أخبار لبنان..لودريان لحصار مالي على لبنان.. ولقاء سعودي - فرنسي في الرياض اليوم..المفتي دريان يرحِّب بالمبادرات الخارجية.. وباسيل لرئيس بالانتخاب..مسؤول في «حزب الله»: لقاءاتنا مع قائد الجيش اللبناني غير سياسية..لا رئاسة في المدى المنظور: مرحلة مواجهة جديدة بأدوات مختلفة..فرنسا تتخلى رسمياً عن فرنجية وتدعو إلى «خيار ثالث» للرئاسة ..لودريان بـ «البريد العاجل»: الخيار الثالث رئاسياً أو وقف تمويل لبنان..

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 أيلول 2023 - 6:51 ص    عدد الزيارات 480    التعليقات 0    القسم محلية

        


لودريان لحصار مالي على لبنان.. ولقاء سعودي - فرنسي في الرياض اليوم..

المفتي دريان يرحِّب بالمبادرات الخارجية.. وباسيل لرئيس بالانتخاب

اللواء....عشية ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف اليوم، حضر الاستحقاق الرئاسي الغائب، والمعلَّق على حبال المواقف المتباعدة، في رسالة المولد التي وجهها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى ان «السياسيين لا يقومون بمسؤولياتهم تجاه فراغ المؤسسات»، معتبراً ان الحراك الداخلي هو الاساس في انجاز الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي مساعد وداعم له، في وقت كان فيه رئيس التيار الوطني الحر يعلن بعد لقاء المفتي في دار الفتوى ان موضوع رئاسة الجمهورية ليس له حلّ إلاّ بالتفاهم والشراكة «المتوازنة»، مشيراً الى اننا اذا لم نستطع التفاهم «فلنذهب للانتخاب في مجلس النواب، وليربح من يربح». ويأتي موقف باسيل على خلفية تعطيل مبادرة الرئيس نبيه بري التي اطلقها في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، وفي وقت يمضي فيه الموفد القطري جاسم آل ثاني (ابو فهد) في لقاءاته البعيدة عن الاضواء، وإعلان سفارة قطر في بيروت، ان سفيرها لدى الجمهورية اللبنانية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني زار امس الاول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في المجلس النيابي، كما زار النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو. على ان الاخطر، خروج الموفد الخاص للرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان ايف لودريان عن صمته، واعلان انهاء الصيغة التي اشتغل عليها لمدة ثلاثة اشهر، هي عمر وساطته الجديدة لانهاء الشغور الرئاسي. فقبيل عودته المنتظرة، دعا لودريان الاطراف اللبنانية الى ايجاد «خيار ثالث لحل ازمة الرئاسة فيما لا يمتلك اي فريق اكثرية برلمانية تخوله ايصال مرشحه». وهذا الاعلان بحدّ ذاته، يعني حسب الاوساط المراقبة، «اقراراً رسمياً فرنسياً بسقوط مبادرته وافساح المجال امام محاولات اخرى من دول اللجنة الخماسية او من اللجنة مجتمعة»، كاشفاً ان «الدول الخمس المعنية بملف لبنان تتساءل عن جدوى مواصلة دعمها المالي»، موضحاً: «ان المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد»، منبهاً الى أن «صبر الدول الخمس بدأ ينفد، وهي تتساءل عن جدوى استمرار لبنان، في وقت يتمادى المسؤولون في عدم تحمل المسؤولية، وغالباً ما سيسمع اللبنانيون هذه الانذارات ليطبقوا نقيضها».

ومع تساقط المبادرات تباعاً، في الداخل والخارج، يتعمق المأزق الرئاسي:

1- فالرئيس نبيه بري ضاق ذرعاً بالمواقف المسيحية الروحية والحزبية والنيابية الرافضة لمبادرته، وقرر ايقافها، من دون ان يتخلى عن دوره في اتمام الاستحقاق الرئاسي. وقال: اني لم أكن يوما الا متعاوناً مع اي مبادرة خارجية، وقال: تعاونت مع الفرنسي وسهلت مهمته والآن اتعاون مع القطري واتمنى له النجاح. وكنت دائما اشكرهم على مساعدتهم ولكن ليس ليسموا لنا الرئيس الذي ننتخبه. وعن المسعى القطري نفى بري ان يكون محصورا بإسم واحد بل هناك مجموعة اسماء يطرحها. وعن كلام لودريان امس حول الخيار الثالث قال: هذه قيمة الحوار ومن لديه بديل عن الحوار فليتفضل. اعطيناهم فرصة العمر ولم يتجاوبوا فليقلولوا لي اي رئيس جمهورية وصل من دون حوار؟. اضاف: مرشّحنا هو سليمان فرنجية وحتى الآن «ما في خطة ب» لدينا. وردا على سؤال حول دعوة سميرجعجع له للذهاب مباشرة الى جلسات انتخاب متتالية، قال: انا لن ادعو الى اي جلسة الا اذا كانت ذات جدوى. وجلسة غير مسبوقة بالحوار لا جدوى منها. مبادرتي مبنية على مدة اقصاها سبعة ايام، اذا وجدنا بعد يومين ان لا توافق نذهب مباشرة الى دورات مفتوحة. لكن تبين ان الكنيسة القريبة لا تهمهم. لكن اذا اشار لهم طرف خارجي بإصبعه لحضور الحوار يأتون «متل الشاطرين». وقال انه لم ولا يحدد مواعيد لإنتخاب الرئيس في تشرين المقبل. لكن اتمنى ان نتخب اليوم قبل الغد.

2- والمبادرة الفرنسية لفظت انفاسها عبر لودريان نفسه الذي لوَّح بعقوبات مالية واليوم يعقد في الرياض اجتماع بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والموفد الرئاسي لودريان، ويشارك فيه سفير المملكة في لبنان وليد بخاري، والموضوع الابرز تطورات الجهود في ما خص الملف الرئاسي في لبنان، في ضوء التعثر الحاصل.

3- اوحى النائب باسيل بأن حواره مع حزب الله، بات خارج التعويل عليه، لذا عاد الى خطته السابقة، بعدما بدا له ان إبعاد سليمان فرنجية وجوزاف عون عن الرئاسة، يحقق له مكسباً سياسياً، وبالتالي فهو على تقاطعه مع فريق 14 آذار حول الوزير السابق جهاد ازعور، او غيره، وذلك عبر الانتخاب اذا تعذر التوافق.

وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خيار السير بالمبادرة القطرية متروك للأفرقاء السياسيين الذين لا يزالون يتدارسون خطواتهم المقبلة في حين أن كل فريق يرصد موقف الفريق الآخر، مؤكدة أن الأسماء التي تردد أنها رشحت من قبل قطر هي في الأساس أسماء تم التداول بها في عز الحراك الحاصل في الاستحقاق الرئاسي انما بدت الملاحظات هي نفسها لجهة إمكانية قيام توافق داخلي وخارجي عليها دون اغفال تأمين غالبية الثلثين. وأكدت هذه الأوساط أنه مع تجميد مبادرة الرئيس بري الحوارية فإن ما من مساع محلية جديدة والمسألة متروكة للحركة الفكرية فضلا عما يمكن أن يأتي به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودربان إلى بيروت في الشهر المقبل بعد الحديث عن انتقال المسعى الرئاسي إلى قطر، لافتة إلى أن التعويل قائم على ما يحمله الشهر الجديد والسرعة في الاتصالات التي تتعلق بالرئاسة. ووصفت متابعة حركة السفير القطري بأنها بمثابة «مفرزة سباقة» لزيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي، وقالت لـ «اللواء»: ان اهم ما في حركة الموفد المقيم في بيروت جاسم بن فهد آل ثاني انها مقيدة بالتكتم، لكن من السابق لأوانه الحكم على نتائجها فهي ما زالت في بداياتها. وقالت مصادر مسؤولة في «القوات اللبنانية» لـ «اللواء»: ان الحركة القطرية لا تخرج عن سياق الحركة الفرنسية الداعية بشكل واضح للذهاب الى خيار ثالث. وخلاصة الجولة الفرنسية هي ذاتها خلاصة الجولة القطرية الحالية، بأن هناك فريقاً في لبنان منفتح على خيار ثالث وهناك فريق آخر ما زال متمسكا بمرشحه. لذلك لازلنا في المربع نفسه اي في استمرار الشغور الرئاسي. اضافت: لذلك كل هدف الحراك القطري هو كسر ستاتيكو الشغور الرئاسي من خلال الخيار الثالث. لكن هذا الامر غير متوافر في ظل تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه حتى الآن.

باسيل عند دريان

وفي الحراك السياسي، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على رأس وفد من «التيار الحر» مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى. وقال باسيل بعد اللقاء: من اجل المحافظة على اتفاق الطائف يجب تطبيقه ومن واجبنا ان نقوم بإصلاحات في بلدنا لجذب الدول المستثمرة. وطلبنا من المفتي إلغاء النظرة غير الجيدة تجاه اللامركزية لأنها تساهم بالإنماء المناطقي. اضاف باسيل: صوّرونا في العام 2012 أننا عنصريون عندما تحدثنا عن مخاطر النزوح السوري في لبنان ولكن اليوم كلنا نعرف الوضع، ونحن حريصون على حياة المواطن اللبناني، والحل لا يحتاج سوى جهد بسيط من الأجهزة الأمنية. وقال: أنا لا أقول أن المبادرة الفرنسية انتهت أو لم تنتهِ في الموضوع الرئاسي. بالرئاسة لا أقول أن هناك مبادرة بدأت أو مبادرة إنتهت. واعتبر باسيل انه «من اجل المحافظة على اتفاق الطائف يجب تطبيقه، ومن واجبنا ان نقوم بإصلاحات في بلدنا لجذب الدول المستثمرة». وختم باسيل مشددا على أن «الرئيس الذي لا يحظى بدعم حقيقي لن ينجح». وترأس باسيل اجتماعا لتكتل لبنان القوي صدر بعده بيان، جدّد فيه «موقفه الداعم لاجراء لقاءات تشاورية لإنضاج الاستحقاق الرئاسي من خلال التفاهم على الأولويات الرئاسية للعهد المقبل ومواصفات واسم الرئيس المؤهّل لهذه المهمة. واكّد التكتل على ضرورة توفير الظروف التي تؤمّن نجاح الحوار من دون رفضٍ او تعنّت لأن مبدأ الحوار يقوم على مبدأ تبادل الأفكار، كما اكّد التكتل ان الحوار يجب ان يكون محصوراً بمهلة زمنية محدّدة وان يجري على مستوى رؤساء الأحزاب اصحاب القرار، على ان تجري ادارته بشكل حيادي وموضوعي، ويلي ذلك عقد جلسة انتخابية مفتوحة بمحضر واحد إمّا لانتخاب الاسم المتّفق عليه او حصول منافسة ديمقراطية بين المرشحين». ورحب المفتي دريان في رسالة الموفد النبوي الشريف «بالمبادرات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة، لحل الأزمة اللبنانية، وهي عامل خير وحلحلة للعقد والعقبات. والإصرار والعزيمة لإنجاح أي مبادرة، هو هدف أصحاب المبادرات، بمساعيهم الطيبة، لن تذهب هدرا بإذن الله، مهما واجهتهم عراقيل بعض السياسيين، الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب والوطن. وتابع: والحراك الداخلي هو الأساس في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي هو عامل مساعد وداعم، وهذا يعني أن على القوى السياسية والكتل النيابية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الله والوطن والناس، وينبغي على اللبنانيين التقاط الفرص التي تقدم لهم، فالفرصة لا تعوض إذا لم نحسن التعامل معها، على أساس مصلحة الوطن الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، والاستحقاق الرئاسي سيحصل، مهما اشتدت العواصف، كي نضع حدا لآلام اللبنانيين، وكي يعود الدور الفاعل إلى الدولة ومؤسساتها، فإنه لا تغيير في النظام اللبناني، وسيبقى اتفاق الطائف الضامن للشراكة الإسلامية - المسيحية، والعيش المشترك، ولا مكان للطروحات التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين في وطنهم لبنان، بلد الوحدة والتنوع».

أزمة النزوح

على صعيد أزمة النزوح السوري، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد. كما استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وتناول البحث موضوع النزوح السوري وتداعياته. وأحبطت وحدة أخرى من الجيش في منطقة حارة السماقة – جرود الهرمل محاولة تهريب 90 سوريًّا إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وأوقفت المواطن (ح. ن.) المسؤول عن عملية التهريب. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. ميدانياً، وعشية اعتزام مؤسسة كهرباء لبنان اصدار دفعة جديدة من الفواتير، اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مؤسسة كهرباء لبنان في كورنيش النهر (شمال بيروت)، اعتراضاً على الفواتير المرتفعة،في ظل غياب الخدمة على نحو شبه دائم، فيما انتشرت عناصر القوى الامنية وقوات مكافحة الشغب داخل المؤسسة. وطالب المحامي واصف الحركة الذي كان في عداد الوفد الذي قابل المدير العام للمؤسسة كمال الحايك «باعادة النظر بالفواتير المرتفعة جداً، في هذه الظروف، مشدداً على ضرورة تخفيضها».

