أخبار لبنان..مهمَّة «الفصل المستحيل» في ساعات هوكشتاين: دور لبري وانفتاح على حزب الله..«الوفاء» ترجئ الجواب على «مبادرة الإعتدال» والإحتلال يقصف بنت جبيل والمقاومة تضرب «مارغليوت»..بري متخوّف و"الحزب" عبره للموفد الأميركي: "منحكي بعد غزة"..هوكشتاين يُحذّر من "تدحرج الحرب" والمعارضة ترفض "مَسخ" الـ1701..ساعات هوكشتين: إطفاء ورقة باريس والخماسية الدولية..المقاومة تدرس ردودها: حماية الردع دون الحرب الشاملة..واشنطن: "الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد" بين لبنان وإسرائيل..حذّر من بيروت «الحرب المحدودة لن يكون ممكناً احتواؤها»..بعد محاولة انتحار 4 سوريين في السجن..معايير لبنان للترحيل تحت المجهر..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 آذار 2024 - 3:38 ص    عدد الزيارات 229    التعليقات 0    القسم محلية

        


مهمَّة «الفصل المستحيل» في ساعات هوكشتاين: دور لبري وانفتاح على حزب الله..

«الوفاء» ترجئ الجواب على «مبادرة الإعتدال» والإحتلال يقصف بنت جبيل والمقاومة تضرب «مارغليوت»

اللواء..لم يُسقط المسؤول في أمن الطاقة الدولية، موفد الرئيس الاميركي جو بايدن الى لبنان آموس هوكشتاين من حساباته عدم توفر النجاح للحل الدبلوماسي، فألحَّ بطريقة دبلوماسية الى ان اندلاع الحرب في لبنان ليس بالامكان السيطرة عليها او وقفها. الا ان الوسيط، الذي امضى 5 ساعات، ببرنامج لقاءات معدّ بإحكام بمشاركة السفيرة الأميركية في بيروت ليز جونسون، بدا بالغ الحرص على مهمته الدبلوماسية، المرتبطة بمسار غزة، حيث لمس ان محاولة الفصل التي يلجأ اليها، عبر لقاءات ومغريات، ووعود بالكهرباء واستخراج الغاز واستعادة نقاط متنازع عليها مع اسرائيل في حرب الـ2006، بدت كأنها من النوع الصعب او المستحيل، فغادر مساءً بعد لقاءات وسّعت لتشمل نواباً من المعارضة المسيحية، استجابة لحسابات تتعلق بالتوازنات الداخلية، والاعتبارات الانتخابية للمرشح الرئاسي لولاية جديدة جو بايدن، فضلاً عن لقاء النائب السابق وليد جنبلاط، ولم تقتصر اللقاءات على الجانب الرسمي، فاستهلها مع الرئيس نبيه بري، ثم الرئيس ميقاتي، وشملت قائد الجيش العماد جوزاف عون. وحسبما نقل ان هوكشتاين، ذكّر الرئيس بري بدوره في انجاز «التفاهم البحري» وأن بإمكانه بعد وضع «اتفاق الاطار» للترسيم البحري ان يكون له دور في الترسيم البري، بدءاً من النقطة «بي وان» في الناقورة وصولاً الى الغجر، مع التوقف عند النقاط السبع، المشار اليها بالقرار 1701. ولخصت مصادر سياسية مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في لبنان، بأنها لتبريد سخونة الجبهة الجنوبية، واحتواء كل محاولات التصعيد، في الوقت الفاصل بين تنفيذ وقت اطلاق النار في غزة، وارساء تفاهمات معينة على جانبي الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل استنادا لمضمون القرار الدولي رقم١٧٠١، لئلا ينزلق اي تصعيد غير محسوب، الى مواجهة او حرب واسعة النطاق، قد يكون لبنان المتضرر الرئيسي منها. ووصفت المصادر طبيعة زيارة هوكشتاين، بأنها تأتي في خضم التصعيد العسكري الحاصل جنوبا، بين حزب الله وإسرائيل، ما استوجب عودته سريعا الى لبنان، لتهدئة الاوضاع، انطلاقا من سياسية الادارة الاميركية، بمنع توسيع الحرب الإسرائيلية نحو بلدان اخرى مجاورة ومنها لبنان، واعادة احياء الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية، للتوصل إلى تفاهمات اوترتيبات امنية، على جانبي الحدود، والانطلاق قدما لاتمام مساعي ترسيم الحدود وحل المشاكل المتبقية منها. وحسب مصادر التقت هوكشتاين، فإن زيارة الوسيط الأميركي حملت معها تأكيدا جديدا بشأن أهمية اعتماد حل ديبلوماسي بشأن التطورات في الجنوب، وهذا أمر أساسي ومنفصل عن هدنة غزة إذ أن هوكشتاين لم يشأ التأكيد ان تهدئة جبهة غزة تنسحب على جبهة الجنوب، والواضح أن المسؤول الأميركي يحاول العمل على إرساء حل ديبلوماسي متكامل في الجنوب، وفهم أن نواب المعارضة توقفوا مجددا عند تطبيق القرارات الدولية وعدم جعل لبنان ساحة حرب. والمحت بعض مصادر المعلومات ان هوكشتاين بدا اقل حدة تجاه حزب الله، معتبرا ان على قيادة الحزب ان تنظر بايجابية الى الحل الدائم بتهدئة طويلة ومستدامة عند الخط الازرق، لان وقف النار المؤقت ليس حلاً.

هوكشتاين الواقعي في عين التينة

ووصفت اوساط عين التينة ما نقله هوكشتاين من تصورات بأنها كانت اكثر محاكاة للواقع الحاصل على الارض. وفهم من الاوساط ان ادارة بادين نصحت الاطراف اللبنانية وتستمر في نصحها بعدم اعطاء الفرصة لبنيامين نتنياهو ووزير يوآف غالانت للذهاب الى توسيع الحرب. وفي ما بدا ان دعوة لفصل مستقبل الاستقرار بين غزة والجنوب اقترح هوكشتاين ان يصار خلال الشهر ونصف من عمر «الهدنة الانسانية المقترحة» الى تثبيت الاستقرار على جبهة الجنوب، بصرف النظر عن مسار ما بعد الهدنة على جبهة غزة. وتوقف عند انتهاء الحرب عام 2006، وصولاً الى القرار 1701، الذي كان يتعين وضعه موضع التنفيذ من قبل الجانبين اللبناني والاسرائيلي، لكن هذا لم يحدث. ومن الممكن، حسب (اي الوسيط الاميركي، وضعه على الطاولة بعد سريان هدنة غزة (6 اسابيع). فقد تقصد المسؤول الاميركي ان يستهل زيارته الحالية من عين التينة، حيث التقى الرئيس بري، ومن هناك، اعطى الاولوية للحل الدبلوماسي الذي تفضله ادارته على اي حل آخر.. معتبراً ان هدنة غزة، واطلاق الاسرى يمكن ان ينسحبا على جنوب لبنان ايضاً. وفي السراي اطلع هوكشتاين الرئيس ميقاتي على المستجدات الاخيرة، وجهوده للتوصل الى وقف الاعمال العسكرية. وحول اللقاء مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط، كرر هوكشتاين نظرته بأن غزة مسار وجنوب لبنان مسار آخر وهما مختلفان. وتراوح وصف اللقاء بأنه لا سلبي ولا ايجابي على «نص نص».

مع المعارضة

والتطور الآخر، هو توجه هوكشتاين الى مجلس النواب مساء امس، حيث عقد بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون، اجتماعاً مع نواب المعارضة: جورج عدوان، جورج عقيص (القوات اللبنانية)، سامي الجميل، الياس حنكش (حزب الكتائب)، ميشال معوض (رئيس حركة الاستقلال). وقال عدوان بعد اللقاء: اولوية هوكشتاين عدم توسيع القتال، «ولم يفتشوا شو بينعمل. وابلغناهم: تطبيق القرار 1701، وان تجزئة القرار 1701 ليس لمصلحة لبنان، ويجب تنفيذه بحذافيره». كما زار هوكشتاين، ترافقه جونسون اليرزة، واجتمع الى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث: التطورات على الحدود الجنوبية. وقال النائب الجميل: حذرنا من اي تسوية تضحي بلبنان، وهذا ما سيواجه بكل الامكانيات المتاحة، لاننا لن نقبل ان يعيش ابناؤنا بالمؤقت وأن نبقى غرباء في بلدنا.

