أخبار لبنان... وزير خارجية لبنان: فشلنا في حل الأزمة مع السعودية ..الإمارات تطالب مواطنيها في لبنان بالعودة في أقرب وقت...لبنان الرسمي يعمّق الأزمة مع دول الخليج بـ «أخطاء متعمّدة»..حزب الله «يتحكّم» بموقف قرداحي وخيار استقالة الحكومة «غير وارد».. انضمام دبلوماسي أميركي لاجتماع «خلية الأزمة» يثير تساؤلات.. ميقاتي يعوّل على ماكرون... والسعودية لا ترى "جدوى" من لبنان "الإيراني"..الرياض لمعالجة ارتهان البلد لإيران.. رعونة سياسية تحمي «تهوُّر قرداحي» والانقسام الوزاري يُهدِّد برنامج الكهرباء والغاز ومفاوضات الصندوق..ميقاتي للغرب: غطّوني أو أستقيل..

تاريخ الإضافة الإثنين 1 تشرين الثاني 2021 - 4:52 ص    عدد الزيارات 1794    التعليقات 0    القسم محلية

        


وزير خارجية لبنان: فشلنا في حل الأزمة مع السعودية وهناك قساوة من المملكة لا نتفهمها...

روسيا اليوم...المصدر: "الجديد" + وكالات.... أعلن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، عن فشل خلية الأزمة الحكومية لحل التوتر الحالي مع السعودية، مشيرا إلى أن المملكة تبدي "قساوة" لا يتفهمها الجانب اللبناني. وقال بوحبيب، في حديث لقناة "الجديد" اللبنانية مساء اليوم الأحد: "لم يعد هناك وجود للخلية التي انتهى أمرها نتيجة فشلها ونحن الآن جميعا على اتصال مع (رئيس الوزراء نجيب) ميقاتي". وأوضح حسب القناة: "الخلية فشلت لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضا وهي لن تجتمع مرة أخرى". وتابع وزير الخارجية: "هناك قساوة سعودية لا نتفهمها فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار وما عملنا حوار". وأكد بوحبيب: "لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار". وأعلنت الحكومة السعودية، مساء الجمعة، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور مع إمهال السفير اللبناني لدى المملكة 48 ساعة للمغادرة، وذلك على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت، المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الذي قال في حديث مسجل لبرنامج "برلمان شعب" على قناة "الجزيرة" في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: "شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف". واعتبر قرداحي أن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي"، ليوجه له أحد الحضور سؤالا: "هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟". ورد: "أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات". واتخذت الإمارات والبحرين والكويت خطوات مماثلة، ويهدد هذا التوتر الدبلوماسي بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان حاليا. وعلى خلفية هذه الأحداث شكلت الحكومة اللبنانية خلية لحل هذا التوتر، وبعد أول اجتماع لها السبت أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، "حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض ولا تتسبب في أزمة بين البلدين لا سيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة".

لبنان: قرداحي يرفض الاستقالة بدعم من «حزب الله»

ميقاتي يتواصل مع دول عربية... والإمارات تدعو مواطنيها للمغادرة

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... لا تزال الأزمة بين لبنان ودول الخليج تأخذ مداها، معيدةً إحياء الاصطفافات السياسية العمودية بين الفرقاء والمحاور، خصوصاً بعد إعلان وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي تسببت تصريحاته في تلك الأزمة، أمس، رفضه الاستقالة، وصدور موقف جديد عن "حزب الله" يتمسك به ويرفض الضغوط "الخارجية والداخلية" عليه، في وقت دعت الإمارات مواطنيها في لبنان إلى ضرورة "العودة لأرض الوطن". يأتي ذلك، في وقت تعمل بعض الأطراف ومنها رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وفق منطق "امتصاص الصدمة"، بهدف الحفاظ على الحكومة. وتؤكد مصادر سياسية رفيعة أن ميقاتي لا يريد الاستقالة، لكنه حاول التلويح بها لعلّه يستدرج المزيد من العروض، التي قد تصل إلى حد استقالة قرداحي فيكون ذلك ثمناً لإعادة تعويم الحكومة، غير أن موقف قرداحي و"عرابَيه" السياسيين "حزب الله" ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الرافض للاستقالة، وضع مساعي ميقاتي في مأزق. وتوضح المصادر أن ميقاتي تواصل مع "حزب الله" بشكل غير مباشر عند اندلاع الأزمة، وأبلغه أنه في حال لم تعالج المشكلة، فإنه ينوي تقديم استقالته، لكن الحزب شعر بأن ميقاتي يحاول استدراج عروض، فرد بأنه غير مهتم ببقاء الحكومة وليس معنياً بأي قرار يتخذه رئيسها. ودفع ذلك ميقاتي للتراجع خطوة إلى الوراء، فتواصل مع الفرنسيين والأميركيين في محاولة لإيجاد مخرج، وبالفعل طلب منه الفرنسيون التريث مؤكدين أنهم سيدخلون في وساطة لحماية الحكومة والبحث عن تخفيف الإجراءات الخليجية. كذلك أُبلغ ميقاتي، حسب ما قال وزير خارجيته، بموقف أميركي يشير إلى ضرورة الحفاظ على الحكومة، لأنها ضامن للاستقرار، وهكذا ضمن ميقاتي موقفاً دولياً إلى جانبه. في الوقت نفسه، يحاول ميقاتي، انطلاقاً من الحفاظ على حكومته، التواصل مع عدد من الدول العربية، بينها مصر، إلى جانب رهانه على الدورين الفرنسي والأميركي، ليبقى في موقعه، غير أن مصادر معارضة له تعتقد أنه لن يتمكن من البقاء على رأس حكومة تكرّس القطيعة مع دول الخليج، وأن نهجه هذا سيقود إلى التعاطي معه كما كان لدى تشكيله ما يعرف بـ "حكومة القمصان السود"، أو "حكومة الانقلاب"، من قبل "حزب الله" عام 2011. ولم تعد المشكلة بين لبنان ودول الخليج محصورة بتصريح قرداحي، أو باستقالته، بل بمسار سياسي يضع لبنان على سكة بعيدة جداً عن توجهات دول الخليج، في حين تؤكد المصادر أن ميقاتي لن يكون قادراً على الاستمرار في هذا المسار، لأن نتائجه ستكون سيئة جداً على الوضع الاقتصادي والمالي من جهة، وعلى الأوضاع السياسية والأمنية من جهة أخرى، لأن ذلك سيؤدي إلى حصول استنفار سياسي كبير في البلد. استقالة قرداحي أصبحت تفصيلة في الأزمة الكبرى، وتعتبر مصادر قريبة من السعودية أن خطوة قطع العلاقات هي نوع من صدمة أرادت الرياض إحداثها في لبنان، وخصوصاً لدى حلفائها، للاستفاقة من زمن النوم، وهي لا تعكس انسحاباً سعودياً، بقدر ما هي استعداد للتدخل والاهتمام أكثر على قاعدة واضحة؛ مفادها أنه إذا أراد حلفاء السعودية دوراً لها بلبنان، فعليهم أن يتحركوا، أما إذا أرادوا الاستمرار في حالة الاستسلام فسيخسرون كما سيخسر لبنان، وعندها لا تكون الرياض معنية بأي تسويات أو مساعدات. وتقول المصادر إن الخطوة السعودية تؤشر إلى أن العلاقة انتقلت إلى مرحلة جديدة، أي انتهاء زمن المواقف الرمادية.

الإمارات تطالب مواطنيها في لبنان بالعودة في أقرب وقت

الراي... طالبت الإمارات مواطنيها الموجودين في لبنان حاليا، بضرورة العودة إلى الدولة في أقرب وقت، حسب بيان لوزارة الخارجية الإماراتية صدر اليوم الأحد. وقالت الوزارة إنه «نظرا للأحداث الراهنة وبناء على قرار منع سفر مواطني الإمارات إلى لبنان الذي جاء تزامنا مع قرار سحب الإمارات ديبلوماسييها من لبنان، تدعو الوزارة جميع مواطنيها الموجودين في لبنان بضرورة العودة إلى الإمارات في أقرب وقت». وأوضح وكيل وزارة الخارجية خالد بالهول، أنه «تجسيدا لحرص الإمارات الدائم على متابعة أوضاع مواطنيها في الخارج وضمان سلامتهم، اتخذت الوزارة كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عودة مواطنيها من لبنان». وأكد المسؤول على «جاهزية الوزارة لتسخير الإمكانات كافة لمساعدة أي مواطن موجود في لبنان، وذلك للعودة إلى الإمارات». والسبت أعلنت الإمارات سحب ديبلوماسييها من لبنان، ومنع سفر مواطنيها إليها، حسبما أعلنت وزارة الخارجية.

