا يمكن تاليا الحديث عن حسم او عن غالبية للمعارضة·

للمرة الاولى، بدأ الهمس عن امكان بقاء الغالبية النيابية بين يدي الموالاة، وخرج من المعارضة من يقول انه يجب مصارحة الجمهور بحقيقة اللاحسم، بغية شد عصبه وعدم تركه اسير ترويجات احصائية قد تؤدي في السابع من حزيران الى تهاون في التصويت يودي الى تهلكة انتخابية·

وللمرة الاولى صار البعض في المعارضة متيقنا من حقيقة الكتلة الوازنة او المرجحة او الوسطية التي ستأخذ من الجميع، وستشكل حجر الرحى في جمهورية الثامن من حزيران، الى جانب رئاسة الجمهورية التوافقية·

في المبدأ، ستكون للوسطية كتلة تراوح بين العشرة والاثني عشر نائبا، من مثل نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وثلاثي ميشال المر وخماسي حزب الطاشناق وصلاح حنين والكتائب···، وسيكون لنبيه بري ووليد جنبلاط موقعهما المتمايز، ما يعني ان الانتخابات لن تعطي أياً من فريقي الازمة غالبية نيابية مرجحة·

وتبيّن للبعض في المعارضة ان الوسطية، او مهما كان مسماها، لم تُجهَض، وان ثمة قرارا دوليا ? اقليميا بشراكة سورية كاملة، بالحد قدر الامكان من الاصطفاف اللبناني، وبإعطاء مساحة واسعة لرئاسة الجمهورية التوافقية، ستُترجم بعد الانتخابات بإستعادة بعض الصلاحيات (وخصوصا لجهة المهل الدستورية) وبكثير من الزخم السياسي الذي اقتنعت عواصم القرار بضرورة ان يضطلع به رئيس الجمهورية كدور مركزي، إصلاحا ودستورا واقتصادا وأمنا وسيادة، خصوصا ان رئاسته في سنتها الاولى اثبتت ان الرجل يوحي بالثقة، واقعي، ويعي جيدا دوره وظروف انتخابه وحيثيات اتفاق الدوحة والتفاهمات الدولية التي اتت به الى سدة الرئاسة·

ومن الواضح ان هذه التفاهمات تريد تسهيل الولوج الى رئاسة تتفاعل وتُقْدم ولا يقتصر دورها على ادارة الازمة·

في مراجعات بعض الديبلوماسيين ان الدور المرجِّح الآتي سيكون لرئاسة الجمهورية حصرا، والقرار متخذ على صعيد عواصم القرار من واشنطن الى لندن فباريس (دوليا) الى انقرة (ومحورها) ودمشق (اقليميا)· وزيارة الدولة التي بدأها امس رئيس الجمهورية للمملكة المتحدة احدى المحطات لاستعادة الرئاسة ألقها الدولي والمحلي، حيث ستتكاثر زيارات ? الدولة بمفهومها <التفخيمي>، وحيث سيخرج القادة عن البروتوكول لمزيد من التكريم (ليس تفصيلا خروج الملكة البريطانية اليزابيت الثانية عن الصارم من التقاليد الملكية)· وهذا الالق المتوقع نفسه هو الذي جعل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تتحدث عن دعم الاعتدال في لبنان، لتقتصر زيارتها على <المعتدل الاول>·

في حسابات الورقة والقلم، يتبين ان مجموعة من المعارك النيابية تقضّ <التيار الوطني الحر>:

-في البترون حيث ينافس جبران باسيل انطوان زهرا على المقعد الماروني الثاني، مع ارجحية كتائبية ? قواتية، في حال انتظم سامر سعادة وانصاره من الكتائبيين؛

-في بعبدا حيث يطرح استمرار بيار دكاش في الترشح (2500 صوت) ظلالا حول حظوظ ناجي غاريوس؛

-في كسروان حيث حسابات البيدر تعطي فرصا لخرقَيّ منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن؛

-في بيروت الاولى حيث مسعود الاشقر الاقرب الى المنافسة على رغم ارجحية نديم الجميل؛

-في جبيل حيث يحدِّد حُسن (او سوء) ادارة 14 آذار ? المستقلين، هوية الفائز؛

-في زحلة (في انتظار اعلان اللائحتين المتنافستين) حيث المقعدين السني والشيعي سيؤولان وفق الترجيحات الى لائحة 14 آذار، في حين ينتظر سليم عون مأزقا في المقعد الماروني مع ايلي ماروني؛

-في المتن حيث المعركة الاقسى· وافضى آخر الاحصاءات، قبل اعلان <لائحة الانقاذ المتني>، الى تقارب كبير في القوى والموازين، علما ان تغييرات اللحظة الاخيرة التي اتت بإميل كنعان (شقيق العميد خليل كنعان وابن عم ابراهيم كنعان) وُصفت بأنها <ضربة معلّم> نظرا الى الماضي الكتلوي لاميل كنعان ولزوجته كلود بويز (الامينة العامة السابقة لحزب الكتلة الوطنية)، اضافة الى ان في مستطاعه منافسة ابراهيم كنعان في العائلة وفي الساحل على حد سواء·

من الواضح ان المعارضة على يقين ان فوزها في المتن الشمالي (8 مقاعد) وزحلة (7 مقاعد) بـ 11 مقعدا من اصل 15، هو السبيل الوحيد الى حصولها على الغالبية النيابية، وهو فوز بات صعبا جدا نتيجة جملة من العوامل والمعطيات في مقدمها ما يعزوه بعض المعارضين الى <سوء ادارة في هاتين الدائرتين سيجعل المعارضة تخسر ارجحيتها لكن ليس لـ 14 آذار>·


المصدر: جريدة اللواء

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,641,237

عدد الزوار: 6,905,987

المتواجدون الآن: 134