أخبار لبنان..المبادرة الخارجية تنحصر في انتخاب الرئيس وتتطلب إجراءات قاسية..لبنان أمام تسوية مرحلية تمدد الأزمة أو تدخل دولي يفرض تغييراً جذرياً..الراعي تمنّى «ألا يكون هناك مَنْ يتقصّد بتْر رأس الجمهورية لنظهر كدولة فاشلة»..الراعي يطالب بوقف «المسرحية الهزلية» لانتخاب الرئيس اللبناني..عون ينأى بنفسه عن ترطيب الأجواء بين وريثه السياسي و«حزب الله»..لبنان يفتتح 2023 برصاص يصيب 3 أشخاص وطائرتين..

تاريخ الإضافة الإثنين 2 كانون الثاني 2023 - 3:30 ص    عدد الزيارات 838    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان أمام تسوية مرحلية تمدد الأزمة أو تدخل دولي يفرض تغييراً جذرياً ..

• المبادرة الخارجية تنحصر في انتخاب الرئيس وتتطلب إجراءات قاسية

الجريدة.... منير الربيع .. وسط صراع متعدد الاتجاهات بين قوى سياسية مشتتة غير موحدة، اختتم لبنان سنة بالغة الصعوبة، واستقبل عام الاستحقاقات الأساسية الأصعب، وليس من المحسوم القدرة على إنجازها أم البقاء في دوامة التعطيل والفراغ وبالتالي إدامة وقائع الانهيار ليصبح شاملاً، بانتظار توفر ظروف إقليمية ودولية تسنح برعاية مؤتمر دولي كبير لحلّ الأزمة، ولكن ذلك سيكون بحاجة إلى تقاطعات في المصالح الإقليمية والدولية غير المتوافرة حتى الآن، ولا بد أن تنجم عنه متغيرات كبيرة سياسياً واقتصادياً ومالياً. مع بداية السنة، ينتظر لبنان التحضيرات القائمة لاجتماع باريس، الذي سيضم فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، في منتصف الشهر، ويتم حالياً العمل على وضع برنامج واضح له وخطة عمل يُفترض أن يسير عليها اللبنانيون للخروج من المأزق السياسي القائم، وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة يكون عملها الأساسي وضع خطة اقتصادية ومالية. وتبرز إشارات إيرانية إيجابية باتجاه السعودية، استناداً إلى مواقف أطلقها وزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان، خلال زيارته لمسقط، فضلاً عن إبدائه كل الاستعداد لتجديد الحوار، وهذا أمر في حال حصوله لا بد له أن ينعكس إيجاباً على لبنان. وفي الداخل الحركة أيضاً مستمرة، ف «حزب الله» الذي لا يزال يتمسك بسليمان فرنجية مرشحاً للرئاسة خلافاً لرئيس التيار الوطني جبران باسيل، لا يزال يؤكد في المقابل أنه يؤيد التوافق ويريد الحوار للوصول إلى تفاهمات تُنتج رئيساً وحكومة. في المقابل، هناك من يعتبر أنه لا يمكن توقع حصول مبادرة خارجية تتبنى حلّاً مؤقتاً يقضي فقط بانتخاب الرئيس، ويرى أن الدخول الدولي لا بد أن يكون مشروطاً بسلسلة إجراءات قاسية لن يكون فرقاء الداخل قادرين على تحمّلها. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أي خطوة خارجية تشدد على ضرورة عدم اقتصار الأزمة على عدم انتخاب رئيس، لأنها أكبر من الاستحقاق ولها أسس أخرى مالية واقتصادية، فبالنظر لما تعلنه دول إقليمية من مواقف سياسية واضحة كالموقف السعودي، بالإضافة إلى تقارير البنك الدولي وصندوق النقد، وربطاً بما يقوله الأوروبيون عن وضع المصرف المركزي والذهاب إلى تحقيقات في حساباته وأرصدته، يتبين حجم الأزمة وعمقها، وهذه المواقف تشير إلى أن التعاطي مع لبنان في وضعه الحالي يظهر كأنه وباء، وهناك خشية خارجية من تمدده وتوسعه، أو يتسبب في عدوى بجهات مختلفة. من هنا سيعود لبنان إلى خيارٍ من اثنين، إما بقاء الوضع على حاله وصولاً إلى الانهيار الشامل وتوفر ظروف لتدخل دولي يفرض تغييراً جذرياً، وإما أن ينجح اللبنانيون فيما بينهم بالاستناد إلى بعض الظروف الخارجية في إبرام تسوية مرحلية على غرار التسويات السابقة تؤدي إلى تمديد الأزمة.