قرداحي لن يستقيل وسجالات بين وزراء الحكومة

لبنان الرسمي يعمّق الأزمة مع دول الخليج بـ «أخطاء متعمّدة»

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الراعي: نتطلع إلى أن يتخذ رئيسا الجمهورية والحكومة وكل معني بالموضوع خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية

- الخليجية

- «حزب الله»: كفى تهويلاً ولتكمل الحكومة عملها

- وزير الصحة لوزير الأشغال: الحياة وقفة عز وأيضاً وفاء والتقدير كاملٌ لكل ما تقدّمه دول الخليج للبنان

- الوزير ناصر ياسين لوزير «حزب الله»: لا تُدار الأوطان بتغريدات «بطولية» وأوهام الانتصارات بل بحوار مع الأشقاء العرب لإعادة الثقة معهم

- وزير الخارجية اللبناني اتصل بنظيريْه العُماني والقطري شاكراً

- أنظارٌ على لقاءات ميقاتي في غلاسكو

... «لا شيء». هكذا اختار لبنان الرسمي أن «يفعل» بإزاء «الزلزال» الذي أصاب علاقته بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى والذي توّج «هزات تمهيديةً»، توالت منذ 2011 ووقعت على «فالق» حروب المنطقة التي اقتيدت «بلاد الأرز» إلى «فوهتها» على وقع مسارٍ «كاسِر للتوازنات» الداخلية بامتداداتها الخارجية كرّس خروج الوطن الصغير من عمقه العربي وعنه ورمْيه في الحضن الإيراني. وفي أعقاب ساعاتٍ «رمادية» بقي خلالها الرهانُ على أن يتدارك لبنان الرسمي سوء التقدير الذي حَكَم مقاربته لـ «الخطيئة» التي شكلتها مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي بحق السعودية والإمارات واتهامهما بـ «العدوان» على اليمن، لم تترك بيروت مجالاً، أمس، لأي غموض حيال أنها تُمْعِنُ في تعميق الحفرة التي وجدتْ نفسَها فيها بعدما قرّرت الرياض ودول الخليج أن تضع «النقطة على السطر» تعبيراً عن أن سياسة «ركل الزجاجة» التي كانت بيروت تعتمدها في ما خص مشكلة «حزب الله» انتهتْ صلاحيتها أقلّه لجهة تجديد «بوليصة التأمين» التي لطالما شكّلتها هذه الدول لـ «بلاد الأرز». فمن إعلان قرداحي (لقناة «الجديد»)، أمس، أن استقالتَه من الحكومة «غير واردة»، إلى تبدُّد المناخات التي نقلت عن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي «يستقيل وزير الإعلام أو أنا بفلّ»، بدا أن عصْف الأزمة الديبلوماسية التي بلغت حد استدعاء السعودية سفيرها من بيروت وطلبها مغادرة سفير لبنان ووقف كل الواردات منه، وهو ما أعقبه قيام الكويت والبحرين بخطوات مماثلة (ما عدا وقف الواردات) ثم سحب الإمارات ديبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى «بلاد الأرز»، تتجه إلى فصول أكثر اشتداداً ومفتوحة على شتى الاحتمالات. واستغربت أوساط واسعة الاطلاع إصرار لبنان الرسمي على «إدارة الظهر» للأبعاد العميقة لـ «نفاد صبر» دول الخليج من تحوّل بيروت «خطاً متقدماً» لمشروع التمدّد الإيراني في أكثر من ساحة ولاستهداف أمن السعودية عبر أدوار «حزب الله» في الملف اليمني خصوصاً، معتبرة أن «شرارة» الغضبة الخليجية لم تشكلها تصريحات قرداحي في ذاتها فقط، بل الأهمّ تمنُّع لبنان وميقاتي حتى عن إصدار إدانة مباشرة لهذه المواقف والاكتفاء باعتبار أنها تعبّر عن رأي شخصي أبداه وزير الإعلام قبل نحو شهر من ولادة الحكومة، واعتماد لغة «الأسف» حيال الخطوات السعودية وصولاً إلى اعتبارها تهدّد «التماسك العربي». واستوقف هذه الأوساط أيضاً أن لبنان، الذي بدا معزولاً بالكامل في غمرة مأزقه ولم يتمّكن حتى من «رفْع السماعة» للتحدث مباشرة مع أي من العواصم المعنية بالإجراءات الزاجرة، عمد إلى ما يشبه «الخطأ المتعمّد» بمجاهرةٍ نافرة بإدخال واشنطن على خط أزمته مع دول الخليج عبر استدراج وساطةٍ، بدت أقرب إلى «الاستقواء»، تلاها إجراء وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اتصاليْ شكر بنظيريه العُماني بدر بو السعيدي ثم القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. وإذ شكر بوحبيب لنظيره القطري «الجهود كافة المبذولة لاحتواء التصعيد والتخفيف من حدة الأزمة الراهنة»، مشدداً «على أهمية التواصل والتلاقي مع كل الأشقاء الخليجيين والعرب وحرص لبنان على أطيب العلاقات معهم بما يخدم مصلحة الجميع»، ثمّن خلال اتصاله بـ بو السعيدي «البيان الصادر عن الخارجية العُمانية بخصوص الأزمة الراهنة ومؤكداً على أهمية الحوار والتفاهم لتجاوزها وحرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات الأخويّة مع أشقّائه العرب والخليجيين». ودعت الأوساط نفسها إلى التوقف ملياً عند «الإشارة المَلكَية» التي شكّلها الاتصالان اللذان أجراهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس بكل من سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة شاكراً إياهما على الإجراءات التي اتخذها البلدان تجاه تصريح الوزير قرداحي، معتبرةً أن هذا التطور يعزز الاقتناع بأن المملكة العربية السعودية دشّنت صفحة جديدة من التعاطي مع الواقع اللبناني لم يعُد فيها مكان لتمييز بين الدولة وبين «حزب الله» بعدما عزّز الأداء الرسمي والوقائع السياسية امحاء الخط الفاصل على هذا الصعيد. وبحسب الأوساط عيْنها، جاء تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ليؤشر إلى أن إجراءات الرياض بحق لبنان ليست على طريقة «غضبة وتمرّ» بل هي من ضمن مسار يُرجح أن يكون غير قابل للعودة عنه قبل أن تلمس المملكة تبدُّلاً حقيقياً في الواقع اللبناني ووضعية تسليم الدولة بـ «التحكم والسيطرة» لـ «حزب الله» على كل مفاصل القرار فيها. فالأمير فيصل بن فرحان، الذي أكد أن «لا رأي لنا إذا كانت حكومة لبنان تبقى أم لا»، أوضح انه «ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران»، وأن لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي، مضيفاً: «هيمنة ‏حزب الله على النظام السياسي تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى (...) والسعودية ستدعم أي جهود نحو إصلاح شامل يعيد إلى لبنان مكانته في العالم العربي (...) والحوار مستمر مع الشركاء الدوليين في شأن لبنان». وإذ حملت تغريدة السفير السعودي وليد بخاري غداة مغادرته بيروت، رفْضاً متجدداً لمحاولات لبنان الرسمي التستر وراء «الموقف الشخصي» لقرداحي لتبرير التلكؤ عن أي خطواتٍ تعكس استشعار فداحة ما ارتُكب ورغبة حقيقية في صون العلاقات مع السعودية ودول الخليج هو الذي كتب «(المُخْطِئُ لا يَرْتَكِبُ الخَطِيئةَ إِلاَّ بِإرادةٍ مُسْتَتِرَة)... قالَها جُبران فسمِعها العالَم!!! ذلك هو أديبُ الكلمةِ جبران خليل جبران»، فإن ما اعتُبر طياً في لبنان لصفحة استقالة أو إقالة قرداحي بدا إشارة بالغة السلبية تعكس استسهال بيروت ترْك هذه العاصفة تعتمل وتوغل في التأزم. والأسوأ في رأي الأوساط المطلعة بروز رهان على منطقٍ لم يعُد قابلاً لـ«التسويق» ويقوم على مفاضلة يجري الترويج لها بين أزمة داخلية سيفجّرها دفْع قرداحي للاستقالة وما قد يليه من انسحاب الوزراء الشيعة من تطييرٍ للحكومة في غمرة الانهيار الكبير، وبين أزمة مع الخارج تُرك أمر معالجتها لاتصالاتٍ دولية مع الرياض انطلاقاً من أن ثمة رغبة خارجية في الحفاظ على حكومة ميقاتي. وإذ تتجه الأنظار في هذا الإطار إلى لقاءات متوقعة لميقاتي اليوم وغداً في غلاسكو على هامش قمة المناخ، رأت هذه الأوساط أن محاولة الإيحاء بأن الأزمة المستجدة بين دول الخليج ولبنان هي «مشكلة الآخرين» ويحّلها الآخرون ستؤدي لمزيد من التفاعلات المتدحْرجة، مذكرة بأن باريس، التي جرى توسيطها مراراً مع الرياض لإنهاء حال «النأي بالنفس» عن الواقع اللبناني قبيل تشكيل الحكومة، لم تنجح في تبديل موقف المملكة الذي جاءت أحداث الأيام الأخيرة لتعزز مرتكزاته. ولم يكن ينقص وفق الأوساط عيْنها إلا أن يتولى «حزب الله» وضْع الأزمة في سياق «حصار ومحاولة عزل للبنان لإخضاعه والسيطرة عليه واستهداف اللبنانيين»، معلناً بلسان النائب حسن فضل الله«لن نسمح لهم بإخضاع لبنان والسيطرة عليه، فهذه هي المعادلة، هم يريدون أن نخضع، ونحن نريد أن نتصدى (...) والحكومة والشعب وأصحاب الكرامة عليهم ألا يقبلوا بهذه الطريقة، ولا ننتظر مساعدات كي يبتزنا ويذلنا بها أحد»، مؤكداً «نقف إلى جانب الوزير قرداحي، لأنه لم يخطئ، ولكن للأسف توجد ضغوط قوية عليه، ويهولون بأن البلد سيخرب، ونحن برأينا بأن القضية ليست متعلقة بالاستقالة وليس لها علاقة بشخص، فهم سيكملون بمسارهم لإخضاع كل البلد. فكفى تهويلاً ولتكمل الحكومة عملها». وفي موازاة ذلك، لاحت بوادر سجالاتٍ داخل الحكومة نفسها حول خلفيات الأزمة ومآلاتها، وسط علامات استفهام حول إذا كان إصرار لبنان الرسمي على «سياسة حافة الهاوية» في هذه الأزمة قد يؤدي إلى تصدعات داخل مجلس الوزراء نفسه. فبعد تغريدة وزير «حزب الله» علي حمية (وزير الأشغال) قائلاً «السيادة الوطنية واستقلالية القرار وكرامة لبنان تسمو على كل اعتبار، فألف نعم ونعم للندية في العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل، وألف لا ولا لإذلال وطن وشعب جُبِل على حرية الرأي، وألف نعم ونعم لشدِّ الأحزمة وعدم الخضوع للابتزاز، فما الحياة إلاَّ وقفة عز»، غرّد وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض «صحيح الحياة وقفة عز، وهي أيضاً وقفة وفاء، وأقولها كلبناني أقام وعمل في المملكة لسنين، مع كامل التقدير لكل ما قدمته وتقدمه دول الخليج للبنان، من دعم وأعمار ومنح، وفرص عمل». بدوره، ردّ وزير البيئة ناصر ياسين عبر حسابه على تويتر: «لا تُدار الأوطان بتغريدات (بطولية) وأوهام الانتصارات، بل بحكمة وتروي لمعالجة الكم الهائل من الأزمات، المزمن منها والمتجدد، وبحوار مع الأشقاء العرب لإعادة الثقة معهم، وبانفتاح على المجتمع الدولي». وعلى وقع هذه التطورات الساخنة، وفي أول موقف له من الأزمة مع دول الخليج، أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «أن الأزمة مع السعودية خصوصاً ودول الخليج العربي عموماً، متعددة الأسباب ومتراكمة، ومن شأنها أن تسيء إلى مصلحة لبنان واللبنانيين». وقال: «لذلك نتطلع إلى أن يتخذ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل معني بالموضوع، خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية الخليجية. وإذ ندعو إلى هذا الموقف الحاسم، فدفاعاً عن لبنان واللبنانيين المقيمين في الوطن وفي الخارج».