مسؤول في «حزب الله»: لقاءاتنا مع قائد الجيش اللبناني غير سياسية

قال إن حزبه لا يصافح الإسرائيليين والأميركيين

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلن مسؤول «وحدة الارتباط والاتصال» في «حزب الله» وفيق صفا، أن اللقاءات التي تجمعه بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون «ليس لها منحى سياسي»، موضحاً أنها مرتبطة «بالعمل والتنسيق الأمني»، و«بما يجري على الحدود الجنوبية». ويأتي كلامه عن عدم وجود طابع سياسي للاتصال بالعماد عون في وقت يُطرح فيه اسم قائد الجيش بوصفه أحد المرشحين للرئاسة، علماً بأن «حزب الله» يدعم علناً مرشحاً آخر للرئاسة هو سليمان فرنجية. وقال صفا، في حديث لوكالة «تسنيم» الإيرانية، نشرته الثلاثاء، إنه لا يوجد ترسيم للحدود الجنوبية مع إسرائيل، موضحاً: «هناك خطأ... لا يوجد ترسيم... الحدود كلها مرسمة منذ القدم، وفي عام 2000 أصبح هناك خط أزرق»، وهو المعروف بخط الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. ولفت إلى وجود خلاف حول 13 نقطة يتحفظ عليها لبنان، مضيفاً: «نحن نسميها نقاط إظهار حدود وليست ترسيم حدود. لا يوجد ترسيم، وهذا أكيد». وقال صفا إن ملف الحدود الجنوبية يبحثه مع قائد الجيش اللبناني خلال لقاءاتهما، وقال: «اللقاء ليس له منحى سياسي، ويشبه لقاءات كانت حصلت قبل معركة التحرير من التكفيريين»، في إشارة إلى معركة «فجر الجرود» التي نفذها الجيش اللبناني ضد المجموعات المتطرفة التي كانت تحتل الجرود الشرقية للبنان الحدودية مع سوريا، وكان «حزب الله» يشارك في المعركة من الجهة السورية في يوليو (تموز)، وأغسطس (آب) من عام 2017. وقال صفا: «اليوم نلتقي من أجل موضوع (اليونيفيل)، وما يجري على الحدود الجنوبية، ومن أجل ضبط الوضع الأمني في المناطق اللبنانية، وبالتالي اللقاء مع العماد جوزيف عون من أجل العمل والتنسيق الأمني». وأسهب صفا في الحديث عما أسماه «تآكل الردع الإسرائيلي» الذي كان موجوداً، قائلاً إنه «تآكل إلى حدود الصفر» في لبنان وفلسطين، مشيراً إلى الخيمتين اللتين نصبهما «حزب الله» في منطقة مزارع شبعا الحدودية في الجنوب. وقال: «أرعد الإسرائيلي وأزبد، وأبلغ (اليونيفيل) حول الخيمة، وقال إنه قادم في الساعة الـ8 لإزالتها ومن ثم أرجأ إلى الساعة 10، ومن ثم أجّلها إلى الساعة 12 وبعدها إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، وفي النهاية قال سأترك إزالة الخيمة إلى المفاوضات». وأضاف صفا: «بكل الأحوال، الإسرائيلي مردوع في الداخل الفلسطيني، ومردوع في الخارج، وعلى الحدود». وتطرق صفا إلى الجدل الذي أثارته وسائل إعلام لبنانية حول رفضه مصافحة ضابط أميركي خلال مناسبة اجتماعية في بيروت. وقال: «حزب الله يعتقد أن هناك اثنين لا يصافحهما، هما العدو الإسرائيلي والإدارة الأميركية بجناحيها السياسي والعسكري، وهذا الذي حصل في اللقاء الأخير وما كان يحصل سابقاً، ولكن لم يكن يتم الإعلان عنه». وأضاف: «في هذه الحالة التي نتحدث عنها، كانت هناك كاميرات ووسائل إعلام سجلت الحدث وبالتالي حدثت ضجة».

مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت استعان بـ«غوغل»... وأخفى سلاحه على دراجته

أُوقِف بعملية نوعية في الضاحية الجنوبية… وتذرّع بمعاملة رجل أمن له بـ«قسوة»

بيروت: «الشرق الأوسط»... أظهرت التحقيقات مع المتهم بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية في بيروت، أنه عامل توصيل طلبات وترصد مداخل الطرقات المحيطة بالسفارة ومخارجها عبر خرائط «غوغل»، ثم انتقل عبر دراجة نارية، وأطلق تسع رصاصات باتجاه حائط السفارة، قبل أن يرمي الحقيبة بغرض التمويه، ويخفي سلاحه بين قدميه في رحلة العودة، وذلك رداً على ما عدّه «تعاملاً قاسياً» معه خلال إيصال طلبية قبل شهرين. ونفذت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي «عملية نوعية» في ضاحية بيروت الجنوبية في الثامنة من مساء الاثنين، تابعها رئيس الشعبة العميد خالد حمود ومدير عام قوى الأمن اللواء عماد عثمان لحظة بلحظة، وأوقفت خلالها المتورط بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية يوم الأربعاء الماضي في نادٍ رياضي في منطقة الكفاءات، حسبما قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الموقوف يتحدر من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية. وقالت المصادر إن القسم الفني في «شعبة المعلومات» جمع كاميرات المراقبة من محيط السفارة، «وأنجز خريطة متكاملة للطريق التي سلكها المتورط خلال دخوله إلى محيط السفارة وخروجه منه»، ما سهّل التعرّف عليه عبر ملاحقته، قبل تحديد موقعه بالدقة المطلوبة، وتنفيذ عملية أمنية في الضاحية، قادت القوى الأمنية إلى موقع وجوده في نادٍ رياضي بمنطقة الكفاءات. وقال الموقوف، في التحقيقات معه، إنه كان أوصل طلبية في 19 يوليو (تموز) الماضي إلى السفارة، ولم يقابل أحداً، فخاطب أمن السفارة عبر «الانترفون»، وتذرّع بأن موظف الأمن الذي رد عليه ولم يشاهده الموقوف، «رد بطريقة تتسم بالقسوة»، وهو ما دفعه لإطلاق النار بعد شهرين على السفارة. وأبلغ المحققين بأنه ترك شركة التوصيل التي كان يعمل فيها قبل شهر. وحسب المصادر الأمنية، خطط الموقوف لهذه العملية، وقال في التحقيقات الأولية معه إنه «استعان بخرائط غوغل للحصول على خريطة الطرقات إلى السفارة ومحيطها وحدد مكان دخوله وخروجه»، ونفذ حركته استناداً إلى تلك الخرائط، وهو ما ثبت في تنقلاته التي التقطتها الكاميرات. واعترف الموقوف بإطلاق 9 رصاصات باتجاه المبنى، وقال خلال التحقيقات إنه «تقصد إطلاقها باتجاه الحائط، كي لا يصيب أي أحد بأذى»، لكنه احتسب عملية مغادرته بدقة، ففيما خبّأ سلاح الكلاشنيكوف بحقيبة خلال ذهابه، تخلى عن الحقيبة بعد إطلاق النار ورماها في موقع قريب من موقع إطلاق النار «بغرض التمويه»، بينما عمد إلى «طيّ الذراع المعدنية للسلاح بما يتيح تصغير حجمه، ووضع البندقية بين قدميه على الدراجة النارية» خلال رحلة العودة. وقال المصدر الأمني إن قوى الأمن ضبطت الدراجة النارية التي انتقل عليها، كما ضبطت السلاح الذي استخدم في إطلاق النار. وحادثة إطلاق النار، ليست الأولى التي يتورط فيها الموقوف، حسبما قالت المصادر الأمنية، لافتة إلى أن الشاب البالغ من العمر 36 عاماً «كان متورطاً في عام 2022 بإطلاق النار على المقر الرئيسي للأمن العام»، وأقرّ بذلك، قائلاً إنه تلاسن مع ضابط في الأمن العام على خلفية الزحمة في تلك الفترة لتقديم أوراق الحصول على جواز سفر، فغادر المكان وأطلق النار من بعيد، وسُجّلت الحادثة ضد مجهول. وبعد جمع الكاميرات من قبل «شعبة المعلومات»، حُدد مطلق النار وتعرفت القوى الأمنية على هويته. وفي سياق القبض عليه الاثنين في الضاحية، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر أمنية «أوحت للسكان بأنها كانت تداهم مجموعة من أصحاب السوابق المتورطين بالسطو والإخلال بالأمن والاتجار بالمخدرات»، علماً بأن القوى الأمنية عادة ما تنفذ مداهمات بحثاً عن هؤلاء في الضاحية بشكل دوري. وإثر القبض عليه مساء الاثنين، اتصل العماد عثمان بوزير الداخلية بسام مولوي ليبلغه بالإنجاز، كما اتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان موجوداً في الأردن ليشارك في عزاء شقيقته. وبعد إبلاغه، اتصل مولوي بدوره بالسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا لإبلاغها بتوقيف المتهم بإطلاق النار على السفارة. في المقابل، اتصلت السفيرة شيا بعثمان للتعبير عن تقديرها للجهود التي بذلتها قوى الأمن والسرعة في توقيف المتهم، فيما قال سياسيون إن مسؤولين في السفارة عبّروا عن ارتياحهم لتوقيف مطلق النار. وكان الناطق باسم السفارة الأميركية جاك نيلسون أبدى «الامتنان» للسرعة التي تم بها التعرف على مطلق النار والقبض عليه، مشيداً بدور السلطات المحلية وتحقيقاتها السريعة التي أدت إلى توقيف المتهم.

