أخبار لبنان..«حزب الله» في بكركي..تمهيدٌ لورقة سياسية ومبادرة..لقاء «كسر القطيعة» بين «حزب الله» والكنيسة والاختلاف على حاله..«حزب الله» من بكركي: لا فيتو على قائد الجيش..وزير الدفاع الفرنسي في بيروت لصياغة برنامج تعاون عسكري مع لبنان..«التيار الوطني الحر» يتجه للطعن في مراسيم حكومة ميقاتي..لبنانيون يلجأون إلى قرى سورية هرباً من الملاحقة الأمنية..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 كانون الثاني 2023 - 5:21 ص    عدد الزيارات 783    التعليقات 0    القسم محلية

        


السيد: وضع البلد يجعل الإستحقاق الرئاسي أولوية...

حزب الله في بكركي: لا فيتو على العماد عون ونعرفُ كيف ومتى نختلف مع "التّيّار"

المصدر: المركزية.... إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر، اليوم الإثنين، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفداً من "حزب الله" برئاسة رئيس المجلس السياسيّ في الحزب السّيد إبراهيم أمين السّيد الّذي قدّم التّهاني بالأعياد، وكانت مُناسبة تمَّ فيها التَّطرُّق إلى المستجدّات على السّاحة الداخلية ولا سيّما في ما يتعلّق بموضوع الشّغور الرئاسيّ. بعد اللّقاء، قال السيّد: "نتمنّى على الجميع في مُناسبةِ الأعياد أن يرتقوا إلى درجةٍ عاليةٍ من المسؤوليّة في مواجهة الأزمات والمشاكل والتحديات والاستحقاقات. تشرّفنا بزيارة غبطته لتقديم التّهنئة بميلاد المسيح وبعيد رأس السّنة، ودائماً بعد لقاء غبطته تتمّ مقاربةُ الأمور السّياسيّة والمهمّة في وطننا لبنان، وهذا طبيعيّ باعتبار أنّنا نعيش في ظروفٍ تتعلّق باستحقاق مهمّ وأساسيّ جدّاً له علاقةٌ بانتخاب رئيسٍ. وقدَّم غبطته رأيه وحرصه على إنجاز هذا الاستحقاق بأقرب فرصة، والمطلوب التّعاطي معه بمسؤوليّةٍ عاليةٍ للخروج من هذا الموضوع لأنّ بلدَنا يعيشُ ظروفاً صعبةً على المستوى السّياسيّ والمعيشيّ والاقتصاديّ وانتخاب رئيسٍ فما يعيشُه لبنان يصبح أمراً ضروريّاً وله أولويةٌ لما يعني موقع الرّئاسة من مسؤوليّة كبرى خصوصاً في التّعامل مع باقي مؤسَّسات الدَّولة من أجل النُّهوض بهذا البلد". وقالَ في ردّه على سؤالٍ عن علاقة الحزب بالصَّرح البطريركيّ وفتح صفحة جديدة: "لا وجود لصفحةٍ قديمة وصفحةٍ جديدة. الصفحة مفتوحة دائماً بيننا إلّا انّ الأوضاع في البلد كوباء كورونا وغيره فرض فسحة زمنيّة محدّدة إلّا أنّ هذه الفسحة كانت جيّدة لأنّها تزيد من الشوق وليس الجفاء بين المحبين". ولفت ردّاً على سؤالٍ إلى "ألّا تباين بيننا وبين غبطته، إنّما هناك تبادلٌ لوجهات النَّظر قائم على الحرص على انتخاب رئيسٍ من أجل أن ينهضَ بالمسؤوليَّات تجاه لبنان. ولقد أبدينا رأينا في الموضوع وقلنا إنّ الوضع السياسيّ في لبنان والمشاكل والأزمات تستدعي المزيد من الحرص على انتخاب رئيسٍ بأقرب فرصة، فوضعُ البلد يجعلُ الاستحقاقَ الرئاسيّ أولويّة ويجب أن يتمّ بأقرب فرصة، ولكن ترك البلد ينهار، عندها لا قيمة لوجود رئيس في بلد ينهار". واعتبر أنَّ "المطلوب الإسراع في انتخاب رئيسٍ ولكن كما هو معروف في التركيبة السياسيّة المعقّدة ولا سيّما في المجلس النيابيّ والتّصويت فيه على الرّئيس الّذي عليه أن يأتيَ بنسبةٍ عاليةٍ من التّوافق والمشروعيّة السياسيّة والشعبيّة ليتمكّن من النّهوض بالبلد كذلك المجلس النيابيّ والحكومة. لذلك، أن يأتيَ رئيس تحدٍّ أو كسر أو مواجهة، لا البطريركيّة في هذا الصّدد ولا نحن أيضاً. المطلوب حوار حقيقيّ في لبنان وخصوصاً في المجلس النيابيّ وهذا ما دعا إليه الرّئيس نبيه بري. حوارٌ حقيقيّ وجدّيّ بين الكتل النيابيّة للتّفاهم على حدٍّ أدنى على رئيسٍ يُمكن أن ينهض بلبنان. نحنُ مع هذا الاتّجاه ونعمل وندعو إليه وإلى التّعاطي بجدّيّة مع الموضوع، وبادرنا بسرعةٍ للتَّجاوب مع دعوة برّي للحوار لأنّ هذا هو الطّريق الصّحيح وقد يكون الوحيد أمامنا من أجل الوصول إلى انتخاب رئيسٍ يستطيع أن ينهضَ وينهض معه الجميع، لأنَّ بلدَنا يحتاج لأن تتكاتَف الجهود من أجل إنقاذه". وعن التّوافُق على اسمِ رئيسٍ، أوضح أنّ "الجوهرَ هو اتّفاقُ الكتل على اسم رئيسٍ يحصلُ على الحدّ المعقول من الوفاق من أجل النّهوض بالبلد". وعن دعم الحزب وتأييده لقائد الجيش إذا ما تمّ التّوافُق على تسميتِه لرئاسة الجمهوريّة، قالَ: "بالتَّوافق، نحنُ نقبلُ النَّتيجة ونحن لا نضع فيتو على أحدٍ. نحن مُنفتحون على الحوار وأي مدى يُمكن أن يصلَ إليه. علاقتنا مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في أحسن حالاتها ولكن موضوع الرّئاسة شيء آخر. العلاقة بيننا تأسَّست على الخير ومستمرَّة على الخير. وعندما يصبح الحوار جدياً، نعطي رأينا". وعن تعليقِه على ما قاله النّائب جبران باسيل عن أنّ اتّفاقَ مار مخايل يقفُ على قدمٍ ونصف، قال: "نحن لسنا في صدد مناقشة هذا على الإعلام بل نُناقشه مباشرة. من حقّه أن يقول رأيه. ونحنُ سُعداء بما أُنجِز من تفاهُمٍ مع التّيار الوطنيّ الحرّ، ونعرف كيف نختلفُ في ما بيننا". وعمَّا إذا كان النَّائب باسيل لا يزالُ تحتَ مظلّة "حزب الله"، قال: "هو أصلاً ليس تحت مظلّة الحزب حتّى يخرج منها وهو حزب كبير ومستقلّ ولم يكُن هناك يوم تظلل فيه باسيل بمظلّة حزب الله". وعن موضوع الحياد وتدويل قضيّة لبنان، أكّد أنّه "لم يتمّ التطرُّق إلى هذا الموضوع مع غبطته ولسنا في صدد مُناقشتِه في الإعلام". وختم السّيّد: "هذه الزيارات تُشكّل فرصة للحوار والتّفاهم للوصول إلى اسم متّفق عليه لرئاسة الجمهوريّة".