لبنان: حراك شعبي ومدني رافض لتخريب العلاقات مع الخليج

بيروت: «الشرق الأوسط»... ما تزال السلطات اللبنانية عاجزة عن القيام بحراك فعلي لمواجهة تداعيات الأزمة القائمة مع دول الخليج، باستثناء المراهنة على حراك خارجي يخفف عن أهل السلطة مسؤولية مواجهة الأزمة، في وقت استمرت فيه المواقف الرافضة لمواقف وزير الإعلام جورج قرداحي، داعية إلى علاقات متينة بين لبنان ومحيطه العربي. ومن المتوقع أن تكون هذه القضية محوراً أساسياً في لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولا سيما لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أسكوتلندا حيث يشارك في قمة المناخ، بحسب ما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، فيما أجرى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب اتصالات بنظيريه القطري والعُماني، داعياً إلى «ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد». واتصل بو حبيب بوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «مرحباً وشاكراً» جميع الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد والتخفيف من حدة الأزمة الراهنة، ومشدداً «على أهمية التواصل والتلاقي مع جميع الأشقاء الخليجيين والعرب، وحرص لبنان على أطيب العلاقات معهم بما يخدم مصلحة الجميع»، كما أجرى اتصالاً بنظيره العُماني بدر بو السعيدي، مثمّناً البيان الصادر عن وزارة الخارجية العُمانية بخصوص الأزمة الراهنة، ومؤكداً على «أهمية الحوار والتفاهم لتجاوزها، وحرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات الأخويّة مع أشقّائه العرب والخليجيين». وفي الإطار نفسه، رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين بـ«البيان الصادر عن وزارة الخارجية العمانية، الذي أعربت فيه عن أسفها العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية»، ودعت، بحسب بيان صادر عنها (الخارجية اللبنانية)، الجميع إلى «ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، وأكدت الوزارة «حرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات مع إخوانه الخليجيين والعرب». في غضون ذلك، استمرت المواقف المنددة بما آلت إليه الأمور نتيجة تصريحات قرداحي ورفضه الاستقالة حتى الساعة، محذرة من تداعيات هذه الأزمة على لبنان من الناحيتين السياسية والاقتصادية. وقال النائب في «تيار المستقبل» هادي حبيش إن جزءاً كبيراً من اللبنانيين، الذين لا يوافقون على أي كلام سياسي ضد الخليج، يدفعون ثمن هذه المواقف، مضيفاً: «ضربتان كبيرتان أصابتا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أولاً التحقيقات بتفجير المرفأ وتداعياتها، وثانياً الأزمة الدبلوماسية نتيجة كلام وزير الإعلام، وأتمنى أن تبقى الحكومة، لأن وجودها أفضل من عدم وجودها». من جهته، اعتبر النائب في «حزب القوات اللبنانية» شوقي الدكاش أن استقالة قرداحي خطوة أولى لمعالجة الأزمة الدبلوماسية، وحفاظاً على هوية لبنان العربية. واستنكر المجلس اللبناني - السعودي «تصريحات قرداحي، ومن قبله وزير الخارجية السابق، شربل وهبة، وغيرهما من المسؤولين، ممن أساءوا إلى علاقة لبنان بمحيطه العربي، ولا سيما الدول التي وقفت إلى جانبنا أوقات المحن، وفي مقدمها السعودية»، داعياً الحكومة كي تمارس عملها باستقلالية، وإلى إقالة قرداحي. ودعا المجلس، في بيان له، المسؤولين إلى «اتخاذ التدابير الآيلة إلى إقالة وزير الإعلام، الذي تسبب بأزمة غير مسبوقة مع السعودية ودول الخليج الأخرى». وأوضح المجلس أنه «إذا تُرك الأمر من دون معالجة جذرية، فسيلحق أضراراً بالغة بالمصلحة العليا للدولة واللبنانيين، الذين يتطلعون إلى تمتين العلاقات مع محيط لبنان العربي، وتصحيح المسار الانحداري الذي أخذ لبنان إلى مواقف ساهمت في عزلته عن الدول الشقيقة التي استمد منها منذ تأسيسه عناصر القوة والتطور الاقتصادي وساعدت في إنهاء النزاعات المسلحة والحفاظ على سلمه الأهلي». وأكد أنه «حرصاً منا على أبناء الجالية في السعودية والخليج، وعلى مصالح المزارعين والحرفيين والصناعيين والمصدرين والتجار والمقاولين، وغيرهم ممن يحتاجون أكثر من أي وقت لحماية مصالحهم من العبثية والتدهور، وحرصاً على مصالح الشعب كله، ندعو إلى يقظة ضمير، وإلى انتفاضة وطنية شاملة، بغية إعادة الأمور إلى طبيعتها ولبنان إلى بيئته الخليجية والعربية عامة»، معلناً «أننا ندعو الحكومة، إلى أن تمارس عملها باستقلالية، وبما يمكّنها من تعبئة جهود الأشقاء والأصدقاء، للقيام بالإصلاحات المطلوبة تمهيداً لوضع لبنان على خط التعافي الاقتصادي، واستعادة الثقة الدولية والعربية به». من جهتها، دعت جمعية الصناعيين للإسراع باتخاذ مواقف تحمي لبنان وتصون مصالح شعبه. وقالت الجمعية، في بيان لها: «بين المصالح والكرامة نختار الكرامة، لكن الكرامة الحقيقية هي عندما لا نقبل أن ننفذ إملاءات أو رغبات أي طرف يستعملنا كصناديق بريد. الكرامة الوطنية تقتضي أن نلتزم صراحة مصلحة لبنان قبل أي اعتبار آخر، مهما علا شأنه، وأن ننأى بأنفسنا عن الدخول في صراعات لا تعنينا. لأن ما يجب أن يعنينا هي فقط مصالحنا والقضايا التي تهم شعبنا ووطننا». ودعت جميع المسؤولين من أعلى الهرم، إلى «الإسراع باتخاذ المواقف التي تحمي لبنان وتصون كرامته ومصالح شعبه وكرامة مواطنيه»، مناشدة رئيس الجمهورية «الذي أصرّ أمام الأمم المتحدة على دور لبنان الجامع ومركز الإنسان، وليس بلد المَحاور والاصطفافات الإقليمية، ورئيس مجلس النواب الحريص دوماً على دور لبنان في المنطقة وعلى وحدة اللبنانيين، ورئيس مجلس الوزراء وهو، صاحب مقاربة النأي بالنفس، أن يجتمعوا حول هذا المبدأ، وألا يسمحوا بأن ينزلق الوطن في صراعات المنطقة والمفاوضات الدولية، وأن يحافظوا على علاقاتنا مع أصدقائنا حول العالم، وخصوصاً مع من لا يتدخل في شؤوننا». وأوضحت الجمعية، أنه «فعلاً لا يمكننا على الإطلاق، مهاجمة بلد شقيق أو صديق، ومن ثم نطلب منه معاملتنا معاملة حسنة. ومن المؤسف جداً أنه حتى اليوم ورغم الاتصالات والمراجعات واستمرار الضرر الكبير على القطاعين الصناعي والزراعي، هناك استهتار مستشرٍ لدى الدولة التي لم تتخذ إجراءات لمنع تهريب المخدرات إلى السعودية وغيرها من البلدان». ولفتت إلى أنه «في خضم هذه الأحداث والأوضاع المأسوية التي يمر بها لبنان الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، لا يمكن بعد الآن تدوير الزوايا، لا يمكن ترك السياسة تهدم الاقتصاد لمصالح خارجية. صراحة لم يعد بوسعنا ولا بمقدورنا تحمل استيراد حروب وصراعات الآخرين إلى أرضنا. ونرفض رفضاً مطلقاً الانجرار إلى فتنة تنضوي تحت رايات التحريض المذهبي والانقسامات الطائفية، وبالتأكيد نرفض التحريض الذي يستهدف أي دولة»، وأكدت: «المطلوب التزام الحياد الذي يعتبر الحل الوحيد لأي دولة بحجم لبنان وتعدد طوائفه. فنحن رواد سلام، ونطالب بإعطاء لبنان واللبنانيين فرص اقتصادية وإنمائية ومعيشية حقيقية للابتعاد عن خيار الانهيار».