لودريان يدعو اللبنانيين إلى إيجاد «خيار ثالث»

تعثّر المباحثات اللبنانية لانتخاب رئيس يكرّس مبادرات الخارج عاملاً وحيداً

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... دخل العامل الخارجي لاعباً أساسياً في الاستحقاق الرئاسي اللبناني المتعثّر، بعدما فشلت جميع المبادرات الداخلية لحله، حيث ينتظر اللبنانيون ما سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الشهر المقبل إلى بيروت، وما ستفضي إليه لقاءات غير معلنة لموفد قطري في بيروت، حسبما قالت مصادر نيابية مطلعة على مباحثات الملف الرئاسي، وسط استبعاد لتحقيق أي اختراق في الأفق المنظور للملف. واستبق لودريان زيارته إلى بيروت بدعوة المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد «خيار ثالث» لحلّ أزمة الرئاسة، فيما لا يمتلك أي فريق أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشّحه، بعد نحو 11 شهراً من شغور المنصب. وقال لودريان في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء بعد ثلاثة أشهر من بدء مهمته بشأن لبنان: «من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث». وقال الموفد الفرنسي الذي يزور بيروت في الأسابيع المقبلة لاستكمال مهمته: «ليس بإمكان أي منهما الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح»، في إشارة إلى فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور الذي رشحته المعارضة. ورداً على سؤال، رفض لورديان تسمية مرشّح، مؤكداً أنه ليس إلا «وسيطاً»، وأنّ الأمر متروك للبنانيين لإبرام تسوية. وقال: «أجريت مشاورات أظهرت أنّ أولويات الأطراف الفاعلة يمكن بسهولة أن تكون موضوع توافق». ولفت إلى أن الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني (فرنسا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وقطر) «منزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان». وتعقدت المباحثات الداخلية اللبنانية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، إثر تمسك ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بموازاة رفض مباشر من قبل حزب «القوات اللبنانية» لدعوة رئيس البرلمان نبيه بري للحوار، وشروط وضعها «التيار الوطني الحر» للمشاركة في الحوار. وسحب بري مبادرته في تصريح صحافي، إثر رفضها من طرفين مسيحيين مؤثرين في البرلمان اللبناني. لكن في موازاة ذلك يجول موفد قطري في زيارات غير معلنة على بعض الأفرقاء اللبنانيين، تمهيداً لزيارة يقوم بها وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري إلى بيروت في وقت لاحق، حسبما تقول المصادر، في حين يتوقع أن يعود لودريان إلى بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقالت المصادر إن «كل الأمور معلقة الآن حتى مطلع الشهر المقبل، حيث ننتظر ما سيحمله الموفدون الخارجيون»، نافية انسحابات المرشحين المعلنين من السباق، أو أن تكون هناك نية لانسحاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية منه. وأعلنت سفارة قطر عبر حسابها على منصة «إكس» أن سفيرها لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، زار رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد، حيث استعرضا العلاقات بين البلدين، وبحثا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وقالت مصادر مطلعة على التحركات القطرية باتجاه «حزب الله»، إن لقاء جمع موفداً قطرياً في بيروت هو أبو فهد جاسم آل ثاني مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل يوم الخميس الماضي، فيما التقى السفير النائب رعد يوم الاثنين. وقالت المصادر إن الموفدين «طرحا في معرض النقاش أن فرص فرنجية ضئيلة في ظل الرفض المسيحي له، وفرص قائد الجيش العماد جوزيف عون ضئيلة أيضاً في ظل معارضة كبيرة من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وبالتالي من المفضل البحث عن خيار ثالث»، لافتة إلى أن الموفد القطري «طرح الأسماء الأربعة التي باتت معروفة»، ومن بينها مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، وثلاثة آخرون. وقالت المصادر إن الرد على الطروحات القطرية كان يفيد بأن الحزب «لديه مرشح معلن، فلماذا تجري مطالبته بالتخلي عنه بينما المشكلة عند الآخرين». وتابعت بأن ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» متمسك بدعم ترشيح فرنجية. وخلافاً للتقديرات التي نعت مبادرات خارجية ساعية لإحداث اختراق في الجمود الرئاسي، قالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يبقَ إلا المبادرات الخارجية التي لا تزال المنفذ الوحيد، بعد انتهاء المبادرات الداخلية، مشيرة إلى أن «العامل الخارجي بات اللاعب الأساسي»، فضلاً عن أن «الملفات تداخلت ببعضها. بات هناك ربط غير دقيق لملف الاستحقاق الرئاسي بملفات أخرى، ما يشير حكماً إلى أن التعقيدات تعرقل التوصل إلى اتفاق». وقالت إن اللبنانيين «ينتظرون مطلع الشهر المقبل الذي سيشهد وصول طلائع الموفدين لمعرفة ما سيحملونه». وقالت المصادر إن «مهمة الموفد القطري هي استطلاعية، ويفترض أنها لا تزال في بدايتها»، مضيفة أنه «من السابق لأوانه الحكم على المبادرة، أو اغتيالها قبل ولادتها، خصوصاً أننا لا نعرف بعد ملامحها ومواصفاتها». وتلتقي هذه المعلومات مع ما قاله رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقوله: «لا أقول إن هناك أمراً انتهى وأمراً آخر بدأ... دائماً كان هناك اهتمام من الدولتين بموضوع لبنان وبأن تحصل إصلاحات وأن تكون هناك قدرة للاستثمار فيه، ومن الجيد جداً أن نخرج كلبنانيين من فكرة أن هناك من سيأتي دائماً لإعطائنا المال لنضعه في وعاء مثقوب... واجبنا القيام بإصلاحات في بلدنا حتى تهتم الدول والشركات والأفراد بالاستثمار». وقال باسيل: «إما أن يحصل تفاهم يوصل إلى إجماع أو موافقة عريضة على رئيس، وهذا ما نتمناه لينجح الرئيس... وإما في حال عدم التفاهم فلنذهب إلى جلسة مفتوحة وليربح من يربح». ورأى باسيل أنه «لا حل لموضوع الرئاسة إلا بالتفاهم والشراكة المتوازنة، وهذا ما يتطلب بطبيعة الحال حواراً»، مضيفاً: «نحن لم نكن يوماً إلا مع الحوار، لكن نعرف أن الحوار يجب أن يكون مجدياً». وتابع: «لهذا أكدنا للمفتي وتوافقنا معه على أن للحوار ظروفاً، كي لا نقول شروطاً، حتى ينجح... ومنها أن يفسح المجال فيه ليس للأمور الخشبية والمعلبة والطاولات المستديرة لأنها لا تنتج توافقاً على اسم، بل لتشاور ثنائي وثلاثي وأيضاً جماعي للوصول إلى انتخاب رئيس وفق خطوط عريضة متفق عليها بين اللبنانيين». وبينما يتمسك ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» بدعم فرنجية، يتمسك حزب «القوات اللبنانية» بعقد جلسة انتخابية التزاماً بالدستور. وقال عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب زياد حواط في منصة «إكس»: «المبادرة الوحيدة القابلة للترجمة والتطبيق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي واضحة وبسيطة وهي التزام الدستور من خلال الدعوة بأسرع وقت ممكن إلى جلسة انتخاب ودورات متتالية لحين ارتفاع الدخان الأبيض وانتخاب الرئيس». وأضاف: «كل ما عدا ذلك تجاوز للدستور وحجج للتعطيل وترسيخ للفراغ وتوغّل في المجهول».