الراعي تمنّى «ألا يكون هناك مَنْ يتقصّد بتْر رأس الجمهورية لنظهر كدولة فاشلة»

«عبور طائش» للبنان إلى سنة «يا أبيض يا أسود»

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- رصاص رأس السنة أصاب طائرتين في مطار بيروت وهاتفٌ أنقذ مواطناً

- «رحلة هروب» عبر البحر أفلتت من الغرق... والموت سرق طفلة وامرأة

لم يشذّ وداعُ 2022 في لبنان عن «قواعد الفوضى» وعوارض «الانفصام» التي تطبع «بلاد الأرز» وواقعها البالغ الاضطراب الذي «خرج عن السيطرة» في السياسة والمال والاقتصاد لتدخل 2023 وكأنّها سنة، إما الإنقاذ القيصري «وإما فقدان آخِر الكوابح للجْم الانهيار وموجاته العاتية». فمن خلْف «عاصفة كرنفالاتِ» لم ينم معها ليل لبنان بسهراتٍ عامرة في المطاعم والملاهي وبدا معها كأن لا «أعاصير» تضرب الوطن الصغير وشعبه، كانت احتفالاتُ «خليك بالبيت» الطاغية، بعضها صاخِبٌ واختار منظّموها نقل العيد بكل «طقوسه» المبهرة إلى خلف الجدران الضيّقة، وبعضُها الآخَر جاء على «قدّ الحال» والضيق الذي يقبض على قسم كبير من اللبنانيين، ولكن الجامعَ بينها ليلةٌ «فوق الخيال» تسمَّرتْ معها العيون على حَدَثيْن:

- «تريو نايت» في موسم الرياض، وكأن لبنان «بلد العيد» بنجماته ونجومه، زَحَلَ وصار على مسرح مبهر يصنع مع نجوم آخرين، الفرح لكل العالم العربي وأبنائه المنتشرين في كل المعمورة.

- مهرجان الشيخ زايد، الذي تُوّجت معه الإمارات «نجمة كل السنوات» ونهاياتها الساحرة وعاصمة الأضواء في «الكوكب» وحطّمت أرقاماً قياسية بالإبهار والإنجاز، فبدا اللبنانيون وهم يتابعون مهرجان الألعاب النارية الآسِر ودخول 2023 على متن أكثر من 3 آلاف طائرة «درون» يملأهم مزيجٌ من الفخر والحسرة لِما آل إليه بلدهم الذي «رُمي» لمصيرٍ من رماد لا ينفكّ ينفض عنه وكأنه محكومٌ بعتمةٍ دائمة «يتجرّعها» كل مرة تحت مسمى...