حزب الله «يتحكّم» بموقف قرداحي وخيار استقالة الحكومة «غير وارد»

الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم... أكد وزير الإعلام جورج قرداحي أن استقالته من الحكومة غير واردة فيما بدت واضحة الضغوط التي يمارسها حزب الله لجهة رفضه هذه الاستقالة وهو الخيار المستبعد بالنسبة إلى الحكومة مجتمعة حتى الساعة مع تكثيف الاتصالات الخارجية على أكثر من خط لإيجاد حل للأزمة بين لبنان ودول الخليج التي سيكون لها تداعيات سلبية على مختلف الصعد في لبنان. وفيما قالت مصادر في «الحزب التقدمي الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط» إن موقف حزب الله هو الذي يتحكم بقرار قرداحي لجهة الاستقالة من عدمها، أكدت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» أنه يتم العمل على إيجاد حل من المرجح أن يكون أساسه استقالة قرداحي، ولفتت في الوقت عينه إلى أنه ليس هناك أي توجه لاستقالة الحكومة حتى الآن لا سيما أن المجتمع الدولي غير مشجع للخطوة لما لها من آثار سلبية على البلد. وأمس أعلن قرداحي لقناة «الجديد» أن استقالته من الحكومة غير واردة وهو موقف تزامن مع تصعيد من قبل النائب في حزب الله حسن فضل الله ووزير الأشغال المحسوب على الحزب علي حمية الذي دعا إلى «شد الأحزمة وعدم الخضوع للابتزاز». وقال حمية في تغريدة له: «السيادة الوطنية واستقلالية القرار وكرامة لبنان، تسمو على كل اعتبار». من جهته كان واضحاً النائب فضل الله برفض ما قال إنها ضغوط تمارس على قرداحي، موضحاً «نرفض الضغوط التي تمارس على وزير الإعلام، سواء جاءت من جهات في الحكومة أو من جهات خارجية، وأي موافقة على سياسة الإذعان هي مزيد من الخضوع والإهانة وعدم الشعور بالكرامة...» مع العلم أن رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية (المحسوب عليه الوزير قرداحي وحليف حزب الله)، كان قد أعلن بعد لقائه البطريرك الراعي يوم أول من أمس، أن وزير الإعلام عرض عليه تقديم استقالته من بكركي أو إلى رئيس الجمهورية لكنه رفض. وفي هذا الإطار، يقول نائب رئيس تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستبعد أن يكون حزب الله هو من شجع قرداحي على عدم الاستقالة بحيث إنه كلما زادت القطيعة والتباعد بين لبنان ودول الخليج سيكون هو مرتاحاً ويستفيد أكثر انطلاقاً من أن هذا الأمر يخلق فراغاً يعتقد أنه (حزب الله) يعمل هو وإيران على سده إضافة إلى تفاقم ردود الفعل الشعبية». من جهته، قال الوزير السابق بطرس حرب: «الجميع يحمل الحكومة مسؤولية هذه الأزمة، وينتظر منها خطوات تسهم في ترطيب الأجواء وحلها»، سائلاً: «لكن هل ستسمح إيران وحزبها بذلك، أم ستستمر في التهديد بالانسحاب من الحكومة، وبالتالي تعطيلها نهائياً وتفجيرها من الداخل، وما سيكون موقف رئيس الجمهورية وحزبه من هذا الأمر؟». ورفض حرب في بيان له «أي مس بالمملكة، ونرفض تعريض اللبنانيين لمخاطر تعطيل علاقات لبنان بها وانعكاس ذلك على المصلحة الوطنية العليا، كما إعطاء أي مبرر لتغطية خطأ الإساءة إليها وعدم اتخاذ الموقف الملائم لمعالجة الأزمة السياسية التي نشأت...»، مضيفاً «ارتكب أحد الوزراء خطأً جسيماً أدى إلى خلق الأزمة في العلاقات اللبنانية - السعودية، والجميع يعلم أن من مصلحة لبنان إيجاد مخرج منها، وأن رفض الوزير المعني الاعتذار من المملكة أو الاستقالة من الحكومة، لرفع الضرر عن لبنان، عمق الأزمة وأدى إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء. الجميع يحمل الحكومة مسؤولية هذه الأزمة، وينتظر منها خطوات تسهم في ترطيب الأجواء وحلها، لكن السؤال الكبير، هل ستسمح إيران وحزبها بذلك، أم ستستمر في التهديد بالانسحاب من الحكومة، وبالتالي تعطيلها نهائيا وتفجيرها من الداخل، وما سيكون موقف رئيس الجمهورية وحزبه من هذا الأمر؟». وختم: «جاءت هذه الحادثة لتؤكد ما نطالب به منذ زمن بعيد، من أن لا قيامة لدولة لبنان ما دام في يد حزب الله سلاح غير شرعي متحكم بالقرارات السياسية للدولة ومصادر للقرار الوطني، وما دام مسؤولوها، من أعلى الهرم إلى أسفله، خاضعين للوصاية الإيرانية وقابلين بمصادرة رأيهم، رغم كل الأضرار والمصائب التي تترتب على ذلك».

