أخبار لبنان.. أسبوع الاختبارات: طوابير الدولار اليوم واصطفافات المجلس الجديد غداً!.. "تكليف بلا تأليف": ميقاتي رئيساً "مكلّفاً" تصريف الأعمال؟..البرلمان اللبناني غداً: بري «في اليد» ونائبه... على الشجرة.. جبران باسيل يخوض آخر معارك العهد ويساوم.. وساطات تضمن لبري «غالبية كافية»..مرفأ بترولي في الغازية؟.. «مركبات النار» انتهت: مناورات «غير مسبوقة» vs قدر ات لا سابق لها..

تاريخ الإضافة الإثنين 30 أيار 2022 - 5:11 ص    عدد الزيارات 1378    التعليقات 0    القسم محلية

        


أسبوع الاختبارات: طوابير الدولار اليوم واصطفافات المجلس الجديد غداً!...

معركة نائب الرئيس على «المنخار».. وتحويلات الدولار 6.6 مليارات عام 2021

اللواء... يختبر الساعون إلى الدولار الأميركي سواء أكانوا تجاراً أو موظفين عاملين أو متقاعدين، فضلاً عن المواطنين الذين لديهم حسابات في المصارف العاملة، القدرة على وضع تعميم حاكم مصرف لبنان يوم الجمعة الماضي بشأن فتح ابواب المصارف لمدة ثلاثة ايام، بدءا من اليوم، ولغاية السادسة مساء لسحب ما هو مسموح به من العملة الخضراء، في محاولة للسيطرة على هستيريا الارتفاع غير المبرر والخطير للدولار في اول ثلاثاء تلا انتهاء العملية الانتخابية، تركت تأثيرات خطيرة على اسعار الغذاء والدواء والمحروقات، وأتت على ما تبقى من القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، بالتزامن مع تقرير نشره البنك الدولي امس ان لبنان يأتي في المرتبة الثالثة لجهة قيمة التحويلات التي بلغت 6.6 مليارات دولار في العام 2021، والتي تأتيه من الخارج. وغداً يختبر مجلس النواب بالقدامى من اعضائه والجدد القدرة على التعايش والتعامل ازاء الملفات الخطيرة والبسيطة على حد سواء، في ضوء ما يترتب من نتائج لجهة عدد الاصوات، ومفاجآت الكتل المصوتة لبري بالورقة السوداء او ضده بالورقة البيضاء، وهل سيكون النائب الياس بوصعب، نائباً له في السنوات الاربع المقبلة، ضمن شراكة تعايش قيصرية بين الرئيس بري والنائب جبران باسيل. واعتبرت مصادر سياسية ان مسألة انتخاب الرئيس نبيه بري لدورة جديدة، اصبحت محسومة بحصوله على ما يزيد عن 65 صوتا،بمعزل عن تأييد نواب التيار الوطني الحر، فيما طرح ترشيح النائب الياس ابو صعب تساؤلات ،عن كيفية تعاطي كتلة التنمية والتحرير مع هذا الترشيح، في حال بقي رئيس كتلة التيار الوطني النائب جبران باسيل، رافضا التصويت لبري حتى النهاية. وتعتبر المصادر ان ترشيح ابو صعب، الذي تسبب ببلبلة داخل كتلة التيار،بين مؤيد ومعارض له وخصوصا من باسيل نفسه، حصل بعد اتصالات ومشاورات عديدة ،وبعد بروز مؤشرات عن امكانية تاييد بري وكتلته للنائب سجيع عطية الذي سيحظى بتاييد عدد كاف من النواب لفوزه، وذلك لقطع الطريق عليه واعطاء زخم لفوز ابو صعب بهذا المنصب. وتشير المصادر إلى ان زيارة أبو صعب لبري في عين التينة اوجدت ارضية لتفاهم ما لم يكشف النقاب عنه، باعتبار ان العلاقة بين الرجلين كانت ودية، ولم تتأثر بتردي العلاقة بين رئيس المجلس والنائب جبران باسيل، ما يجعل امكانية تاييد نواب كتلة التنمية والتحرير او بعضهم لـ بوصعب ممكنة، اذا بادر بعض نواب كتلة التيار الوطني الحر، او معظمهم لانتخاب بري، وهذا مرجح في حال توصلت الاتصالات والمساعي المبذولة الى تفاهم بين الطرفين اللدودين حول هذا الموضوع، وقالت: «انه لا بد من انتظار المواقف النهائية لجميع الكتل والنواب لمعرفة لمصلحة اي مرشح لنيابة الرئيس، سيكون التصويت، لاسيما بعدما اصبح عدد المرشحين لهذا المنصب،أربعة وهم:الياس ابو صعب، ملحم خلف،سجيع عطية وغسان سكاف،بينما يترقب الجميع لمعرفة عما اذا كانت كتلة القوات اللبنانية سترشح غسان حاصباني لهذا الموقع ام لا. واعتبرت المصادر ان ترشيح ابو صعب لمنصب نائب رئيس المجلس يتطلب تأمين تصويت العدد اللازم من النواب لانجاحه، في مقابل اي مرشح آخر يواجهه،وهذا يتطلب، ليس تاييد نواب التيار وحليفه حزب الله فقط،بل نواب كتلة التنمية والتحرير واخرين ،وقد يكون ذلك غير متوفر، في حال حاز اي مرشح آخر يزاحمه على هذا المنصب على تاييد نواب يزيد عددهم عن نواب تحالف التيار والحزب وبري. وقالت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن نيابة رئاسة المجلس دخلت في صلب المعركة الحقيقية في ظل وجود أسماء مرشحة لها ايجابياتها وسلبياتها. وتقول ان النائب الياس بو صعب سيلقى اعتراض نواب القوات والاشتراكي والتغيريين.  وكانت قد قامت  اتصالات مؤخرا   بهدف العمل على مرشح وسطي لنيابة رئاسة المجلس وهو النائب سجيع عطية ، لكن نواب  البقاع يطرحون النائب غسان سكاف انطلاقا من أن موقع نيابة رئاسة المجلس كان تشغرها شخصيات نيابية  من البقاع أمثال كميل دحروج وميشال معلولي وايلي الفرزلي وإن الخرق الوحيد الذي حصل كان مع النائب فريد مكاري من الكورة. وأوضحت المصادر أنه ربما تكون المنافسة على المنخار كما يقال إلا إذا قامت تسوية في الربع الساعة الأخير.

الاختبار النيابي غداً

وتتالت طوال اليوم المواقف من اعادة انتخاب الرئيس بري رئيساً للمجلس لولاية سابعة، حيث تجتمع الكتل لتحديد المواقف والاعلان عنها، بعدما انضم النائب البقاعي غسان سكاف الى المرشحين لنائب رئيس المجلس. وكشف النقاب عن ان تكتل الجمهورية القوية سيحدد مساء اليوم موقفه عبر تقنية زوم. واعتبر بوصعب انه من الطبيعي ان يزور بري كمرشح لنائب رئيس المجلس النيابي، وهو على تواصل معه، وبالرغم من الاختلافات بالسياسة فان هناك الكثير من الاحترام. ونفى الرئيس بري، في بيان لمكتبه، ان يكون ورد على لسانه كلام في ما يتعلق بانتخابات رئاسة المجلس، فهو لم يصدر عنه اي كلام، لا سيما ما اورته محطة MTV. وتوقع النائب جميل السيد ان يحصل الرئيس بري على عدد من الاصوات تتراوح بين 65 و67 نائباً لمصلحته، وهو سيفوز من الدورة الاولى، كاشفاً انه ربما لا يصوت له، لأنه غير راض عن الأداء في المرحلة الماضية، لجهة المحاسبة والمراقبة، وتساءل عما اذا كان الرئيس بري سيتغير، ويتصرف كشخص آخر، ودعا النواب الجدد إلى التزام لجان التحقيق البرلمانية لإعادة الاموال المنهوبة، وتقدر بـ35 مليار دولار. وما زال البحث جارياً بين بعض مكونات المجلس النيابي لتقرير كيفية التعاطي مع استحقاقات انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب ومن ثم اللجان النيابية، ذلك ان ترشيح النائبين الياس بو صعب وسجعان عطية، علناً وبصورة رسمية وللمرة الاولى لمنصب نائب الرئيس، وزيارة كل منهما لـ «رئيس السن» نبيه بري، قد خَلَطَ الاوراق وسيدفع الكتل النيابية الى درس خياراتها بدقة لتحديد النائب الذي ستعطيه اصواتها، لا سيما وان هناك كُتَلاً وزانة تقف خلف بو صعب وعطية، ولكن ثمّة من يُفكّر بخيار آخر بعيداً عن الاصطفافات التقليدية التي يمثلها النائبان، وبما يُكرّس الصورة الجديدة عن المجلس الجديد الذي دخلته مجموعة كبيرة من النواب المستقلين والمعارضين للنهج السابق. وإذا لم يترشح نائب ثالث من هذه الجهة او تلك لا سيما من القوات اللبنانية لمنصب نائب الرئيس وفضّلت العمل ضمن عضوية هيئة المكتب، فإن الخيار سيبقى محصوراً بين التصويت لبو صعب أوعطية أو الورقة البيضاء. وعلمت «اللواء» ان مجموعة «قوى التغيير» اجتمعت مساء امس الاحد وعندها اجتماع آخر اليوم الاثنين، للبحث في الخيارات الممكنة، مع توجه لديها لعدم ترشيح احد من اعضائها لمنصب نائب الرئيس، لا سيما بوجود مرشح مستقل هو سجيع عطية، الذي يتولى الاتصالات مع الاطراف، وكذلك يقوم النائب المستقبل غسان سكاف بإتصالاته. كما علمت «اللواء» ان النواب المنفردين امثال طوني فرنجية وفريد الخازن وويليام طوق سيعقدون اجتمعات منفصلة اليوم لتقرير الموقف، علما انهم كانوا على تواصل لتنسيق المواقف. وتعقُد كتلة اللقاء الديمقراطي إجتماعاً اليوم الإثنين لإتّخاذ موقف بشأن إنتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه. وترددت معلومات أنّ الكتلة تتجّه إلى إنتخاب نبيه بري رئيساً للمجلس، إلا أنّها لَن تُعطي أصواتها للنائب بو صعب والارجح ان تعطيه لعطية. يبقى المهم في إنجازاستحقاق الغد تكوين كمية اصوات كافية للمرشحين لنيابة الرئاسة وسط انقسام لكتل بين مؤيد لعطية واخرى لـ بو صعب، ولمرشحي عضوية هيئة المكتب التي لن تكون سهلة ايضاً اذا انقسمت الكتل والمجموعات بين اكثرمن اتجاه لترشيح نواب من كل كلتة او مجموعة، وهو ما سيُعطي لجلسة الغد دينامة جديدة بسبب صعوبة حصول توافقات كافية او إجماع على انتخاب اعضاء هيئة المكتب، ما يعني الذهاب نحو التصويت وليفُزْ من يَفُزْ، فتكتمل عناصر «لعبة التغيير» المطلوبة في تركيبة المجلس وادائه. وقد زار بو صعب عين التينة السبت، حيث اجتمع الى الرئيس بري واطلعه على ترشحه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب،  قبل يومين من انعقاد جلسة الانتخاب وغادر من دون تصريح. اما عطيّة الذي سبقه الى مقر الرئاسة الثانية منذ يومين حاملا لبري اصوات نواب عكار، فصوب سهامه نحو التيار مؤكدا لـ «المركزية»، « أن فوزي كنائب عن المنطقة أثار حساسية لدى البعض ومنهم رئيس البلدية الحالي الذي ينتمي للتيار، وهذا ما يفسر إثارة ملف الدعوى القديمة (عمرها عشر سنوات) في هذا التوقيت بالذات، لكنهم أخطأوا في العنوان». وقال عطية انه سيلتقي اليوم ايضاً الرئيس نبيه بري مع كتلة انماء عكار. وفي السياق، غرّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى عبر «تويتر» قائلاً: إنتخاب الرئيس بري بعد غد يمثل إحترامًا لإرادة أكثرية اللبنانيين من كل المناطق، واستجابة لدواعي المصلحة الوطنيّة لما يختزن من خبرة برلمانية واسعة وقدرة على اجتراح الحلول في أحلك الأزمات، ولدوره الجامع بين الأطياف.

الدولار والمحروقات والخبز

ماليا، واصل سعر صرف الدولار تراجعه منذ صدور بيان حاكم مصرف لبنان أمس الاول، وبلغ سعره في السوق السوداء امس 27500 ليرة، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض. وكنتيجة حتمية، استقرّ سعر البنزين 95 و98 أوكتان، فيما تراجع سعر المازوت 122 ألف ليرة لبنانية، وسعر الغاز 73 ألف ليرة. كما أكد نقيب الأفران علي إبراهيم «أننا «سنشهد بدءاً من الإثنين تراجعاً في سعر ربطة الخبز تماشياً مع انخفاض سعر الدولار». من جهة ثانية، وقع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال الدكتور وليد فياض السبت، جدولا استثنائيا لأسعار  المشتقات النفطية الذي يشمل مادتي الغاز والديزل، برغم أنه يوم عطلة رسمية، بعد الانخفاض الكبير لسعر صرف الدولار الاميركي خلال الساعات القليلة الماضية، «بهدف إعادة التوازن الى السوق النفطي المحلي، والأهم حفاظا منه على مصالح المواطنين الذين يئنون تحت وطأة إرتفاع الأسعار قياسا لسعر صرف الدولار».علما ان الجدول لا يشمل سعر البنزين كون سعر هذه المادة يتعلق مباشرة بسعر صيرفة الذي لم يتأثر بنفس تقلبات سعر صرف الدولار والذي سيصدر عن مصرف لبنان نهار الاثنين.

تحذير للتجار

في الشأن المعيشي، طالب وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام جميع تجار المواد الغذائية بكل أصنافها وأصحاب السوبرماركت الالتزام التام ببيع المواد الغذائية وكل السلع وفق التسعير المحدث لسعر الصرف، محذّراً من عدم الالتزام أو التلاعب بقصد احتكار المواد الغذائية والسلع بأصنافها كافة بغية تحقيق أرباح غير مشروعة. وشدد على أن مديرية حماية المستهلك، وكل أجهزة الرقابة في الوزارة وبالتنسيق والمواكبة من الاجهزة الامنية ستطلق دورياتها للتفتيش والمراقبة، وستتخذ كل الاجراءات الردعية والعقابية المشددة للغاية بحق كل من تسّوله نفسه التلاعب بالأمن الغذائي للبنانيين. من جهتها، رأت جمعية المستهلك أن «تشكيل المجلس الوطني للأسعار، عودة الى القرون الوسطى». وقالت في بيان: «برافو». قررت السلطة إخراج أرنب قديم من قبعتها، جاهز منذ العام 1974 للضحك على الناس. شكلت مجلساً للأسعار؟ ماذا سيفعل؟ هل سيراقب التجار؟ أي تجار؟ هل سيفتح منصة جديدة للدولار أم سيخترع سعرا جديدا للدولار الجمركي أم سيثبت الأسعار؟ ربما ستستورد الدولة نفسها السلع الاساسية مثلاً؟» وصدر بيان عن نقابة المستشفيات في لبنان جاء فيه: «بالرغم من جميع المطالبات التي قامت وتقوم بها نقابة المستشفيات في لبنان لحمل المصارف على تمكين المستشفيات من استعمال حساباتها لديها لتسديد ثمن المواد الطبية وغير الطبية، ورواتب موظفيها، فإن الأمور بقيت على حالها والمصارف تحتجز عملياً الأموال في هذه الحسابات، مما يخنق المستشفيات ويشلّ عملها.إن جميع التحويلات التي تقوم بها الجهات الضامنة تبقى من دون اي فائدة للمستشفيات اذ لا يمكنها استخدامها. اضافت: إن نقابة المستشفيات تهيب برئيس الحكومة، وكل من وزير العمل بصفته وزير الوصاية على الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ووزير الداخلية كونه مسؤولاً عن طبابة قوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية بالتدخّل سريعاً لدى مصرف لبنان وجمعية المصارف لحلّ هذه المشكلة وتفادي الوصول الى المحظور، اي إما إقفال المستشفيات او الطلب من المرضى تسديد كامل قيمة فواتيرهم نقداً، وهما امران لا نرغب بهما ولكن قد نصل اليهما قسراً».