سليمان

بعدها، التقى الرّاعي الرّئيس ميشال سليمان الذي قال: "اللبنانيّون مختلفون على انتخاب رئيسٍ ولا يلتزمون بما يحدّده الدّستور، ولكن كما يقولُ غبطته، على النّوّاب مواصلة اجتماعاتهم إلى أن يتّفقوا على رئيسٍ. لا يمكنُ أن يكون هناك حوار من دون انتخاب. الموضوع يجب أن يُحلّ فالناس تعبوا من الجوع والمرض. لبنانُ يخسرُ وكلّ تأخير فيه خسارة. ندعو الجميع الى أن يكون القرار في سنة 23 سنة لبنانياً وطنياً سيادياً يتفقُ فيه اللبنانيون على رئيس من دون شروط مسبقة. الرّئيس يجب أن يحمي لبنان وليس المقاومة التي إن كانت لبنانية فإنّ الرئيس يحميها أيضاً ويجب أن يعودَ لبنان إلى عهده الطبيعيّ". وختم: "يجب أن يُعطيَ حزب الله ما للدّولة للدولة. لقد قمنا باعلان بعبدا من أجل الاستراتيجيّة الدفاعيّة. ما من أحدٍ ضدّ حزب الله الذي عليه أن يكون مبادراً لوضع خطّة ووضع السّلاح بيد الدولة اللبنانيّة".