انضمام دبلوماسي أميركي لاجتماع «خلية الأزمة» يثير تساؤلات

رؤساء الحكومات اللبنانية السابقون عدّوا دعوته «دعسة ناقصة»

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير... انشغل الوسط السياسي في لبنان باستكشاف الأسباب التي كانت وراء دعوة القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت، مايكل ريتشارد، إلى حضور اجتماع خلية الأزمة التي شكّلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون لمواكبة الجهود المحلية والدولية الرامية إلى إنقاذ علاقات لبنان بدول الخليج العربي. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية بأن حضور ريتشارد الاجتماع جاء بطلب من ميقاتي تبلغه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب للوقوف منه على ما لديه من معطيات تتعلق بالاتصالات الدولية الرامية لرأب الصدع، في موازاة الاتصالات التي يتولاها ميقاتي شخصياً في ضوء استعداده للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن. وكشفت المصادر عن أن أعضاء خلية الأزمة فوجئوا بحضور ريتشارد الاجتماع، وهذا ما دفع بهم إلى سؤال بو حبيب عن الدوافع التي استدعت حضوره، وأن بعضهم صارحه بقوله إن حضوره ليس مناسباً ويشكل إحراجاً له وكان يمكنه أن يلتقيه جانباً بعيداً عن الإعلام، وقالت إن وزير المالية يوسف الخليل اضطر لمغادرة الاجتماع قبل انفضاضه ليتبين لاحقاً أنه كان على موعد مسبق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يفضّل أن تُبحث أزمة العلاقات اللبنانية - الخليجية بصمت بلا أي ضجيج إعلامي بعد أن تردد أن قرداحي طلب موعداً للقائه. وأكدت المصادر أن ريتشارد صارح أعضاء الخلية بضرورة بقاء الرئيس ميقاتي على رأس الحكومة وأن لا مصلحة في استقالته، ليس لاحتمال عدم توفر البديل فحسب؛ وإنما لوجود مخاوف من ذهاب البلد إلى الفوضى والفلتان في الوقت الذي هو في أحوج إليه لمتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لإنقاذه من الكوارث الاقتصادية والمالية من جهة؛ ولمواصلة الجهود لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها لأنه لا مفر من إنجاز هذا الاستحقاق، من جهة ثانية. ولفت إلى أن واشنطن وباريس تتوليان الاتصالات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج لوقف تدهور العلاقات، وقال إنهما يدعمان بقاء الحكومة، كما قال عضو في خلية الأزمة لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً أنه فتح الباب أمام التداول بما هو مطلوب من مقترحات لمعالجة هذه الأزمة لأنه لا مصلحة في أن تبلغ مرحلة اللاعودة. وأكد أن أعضاء خلية الأزمة «ركّزوا على سؤال أساسي يتمحور حول ما إذا كانت استقالة الوزير قرداحي تفتح الباب أمام البدء في معالجة هذه الأزمة». وكشف عن أن «بعض زملائه تواصلوا معه ودعوه إلى تقديره المصلحة الوطنية التي تتطلب منه اتخاذ الموقف الذي يخدم تجاوزها ويؤدي إلى تصويب العلاقات وتصحيحها». ومع أن ريتشارد عدّ أن ما سمعه من الوزراء بخصوص استقالة قرداحي يستدعي ملاحقته باعتبار أنه المدخل للولوج إلى حل الأزمة، فإن رؤساء الحكومات السابقين، بحسب مصدر مقرب منهم، فوجئوا بحضور ريتشارد وعدّوا أن حضوره يأتي في سياق لزوم ما لا يلزم وأنه «دعسة ناقصة» و«لم يكن من مبرر لمشاركته في الاجتماع». ورأى المصدر أنه «لم يكن من داعٍ لذهاب البعض للتعاطي مع حضوره كأن لبنان الرسمي يستقوي بواشنطن للضغط على دول الخليج بدلاً من أن يبادر باعتباره هو من يتحمّل مسؤولية إزاء تراكم المشكلات التي كانت وراء قرارها، وبالتالي فإن تبسيط الأزمة ليس في محله بصرف النظر عما سيؤول إليه حضوره من نتائج». وسأل: «هل دخول (حزب الله) على خط ملف الأزمة سيزيد في صعوبة تصويب العلاقات اللبنانية - الخليجية في الاتجاه الصحيح؟ أم إنه، كما يبدو، بدأ يشكل خطاً اعتراضياً أطل بموقفه من دعوة قرداحي إلى الاستقالة التي شكلت له (حاضنة) ربما تدفعه إلى إقفال الباب في وجه زعيم (تيار المردة) سليمان فرنجية الذي وضع استقالته بين يديه».

ميقاتي يعوّل على ماكرون... والسعودية لا ترى "جدوى" من لبنان "الإيراني"

"حزب الله" يغرز "الخنجر اليمني" في خاصرة الحكومة: قرداحي "يمثّلني"!

نداء الوطن... بعد نهاية أسبوع حافلة بـ"اللف والدوران" حول مسألة استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي من عدمها، انتهى مشهد التخبط الحكومي على سيناريوات مفتوحة على كافة الاحتمالات، بعدما أطاح رعاة قرداحي وحُماته السياسيين والإقليميين بكل صيغ الحلول الممكنة لتطويق ذيول الأزمة المتفجرة مع دول الخليج العربي رأفةً بالبلد المفلس وأبنائه المُعدمين... فلا مناشدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير إعلامه "تقدير المصلحة الوطنية" نفعت، ولا حتى تمني بكركي عليه "تغليب مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى" لاقت آذاناً صاغية، ليأتي رد قرداحي بصريح العبارة عبر قناة "الجديد": استقالتي غير واردة". وبعدما بدا من ميوعة في التعاطي الرئاسي والحكومي أمام هول ما قد تستجره القطيعة الخليجية العربية من ويلات على البلد، ذكّر البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بمسؤولياتهما المباشرة عن الإسراع في اتخاذ "خطوة حاسمة تنزع تفجير العلاقات اللبنانية – الخليجية دفاعاً عن لبنان واللبنانيين المقيمين في الوطن وفي الخارج"... بينما على الضفة المقابلة أمعن "حزب الله" في غرز "الخنجر اليمني" في خاصرة الحكومة بارتقائه في الموقف من تبني كلام قرداحي المؤيد للحوثيين في مواجهة "العدوان السعودي – الإماراتي"، إلى مرحلة تهويلية جديدة فرضها على جدول أعمال مجلس الوزراء تقوم على معادلة نقلتها أوساط "الحزب" إلى المعنيين ومفادها: قرداحي "يمثلني" وأي إطاحة به ستطيح بالحكومة! وإذ سُرّبت معلومات صحافية مساءً تنقل صراحةً تلويح قرداحي بهذه المعادلة خلال مكالمته الهاتفية مع ميقاتي بسؤاله: "إذا أنا استقلت هل تضمن بقاء حكومتك؟"، سارع مكتب الإخير الإعلامي إلى نفي هذه المعلومات، بالتزامن مع تولي المسؤولين في "حزب الله" إطلاق رشقات تحذيرية غير مباشرة باتجاه السراي الحكومي، تصبّ في خانة شبك المصير الحكومي بمصير مقعد وزير الإعلام، بدءاً من رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد الذي كان الأكثر وضوحاً في التعبير عن هذا الاتجاه، من خلال تحذيره من أنّ الأزمة القائمة "لا تنتهي بإقالة أو باستقالة وزير إنما ربما بتصدع الوضع الحكومي برمته"، تلاه النائب حسن فضل الله بالتصويب على ما تمارسه "جهات في الحكومة" من ضغوط على قرداحي، متوجهاً إلى كل من يعنيه الأمر بالقول: "نحن نقف إلى جانب الوزير جورج قرداحي وسنتصدى ولن نخضع". وبينما كانت صور وزير الإعلام الممانع ترتفع في صنعاء حيث قررت جماعة "الحوثي" استبدال اسم "شارع الرياض" باسم "شارع جورج قرداحي"، كان وزراء الحكومة يتخبطون في حرب تغريدات وتغريدات مضادة على خلفية الموقف من الأزمة مع الخليج العربي، انطلاقاً من تغريدة تصعيدية دعا فيها وزير "حزب الله" علي حميه إلى "شد الأحزمة وعدم الخضوع للابتزاز فما الحياة إلا وقفة عز"، ليأتيه رد من وزير الصحة فراس أبيض من دون أن يسميه مدوّناً: "صحيح الحياة وقفة عز، وهي أيضاً وقفة وفاء" لما قدمته السعودية ودول الخليج للبنان واللبنانيين "من دعم وإعمار ومنح وفرص عمل"، ليتبعه وزير البيئة ناصر ياسين الذي يرافق ميقاتي إلى قمة المناخ بتغريدة بدت مضادة لتغريدة حميه، شدد فيها على أنّ "الأوطان لا تدار بتغريدات بطولية وأوهام الانتصارات"، وصولاً إلى وزير الداخلية بسام مولوي الذي دعا في تغريدته إلى أن "يتعظ الجميع فلبنان يستمد شرعيته العربية من علاقاته المميزة والعميقة مع السعودية ودول الخليج العربي، ولا يحتمل عزلته عن محيطه ولا يمكن لأحد تغيير هويتنا العربية". أما على مستوى الجهود الحكومية لمحاولة رأب الصدع مع العرب، وبينما اتكأ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على "تطمينات أميركية" بتأمين الغطاء لاستمرار الحكومة، نقلت مصادر وزارية إيلاء رئيس الحكومة أهمية كبيرة لنتائج لقائه المرتقب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في سبيل تحصين الكيان الحكومي ومنع انفراط عقده، موضحةً أنّ "الأجواء الأميركية والفرنسية لا تزال حريصة على بقاء الحكومة بالتوازي مع تكثيف الجهود لتبريد أرضية الأزمة الخليجية تحت أقدامها". وفي حين يترقب المسؤولون الحكوميون خلاصة ما توصل إليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان بشأن مستجدات الملف اللبناني، قطع بن فرحان الشك باليقين في معرض تشخيصه مسببات الأزمة اللبنانية مشدداً على أنّ المملكة العربية السعودية لم تعد ترى أي "جدوى" من التعامل مع لبنان في ظل "هيمنة وكلاء إيران" عليه، وخلص إلى التأكيد على كون الأزمة ليست بين السعودية ولبنان بل هي أزمة داخل لبنان نفسه، داعياً في هذا المجال إلى أن "تصيغ الحكومة اللبنانية مساراً للمضي قدماً بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة "حزب الله"، لأنّ لبنان يستحق الكثير وهو قادر على تحقيق الكثير لو التفت قادته لمصلحة لبنان بدل المصلحة الشخصية أو مصالح دول أخرى مثل تمكين "حزب الله" من جميع مفاصل الدولة".

