أخبار لبنان... تحذير إسرائيلي: حزب الله سيدفع ثمنا باهظاً إن هاجمنا.. إجراءات خليجية جديدة ونصرالله يصعِّد...الخلافات اللبنانية والأزمة مع الخليج تفرمل زخم الحكومة.. عون: 82٪ من اللبنانيين فقراء.. الهوة تتسع بين الحكومة وحزب الله.. والملفان عالقان!.. "اللجان الوزارية" تُصرّف الأعمال... وميقاتي "يحاور ولا يحيد"... نصرالله للّبنانيين: عضّوا على الجراح!..هل يكون «لبنان المتجمّد الكبير» في شتاء 2022؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 12 تشرين الثاني 2021 - 4:13 ص    عدد الزيارات 1659    التعليقات 0    القسم محلية

        


تحذير إسرائيلي: حزب الله سيدفع ثمنا باهظاً إن هاجمنا...

دبي- العربية.نت... في ظل تصاعد لهجة التحذيرات بين طهران وتل أبيب، وتبادل الرسائل المهددة، اعتبر مصدر رسمي إسرائيلي اليوم الخميس أن إيران تتصرف كـ "طفل صغير" في المنطقة كما أكد المصدر للعربية/الحدث أن ميليشيات حزب الله ستدفع ثمنا باهظا إن هاجمت إسرائيل على صعيد آخر، أشار إلى أنه لا توجد صفقة أسرى حاليا مع غزة لأن حماس لن تسمح بذلك، وفق تعبيره. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي أعلم بدوره في وقت سابق اليوم أن قواته تسرع الخطط العملية، وتستعد للتعامل مع أي تصعيد إيراني أو تهديد عسكري نووي. كما شدد على أن "الجيش الإسرائيلي يواصل العمل ضد الأعداء وهناك عمليات ومهمات سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام الماضي"، حسب قوله.

مسيرات إيران!

في المقابل اعتبر قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده اليوم أيضاً أن الطائرات المسيّرة الإيرانية التي تثير قلق دول أبرزها الولايات المتحدة، باتت "شوكة في عين" أعداء بلاده. إلى ذلك، تطرق حاجي زاده الى "التهديدات" الإسرائيلية لطهران، خصوصا على خلفية برنامجها النووي، "معتبرا أن النظام الوحيد الذي يتحدث عن البقاء والوجود والمحكوم عليه بالتدمير.. لا يمكن أن يتحدث عن تدمير دول أخرى"، وفق تعبيره. كما رأى أن التصريحات الإسرائيلية هي مجرد "تهديدات موجّهة بالدرجة الأولى الى الاستهلاك الداخلي"، مضيفا أن إسرائيل تدرك أنها قد تبدأ "بالاعتداء، لكنها لن تنهيه، بل النهاية ستكون بتدميرها "، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس. يذكر أن إيران كانت حذرت إسرائيل أيضا الشهر الماضي من أي "مغامرة" ضد برنامجها النووي، في أعقاب إعلان تل أبيب أنها تحتفظ بحق استخدام القوة ضد طهران.

لبنان: إجراءات خليجية جديدة ونصرالله يصعِّد...

نجيب ميقاتي: لن أَحيد عن استقلالية القضاء وصون العلاقات مع السعودية...

الجريدة... مع ارتفاع قياسي جديد لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار في السوق السوداء بالتزامن مع انحسار قياسي لموجة التفاؤل التي اعقبت تشكيل الحكومة اولا بسبب الازمة مع الخليج، وثانيا بسبب تعطل العمل الحكومي على خلفية ازمة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن خطوات سعودية جديدة بحق لبنان تمثلت في التشدّد في منح التأشيرات للبنانيين على خلفية الأزمة التي بدأت بتصريحات مسيئة للرياض من وزير الإعلام جورج قرداحي الذي رفض مذاك الاعتذار أو الاستقالة بدعم من حزب الله، ما أدى الى مزيد من التشتت في صفوف الحكومة الائتلافية الهشة التي كانت أصلاً عاجزة عن الاجتماع بسبب اشتراط حزب الله تنحية المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار أو تغيير مسار التحقيق. وقالت قناة "ام تي في" التلفزيونية إن "الخطوات التصعيدية التي تفرضها ​السعودية​ ستشتدّ في الأيام المقبلة، بحيث ستقتصر التأشيرات الصادرة عن سفارة ​الرياض​ في ​بيروت​ على الحالات الإنسانيّة فقط". أما صحيفة "النهار" فأشارت الى أن "اجراءات التشدد بمنح التأشيرات ستشمل السعودية بعد الكويت، وقد تتمدّد إلى دول أخرى". من ناحيته، رفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نبرته الاعتراضية خلال زيارته الى طرابس أمس. وقال في كلمة خلال الاحتفال بمئوية نقابة المحامين في طرابلس: أتعاطى بإيجابية وانفتاح مع التحديات مهما كان حجمُها، وأعطي النقاش والحوار مداه الأقصى لكنَّ التحاور يقفُ عند حدود قناعات وطنية وشخصية. وأضاف: لا أَحيد أبدًا عن استقلالية القضاء ومن خلاله حماية الدستور والمؤسسات وصون انتماء لبنان العربي والحفاظ على علاقات الأخُوَّة مع الأشقّاء العرب وفي مقدَّمِهم السعودية. وأشار الى أن "المنطق المبنيّ على المناداة الدائمة بالحقوق الخاصة للفَرْدِ أو للجماعة غالبا ما يؤدّي إلى توتير الأجواء وتعطيل المؤسسات ولا يأتلفُ قطعا مع مفهوم الدولة". من ناحيته، أشار عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب، الى أن "كل يوم تأخير بالاستقالة او الإقالة والاعتذار، تزداد عذابات اللبنانيين المنكوبين بممانع من هنا وقرداحي من هناك وبعهد أصبح قوياً على شعبه فقط". وسأل شهيب في تصريح له على وسائل التواصل الاجتماعي: إلى متى؟...... في المقابل، واصل حزب الله التصعيد دون هوادة. ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب علي دعموش أن زيارة وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد الى دمشق "عبرة لمن يعتبر"، منتقداً "بعض السياسيين في لبنان الذين يطالبون بإقالة او استقالة الوزير جورج قرداحي" بينما "المتمردون الحوثيون على وشك تحقيق انتصار في اليمن" على حد زعمه، مضيفاً: أننا في حزب الله لا يمكن أن نقبل بهذه الاملاءات ولا نسمح بإذلال بلدنا وتعليق مصيره على قرار من دولة هنا أو هناك، والعلاقة مع السعودية ودول الخليج لا تكون على حساب السيادة والكرامة الوطنية. ورفض الأمين العام للحزب حسن نصرالله الدعوات إلى استقالة قرداحي، معتبراً أن رد فعل السعودية على تصريحات قرداحي "مبالغ بها جداً جداً جداً".