الادوية

وعلى صعيد آخر، شرح وزير الصحة فراس ابيض سبب النقص الحاد في الادوية، واعلن ان بعضها بدأ بالوصول الى لبنان، وسيستمر تباعا، وهذا ما سيؤدي الى انفراج في هذا الملف، على الاقل في الاشهر المقبلة. وقال: أن هذا لا ينفي الحاجة الى حلول متوسطة وطويلة الامد، مشيرا الى أن المساعدات القادمة الى لبنان قليلا ما تتضمن ادوية سرطان، ولا تتضمن اياً من الادوية الحديثة الباهظة الثمن، والتي هي اساس النقص حاليا. وشرح أن ادوية السرطان مدعومة بالكامل، وتوزع لمرضى الوزارة مجانا، وتغطيها الجهات الضامنة الاخرى».

حلول كهربائية

في مجال آخر، أكّد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، أنه «يتم البحث عن حلول لزيادة ساعات التغذية بالتيار مع زيادة على التعرفة تريح المواطن من عبء المولدات». وقال: «الخطة الف هي الغاز الاردني، والخطة باء هي عبر الفيول التقليدي...وأعمل على موضوع تعرفة المحروقات في ظل انخفاض الدولار، للتخفيف عن المواطن.

83 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 83 إصابة بفايروس كورونا، وحالتا وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1099148 حالة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

العودة الآمنة إلى الحياة

وسط الموسيقى الصاخبة وآلاف المواطنين الذين كانوا يتسوّقون ويسيرون فرحاً من لبنانيين وعرب وأجانب، أكدت الجميزة للجميع أنَّ بيروت كانت وستبقى مدينة الحياة والفرح وجمع شمل كل أبناء الوطن، وكل من يعيش فيها، مع وجود أكثر من 400 «ستاند» من أشغال يدوية ومأكولات بلدية ومشروبات، بالإضافة الى الصابون والأشغال اليدوية كالرسوم على الخشب، الحلّي والشموع، القبعات الجميلة على أنواعها، الأيقونات ولوحات الرسم، وألعاب الصغار، إضافة إلى بيع القصص والكتب، والأشياء القديمة والعطورات، ومساهمة «كاراج سوق» في حوالى 26 «ستاند»، تحت شعار «التنمية المستدامة لتمكين المرأة والطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص عمل لهم من خلال البيع».

"تكليف بلا تأليف": ميقاتي رئيساً "مكلّفاً" تصريف الأعمال؟

سكاف مرشحاً "سيادياً"... و"الكرة في ملعب" التغييريّين!

نداء الوطن... على ضفة السلطة باتت الصورة واضحة على "قوس" المجلس النيابي بالتكافل والتكامل بين مرشحَيّ "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر"، نبيه بري رئيساً وإلى يمينه الياس بو صعب نائباً للرئيس، بموجب صفقة مقايضة أبرمها "حزب الله" مع رئيس "التيار" جبران باسيل وتقضي بتبادل بعض الأصوات تحت طاولة "الاقتراع السرّي" لضمان رفع الحاصل الانتخابي لرئيس المجلس عبر تجيير باسيل نحو 8 أصوات من كتلته لصالح بري، وذلك بالتوازي مع ضخ أجواء إعلامية للتمويه على هذه المقايضة ومحاولة "دق الأسافين" بين نواب الأكثرية النيابية الجديدة من خلال اتهام بعضهم بالتصويت سراً لبري، وهو ما بدأ بالفعل التمهيد له عبر تعمّد بعض كوادر "التيار الوطني" إشاعة معلومات تُسوّق لفكرة أنّ رئيس المجلس سيحصد نحو 70 صوتاً من دون أصوات "التيار"، بالتزامن مع تسريب خبر يروّج لإبلاغ باسيل وفيق صفا قراره النهائي بعدم التصويت لبري. أما على الضفة المقابلة، فلا تزال الصورة متأرجحة على حبل خيارات "النواب التغييريين" بانتظار أن يخرجوا بقرار موحّد يتيح تظهير خارطة الأكثرية الجديدة في المجلس الجديد، لا سيما وأنّ كتلة "القوات اللبنانية" واضحة "وحاسمة في خياراتها" إزاء جلسة الغد، وفق ما نقلت مصادر قواتية، مؤكدةً عدم ترشيح النائب غسان حاصباني لموقع نيابة الرئاسة الثانية والاستعداد لدعم أي نائب يتبنى تكتل "التغييريين" ترشيحه لهذا الموقع إذا كان يتمتع بالمواصفات السيادية والتغييرية المطلوبة، بما يشمل "تعهده بتغيير النهج الذي كان سائداً في إدارة المجلس النيابي وأن يكون موقفه واضحاً حيال ضرورة حصر السلاح بيد الدولة". وفي ضوء ذلك، أصبحت تالياً "الكرة في ملعب" النواب التغييريين للخروج بموقف داعم لترشيح شخصية تتمتع بهذه المواصفات، وتعزيز فرصة إحداث تقاطعات نيابية بين مختلف نواب وكتل الأكثرية لضمان إيصاله إلى موقع نائب رئيس المجلس، خصوصاً بعدما لاحت في الأفق أمس إمكانية التقاط هذه الفرصة من خلال إعلان النائب غسان سكاف ترشيحه رسمياً للموقع انطلاقاً من جملة "ثوابت ومبادئ ومسلّمات" تخوّله خوض المواجهة جدياً مع مرشح "التيار الوطني" و"حزب الله" وقوى 8 آذار الياس بوصعب، بوصفه مرشحاً "سيادياً" عبّر بمنتهى الصراحة ومن دون أي مواربة في بيان ترشّحه عن عزمه على "احترام إرادة التغيير، وتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفياً، والتعهد بعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف، واعتماد التصويت الالكتروني، وتثبيت مرجعية الدولة ممثلة بمؤسساتها الدستورية وأجهزتها الأمنية لا سيما في كل ما يتعلق بشؤون السياسة الدفاعية اللبنانية، واعتماد سياسة خارجية موحّدة تصدر عن مجلس الوزراء وفقاً للدستور". وبانتظار ما ستحمله الجلسة غداً، بدأت الأنظار تتجه إلى ما بعد الاستحقاق النيابي، نحو الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة، وسط تضارب المعلومات حول توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون، بين نية تأجيل الدعوة للاستشارات ريثما تتبلور صورة المشاورات السياسية حيال عملية "التأليف قبل التكليف"، وبين التزام إجراء الاستشارات دون إبطاء وفرض معادلة "تكليف بلا تأليف" كما تنقل مصادر سياسية مواكبة لخيارات العهد وتياره، موضحةً أنّ الخيار الأخير هو الأكثر ترجيحاً لكونه "يتيح لرئيس الجمهورية التنصل أمام المجتمع الدولي من مسؤولية تعطيل الاستحقاق الحكومي، عبر تظهير التزامه توجيه الدعوة الدستورية لاستشارات التكليف، والتذرع بعدها بانعدام التوافق السياسي لتبرير عدم التأليف". وفي هذا السياق، تواترت معطيات حول تفضيل العهد وحلفائه الإبقاء على خيار الرئيس نجيب ميقاتي في سدة الرئاسة الثالثة، عبر إعادة تسميته رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة إلى جانب صفته رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، على أن يتكفل رئيس "التيار الوطني" بفرض شروط تعجيزية على ميقاتي تمنع ولادة حكومته الجديدة، بانتظار إبرام تسويات داخلية وخارجية تضع الاستحقاقين الحكومي والرئاسي في سلة واحدة، حتى ولو اقتضى الأمر إدخال البلد في شغور رئاسي ينقل صلاحيات الرئاسة الأولى إلى حكومة تصريف الأعمال، باعتبار أنّ فريق "التيار الوطني" و"الثنائي الشيعي" يتمتع فيها بكتلة وزارية وازنة تشمل الإمساك بحقائبها الأساسية والسيادية، وهو ما لن يكون سهلاً على هذا الفريق المحافظة عليه في حال تشكيل حكومة جديدة في ظل الظروف الراهنة بعد تبدّل خارطة الأكثرية النيابية.