موفد في المطار

والتطور البارز، مسارعة الوسيط هوكشتاين الى مطار رفيق الحريري الدولي، ليتسنى له اللقاء مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، في صالون الشرف، بناء لموعد حددته السفيرة جونسون، باعتبار ان فياض يغادر الى باريس للمشاركة في مؤتمر حول الطاقة في زيارة عمل، واستمر اللقاء 45 دقيقة، تطرق الى استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر سوريا، ودور هوكشتاين المساعد على هذا الصعيد. لكنه ربط دوره بالاستقرار العام في لبنان، مما ينعكس ايجاباً على زيادة التغذية بالتيار الكهربائي، والالتزام بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان.

في حارة حريك

وزار وفد من تكتل الاعتدال الوطني كتلة الوفاء للمقاومة، حيث التقى رئيسها النائب محمد رعد وفد الاعتدال. وافادت مصادر مواكبة لحراك كتلة الاعتدال الوطني لـ«اللواء» أن نواب الكتلة شرحوا بالتفصيل لوفد من كتلة الوفاء للمقاومة نقاط المبادرة وأن الوفد أجاب: نحن لدينا مرشح، وقد نعطي الجواب على المبادرة من دون تحديد موعد لذلك. وفهم من المصادر أن اللقاء لم يكن سلبيا أو ايجابيا، ولا بد من انتظار جواب حزب الله، وموقف الحزب لم يختلف عن موقف تيار المردة. وكشفت أن تكتل الاعتدال الوطني يعقد اليوم أو بعد غد اجتماعا لتقييم حراكه على أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحقا لوضعه في الأجواء، وأشارت إلى أن التكتل مصرٌّ على أن مهمته تقوم على تدوير الزوايا.

الدستوري يوقف العمل بمواد في الموازنة

مالياً، والى حين البت بالمراجعة بتاريخ 12/2/2024 قرر المجلس الدستوري في جلسته امس وقف مفعول المواد: 10 و39 و40 و56 و69 و83 و86 و87 و91 من قانون الموازنة.

الوضع الميداني

ميدانياً، استفاق اللبنانيون على معلومات عن افشال محاولتي تسلل اسرائيلية الى داخل الاراضي اللبنانية، عبر طرق برية بين رميش وراميا تصدت لها المقاومة وافشلت العملية. واطلق مساء امس دفعة من الصواريخ على المواقع الاسرائيلية. وليلاً، قصف الطيران الاسرائيلي بلدة السلطانية، كما استهدفت غارة اسرائيلية منزلاً في بليدا. ونعى الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية ثلاثة شهداء متطوعين قضوا بالقصف الاسرائيلي المباشر على بلدة العديسة، وادانت وزارة الصحة العدوان الاسرائيلي على المسعفين. واعلن الجيش الاسرائيلي ليلاً قصف بنت جبيل والسلطانية وصديقين رداً على استهداف قاعدة مرغليون، حيث قتل شخصان واصيب اخرون بجروح. كما اعلن حزب الله استهداف مستعمرة «غرتس هازيف» الاسرائيلية القريبة من «نهاريا» بصواريخ كاتيوشا.

بري متخوّف و"الحزب" عبره للموفد الأميركي: "منحكي بعد غزة"

هوكشتاين يُحذّر من "تدحرج الحرب" والمعارضة ترفض "مَسخ" الـ1701

نداء الوطن..الساعات الست التي أمضاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أمس في بيروت، حمل خلالها وفق معلومات «نداء الوطن « من أوساط ديبلوماسية رسالة مفادها: أنّ قرار الحرب ما زال خيار إسرائيل. أما قرار السلم فهو خيار لبنان، إذا ما قرّر لبنان السير في تسوية وفق مسوّدة هي في حوزة هوكشتاين نفسه. وأضاف المسؤول الأميركي الى هذه الرسالة عنصراً آخر هو أنّ واشنطن بدأت تولي الانتخابات الرئاسية اهتماماً كجزء من الحل الشامل في لبنان. كما أنه استمع الى ما تقوله المعارضة في ملفي الجنوب والرئاسة، مشدّدة على تطبيق القرار 1701 من دون «مسخ» بنوده. وفي خلاصة الرسالة أنّ المنطقة ستواجه «اسبوعاً صعباً جداً». وقبل أن يودّع المبعوث الأميركي بيروت وينتقل الى تل ابيب، كان «حزب الله» يودِع رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة أخرى غير مباشرة لهوكشتاين: «لا كلام الآن قبل هدنة غزة، وبعد الهدنة منحكي». وأرفق «الحزب» رسالته بتسجيل بالصوت والصورة يعلن فيه نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم: «من أراد أن يكون وسيطًا معنا عليه أن يتوسط أولًا لوقف العدوان على غزة». في أي حال، ما قاله هوكشتاين في بيروت قبل ان يذهب، انطوى على صياغة ديبلوماسية فائقة الدقة لكل الخطر المحدق بلبنان. فهو قال إن «أي هدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائيا للبنان». كما أوضح: «أنّ وقفاً موقتاً لإطلاق النار غير كافٍ، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن إحتواؤها».

ماذا في لقاء هوكشتاين ممثلي المعارضة المسيحية المتمثلة بحزبي «القوات اللبنانية» والكتائب والنائب ميشال معوّض؟

مصادر المجتمعين أبلغت «نداء الوطن « بالآتي: «إن الهدف من لقاء الموفد الأميركي مع المعارضة هو أنّ هناك وجهة نظر أخرى. وهناك فريقان في لبنان. ومن الخطيئة الاستماع الى فريق واحد، هو فريق «حزب الله». ومن هو موجود في السلطة يمثل فريق «الحزب». وهناك أكثرية ساحقة من اللبنانيين لا يسمعون صوتها ورأيها. وهذه الأكثرية تتمتع بشعبية كونها منتخبة. وفي حين أنّ «الحزب» يفرض إرادته من خارج الدولة، تعمل المعارضة من داخل الدولة. أما الحكومة اليوم، فهي حكومة تصريف أعمال، ولا تحوز ثقة مجلس النواب». وحول ملف الجنوب، قال ممثلو المعارضة لهوكشتاين: «إنّ «الحزب» يخطف قرار الدولة. والحكومة تتكلم بلسان «الحزب»، وبالتالي، ما طرحته المعارضة هو أنّ هناك قراراً دولياً موجوداً، لكنه قرار مخطوف. إنّ من واجب المجتمع الدولي تنفيذ القرار 1701 وتقوية الجيش اللبناني كي يتحكم بالقرار الأمني على كامل الأراضي اللبنانية». بالنسبة الى هوكشتاين، فقد أكد «أنّ أولويته، هي الأولوية الدولية المعروفة أي وقف الحرب في غزة فلا تتدحرج لتشمل لبنان. وبعد ان تتوقف هذه الحرب ستدرس المراحل لتنفيذ القرار 1701». وبالنسبة الى رئاسة الجمهورية، «سأل هوكشتاين عن موقف المعارضة ؟ فأجابت: إنّ الانتخابات الرئاسية يجب ان تحصل في جلسة مفتوحة بدورات متتالية، ولا طريقة أخرى. لكن مشكلة الفريق الآخر، أنه يريد أن يفرض رئيسه، وهو من يعطل الانتخابات منذ سنة و4 أشهر». وعلمت «نداء الوطن»، أن قائد الجيش العماد جوزاف عون أبلغ هوكشتاين عندما زاره في اليرزة: «نحن وراء القرار السياسي».