الخلافات اللبنانية والأزمة مع الخليج تفرمل زخم الحكومة

ميقاتي شدد على استقلالية القضاء وصون الانتماء العربي

الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا... فرملت الخلافات السياسية الداخلية زخم الحكومة اللبنانية التي لم تجتمع منذ أربعة أسابيع، وتحاصرها الاشتباكات السياسية بين مكونات متمثلة فيها، والأزمة مع دول مجلس التعاون الخليجي، ما انعكس تعطيلاً لإنجاز الكثير من الملفات المعيشية الداهمة، وارتفاعاً في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وساهم تشكيل الحكومة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بضخ شحنات من الثقة في السوق اللبنانية، انعكس تراجعاً في سعر صرف الدولار، في حين بدأ مجلس الوزراء بإنجاز الملفات المتراكمة ومن بينها التعيينات في شواغر إدارية وقضائية، وانطلاق مباحثات بين مكوناتها ومع المؤسسات المعنية للتوصل إلى أرقام موحدة تحملها الحكومة في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي. لكن سرعان ما تراجع هذا الزخم، مع اشتعال أزمة الخلاف حول إجراءات المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ما عطل اجتماعات الحكومة «منعاً لتفجيرها من الداخل»، كما قالت مصادر نيابية. وساهم عدم اجتماعها في تراكم ملفات أخرى، خصوصاً عدم إنجاز البطاقة التمويلية حتى الآن، وملف رفع الدعم عن السلع الأساسية وتحديداً أدوية الأمراض المستعصية، فضلاً عن ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء ليقارب الـ22 ألف ليرة لبنانية للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين. وبدا أن الخلافات السياسية والتباين حول معالجة الأزمات الأخيرة، لا سيما ملف القاضي البيطار وملف الأزمة مع دول الخليج، قوّض اندفاعة الحكومة، رغم سعي ميقاتي «للسير بين الألغام»، وتأكيد موقفه الثابت وقناعاته المتصلة بهوية لبنان العربية. وقد جدد أمس تأكيد موقفه، إذ شدد على أن «التحاور يقف عند حدود قناعات وطنية وشخصية لا أحيد عنها أبداً، وأبرزها استقلالية القضاء ومن خلاله حماية الدستور والمؤسسات، وصون انتماء لبنان العربي والحفاظ على علاقات الأخوة مع الأشقاء العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية». وقال ميقاتي في مئوية نقابة المحامين في طرابلس، إن «مفهوم الدولة يقوم على قاعدة أن يتخلى الفرد أو المجموعة طوعاً عن بعض ما هو حق له أو لها في الأصل، من أجل المصلحة العامة التي تمثل بالضرورة وفي نهاية المطاف مصلحة للجميع من دون استثناء»، مضيفاً: «أما المنطق المبنيّ على المناداة الدائمة بالحقوق الخاصة، للفرد أو للجماعة، فهو منطق غالباً ما يؤدي إلى توتير الأجواء وتعطيل المؤسسات، ولا يأتلف قطعاً مع مفهوم الدولة التي تتجسد فيها، كشخصية اعتبارية واحدة موحدة، حقوق جميع أبنائها». ودعا ميقاتي لأن تكون المئوية الثانية «مئوية النظام العام، والانتظام الكامل في نهج سياسي واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعد الديمقراطية الصحيحة وأُسس بناء الدولة العصرية ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجية فيها». وتابع: «دولة تجعل على رأس اهتماماتها حماية سيادة الوطن وضمان سلامة أرضه وشعبه ومؤسساته، واحترام القواعد والاستحقاقات الدستورية، وصون مصالح المواطنين المقيمين والمغتربين، والمحافظة على انتماء لبنان العربي، وبناء أفضل العلاقات مع الأشقاء في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولة تكرس استقلال القضاء وتعمل على توفير حاجات المرفق القضائي المادية والمعنوية، لكي يتولى إحقاق العدالة باسم الشعب اللبناني، استناداً إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دون تدخل أحد أياً كانت صفته وموقعه». ولا ينظر مقربون من ميقاتي إلى أن زخم الحكومة تراجع، كونه مرتبطاً بالخلافات الداخلية. ويقول عضو كتلة «الوسط المستقل» النائب علي درويش، إن «مستجدات طرأت في المرحلة الأخيرة» ساهمت في توقف اجتماعات مجلس الوزراء، وبالتالي فرملة هذا الزخم الذي فرضته لحظة إعلانها. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه في لحظة استئناف اجتماعاتها «ستستردّ الزخم نفسه، لأن الحكومة الآن هي حاجة وطنية»، في إشارة إلى القضايا المعيشية والملفات الاقتصادية التي تعمل على معالجتها. ولا ينفي درويش أن هناك اشتباكاً سياسياً داخلياً وتطورات إقليمية «تدفع ثمنها الحكومة»، وفي الوقت نفسه يشير إلى أن الدعم العربي الذي تتلقاه لحل مشكلاتها من مصر عبر خط الغاز المصري، والأردن عبر إمدادات الطاقة، والعراق عبر شحنات الطاقة، ينفي عزلتها العربية... أما ما استجدّ على مستوى العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، فيدعو إلى «ضرورة وضعه في الإطار الصحيح»، في إشارة إلى دعوة ميقاتي ورئيس الجمهورية إلى استقالة الوزير قرداحي، ويؤكد أن رئيسي الجمهورية والحكومة «يقاربون الموضوع بالحكمة والتروّي». ويطالب بتخفيض الاشتباك الداخلي وتفعيل التواصل كي تستطيع الحكومة القيام بالمهام الملقاة على عاتقها، لا سيما معالجة القضايا المعيشية والملفات الاقتصادية. ويؤكد أن هناك ثوابت «لن يحيد عنها ميقاتي»، وهو أشار إليها في خطابه أمس في طرابلس. ويحاول ميقاتي الالتفاف على الأزمات الناتجة عن عدم اجتماع الحكومة، بالاستعاضة عنها مؤقتاً باجتماعات وزارية مصغرة مع مسؤولين دوليين والوزراء المعنيين بهدف تأمين استمرارية المرفق العام. لكن هذا الأمر، لا ينظر إليه الوزراء على أنه كافٍ، وهو ما أشار إليه وزيرا الاقتصاد والشؤون الاجتماعية أمين سلام وهكتور خوري، أول من أمس. ويشدد درويش على أن الحكومة «حاجة وطنية في المرحلة الحالية بالنظر إلى أن الوضع المعيشي لا يُعالج إلا بقرارات من الحكومة»، لافتاً إلى أن التعثر في مقاربة الملفات الحياتية بشكل حاسم الآن «لا تقع مسؤوليته على رئيس الحكومة منفرداً، بل على كل القوى السياسية»، في وقت يسعى ميقاتي إلى التخفيف من وقع الضغوط ومعالجتها بما هو متاح، في إشارة إلى الاجتماعات المصغرة التي يعقدها مع وزراء معنيين ومسؤولين دوليين لمعالجة تلك المشكلات، وإذ يقرّ بأن المعالجة الكاملة تحتاج إلى مجلس وزراء، يدعو إلى العودة إلى مجلس الوزراء واستئناف الاجتماعات لاتخاذ القرارات.

حكومة لبنان تتطلع لتحسين مواردها بزيادة الدولار الجمركي... تحذيرات من تداعيات الخطوة على القدرة الشرائية وزيادة نسبة الفقر

الشرق الاوسط... بيروت: علي زين الدين... تحذر مصادر محلية وخارجية من عوامل مستجدة، تفاقم الاختلالات المعيشية الحادة في لبنان بشكل أوسع، وتزيد الضغوط على قدرات اللبنانيين المعيشية في الأسابيع القليلة المقبلة، وسط خشية خبراء ومحللين بأن تتخطى نسبة السكان الواقعين تحت خط الفقر 80 في المائة، في بلد يعاني من هشاشة بالغة في اقتصاده ومن موجات تضخم مفرط بوتيرة تعدّت متوسطاتها التراكمية 1000 في المائة. ففي حين عادت أسعار الدولار إلى التحليق قريباً من عتبة 22 ألف ليرة في أسواق العملات الموازية، تنكب وزارة المال بالتنسيق مع مصرف لبنان على دراسة تعديل سعر الدولار الجمركي بعد عامين ونيف من العام من توالي الانهيارات النقدية، بموازاة مؤشرات ارتفاع أسعار السلع الحيوية والمواد الأساسية عالمياً، بشكل غير مسبوق، فضلاً عن الارتفاعات في أسعار الطاقة وأكلاف النقل والشحن التي أضافت بدورها ارتفاعات كبيرة على أسعار المنتجات والبضائع. وبحسب المعلومات من الأسواق، فإن التوجه إلى إعادة هيكلة الرسوم الجمركية المتآكلة بفعل انحدار سعر صرف الليرة بنحو 93 في المائة، سيتحول واقعاً في مشروع قانون موازنة العام المقبل الذي تسعى الحكومة إلى تسريع إعداده ورفعه إلى مجلس النواب من ضمن حزمة الالتزامات المسبقة، إلى جانب الانتهاء من إعداد مشروع قانون تقييد الرساميل (كابيتال كونترول)، وهما التزامان تعهد الفريق الاقتصادي بإنجازهما سريعاً خلال المباحثات التقنية الجارية مع خبراء صندوق النقد الدولي، تمهيداً لانطلاق جولات المفاوضات الجديدة الهادفة إلى الحصول على برنامج تمويل ضمن خطة إنقاذية شاملة. وقال مسؤول مالي لـ«الشرق الأوسط» إن تحديد السعر الجديد للدولار الجمركي الذي يجري بموجبه استيفاء رسوم على المستوردات لصالح الخزينة «لا يزال قيد طروحات متعددة تراوح بين 10 آلاف ليرة لكل دولار، ما يكفل بمضاعفة الإيرادات تلقائياً بنحو 7 أضعاف، وبين اعتماد السعر اليومي للمنصة التي يديرها البنك المركزي، البالغ حالياً نحو 18 ألف ليرة لكل دولار، وهو ما يحقق قفزة هائلة في إيرادات الخزينة بمقدار 12 ضعفاً»، علماً بأن أحدث بيانات للموازنة العامة، تكشف أن الإيرادات الجمركية، ورغم تحسنها بنسبة 23 في المائة، بلغت متوسطاً شهرياً 120 مليار ليرة (نحو 5.5 مليون دولار فقط بالأسعار الحالية على سعر صرف الدولار في السوق السوداء) خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي. ولا شك أن الإقدام على تغيير سعر الدولار الجمركي سيمكّن وزارة المال، بحسب المسؤول المالي، من إعداد بيانات أقرب إلى الواقعية والدقة بعدما تم استنفاد كامل مبالغ الدعم التمويلي بالعملات الصعبة التي كانت بحوزة مصرف لبنان كاحتياطيات حرة، التي استسهلت الحكومة السابقة إنفاقها رغم إدراك الجميع بحقيقة تبديد معظمها على التهريب والاحتكارات. كذلك ما من خيار بديل أمام الحكومة لزيادة واردات موازنتها بهدف إعادة الانتظام والتشغيل في المؤسسات والإدارات العامة، ما يتطلب الاستجابة لشرط تحسين المداخيل في القطاع العام. وقد شرعت فعلياً بتصحيح نسبي لمداخيل العاملين في الدولة الذين تربو أعدادهم على 330 ألف موظف ومستخدم عبر مساعدات مالية طارئة وزيادات في بدل النقل. لكن خطوة رفع الرسوم على المستوردات والتوجه الحكومي للتخلي تدريجاً عن اعتماد السعر الرسمي للدولار البالغ نحو 1515 ليرة في احتساب الرسوم الجمركية، يثير مخاوف جدية، يعززها تداول معلومات بإمكانية تعميم التدبير عينه لاحقاً على أسعار خدمات أساسية كتعريفات الكهرباء والاتصالات والمياه والرسوم العقارية وسواها، ما سيفضي حتماً إلى اهتزازات عنيفة في الوضع المعيشي المختل بحدة أساساً، بينما يترسخ العجز المستمر في إطلاق أي برامج حكومية إغاثية أو داعمة للفئات المهمشة والأكثر فقراً، وبما يشمل البطاقة التمويلية الموجهة لنحو 500 ألف أسرة، والعالقة منذ أشهر طويلة في قبضة عدم توفر الأموال والتمويل. ومن المرجح في ضوء هذه الوقائع تسجيل تقدم حاد في متوسط مؤشر الغلاء، من نحو 700 في المائة حالياً، إلى ما يتعدى 900 في المائة، أي ما تقارب نسبته الكلفة المحققة لانهيار سعر العملة الوطنية. وفعلاً، تشي التقلبات في الأسواق الاستهلاكية، مع غياب عرض كثير من السلع الغذائية والأساسية المستوردة وتقلص تنوع مصادرها، والارتفاعات شبه اليومية في الأسعار بذريعتي ارتفاع الدولار وزيادات أكلاف النقل، بصعود جديد وحاد لمؤشر الغلاء في الأسابيع المقبلة، بحيث يتوقع أن تتفشى المعدلات المرتفعة لأسعار المشتقات النفطية بما يتخطى 10 أضعاف مثيلاتها قبل الأزمة على سائر أبواب الإنفاق. ويحاذر خبراء تواصلت معهم «الشرق الأوسط» الدخول في تقديرات مسبقة بشأن السقوف النسبية لارتفاع الموجات المقبلة للغلاء وإمكانية تفلتها خارج الترقبات الأولية، ذلك أن الأوضاع الداخلية التي تحكم قوة حضور الدولة وفاعلية مؤسساتها الدستورية من تشريعية وتنفيذية وإدارة عامة، تشكل عاملاً حاسماً في قياس المتغيرات الاقتصادية والمعيشية المحتملة في المديين القريب والمتوسط، وخصوصاً في ظل الضبابية الشديدة التي تكتنف الأوضاع المحلية كافة، بما يشمل الوضع الحكومي ذاته، والمعلّق راهناً على ملفات معقدة سياسياً وقضائياً، كذلك لجهة تداعيات العجز الصريح عن احتواء الأزمة المستجدة مع البلدان الخليجية.