لا رئاسة في المدى المنظور: مرحلة مواجهة جديدة بأدوات مختلفة

الاخبار..تقرير هيام القصيفي ... بين إشاعة أجواء تسهيل حوارات داخلية لتسوية رئاسية، وعودة حزب الله إلى التشدد رئاسياً، لا يمكن النظر فقط إلى ما يحصل محلياً. الإطار الذي تفرضه السعودية في إقامة علاقة مع إسرائيل، يلجم أي تطور رئاسي......بين عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وقبل الانطلاقة الرسمية العلنية لتحرك قطر في بيروت، بدا لخصوم حزب الله أن ثمة هامشاً يعطيه الحزب لنفسه في الملف الرئاسي. فمع فتح خطوط التواصل مع التيار الوطني الحر المتقاطع مع المعارضة حول ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، واللقاء العلني بين الحزب وقائد الجيش العماد جوزف عون، بدأ الكلام عن فتح باب التفاهمات - ولو الأولية - في ملف الرئاسة، حول الخيار الثالث، ولا سيما أن أجواء قطر بعد لقاء الدوحة كانت تتحدّث بجدية عن احتمال إحراز تقدم نتيجة علاقتها مع إيران وحزب الله. وتعزّز هذا الجو مع إقفال لودريان، في آخر زيارتين له إلى بيروت، باب المبادرة الفرنسية وترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ثم تكريس لقاء الدوحة إطاراً سياسياً مكمّلاً لمسار الدول الخمس، وباريس من ضمنها، لانتخاب رئيس من غير المرشحين الاثنين المعلنيْن. وفي الساعات الأخيرة، أعاد الثنائي الشيعي، وحزب الله المقصود هنا تحديداً، عقارب الساعة إلى الوراء، فأقفل الباب أمام أي إشارات تفاهم حول الاسم الثالث، وأعاد تثبيت ما سبق إعلانه من التمسّك بفرنجية. فعاد الجميع بذلك إلى نقطة الانطلاق الأولى التي بدأت مع انتهاء عهد الرئيس ميشال عون.

ماذا تغيّر في الأيام الأخيرة حتى عاد الثنائي لينفي تراجعه عن دعم فرنجية؟

النقطة البديهية التي يحاول خصوم حزب الله القراءة فيها، تتعلق بمسار تطور العلاقات السعودية - الإسرائيلية. هذا «الانقلاب» المتوقّع، والذي سيترك إرباكات كبرى على المشهد الفلسطيني والعربي والإيراني، تعزّز مع تأكيدات علنية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول التقدم الحاصل، والمترافق مع خطوات بعيدة عن المشهد الإعلامي. في المسار الإيراني، لا يمكن التهاون مع هكذا تحوّل إستراتيجي، والتسليم بتسويات ظرفية في ساحات المنطقة، تحت مظلة تفاهم سعودي - إسرائيلي، وإن كان التواصل الإيراني - السعودي لا يزال قائماً. لذا كان متوقّعاً أن يعيد حزب الله لجم الجو المتصاعد حول تقدّمه خطوات نحو اسم ثالث، بما في ذلك اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، إذ من المبكر الذهاب إلى هذا الشكل من التسويات، قبل جلاء مصير التفاهم المنتظر، وتبعاته على دول المنطقة. لم يترك حزب الله كثيراً من الوقت كي يسحب من التداول أي ترويج لتنازله عن مرشحه، فأعاد تصويب الوضع كما فعل في المرحلة الأولى التي تلت إعلان الرئيس نبيه بري ترشيح فرنجية. وبعد ضمور هذا الترشيح تباعاً، تبيّن أن تبعات التفاهم السعودي - الإيراني لم تصل إلى لبنان، وأن ما كان انطلق في اليمن، لا يزال حيث هو، وأن خطوات التطبيع مع سوريا جُمّدت تحت وطأة حضور أميركي فاعل. لكن مع ذلك، ظلّت احتمالات التوصل إلى تقاطع بين المعارضة والثنائي قائمة، ومعلّقة على حبل تطور الأداء الفرنسي مع تعيين لودريان، ومن ثم الدخول القطري على الخط، للتوصل إلى مخرج للأزمة الرئاسية.