«الصمود». وأبتْ 2023 لبنانياً إلا أن تولد على أزيز الرصاص الذي تَطايَرَ من فوق رؤوس التحذيرات الأمنية وحظْر الاحتفالات «الطائشة» التي ارتسم معها في بعض المناطق «تانغو» سوريالي بين «نار البواريد» والمفرقعات النارية، لترسو«خريطة الأضرار» على كوارث نجا منها لبنان وبعضها خيّم شبحها على مطار رفيق الحريري الدولي الذي «هَبَط» عليه للمرة الثانية في فترة قصيرة رصاصٌ... مجهول باقي الهوية. وقد تسبّبت احتفالية «فوق السطوح» بإصابة طائرتين من طراز ارباص A321Neo تابعتين لشركة طيران الشرق الأوسط بالرصاص بينما كانتا متوقفتيْن في مطار بيروت، حيث «أفْلتَ» أيضاً مواطن من الموت أثناء خروجه عند منتصف الليل وكان يجرّ عربة حقائبه إذ سقط عيار ناري طائش واستقرّ في هاتفه الخلوي الذي تحوّل بمثابة... درع واقية. وكما في أوّل لحظات السنة الجديدة «المشتعلة» والتي عكستْ تَعَمُّق ظاهرة تفلُّت السلاح والإفلات من العقاب في بلد مزروع بالجزر الأمنية وبقوى أمر واقع خارجة عن السلطة وقرارها، فإن الساعات الأخيرة قبل «التسليم والتسلم» بين 2022 و 2023 حملتْ تكراراً لـ«كابوسٍ» كاد أن يطبع نهاية العام بواحدةٍ من أكبر المآسي البحرية في سلسلة رحلات الموت عبر «الأزرق الكبير» الذي لم تتوقّف محاولات ركوبه هرباً من الفواجع المعيشية ومطاردةً لحلمٍ لم يعُد يهمّ الساعي إليه إذا بَلَغه... حياً أو ميتاً. فقد حاول نحو 232 مهاجراً غير شرعي (غالبيتهم من السوريين ومعهم لبنانيون) استغلالَ تَرَكُّز «الرادارات» الأمنية على ليلة رأس السنة للانتقال إلى «وجهة الأحلام»، لكنّ عطلاً طرأ على محرك المركب قبل مغادرته المياه الإقليمية قبالة شاطئ سلعاتا، فتوجّهت دورية من القوات البحرية إلى مكان القارب وقامتْ بالتعاون مع «اليونيفيل» بإنقاذ الأشخاص الذين كانوا على متنه، لكن «شخصين غرِقا أثناء عملية الإنقاذ»، كما جاء في بيان صدر عن قيادة الجيش وتم انتشال جثتيهما قبل أن تشير تقارير إلى أن الضحيتين هما طفلة وامرأة من الجنسية السورية. في موازاة ذلك وعشية انتهاء استراحة الأعياد، لم تَبرز أي مؤشراتٍ إلى أن لبنان يتجه إلى تفكيك أزماته المالية «الموروثة» من 2022 وأخواتها (2022 و2021) والتي عمّقها عُقمٌ مستحكم في ملف الانتخابات الرئاسية يُخشى معه أن يطول الشغور في الكرسي الأولى الذي بدأ في 1 نوفمبر، وسط اشتداد المكاسرة الداخلية على أكثر من «جبهة» متداخلة مع «الحرب الرئاسية» الباردة أو متفرّعة منها (مثل جلسات حكومة تصريف الأعمال وآلية تسيير شؤون الناس وتوقيع المراسيم)، وعدم تبلور أي أفق خارجي من شأنه المساعدة في كسْر المأزق الذي يقف على مشارف تقديراتٍ بمرحلة أكثر قتامة يُستدل عليها «بالوقائع الدامغة» ولم تغب حتى عن «توقعات» ليلة رأس السنة رغم رهان بعض القارئين في «كف» السنة الجديدة على «عصا سحرية» تنقل لبنان إلى الانفراج. ومضى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته أمس، بتحديد ثوابته الواضحة من الوضع اللبناني الخطير، منطلقاً هذه المرة من قضية تفجير مرفأ بيروت متهماً السياسيين بأنهم «يعرقلون مسيرة التحقيق منذ سنتين ونصف»، معتبراً «ان هذه العرقلة هي جريمة في ذاتها. ولا يجوز أن تمر من دون محاسبة كما لو كانت حادثة عابرة (...) والأهالي الذين فقدوا فلذات أكبادهم ظلما ما زالوا على الطرق يطالبون بمعرفة حقيقة مَن قتل أبناءهم ومن حقهم اللجوء إلى الأمم المتحدة من أجل تعيين لجنة دولية لتقصي الحقائق، ولمساندة التحقيق المحلي المعرقل». وأضاف: «نحن نرفع الصوت معهم عالياً ونطالب السياسيين الذين يعرقلون التحقيق: إرفعوا أيديكم عن القضاء ولا تعطلوا دوره، ولا تتواطؤوا في تعديل القوانين وابتداع حلول تلائم مطالبكم وأخصها تنحية المحقق العدلي قسراً ودفن التحقيق، بهدف التهرب من المسؤولية والمساءلة». وتابع: «ويؤلمنا ويؤسفنا أن المسؤولين السياسيين في لبنان يجهدون في تهديم السلام السياسي والأمني والإقتصادي والمعيشي والإجتماعي، فيما دول العالم تأتي وتعرض كل أنواع المساعدات لنهضة لبنان فلا تلقى آذانا صاغية ولا تجاوباً. لا يتجاوبون مع المؤتمرات ولا مع صندوق النقد الدولي، ولا مع بيانات الدول الشقيقة والصديقة، ولا مع توصيات الأمم المتحدة ولا مع دعوات قداسة البابا فرنسيس. ماذا ينتظرون لرفع المعاناة عن الشعب، ولتقرير إنقاذ لبنان؟». ودعا لأن «يقتنع الجميع بأن باب الحل والخروج من أزماتنا يمر عبر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. فأين ما بقي من سلطات؟ وأين ما بقي من صلاحيات للمؤسسات؟» مضيفاً «وزير يقاطع مجلس الوزراء يوماً ويشارك فيه يوماً آخر. وزير يمتنع عن تواقيع مراسيم تفتقر إلى التوافق في شأنها، ويوقّع في اليوم التالي غير عابئ بموقفه السابق بغض النظر عن أهمية المرسوم». وأكد أنه «مع رغبتنا في استمرار عمل الدولة، نرفض تمرير مراسيم لا تنسجم مع الدستور ولا تأخذ بالاعتبار الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية، ولو كان المنصب شاغراً، كما فعل بعض الوزراء»، وقال: «عبثا تحاول المؤسسات الدستورية والخبراء المحيطون بها ابتداع تفسيرات دستورية لتسيير أعمالها وتحليل صلاحياتها. والمطلوب واحد، انتخاب رئيس للدولة، وهو رئيس نزيه، شجاع، مهاب ولا يهاب، جامع المكونات الوطنية، يعيد الأمور إلى نصابها، يضع جميع الأطراف تحت كنف الدولة، ويأخذ المبادرات على الصعيدين العربي والدولي ليعيد لبنان إلى مكانته التاريخية، وليصوغ دوراً خلاقاً جديداً لهذا الوطن التاريخي». وشدد على «ان إنتخاب الرئيس لا يتم ببدعة الإتفاق المسبق عليه - فهذا نقيض نظامنا الديموقراطي - بل بالإقتراع المقترن بالتشاور والحوار، يوماً بعد يوم، لا مرة كل أسبوع. فيتوقف عندئذ المجلس النيابي عن تلك المسرحية الهزلية التي مارسها عشر مرات»، متمنياً «أن لا يكون هناك مَن يتقصد بتر رأس الجمهورية، وتعطيل المؤسسات ليظهر لبنان دولة فاشلة غير مؤهلة للوجود أو للبقاء كما هي، ولا بد، بالتالي، من تغييرها وبناء دولة أخرى على نسق الدويلات التي تتفشى في الشرق الأوسط، فلا تأخذ بالاعتبار الديموقراطية والتركيبة التعددية».