ساعات هوكشتين: إطفاء ورقة باريس والخماسية الدولية

الاخبار..نقولا ناصيف ... حزب الله: قواعد الاشتباك لا تزال نفسها، وهجمات الأعماق لا تقود الى حرب مفتوحة

على نحو اي زائر دولي يأتي الى لبنان كي يتعرّف الى معضلاته، امضى الموفد الاميركي الخاص عاموس هوكشتين ساعاته في بيروت يتنقل بين فريق وآخر في الموالاة والمعارضة، مسترئسين وناخبين، يسأل ويستفسر ما يعرفه سلفاً. كأنها المرة الاولى له هنا...... لا ينظر الداخل اللبناني هذه المرة الى حضور الموفد الاميركي الخاص عاموس هوكشتين على انه خبير شؤون الطاقة المألوف لديهم، بل عضو جديد في سلالة الموفدين الاميركيين الى هذا البلد. ليس حاملاً ملف الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، مقدار إكساب نفسه صورة كثيرين من أسلافه غامروا في خوض المخاض اللبناني واستحقاقاته كروبرت مورفي عام 1958، ودين براون عام 1976، وفيليب حبيب اعوام 1980 - 1983، ومن بعده روبرت ماكفرلين ودونالد رامسفيلد مستكمليْن المهمة نفسها وصولاً الى ريتشارد مورفي عام 1988. ثم قبل هؤلاء ومن بعدهم الكثيرون المتوافدون القليلو التأثير، والاستعاضة عن الموظفين الكبار بالسفراء المقيمين. الاب الاول روبرت ماكلينتوك عام 1957، ثم خلفه ارمان ماير عام 1961، تواصلت بعد ذاك السلسلة الى ما بعد اتفاق الطائف مع جيل جديد منهم، كان اولهم دافيد ساترفيلد ولاحقاً جيفري فيلتمان وليس آخرهم دافيد هيل الواسعي الالمام. بات هوكشتين اقرب ما يكون الى الموفد الدائم، يراكم الملفات المعهودة اليه كما الصداقات مع السياسيين ويجتذب الاهتمام.تحت عنوان تخفيف وطأة التصعيد العسكري في الجنوب على طريق التفاهم على ترتيبات امنية، تعيد الحال الى ما قبل 8 تشرين الاول الفائت في احسن الاحوال، اجتمع بالجميع تقريباً: المعني بما يجري عند الحدود وغير المعني، المؤثر والمتفرج. وخلافاً لما يفعله المفترض انه نظيره في المهمة عندما يحضر الى لبنان، وهو وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، يدير هوكشتين لعبته على نحو معاكس. يبدأ عبداللهيان جولته في لبنان بلقاء ذي الشأن الاول والوحيد في الغالب وهو الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، من ثم تتوالى الزيارات البروتوكولية الغثة والسمينة مع المسؤولين اللبنانيين. الحصيلة الفعلية تكمن في المقابلة الاولى وما صار الى التفاهم عليه. ما يفعله الموفد الاميركي مطابق لأسلافه، كما للموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان. كلاهما يكتفيان بالاصغاء الى الافرقاء ويخرجان بالخلاصات والاستنتاجات، وتذوي مهماتهما لدى مغادرتهما. اما الصفقة الجدية فتُبرم مع المرجعية الخارجية ذات الشأن في لبنان: مصر اعوام 1958 و1964، وسوريا اعوام 1976 و1988 و1989... قبل ان يصل الى بيروت أمس، اضحى معلوماً ان الموفد الاميركي الخاص بات يحمل اكثر من ملف في لبنان، دونما ان تكون متساوية الاولوية والاهمية: امن الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وتثبيت الحدود البرية وصولا الى انتخاب الرئيس احدث الملفات الموكلة اليه واقلها اهتماماً في الوقت الحاضر. الا انه يماثل تلك بتعقيداته يتشابك فيها الداخل بالخارج. على ان تعويم دور اميركي جديد منفصل في لبنان يبعث على بضع ملاحظات:

اولاها، محاولة تمييز ما يضطلع به هوكشتين عن ذاك المعهود الى الدول الخمس مع ان واشنطن عضو فيها. منذ اجتماع سفرائها اخيراً في بيروت راح يتأكد شيئاً فشيئاً اخفاقها في اتفاق اعضائها على قواسم مشتركة تتجاوز العناوين العريضة للمواصفات المستحيلة. الكلام الجديد الدائر عن تكليف هوكشتين ملف الرئاسة اللبنانية اعطى انطباعاً اولياً بانتهاء عمل الدول الخمس وحصره بالاميركيين، في وقت يتحدّث حزب الله في الداخل عن ان شريكه الفعلي في التسوية التي تبدأ في الجنوب وتنتهي في قصر بعبدا هم الاميركيون. وحدهم يملكون كي يعطوا.

ثانيتها، رغم النيات الحسنة التي يحملها هوكشتين في كلامه عن خفض التوتر في الجنوب وانهاء النزاع المسلح بين اسرائيل وحزب الله، ودغدغة المشاعر بعودة سكان جانبي الحدود الى بيوتهم والعيش في امان، ينظر حزب الله الى التصعيد المتواصل جنوباً بمنطق مختلف، ان لم يكن مناقضاً لما يقول به الاميركيون ويعاكس توقعاتهم وحساباتهم: كلا حزب الله واسرائيل يديران الحرب بينهما بميزان دقيق محسوب بأدق تفاصيله. لا تزال قواعد الاشتباك نفسها تحظى بالتزام الطرفيْن بما في ذلك توسّع بعض العمليات العسكرية الى عمق ابعد من جانبي الحدود: صفد في مقابل النبطية واقليم التفاح، وطبريا في مقابل بعلبك، والجولان في مقابل الضاحية الجنوبية. ما يقول به الحزب انه واسرائيل لا يحتاجان الى ذرائع لولوج حرب مفتوحة بينهما عندما يعتزمان. ليست هجمات الاعماق حجة كافية للذهاب الى الحرب، مقدار ما تعكس تمسكاً بقواعد الاشتباك التي احالت التصعيد العسكري بينهما يمتد من خمسة الى سبعة كيلومترات في داخل كل منهما. اما الشق الآخر في المعادلة النافذة هذه فهو: عسكري في مقابل عسكري، كما مدني في مقابل مدني.

هوكشتاين على خطى اسلافه موفداً دائماً

ثالثتها، على غرار ما اعتاد الاميركيون ان تسبق تحركهم كاسحة الغام تمثلت بعد الشغور الرئاسي عام 2022 بالدور الفرنسي، وانتقلت العام المنصرم الى الدول الخمس، ها هم الآن بأنفسهم في المعترك. اسطع دليل على حضور مستجدّ في الداخل اللبناني الفارق الملحوظ بين الورقتين الاميركية والفرنسية في معالجة التوتر الحدودي. بينما بدت الثانية مربكة ملتسبة في تناولها ترتيبات امنية تفتقر الى الدقة في تعيين نقاط الخلاف دونما الخوض في تفاصيلها محيلة اياها الى اللجنة الثلاثية في الناقورة، تحدثت الاولى عن عناوين محددة هي مكمن الخلاف اللبناني -ـ الاسرائيلي كالـB1 والنقاط الـ13 المختلف عليها وصولاً الى الغجر وكفرشوبا. قلل المسؤولون اللبنانيون كما حزب الله من اهمية ورقة باريس، كي يقاربوا بجدية ورقة واشنطن. تلتقي الورقتان على بند عريض ليس مدار التباس هو تنفيذ القرار 1701 الذي لم يعد، بالنسبة الى حزب الله على الاقل، على نحو تطبيقه منذ عام 2006 افضل الخيارات للحؤول دون حرب مع اسرائيل مندلعة في الوقت الحاضر.