لبنان: «حزب الله» في بكركي... تمهيدٌ لورقة سياسية ومبادرة

الجريدة... منير الربيع... تشكل البطريركية المارونية في بكركي في هذه المرحلة قبلة سياسية لمختلف القوى من توجهات متعددة أبرزها زيارة وفد «حزب الله» للبطريرك الماروني بشارة الراعي وتهنئته بالأعياد بعد قطيعة طويلة تخللتها خلافات سياسية كثيرة منها الدعوة لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة. زيارة وفد الحزب لبكركي سبقتها لقاءات عديدة بين محسوبين على الطرفين تمهيداً لها. وبحسب المعلومات، فإن وفوداً عديدة ستزور الراعي لطرح أفكار سياسية حول آلية الحل وانتخاب الرئيس. وبعد اللقاء، قال رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم السيد، إن «الوضع يجعل استحقاق الرئاسة أولوية ويجب أن يتم بأقرب فرصة كي لا ينهار لبنان» وشدّد على أنه «لا يوجد صفحة قديمة وجديدة مع الراعي لكن الأوضاع الصحية وكورونا تسببت بفسحة زمنية تزيد الشوق ولا تباين بيننا بل وجهات نظر متطابقة أولها الحرص على انتخاب الرئيس». يبقى هدف بكركي من هذه المشاورات إيجاد قواسم مشتركة يبنى عليها للوصول لتسوية تخرج لبنان من الفراغ الرئاسي. سواء عبر لقاء شخصيات مسيحية مثل رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، ووفد عن «القوات» برئاسة ستريدا جعجع والحزب التقدمي الاشتراكي، وشخصيات سنية متعددة كان آخرها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. تندرج هذه اللقاءات في سياق البحث عن مسعى سياسي جديد تقوده بكركي، والذي يجتمع السياسيون على مطالبتها به، إلا أن هذا التحرك يختلف عما حصل بين 2014 و2016 والذي اقتصر فيما بعد على لقاء بين الزعماء الموارنة الأربعة واتفاقهم على تبني نظرية الرئيس القوي أي خيار السير بواحد منهم للرئاسة. ووفق مصادر بكركي، فإن الراعي لم يكن موافقاً على مثل هذا الطرح، ولذلك لا يريد تكراره، ولم يوافق على كل الدعوات التي وجهت إليه للقيام بالدعوة لحوار مسيحي- مسيحي. في مختلف لقاءاته كان الراعي واضحاً، بأنه لا بد من الاتفاق على شخصية قادرة على استعادة ثقة المجتمع الدولي والداخل اللبناني، وليس وفق منطلقات سابقة حتّمت على الرئيس أن يكون مقيداً بشروط سياسية أو تحالفات حزبية. وأسف الراعي بوضوح لحالة التشتت، بما في ذلك من ملفات لاسا والعاقورة، وبلدة رميش، مشيراً ضمنياً إلى أن ضعف الآخرين يجعل «حزب الله» في موقع الطرف الأقوى مقابل من لم يتوافقوا على رؤية سياسية أو على سقف يمكنهم من إقامة التوازن، ولذلك تبقى الكفة تميل لمصلحته. بعد تقديم الراعي لهذه القراءة، بادره كثر بالقول: «لا أحد لديه القدرة على رفع راية التوازن غير بكركي»، مستعيدين لحظة مطالبة البطريرك بعقد مؤتمر دولي لحلّ الأزمة، وحينها كانت الاستجابة السياسية والشعبية سريعة وتوجهت الناس لبكركي في تظاهرة كبيرة. مثل هذه الفكرة حضرت في لقاءات البطريرك، بالإضافة إلى استذكار كثيرين حقبة البطريرك نصرالله صفير، والتحضير للقاء قرنة شهوان وبعده لقاء البريستول. وفي الأيام المقبلة، سيستقبل الراعي المزيد من الوفود والشخصيات، التي ستطالبه مجدداً بضرورة حمل راية الحوار، بناء على دعوة لا يمكن لأحد أن يرفضها سواء كان من المعارضة أو من الوسط، ويعرف هؤلاء أنه لا بد من تقديم رؤية سياسية غير مستفزة لحزب الله، لعدم إفشال هذا التحرك، وثمة من يحاول أن يستفيد من بعض الاتصالات على خط المقربين من بكركي مع الحزب، إضافة إلى اتصال الراعي مع رئيس البرلمان نبيه بري، لتقديم طرح سياسي لا يستفز أي طرف ولا يدفعه لإجهاضه. من بين الأفكار التي ستناقش مع البطريرك هي ورقة سياسية، تم البحث بها مسبقاً مع شخصيات مسيحية وإسلامية، تشكل خريطة طريق للخروج من المأزق الرئاسي، أو بالحد الأدنى قادرة على جمع القدر الأكبر من القوى التي لا يمكن استثناؤها أو إنجاز أي تسوية بدونها. إنها عملياً تجربة جديدة يسعى لها بعض السياسيين مع بكركي إلا أنها لن تكون مضمونة النتائج.

وزير الدفاع الفرنسي أكمل لقاءاته في بيروت

لقاء «كسر القطيعة» بين «حزب الله» والكنيسة و... الاختلاف على حاله

ابراهيم السيد بعد لقائه الراعي: لا تباين مع بكركي والصفحة مفتوحة دائماً بيننا

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «حزب الله» من بكركي: لا فيتو على قائد الجيش