المعركة على مطبخه التشريعي... أول مؤشرات طيّ «التفاهمات المعلّبة»

البرلمان اللبناني غداً: بري «في اليد» ونائبه... على الشجرة

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ابتداء من الأربعاء لبنان يُسابِقُ «ساعةً رمليةً» على مقلبيْ الحكومة و... الدولار

غداً، يكتمل النصاب الدستوري لبرلمان 2022 في جلسةٍ يتم التعاطي معها على أنها ستكون بمثابة «الكاشف» لحقيقة المتغيرات التي طرأت على التوازنات السياسية في الانتخابات النيابية والتموْضعات «الأخيرة» لبعض النواب والتكتلات على خطيْ أكثريةٍ وأقليةٍ لا يفصل بينهما إلا... خيط رفيع. وعشية الجلسة التي ستنعقد برئاسة المرشّح الوحيد لرئاسة مجلس النواب نبيه بري، الذي صودف أنه رئيس السنّ لدورة 2022، يبدو واضحاً أن الأخير ومعه شريكه في الثنائية الشيعية «حزب الله» نجحا في جرّ الجميع إلى التسليم بقواعد اللعب على تخوم «منطقتهما المقفلة»، سواء عبر الاقتراع لبري بذريعة أن لا مُنافِس له ومراعاةً لخيار المكوّن الشيعي الذي منح الثنائي 27 نائباً من 27، أو من خلال «كتلة الأوراق البيض» للمعترضين، من خصومٍ ضمن القوى السيادية والتغييرية والمستقلة كما من أطراف في 8 مارس لن يصوّتوا له (مثل التيار الوطني الحر)، ولكن من دون أن يمنع ذلك «الأستاذ» (اللقب الذي يُمنح لبري) من أن يضمن فوزاً من الدورة الأولى وبأصوات مرجَّح أن تبلغ النصف زائد واحد من أعضاء البرلمان (الـ 128). وفي هذا السياق ساد اقتناعٌ بأن الثنائي الشيعي، ولا سيما «حزب الله» الذي شكّلت نتائج الانتخابات خسارة سياسية له ولحلفائه، كان أسرع في «لملمة» تشظيات الانتكاسة و«هضْم» مفاعيلها، أقله في الاستحقاق الأول الذي تشكّله جلسة الثلاثاء، على عكس خصومه الذين بدا أنهم «اُرْبكوا» بفوزهم الذي تحوّل تحدياً لمدى قدرتهم على تأطيره ضمن «أكثرية ثابتة» تكون بمثابة القاطرة النيابية والسياسية، ولو أن أحداً لا يتوّهم أن الواقع اللبناني يُدار فقط بنصابٍ عددي سبق أن توافر لمعارضي الحزب بين 2005 و2018. وترتكز أوساطٌ متابعة في هذا الاقتناع على المعركة المرتقبة على موقع نائب رئيس مجلس النواب (يتعيّن أن يكون من الروم الأرثوذكس)، التي تزداد المؤشرات إلى أن الثنائي الشيعي ورغم أنها لا تخضع للمرة الأولى لتفاهمات «معلّبة» كالسابق، نجح في إدارتها، ولو حتى الساعة نتيجة فشل الآخَرين، بما يجعل غالبية مآلاتها تصبّ عنده بطريقة أو أخرى في غالبية السيناريوهات:

فإذا «أفْلت» النائب الياس بو صعب (مرشّح التيار الحر الاضطراري) وفاز من دون أصوات كتلة بري الذي سيردّ «التحية بمثلها» بحال مضى التيار في رفْض منحه أصواته، فإن هذا الخيار يدعمه «حزب الله» وسيتجرّعه زعيم «أمل». وبحال انتقل المنصب إلى النائب سجيع عطية (مستقلّ ترشّح مع قدامى المستقبل في عكار وهو قريب من نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس)، فإن الأخير بكّر في «الربط» مع بري والتقاه وسيصوّت له (لرئاسة البرلمان مع كتلة شمالية من 11 نائباً). أما إذا كان النائب غسان سكاف «فلتة الشوط»، فإن ذلك غير ممكن إلا بسبب تقاطعاتٍ تعكس بطبيعة الحال أن «الأكثرية المركّبة» لم تتمكّن من إدارة هذه المنازلة «بمفردها» عبر «تجميع قواها» وتقليص تَشَتُّتها، رغم بقاء الأنظار على ما إذا كان ربع الساعة الأخير، الذي يشهد تكثيف الاتصالات بين «تشكيلات» الغالبية المركّبة، قد يحمل مفاجأة تعيد تعويم حظوظ نقيب محامي بيروت السابق ملحم خلف (من قوى التغيير) الذي يحظى بدوره برضى «رئيس الولايات السبع لمجلس النواب»، فيكون عنوان «مساكنة» في رئاسة البرلمان ونيابته، بين «الثابث» على رأس أمّ السلطات منذ 1992 وبين «نسائم» التغيير التي حملتْها صناديق الاقتراع. ولم يَعُد يفصل لبنان عن اكتمال «بازل» البرلمان الجديد إلا نحو 24 ساعة، ستُطوى معها صفحة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأمينيْ السر و3 مفوّضين (ليصار بعدها إلى تشكيل اللجان البرلمانية وتوزيع رئاساتها)، لتتجه الأنظار ابتداءً من الأربعاء على ملف تأليف الحكومة الجديدة الذي لن يقلّ تعقيداً، في ضوء ترابُطه «العضوي» مع الانتخابات الرئاسية (موعدها الدستوري بين 31 اغسطس و31 اكتوبر). واستوقفت دوائر سياسية المناخات التي بدأت تسْري عن أن «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل يريد «التحوّط» لمرحلة الشغور التي ستطبع الرئاسة الأولى بحكومة من «أوزان سياسية» تعزّز «موقعه» في السباق الرئاسي، وإلا لتستمرّ حكومة تصريف الأعمال الحالية التي تُبْقي الباب مفتوحاً على «كل الخيارات» في ما خصّ سيناريو 31 أكتوبر، فإما يغادر الرئيس ميشال عون القصر كما أكد في آخر مقابلة صحافية ولو لم تكن وُلدت حكومة مكتملة الصلاحية، أو لا يسلّم حكومة تصريف أعمال كما سبق أن قال قبْلها ولمّح إليه باسيل «على طريقته» قبل أيام. وبحسب هذه الدوائر فإن أول «السبحة» في استحقاق تشكيل الحكومة يشكّلها تحديد عون موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي ستتولى عملية التأليف، وسط اعتقادٍ بأن رئيس الجمهورية لن يدعو سريعاً للاستشارات، في انتظار تبلْور ملامح تفاهُم بالحد الأدنى على اسم الرئيس المكلف الذي بدأت تثار من حوله أسئلة حول «المعايير» التي سيتم اختياره على أساسها ومَن سـ «يُفوَّض» مِن المكوّن السني الدفعَ باسمٍ، وذلك بعدما ساهم انكفاء الرئيس سعد الحريري عن الانتخابات النيابية وتعليق عمله السياسي في جعْل هذا المكوّن يخرج من استحقاق 15 مايو وكأنه في حال «فقدان جاذبية». كما أن «التوازن السلبي» الذي أفضت إليه الانتخابات النيابية على صعيد تركيبة البرلمان يرجّح أن تشكل في ذاتها «حقل ألغام» يعاود إنتاج المعادلة الصعبة: إذا كان تشكيل «الأكثرية المعلَّقة» حكومة مع «حزب الله» مرفوضاً وغير ممكن، فإن استيلاد حكومة من دون الحزب «مستحيل». وترى الدوائر أنه ابتداء من الأربعاء فإن لبنان سيسابق «ساعة رملية» على جهتين:

الأولى سياسية - دستورية وحدودها الزمنية مطلع سبتمبر حيث يتحوّل البرلمان هيئة ناخبة حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما سيعني أن ولادة الحكومة يجب أن تكتمل قبل هذا التاريخ.

والثانية مالية في ضوء اعتبار أن التدخّل بـ «أسلحة الاحتياط» من مصرف لبنان لتأخير «انفجار التفليسة» وتطايُر ارتداداتها معيشياً وأمنياً محكومٌ بـ «انتهاء صلاحية» لا يمكن أن يكون طويلاً، ما يعني أن عدم التقاط هذه «الاستراحة»، الباهظة التكلفة على «المركزي»، سيضع البلاد في مهبّ «تقلّبات عنيفة» في سعر الدولار وأسعار السلع لاحت مؤشراتها في الأيام العشرة الماضية، حيث خسرت الليرة 30 في المئة مما بقي من قيمتها لتستردها في ساعات، وهو ما سيكون مرشّحاً لفصولٍ أعتى بحال دخل لبنان مدار الانتخابات الرئاسية مكشوفاً بالكامل على أزماته المتشابكة كما على غيوم داكنة تتلبّد في سماء المنطقة.

جبران باسيل يخوض آخر معارك العهد ويساوم للحظة الأخيرة على انتخاب بري..

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... لم يحدث في التاريخ أن شهد بلد معين هذا الشكل من تفاوت سعر صرف الدولار إلى الحدّ البعيد الذي يعيشه لبنان. يعجز خبراء الاقتصاد عن تحليل ظاهرة ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل صاروخي وانخفاضه بنفس الوتيرة أيضاً تأثراً ببيان أو أكثر لحاكم المصرف المركزي. يعيش لبنان في جهنّم «الدولار»... جهات تحقق أرباحاً طائلة بفعل ارتفاعه وانخفاضه، وآخرون تتفاقم خسائرهم بشكل محتّم. لكنها لعبة تبدو واضحة من أركان السلطة، إذ غالباً ما يحصل هذا التلاعب على أبواب استحقاقات سياسية، إما لحظة تشكيل حكومة، أو لتمرير انتخاب رئيس مجلس النواب أو غيرها. السياسة المعتمدة من السلطة السياسية والمصرف المركزي أصبحت واضحة إلى حدود بعيدة، تبادل خدمات ومصالح على حساب أموال الاحتياطي الإلزامي وهي المعروفة بأموال المودعين، التي تتضاءل من خزنة المصرف المركزي ليتم صرفها في السوق، مما سيقود في النهاية إلى الإفلاس الشامل، لا سيما إذا ما قررت السلطة المسّ بالذهب المخزّن. السياسة النقدية التي يتبعها المصرف المركزي تفرض صرفَ وتبخير مئات ملايين الدولارات شهرياً، لا سيما أن الهدف تجنّب حصول انفجار اجتماعي وتأجيله، وهذا لا يعني إيجاد حلّ للأزمة إنما تأجيل انفجارها. على وقع أزمة الدولار وما يتبعها من أزمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية، تستمر القوى السياسية في البحث عن صفقات وتسويات، أولها يبدأ بانتخاب رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس غداً. لا مرشّح آخر غير نبيه بري لرئاسة المجلس، وهو يسعى مع حزب الله لتأمين مقومات الفوز من الدورة الأولى أي الحصول على 65 صوتاً. يجري بري اتصالات مع العديد من الكتل لتأمين ذلك. فيما يتولى حزب الله التفاوض مع التيار الوطني الحرّ، الذي لم يعط زعيمه جبران باسيل حتى الآن أي موقف مؤيد لانتخاب بري كما أنه لم يترك حرية الخيار لنوابه للاختيار. بحسب ما يعتبر الحزب، فإن باسيل يرفع سعر شروطه ومطالبه، التي يريد فيها أن يحقق مطالب كثيرة لا تنحصر بالحصول على منصب نائب رئيس مجلس النواب، بل تطال آلية تشكيل الحكومة المقبلة، والشخصية التي سيتم تكليفها بذلك، بالإضافة إلى شكل الحكومة والتي يريدها أن تكون سياسية ليعود وزيراً فيها، ولا يمكن إغفال مطالبته بالحصول على حقائب أساسية من بينها «الطاقة»، إذ يصر باسيل على التمسك بهذه الوزارة لمنع خصومه من الدخول إليها، وهو يصرّ أكثر على التمسك بها بعد الفضيحة التي فجرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشأن سحب وزير الطاقة والمياه المحسوب على باسيل لخطة الكهرباء التي تتضمن مشروعاً أوروبياً لبناء معامل وإنتاج كهرباء خلال سنتين توفر إنتاجاً للطاقة يكفي لبنان كله. يخوض باسيل آخر المعارك البارزة في عهد ميشال عون، فهو يريد التمسك بشروطه للحصول على أقصى ما يمكن تحقيقه، وهو لن يسلّم بالبقاء خارج المشهد السياسي، كما أنه يريد محاربة كل منافسيه على منصب رئيس الجمهورية، ويريد أيضاً إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من منصبه وهذا ما يضعه شرطاً أساسياً من شروط تشكيل الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى المعلومات التي جرى تسريبها حول الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وأراد فيها باسيل طرح إقالة قائد الجيش العماد جوزف عون وحاكم المصرف المركزي على جدول أعمالها وهو أمر رفضه ميقاتي الذي دخل في اشتباك مع فريق باسيل على خلفية خطة الكهرباء. عملياً أمّن بري الأصوات اللازمة ليكون رئيساً لمجلس النواب لدورة سابعة، وسط اتجاه لدى عدد من نواب التيار الوطني الحرّ للتصويت له على الرغم من معارضة باسيل، وقد شهد التيار انقساماً في الآراء بين النواب، لا سيما أن الياس بو صعب رشح نفسه لمنصب نائب الرئيس فيما باسيل لم يكن يوافق، قبل أن يعود ليوافق مرغماً خوفاً من حصول انشقاقات في كتلته النيابية وهي انشقاقات يتوقع كثيرون أنها ستحصل في المرحلة المقبلة بسبب افتقاد الكيمياء بين باسيل وعدد لا بأس به من النواب.