المقاومة تدرس ردودها: حماية الردع دون الحرب الشاملة | هوكشتين يريد حلاً لفصل لبنان عن غزّة

الأخبار.. فيما تترنّح المفاوضات حول غزة في الأمتار الأخيرة قبل الهدنة، تُحبس الأنفاس في بيروت ترقّباً لما سيحمله المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين الذي يفترض أن يبدأ زيارته للبنان اليوم بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش جوزيف عون. فيما تردّدت معلومات عن لقاء سيجمعه بنائب رئيس المجلس الياس بو صعب.وتأتي الزيارة على وقع تكثيف الجهود للوصول إلى هدنة في غزة مع بداية شهر رمضان. ومع أن التركيز داخل لبنان ينصبّ على ما إذا كانت الهدنة ستشمل الجبهة الجنوبية في ظل مخاوف من إمكانية ذهاب العدو إلى مزيد من التصعيد، قالت مصادر بارزة إن «زيارة هوكشتين ليست مرتبطة فقط بمحاولاته خفض التصعيد وتجنّب الحرب»، بل «هي استكمال للإطار الذي يحاول صياغته للوصول إلى اتفاق على الحدود البرية». وعلمت «الأخبار» أن هوكشتين أبلغ ميقاتي، خلال لقائهما على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن منتصف الشهر الماضي، أنه سيزور لبنان قريباً، وأنه تواصل قبلَ أيام مع المعنيين بالتفاوض، وأكّد أن بلاده تمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لمنعها من شن حرب وللقبول بأن تسري أي هدنة محتملة على جبهة الجنوب. ورجّحت مصادر مطّلعة أن يحمل هوكشتين هذه المرة أفكاراً مكتوبة وهو ما اتُّفق عليه سابقاً مع بري وميقاتي، لافتة إلى أن الرجل يحمل «تصوراً عاماً يتناول أولاً وقف العمليات العسكرية وعودة النازحين من الجهتين، واتخاذ إجراءات عسكرية وإدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب، ثم بدء مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البرية ومعالجة الخلاف حول النقاط العالقة بدءاً من الـ b1، وصولاً إلى كفرشوبا». وأكّدت المصادر أن زيارة هوكشتين «لا تعني وقفاً فورياً لإطلاق النار في الجنوب، ولا تعني أن الأمور في قطاع غزة ذاهبة نحو الهدنة فعلياً»، وعلى الأرجح أن «الرجل لن يحقق نتائج سريعة»، لكنه «يحرص على استكمال المهمة التي يعتبرها مهمة له، باعتباره أنه من صاغ الاتفاق البحري، وأنه مكلّف من إدارته التي لن تسمح لأي طرف دولي آخر بأن يكون له دور في هذا الملف».

ماذا يريد حزب الله؟

في السياق نفسه، ينصبّ الاهتمام الغربي والمحلي على معرفة حقيقة توجه حزب الله ربطاً بسلوكه الميداني، ولفت مراقبون إلى أن عمل المقاومة في الميدان يحاكي موقف الحزب بعدم الانجرار إلى حرب واسعة، لكن ذلك لا يحول دون بقاء المقاومة على جهوزية سياسية وميدانية تحسباً للأسوأ. ومن خلال مراقبة الأداء العملياتي لحزب الله، واستناداً إلى قدر من المعرفة بتاريخ سلوكه وتفكيره وأولوياته، يقول المراقبون إنه «يمكن التقدير بأن موقف الحزب محكوم حتى الآن بمجموعة عوامل تحضر في حسابات كل مبادرة أو رد على الاعتداءات الإسرائيلية، ومنها:

أولاً، مواصلة الضغط الميداني على العدو بكل ما ينطوي عليه من تداعيات في الساحة الإسرائيلية إسناداً للمقاومة في قطاع غزة.

ثانياً، منع العدو من فرض وقائع في الساحة الجنوبية تؤدي إلى سلب المقاومة أحد أهم عوامل قدراتها في الدفاع والردع في المرحلة التي ستلي الحرب (هذا الخيار تبلور إسرائيلياً بعد التحولات المفاهيمية والاستراتيجية التي شهدها الكيان على وقع تداعيات طوفان الأقصى، وهو لا يزال في طور التشكّل ولم تكتمل معالمه بعد).

أفكار مكتوبة مع هوكشتين حول وقف النار وعودة النازحين ونشر الجيش وحل النقاط الحدودية المتنازع عليها

ثالثاً، تقليل احتمالات التدحرج نحو حرب شاملة ومفتوحة، وفي الوقت نفسه الاستعداد لخوضها في حال دفع العدو إليها.

رابعاً، منع استباحة المدنيين في جنوب لبنان وخارجه والعمل على تقليل نسبة الإصابات في صفوفهم، على أن لا يكون ذلك على حساب معادلة الردع وتخفيف الضغوط الميدانية على العدو. وهو ما يُفسر بعضاً من ردوده المحدودة حتى الآن على انتهاكات العدو، طالما أن السقف الحالي يحقّق المطلوب في أكثر من اتجاه، في حين يدرك العدو جيداً أن حزب الله قادر على مستوى ردود أعلى وأشد وأكثر كلفة للعدو ، إلا أنه سيؤدي إلى توسيع نطاق استهداف المدنيين في لبنان ويرفع احتمالات التدحرج... لذلك، لا يزال يكتفي بهذا المقدار مع جهوزية عملية للارتقاء في ردوده، وهو أمر مرهون بأداء العدو في اعتداءاته وردوده أيضاً.

واشنطن: "الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد" بين لبنان وإسرائيل

المبعوث الرئاسي الأميركي إلى لبنان: التصعيد في الصراع لا يصب في مصلحة أحد

العربية.نت.. أكد المبعوث الأميركي أموس هوكستين، الاثنين، في بيروت أن "الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد" لوقف التصعيد بين لبنان وإسرائيل" بعد نحو خمسة أشهر من قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجانبين. وقال في مؤتمر صحافي "تؤمن الولايات المتحدة بأن الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد لإنهاء العمليات العدائية الحالية"، مضيفاً أن "وقف إطلاق النار المؤقت ليس كافياً". وقال هوكستين إنه في حالة نشوب "حرب محدودة" عبر الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون "قابلة للاحتواء". وهوكستين في زيارة تستغرق يوماً واحداً إلى بيروت في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف تبادل إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع إسرائيل منذ أشهر بالتوازي مع الحرب في غزة. ويمثل هذا أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ حرب عام 2006، مما يثير المخاوف من حدوث مواجهة أكبر. وقال هوكستين إن التصعيد في الصراع الدائر ليس في صالح أحد، مضيفاً في كلمة بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "ليس هناك شيء اسمه حرب محدودة". وأضاف أن "التصعيد لن يساعد اللبنانيين بإعادة البناء والتقدم، ولكن وقف إطلاق النار المؤقت ليس كافيا، والحرب المحدودة ليست واقعية، فيجب ضمان أمن الجميع". وتابع "واشنطن تؤمن أن الحل الدبلوماسي هو الحل الوحيد لإعادة ترتيب الأوضاع جنوبا على الحدود اللبنانية والإسرائيلية". وأوضح أن زيارته باسم الولايات المتحدة هدفها التوصل للتسوية، بالتوافق مع شركاء دوليين، مؤكدا أن أي تفاهم سيشمل الدعم الدولي للبنان، وتقوية المؤسسات الأمنية والاقتصادية والذي يبدأ بالوصول إلى تسوية. ويتولى هوكستين، منذ أكثر من سنتين، ملف الحدود بين لبنان واسرائيل، فكان الوسيط في ترسيم الحدود البحرية سنة 2022. ومنذ اندلاع المعارك في جنوب لبنان، يعمل هوكستين على التواصل بين الجانبين منعا من توسع الحرب ومحاولا في الوقت نفسه إيجاد معالجة لملف الحدود البرية. وزار الموفد الأميركي لبنان في شهري نوفمبر ويناير الماضيين، بعد بدء المناوشات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر، حيث كانت مهمته الأساسية هي منع تمدد الحرب وإعادة ضبط الحدود على أساس القرار الدولي 1701.