الرياض لمعالجة ارتهان البلد لإيران.. ومصير الحكومة يتقرَّر «في قمة المناخ»!

رعونة سياسية تحمي «تهوُّر قرداحي» والانقسام الوزاري يُهدِّد برنامج الكهرباء والغاز ومفاوضات الصندوق

اللواء.... كأن الإجراءات الخليجية التي تسببت بها «الرعونة» لدى بعض اللبنانيين، في مواقع شتى، والتي من شأنها ان تلحق الضرر الفادح بالمصالح اللبنانية، سواء في ما خصّ الاحتضان السياسي، أو الدعم الاقتصادي عبر الاستيراد للمزروعات والبضائع أو توفير الفرص للمواطنين للعمل، بل مضى الفريق المناهض إلى «صب الزيت» على النار، تارة عبر حضّ وزير الإعلام جورج قرداحي على عدم الاستقالة، والتمسك بالبقاء في الحكومة، على الرغم مما لمسه من رغبة رئاسية مشتركة باتخاذه خطوة الاستقالة، وليس الاقالة، لأسباب ليس أقلها عدم تعريض حكومة الرئيس ميقاتي لخطر الانحلال، إذا ما ارتأى «الثنائي الشيعي» وبعض حلفائه التضامن مع قرداحي. وتصاعدت حدة الازمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية الى منحى، لم يعد ممكنا معالجتها باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي فقط، كما كان الأمر في بداياتها، بسبب سوء ادارة وتردد كبار المسؤولين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اللذين لم يبادرا فورا الى معالجة فورية، اما بالطلب الى قرداحي الاستقالة الطوعية، اواقالته على الفور. واشارت مصادر سياسية تتابع ملف الازمة، بكل تفاصيله، الى ان اسلوب معالجة الازمة، بتبويس اللحى، وتجاوز سقطة وزير الإعلام هكذا، من دون اي إعتذار رسمي، والامعان في اصدار المواقف الارتجالية ضد المملكة، زاد بالطين بلة، وفتح ملف ازمة العلاقات بين البلدين منذ بداياتها، وذكر بسجل الاساءات الممنهجة، والاصطفافات مع أعداء المملكة، بالمواقف والممارسات حتى اليوم. واشارت المصادر الى ان طلب لبنان وساطة الولايات المتحدة الأميركية لحل الازمة مع المملكة، لم يؤد الى اي نتيجة، بعدما اظهر الجانب السعودي، لائحة تضمنت الاساءات للمملكة، وسلسلة قدمتها الرياض، للمسؤولين اللبنانيين سابقا، لحل ازمة تردي العلاقات ووضع حد لكل ما يضر بها، لاسيما انتهاج لبنان سياسة عدم الانجرار للتحالفات المعادية للمملكة ودول الخليج العربي، والامتناع عن تدريب الإرهابيين الذين يستهدفون أراضي والممتلكات والمواطنين السعوديين داخل الاراضي اللبنانية، وتسليم المطلوبين بتصنيع وتهريب اطنان من المخدرات الى المملكة وهم معروفون بالاسماء واماكن وجودهم. ولكن كل هذه المطالب، لم يتم التجاوب معها وبقيت معلقة، لخشية وعجز السلطات اللبنانية من حزب الله، إلى ان وصلت الازمة الى ذروتها، مع المواقف الاخيرة للوزير قرداحي. ومن جهة ثانية، كشفت المصادر ان طلب وساطة الولايات المتحدة الأميركية لحل الازمة مع المملكة، تفاعل داخليا، بين اهل السلطة، لاسيما، بين رئيس الجمهورية من جهة، ورئيس الحكومة من جهة ثانية، بعدما تبين ان طلب هذه الوساطة حصل بايعاز من فريق رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية وبمعزل عن الاتفاق مع ميقاتي، وذلك في محاولة مكشوفة من الفريق المذكور للتقرب من الجانب الاميركي لتلميع صورته، واظهار نفسه بالرافض للمواقف المؤيدة لايران، في حين يفضل ميقاتي ويسعى للطلب من الاشقاء في مصر والجامعة العربية، لعب دور الوسيط مع المملكة، لانه اجدى وافعل، وهو ما يسعى اليه. وكشفت المصادر نفسها، ان تفاعل الازمة على هذا النحو، اقلق حزب الله ، الذي يرفض اقالة أو استقالة الوزير قرداحي، لانه يعتبر هذه الاستقالة موجهة له، ومستاء من الاسلوب الرسمي بالتعاطي مع هذه الازمة، لاسيما الاستعانة بالوسيط الاميركي للاتصال بالمملكة لحلها، ويعتبر ان تصاعد المطالبة باستقالة قرداحي يندرج باطار الحملات المتصاعدة ضد الحزب في المنطقة كلها، وياتي كذلك باطار الاستهدافات الممنهجة ضده، وهو يرفضها بالكامل ويدعو المسؤولين لاتخاذ مواقف ترفض هذا الطلب. وتشير المصادر الى ان اكثر ما يزعج الحزب، هي المواقف التي صدرت عن حلفاء له، ترفض مواقف قرداحي، وتشيد بالعلاقات مع المملكة ودول الخليج العربي، بينما كان مفترضا ان تؤيد مواقف الوزير قرداحي أو تلتزم الصمت في هكذا ازمات، وفي مقدمة هؤلاء النائب طلال ارسلان ووئام وهاب والنائب أسامة سعد أيضا. وتسجل مصادر الحزب بالمناسبة عتبا كبيرا، على قسم كبير من حلفائها، الذين غابوا كليا، عن ادانة القوات اللبنانية في احداث الطيونة الدموية، وتجنبوا انتقاد سمير جعجع، وكأن الامور مترابطة مع بعضهما البعض، وتدعو للشك والتساؤل عن اهدافها المبيتة. وقالت مصادر مطلعة على مواقف قصر بعبدا لـ«اللواء» أن الرئيس عون كان على تشاور مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في الجهود المبذولة لمعالجة تداعيات القرار السعودي وعدد من دول الخليج ردا على المواقف التي كان اعلنها الوزير جورج قرداحي قبل توزيره. وشددت المصادر على ان تأكيدا برز على تمسك لبنان بأفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج وضرورة معالجة التطورات الاخيرة بالحوار ومن خلال مؤسسات الدولتين. وبانتظار ما ستنتهي إليه مشاورات الرئيس ميقاتي في غلاسكو في ايسلندا على هامش مؤتمر المناخ، مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وربما مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في ضوء ما طلبه لبنان عبر خلية الأزمة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا من التوسط لمعالجة الأزمة بين لبنان ودول الخليج، بدا الموقف آخذاً في الفرز، وزارياً وسياسياً بين متوجه لمعالجة عملية، ترضي الجانبين السعودي والخليجي، أو التخفي وراء شعارات، تدفع لاستمرار الاشتباك وتصعيده. وهو الأمر الذي شدّد عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إذ دعا في عظته الأحد إلى اتخاذ خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية - الخليجية. وأوضحت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن الاتصالات التي باشرها الرئيس ميقاتي في الخارج ويستكملها على هامش مشاركته في قمة المناخ قد تعكس مناخا معينا بشأن توجه حكومته في ما خص الأزمة مع دول الخليج على أن أي جلسة حكومية مقبلة غير محددة بعد وعلى الأرجح لن تحدد قبل ضمان الموقف الموحد من الأزمة إذ أن مواقف لعدد من الوزراء على وسائل التواصل الاجتماعي ابرزت انقساما في الرأي وهذا ما قد يصعب الموقف ويضعف الحكومة مجددا. وأكدت الأوساط نفسها أن الحكومة مضطرة أن تجتمع في وقت ما على اعتبار أن هناك استحقاقات تستدعي قرارات حكومية. واشارت مصادر وزارية متابعة الى ان كل المسؤولين اللبنانيين واغلبية الشعب اللبناني يريدون افضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما الخليجية اكثر من اي دولة في العالم. وان الحوار هو افضل السبل لحل الخلافات او المشكلات القائمة والتي لا نسميها ازمات. وحضر الوضع في لبنان، في الاجتماع الذي عقد بين الوزير الأميركي بلينكن ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان. وحسب المتحدث باسم الخارجية الأميركي، فإن واشنطن لا تريد الدخول في ما اسمته «الصراع بين لبنان والسعودية بوجود علاقات تربطنا بين البلدين» معتبرا ان: ألوية الولايات المتحدة استقرار لبنان. محلياً، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر أمس، المداولات التي طرحت خلال الاجتماع الذي عقد في وزارة الخارجية والمغتربين لخليّة الأزمة التي انشأها ليل أمس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بعد التشاور مع رئيس الجمهورية، لمعالجة تداعيات موقف المملكة العربية السعودية الأخير. وجدّد الرئيس عون التأكيد على حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسّسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤّثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبّب بأزمة بين البلدين لا سيّما وانّ مثل هذا الأمر تكرّر أكثر من مرّة. واعتبر الرئيس عون انه من الضروري ان يكون التواصل بين البلدين في المستوى الذي يطمح إليه لبنان في علاقاته مع المملكة ومع سائر دول الخليج. وفي هذا السياق، أجرى الوزير عبدالله بو حبيب اتصالا هاتفياً امس، بنظيره العُماني بدر بو السعيدي، «مثمّناً البيان الصادر عن وزارة الخارجية العُمانية بخصوص الأزمة الراهنة، ومؤكداً على أهمية الحوار والتفاهم لتجاوزها وحرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات الأخويّة مع أشقّائه العرب والخليجيين». وصدر لاحقاً عن وزارة الخارجية والمغتربين امس، بيان جاء فيه: «ترحب وزارة الخارجية والمغتربين بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية العُمانية، والذي أعربت فيه عن أسفها العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية، ودعت الجميع إلى ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والإستقرار والتعاون القائم على الإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وحسب مصادر مطلعة على اجواء السرايا، «فالحكومة التي تألفت وفق المبادرة الفرنسية تحظى بدعم خارجي، خصوصا من الولايات المتحدة والدول الاوروبية لمنع انهيارها، وبالتالي فإن ضغوطاً خارجية تجري قطعا للطريق على خطوة استقالة الحكومة». ورأت المصادر أن السبب في هذا التوجه «انه إذا استقالت الحكومة سيتعذر بعدها تأليف حكومة جديدة في عهد الرئيس ميشال عون، وهذا يعني أنه سوف يمسك بالسلطة التنفيذية، وهذا ما يثير ريبة الكثيرين». واشارت الى أن الاتصالات لم تهدأ بين لبنان ودولة الخليج عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع، «خاصة وان بيانات رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة كانت واضحة لجهة عدم تبني ما ورد على لسان قرداحي فضلا عن أنها أكدت التمسك بما ورد بالبيان الوزاري وبأفضل العلاقات مع السعودية والدول العربية». واكدت المصادر» أن إتصالات فرنسية واميركية تجري مع السعوديين لترتيب الحلول والمحافظة على الاستقرار في لبنان». وطالب الوزير أبوحبيب الجامعة العربية بالدعوة لعقد اجتماع لمعالجة المشكلة بين لبنان والمملكة العربية السعودية. واشار بوحبيب الى انه لم يعد هناك وجود لخلية الازمة التي تم تشكيلها اثر الازمة التي اندلعت مع السعودية بعد نشر مقابلة الوزير جورج قرداحي، وقد «انتهى أمرها» نتيجة فشلها ونحن الآن جميعاً على اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، واعتبر بان خلية الازمة فشلت لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً وهي لن تجتمع مرة أخرى. واوضح بو حبيب في تصريح تلفزيوني، بانه لا يوجد خلاف مع كل دول الخليج، وعمان وقطر لم يقطعا العلاقات معنا، كما ان سفير لبنان لا زال في الامارات. ورأى بان هناك قساوة سعودية لا نتفهمها في التعاطي مع لبنان فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار قبل قطع العلاقات وهذا ما لم يحصل. واضاف «أخاف على جورج قرداحي «أنو يطلع كبش المحرقة» والاحتمال لا يزال موجوداً». واكد بان الحكومة باقية وهناك وعود محلية ودولية لمساندتها. وشدد على اننا لا نقبل بحل اي ازمة على حساب السعودية او حساب لبنان، ونحن مع اي حوار ان كان ثنائياً او عبر الجامعة العربية. وتوجه الى وزير الخارجية السعودي بالقول «حزب الله مكون رئيسي في لبنان، ولكن ليس هو المكون الوحيد في لبنان ولا يمثل كل لبنان». واوضح بان حزب الله لا يهيمن على لبنان ولكنه مكون اساسي، وكل فريق في لبنان لديه خصوصيات ولا يتنازل عنها.