وساطات تضمن لبري «غالبية كافية»

جلسة انتخاب بري: ملامح حلحلة مع العونيين؟

الاخبار... قبل 48 ساعة على الجلسة الأولى لبرلمان 2022 لانتخاب رئيس للمجلس ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس، بدا أن «تسوية» ما يجري التحضير لها لرفع عدد الأصوات التي يرجّح أن ينالها المرشح الوحيد لرئاسة المجلس الرئيس نبيه بري إلى أكثر من 65 صوتاً. إذ أعاد حزب الله تشغيل ماكيناته لتقريب وجهات النظر بين حلفائه. مصادر مطلعة على الاتصالات المتسارعة قبل موعد الجلسة قالت لـ«الأخبار» إن «الأمور مش مسكرة حتى الآن تماماً» مع التيار الوطني الحر في شأن التعاطي مع ترشيح الرئيس بري، خصوصاً أن التيار «لمس من ثنائي أمل - حزب الله جواً إيجابياً تجاه ترشيح النائب الياس بو صعب لمنصب نائب رئيس المجلس. وإذ نفت أن يكون «أي ديل قد ركب بعد»، أكّدت أن «هناك جواً إيجابياً إلى حد ما. هناك أخد وعطا، والاتفاقات في مثل هذه الأمور تتم في اللحظات الأخيرة، خصوصاً أن ما من مرشح آخر غير بري، والجميع يدرك أن ليس من مصلحة أحد أخذ الأمور إلى مواقف حادة»، مشيرة إلى أن «مساعي حزب الله لا تزال متواصلة للتوصل إلى اتفاق لا غالب ولا مغلوب». وكان بو صعب التقى بري السبت الماضي، بالتزامن مع تصعيد أوساط الأخير لهجتها تجاه القوات اللبنانية بإعلان المستشار الإعلامي لرئيس المجلس، علي حمدان، إن «معايير السيادة عندنا تختلف عن معايير ​القوات ومن الطبيعي أن لا تنطبق مواصفات رئيس البرلمان التي حددها ​سمير جعجع​ على بري». وفي موقف لافت، أعلن بو صعب أمس أن التيار الوطني الحر لن يصوّت لبري لرئاسة المجلس، إلا أنه سيترك لأعضاء التكتل حرية الاختيار. وقال إن «من الطبيعي لمرشح لموقع نيابة رئاسة مجلس النواب التواصل مع رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ الذي سيكون حكماً الثلاثاء رئيساً للمجلس (...) زيارتي لبري واتصالاتي مع الجميع هي بالتنسيق مع رئيس التكتل النائب جبران باسيل». وقد تكثّفت الاتصالات مع الكتل البرلمانية في الأيام الماضية للعمل على تقريب وجهات النظر. وأكد مقربون من رئيس المجلس أن بين 60 و64 صوتاً «باتت مضمونة» حتى الآن (مقابل 98 صوتاً و30 ورقة بيضاء في 2018). وفيما سيكون عدد الأوراق البيض المتوقعة في جلسة الثلاثاء أعلى بكثير من المرة الماضية، مع إعلان أن الكتلتين المسيحيتين الأكبر في البرلمان (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) فضلاً عن نواب «التغيير» رفض التصويت لبري. إلا أن المعلومات تتحدث عن «اختراق» سيسجّله 4 نواب من التيار الوطني الحر، على الأقل، سيصوّتون لمصلحة بري. وأثارت زيارة بو صعب لعين التينة، أول من أمس، أسئلة كثيرة حول ما إذا كان هناك «اتفاق ضمني» بينَ بري رئيس المجلس ورئيس التيار النائب جبران باسيل، فيما نفت مصادر الأخير الأمر، مؤكدة أن «التيار لا يزال يتمسّك بموقفه بعدم التصويت». أوساط متابعة قالت إن الأصوات المحسومة بالتصويت «مع»، حتى الآن، هي: كتلتا حزب الله وحركة أمل، المردة، كتلة الحزب الاشتراكي، كتلة الإنماء لعكار، الطاشناق، الأحباش، إضافة إلى عدد من النواب من بينهم جهاد الصمد، حسن مراد، جان طالوزيان، ميشال المر، فضلاً عن نواب آخرين لا يزال التواصل جارياً معهم». وعليه هناك خلاصتان أساسيتان لهذا السيناريو: الأولى أن بري سيعاد انتخابه لولاية سابعة بأصوات كتلتين شيعية وسنية وبعض المسيحيين، أي أن الحاصل الذي سيناله لن يكون، للمرة الأولى، «وطنياً» بالمعنى التوافقي حوله. والثانية هي أن انتخاب نائب لرئيس المجلس سيكون نتاجاً لانتخاب الرئيس، ووفقَ المعادلات نفسها. في هذا الإطار، فإن تصويت أربعة أو خمسة نواب من التيار الوطني الحر سراً لبري، سيجعل بو صعب الأوفر حظاً لنيل الموقع وسيحوز على عدد الأصوات نفسه الذي سيحصل عليه بري، مع فارق أن التيار سيصوت له بدلاً من نواب الحزب الاشتراكي الذين لم يحسموا قرارهم حتى الآن بشأن موقع نائب الرئيس، لكنهم على الأغلب لن يصوتوا لبو صعب. وفي اعتقاد بعض المصادر أنه في حال تمّ في الساعات المقبلة اجتراح حل مع التيار الوطني الحر، فإن «إهداء» بعض الأصوات العونية سيتم في الدورة الثانية لا في الدورة الأولى، في تكرار لسيناريو جلسة انتخاب الرئيس ميشال عون.

بو صعب: التيار لن يصوّت لبري وسيترك لأعضاء التكتل حرية الاختيار

من جهة أخرى، لا تزال الأنظار موجهة إلى نواب «قوى الاعتراض» الذين سيخوضون أول اختبار لهم في الاستحقاقات الدستورية، علماً أنهم لا يزالون عاجزين عن تشكيل كتلة واحدة بسبب التباينات في ما بينهم حول ملفات عدة. علماً أن أوساطهم تتحدث عن «حسم أمر رئاسة المجلس بعدم التصويت لبري»، لكن لا يزال هناك تباين بشأن الاسم الذي سيرشحونه لموقع نائب الرئيس، إذ تنقسم الأصوات بين النائب ملحم خلف والنائب غسان سكاف الذي أعلن ترشحه أمس. وقالت مصادر هذه القوى إن المعركة الأساسية التي سيخوضها «نواب الثورة» هي معركة اللجان النيابية حيث سيحرصون على حجز مواقع أساسية في لجان مهمة كالمال والموازنة والإدارة والعدل»، كما سيشاركون بالترشح لجميع مناصب هيئة مكتب المجلس، أي أمين السر والأمانة العامة.

«الراي» رصدتْ استعدادات البنوك

لبنان: اثنين المُنازَلة الحاسمة بين حاكم المركزي والدولار «الجامح»