أولويات هوكشتاين اللبنانية تتبدل: لا سلة كاملة للحل في الجنوب

الجريدة... منير الربيع .. على عكس كل التهديدات الإسرائيلية، لا تزال وجهة النظر الغالبة في لبنان هي التركيز على الحل الدبلوماسي للوضع في جنوب لبنان، حيث تدور مواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ 8 أكتوبر 2023، وهذا ما يصرّ عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحتى حزب الله وحركة أمل. هذا الموقف تم إبلاغه للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يقود المساعي الأميركية لإعادة الهدوء على ضفتَي الحدود. هوكشتاين الذي وصل الى بيروت أمس، كان قد أبلغ اللبنانيين بوجود وجهات نظر متباينة لدى الإسرائيليين حول كيفية إنهاء التوترات، لكنه اعتبر أن مفتاح الحل لمنع أي تصعيد إسرائيلي يكمن في سحب ورقة المزايدات الداخلية في تل أبيب، حيث تتعرض حكومة بنيامين نتنياهو لضغوط قاسية من قبل سكان الشمال الذين تركوا منازلهم، ويتهمون الحكومة بالتخلي عنهم. وبالتالي، فإن الملف الذي يمثّل أولوية في مباحثات هوكشتاين في بيروت هو العمل على إعادة هؤلاء الى منازلهم عبر الدبلوماسية، اذ أن هذا الأمر يُحسب ورقة أساسية من يد صقور الحكومة الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب من غزة إلى لبنان. وبعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حـذر هوكشتاين من احتمال ان لا تمتد هدنة غزة الى لبنان، وأضاف:«لايوجد شيئ اسمه حرب محدودة. التصعيد لن يساعد لبنان والاولوية يجب ان تكون لتسوية ديبلوماسية». في المقابل، فإنه بالنسبة إلى بيروت، فإن مفتاح تجنّب التصعيد ووقف حزب الله العمليات العسكرية يبدأ من وقف إطلاق النار في غزة أو الذهاب الى هدنة إنسانية، وهذا ما تم إبلاغه لهوكشتاين مجدداً، الذي طرح سؤالاً ليس بجديد مفاده: «ماذا لو عادت وتجددت المواجهات في غزة، لكن بطريقة مختلفة ومن دون مشاهد الاجتياح البري الحالية؟» هنا جاء الجواب هذه المرة بأنه لا بدّ من هدنة طويلة الأمد تمتد لأكثر من 6 أسابيع، والأفضل هو أن تكون بين 5 و6 أشهر، فهي فترة ستكون كافية لإرسال معالم اتفاق إطاري في لبنان. وقد طالب لبنان هوكشتاين أيضاً بنقطة أساسية تتعلق بالنازحين اللبنانيين من قرى الشريط الحدودي، وليس فقط الاهتمام بالجانب الإسرائيلي، وبالتالي لابدّ من العمل على صيغة تضمن عودة المواطنين الجنوبيين الذين تدمرت منازلهم وأرزاقهم، وبالتالي لابدّ من توفير مساعدات خارجية لإعادة الإعمار في الجنوب، وقد وعد هوكشتاين بالعمل على ذلك، علماً بأن البعض في لبنان يبدي تخوّفاً من أن تكون العمليات الإسرائيلية التدميرية هي مسألة متعمدة لتكريس انعدام مقومات الحياة في تلك المنطقة، فيقول الإسرائيليون فيما بعد إنهم أعدموا الحياة في هذه المناطق وأبعدوا حزب الله من خلال تهجير القرى. ما تركز البحث حوله مع هوكشتاين هو تطبيق القرار 1701 الذي أنهى حرب 2006، والذي يمتلك كل المقومات لمعالجة كل المشاكل الحالية.

واشنطن تُحذّر من نشوب «حرب محدودة» على الحدود بين لبنان وإسرائيل

الجريدة..قال المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين اليوم الإثنين إنه في حالة نشوب «حرب محدودة» عبر الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون «قابلة للاحتواء». وهوكشتاين في زيارة تستغرق يوماً واحداً إلى بيروت في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل. ويتبادل «حزب الله» إطلاق النار مع إسرائيل منذ أشهر بالتوازي مع الحرب في غزة. ويُمثل هذا أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ حرب عام 2006، مما يثير المخاوف من حدوث مواجهة أكبر.

حذّر من بيروت «الحرب المحدودة لن يكون ممكناً احتواؤها»

هوكشتاين «يصعّبها»: ليس بالضرورة أن تنسحب هدنة غزة اوتوماتيكياً على جنوب لبنان

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- هل كرّس هوكشتاين إطلاقَ مسار الحل المستدام المُمَرْحل كممرّ إجباري لهدنةٍ على جبهة الجنوب؟

- بدء شكوك في فاعلية مهمة هوكشتاين بعد المؤشرات المتصاعدة لحاجة علاقة واشنطن وتل أبيب إلى «وسطاء»

- محاولتا التوغل البري الإسرائيلي استطلاع بالنار لدفاعات «حزب الله»

«... ليس بالضرورة أن تنسحب الهدنة في غزة اوتوماتيكياً على جنوب لبنان». عبارةٌ – مفتاح في ما وصفه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بـ «المسعى الحساس والحاسم» الذي استكمله أمس في بيروت في سياق محاولات بلاده خفْض التصعيد على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية ومنْع انزلاق الأمور إلى مرحلة الـ «لا عودة». ولم يكن ممكناً وَصْفُ وقْع كلام هوكشتاين عن عدم الانسحاب التلقائي لهدنة غزة على جبهة الجنوب اللبناني بأقلّ من «الصاعق»، بعدما كان تم التعاطي مع زيارته الثالثة للبنان منذ «طوفان الأقصى» والثانية في 2024، على أنها تمهيدٌ لملاقاةِ هدنةِ غزة وتَمَدُّدها المفترَض إلى الحدودِ الشمالية لاسرائيل بتفعيلِ مساعي بلوغ «اتفاق إطارٍ» لحل مستدام يتم الوصول إليه عبر المسار الديبلوماسي ويمرّ بمرحلة انتقالية تشتمل على ترتيباتٍ أمنية، بينها تعزيز انتشار الجيش اللبناني في أرض القرار 1701 وآلية معيّنة للحضور «الظاهر» لحزب الله فيها، سلاحاً ومسلّحين، بما يسمح بعودة آمنة لسكان المستوطنات الاسرائيلية والنازحين اللبنانيين من القرى الحدودية، وصولاً إلى تفاهُم بري يرتكز على بت النقاط الخلافية على الخط الأزرق ووضع الـ 1701 موضع التنفيذ (بما في ذلك جعل جنوب الليطاني منطقة خالية من السلاح). ولكن مع فصْل هوكشتاين جبهتيْ غزة والجنوب، في ما خص مسار التبريد، فإن أوساطاً مطلعة ترى أن واشنطن في هذا المعنى وكأنّها كرّستْ المناخات الاسرائيلية التي تحدّثت عن عدم شمول جبهة لبنان بأي وقف موقت للنار في غزة، ما لم يتم تحقيق اختراق في سلّة مطالبها التي تتمحور حول إبعاد «حزب الله» عن الحدود ما بين 7 إلى 10 كيلومترات ولو تطلّب ذلك قصفاً سجادياً لهذه الرقعة بحيث تتحوّل ركاماً.