تخرج بيروت من «مزاج» الأعياد لتجد نفسها سريعاً وجهاً لوجه أمام روزنامةِ أزماتٍ «تُقْلِع» بها سنةٌ جديدة لم تبدأ «على بياض» بل تملأها «ملفات سود» في السياسة والمال أنْهكت لبنان وشعبه في الأعوام الأخيرة ووضعتْه أمام مفترق طرق... مصيري. ورغم أنه يوم عطلة، فقد انطبعَ أمس بحِراكيْن الأول من «حزب الله» في اتجاه الكنيسة المارونية والثاني من وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو الذي أكمل جولته على كبار المسؤولين، فيما كانت المزيد من الغيوم الداكنة تتلبّد في سماء العلاقة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و«التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس السابق ميشال عون) المحكومة بـ«توتر عالٍ» دستوري - سياسي مرشَّح للتصاعد في ظل اشتباكٍ تَجدَّد مع رئيس البرلمان نبيه بري وغياب أي مانعة صواعق داخلية أو خارجية من شأنها إخراج لبنان سريعاً من «منطقة الأعاصير» التي يؤجج الشغورُ الرئاسي المتمادي من عصفها. ومع أن أي مواقف معلَنة من الوضع اللبناني المأزوم لم تَصدر عن وزير الدفاع الفرنسي الذي كان وصل إلى بيروت لتمضية رأس السنة مع وحدة بلاده العاملة في قوة «اليونيفيل» في الجنوب والتقى أمس بري ووزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، فإن زيارةَ لوكورنو اعتُبرت بمثابة رسالة «مدوْزنة» بأن اهتمام باريس بالملف اللبناني لن يتراجع في 2023، علماً أن هذه الزيارة جاءت بديلاً عن محطةٍ كان الرئيس ايمانويل ماكرون يعتزم القيام بها للغاية نفسها قبل أن يعْدل عنها «منعاً لأي تأويلات أو سوء تفسير» ولأنها لا ترتكز على أي مبادرةٍ أو مشروع حلّ يُعتدّ به. ويسود ترقب لبناني لاجتماع فرنسي - أميركي - قطري - سعودي يجري الحديث عن أنه سيُعقد في باريس منتصف هذا الشهر لاستكمال استكشاف آفاق إخراج لبنان من النفق المظلم الذي يشكل الفراغ الرئاسي أحد عناوينه الشائكة والذي يتم التعاطي معه على أنه يمكن أن يكون له «تأثير الدومينو» الإيجابي على مسار الانهيار المالي بحال تمت معالجته بما يُطَمئن الخارج إلى بدء استعادة الوطن الصغير «توازنه» السياسي. وفي حين لا يتوهّم أحد في لبنان بأن ثمة حلولاً على الأبواب في ضوء استمرار التعقيدات الإقليمية وعدم تبلور تقاطعات حاسمة حول أولويات دول التأثير بالواقع المحلي، فإن الداخل اللبناني يَمْضي في الدوران داخل الحلقة المفرغة وسط تَمدُّد الخلافاتِ بين المكوّنات السياسية - ولا سيما في صفوف الموالاة – على خلفية الانتخابات الرئاسية والمرشّح الذي سيكون «الحصان الرئيسي» في السِباق الى قصر بعبدا، فيما المعارضة لم تصل بدورها بعد إلى توافق على اسم واحد يتيح لها أقلّه الذهاب إلى طاولة التسوية، التي يفرضها التوازن السلبي في البرلمان، بأفضليةٍ تعزّز «حصّتها» في الرئيس العتيد. وعلى وقع الاهتزاز المستمرّ في علاقة «التيار الحر» مع «حزب الله» الذي يقف خلف سليمان فرنجية بوصفه المرشح رقم واحد وممانعة النائب جبران باسيل التسليم بهذا الأمر من دون ضماناتٍ ليس أقلها «وعد» من قيادة الحزب بدعمه لرئاسية 2029، أكمل «حزب الله» أمس الزكزكة الناعمة للتيار بإبقاء ورقة قائد الجيش قائمةً على قاعدة «لا فيتو عليه»، وذلك بعدما كان باسيل جاهر برفْض وضعه أمام معادلة «إما فرنجية وإما جوزف عون». وجاء موقف «حزب الله» بعد زيارة بارزة قام بها أمس وفد منه برئاسة رئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مقدّماً التهاني بالأعياد «وكانت مناسبة تم فيها التطرق الى المستجدات على الساحة الداخلية ولا سيما في ما يتعلق بالشغور الرئاسي». واكتسبت الزيارة دلالات مهمة، إذ أعقبت انقطاعاً طويلاً أقرب إلى القطيعة بين بكركي و«حزب الله» على خلفية ملفات عدة، بدءاً من دعوة البطريرك لتدويل القضية اللبنانية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبينها ذات الصلة