بيروت - «الراي»:.... تستقطب ردهات البنوك اللبنانية بدءاً من غد الاثنين اهتماماً استثنائياً من المواطنين والمراقبين، رصْداً لما ستشهده من تدابير تنفيذية ونتائج ميدانية، خلال الجولة الأولى الممتدّة على مدار ثلاثة أيام عمل بدوامات إضافية، لمنازلة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع صانعي الفوضى النقدية الذين أفلحوا بتحييد السلطة النقدية عن تولي الدور الأساسي في إدارة السيولة وعمليات تسعير الدولار في الأسواق غير النظامية. ومن المفترض أن تَظْهَرَ العلامةُ الأولى لوجهة النزاع عبر انسياب الاستجابة المرنة وغير المُكْلِفة من فروع البنوك، لقبول طلبات استبدال السيولة المتوافرة بالليرة ومهما كان حجمها، بدولارات نقدية (بنكنوت) يضخّها البنك المركزي وبسعرٍ أوّلي يبلغ 24.6 ألف ليرة لكل دولار عبر منصة «صيرفة»، مع التزام إتمام أي عملية خلال 24 ساعة بين تسجيل الطلب وحصول حاملي الليرة على العملة الخضراء. وبالفعل، رصدت «الراي» تحركاتٍ ميدانيةً من الإدارات العامة للبنوك رغم الإقفال في عطلة نهاية الاسبوع. فقد جرى إبلاغ مديري الفروع المصرفية بضرورة التواصل مع الموظفين والطلب إليهم تمديد دوامات العمل في أول ثلاثة أيام من الأسبوع الحالي حتى السادسة مساءً، بغية تفادي الازدحام المرتقب وتمكين العدد الأكبر من الزبائن من مواكبة عمليات الاستبدال النقدي بموجب قرار مصرف لبنان. ووفق التعليمات الأولية، سيعتمد كل مصرف منظومته الخاصة لتوزيع المهمات على الموظفين وإدارة السيولة النقدية من وإلى البنك المركزي بالليرة والدولار، وبحيث يتم استيعاب الكتلة الأكبر من طالبي التحويل وفق الآلية الجديدة قبيل حلول أول الشهر المقبل، حيث يجري صرف الرواتب للقطاع العام بدولار المنصة، وللقطاع الخاص بالعملة التي يختارها العميل. وسيسري التدبير عيْنه على المخصصات الشهرية المتاحة لسحوبات المودعين من حساباتهم والتي تراوح بين 5 و8 ملايين ليرة لكل حسابٍ بنكي. ويأتي تنفيذ هذه التدابير التي أفصح عنها حاكم المركزي مساء يوم الجمعة، غداة جموح أسعار الدولار في الأسواق غير النظامية الى مستويات «سوبر» قياسية في أسواق المبادلات النقدية، بالغاً مستويات تحاكي عتبة 40 ألف ليرة، قبيل انكفائه في عطلة نهاية الأسبوع الى مستويات 27 الف ليرة، ترقُّباً لموعد التدخل الفعلي للسلطة النقدية بهدف إعادة الانتظام تحت مظلة «صيرفة». وفي هذا الوقت يُسجَّل تباطؤ في عمليات إعادة تسعير المواد والسلع في أسواق الاستهلاك ترقباً لنتائج خطوة المركزي، بعدما شهدت سرعةً صاروخيةً في ملاقاة ارتفاع الدولار بزياداتٍ تحوطية اتّسمت غالبيتها بالمبالغة تحت وطأة تسريب إشاعات وأجواء قاتمة عن توجه سعر الدولار إلى عتبة 50 ألف ليرة. ومن الواضح بحسب مسؤول مصرفي متابع تحدث إلى «الراي» أن المنازلة المشهودة من قبل الأوساط كافة في لبنان، من سياسية واقتصادية واجتماعية وشعبية، ستمثّل حال ثبوت جدواها تحولاً نوعياً في مركزية منصة «صيرفة» كمرجعيةٍ لسوق القطع في المرحلة المقبلة، رغم صعوبة التنبؤ بالمدى الزمني المتاح للدور المنشود، ريثما يتضح حجم التدخل بالعملات الصعبة يومياً وتراكمياً، وذلك بمعزل عن التدابير الإجرائية التي ستترجم قرار سلامة الذي يطلب «إلى جميع حاملي الليرة اللبنانية من مواطنين ومؤسسات يريدون تحويلها إلى الدولار الأميركي، التقدم بهذه الطلبات الى المصارف اللبنانية ابتداءً من الاثنين، على أن تتم تلبية هذه الطلبات كاملةً في غضون 24 ساعة، وهذا العرض مفتوح ومتاح يومياً». وفي تقييم مسبق، دافع وزير المالية يوسف خليل عن منصّة صيرفة، معتبراً في حديث تلفزيوني أن الوزارة «قامت بالشراكة مع المؤسسات الدولية المالية بمختلف تقنياتها بمحاكاة لسعر الصرف، وجميعها تطابقت مع سعر الصرف المحدَّد من منصة صيرفة إلى حد كبير». وبالتالي، فإن انفلات سعر صرف الدولار بهذا الشكل «هو أمر غير طبيعي، ما يزيد من فرضية إقدام البعض على إحداث هذه الفجوة، إذ أن شحّ توافر الليرة وتوافر الدولار بشكل متزايد يفترض أن يؤدي الى نتائج عكسية، تؤدي إلى انخفاض سعر صرف الدولار». ولفت خليل النظر إلى أن «عمليات الصرف في السوق السوداء لم يتجاوز حجمها أخيراً خمسة ملايين دولار يومياً، فيما يتعدى حجم التداول على منصة صيرفة عشرات ملايين الدولارات يومياً». حتى أن «التطورات العالمية في زيادة أسعار السلع الأساسية عالمياً، وعدم حصول أي تبدل في ميزان المدفوعات والميزان التجاري في لبنان، لا يبرر هذا الفارق في سعر الصرف على منصة صيرفة والسوق السوداء». ورجّح خليل أن تكون وراء ارتفاع سعر الدولار «أسباب سياسية وتجارية أو لإيجاد حالة هلع في الأسواق».

لبنان: إحباط تهريب 18 كيلو من حبوب الكبتاغون إلى الكويت

بيروت – الراي... أعلنت السلطات الأمنية ضبط عملية تهريب 18.3 كليوغرام من حبوب الكبتاغون عبر مطار بيروت إلى الكويت. وأعلن المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي في بيان: تثبت القوى الأمنية مرة جديدة أنها بالمرصاد لكل محاولات تهريب المخدرات والممنوعات، وهي تمكنت اليوم وفي عملية نوعية من إحباط محاولة تهريب 18.3 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون الى دولة الكويت، عبر مطار رفيق الحريري الدولي. ولفت مولوي الى انه خلال التحقيقات الأولية تتبيّن أن الموقوف السعودي الجنسية هو مقيم في الكويت وبحوزته أوراق أمنية كويتية. وأضاف البيان: على ضوء ذلك، تواصل مولوي مع الجهات الكويتية المختصة في إطار التنسيق ومواصلة التحقيقات اللازمة. وأكد مولوي أن العمل مستمر لحماية مجتمعاتنا العربية من كل أنواع الاذى، مع التشديد على ان لبنان لن يكون ممراً او منصة لتصدير الشر او للتهريب.

مرفأ بترولي في الغازية؟

الاخبار.... محمد زناتي ... قام وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، بزيارة لمغدوشة (قضاء صيدا) اليوم. وبرغم ربط زيارته بتلبية دعوة من فعاليات البلدة والمنطقة للاحتفال باختتام الشهر المريمي في مزار سيدة المنطرة، فإن حمية أعلن لأهالي المنطقة خلال زيارته عن العمل على إنشاء مرفأ في الزهراني متخصص بصيانة السفن والخدمات اللوجستية للأنشطة البترولية. ومن أعلى برج سيدة المنطرة، بشّر حمية بأهمية المشروع الحيوي، ولا سيما أن الساحل من خلدة إلى الناقورة يفتقر إلى مرفق حيوي مماثل. وفي السياق، استعرض حمية المسار الذي قطعه بعيداً عن الأعين. أربعة أشهر من التحضير شملت زيارات للكاميرون وفرنسا من أجل نقل الخبرات إلى لبنان والتي أفضت إلى إنجاز الدراسات الفنية اللازمة. ولفت حمية إلى أن الوزارة باتت جاهزة لفتح باب استقبال العروض من الشركات الراغبة في الاستثمار، وقال: «أبواب الوزارة مفتوحة لجميع الدول شرقاً وغرباً، باستثناء الكيان الصهيوني». ورأى أن حل الأزمة هو بـ«تفعيل المرافق العامة وزيادة خدمات جديدة لزيادة إيرادات الدولة. ولتثبيت الأهالي في مناطقهم، لا بدّ من القيام بمشاريع حيوية تؤمن لهم فرص العمل، ومن هذا المنطلق يأتي هذا المشروع للمساهمة في تثبيت أهالي الزهراني في قراهم عبر تأمين فرص عمل لهم». وعلمت «الأخبار» أن المشروع سيشيّد على ساحل الغازية ضمن أملاك الدولة التي استملكتها منذ عقود وأنشأت عليها مصفاة النفط ومنشآتها...