الانتخابات تضع مكونات «14 آذار» أمام إحياء تحالفها...أزمة العلاقات اللبنانية ـ الخليجية أعادت خلط الأوراق

الشرق الاوسط.... بيروت: محمد شقير... يتأهب لبنان للدخول في مرحلة سياسية جديدة غير تلك المرحلة التي كانت قائمة قبل إساءة وزير الإعلام جورج قرداحي لدول الخليج العربي، وتحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي يُفترض أن تفتح الباب أمام قيام تحالفات جديدة، من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في الانتخابات النيابية العامة التي ستُجرى قبل انتهاء ولاية البرلمان الحالي، في 21 مايو (أيار) المقبل، هذا إذا ما تصاعدت الانقسامات، وصولاً لاضطرار أبرز المكوّنات السياسية لإعادة تموضعها وانتشارها، بخلاف ما هو حاصل اليوم. ومن يراقب ردود الفعل الأولية الرافضة للإساءة التي ألحقها قرداحي بدول الخليج العربي، يلاحظ أن قوى «14 آذار» سابقا توحّدت في رفع الصوت عالياً لإخراج لبنان من عزلته الخليجية، من دون أن تتوحّد حتى الساعة في جبهة سياسية متراصّة تؤدي إلى لملمة صفوفها، في مقابل تفرُّد «حزب الله» إلى حد كبير في تشكيل رأس حربة في دعمه لمواقف قرداحي، فيما يتجنّب حليفه «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل مجاراته في هجومه، تاركاً لرئيس الجمهورية ميشال عون معالجة أزمة تدهور العلاقات اللبنانية - الخليجية بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. فباسيل قرر - كما يقول مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» - بأن يلوذ بالصمت حيال التداعيات السلبية التي ألحقها قرداحي بلبنان، وقرر أن يتفرّغ للدخول مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في معركة مفتوحة يريد من خلالها الدخول في تصفية حساباته مع حركة «أمل»، باعتبارها من وجهة نظره المنازلة الكبرى، وهذا ما يتبين في البيانات الأسبوعية التي صدرت عن اجتماعات المجلس السياسي لـ«التيار الوطني»، والتي تعمّد فيها عن سابق تصوّر وتصميم النأي بنفسه عن التدخّل في السجال الدائر حول تدهور العلاقات لتفادي الإحراج أمام حليفه، «حزب الله». ويلفت المصدر السياسي إلى أن «حزب الله»، بحملته على السعودية لأغراض إقليمية ولمصلحة محور الممانعة بقيادة إيران، هو مَن تسبب بالإطاحة بتنظيم الاختلاف وبربط النزاع الذي يرعى علاقته بتيار «المستقبل» وبالحزب «التقدمي الاشتراكي»، وليس العكس. ويعزو السبب إلى أن لديه أجندة خارجية كانت وراء تظهير خلافه معها إلى العلن، رغم الحرص الذي أبداه رئيس «التقدمي»، وليد جنبلاط، في انفتاحه على جميع الأطراف، من دون أن يتنازل عن ثوابته ومسلّماته في الإبقاء على لبنان في الحاضنة العربية. ويؤكد أن قوى «14 آذار} سابقاً، وإن كانت توحّدت في موقفها الرافض لإساءة قرداحي لدول الخليج، لن ترتقي حتى الساعة إلى مستوى إعادة الاعتبار لتحالفها في جبهة موحدة، على غرار ما حصل في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ويقول إن «حزب الله» أخطأ في التعامل مع الردود الرافضة لموقفه، على أن أصحابها يتوخّون من مواقفهم تقديم أوراق اعتمادهم بالمعنى السياسي للكلمة للمملكة العربية السعودية. ويعزو السبب إلى أن الحزب يريد أن يتغاضى عن الأسباب الكامنة وراء مبادرة خصومه إلى تحميله مسؤولية مباشرة حيال تدهور العلاقات اللبنانية - الخليجية، التي تتعلق بوجود مشروع يتصدّره الحزب ويرعاه مباشرة يقضي بسلخ لبنان عن محيطه العربي، وإلحاقه بمحور الممانعة، وتحويله إلى جزيرة سياسية تفتقد كل المقوّمات لتأمين بقائها على قيد الحياة، لأنها تقحمها في مشروع سياسي يبقى غريباً عن دول الجوار. ويرى المصدر أن القوى السياسية التي توحّدت برفضها لمشروع «حزب الله» لن تتحالف انتخابياً معه أو مع من يشكّل امتداداً له، وإن كانت بمعظمها تميّز بين الحزب والرئيس بري الذي أخذ على نفسه التموضع في منطقة وسطية، من دون أن يعني ذلك أنه على توافق مع معظم طروحات حليفه الاستراتيجي، وتحديداً بالنسبة لانتماء لبنان إلى محيطه العربي، وهذا ما يفسر التزامه وقيادة حركة «أمل» بعدم الدخول في سجال حول الأزمة التي تسبب بها قرداحي. ويعتبر أن القوى السياسية المناوئة لـ«حزب الله» وطروحاته انتقت العناوين الرئيسية لمواقفها من المبادئ التي كانت وراء انطلاق ثورة الأرز، التي تموضعت لاحقاً وبعد اغتيال رفيق الحريري في قوى «14 آذار» في دفاعها عن سيادة لبنان، وأيدت لاحقاً بعد تشرذمها دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لحياد لبنان الإيجابي. ومع أن إعادة تموضع قوى «14 آذار» سابقاً في جبهة سياسية موحّدة لا يزال خجولاً - كما يقول المصدر السياسي - مع أنها توحّدت في موقفها من «حزب الله»، فإنها في المقابل ليست مستعدّة، حتى لو اختلّت التحالفات الإقليمية واهتزّت، للتسليم بمشروع «حزب الله»، وهي تلتقي في مواقفها مع «الحراك الشعبي»، ولو بالمراسلة، على خلفية اعتبارها بأنها جزء من الطبقة السياسية التي أوصلت لبنان إلى الانهيار. لذلك يقف لبنان الآن، وبحسب المصدر السياسي، أمام لحظة تبدّل في المناخ والجغرافيا السياسية التي تشكّل سداً منيعاً في وجه الدعوات للفيدرالية، ويبقى التريُّث إلى حين عودة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى بيروت قادماً من الإمارات العربية المتحدة، في ضوء ما يتردد بأنه سيعود قبل نهاية الشهر الحالي، للوقوف على خياراته الانتخابية ليكون في مقدور قوى «14 آذار» سابقاً أن تبني على الشيء مقتضاه، رغم أن المسار العام للتحالفات الانتخابية قد لا يتبدّل إلى ما كان عليه في الانتخابات السابقة، باستثناء انقطاع التواصل بين «المستقبل» و«التيار الوطني». وعليه، تترقّب الأوساط السياسية ما ستؤول إليه خريطة التحالفات الانتخابية، أكانت بالجملة أو على القطعة، مع أن قوى «14 آذار» سابقاً مضطرة للتوحُّد، من دون أن تلتقي في جبهة موحّدة.