الـ boss

وفي القراءة بين سطور ما أعلنه هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري، واصفاً إياه مازحاً أمام الصحافيين بأنه الـ boss، يتّضح أن الموفد الأميركي لم يعد يرى مفراً من أن يكون إطلاق الحل المستدام «الممرْحَل» الممرَّ الإجباري لهدنةٍ في الجنوب، هو الذي إشار الى «أن وقفاً لإطلاق النار بصورة موقتة ليس كافياً»، محذّراً من «ان التصعيد أمر خطير ولن يساعد اللبنانيين ولا الإسرائيليين في العودة إلى منازلهم، ولا شيء اسمه حرب محدودة»، و«في حالة نشوب حرب محدودة عبر الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون قابلة للاحتواء». واعتبرتْ الأوساط أن مغزى الرسائل التي أطلقها هوكشتاين، الذي التقى أيضاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومسؤولين آخرين وقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة سياسيين بينهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووفد من المعارضة، يتمثّل في أن الخطر الأعلى ما زال قائماً وأن مرحلة «التفاوض بالنار» قد تطول، حتى لو تم بلوغ هدنة في غزة، مع تعقيداتٍ أكثر ستترتّب على صعوبة تَصَوُّر أن يقدّم «حزب الله» شيئاً، بدءاً من القبول بمبدأ البحث في ترتيبات تتصل بالجنوب والقرار 1701، ليس قبل وقف اسرائيل اعتداءاتها على لبنان توازياً مع وقف النار في القطاع، بل حتى قبل انقشاع أن هذا ليس مجرّد «استراحة محارب»، وذلك انطلاقاً من مقاربته بأن تحريكه الجبهة جاء إسناداً لغزة. وترى الأوساط نفسها أن الضماناتِ التي لم يقدّمها هوكشتاين حيال التماثل بين جبهتيْ غزة والجنوب في أي هدنة (ولو التزم حزب الله بها) تؤشر حُكْماً إلى أن مهمته لن تصل إلى نتيجة، وخصوصاً أيضاً أن ثمة انطباعاً بدأ يترسّخ بأن الولايات المتحدة لم تعُد وسيطاً «مضموناً» وفاعلاً في ضوء المؤشرات المتزايدة إلى أن علاقتها مع اسرائيل وتحديداً بنيامين نتنياهو صارت تحتاج إلى «وسطاء»، وأن «حزب الله» ثابت على رفض تقديم أي «هدايا» تتصل بـ «نهائياتٍ» في ما خص جبهة الجنوب (ولو تحت عنوان القبول بالبحث) فيما واقع غزة واستطراداً الجنوب متحرّكان. ولاحظتْ هذه الأوساط أن زيارة هوكشتاين و«تتمتها» في اسرائيل سبقها «جرس إنذار» أميركي من نيات اسرائيلية بالتوغل البري في لبنان في الربيع أو أوائل الصيف «إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن حدودها الشمالية»، في ما بدا محاولة لرفْع منسوب الضغط على «بلاد الأرز» وتحذيرها من أشهر ساخنة ما لم يتم فصْل جبهة الجنوب نهائياً عن غزة وبترتيباتٍ أمنية تريح تل ابيب وسكان المستوطنات إلى أن لا إمكان لـ 7 أكتوبر من المقلب اللبناني.

محاولتا توغّل

وإذا كانت مثل هذه الترتيبات التي يسعى إليها هوكشتاين تصطدم في بعض جوانبها برفض «حزب الله» المسبق لأي معادلاتٍ، تحت أي عنوان، تقيّد أو تقوّض ما يعتبر أنه توازن ردع أرساه مع اسرائيل، فإن الأوساط عيْنها استوقفها أن تل أبيب حرصتْ على استباق وصول هوكشتاين بما اعتُبر أقرب إلى «استطلاع بالنار» لدفاعات حزب الله وتموْضعاته على الخط الحدودي عبر أول محاولتيْ توغّل (منذ 8 اكتوبر) في وقت متقدم من ليل الأحد – الاثنين أعلن الحزب التصدي لهما، الأولى في منطقة وادي قطمون قبالة رميش ‌‌«وقام مجاهدو ‏المقاومة باستهدافها بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة» والثانية «من جهة خربة زرعيت ‏مقابل بلدة راميا اللبنانية وقام بها لواء غولاني» وقابلها الحزب «بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بالقوة المتسللة ثم استهدفوها بعددٍ من قذائف ‏المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة». ولاقت الأوساط اقتناعاً راسخاً بأن اسرائيل ليست في وارد أي توغل بري جدي، هي التي استخلصت من حرب يوليو 2006 وحينها لم يكن حزب الله بنسخته الحالية الأكثر تَسَلُّحاً وخبرة قتالية وتمكُّناً في الميدان فوق الأرض وتحتها، والتي تدرك أن أي خطوة من هذا النوع ستعني حرباً أوسع من لبنان حتى، لافتة إلى أن مثل هذا التوغل فقط سيعتبره الحزب بمثابة ضغط على زر التفجير الكبير، باعتبار أن أي استمرارٍ للاعتداءات من تل ابيب بعد هدنة في غزة سيقابله بالنسَق القائم حالياً وعلى قاعدة «تصعّدون درَجة، نصعّد مثلها». وكانت تقارير أشارت إلى أن الموفد الأميركي تحدث مع بري عن «نقاط حل» لمنع تدحرج الجبهة في الجنوب ووقف إطلاق النار، ناقلاً عن اسرائيل أنها لا تريد حرباً في الشمال. وسمع هوكشتاين من بري، بحسب موقع «لبنان الكبير»، كلاماً مفاده بأن على إسرائيل وقف اعتداءاتها في الجنوب والالتزام بالقرار 1701، مشدداً على أن المقاومة بكل إمكاناتها جاهزة للدفاع عن لبنان في حال فكر العدو بالخروج عن القواعد. وكان هوكشتاين عقد لقاء استمر مدى أكثر من ساعة مع بري وقال في مستهله متوجّهاً إلى رئيس البرلمان «The Boss يقرر» إن كان سيلتقط صورة لهما وهما يتصافحان، فردّ بري عليه «لماذا هل نحن مختلفون»؟: قبل أن يصرّح بعد الاجتماع: «أنا هنا للحضّ على المضيّ قدماً بحل ديبلوماسي ينهي العلميات الحربية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل لبلوغ حلول مُستدامة من خلال مسار ديبلوماسي، فهذا سيسمح لسكان المناطق اللبنانية بالعودة إلى بيوتهم، كما سيسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم بأمان في شمال إسرائيل. ونأمل أننا يمكن ان نصل إلى هذا، ونحن نشكر حكومة لبنان وشعبه على شراكتهم في هذا المسعى الحساس والحاسم». وأضاف: «انا مدرك ان زيارتي إلى بيروت تأتي ضمن تصعيد على جانبيْ الحدود ليس في مصلحة أحد. وفي رأينا لا شيء اسمه حرب محدودة، فالتصعيد لن يساعد اللبنانيين والإسرائيليين على العودة إلى منازلهم ولن يحل الأزمة. والتصعيد لن يساعد لبنان بالتأكيد على معاودة البناء والتقدم، لكن وقفاً لإطلاق النار بصورة موقتة ليس كافياً والحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها والوضع الأمني على طول الخط الأزرق يجب أن يضمن أمن الجميع». وتابع: «الولايات المتحدة تؤمن بأن الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لوقف الأعمال العدائية الحالية على الخط الأزرق للتوصل إلى ترتيبات بين إسرائيل ولبنان. ودعوني أقرّ بوحدة هذا الموقف على الصعيد الدولي. ووجودي هنا هو باسم الولايات المتحدة، والتوصل إلى حل ديبلوماسي ليس فقط جهداً أميركياً، فنحن نعمل مع شركائنا الدوليين كي يكون هناك فرص للبنان ندعمها من أجل الرخاء والاستقرار. وأي تَفاهُم يشتمل في جزء منه على الدعم للبنان وتقوية مؤسساته العسكرية والمدنية والاقتصادية، لكن هذا يبدأ فقط عندما يمكننا ان نتوصل إلى تسوية». وحين سئل عن الورقة الفرنسية التي قُدمت الى لبنان، قال إن «الولايات المتحدة تعمل مع الحكومة اللبنانية لبلوغ الحل الديبلوماسي الذي يسمح بالرخاء والأمن ووقف دورة العنف التي بدأت في 8 أكتوبر». ورداً على سؤال حول هل يضمن أن أي هدنة في غزة ستنسحب على جنوب لبنان؟ رد «الولايات المتحدة ودول أخرى تعمل بلا كلل لبلوغ وقف إطلاق نار في غزة مع إطلاق الأسرى. وهناك اتفاق على الطاولة ونأمل أن يقبله الأطراف، ولكن ليس بالضرورة ان ينسحب وقف إطلاق النار في غزة أوتوماتيكياً على جنوب لبنان. ولذلك نحن هنا للبحث في أي ترتيب يمكن بلوغه، ولكن ليس بالضرورة ان ينسحب وقف النار في غزة أوتوماتيكياً على الخط الأزرق. نحن نعمل على حل ديبلوماسي يضمن وقف الأعمال العدائية وان يكون بإمكان الجميع على طرفي الحدود العودة إلى منازلهم بسلام وأمان».