الراعي يطالب بوقف «المسرحية الهزلية» لانتخاب الرئيس اللبناني

أكد أن اختياره لا يتم بـ«بدعة الاتفاق المسبق»

بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المجلس النيابي إلى وقف ما سماه «المسرحية الهزلية» في انتخابات الرئاسة اللبنانية، مؤكداً أن انتخاب الرئيس «لا يتم ببدعة الاتفاق المسبق عليه - فهذا نقيض نظامنا الديمقراطي - بل بالاقتراع المقترن بالتشاور والحوار». كما طالب من جهة أخرى السياسيين الذين يعرقلون التحقيق في انفجار بيروت رفع أيديهم عن القضاء وعدم تعطيل دوره. وجاء كلام الراعي في قداس رأس السنة، حيث أبدى أسفه من أن «المسؤولين السياسيين في لبنان يجهدون في تهديم السلام السياسي والأمني والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، فيما دول العالم تأتي وتعرض كل أنواع المساعدات لنهضة لبنان من دون أن تلقى آذاناً مصغية ولا تجاوباً»، مضيفاً: «فليقتنع الجميع بأن باب الحل والخروج من أزماتنا يمر عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وسأل: «أين ما بقي من سلطات؟ وأين ما بقي من صلاحيات للمؤسسات؟»، منتقداً ممارسات بعض الوزراء بالقول: «وزير يقاطع مجلس الوزراء يوماً ويشارك فيه يوماً آخر. وزير يمتنع عن توقيع مراسيم تفتقر إلى التوافق بشأنها، ويوقع في اليوم التالي غير عابئ بموقفه السابق بغض النظر عن أهمية المرسوم». وتابع الراعي: «مع رغبتنا في استمرار عمل الدولة، نرفض تمرير مراسيم لا تنسجم مع الدستور ولا تأخذ في الاعتبار الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية، ولو كان المنصب شاغراً، كما فعل بعض الوزراء. عبثاً تحاول المؤسسات الدستورية والخبراء المحيطون بها ابتداع تفسيرات دستورية لتسيير أعمالها وتحليل صلاحياتها. المطلوب واحد، انتخاب رئيس للدولة، وهو رئيس نزيه، شجاع، مهاب ولا يهاب، جامع المكونات الوطنية، يعيد الأمور إلى نصابها، يضع جميع الأطراف تحت كنف الدولة، يعمل على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وعلى إيجاد حل للاجئين الفلسطينيين، ويأخذ المبادرات على الصعيدين العربي والدولي ليعيد لبنان إلى مكانته التاريخية، وليصيغ دوراً خلاقاً جديداً لهذا الوطن التاريخي». لكنه شدد في الوقت عينه على أن «انتخاب الرئيس لا يتم ببدعة الاتفاق المسبق عليه - فهذا نقيض نظامنا الديمقراطي - بل بالاقتراع المقترن بالتشاور والحوار، يوماً بعد يوم، لا مرة كل أسبوع. فيتوقف عندئذ المجلس النيابي عن تلك المسرحية الهزلية التي مارسها عشر مرات. نتمنى من صميم القلب ألا يكون هناك من يتقصد بتر رأس الجمهورية، وتعطيل المؤسسات ليظهر لبنان دولة فاشلة غير مؤهلة للوجود أو للبقاء كما هي، ولا بد، بالتالي، من تغييرها وبناء دولة أخرى على نسق الدويلات التي تتفشى في منطقة الشرق الأوسط، فلا تأخذ بالاعتبار الديمقراطية والتركيبة التعددية. ونقول إنها لمفخرة للنواب أن تسجل أسماؤهم في سجل الذين عملوا على إنقاذ لبنان من خلال انتخاب رئيس مميز. فلا تخيبوا آمال الشعب الذي انتخبكم. وهلموا إلى هذا الإنجاز العظيم في مطلع السنة الجديدة». وأكد الراعي أن «قضية تفجير المرفأ هي قضية وطنية تطال كل مواطن ومواطنة وكل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها مؤسسة القضاء. وهي لا تقتصر على حقوق أهالي الضحايا والمصابين والمتضررين، بل تشمل الوطن برمته الذي تضرر ضرراً جسيماً في المرة الأولى: عند وقوع الانفجار وسقوط الضحايا والشهداء الذين أصبحوا أكثر من 245 وإصابة آلاف الجرحى والمعوقين والمتضررين في أرزاقهم. وفي المرة الثانية بسبب عرقلة التحقيق وتجميده منذ سنتين ونصف، وهذه العرقلة هي جريمة بحد ذاتها. ولا يجوز أن تمر من دون محاسبة كما لو كانت حادثة عابرة».

عون ينأى بنفسه عن ترطيب الأجواء بين وريثه السياسي و«حزب الله»