الهوة تتسع بين الحكومة وحزب الله.. والملفان عالقان!

عون: 82٪ من اللبنانيين فقراء.. ولا أزمة محروقات لكن التهاب بالأسعار

اللواء.... هدأت على جبهة بعبدا- عين التينة، وراحت ذيول الاشتباك تتفاعل، بوصفها جولة من جولات نهاية عهد الرئيس ميشال عون، فيما نأى حزب الله بنفسه عن «إشتباك الحلفاء»: حركة أمل والتيار الوطني الحر، من خلال التركيز على البعد الإقليمي والدولي لوضعية لبنان، واعتبار ان «الدولة رفضت الخضوع للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود» على حدّ تعبير الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. ومع ان المسائل الخلافية ما تزال عالقة، سواء في ما خص التحقيقات القضائية في انفجار المرفأ وحوادث الطيونة- عين الرمان- الشياح، أو الإفراج عن «جلسات مجلس الوزراء» المتوقفة على خلفية عدم إقالة المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، الذي اعترف السيّد نصر الله بعدم استطاعة تغييره، فيما أكّد الرئيس نجيب ميقاتي التمسك به كمحقق عدلي. ووصفت مصادر سياسية اطلالة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بانها استيعابية بمجملها، و موجهة لمحازبيه وجمهوره تحديدا، لطمانتهم، بأن لا انعكاسات محتملة على الحزب، جراء التطورات المتسارعة بالمنطقة، لاسيما بعد نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة القوى التابعة لايران وفوز القوى المناهضة لها، ما شكل انتكاسة قوية للنفوذ الايراني بالعراق، ثم استتبعت بالمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والتي انعكست سلبا على المليشيات التابعة لايران، وهي المتهمة بتنفيذها. اما الحدث الثاني الذي تناوله نصرالله باقتضاب، ودون الخوض بتفاصيله، فهو زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى سوريا بعد طول انقطاع، ومحاولته وصف هذا الحدث بانه جراء الانتصار الذي حققه النظام السوري وحلفاؤه بحربهم، ضد المواطنين السوريين، في حين انه تجنب الخوض بمؤثرات هذا وارتداداته المستقبلية على وجود الحزب بسوريا ولبنان مستقبلا. واشارت المصادر الى ان دفاع نصرالله عن مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي ضد المملكة العربية السعودية، ومحاولته الايحاء بانها ليست السبب وراء ردة الفعل السعودية، انما تهدف الى ابلاغ من يعنيهم الامر بشكل غير مباشر، ولاسيما رئيسي الجمهورية والحكومة، بأن الحزب يرفض مجددا، اقالة او استقالة قرداحي مجددا، ولا ان يضحى به ككبش محرقة، لاجل حل الأزمة مع المملكة والدول الخليجية الاخرى وهذا يعني استمرار مراوحة الازمة المستجدة مع المملكة مكانها. سياسيا، راوحت الامور السلبية مكانها من دون حلول او مخارج للأزمات السياسية والقضائية والمعيشية والصحية، بينما اتجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى تحميل السعودية مسؤولية ما وصفه «إفتعال ازمة مع لبنان»، ولو انه دعا الى التهدئة والى ترك معالجات العلاقة مع المملكة للدولة. بينما قال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من طرابلس «صحيح أنني أتعاطى بإيجابية وانفتاح مع التحديات مهما كان حجمُها، وأعطي النقاش والحوار مداه الأقصى، لكنَّ الصحيح أيضًا أنّ التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا أَحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصونٍ انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظِ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية». من جانبه واصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إطلاق المواقف الرمزية الهادفة فكتب على حسابه عبر «تويتر» بعد كلام نصر الله: «الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ… فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالإفْتئاتِ عليه!. في هذه الاثناء، ذكرت بعض المعلومات ان وزير خارجية تركيا مولود جاووش اوغلو يصل الى بيروت ليل الاثنين المقبل، ويبدأ لقاءاته الرسمية الثلاثاء، ثم يفتتح اعتبارا من الاربعاء مشاريع انجزتها شركة «تيكا» التركية في لبنان ابرزها مشروع للطاقة الشمسية في الضبية وآخر في طرابلس.

ميقاتي: المصلحة العامة

في كلمة القاها خلال رعايته احتفال مئوية نقابة المحامين في طرابلس قال الرئيس ميقاتي: إن مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعًا عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة وفي نهاية المطافِ مصلحةً للجميع من دون استثناء. أما المنطقُ المبنيُّ على المناداةِ الدائمة بالحقوق الخاصة، للفَرْدِ أو للجماعة، فهو منطقٌ غالباً ما يؤدّي إلى توتير الأجواء وتعطيل المؤسسات، ولا يأتلفُ قطعاً مع مفهوم الدولة التي تتجسَّدُ فيها، كشخصيّةٍ اعتباريّةٍ واحدةٍ موحَّدة، حقوقُ جميع أبنائها. اضاف: من هنا دعوتُنا، أن تكون المئوية الثانية مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديمقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة باسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه». وتمنى ان «تكون المئوية الثانية مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديمقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة باسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه. من جانبه، رأى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود «ان السلطة القضائية تجد سبب وجودها في حريتها واستقلالها، وأنها تفقد مبرر وجودها وتفتقده عند حصول أي استتباع او عند تحقق أي تأثير أو خوف، وهذا ما لا نقبل به، فهي تعي ووعت تماما المهام الوطنية والقضائية الملقاة على عاتقها».

نصر الله: أين المصلحة الوطنية؟

بالتوازي، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة في يوم الشهيد: اننا نريد التهدئة في ما يتعلق بالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان. وقال نصرالله: نحن أيدنا موقف وزير الاعلام بعدم الاستقالة او الاقالة لان اول الوهن كان بإستقالة وزير الخارجية الاسبق شربل وهبي وهذا كان خطأ لان السعودية قابلت هذه الخطوة بمزيد من السلبية.المطالب السعودية لن تنتهي في لبنان ومن طالب وزير الاعلام بتقديم المصلحة الوطنية نسأل ما هي المصلحة الوطنية؟ هل هي إذلال وانتقاص سيادة لبنان؟ .... وأعلن نصر الله أن «المفاوضات السعودية- الإيرانية لم تتطرق إلى لبنان من أي زاوية كانت، والمسألة السعودية هي في اليمن». وقال: نصرالله أن «أي لبناني منصف يعلم ان موضوع هيمنة «حزب الله» على الدولة هو أمر غير صحيح، ونحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة ونحن اكبر حزب في لبنان واقول ان لدى الاحزاب الاخرى تأثيراًً أكبر في الادارات والمؤسسات اللبنانية. وكشواهد على مدى تأثير «حزب الله» على الدولة هو اننا ومنذ ما يقارب السنة نحاول تنحية قاضٍ عن ملف يعمل بشكل مسيس واستنسابية ولم نستطع تغيير هذا القاضي.

82% فقراء

حياتياً، وحسب الرئيس عون، استناداً إلى دراسة اعدتها منظمة «الاسكوا» فإن 74٪ تقريباً من سكان لبنان هم في حالة فقر، ليرتفع العدد إلى 82٪، لجهة الصحة والتعليم والخدمات العامة. وطالب عون ديفيد بازلي David Beasley المدير التنفيدي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ان يوفق البرنامج في عمله للوصول إلى هدف مساعدة 1،6 مليون لبناني في شهر أيار المقبل. وخلال اللقاء، اكد السيد بيزلي ان برنامج الأغذية العالمي (WFP) مصمّم على استمرار تقديم المساعدات للبنان وهي على نوعين: نقدي وعيني، معرباً عن الأمل في زيادة المساعدات لتشمل 800 الف لبناني خلال الشهرين المقبلين بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والبنك الدولي، مقدرا ما سوف يتم إنفاقه شهرياً بين 60 و65 مليون دولار، ولافتاً الى انّ الأتصالات مستمرّة مع الدول المانحة لزيادة مساهماتها المالية، ما يمكّن من زيادة المساعدات.