العلاقة السعودية - الإسرائيلية تعيد حزب الله إلى التشدّد

تضاعفت إشارات القلق من الوصول إلى حائط مسدود، بعد لقاء نيويورك الذي فشل في تحقيق أي خطوة متقدّمة، لا بل عكس التجاذب الفرنسي الداخلي حيال رؤية باريس لمخرج الأزمة. فما قاله لودريان أمس، هو استمرار لجو سعودي - قطري - أميركي، ونقاشات حفلت بها اللجنة الخماسية المتنقّلة بين باريس والدوحة ونيويورك، ومع ذلك ظل هناك اتجاه في الإدارة الفرنسية يحاول تقديم المبادرة الفرنسية بنسختها الأولى، ما أدى إلى تدخل واشنطن والرياض للجمها، وتبنّي الدور القطري. لكنّ التحرك القطري جاء مزيجاً من تكليف شبه رسمي من اللجنة الخماسية، ومن سعي إلى تثبيت حضور قطر إزاء الدور الفرنسي. لذلك لا يمكن لقطر أن تقدّم اسماً واحداً كإطار تفاوض وحيد ولو كان مرشحها معروفاً. فالرياض وواشنطن لم تتبنّيا بعد أي مرشح ولا حتى إقرار إجراء الانتخابات الرئاسية عملياً وليس شكلياً. لذا جاء التحرك القطري للدفع نحو تكريس تراجع حزب الله، تحديداً، والمعارضة عن مرشحيهما نحو اسم ثالث، وهو الأمر الذي لاقاه به لودريان أمس. لكنّه اصطدم بتشدد الحزب والتمسّك بمرشحه من دون أي التباس. هذا يعني، في الدرجة الأولى، إعلاناً مبكراً لفشل التحرك القطري، لأن الخيار الثالث مرفوض من الثنائي، قبل البحث في لائحة الأسماء، ولا سيما أن بعض الأسماء المتداولة غير جدّية بالمطلق، وقد طُرحت لمجرد تأكيد صيغة الخيار الثالث، قبل غربلة الأسماء. وفي الدرجة الثانية، يعني أن معارضي تسوية قائد الجيش مرشحاً ثالثاً، وبالتحديد التيار الوطني الحر ولو عُرضت أسماء أخرى للتداول، ارتاحوا لتشدد الثنائي، لأن عدم وصول قائد الجيش لا يعني أبداً وصول فرنجية. وبذلك، يُعطى هذا الفريق مزيداً من الوقت قبل وصول ترشيح عون إلى حائط مسدود، ولا سيما أن خشية التيار كانت كبيرة من تأثيرات الضغط القطري، بكل ما يحمل من سوابق، على الثنائي. وفي الدرجة الثالثة يعني أن التشدد الذي عاد إليه الثنائي يلاقي، بطريقة مختلفة، عدم اتخاذ واشنطن أي قرار في شأن لبنان. الأمر الذي يعيد تأكيد الثابتة الوحيدة، وهي أن لا رئاسة في المدى المنظور، وأن مرحلة مواجهة جديدة بدأت بأدوات مختلفة.

فرنسا تتخلى رسمياً عن فرنجية وتدعو إلى «خيار ثالث» للرئاسة

الجريدة...منير الربيع ..في تخلٍّ فرنسي رسمي عن دعم ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، دعا الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، أمس، إلى إيجاد «خيار ثالث» لحلّ أزمة الرئاسة، بعد نحو 11 شهراً من شغور المنصب. وقال لودريان، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بعد 3 أشهر من بدء مهمته بشأن لبنان: «من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين، وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث». ونبّه إلى أن «المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد»، بعد نحو عام من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وفشل البرلمان في انتخاب بديل، في خضمّ انهيار اقتصادي متماد منذ 4 أعوام. وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب، وأوضح لودريان أنه «ليس بإمكان أي منهما الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح». ويواصل حزب الله، اللاعب السياسي والعسكري الأبرز في البلاد، وحلفاؤه دعم ترشيح فرنجية، فيما صوّتت أكثرية خلال الجلسة النيابية الأخيرة للوزير السابق والمسؤول في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور. ومع اصطدام المساعي بحائط مسدود، يتردّد أخيراً، بوتيرة متزايدة، اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، كمرشح بديل غير محسوب مباشرة على أيّ فريق سياسي. وكان عون في عداد شخصيات عدة التقاها مسؤولون محليون وأجانب، بينهم لودريان. وفي تصريحات لصحيفة لوريان لوجور اللبنانية الناطقة بالفرنسية، أكد لودريان أنه مستعد للعودة إلى لبنان وعقد لقاءات ثنائية مع الكتل النيابية في قصر الصنوبر، مشدداً على ضرورة عقد جلسات حوار أو ورشة عمل في المجلس النيابي بين مختلف القوى، ومعبّراً عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى تسوية من الآن وحتى فترة عيدَي الميلاد ورأس السنة. ولا تخفي المعطيات أن لودريان يتوقع إمكانية الاتفاق على عون. في هذا السياق، جاء تجميد رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الحوارية بانتظار ما ستسفر عنه زيارة لودريان، وفي ظل رفض القوى المسيحية المشاركة في الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس. يأتي ذلك، فيما واصل الموفد القطري جاسم آل ثاني جولته على مختلف المسؤولين، في إطار الجولة الاستطلاعية التي يجريها للبحث في إمكانية الوصول إلى تسوية سياسية في المرحلة المقبلة، وبناء على نتائج جولته سيتحدد ما إذا كانت قطر ستتقدم بمبادرة، أم أن الفرنسيين سيستمرون بتحركاتهم. وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل شكّكا في إمكانية أن تنجح التحركات القطرية، متهمين الثنائي الشيعي بالتمسك بفرنجية. في سياق آخر، وبعد 5 أيام على إطلاق النار على السفارة الأميركية في شمال شرق بيروت، أعلنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توقيف مطلق النار، مضيفة أنه شاب من مواليد عام 1997. وبحسب ما تفيد الرواية الأمنية، فإن الموقوف الذي يعمل سائق توصيل أقدم على إطلاق النار، بعد خلاف حصل بينه وبين حرس السفارة قبل فترة. وتضاربت ردود الفعل حول هذه الرواية بين من اعتبر أنها ترخي بعض الارتياح في الأوساط اللبنانية، لا سيما من خلال إظهار أن الاعتداء لم تكن له أي خلفية سياسية، وأن الموقوف لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، ولا علاقة له بحزب الله، وبين من اعتبر أن رواية الهجوم الشخصي مثيرة للسخرية، ومحاولة للتغطية على ما حمله الاعتداء من رسائل سياسية.