فرحان: المشكلة في هيمنة إيران

خليجياً، اعتبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بأن الإشكالية في لبنان أكبر من تصريح وزير، وإنما تكمن في سيطرة وكلاء إيران. ورأى بن فرحان في حديث الى قناة «العربية» بان لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي، وسندعم اي جهود في هذا الاتجاه والحوار مستمر مع الافرقاء العالميين. واشار وزير الخارجية السعودي الى ان لبنان يحتاج إلى إصلاح بسبب سيطرة حزب الله على مفاصل القرار. ولفت الى ان هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى للسعودية ودول الخليج، وعلى قادة لبنان ايجاد مخرج لاعادة لبنان الى مكانته في العالم العربي وهذا الموضوع متاح. واوضح بن فرحان بأنه مازالت المحادثات مع إيران استكشافية ولم تصل إلى نتائج جوهرية. واعتبر بانه من المهم بأن الانتخابات العراقية حصلت بنجاح ودون اضطرابات أمنية وأفرزت نتيجة واضحة. أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ​الإمارات، أنه «نظرًا للأحداث الراهنة، وبناءً على قرار منع سفر مواطني دولة الإمارات إلى ​لبنان​، والذي جاء تزامناً مع قرار سحب دولة الإمارات دبلوماسييها من لبنان، تدعو وزارة الخارجية والتعاون الدولي جميع مواطنيها المتواجدين في لبنان بضرورة العودة إلى دولة الإمارات في أقرب وقت». ولفتت، في بيان، إلى أنه «أشار وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي خالد عبدالله بالهول، أنه تجسيداً لحرص دولة الإمارات، الدائم على متابعة أوضاع مواطنيها في الخارج وضمان سلامتهم، اتخذت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عودة مواطنيها من لبنان، كما أكد على جاهزية الوزارة لتسخير الإمكانات كافة لمساعدة أي مواطن موجود في لبنان وذلك للعودة إلى دولة الإمارات». ولفت السفير السعودي في ​لبنان​، ​وليد بخاري​، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ «المُخْطِئُ لا يَرْتَكِبُ الخَطِيئةَ إِلاَّ بِإرادةٍ مُسْتَتِرَة...» قالَها جُبران خليل جبران فسمِعها العالَم! ذلك هو أديبُ الكلمةِ».