تغذية أكثر

وفي السياق الكهربائي، وضع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الرئيس عون في نتائج زياراته إلى كل من مصر، والعراق، وسوريا والأردن لجهة استجرار الغاز والكهرباء، معربا عن أمله في الوصول إلى نتائج إيجابية في الأشهر المقبلة، بما يؤمن زيادة في تغذية الكهرباء للبنانيين، مستبعداً حصول أزمة محروقات، موضحا انه لم يعد بـ12 ساعة تغذية، بل «بأكثر تغذية ممكنة لتأمين كهرباء بسعر أقل من أسعار المولدات الخاصة، التي أصبحت فواتيرها عالية جدا»، مشددا على وجوب تركيب عدادا، ليعرف المواطن حجم استهلاكه. على صعيد المحروقات، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ان جدولا جديدا لأسعار المحروقات سيصدر صباح اليوم، ويشهد ارتفاعا في أسعار البنزين والمازوت، تمشيا مع ارتفاع سعر البرميل عالميا، وما يطلبه مصرف لبنان من الشركات لجهة تأمين 10٪ من الدولار من السوق السوداء.

دعوى ووقفات دعم واحتجاج

تقدّم وكيل الوزيرين السابقين المدعى عليهما في الملف غازي زعيتر وعلي حسن خليل أمس، بدعوى مداعاة الدولة ضد رئاسة الغرفة رقم 12 في محكمة الاستئناف، أي رئيسها القاضي نسيب إيليا ومستشارتاه القاضيتان ميريام شمس الدين وروزين الحجيلي، أمام محكمة التمييز. الى ذلك، نظّمت جمعية أهالي ضحايا انفجار المرفأ امس، اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت، أكدت خلاله على دعم المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، وإدانة العرقلة الحاصلة في التحقيقات والضغوط التي يتعرّض لها القضاء من قبل بعض الأحزاب والسياسيين. فكان شعار «لا للتسييس، لا للتطييف، لا للتمييع»، مع التشديد على مطالب الحقيقة والعدالة والمحاسبة. فأجمعت كلمات المشاركين على ضرورة مواكبة مسار التحقيق الذي وضعه بيطار، للوصول إلى الحقيقة، وسوق المتّهمين «مهما علا شأنهم إلى المحاكمة». كما أنّ الاستنكار الأكبر هو للتعطيل الحاصل في التحقيقات، من خلال الإجراءات التي يتبّعها بعض المدعى عليهم في الملف. وتلا جورج كدميان باسم الجمعية، بياناً أكد من خلاله، أن «التعسف باستخدام الحق الممنهج الذي يقوم به المتهمون من خلال تقديم دعاوى رد بشكل يومي متناسين أن هناك ما يفوق 229 شخصاً قتلوا ظلماً ما هي إلا وقاحة وإفلاس ميدانياً أيضاً، تجمّع المئات من أهالي عشائر عرب خلدة وذوي المعتقلين من أبنائهم جراء أحداث خلدة، أمام مقر المحكمة العسكرية في المتحف، وذلك للتضامن مع المعتقلين والمطالبة بإطلاقهم واعتقال مسلحي «حزب الله» الذين هاجموا العشائر وأطلقوا النار بغزارة على منازلهم أثناء تشييع جثمان علي شبلي قاتل الطفل الشهيد حسن غصن، ورفع المعتصمون شعارات تطالب بالعدالة مؤكدين «أن الظلم لن يدوم». تزامنا،ً نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة وقفة في محيط المحكمة العسكريّة للمطالبة بمحاكمة عادلة للموقوفين من أبنائهم، الذين تم اعتقالهم على خلفية اجتياح متظاهري «حزب الله» و»حركة أمل» لمنطقة عين الرمانة والطيونة خلال مسيرة إقالة القاضي طارق بيطار عن التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت». وإذ رفع الأهالي شعارات تطالب بالإفراج عن أبنائهم واعتقال مئات المسلحين الذي هاجموا منطقة الطيونة بالأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية، وتم إخلاء سبيل 4 من الموقوفين في الملف.

"اللجان الوزارية" تُصرّف الأعمال... وميقاتي "يحاور ولا يحيد"... نصرالله للّبنانيين: عضّوا على الجراح!

نداء الوطن.... بالشكل والمضمون، بدا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته المتلفزة أمس مستشعراً هول القطيعة الخليجية للبنان وثقل تداعياتها على كاهل اللبنانيين في الداخل والخارج، فخفّض سقف خطابه إلى حدود "التظلّم" والتنصل من المسؤولية عما نتج وسينتج عما وصفها بـ"الأزمة القائمة والفعلية" من أهوال ومصائب على البلد وأبنائه، ليتراجع إلى خطوط الدفاع الورائية في مواجهة "معركة الرأي العام" التي صبّت بمجمل اتجاهاتها الوطنية والخارجية في خانة تحميل "حزب الله" مسؤولية مباشرة عما وصلت إليه البلاد، من تعطيل وتنكيل بالمؤسسات وقطع للأرزاق اللبنانية وللعلاقات العربية. وتحت سقف "المظلومية" التي رفع لواءها أمس، ذهب نصرالله إلى حدّ "تسخيف" فكرة هيمنة "حزب الله" على لبنان و"الأسخف منها فكرة الاحتلال الإيراني"، شاكياً عجز الحزب عن فرض "تنحية" المحقق العدلي في جريمة المرفأ، واستحضار المازوت الإيراني مباشرةً إلى الزهراني وطرابلس، وتطبيع العلاقات مع سوريا وإنشاء معامل كهرباء إيرانية في لبنان... وخلص بعد طول تقديم وشرح وسرد، إلى إعادة توكيد العداء للسعودية وتحميلها المسؤولية عن تفاقم الأزمة اللبنانية الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي المؤيدة للحوثيين، مع تجديد موقف "حزب الله" الرافض لاستقالته أو إقالته... وما على اللبنانيين سوى أن يستعينوا بـ"الصبر" ويعضّوا على الجراح. وإذ عاد بالزمن إلى استقالة وزير الخارجية شربل وهبه باعتبارها كانت خطأ لأنها أتت من دون مقابل سعودي، إنطلق نصرالله من هذه الاستقالة لتبرير رفضه استقالة قرداحي، معتبراً أن كل من يطالب بهذه الاستقالة "يخضع للإملاءات الخارجية"، وصوّب بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من دون أن يسميه من خلال تصويبه على "الذين طالبوا وزير الإعلام بأن يقدم المصلحة الوطنية"، متسائلاً: "هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ‏ما يطلبه الخارج؟ إذا كان يوجد إنتقاص من سيادة ‏لبنان وإذلال وإهانة كيف يصبح هذا مصلحة وطنية؟". وبينما كانت لافتة محاولة نصرالله الاستثمار في زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق عبر تصويرها على أنها "إعلان للهزيمة العربية" أمام انتصار النظام السوري، رأى في المقابل أنّ "القصّة هي قصّة مأرب" في اليمن وما الأزمة اللبنانية – الخليجية سوى "فشّة خلق بنا".... غير أنّ أمين عام "حزب الله" عاد في الوقت نفسه ليناقض خلاصته هذه بنفسه، حين بادر إلى تكذيب المعلومات التي كان قد أشاعها الوزير السابق وئام وهاب، حول طلب السعودية من الإيرانيين حلّ الموضوع اليمني عبر التواصل مع "حزب الله" فقال: "هذا غير صحيح وخلال الجولات الـ4 من ‏المفاوضات (السعودية – الإيرانية في العراق) لم يؤتَ فيها على ذكر لبنان وعلى ذكر "حزب الله" على الاطلاق، لا في مسألة يمن ولا في غير ‏مسألة يمن"! أما في سلسلة الأحداث والاشتباكات القضائية والأمنية التي يشكل "حزب الله" نقطة الارتكاز فيها، فسعى نصرالله إلى تبريد الأرضية والأجواء مع "عرب خلدة" معلناً الانفتاح على "المعالجة والمصالحة"، بينما في ملف أحداث الطيونة جدد اتهام "حزب القوات اللبنانية" بالوقوف وراءها "عامداً متعمّداً عن سبق إصرار وتصميم، وتخطيط وتدبير واستنفار وتجهيزٍ واستطلاعٍ ومجيءٍ ‏لعناصر من خارج عين الرمانة الى عين الرمانة"، نافياً وجود أي محاولة للمقايضة بين هذا الملف وبين ملف ‏مرفأ بيروت، الذي حرص في معرض مقاربته الموجزة له على تجاهل تغريدة رئيس الجمهورية ميشال عون الإيحائية أمس الأول بأنّ "الأبرياء لا يخافون القضاء"، بعدما عاد عون في الليلة نفسها تحت وطأة انزعاج الثنائي الشيعي إلى تصويب وتمويه المقصود منها، والتلميح إلى احتمال أن تكون متصلة بقضية عين الرمانة وليس جريمة المرفأ! وعلى وقع تغريدة سعودية واضحة في كونها أتت رداً مباشراً على كلام نصراللّه باعتبار أنّ "الحقّ كُل لا يتجزَّأ فهناك فرق شاسع بين نفي الواقع وبين محاولة تبريره"، كما دوّن السفير وليد بخاري، يواصل رئيس الحكومة تسطير المزيد من مواقف النأي بالنفس عن تداعيات أداء "حزب الله" وتصريحات وزير الإعلام المسيئة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، فجدد خلال رعايته أمس احتفالاً بمناسبة مئوية نقابة المحامين في طرابلس التأكيد على أنّ تعاطيه "بإيجابية وانفتاح مع التحديات" لا يعني خروجه من تحت العباءة العربية، مشدداً بهذا المعنى على أنه يمنح "الحوار مداه الأقصى"، لكنه "لن يحيد أبداً عن قناعاته وصون انتماء لبنان العربي والحفاظ على علاقات الأخوة مع الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية". وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة أنّ "رئيس الحكومة لا يزال مصمماً على وجوب استقالة وزير الإعلام وضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بمعزل عن مطلب "حزب الله" تنحية القاضي طارق البيطار"، مشيرةً إلى أنه من هذا المنطلق عبّر صراحة بالأمس عن قناعته "باستقلالية القضاء ورفض منطق تعطيل المؤسسات الذي لا يأتلف مع مفهوم الدولة". وتوازياً، نقلت أوساط قصر بعبدا أنّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تناولا خلال لقائهما الأخير ضرورة "تفعيل عمل اللجان الوزارية" في ظل غياب مجلس الوزراء، مشددةً على "الحاجة الملحة لمعالجة بعض القضايا ومن ضمنها دفع اللجان قدماً باتجاه تكثيف أعمالها واجتماعاتها وتحضير ملفاتها، لكي تكون النتائج جاهزة لعرضها فور عودة مجلس الوزراء للانعقاد".