بسلاح الحزب، وقضية توقيف الأمن العام المطران موسى الحاج لساعات خلال عودته من «الأراضي المقدسة» على معبر الناقورة الحدودي مع إسرائيل، وصولاً إلى رفض الكنيسة مقاربة الاستحقاق الرئاسي من خارج الانتخاب الديموقراطي أو عبر «توافق مسبق» محدِّدَةً للرئيس العتيد مواصفاتٍ تنطلق من أن يكون «سيادياً» ويعيد علاقات لبنان مع العالم العربي والمجتمع الدولي ويرعى بسْط الدولة سلطتها على كامل أراضيها. وبعد اللقاء، قال السيد رداً على سؤال عن علاقة الحزب بالصرح البطريركي وفتْح صفحة جديدة: «لا وجود لصفحة قديمة وصفحة جديدة. الصفحة مفتوحة دائماً بيننا إلا أن الاوضاع في البلد كوباء كورونا وغيره فرض فسحة زمنية محدَّدة إلا أن هذه الفسحة كانت جيدة لأنها تزيد من الشوق وليس الجفاء بين المُحِبين». وإذ أشار الى أن البطريرك «قدّم رأيه وحرصه على انجاز الاستحقاق الرئاسي بأقرب فرصة، والمطلوب التعاطي معه بمسؤولية عالية»، لفت رداً على سؤال الى أن «لا تباين بيننا وبين غبطته، إنما هناك تبادُل لوجهات النظر قائم على الحرص على انتخاب رئيس من أجل أن ينهض بالمسؤوليات تجاه لبنان. وأبدينا رأينا في الموضوع وقلنا إن الوضع السياسي في لبنان والمشاكل والأزمات تستدعي المزيد من الحرص على انتخاب رئيس بأقرب فرصة». وأضاف: «لكن كما هو معروف في التركيبة السياسية المعقّدة ولا سيما في المجلس النيابي الذي عليه أن يأتي بنسبة عالية من التوافق والمشروعية السياسية والشعبية ليتمكن من النهوض بالبلد، لذلك أن يأتي رئيس تحدٍّ أو كسر أو مواجهة، فلا البطريركية في هذا الصدد ولا نحن ايضاً. المطلوب حوار حقيقي في لبنان خصوصاً في المجلس النيابي وهذا ما دعا إليه الرئيس بري. حوار حقيقي وجدي بين الكتل النيابية للتفاهم على حد أدنى وعلى رئيس يمكن ان ينهض بلبنان. وقد يكون هذا الطريق الوحيد أمامنا للوصول الى انتخاب رئيس». وفي حين اعتبر رداً على سؤال حول التوافق على اسم رئيسٍ ان «الجوهر هو اتفاق الكتل على اسم رئيس يحصل على الحد المعقول من الوفاق من أجل النهوض بالبلد»، قال حول دعم الحزب وتأييده لقائد الجيش اذا تم التوافق على تسميته لرئاسة الجمهورية: «بالتوافق نحن نقبل النتيجة ونحن لا نضع فيتو على أحد. رأيُنا واضح والطريق إليه هو التوافق والحوار ونحن منفتحون على الحوار وأي مدى يمكن أن يصل إليه. علاقتنا مع قائد الجيش العماد جوزف عون في أحسن حالاتها ولكن موضوع الرئاسة شيء آخر. العلاقة بيننا تأسست على الخير ومستمرة على الخير. وعندما يصبح الحوار جدياً نعطي رأينا». وعن تعليقه على ما قاله باسيل عن ان اتفاق مار مخايل مع الحزب يقف على قدَم ونصف، قال: «لسنا في صدد مناقشة هذا على الإعلام بل نناقشه مباشرة. من حقه أن يقول رأيه. ونحن سعداء بما أنجز من تفاهم مع التيار الحر، ونعرف كيف نختلف في ما بيننا». وفي حين يُنتظر أن يكمل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته اليوم مقاربةَ الحزب لمجمل الواقع اللبناني، وإن كانت كلمته تتمحور حول ذكرى اغتيال الجنرال قاسم سليماني وطغى عليها عنوان صحته بعدما أرجئت كلمة له كانت مقرَّرة الجمعة الماضي بسبب إصابته بالانفلونزا، فإن تقارير أشارت إلى أن «التيار الحر» يتجه لـ «ردّ الصاع» لميقاتي في إطار المكاسرة بينهما حول عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال في ظل الشغور الرئاسي وإصدار مراسيم بالقرارات التي خلصت إليها وأحدها يحمل توقيع وزير الدفاع واعتبره التيار «أسلوباً احتيالياً» وبمثابة «استعمال المزوَّر». ووفق هذه التقارير فإن «التيار الحر» سيبدأ اليوم بإجراءات تقديم الطعون بالمراسيم التي أصدرتها حكومة تصريف الأعمال، وسط ترقُّب لِكيف سيتلقف ميقاتي هذا الأمر وهل سيكون في وارد الدعوة لجلسة جديدة للحكومة، وهل سيوفر «حزب الله» مرة جديدة غطاءً لمثل هذه الجلسة سيكون بمثابة «حرْق الجسور» مع باسيل؟