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير.. لا بد من التوقّف، في معرض تقويم العلاقة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، أمام الاتصال الذي أجراه مسؤول «وحدة الارتباط والتنسيق» في الحزب وفيق صفا، مع كل من الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، ووريثه السياسي جبران باسيل؛ لتهنئتهما باسم قيادة الحزب بحلول أعياد الميلاد ورأس السنة، بخلاف المناسبات السابقة التي اعتاد فيها الحزب إيفاد وفد قيادي بالنيابة عن أمينه العام حسن نصر الله؛ لتقديم التهاني لحليفيه. فالاتصال الذي أجراه صفا بكل من عون وباسيل يتزامن، هذه المرة، مع البرودة السياسية التي تمر بها العلاقة؛ على خلفية عدم مجاراتهما موقف الحزب المؤيد لترشّح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في مقابل مطالبة حليفيه بالتوافق على مرشح آخر قُوبل باعتراض من نصر الله شخصياً. وهذا ما صارح به باسيل، بعد اجتماعه الأخير مع نصر الله، والذي لم يكن مريحاً، وتردّد بأنه كان متعِباً. وبدلاً من أن يُبقي باسيل على الأجواء التي سادت الاجتماع طي الكتمان، سارع إلى «بق البحصة»، مما أدى إلى كهربة علاقته بنصر الله شخصياً، خصوصاً أنه بادر إلى تسويق اقتراحه لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي نصحه بالعودة إلى أصحابه للوقوف على رأيهم ليبني على الشيء مقتضاه. لكن باسيل لم يأخذ بنصيحة بري، وسارع إلى تصعيد موقفه بإصراره على البحث عن مرشح آخر لقطع الطريق على فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، رغم أنهما لم يعلنا ترشّحهما لرئاسة الجمهورية، فيما جلسات الانتخاب السابقة لم تحمل أوراقاً مؤيدة لهما. إلا أن الفتور الذي سيطر على علاقة باسيل بنصر الله لم يؤدّ إلى انسداد الأفق أمام تواصله مع الحزب، ومن خلال صفا الذي التقاه بعيداً عن الأضواء؛ في محاولة للإبقاء على الخلاف حول الخيارات الرئاسية تحت السيطرة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن باسيل سأل صفا عما إذا كان الحزب يتمسك بدعم ترشيح فرنجية مع امتناع «التيار الوطني الحر» عن تأييده، واكتفى بإحالته على نصر الله؛ لأنه وحده من يملك الجواب على سؤاله؛ لأن دوره يقتصر على التنسيق ونقل الرسائل بينه وبين قيادة الحزب. ولم يدخل صفا في نقاشه مع باسيل حول الكلفة السياسية المترتبة على الحزب في حال إصراره على دعم ترشيح فرنجية؛ لأن التقدير في هذا الشأن يعود إلى قيادة الحزب. ووفق المعلومات، فإن الرئيس عون نأى بنفسه عن التدخّل لترطيب الأجواء وإعادة التواصل بين باسيل ونصر الله، ونصح الذين راجعوا في هذا الشأن بأن يُترك هذا الموضوع للقاءات صهره بوفيق صفا الذي يتولى الاتصال به بتكليف من قيادة الحزب. كما أن باسيل يعرف جيداً أن الحزب باقٍ على موقفه بدعم ترشيحه لفرنجية، إلا إذا اتخذ قراره بملء إرادته بعدم الترشح، ومن ثم