«مركبات النار» انتهت: مناورات «غير مسبوقة» vs قدر ات لا سابق لها

الاخبار.. تقرير يحيى دبوق .... مشاركة قبرص في استعدادات الجيش الإسرائيلي لشن حرب على لبنان بوضع أراضيها وأجوائها وجيشها، في خدمة تدريباته ومناوراته العسكرية، تثير أكثر من علامة استفهام حول «صداقة» الجار القبرصي للبنان. هل قررت قبرص إعلان العداء؟ هل قررت الاصطفاف بشكل كامل إلى جانب إسرائيل ونياتها العدائية؟ وما الذي يعنيه إصرار نيقوسيا على أن تكون مسرح محاكاة إسرائيل حربها على الساحة اللبنانية وغزوها؟...... أعلنت إسرائيل، أمس، انتهاء فعاليات مناورة «مركبات النار»، إحدى أكبر مناوراتها العسكرية في العقود الأخيرة. بعد شهر كامل من التدرب على مواجهات عسكرية في أكثر من جبهة، خصوصاً الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان وصولاً إلى الشرق البعيد مع إيران، يفترض أن يكون الجيش الإسرائيلي أكثر استعداداً لمواجهة فرضيات متطرفة قد يندفع إليها جيش العدو، تدحرجاً أو بمبادرة منه، على واحدة من الجبهات القريبة أو البعيدة، أو كلها معاً. وشاركت في المناورات كل أذرع الجيش الإسرائيلي على اختلافها، براً وبحراً وجواً، من دون استدعاء افتراضي أو حقيقي للاحتياط. وتضمنت فرضيات حول خسائر غير مسبوقة في الجبهة الداخلية جراء تعرض الكيان لوابل غير مسبوق أيضاً من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة. كما شملت مواجهات صدّ وعمليات دفاع ضد غزو للمواقع العسكرية والثكنات على طول الجبهة اللبنانية، مع سيطرة على عدد من المستوطنات، وسيناريوهات هجومية من بينها دخول بري إلى لبنان مع عمليات إنزال في العمق اللبناني لوحدات النخبة. مهما قيل إسرائيلياً عن المناورة وعن الجهوزية العسكرية التي ستنقل الجيش الإسرائيلي إلى «قدرات غير مسبوقة» في مواجهة فرضيات الحرب على أكثر من جبهة (تماماً كما هي نتيجة كل المناورات السابقة)، إلا أنها ليست خارج السياق ولا تشير بالضرورة إلى توثب لأعمال عدائية وشيكة، بل هي جزء لا يتجزأ من عمل أي جيش مهني بأن يكون في واحدة من حالتين: إما أن يحارب، أو يستعد للحرب. في العادة توضع فرضيات المناورات ربطاً بالتهديدات التي تشخّصها الجيوش، وبتقدير نوايا الطرف الآخر وقدراته وخططه وإرادته لتفعيل الوسائل القتالية التي يمتلكها ومناوراته المعلنة وغير المعلنة. كما أن أحد أهداف الإعلان عن المناورات (وهي في حالة إسرائيل تكون دائماً «غير مسبوقة») هو استغلال الفعل الاعتيادي الطبيعي لتحقيق أهداف وإرسال رسائل في سياق المواجهة مع الجبهات المختلفة. والحديث عن المناورة وفعالياتها والجهوزية التي تحققها، والتركيز الإعلامي على واحدة من فرضياتها، يهدف إلى تحقيق نتائج في مرحلة ما قبل الحرب، بمحاولة ردع الطرف الآخر عن المبادرة إلى الإضرار العسكري بإسرائيل، وفي الحالة الحاضرة ردعه عن الرد على اعتداءاتها. كما يهدف إلى طمأنة الجمهور الإسرائيلي بأن جيشه مستعد للتعامل مع الفرضيات مهما كانت متطرفة. وهذا واحد من أهداف الإعلان الإسرائيلي عن المناورات في مرحلة ما قبل الحروب، خاصة ما يتعلق بالتدخل البري أو الإنزالات في العمق وغيرها من السيناريوهات التي ثبت أن العدو يبتعد عنها، خصوصاً أنها موجودة لدى أعدائه في لبنان وغزة، وتعطي نتائج سلبية على أمنه في أكثر من مستوى. أهم ما يمكن استنتاجه من مناورة «مركبات النار» هو أن «غير المسبوق» في حجم المناورة وامتدادها وسيناريوهاتها، يساوي بالضرورة حجم التحدي والتهديد والقدرات لدى الطرف الآخر. وهنا، تحديداً، تبرز الساحة اللبنانية المشبعة بالقدرات العسكرية. وكلما زادت مستويات مناورات العدو وحجمها وامتدادها وفرضياتها والإمكانات المرصودة لها عسكرياً ومادياً، فهذا يعني أن قدرة الطرف الآخر باتت أيضاً غير مسبوقة. في هذه الحال، قد تعني المناورة رفع الجهوزية لمواكبة التحدي، تماماً كما تعني الجهوزية لمباشرة الحرب. كل ما ذُكر، وما لم يُذكر، عن المناورة الإسرائيلية الكبرى، هو في سياقاته الاعتيادية. تماماً كما هي المناورات في الطرف الآخر. لكنّ ما هو غير الاعتيادي هو مشاركة قبرص، الدولة «الصديقة» للبنان، جهوزية الجيش الإسرائيلي واستعداده العسكري للغزو البري في الساحة اللبنانية. وكما هو معلن في تل أبيب، يهدف التدرب في قبرص، إلى تأمين جهوزية الوحدات المقاتلة على القتال والمواجهات في تضاريس مشابهة للتضاريس اللبنانية.

«مركبات النار» في قبرص: «الجارة» تشارك في «الهجوم» على لبنان!

في عام 2017، خاض الجيش الإسرائيلي مناورات «غير مسبوقة» أيضاً، تخللتها تدريبات في الأراضي القبرصية استعداداً لعدوان مستقبلي على لبنان، وشاركت فيها وحدات من الجيش القبرصي لعبت دور مقاتلي حزب الله. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن المناورات في التضاريس القبرصية تجري منذ سنوات لمحاكاة مواجهات تبادر إليها إسرائيل عبر تنفيذ هجمات برية وفق مخطط مسبق لغزو لبنان، بمعنى أنها لا تدخل في المنحى الدفاعي، بل الهجومي الصرف. لذلك، يثير الموقف القبرصي أسئلة عديدة، ربما أهمها السؤال عن تموضعها الذي لا يمكن تفسيره إلا ضمن التوجه العدائي الإسرائيلي ضد لبنان. وإلا ما معنى أن تضع قبرص أجواءها وأراضيها وتضاريسها ومدنها ووحدات من جيشها، وموانئها الجوية والبحرية، في خدمة تدريبات للجيش الإسرائيلي في سياق هجومي، لا دفاعي، ضد لبنان؟



السابق

أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا..المحيط المباشر لروسيا من لينين إلى بوتين (تحليل عسكري).. الغرب يزود أوكرانيا بأسلحة جديدة.. أوكرانيا: مقتل 30 ألف جندي روسي منذ بداية الحرب.. بوتين: مستعدون لمناقشة استئناف شحن الحبوب الأوكرانية..روسيا تقصف عدة مدن في الشرق وتحاول تطويق القوات الأوكرانية.. صادرات الحبوب الأوكرانية من أولويات القمة الأوروبية غداً..واشنطن لا تنفي ولا تؤكد تسليم كييف راجمات صواريخ..إطلاق سراح فوساكو شيغينوبو مؤسسة الجيش الأحمر من سجنها في اليابان..مبادرة أسترالية للتعاون مع «جزر المحيطين» في مواجهة الصين.. الحرية والخوف وجذور نشأة ثقافة السلاح في الولايات المتحدة..

التالي

أخبار سوريا.. الرئيس التركي: لا ننتظر إذن أحد للقيام بعملية عسكرية شمال سوريا.. مقتل 13 شخصاً في الانفلات الأمني بالسويداء.. القوات التركية تستهدف قوات مدعومة من واشنطن شمال سوريا..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,687,113

عدد الزوار: 6,908,532

المتواجدون الآن: 103