وزير الدفاع الفرنسي في بيروت لصياغة برنامج تعاون عسكري مع لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... حمل وزير الخارجية الفرنسي سيباستيان لوكورنو إلى بيروت، أمس (الاثنين)، تكليفاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصياغة برنامج تعاون عسكري بين البلدين للمرحلة المقبلة وكيفية تطويره بما يزيد من قدرات الجيش اللبناني، خصوصاً في مجال رفع قدرة القوات البحرية اللبنانية. وجال لوكورنو في بيروت أمس، على عدد من المسؤولين، واستهل لقاءاته بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث عُقد اللقاء بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو، وكان عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما اجتمع وزير الدفاع الوطني موريس سليم مع نظيره الفرنسي. وبعد أن قدمت ثلة من الجيش التشريفات، بحث الطرفان خلال الاجتماع في العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين بمختلف المجالات، لا سيما ما يتعلق بالدعم الفرنسي المستمر للقوات المسلحة اللبنانية. وإذ أكد الوزير الفرنسي استمرار الدعم الفرنسي للبنان وتطلع بلاده لنهوضه، ركّز على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية، وتطرق إلى قضية الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، لافتاً في هذا الإطار إلى أهمية التعاون من أجل مكافحتها. ولفت الوزير الفرنسي إلى الاهتمام الذي يوليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للوضع في لبنان، معلناً أن لديه تكليفاً من الرئيس ماكرون لصياغة برنامج تعاون عسكري بين البلدين للمرحلة المقبلة وكيفية تطويره بما يزيد من قدرات الجيش اللبناني، خصوصاً في مجال رفع قدرة القوات البحرية اللبنانية. كما زار قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه باليرزة، وجرى التداول في علاقات التعاون بين جيشي البلدين. من جانبه، أعرب سليم عن تقديره لوقوف فرنسا الدائم إلى جانب لبنان، لا سيما في الأزمات، ودعمها المستمر له ولمؤسساته، خصوصاً مؤسسة الجيش. وتفقدّ وزير الدفاع الفرنسي كتيبة بلاده العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) منذ عام 1978، وأشاد بالتنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش وقوة اليونيفيل عموماً، والكتيبة الفرنسية خصوصاً. يذكر أن فرنسا تعد من المساهمين الأساسيين في قوة «يونيفيل»، إذ يبلغ عدد الكتيبة الفرنسية حالياً نحو 700 جندي. وتعدّ فرنسا أحد أبرز شركاء لبنان السياسيين، وتلتزم بدعم الاستجابة للتطلعات التي عبّر عنها الشعب اللبناني فيما يتعلق بالإصلاحات والحوكمة.