أكد أن «مجموعة الخمس موحّدة تماماً ومنزعجة للغاية»

لودريان بـ «البريد العاجل»: الخيار الثالث رئاسياً أو وقف تمويل لبنان

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- قائد الجيش «لن يرفض حمْل المشعل الإنقاذي وآنذاك لكل حادث حديث»

بـ «البريدِ الديبلوماسي العاجِل»، وجّه الموفدُ الفرنسي جان - ايف لودريان أمس رسالةً بالغةَ الأهمية كرّستْ «رسمياً» انتقال الملف الرئاسي في لبنان والمبادرات الخارجية التي تتمحور حوله إلى مرحلةِ «الخيار الثالث» الذي يُعتبر «الاسمَ الحَرَكي» لطيّ صفحة مرشح قوى «الممانعة» (بقيادة «حزب الله») سليمان فرنجية، والمرشّح الذي دعمتْه غالبية المعارضة بتقاطُعٍ مع «التيار الوطني الحر» جهاد أزعور. ولم يكن عابراً أن يطلّ لودريان، بعد 11 يوماً من مغادرته بيروت وقبل أيام من عودةٍ مرتقبة الشهر المقبل لاستكمال مَهمته الرئاسية، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد «خيار ثالث» لحلّ أزمة الرئاسة، معتبراً في مقابلة مع «فرانس برس» أن «من المهمّ أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث»، ومنبّهاً من أن «المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد»، ولافتاً إلى أن الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني «موحّدة تماماً ومنزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان في وقت يتمادى المسؤولون السياسيون في عدم تَحَمُّل المسؤولية». وبدا واضحاً وفق أوساط واسعة الاطلاع أنه بعد المناخات عن تبايناتٍ بين شركاء «مجموعة الخمس» حول لبنان (تضمّ الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) عبّرتْ عن نفسها خلال اجتماعِ ممثليها الأسبوع الماضي في نيويورك، ولا سيما حيال «فائض المرونة» في موقف باريس وعدم وضع ضوابط زمنية لمبادرتها، أن فرنسا باتت على «الموجة نفسها» مع المجموعة وانخرطت تحت سقفها و«تحدّثت باسمها موحّدةً» في اتجاهين:

أولهما تعبير لودريان عن انزعاج المجموعة من استمرار المماطلة في الملف الرئاسي الذي يَدخل بعد 34 يوماً العام الثاني... فراغ.

وثانيهما التلويح ببدء تطبيق الإجراءات التي جرى التهديد بها في بيان اللقاء الخماسي عقب اجتماع الدوحة في يوليو الماضي، وذلك عبر تلميح لودريان لإمكان وقف المساعدات المالية كـ «أول الغيث». وهو قال رداً على سؤال حول هل لا يزال احتمالُ فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون إنهاء الأزمة مطروحاً «من الواضح أنها فرضية» مطروحة، وذلك في موازاة إصراره على أن «الاستفاقة لا تزال ممكنة». وبهذا الموقف المتقدّم، الذي بدا معه أن الدورَ الفرنسي «استفاق من سبات» بعد الانطباع الذي ساد عقب الجولة الثالثة من مهمة لودريان (بين 12 و15 سبتمبر) بأنه بات في حُكْم المنتهي مع إحباط محاولته استدراج جميع الأطراف الى حوارٍ تحت عنوان «نقاش» جامع، يكون تأكد المؤكد لجهة أن الموفد الفرنسي أثار في لقاءاته الأخيرة في بيروت مسألة الخيار الثالث كمنطلق لحلّ الأزمة، وهو أكد لـ «فرانس برس» أمس في إشارة إلى كل من فرنجية وأزعور أن «ليس بإمكان أي منهما الفوز، ولا يمكن لأي من الخياريْن أن ينجح». ويكتسب موقف لودريان أهمية كبرى أيضاً باعتبار أنه يتقاطع مع الحِراك الذي تضطلع به قطر حيال الأزمة الرئاسية عبر اللقاءات التي يعقدها موفدها في بيروت، وتتمحور بدورها حول «الخيار الثالث» الذي يتقدّمه اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، وسط انطباعٍ بأن المساريْن الفرنسي والقطري اللذين يصبّان في الهدف نفسه يركّزان على محاولة انتزاعِ إقرارٍ من جميع الأطراف اللبنانيين وفي مقدّمهم «الممانعة» بقبول مبدأ «الخيار الثالث»، على أن تكون زيارة لودريان الرابعة (تردد أنه ستعقبها زيارة لوزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي) مفصلية في هذا الإطار كون «عصا الإجراءات» التي رَفَعها أمس تظلّلها وتَجْعَلها بمثابة «المهلة الأخيرة». ولم يكن ممكناً الجزم بوقْع موقف لودريان، الذي جاء على طريقة «آتٍ وبعدي العقوبات»، على قوى «الممانعة» التي باتت منذ فترة في أجواء أن الخارج صارَ يحمل راية «الخيار الثالث» كحلّ واقعي، ولا سيما أن «التهديدَ بمسارٍ زاجِر» قد يحتّم المرورَ بـ «مرحلةٍ انتقالية» تجعل حزب الله «يعيد التوازن» ولو شكلياً عبر آليةٍ ما لحوارٍ لطالما تمسكّ به فريقه، هذا إذا كان سلّم بالإفراج عن الاستحقاق في «توقيتٍ» لا يحدده هو وعبر اسمٍ يحظى بقبولِ الآخرين والخارج وكان الحزب لمّح إلى أنه لا يمانعه (قائد الجيش). وكان بارزاً أمس ما نقلته «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر مطلعة على أجواء العماد جوزف عون «أن رفضه الحديث في الاستحقاق وتحديداً ما يتصل بترشيحه ينطلق من رغبته في عدم زجّه بزواريب السياسة الضيقة ومناكفاتها ما دام همّه الأوحد الحفاظ على المؤسسة التي يتولى قيادتها. أما اذا انتهت الامور الى الاتفاق على شخصه ورست بورصة الرئاسة عليه، فإنه لن يرفض حمْل المشعل الانقاذي وآنذاك لكل حادث حديث. فالرئاسة بالنسبة اليه ليست طَمَعاً بلقب، بل هدف وطني سامٍ. ذلك ان المطلوب للمرحلة رئيس انقاذي يعمل على مدار الساعة لانتشال لبنان من قعر الهوية وإعادته الى دوره الرائد والمميز في المنطقة». وختمت المصادر: «طموح العماد جوزف عون أن يكون قائداً ناجحاً للمؤسسة العسكرية وليس رئيساً فاشلا للحصول على اللقب». وفي موازاة ذلك، وفيما كان الداخل مشغولاً بإعلان رئيس البرلمان نبيه بري أنّ مبادرته الحوارية (7 ايام تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة) «باتت غير موجودة، وقد أديتُ قسطي للعُلى، وطرحتُ مبادرة الحوار ورفضوها، ولم يعد لديّ شيء، وليتفضّل مًن رفضوها ان يقدموا لنا بديلاً»، أعلنت سفارة قطر عبر حسابها على منصة «إكس» أن السفير الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، زار أول من أمس رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد حيث «تم خلال الاجتماع عرض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة». ووصفت مصادر واسعة الإطلاع في بيروت لـ «الراي» حركة موفدي الخارج الاستطلاعية على ضفاف مأزق الشغور الرئاسي بأنها أشبه بـ «سباق البدَل»... موفدٌ يسلّم آخَر ليبدأ من حيث انتهى مَن سَبَقَه، وكأن في الأمر محاولة لتوسيع أي كوة يمكن العثور عليها لإمرار مرشح يحظى بنصاب سياسي وبرلماني كفيل بانتخابه. وكشفت هذه المصادر لـ «الراي» عن أن هذا هو الاستنتاج الذي خَرَجَ به أحد ركنيْ الثنائية الشيعية الرئيس بري من خلال مداولاته مع الموفدين، لا سيما الفرنسي لودريان والقطري أبو فهد جاسم آل ثاني، فالثاني يبني على ما راكَمَهُ الأول في الرسم التشبيهي للمأزق ويعمل على تجنُّب أخطائه. وتوقّعت المصادر الوثيقة الصلة بأطراف مؤثرة في مجرى الاستحقاق الرئاسي أن يستمرّ حِراكُ الموفدين تحت مظلة مجموعة «الدول الخمس» إلى حين نضوجِ مناخاتٍ إقليمية مُساعِدة قد تهبّ من اليمن وتُفْضي إلى تحريك أحجار اللعبة الداخلية في بيروت على النحو الذي يُفْرِجُ عن الرئاسة المخطوفة. ورأت تلك المصادر ان تَصاعُد الدخان الأبيض من المأزق الرئاسي في لبنان يحتاج بالضرورة إلى صيغةِ تفاهمٍ ما بين مجموعة الخمس +1 أي إيران التي ترعى «الأوعية المتصلة» بين الساحات التي تتمتّع بنفوذ مؤشر فيها. وعلمتْ «الراي» انه في انتظار انفراجاتٍ إقليمية سيَمْضي الموفد القطري في عملية استطلاعٍ لمواقف أطراف الداخل على طريقة «جس النبض» حيال بعض الأسماء وفُرَصِها، وهو طَرَحَ بعضَها أمام الرئيس بري والأطراف المسيحية من دون أن يخوض في الأسماء مع «حزب الله»، على أن يشكل موقف لودريان الأقرب الى «طَفَحَ الكيل» عاملاً ضاغطاً ولو على طريقة «العصا والجزرة».