فإن الحزب ليس في وارد البحث، حتى إشعار آخر، في «خطة ب» للوقوف إلى جانب مرشح آخر، ما دام فرنجية باقياً بوصفه واحداً من أبرز المرشحين في السباق إلى الرئاسة الأولى. في هذا السياق يقول مصدر سياسي بارز مواكب للتوتر المسيطر على علاقة باسيل بالحزب، إن نصر الله يتعامل مع ترشيح فرنجية للرئاسة كما تعامل مع دعم ترشيح عون للرئاسة برفضه البحث عن مرشح بديل، وإن كانت الظروف السياسية، اليوم، بخلاف الظروف التي أوصلت عون إلى الرئاسة. وبكلام آخر، ووفقاً للمصدر، فإن الحزب سيجد صعوبة في تعطيل جلسات الانتخاب لتأمين إيصال فرنجية إلى الرئاسة، على غرار ما فعله بتمسكه بعون رئيساً للجمهورية، مع أن الحزب بعد إنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، غير الحزب الذي سبق عملية الترسيم. وفي المقابل، وكما يقول المصدر، فإن باسيل، اليوم، هو غير باسيل الذي سبق إجراء الانتخابات النيابية التي أظهرت تراجعه في الشارع المسيحي لمصلحة حزب «القوات اللبنانية»، وبات مضطراً لشدّ عصبه في شارعه، وهذا يتطلب منه أن يتمايز عن الحزب ويراهن على أن تباينه مع حليفه حول ترشيح فرنجية يشكل نقطة الانطلاق بحثاً عن مكانة سياسية له، من دون أن يكسر علاقته بالحزب وينقطع عن التواصل وإياه، بمقدار ما أن المطلوب التفاهم معه على ضرورة ترميمها انسجاماً والواقع السياسي المستجدّ في البلد. ويلفت المصدر السياسي إلى أن الرئيس عون يطالب حالياً بإعادة صياغة تفاهمه مع «حزب الله» بنكهة سياسية جديدة، بذريعة أن المعمول به حالياً لم يعد يصلح لمواكبة المرحلة السياسية الراهنة، وإلا لما توافقا على تشكيل لجنة مشتركة أُوكلت إليها مهمة إعادة النظر فيه لمصلحة تطويره وتنقيته من الشوائب. لكن المصدر نفسه يأخذ على باسيل، الذي يتطلّع لأن يكون في عداد الناخبين الكبار في الانتخابات الرئاسية، أنه لم يحسن إدارة معركته السياسية عندما قرر الالتفات لخصومه، بالتزامن مع الهجوم الذي شنّه الرئيس عون على الرئيس بري، ويقول إنه كان الأجدر به أن لا يسارع إلى تظهير خلافه مع نصر الله إلى العلن نظراً لأنه سيجد صعوبة في صرفه في حواره المستجدّ مع خصومه. ويضيف أن اجتماع باسيل بفرنجية انتهى بلا نتائج تُذكَر لأنه اقتصر على تبادل الرأي في العموميات ولم يتطرّق إلى الانتخابات الرئاسية بسبب إصرار فرنجية على عدم الغوص فيها أو تناولها ولو من باب رفع العتب. ويؤكد المصدر أن اجتماع باسيل- فرنجية استمر حوالى ساعة، وأن الأخير استأذنه لأنه حان وقت النوم من دون الاتفاق على التواصل مجدداً. لذلك فإن علاقة باسيل بـ«حزب الله» لن تستعيد عافيتها؛ لأنها تعرضت لاهتزاز من دون أن تنكسر وباتت في حاجة إلى إعادة ترميم بصياغة جديدة لتفاهم مار مخايل؛ لأنه لم يعد يصلح لكل الأوقات. ويبقى السؤال: كيف سيردّ الحزب على حليفه؟ وهل يتوافق معه أم يتوصلان إلى تنظيم الاختلاف من موقع التحالف وإن بنسخة جديدة؟...