نصر الله: لن نتنازل للرياض...

الاخبار.... أقفل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، الباب أمام التنازل للسعودية في الأزمة التي افتعلتها على خلفية تصريحات الوزير جورج قرداحي. حزب الله لم يوافق على إقالة الأخير، ويرى أن المصلحة الوطنية توجب عدم التنازل الذي لا تلاقيه الرياض بإيجابية، بل تطالب بالمزيد. كذلك يرفض الحزب التفاوض باسم اليمنيين، إذ يمكن السعودية حل مشكلتها معهم بوقف الحرب ورفع الحصار وبدء المفاوضات السياسية.... لا تنازل للسعودية التي بعدما أخذت «ألِف» إقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبة، انتقلت إلى «باء» المطالبة بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. وفي حال نالت مرادها، ستطالب وتطالب حتى تصل إلى «الياء». بهذه العبارة يمكن تلخيص موقف حزب الله الذي عبّر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله، من الأزمة التي أكّد أن النظام السعودي افتعلها مع لبنان بذريعة تصريح لقرداحي عن حرب اليمن، يسبق تعيينه وزيراً. في خطابه بمناسبة «يوم الشهيد»، أمس، بدا نصرالله كمن يقول لمحمد بن سلمان إن مسؤوليتك أنت أن تحل الأزمات التي تفتعلها، وليس من واجبنا أن نقدّم لك سلّماً للنزول عن الشجرة. فبالنسبة للذريعة السعودية التي تعتمدها لمعاقبة لبنان، والمتمثلة باتهام حزب الله بقيادة عمليات «أنصار الله» العسكرية في اليمن، ردّ السيد نصرالله بنفي ما وصفه بـ«الأوهام»، ناصحاً السعوديين بأن «الحل في اليمن يبدأ بوقف إطلاق النار ورفع الحصار، وبدء مفاوضات سياسية». وفي هذا السياق، نفى ما تردد في الأسابيع الماضية عن المفاوضات السعودية- الإيرانية في بغداد، وتحديداً لجهة القول إن طهران قالت للرياض إن الملف اليمني بيد حزب الله، أو السيد حسن نصرالله تحديداً. خطاب السيد أمس حمل تعبيراً عن قرار بعدم الرضوخ للإملاءات الخارجية، منتقداً الذين طالبوا الوزير قرداحي بتقدير المصلحة الوطنية وتقديم الاستقالة، «فمَن قال إن المصلحة الوطنية تكمن في الخضوع للمطالب الخارجية؟». في الوقت عينه، كانت لغته هادئة، وأكّد أن الحزب لا يريد التصعيد مع السعودية ولا مع أي دولة خليجية. ووصف نصرالله رد فعل السعودية على تصريحات قرداحي بأنه «مبالغ فيه جداً، لأن هناك سياسيين ومسؤولين أميركيين وأمميين قالوا ذات كلام قرداحي ولم يردّ السعوديون، إضافة إلى قيام أفراد بشتم النبي محمد ومع ذلك لم تقدم السعودية على قطع العلاقات مع الدول التي حمت هؤلاء الذين شتموا، إضافة إلى جانب آخر يتعلق بصداقة السعودية مع اللبنانيين فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟». وأضاف: «حملات الشتم لم تتوقف ضد سوريا منذ 15 عاماً، ومع ذلك لم تقف سوريا ضد القرار الأميركي الذي سمح بمرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية في أراضيها»، مؤكداً «أن هذا التصرف هو عنوان الصديق، مثلها في العلاقة مع إيران التي لم تمنن لبنان بما قدمته وساندت من خلاله لبنان وبخاصة في دعمها لطرح الاحتلال الإسرائيلي». وأعلن أن حزب الله رفض إقالة الوزير قرداحي، «لأن السعودية لم تقابل لبنان بأية إيجابية عندما تمت إقالة الوزير شربل وهبي». وبرأيه، فإن «السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع لبنان»، لأن ذلك جزء من المعركة مع مشروع المقاومة في لبنان»، مذكّراً بالدور السعودي التحريضي ضد المقاومة في حرب تموز 2006.

لا مقايضة بين ملفي انفجار المرفأ ومجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية

وتوقف عند ما قالته السعودية من أسباب مشكلتها مع حزب الله، وتحديداً اتهام الحزب بالهيمنة على لبنان. بالنسبة للأولى، قال نصرالله إن حزب الله هو «أكبر حزب سياسي في لبنان، ولكن نحن غير مهيمنين على لبنان، لا بل هناك من لديه تأثير في مفاصل الدولة أكبر من تأثيرنا». وأعطى أدلة على قوله هذا بمسائل كالتحقيق في انفجار المرفأ، قائلاً: «ما هو هذا الحزب الذي يهيمن على القرار في لبنان، والذي لا يستطيع أن ينحّي قاضياً عن ملف نعتقد أنه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس. كذلك الأمر بالنسبة لسفن المازوت من إيران، أين هيمنتنا على الدولة في وقت نأتي بالمحروقات عبر سوريا وننقله لنحو 200 كيلومتر لأن الدولة اللبنانية ترفض استقبال هذه السفن في منشآت النفط. ومِثلها في مطالبتنا بالتوجه شرقاً مع الحفاظ على علاقات مع الغرب، أو بتفعيل العلاقة مع سوريا». وعن اليمن وموقف حزب الله من الحرب فيه، قال نصرالله: «موقفنا واضح منذ سبع سنوات عندما أيدنا الشعب اليمني، فلماذا القصة الآن؟ إنها قصة مأرب ونتائج الحرب هناك، هذه الحرب التي فشلت بعد كل سنوات الحرب على الشعب اليمني. فتداعيات سقوط مأرب ستشمل المنطقة والسعودية تعرف ذلك». وعبّر عن رفضه «احتمال أن يكون الضغط علينا كي نضغط على أنصار الله (الحوثيين) في اليمن»، نافياً «الخبر الذي قيل عن أن الإيراني طلب من السعودي في بغداد أن يقوم حزب الله بهذه المهمة»، ومشدداً على رفضه «التفاوض نيابة عن اليمنيين وهذا أيضاً موقف إيران». وكشف أنه «مطّلع على محاضر جلسة الحوار السعودي الإيراني في بغداد، والتي لم يؤتَ فيها على ذكر ما أشيع». وأكد الأمين العام لحزب الله أن مشكلة السعودية في لبنان أن حلفاءنا لم يأخذوا البلد إلى حرب أهلية، وهم قسمان: جزء عاجز عن جر البلد إلى حرب أهلية، وجزء يرفض الحرب الأهلية. لكن على رغم ذلك، السعودية استمرت بالسعي إلى إشعال الحرب داخل لبنان، سواء بعد حرب تموز 2006، أو عندما خطفت الرئيس سعد الحريري عام 2017، أو اليوم. وختم السيد نصر الله بالقول: «نحن نريد التهدئة، وأطالب اللبنانيين بالصبر، ونحن صبرنا وضغطنا على جروحنا ونريد السير بالطريق الصحيح، ونحن منفتحون على المعالجات الهادئة، وهذا ما قمنا به في حادثة خلدة، ومثلها في مجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب «القوات اللبنانية» تصميماً وتحضيراً واستجلاباً لعناصر من خارج منطقة عين الرمانة». وأكّد عدم وجود أي مقايضة بين ملفي الطيونة والمرفأ، لافتاً إلى أن أهالي الشهداء في المرفأ كعوائل الشهداء في الطيونة، «ونحن سنتابع القضيتين لأنها مسألة أخلاقية ووطنية نلتزمها». نصرالله بدأ خطابه بالتشديد على أهمية الإنجازات التي حققها شهداء المقاومة، وشهداء الدول العربية، في مواجهة العدو الإسرائيلي، لجهة «تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع وهي مستمرة، ومنها مواجهة المشروع الأميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه ومنع الحرب الأهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها». كذلك من أهم الإنجازات التي تحدّث عنها، «منع الإطباق الأميركي الكامل على لبنان، على رغم النفوذ الأميركي الكبير فيه، لكن منعناه من الهيمنة الشاملة على لبنان. وكل ما يحتاجه هو رفض الإملاءات السياسية، كما في قضية ترسيم الحدود البحرية، لأن المنطقة هناك تحتوي على ثروة نفطية وطنية». ونوه بعدم خضوع الدولة «إلى الآن»، للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود، «والسبب هو استناد لبنان إلى قوة المقاومة القادرة على ردع العدو ومنعه من أن يمد يده إلى ثروة لبنان وأي حبة تراب».