عمليات متبادلة

في موازاة ذلك، تصاعد الوضع في الميدان قصفاً وغارات اسرائيلية على العديد من البلدات، وعمليات من «حزب الله» ضد مواقع وتجمعات اسرائيلية، وسط تقارير في تل ابيب عن مقتل شخص وإصابة 8 آخَرين بعضهم جروحهم خطرة إثر سقوط قذائف صاروخية على مستوطنة مرغليوت. وكانت وسائل إعلام إسرائيليّة أفادت عن دوي صافرات الإنذار في عدد من المستعمرات الإسرائيلية جراء اقتحامِ طائرات مسيَّرة مصدرها لبنان. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن صافرات الإنذار دوت في مستوطنات كريات شمونة، المطلة، إلى جانب عدد آخر من مستوطنات الجليل الأعلى.

إسرائيل تختبر دفاعات «حزب الله» البرية بمحاولتي تسلل في جنوب لبنان

مقتل عامل أجنبي بقصف الحزب لتجمع «مرغليوت» الزراعي

بيروت: «الشرق الأوسط».. سجّلت جبهة جنوب لبنان ليل الأحد - الاثنين أول محاولة تسلل إسرائيلية باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث حاولت مجموعتان عسكريتان إسرائيليتان التسلل من موقعين متقاربين، في مسعى فسّر على أنه محاولة لاختبار دفاعات «حزب الله» الذي أعلن أنه تصدى لهما، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار بين الطرفين، أدى الاثنين إلى مقتل عامل أجنبي في شمال إسرائيل، وفق ما أفادت به وسائل إعلامها. وحادثة التسلل التي أعلن الحزب إحباطها، هي الأولى في الجنوب منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تاريخ انخراط الحزب في الحرب تضامناً مع غزة، وتأتي بعد نحو 5 أيام على تقديرات إعلامية أميركية تحدثت عن استعدادات لدى إسرائيل لتنفيذ اجتياح بريّ في لبنان في حال فشلت الحلول الدبلوماسية لإبعاد «حزب الله» مسافة كيلومترات عدة عن الحدود. لكن مصادر ميدانية مطلعة مواكبة لسياق الحرب في الجنوب، شككت في أن يكون الغرض من التسلل هو الاجتياح أو التمهيد له، ووضعتها في محاولات الاستطلاع أو المساعي لكشف مواقع الحزب، مشيرة إلى أن الحزب في الجنوب «بنى على مدى سنوات خطوطاً دفاعية تساعده على صد أي تسلل».

تسلل من موقعين

وأعلن «حزب الله» في بيانين منفصلين أن عناصره تصدوا ليل الأحد، لقوتين إسرائيليتين حاولتا التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية، باستهداف الأولى بالأسلحة الصاروخية، والثانية بعبوة ناسفة والقذائف المدفعية، وذلك بفارق نصف ساعة بين المحاولتين. وقال الحزب في بيانه الأول، إنه «أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية بالتسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية في منطقة وادي قطمون قبالة رميش»، قام مقاتلوه بـ«استهدافها بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيها إصابات مباشرة». وفي بيان ثانٍ، أعلن الحزب أنه «أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية من لواء غولاني التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية من جهة خربة زرعيت مقابل بلدة راميا اللبنانية»، قام مقاتلوه بـ«تفجير عبوة ناسفة كبيرة بالقوة المتسللة، ثم استهدفوها بعددٍ من قذائف المدفعية، وحققوا فيها إصابات مباشرة». وقال الحزب في بيان ثالث إن مقاتليه استهدفوا ثكنة «زرعيت» الإسرائيلية ومحيطها بأسلحة المدفعية. ولم يؤكد الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي تلك المعلومات، علماً بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استبقت المحاولتين اللتين وقعتا في منطقة جغرافية متلاصقة في القطاع الغربي، بغارات جوية كثيفة استهدفت منطقة عيتا الشعب ومحيطها، وهي المناطق المقابلة لنقطة التسلل التي تحدث عنها الحزب. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية) بأن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي حلّق، طوال ليل الأحد وحتى صباح الاثنين، فوق قرى الناقورة وشمع ومجدل زون وطيرحرفا في جنوب لبنان. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي ليلاً، على دفعتين، عدداً من المنازل في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل، خصوصاً شبكتي الكهرباء والمياه.

تبادل لإطلاق النار

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأن طائرات مقاتلة أغارت على موقع عسكري تابع لـ«حزب الله» في منطقة شيحين يوجد فيه مقاتلون للحزب. ولفت إلى أنه في وقت سابق، أغارت طائرات مقاتلة على مبنى عسكري تابع لـ«حزب الله» في منطقة عيتا الشعب. كما تحدث عن رصد إطلاق قذيفة صاروخية خرقت الحدود من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة مارغليوت، حيث أسفر الهجوم عن إصابة عدد من العمال الأجانب الذين نُقلوا لتلقي العلاج الطبي في أحد المستشفيات. وقال إن «قوات جيش الدفاع هاجمت مصدر النيران». وأفاد مسعفون إسرائيليون، الاثنين، عن مقتل عامل أجنبي، وإصابة أشخاص آخرين بجروح في قصف صاروخي بالقرب من الحدود مع لبنان. ووقعت الحادثة في تجمع «مرغليوت» الزراعي. وقال الجيش إنه «ضرب مصدر الإطلاق» في لبنان بوصفه رداً عليه. وقالت خدمة الطوارئ التابعة لإسعاف «نجمة داود الحمراء» في بيان إن صاروخاً مضاداً للدبابات أصاب «عمالاً أجانب كانوا يعملون في مزرعة»؛ ما أدى إلى مقتل أحدهم، وإصابة 7 آخرين على الأقل. ووفق البيان، فإن الضحايا جميعهم رجال في الثلاثينات من العمر دون تقديم مزيد من التفاصيل حول جنسياتهم. وفي المقابل، أعلن «حزب الله» أنه استهدف «‏الأجهزة التجسسية في ‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، ‏وأصابها إصابة مباشرة». وحلق الطيران الحربي الإسرائيلي بكثافة في أجواء المنطقة الحدودية في الجنوب، وعلى علو منخفض ترافق مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي فوق الساحل الجنوبي بين سواحل صور والقليلة وصولاً إلى الناقورة. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار في الهواء وعلى مسافة قريبة من مزارعين كانوا يرشّون المبيدات على مزروعاتهم في محيط بلدة الوزاني قضاء مرجعيون. وطال القصف الفسفوري والدخاني الجهة الشرقية لبلدتي حولا ومركبا المشرفتين على وادي هونين ومستعمرة مرغليوت. كما قصفت القوات الإسرائيلية بالقذائف الفسفورية منطقة بئر المصلبيات على مدخل بلدة حولا الشمالي قضاء مرجعيون. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية الأحياء السكنية لبلدة مركبا.