لبنان يفتتح 2023 برصاص يصيب 3 أشخاص وطائرتين

قوى الأمن تلاحق 116 مشتبهاً به في إطلاق النار احتفاءً بالعام الجديد

بيروت: «الشرق الأوسط»... لم تمر احتفالات نهاية العام في لبنان على خير، رغم كل الإجراءات الأمنية. فمع اقتراب بداية العام الجديد، سجل إطلاق نار كثيف احتفالاً، لتصيب المقذوفات المتناثرة 3 أشخاص بإصابات طفيفة، وكذلك إصابة طائرتين تابعتين لـ«طيران الشرق الأوسط» كانتا في مطار بيروت، فيما نجا مسافر بعدما استقر مقذوف في هاتفه الجوال. وفي حين كانت لافتة كثافة الرصاص الذي أطلق ليلة رأس السنة في مختلف المناطق اللبنانية، أكدت مصادر في «طيران الشرق الأوسط» أن طائرتين تابعتين للشركة أصيبتا برصاص طائش عند منتصف الليل. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن الأضرار بسيطة وأنه قد تم إصلاح الطائرتين لإعادتهما للعمل بشكل طبيعي. كذلك؛ لم يسلم المواطنون من الرصاص الطائش، حيث أعلن عن إصابة 3 أشخاص، كما أصابت رصاصة هاتف أحد المسافرين في أثناء خروجه من مطار بيروت في منتصف الليل، وهو يجر عربة حقائبه. وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إنه نتج عن حوادث إطلاق النار العشوائي «المتخلّفة وغير الحضارية» في الهواء إصابة 3 أشخاص بجروح طفيفة، وذلك في منطقة برج أبي حيدر - بيروت، ومحلتي الضم والفرز والزاهرية ضمن مدينة طرابلس، كما أصيبت طائرتان خلال وجودهما على مدرّجات «مطار رفيق الحريري الدّولي». ولفتت إلى أنه «بعد أن أعطيت الأوامر المشدّدة إلى القطعات العملانية في قوى الأمن الداخلي لتكثيف استقصاءاتها وتحرياتها بغية كشف هوية مطلقي النار، جرى حتى الآن تحديد 116 اسماً لمشتبه فيهم بإطلاق النار في الهواء، والعمل جار لتوقيفهم بالتنسيق مع القضاء المختص». ودعا البيان المواطنين للتعاون للكشف عن المتورطين من أجل «المساهمة في الحدّ من هذه الظاهرة من خلال إرسال المعلومات الموثّقة (صورة أو فيديو…) عن الأشخاص الذين أصرّوا على التعبير بهذا الأسلوب الإجرامي وغير الأخلاقي مع علمهم الأكيد أن فعلهم هذا يشكّل تهديداً لأمن المجتمع». لكن رغم هذه الحوادث التي سجلت ليلة رأس السنة، عدّت «قوى الأمن» أن العملية الأمنية في هذه الليلة كانت ناجحة. وقالت إن «عملية حفظ الأمن وتوطيد النظام والإجراءات، لمناسبة عيد رأس السنة، التي نفّذتها قوى الأمن الداخلي على مختلف الأراضي اللبنانية تكللت بالنجاح، إذ لم يسجّل أي حادث أمني يذكر، ولم يسقط أي قتيل في حوادث سير». وحوادث إصابة الطيران ليست الأولى من نوعها في مطار بيروت، وكان قد سجّلت حادثة مماثلة قبل أسابيع، حيث أصيب طائرة تابعة لـ«طيران الشرق الأوسط» كانت آتية من الأردن إلى بيروت برصاصة طائشة في أثناء هبوطها في المطار دون تسجيل إصابات. وكان المدير العام لـ«طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت أعلن أنه بين 7 و8 طائرات تتعرض سنوياً للرصاص الطائش من المناطق المحيطة بمطار بيروت، لكن كانت حينها المرة الأولى التي تتعرض فيها طائرة لهذا خلال تحليقها.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..في أول ساعة من العام الجديد.. الانفجارات وصفارات الإنذار تدوي في أوكرانيا..الأوليجارش الروس يخسرون 95 مليار دولار خلال 2022..تواصل رفض الروس للتجنيد رغم "الحوافز والامتيازات"..روسيا تؤكد أن الانتصار في الحرب "أمر لا بد منه"..وسط انفجارات تهز كييف..الرئيس الأوكراني يتوقع النصر في 2023..ماكرون يتمسك بالتواصل مع بوتين رغم العراقيل..هل تتوسط الهند لإنهاء حرب أوكرانيا؟..غالبيتها من المسلمين.. محكمة هندية تأمر بهدم منازل 4500 أسرة..تصل إلى كوريا الشمالية والصين.. اليابان تطور صواريخ بعيدة المدى..بيونغ يانغ تطلق 3 صواريخ باليستية قصيرة المدى..مع مطلع العام..كرواتيا تنضم رسميا إلى منطقتي شنغن واليورو..هيئة الأمم المتحدة للمرأة: قرارات طالبان قلصت معظم مساعدات الأفغانيات..

التالي

أخبار سوريا..قصف إسرائيلي على مطار دمشق يضعه خارج الخدمة ويقتل عسكريين اثنين..تركيا تتحدث عن «خطوة أخيرة» قبل لقاء مفترض بين إردوغان والأسد..جنوب سوريا يودع عام الاغتيالات والمخدرات..و{داعش»..«أمن إدلب» يعلن إحباط «خططاً إرهابية» للنظام السوري..شح المحروقات وارتفاع أسعارها قلصا مساحة الأرض المزروعة ومشاريع زراعية تتوقف ومطاعم شعبية تقفل أبوابها في درعا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,138,791

عدد الزوار: 6,756,367

المتواجدون الآن: 125