لبنان يأمل باستجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن خلال أشهر

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض بأن الدول العربية المعنية بإمداد لبنان بالطاقة وهي مصر والأردن وسوريا والعراق، «كانت وما زالت مؤازرة للبنان وإيجابية»، لافتاً إلى أن «الاتصالات مستمرة لتتم الأمور بشكل إيجابي»، آملاً التوصل إلى نتائج في الأشهر القليلة المقبلة. وعرض فياض أمس مع الرئيس اللبناني ميشال عون نتائج اتصالاته المتعلقة باستجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وملفات أخرى مرتبطة بالكهرباء والمحروقات، وقال بعد اللقاء بأنه وضع عون في أجواء نتائج الجولة الأخيرة التي قام بها في البلدان الشقيقة التي تساعد لبنان في مسألة استجرار الغاز والكهرباء، عاقداً الآمال «على نجاح هذه الخطوة». كما عرض ما تقوم به وزارته في موضوع التوزيع، «لنتمكن من تحسين الوضع في هذا القطاع، لأنه لا يمكننا النهوض بقطاع الكهرباء دون التوزيع والإنتاج بالتوازي، إن كان لجهة تحسين الأداء أو التقليص من الهدر، وصولا إلى زيادة التعرفة بطريقة تحمي ذوي الدخل المحدود، وفي الوقت نفسه تساعد في تغطية جزء من كلفة كهرباء لبنان». وأضاف: «مؤسسة كهرباء لبنان ليست لها موارد اليوم بإمكانها تغطية مستحقات الفيول. وفي هذا الإطار يجب أن نسعى إلى بعض التوازن وفخامة الرئيس يعي تماما أهمية هذا الموضوع». وعن الوعد بالتغذية الكهربائية 12 ساعة يوميا، قال: «أنا لم أعد المواطن بـ12 ساعة تغذية، وعدت بأكثر تغذية ممكنة لتأمين كهرباء بسعر أقل من أسعار المولدات الخاصة التي للأسف باتت فواتيرها عالية جدا بسبب غياب الدعم عن الديزل. ونحن نحاول تحديد التعرفة الأكثر عدلا لأصحاب المولدات من جهة وطبعا للمواطن من جهة ثانية، علما بأننا نتفهم أن الأسعار مرتفعة جدا». وطمأن إلى أنه «ليست هناك أزمة محروقات اليوم، والمحروقات ستكون متوافرة بشكل عادي في الأسواق، وإن كان بأسعار لا نحبها، لكنها في النتيجة أسعار السوق والتي تبقى أرخص من أسعار المحروقات في البلدان المحيطة بنا التي لا تنتج النفط أو حتى المنتجة للنفط».

هل يكون «لبنان المتجمّد الكبير» في شتاء 2022؟ مواطنون يتحضّرون لغدْر «الجنرال الأبيض» في بيوتاتٍ غادرها الدفء

الراي.... | بيروت - من زيزي اسطفان |

- سعر المازوت «نار» والغاز تكلفته «خانقة» وغلاء الحطب أطلق «جرائم متسلسلة» بحق الأشجار

- الورق والكرتون والبلاستيك والنايلون وأغصان تشحيل الأشجار اليابسة... هل تحلّ مجدداً ضيفاً على «موائد النار»؟

لن يحمل «الجنرال الأبيض للبنانيين» إلا أياماً «سود». ووصوله إلى المرتفعات بعد حين سيكون هو الآخَر أشبه بـ «غزوةٍ» لأرضٍ منكوبة لن يمحو البياض الجميل مأسوية أحوالها وقتامتها. الجبال التي غالباً ما كانت تفاخر بـ «وقارها» وهي تُلاقي شيْبَها الموسمي، هي الآن تكتوي بـ «نار جهنّم» السياسية - المالية في البلاد وتتحضّر لصقيعٍ ربما أشدّ مرارة من حرارة «الحريق» الاقتصادي - المعيشي. في لبنان وأعاليه صار الشتاء استحقاقاً يكاد أن يكون مميتاً مع التلاشي المروّع لقدرة اللبنانيين على التدفئة... نعم إنه العراء السياسي - الاقتصادي الذي بات يحرم لقمة العيش ويجعلهم لقمة سائغة هذه المرة في فم صقيع لن يرحم. كيف يواجه الشعب المُنْهَك أصلاً درجات حرارة تنخفض تحت الصفر نزولاً في بعض المناطق؟ كيف يتحمّل الأطفال وكبار السن وتلامذة المدارس في القرى الجبلية البرد القارس من دون وسائل تدفئة؟ وكيف تتحمل العائلات عبء توفير المازوت الذي حلقت أسعاره وصارت بالدولار الأميركي وهي بالكاد قادرة على تأمين قوتها اليومي؟ مَن ينظر إلى همّ هؤلاء ويمدّ لهم يد العون ليحصلوا على حقهم البديهي بالتدفئة؟ وهل يُتركون لمصيرٍ أسود يخيّرهم بين الموت جوعاً أو برْداً؟

يواجهون صقيع الشتاء بلا تدفئة

فيما مضى، اعتاد اللبنانيون الاستعداد باكراً لفصل الشتاء ولا سيما مَن يقطنون الجبال العالية فكانوا يخزّنون براميل المازوت ومؤونة الحطب ليتمكنوا من تمضية الشتاء في قراهم المعلّقة في الأعالي ويضمنوا الحصول على التدفئة المطلوبة.

اليوم، تبدّلت الأحوال.

فالشتاء يحلّ مترافقاً مع أهوال الأزمة الاقتصادية الخانقة ومحمَّلاً بسيل من الهموم يواجهها اللبنانيون باللحم الحيّ. برميل المازوت يعادل سعره 150 دولاراً أميركياً. وبحسب التقديرات تحتاج العائلة المتوسطة إلى خمسة براميل أو أكثر في الموسم أي ما قد يناهز 1000 دولار أي أكثر من 21 مليون ليرة، وفق سعر العملة الخضراء في السوق الموازية، والذي عاود وثباته الكبيرة في الأيام الأخيرة. هو رقم مليونيّ خيالي بلا شكّ لن يكون ممكناً على العائلة المتوسطة والفقيرة تأمينه هذا إن بقيت المادة متوافرة في السوق المحلي ولم تشهد انقطاعاً كما حصل في فصل الصيف. أهالي المناطق الجبلية وفاعلياتها بدأوا يرفعون الصوت متوجّسين من الأيام الآتية، طالبين من السلطات المعنية مساعدتهم ولكن حتى الآن لا حياة لمَن تنادي. فالحكومة التي رفعت الدعم عن المحروقات من دون إيجاد أي خطط بديلة والتي لم تتمكن حتى اليوم من تنفيذ البطاقة التمويلية، لا تبدو جاهزةً ولا مستعدّة لمعالجة مشكلة التدفئة. ووزارة الطاقة التي عجزتْ عن تأمين الكهرباء تركتْ المواطن عالقاً بين مطرقة جنون فاتورة الإنارة بمولّدات الأحياء التي تعمل على المازوت، وسندان التكلفة الحارقة لمازوت التدفئة. بعضُ المرجعيات السياسية ومع اقترابِ موسم الانتخابات النيابية الربيع المقبل مبدئياً، بدأ «التحميةَ» لهذا الاستحقاق ويعمل لتأمين مادة المازوت للناخبين قبل انطلاق الحملة الانتخابية حتى لا يُعتبر الأمر «رشوة»، كما باشرت بعض الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية العمل على دعم سكان المناطق العالية وتوفير بطاقاتٍ تخوّلهم الحصول على عدد معين من صفائح المازوت مجاناً، لكن العددَ لا يزال محدوداً جداً والمساعدة غير معمَّمة على كل المواطنين.