لبنانيون يلجأون إلى قرى سورية هرباً من الملاحقة الأمنية

إجراءات الجيش عكست ارتياحاً في صفوف المواطنين

الشرق الاوسط... بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش... يلوذ لبنانيون مطلوبون بجرائم الخطف مقابل فدية وإطلاق النار والاتجار بالمخدرات، إلى قرى سورية حدودية (شرق لبنان)، حيث يتخفون هرباً من الملاحقة التي ينفذها الجيش اللبناني في شمال شرقي. وفعل الجيش اللنباني خلال الأشهر الأخيرة حملاته الأمنية في البقاع، بغرض ملاحقة المطلوبين، ما أضفى هدوءاً انعكس طمأنينة لسكان منطقة بعلبك الهرمل، إثر إحكام الجيش قبضته على المنطقة في عام 2022، عبر مداهمات شبه يومية أسفرت عن قتل وتوقيف عدد كبير من المطلوبين الخطرين من تجار الممنوعات وكبار رؤوس عصابات القتل والسلب والخطف. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن من فلت من العمليات الأمنية المتواصلة للجيش اللبناني، لجأ إلى قرى سورية حدودية في ريف القصير (ريف حمص الجنوبي) يسكنها لبنانيون، بغرض التخفي. وقالت إن عدداً كبيراً من المطلوبين «استطاع النفاد إلى الضفة الثانية من الحدود هرباً من الملاحقة الأمنية». وأشارت إلى أن توقيفهم «يحتاج إلى حالة من التنسيق الأمني بين البلدين، بغرض إنهاء هذه الظاهرة». ويقول السكان إن مطلوبين لبنانيين «لجأوا إلى حقول بلدة زيتا التي يسكنها لبنانيون في الداخل السوري، وباتت البلدة تؤوي مطلوبين ممن امتهنوا عمليات خطف مقابل فدية». وقالت إن اللجوء إلى هذه البلدة وغيرها من المناطق الريفية الحدودية المحاذية، «كان خياراً لا مفر منه بالنسبة للمطلوبين الذين لا يشعرون بالأمان، ويتعرضون لملاحقة ومداهمات مكثفة من قبل الجيش اللبناني ومديرية المخابرات فيه داخل الأراضي اللبنانية». وخلال الأشهر الماضية، كثف الجيش اللبناني المداهمات التي كانت تنفذ بسرية تامة من قبل كتيبة خاصة تدار من غرف عمليات، إلى جانب مداهمات خاصة كانت تنفذها قوات من أفواج التدخل والمجوقل والمغاوير ومن فرع مخابرات المناطق والقطعات والوحدات العسكرية بالتعاون وبمشاركة القوات الجوية ووحدات الاستطلاع الجوي التي نفذت عشرات من عمليات المراقبة الجوية الدقيقة. وشكلت تلك التدابير عنصر مفاجأة تمكن من خلالها الجيش من توقيف مطلوبين وتجار المخدرات، وصادر معدات لتصنيع حبوب الكبتاغون والحشيشة. استخدم الجيش في مداهماته خلال عام 2022 طائرات مسيّرة من نوع «سيسنا» و«سكان إيغل» الأميركيتين في عمليات المراقبة والمتابعة، فضلاً عن الطوافات العسكرية في عمليات المطاردة والمتابعة. وقالت مصادر أمنية إن «التنسيق المحكم والمدروس حقق النتائج المرجوة حيث أفضى إلى المزيد من التوقيفات لكبار المطلوبين وتجار الحبوب والممنوعات، ومن يفرضون الخوات والمتورطين بعمليات الخطف مقابل فدية، إلى جانب مطلوبين بجرائم السرقة والسلب وعصابات سرقة السيارات». وقالت إن الجيش «أحكم قبضته على الساحة ما ترك ارتياحاً لدى أبناء المنطقة». وشكلت إجراءات الجيش عنصر أمان في نفوس المواطنين البقاعيين، ودفع العشائر والتجار إلى رفع لافتات شكر للجيش على الأوتوستراد الدولي عند مدخل مدينة بعلبك، وقدموا الشكر لنشره الأمن والأمان والاطمئنان في نفوس المواطنين، بعد بسط سلطته في منطقة بعلبك الهرمل. وانعكست الإجراءات تخفيفاً من عمليات إطلاق النار العشوائي نتيجة ملاحقات وتوقيفات والتشدد في تطبيق القوانين، وأوقف الجيش خلال الأسبوعين الأخيرين من عام 2022 عدداً من مطلقي النار في مدينة بعلبك وقرى القضاء. ورفع فوج الحدود البري السواتر الترابية بمسافة 22 كلم في الداخل اللبناني بمحاذاة ساقية جوسيه من حدود القاع شرقاً حتى القصر غرباً في شمال الهرمل لوقف عمليات التهريب على المعابر غير الشرعية. وقالت المصادر الميدانية إن هذه الإجراءات «حدت من عمليات التهريب التي كانت تحصل بشكل علني بشاحنات تعبر الحدود غير الشرعية بالاتجاهين، وحولت نشاط التهريب إلى عمليات فردية باستخدام الدراجات النارية». وعمل الجيش على ربط طرقات الجرد على السلسلة الشرقية بجرود بريتال على أطراف مدينة بعلبك لتسهيل عمليات الرصد والمراقبة والتحرك، ما سهل لفوج الحدود البري ضبط ومصادرة شحنات كبيرة من حبوب الكبتاغون على جرود السلسلة الشرقية في جرود بريتال ونحلة كانت في طريقها إلى الدول العربية. وتحت شعار «لا غطاء على المخلين بالأمن»، داهم الجيش اللبناني أحياء الشراونة الشمالي والجنوبي، فأزال كل بؤر التوتر، إما بفرار المطلوبين من الحي أو بتوقيفهم، حيث أوقف عدداً من المطلوبين. إجراءات الجيش اللبناني شكلت ارتياحاً لدى المواطنين بتلافي الرصاص الطائش الذي كان يهدد الأرواح والممتلكات وألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه والمازوت على أسطح المنازل مع انتهاء كل عام وحلول عام آخر. وبينما احتفل اللبنانيون بتوديع عام واستقبال آخر كان الجيش ينفذ سلسلة مداهمات في حي الشراونة في بعلبك وفي بلدة حورتعلا شرق بعلبك ويلاحق مطلوبين ويصادر أسلحة حربية. وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون، زار المنطقة الخميس الماضي، وافتتح طريق جرود بريتال - بعلبك (طول 22 كلم) التي تصل بين عدد من مراكز فوج الحدود البرية الرابع، وهي مركزا مقيال الحلاني والنبي سباط في جرود بريتال، ومركزا التلاجة وعمشكي في جرود بعلبك، وذلك بحضور قائد الفوج وضباطه ومحافظ بعلبك الهرمل القاضي بشير خضر وعدد من رؤساء البلديات والفعاليات في المنطقة. تسهل الطريقُ المفتَتحة انتقالَ العسكريين بين المراكز المذكورة، وضبطَ مناطق حدودية حساسة كانت تُستَعمل سابقاً من قبل الإرهابيين للتنقل عبر الحدود الشرقية. كما تساعد المواطنين في الوصول إلى أراضيهم. بعد ذلك، تفقد قائد الجيش مراكز النبي سباط ومقيال الحلاني والتلاجة، حيث التقى العسكريين، وهنأهم بمناسبة الأعياد المجيدة متمنياً لهم ولعائلاتهم عاماً أفضل، وتوجه إليهم بكلمة قال فيها: «زيارتي لكم اليوم تعبيرٌ عن تقديري العميق لكل ما قمتم به خلال العام المنصرم وسط الظروف العصيبة التي يعاني منها وطننا. وجودكم هنا أساسي وضروري، أنتم حافظتم على لبنان وكتبتم التاريخ، وهو سيذكر أنكم حميتموه، لولاكم لما بقي هذا الوطن». وأضاف: «الدفاع عن وطننا شرف لنا، وهو دفاع عن العِرض والهوية. نحن نكبر بكم ولبنان يكبر بكم أيضاً. لقد نلتم محبة اللبنانيين وثقتهم كما ثقة المجتمع الدولي، وهي عامل أساسي في استمرارنا عن طريق المساعدات المقدمة من قبل اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، والدول الصديقة». وأكد أن الجيش صامد ومتماسك وقادر على الاستمرار خلافاً لكل الشائعات التي تطاله ومنها أعداد الفارين، مشيراً إلى أن هناك آلافاً من الشباب الذين تقدموا بطلبات تطويع للانخراط في صفوف المؤسسة العسكرية. كما شدد العماد عون على أن القيادة تتابع أوضاع العناصر عن كثب من خلال رؤسائهم التراتبيين، وتسعى بأقصى جهودها إلى تخفيف وطأة الأزمة عنهم عبر تعزيز الطبابة العسكرية وتأمين مساعدات مختلفة، لافتاً إلى أن لبنان سيبقى بوجود الجيش، وأنه لا بد من التحلي بالصبر حتى انجلاء الأزمة. كذلك تفقد العماد عون قيادة فوج الحدود البرية الرابع في بعلبك، واطلع على المهمات العملانية التي ينفذها والتحديات التي يواجهها في سياق مراقبة الحدود وضبطها. وإذ أثنى على جهود ضباط الفوج، اعتبر أنهم ورفاقهم في بقية الوحدات أصحاب مبادرة وإرادة صلبة وإيمان قوي، ودعاهم إلى التمسك بإيمانهم ببلدهم لأنهم جميعاً أبناء مدرسة الصبر والإرادة والإيمان.