بعد محاولة انتحار 4 سوريين في السجن... معايير لبنان للترحيل تحت المجهر

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: منشقّون عن الجيش السوري احتجوا على تسليم قريب

بيروت: يوسف دياب.. يواجه السجناء السوريون في لبنان أوضاعاً صعبة، أخطر بكثير من العقوبات التي يقضونها في السجن رغم الظروف القاسية، وهي تتعلّق بخطر ترحليهم إلى بلادهم وتسليمهم إلى السلطات في دمشق، وهذا ما دفع بأربعة سجناء إلى تعليق مشانقهم داخل زنزانتهم في سجن رومية ومحاولتهم الانتحار، قبل أن تتدخل القوى الأمنية وتنقذ حياتهم، ونقلت اثنين منهم إلى المستشفى لتقديم الإسعافات لهما. هذا الحادث وضع الإجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية تحت مجهر المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومراقبة مدى اعتماد معايير ترحيل السوريين بعد انقضاء أحكامهم في لبنان. وأوضح مصدر أمني مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن السجناء الذين حاولوا شنق أنفسهم «شقيقان واثنان من أقاربهما، وهؤلاء ممن انشقّوا عن الجيش السوري بعد أشهر من بدء الانتفاضة في سوريا والتحقوا بتنظيمات مسلّحة، ويحاكمون في قضايا إرهاب بلبنان». وكشف المصدر الأمني أن السجناء «حاولوا الانتحار إثر تبلّغهم بأن السلطات اللبنانية سلّمت شقيق الأخوين إلى النظام السوري، يوم الخميس في الأول من مارس (آذار) الحالي». ووقّعت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة اتفاقية تقضي بعدم تسليم أي شخص سوري إلى بلاده، إذا كان من المنشقين عن قوات النظام أو ممن التحق بالانتفاضة السورية. وأكد المصدر الأمني أن «منظمات الأمم المتحدة الموجودة في لبنان، تراقب عن كثب موضوع السوريين الذين يحاكمون في لبنان، وتتعقّب مصيرهم بعد نفاذ العقوبة التي يحاكمون بها»، لافتاً إلى أنه «عند انتهاء تنفيذ عقوبة أي سجين أجنبي، يتولّى آمرو السجون تنظيم محضر بوضعه، ويحيله على النائب العام التمييزي، الذي يتخذ قراراً إما بترحيله أو إحالة ملفه على الأمن العام لتسوية وضعه القانوني».

28.5 بالمائة من السجناء... سوريون

يفاقم تنامي أعداد السجناء السوريين أزمة السجون في لبنان، خصوصاً أن نسبتهم باتت بحدود 28.5 في المائة من أعداد السجناء، وفق ما أفادت مصادر معنية بملفّ السجون. وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك 1850 سورياً موزعين على سجون لبنان، بالإضافة إلى العشرات في النظارات ومراكز الاحتجاز المؤقت». وقالت: «في حال إبقاء موقوفي النظارات سيرتفع نسبة السجناء السوريين إلى 33 في المائة، وهذه مشكلة كبيرة، ستزيد الضغوط على السجون العاجزة عن استيعاب هذه الأعداد وتوفير الحماية الأمنية لها من الداخل والخارج، عدا عن تراجع التقديمات الغذائية والصحية وتوفير النظافة الكافية».

تسليم الموقوفين

من جهته، حذّر المحامي محمد صبلوح وكيل عدد من السجناء الإسلاميين، من خطورة تسليم مطلوبين سوريين إلى بلادهم بحجة تخفيف العبء عن سجون لبنان أو تنفيذاً للأحكام القضائية التي تقضي بالترحيل بعد انتهاء مدة الحكم، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التذرّع بارتفاع عدد الموقوفين من التابعية السورية لا يبرر تسليم المعارضين السوريين إلى بلادهم»، مذكراً بأن «عدد السجناء المعارضين ضئيل جداً جداً مقابل الملاحقين بجرائم جنائية عادية». وأضاف صبلوح: «القلق يسيطر الآن على كلّ السجناء المطلوبين إلى النظام السوري، خصوصاً أن الترحيل يحصل بشكل عشوائي، ودون الأخذ بالمعايير التي تفرّق بين معارض حياته معرضة للخطر والمطلوب بجرائم عادية». وأشار إلى أن «محاولة الانتحار التي شهدها سجن رومية مقلقة، وقد تشجّع آخرين على إنهاء حياتهم بدل تسليمهم لنظام الأسد الذي يمعن في تعذيبهم ومن ثم تصفيتهم».

ترحيل السجناء

ولطالما وجهت المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان انتقادات للأحكام القضائية التي تفرض الترحيل، إلّا أن مصدراً قضائياً أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «القانون واضح، بأنه عندما يصدر حكم بجريمة شائنة بحق أي أجنبي، يقتضي ترحيله من الأراضي اللبنانية»، لافتاً إلى أن «النواحي الإنسانية التي تختص بأوضاع بعض السجناء، تعود معالجتها لجهاز الأمن العام». وقال المصدر: «هناك مئات الأشخاص من سوريين وغير سوريين جرى ترحيلهم بعد انقضاء مدة محكوميتهم، لكن العشرات جرت تسوية أوضاعهم القانونية وبقوا في لبنان تحت عنوان (لمّ الشمل) بسبب وجود أقاربهم في لبنان، كما أن البعض سافر إلى دول أوروبية بناء على توصيات المنظمات الدولية». المحامي فاروق المغربي الناشط في قضايا حقوق الإنسان، ذكّر بأن «القانون الدولي لحقوق الإنسان، يمنع ترحيل أي شخص إلى بلاده يمكن أن يكون عرضة للتعذيب أو يعرض حياته للخطر». لكنه دعا إلى «التفريق بين السجين المعارض والآخر الملاحق بجريمة عادية». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «ملتزم بالعهد الدولي لحقوق الإنسان، ويجب أن تخضع معايير الترحيل لروح هذا الاتفاق، فلا يجوز تسليم أي شخص قد يكون عرضة للتعذيب أو للموت».



السابق

أخبار مصر..وإفريقيا..قائد القيادة المركزية الأميركية بحث مع الجيش المصري مساعدات غزة..مصريون يتندرون على «اللبن» مع ارتفاع سعره..السيسي يُؤكّد السعي لتجاوز تحدّي أزمة الغذاء العالمية..بشكل جذري..القاهرة تحمّل أديس أبابا مسؤولية توقف مفاوضات «سد النهضة»..البديوي: الأمن المائي لمصر والسودان..جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي..«العدوان على غزة» و«التهديدات الانفصالية» على طاولة الوزاري الخليجي – المغربي..تقرير: السودان رفض طلباً إيرانياً لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر..هل غيّرت الأمم المتحدة استراتيجيتها تجاه الأزمة الليبية؟..تعاون تونسي - أوروبي من بوابة الشباب..الجزائر وتونس وليبيا يعلنون صيغة تنسيق ثلاثية..إعدام 170 شخصاً خلال هجمات متزامنة في بوركينا فاسو..

التالي

اخبار فلسطين..والحرب على غزة..150 يوماً من الحرب..إسرائيل تماطل وتتحرك دون أفق..الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» يناقشان «أسوأ السيناريوهات» في الضفة..الجيش الإسرائيلي يوفّر «الحماية القانونية» لضباطه من «إخفاقات 7 أكتوبر»..واشنطن تواجه سيلاً من المطالب الأممية لوقف النار فوراً في غزة..استهداف إسرائيلي جديد لنازحين ينتظرون المساعدات بمدينة غزة..الأمم المتحدة: «الأونروا» على وشك الانهيار وشبح المجاعة يخيّم على غزة..إسرائيل تتهم «الأونروا» بتوظيف «أكثر من 450 مخرباً» في غزة..الأونروا تتهم إسرائيل بـ"تعذيب" عدد من موظفيها أثناء اعتقالهم..«هدنة غزة» تتأرجح..والاتصال بالسنوار مقطوع..لازاريني: تفكيك «الأونروا» يعني التضحية «بجيل كامل من الأطفال»..موجة استقالات في نظام المعلومات الإسرائيلي..


أخبار متعلّقة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,536,834

عدد الزوار: 6,994,933

المتواجدون الآن: 60