كلفة التدفئة همّ ثقيل

في حديث لـ «الراي»، يشرح وسيم مهنا مختار منطقة كفرذبيان، وهي من أعلى القرى الجبلية وأكثرها ازدحاماً بالمنتجعات السياحية، «أن الوضع هذا العام كارثي على سكان البلدة والقرى المحيطة بها، والتدفئة همّ إضافي يثقل كاهل أهالي الجبال وسكانها وحاجة أساسية لمعيشتهم اليومية، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم بات يمضي الشتاء في القرية بعدما صارت الإيجارات في المدن مرتفعة جداً وبعدما أصبحت المواصلات أسهل وعمليات جرف الثلوج وتأمين وصول التلامذة إلى مدارسهم مؤمنة بشكل دائم». ويضيف: «سابقاً كان يتم دعم مادة المازوت وكانت أمور الناس مسهّلة. أما اليوم، فمتوسط تكلفة التدفئة المتوقعة تقارب 300 ألف ليرة يومياً وقد تتخطاها إذا ارتفع سعر المازوت لأن البيت العادي يحتاج إلى ما يعادل 20 ليتراً يومياً لجهاز تدفئة واحد. ويأتي غلاء المازوت ليضاف إلى نكبة الأهالي الاقتصادية حيث يعتمد غالبيتهم على الزراعة وقد باعوا محصولهم الزراعي ولاسيما التفاح بأقلّ من سعر التكلفة، نتيجة ارتفاع أسعار البرادات بسبب غلاء المازوت والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي من جهة، وغلاء الأسمدة والمواد الزراعية وأيضاً نتيجة تعثُّر التصدير الى الخارج والدول العربية من جهة أخرى. وهذا الكساد في المواسم الزراعية انعكس سلباً على قدرة أهالي الجبال على تخزين المازوت». من هنا، يرى المختار أن الوضع إلى تأزم ما لم تبادر المرجعيات المحلية والأهلية إلى مدّ يد المساعدة أما الدولة فلا يؤمل منها الكثير نظراً لأوضاعها المعروفة. ويقول: «الحل هو في قيام البلديات الميسورة بدعم ناسها أقله ببرميل أو برميلين من المازوت، وأن تقوم الأحزاب على اختلافها بتقديم العون إلى مناصريها ولا سيما مع اقتراب موسم الانتخابات وأن تعمل الجمعيات الخيرية القادرة على استبدال الإعانات الغذائية بمادة المازوت. وكذلك يمكن للمرجعيات الدينية أن تلعب دورها على هذا الصعيد وأن تؤمّن الدعم ليس للأهالي فقط بل للمدارس أيضاً التي تتبع في غالبيتها لهذه المرجعيات، حيث إن ما ينتظر طلابها في الشتاء قاس جداً. وحتى الدول الصديقة التي لا تزال تهتمّ بلبنان وأهله يمكن أن تكون لها يد في المساعدة حتى لا يَدفع أبناء لبنان من لحمهم ودمهم ضريبة الانهيار الاقتصادي الذي أصاب دولتهم».

بالحطب والبلاستيك والكرتون... يتدفؤون

مع وصول سعر قارورة الغاز المنزلي إلى عتبات خيالية وتحليق سعر المازوت عالياً بحيث لم يعد خيار استخدام المادتين متاحاً للتدفئة إلا لقلّة من اللبنانيين، كان لا بد للأهالي من العودة الى «زمن كان يا ما كان» حين كانوا يستخدمون الحطب لإشعال مدافئهم. ولكن يبدو أن هذا الخيار كذلك بات صعباً مع بلوغ سعر طن الحطب 200 دولار فيما يحتاج البيت أقله إلى خمسة أطنان في الموسم لتوفير التدفئة الضرورية. وهذا الأمر بدأ ينعكس بشكل سلبي جداً على الطبيعة وأشجارها حيث عمد بعض أهالي الجبال والمناطق البعيدة في الأطراف إلى قطع الأشجار بشكل عشوائي وغير شرعي لاستخدامها في التدفئة. وفي حين يقول مختار كفرذبيان أن الأمر مرفوض في منطقته و»لا يزال تطبيق القوانين محترَماً حتى لا تفقد الدولة ما تبقى لها من هيبة»، فإن منطقة رأس بعلبك مثلاً، تشهد كارثة بيئية، حيث قام مجهولون بقطع الأشجار الصغيرة التي تم زرعها في أراض مخصصة لـ «المشروع الأخضر» الذي كان مشروعاً رائداً يفاخر به لبنان، وحوّلوها حطباً للتدفئة. ويؤكد مختار رأس بعلبك يوسف روفايل، أن «غالبية أهالي القرية ستضطر للنزول إلى بيروت لأنهم غير قادرين على تحمل برد الشتاء بلا أي وسيلة للتدفئة». ويقول «أوضاع الناس مؤلمة ولا سيما أن سكان القرى غالبيتهم من المتقاعدين وينالون راتباً تقاعدياً انخفضت قيمته إلى أدنى حد ولم يعد قادراً على تلبية احتياجاتهم الأساسية. لكن ما يسند هؤلاء هو بعض المساعدات التي يتلقونها اليوم على أبواب الموسم الانتخابي من مازوت ومبالغ مالية ولكنها تبقى غير كافية. وقد بدأنا نلاحظ موجة من قطع الأشجار الحرجية والمثمرة لاستخدامها في التدفئة».

لاجئون في وطنهم

هذا حال اللبنانيين اليوم، على عتبة الشتاء. فهل يتحوّلون لاجئين في وطنهم أم يجدون أنفسهم مضطرين لتذوق ذلّ طلب المعونة من مرجعياتهم؟ وماذا عن النازحين السوريين في المناطق البقاعية والسلسلة الشرقية وكيف يؤمّنون مادة المازوت ووسائل التدفئة؟...... تؤكد «سلام» التي تعمل في جمعية لغوث اللاجئين السوريين، أن المسجَّلين منهم ضمن لوائح الأمم المتحدة ينالون شهرياً مبلغاً بالدولار يمكّنهم من تأمين غالبية احتياجاتهم ولكن مع ارتفاع الأسعار لا شك أنهم سيعانون مثل اللبنانيين أزمةً في توفير التدفئة. لكن المختار وسيم مهنا، يرى أن مأساة اللبنانيين باتت أكبر من مأساة السوريين الذين تقف المنظمات العالمية إلى جانبهم تساندهم وترعى شؤونهم، فيما اللبنانيون متروكون لمصيرهم، وهناك الكثير من العائلات التي كانت تعيش مستورة من غلة أرضها ترفض طلب المساعدة وتفضّل أن تستر نفسها بما أمكن بدل قبول الصدقات من هنا وهناك. ومَن راقب المناطق الجبلية الفقيرة في موسم الشتاء الماضي، لاحظ بأم العين كيف كان بعض الأهالي يعمدون إلى إشعال ما توافر من مواد قابلة للاشتعال، مثل الورق والكرتون وحتى البلاستيك والنايلون «يفرزونه» من النفايات، أو كانوا يجمعون أغصان تشحيل الأشجار اليابسة و«الجفت» المتبقي من عصر الزيتون ليحولوه مادة يشعلونها في مواقدهم... وكأنه كُتب على الشعب اللبناني أن «يتجمّد» برْداً، مكتوياً بـ «جهنّم» الانهيار.

 



السابق

أخبار وتقارير... تقرير: إسرائيل تستعد لصراع محتمل مع إيران...هل أصبح رون أراد وإيلي كوهين في مكان واحد؟ إيران تنتظر معلومات عن مصير ديبلوماسييها الأربعة....واشنطن تحذّر روسيا من ارتكاب «خطأ فادح» جديد في أوكرانيا..موسكو تساند بيلاروس عسكرياً في «أزمة المهاجرين»... التشدد الداخلي في الصين... انطلاقة جديدة أم تغطية للتصدّع؟...الصين «مستعدة» للعمل مع الولايات المتحدة لحل الخلافات..مناورات صينية قرب تايوان...المبعوث الأميركي لأفغانستان يلتقي وزير خارجية «طالبان».. «طالبان» تؤكد أن «داعش»... «تحت السيطرة».. التوتر على حدود التكتل الأوروبي يثير مخاوف مواجهة عسكرية..مهندسة تقرّ بتزوير نتائج اختبارات الفولاذ للغواصات الأميركية..

التالي

أخبار سوريا... «وثيقة التطبيع» مع سوريا تشترط خروج القوات الأجنبية.. وضع جدولاً للخطوات المطلوبة من دمشق و«الحوافز» المعروضة.. مسؤول أميركي لوفد كردي: ثلاثة أسباب لوجودنا شرق سوريا.. واشنطن: أبلغنا الشركاء بعدم تشجيع التطبيع مع الأسد .. اتفاق بين وزارة الكهرباء السورية وتجمع شركات إماراتية لإنشاء محطة كهروضوئية.. "موازين القوى" في سوريا.. هل بات موقف إيران صعبا؟.. مقتل 5 من عائلة واحدة في غارة روسية على إدلب..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,327

عدد الزوار: 6,758,601

المتواجدون الآن: 126