ارتياح أميركي لتوقيف الفاعل

إطلاق النار على السفارة الأميركية... «رسالة ديليفري»؟

أوقفت قوى الأمن اللبنانية بعد عمليةٍ نوعيةٍ لشعبة المعلومات مُطْلق النار على مقر السفارة الأميركية في عوكر (شمال بيروت) في 20 الجاري. وفي حين أكدت قوى الأمن الداخلي أن المدعو م.خ (لبناني مواليد 1997) «أوقف (اول من أمس) في محلة الكفاءات (الضاحية الجنوبية لبيروت) واعترف بقيامه باطلاق النار على السفارة الأميركية وتم ضبط السلاح المستعمل في العمليّة، والتحقيق جار باشراف القضاء المختص»، أوضح مصدر أمني «أن الموقوف يخضع للتحقيق بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، لكشف خلفيات فعله ومَن يقف وراءه وإذا كان لديه شركاء في العملية». وكان لافتاً بروز تسريباتٍ في وسائل إعلام لبنانية شكّك فيها ناشطون سياسيون من المعارضة، ولا سيما أن هذه التسريبات ربطت العملية - التي استُخدم فيها سلاح كلاشنيكوف وتَطَلَّبَتْ رصْداً وتأمين «إخلاء آمِن» للمنفّذ من منطقة أمنية بامتياز - بخلفياتٍ غير سياسية. وبحسب التسريبات فإن خلافاً وَقَعَ قبل فترة بين مطلق النار محمد مهدي حسين خليل (قالت إن له سوابق في إطلاق النار على مقرّ أمني) وحراس السفارة على خلفية عمل الأول كسائق دراجة نارية في شركة «Toters» لتوصيل الطلبيات وينشط في محيط السفارة، وأنه قال أمام المحققين أنه «لو أردت لارتكبت مجزرة، ولكن جل ما في الأمر أنني حاولت إثبات نفسي نتيجة التصرف معي بطريقة دونية كسائق ديليفري». ونقلت صحيفة «الأخبار»، أن خليل أطلق النار بعد خلاف سابق مع أحد عناصر الأمن الذي تعرّض له بالإهانة أثناء توصيله «طلبية» إلى السفارة، وأنه لم يتمكن من «بلع» الإهانة، فقرر الانتقام. وقد أعرب الناطق باسم السفارة الأميركية في بيروت جيك نيلسون عن تقديره لتمكّن القوى الأمنية من توقيف المُتورّط بإطلاق النار على السفارة، وقال: «ممتنون للتحقيق السريع والشامل الذي أجرته السلطات المحلية بشأن حادثة استهداف السفارة». وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسَّام المولوي أجرى اتصالاً بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وأبلغها أن شعبة المعلومات تمكّنتْ من توقيف مُطْلِقَ النار.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لهجوم صاروخي فوق القرم..كييف تسلمت دبابات أميركية وأكدت مقتل قائد أسطول البحر الأسود الروسي..لجنة تحقيق دولية: الجيش الروسي يعذب ويهاجم المدنيين في أوكرانيا..تأثير هامشي لوحدات «فاغنر» على القدرات القتالية الروسية..رابحون وخاسرون بعد عملية أذربيجان في كاراباخ..ماذا نعرف عن ناخيتشيفان جيب أذربيجان الاستراتيجي المعزول؟..رسالة مزدوجة تركية ــ أذربيجانية لأرمينيا من نخجوان..أرمن كاراباخ يبدأون «النزوح الكبير»..تجدد التوتر بعد مقتل شرطي من كوسوفو قرب الحدود الصربية..بايدن يوجّه رسالة تحدٍ للصين عبر الاعتراف بدولتين في المحيط الهادي..انتكاسة انتخابية ماكرون..اليمين يستمر بالهيمنة على مجلس الشيوخ..

التالي

أخبار سوريا..حواجز الفرقة الرابعة في مرمى نيران المهربين قرب الحدود السورية اللبنانية..مشايخ السويداء يتبرأون من إنتاج الكبتاغون..«قوات سوريا الديمقراطية» تحبط تسللاً لعناصر «الدفاع الوطني» في شرق سوريا..الأردن: إسقط مسيرتين محملتين بالمخدرات..«هتش» تسيطر على قرى بحلب..ومحاولة تسلل من «قسد» في «درع الفرات»..التحالف يرجّح كفة «قسد»: حسم سريع منعاً لتوسّع «الهبّة العشائرية»..«المرصد»: عشرات القتلى بمواجهات بين موالين لدمشق و«قسد» في دير الزور..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,919,756

عدد الزوار: 7,048,099

المتواجدون الآن: 79