«التيار الوطني الحر» يتجه للطعن في مراسيم حكومة ميقاتي

الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح....لم تشكل عطلة الأعياد مساحة للقوى السياسية المتصارعة وعلى رأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، للتوصل لقواسم مشتركة حول كيفية إدارة البلد في ظل الشغور المتواصل في موقع رئاسة الجمهورية ما يحتّم على حكومة تصريف الأعمال تسيير شؤون البلد بالحدود الدنيا. وبعد رفض باسيل وفريقه الوزاري المشاركة في جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها ميقاتي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي لاعتباره أن انعقاد الحكومة أمر غير دستوري في ظل الفراغ الرئاسي إلا إذا كانت هناك حالة طوارئ وضرورة قصوى لانعقادها، يتجه، وحسب المعلومات، في الساعات القليلة المقبلة ومن خلال أحد الوزراء الذين قاطعوا الجلسة الوزارية لتقديم طعن في المراسيم التي صدرت عنها بحجة أنها غير «غير دستورية وغير قانونية»، حتى إن باسيل كان قد تحدث عن «نحو 10 مراسيم صدرت عن مجلس الوزراء، موقّعة بطريقة فاضحة بحذف موقع رئيس الجمهوريّة، وهي لم تضرب موقع رئاسة الجمهورية فقط، بل ضربت الجمهوريّة والكيان اللّبناني وكلّ ما يتّصل بالشّراكة والميثاق». وذُيّلت المراسيم التي صدرت أخيراً بتواقيع الوزير المختص، ووزير المالية في المراسيم التي تتطلب اعتمادات ماليّة، ورئيس الحكومة الذي مهر المراسيم بتوقيعين، الأول بصفته رئيساً للحكومة والآخر الذي عادةً ما يكون مخصصاً في الظروف الطبيعية لرئيس الجمهورية، استبدل به ميقاتي توقيعه لاعتباره أنه يمثل مجلس الوزراء. ويرفض باسيل هذه الصيغة ويصر على وجوب أن يُستبدل بتوقيع رئيس الجمهورية للمراسيم الوزارية توقيع وزراء الحكومة الـ24، كما يدعو لاستبدال مراسيم جوالة تجول على الوزراء الـ24 وتحمل تواقيعهم جميعاً بجلسات الحكومة لاتخاذ القرارات. وحسب الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك، فإن «الطعن في دستورية المراسيم غير وارد، وما يمكن فعله هو الطعن بقانونية هذه المراسيم أمام مجلس شورى الدولة، وهي مراسيم تصدر في الحالات الطبيعية مزيّلة بتواقيع رئيسي الجمهورية والحكومة والوزير أو الوزراء المختصين ووزير المال إذا كانت هناك تبعات مالية للمرسوم»، لافتاً إلى أنه «عند غياب رئيس الجمهورية، وحسب المادة 62 من الدستور، من يحل مكانه بالوكالة هو مجلس الوزراء، لكن الخلاف الواقع بين فريقي ميقاتي والتيار هو حول الطرف الواجب أن يوقّع عن رئيس الجمهورية، ففريق ميقاتي يرى أن مجلس الوزراء ممثلاً برئيسه هو من يحل مكانه، أما فريق التيار فيرى أن البديل هو مجلس الوزراء بأعضائه كافة». ويشير مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مجلس الشورى كان قد بتَّ في أكثر من قرار بهذا الخصوص ورأى أنَّ مَن يوقِّع بدلاً عن رئيس الجمهورية في ظل الفراغ الرئاسي هو مجلس الوزراء ممثلاً برئيسه»، موضحاً أن «المجلس سينظر في حال تقدم (الوطني الحر) بطعن في المراسيم الصادرة بما إذا كانت الحكومة قد تجاوزت مفهوم المعنى الضيق لتصريف الأعمال أم التزمت به كما بصيغة المراسيم والموقِّعين عليها وما إذا كان يجب توقيعها من 24 وزيراً». ويضيف: «الطعون تقدَّم عادةً خلال مهلة محددة بشهرين من تاريخ النشر ومن صاحب صفة ومصلحة، وفي الحالة التي نحن فيها من أحد الوزراء الذين امتنعوا عن حضور الجلسة التي دعا إليها ميقاتي في شهر ديسمبر الماضي». ولا يحبذ معظم القوى المسيحية انعقاد مجلس الوزراء في ظل شغور سدة الرئاسة الأولى. وفي عظته يوم الأحد الماضي، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي إنه «مع رغبتنا في استمرار عمل الدولة، نرفض تمرير مراسيم لا تنسجم مع الدستورِ ولا تأخذ بالاعتبارِ الصلاحيات اللصيقة برئيسِ الجمهوريّة، ولو كان المنصب شاغراً، كما فعل بعض الوزراء». ورأى أنه «عبثاً تحاول المؤسّسات الدستوريّة والخبراء المحيطون بها ابتداع تفسيرات دستوريّة لتسييرِ أعمالها وتحليل صلاحياتها. المطلوب واحد، انتخاب رئيس للدولة».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..ابقوا في الملاجئ..كييف: نتعرض لهجوم جوي..أوكرانيا تعلن تدمير 45 مسيّرة إيرانية الصنع ليلة رأس السنة..أوكرانيا: روسيا تستهدف المدنيين لأنه لم يعد لديها أهداف عسكرية..الاستخبارات الألمانية تحذر من ازدياد التجسس الروسي..حديث أميركي عن معاناة روسية من نقص ذخيرة المدفعية في أوكرانيا..كيم يدعو إلى زيادة «هائلة» في ترسانته النووية..أفغانستان..مقتل 10 أشخاص في انفجار أمام مطار عسكري في العاصمة..الصين تستعد لحرب اقتصادية مع الغرب..الصناديق السيادية تخسر 2.2 تريليون دولار خلال 2022..(تحليل إخباري) هل توشك باكستان على شن عملية عسكرية ضد المتطرفين بمناطق القبائل؟..البرازيل تستعد لتنصيب لولا دا سيلفا وسط تعزيزات أمنية..وغياب بولسونارو..كولومبيا تتفق على هدنة مع الجماعات الخمس..«الاتحاد الدولي للصحفيين»: مقتل 68 صحفياً واعلاميا في عام 2022..14 قتيلا في هجوم مسلح استهدف سجنا في المكسيك..45 ألف عبور غير قانوني لقناة المانش في 2022..رئيسة «صندوق النقد»: 2023 سيكون عاماً صعباً على معظم الاقتصاد العالمي..

التالي

أخبار سوريا..10 تحديات ترسم مصير سوريا في 2023..أولى الغارات الإسرائيلية في العام الجديد: 4 قتلى وتدمير مخازن أسلحة..«التحالف» يعتقل داعشياً بارزاً بإنزال جوي شرق سوريا..القنيطرة: وجود إيران وأتباعها يستنفر إسرائيل..وفق ضوابط متبادلة.."مهمشة وتستفيد"..موقع طهران على "خط أنقرة دمشق" الثلاثي..تخفيض رسمي كبير للعملة المحلية أمام الدولار..«كارثة محتملة» بعد توقف المساعدات للنازحين في شمال سوريا..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,544,900

عدد الزوار: 6,900,163

المتواجدون الآن: 85