انقسام وزاري

وزارياً، انقسم الموقف، فقد اشار وزير الصحة فراس الابيض في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي في رد غير مباشر على تصريح وزير الاشغال علي حمية الذي اعتبر بان الحياة وقفة عز، الى انه «صحيح الحياة وقفة عز، وهي أيضًا وقفة وفاء، واقولها كلبناني اقام وعمل في المملكة العربية السعودية لسنين، مع كامل التقدير لكل ما قدمته وتقدمه دول الخليج للبنان، من دعم واعمار ومنح، وفرص عمل». ودعا وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي إلى «الاتعاظ لان لبنان يستمد شرعيته العربية من علاقاته المميزة والعميقة مع أشقائه في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ولا يحتمل عزلته عن محيطه ولن يكون يوماً منصة للهجوم على أي دولة شقيقة. لا يمكن لأحد تغيير هويتنا العربية. فلنباشر فوراً بتطبيق إجراءات إصلاحية شاملة». ورأى وزير البيئة ​ناصر ياسين، أن «الأوطان لا تُدار بتغريدات «بطولية» وأوهام الإنتصارات، بل بحكمة وتروي لمعالجة الكم الهائل من الأزمات، المزمن منها والمتجدد، وبحوار مع الأشقاء العرب لإعادة الثقة معهم، وبإنفتاح على ​المجتمع الدولي». ورأى وزير الاقتصاد أمين سلام ان استقالة قرداحي بادرة حسن نية تعيد الأمور إلى مرحلة التفاوض والتحاور مع دول الخليج. كاشفاً ان وضع البلاد لا يحتمل حتى الحديث عن استقالة الحكومة. وغرد ‏وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية: السيادة الوطنية واستقلالية القرار وكرامة لبنان، تسمو على كل اعتبار، فألف نعم ونعم للندية في العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل، وألف لا ولا لإذلال وطن وشعب جُبِل على حرية الرأي والتعبير، وألف نعم ونعم لشدِّ الأحزمة وعدم الخضوع للابتزاز. واكد وزير الاعلام جورج قرداحي في حديث أن استقالته من الحكومة غير واردة. وكان قد زار يوم السبت البطريرك الماروني بشارة الراعي، بطلب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي زار الراعي قبل زيارة قرداحي، وقال في تصريح من بكركي: ان قرداحي إذا استقال أو أُقيل لن نسمي خلفاً له، مع ان مصلحتي الشخصية والسياسية تقول انه يجب ان اشجع قرداحي على الاستقالة، وقد عرض علي ان يقدم استقالته من قصر بعبدا او من بكركي، لكني رفضت لأن ضميري لا يسمح لي ان اطلب من وزير لم يخطئ خلال وزارته، ولا اقبل ان يقدم قرداحي فدية عن احد. وتمنى فرنجية الاستمرار بأفضل العلاقات مع الدول العربية. وقال: خلال السنوات الـ١٥ الأخيرة لم يكن لدينا أي موقف ضد الدول العربية والخليجية وهذا ليس انطلاقاً من التزلف الذي يمارسه البعض بل انطلاقاً من قناعاتنا. واستنكر رؤساء الحكومات السابقون، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، المواقف الخارجة عن الاصول والاعراف والمواثيق العربية والدبلوماسية والاخلاقية التي صدرت عن وزير الاعلام في الحكومة جورج قرداحي سواءٌ تلك التي أدلى بها قبل تشكيل الحكومة أو بطبيعة التبريرات التي صدرت عنه بعد ذلك، لأنّها أصبحت تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية. هذه الدول التي تتصدرها المملكة العربية السعودية هي التي وقفت إلى جانب لبنان في الحرص على استقلاله وسيادته وحرياته ومِنْعتِه وصموده واستمراره كوطن للعيش المشترك، ووقفت الى جانبه على الدوام في مواجهة كل الازمات والمحن والملمات التي تعرض لها لبنان على مدى السنوات الماضية ومنذ إعلان استقلاله. إنّ الخطوة الاولى المطلوبة وفي الحد الادنى هي في أن يدرك الوزير المعني إلى ما أوصلته مواقفه من إِضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، وبالتالي في أن يبادر ويسارع إلى تقديم استقالته. إذ إنّ استمراره في الحكومة أصبح يشكّل خطراً على العلاقات اللبنانية- العربية وعى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي وفي العالم. وكان الحريري في بيان له أن وصول العلاقات بين لبنان وبين المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي الى هذا الدرك من انعدام المسؤولية والاستقواء بالافكار المنتفخة، فهذا يعني بالتأكيد اننا بتنا كلبنانيين نعيش فعلاً في جهنم. سياسات رعناء واستعلاء باسم السيادة والشعارات الفارغة قررت ان تقود لبنان الى عزلة عربية غير مسبوقة في تاريخه. محملا حزب الله المسؤولية. ان السعودية وكل دول الخليج العربي لن تكون مكسر عصا للسياسات الايرانية في المنطقة، وسيادة لبنان لن تستقيم بالعدوان على سيادة الدول العربية، وتعريض مصالح الدول الشقيقة وامنها للمخاطر المستوردة من ايران. استنكر مجلس الأعمال اللبناني السعودي، في بيان، «تصريحات وزير الإعلام ​جورج قرداحي​، ومن قبله وزير الخارجية السابق، شربل وهبه، وغيرهما من المسؤولين، ممن أساءوا إلى علاقة لبنان، بمحيطه العربي، لاسيما الدول التي وقفت إلى جانبنا أوقات المحن وفي مقدمها ​السعودية​«. اضاف: أنه إنطلاقا من الأزمة التي تسببت بها التصريحات غير المسؤولة لوزير الإعلام، والذي لم يبادر لا للاعتذار ولا للاستقالة، وحرصًا منا على استمرار علاقات لبنان بالسعودية و​دول الخليج​ الأخرى، وعلى مصالح اللبنانيين، ندعو المسؤولين إلى اتخاذ التدابير الآيلة إلى إقالة وزير الإعلام، الذي تسبب بأزمة غير مسبوقة مع السعودية ودول الخليج الأخرى. وقال المجلس: أنه إذا تُرك الأمر من دون معالجة جذرية، سيلحق أضرارًا بالغة بالمصلحة العليا للدولة واللبنانيين، الذين يتطلعون إلى تمتين العلاقات مع محيط لبنان العربي، وتصحيح المسار الانحداري الذي أخذ لبنان إلى مواقف ساهمت في عزلته عن الدول الشقيقة التي استمد منها منذ تأسيسه عناصر القوة والتطور الاقتصادي وساعدت في إنهاء النزاعات المسلحة والحفاظ على سلمه الأهلي. كما استنكر مجلس العمل اللبناني في أبو ظبي، في بيان له السبت، ما جاء على لسان وزير الإعلام جورج قرداحي، مشددا على أن الشعب الذي يتمسك بالتضامن والوفاء والعلاقات التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي، لا يرضى أبدا بأي سياسة أو خيار أو محور يخرج لبنان من بيئته العربية التي يتفاعل معها، ويحيا فيها منذ عشرات السنين. ودعا المسؤولين «إلى القيام بكل ما يلزم لإعادة لبنان إلى موقعه العربي الطبيعي، واتخاذ القرارات الحازمة والإجراءات اللازمة لإصلاح العلاقات اللبنانية – الخليجية وإعادتها إلى سابق عهدها المزدهر، ونحن الجالية اللبنانية في الإمارات، نعتبر أنفسنا نسيجا من هذا المجتمع ونعيش بين أهلنا وإخواننا في وئام ووفاق، شركاء متضامنين في السراء والضراء».

لبنان يرفض الابتزاز والسعودية تهدد بعقوبات اقتصادية | ميقاتي للغرب: غطّوني أو أستقيل

الاخبار... يعرف الرئيس نجيب ميقاتي قواعد اللعبة. السعودية لم تختَره رئيساً للحكومة. وهي أساساً غير مهتمة بالتواصل معه. ويعرف أيضاً أنه جاء إلى رئاسة الحكومة بغطاء أميركي وفرنسي. لذلك، يتصرف عملياً على أساس أن باريس أولاً، ثم واشنطن وربما آخرون، هم من يقررون مصير حكومته. لذلك عمد فور اندلاع «الغضب السعودي» من تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، إلى التواصل مع الفرنسيين والأميركيين طالباً المشورة والعون. وأول ما سمعه: لا تستقل، دعنا نحاول التوسط، لكن فَكّر في خطوة تساعدنا! ومع تعثر المحاولات في لبنان، توجه ميقاتي إلى بريطانيا للمشاركة في قمة المناخ، حيث يتوقع أن يلتقي هناك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويجري اتصالات للاجتماع بمسؤولين أميركيين، وفي جيبه ورقة من خيارين: إما توفير تغطية دولية لحكومتي أو الاستقالة! ... الوساطة مع الغرب بدأت بتواصل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مساء الجمعة مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط فيكتوريا نولاند التي أبلغته استعداد بلادها للتوسط شرط تقديم لبنان تنازلاً كاستقالة قرداحي. ثم عاد رئيس الحكومة واتصل بالمسؤولة الأميركية التي أعادت على مسمعه ما أبلغته لوزير الخارجية، ولم تجبه على طلبه بترتيب لقاء له مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش قمة المناخ في اسكتلندا. وقد كان ميقاتي صريحاً في إبلاغ المسؤولة الأميركية بأنه غير قادر على إجبار قرداحي على الاستقالة، وأن استقالته ستفتح الباب على تعقيدات قد تقود إلى استقالة وزراء حزب الله وربما وزراء حركة أمل ما سيطيح بالحكومة. فانتهى الاتصال بنصيحة من نولاند لميقاتي بـ«الاستعانة بصديق»، هو البطريرك الماروني بشارة الراعي، علّ الأخير يقنع قرداحي أو فرنجية اللذين دعاهما إلى زيارته. استجاب البطريرك وأبدى حماسة للتدخل لمعالجة الأمر، على رغم كلام قيل له بأن لا مصلحة لبكركي بذلك، خصوصاً بعد تدخله لمعالجة ذيول كمين الطيونة. لكنه اعتبر أن الموضوع السعودي حساس وهو الذي تربطه بالرياض علاقة وثيقة. لذلك، طلب من فرنجية زيارته برفقة الوزير قرداحي. لكن فرنجية قرر التوجه بمفرده، وكان شديد الوضوح في القول للبطريرك بأن ما يجري ليس سوى عملية إذلال وابتزاز لن يقبل الوقوع تحتها مهما حصل. وهو لا يرى موجباً لاستقالة وزير أدلى بموقف قبل توليه منصبه، ويعبّر عن موقف سياسي مثل أي شخص في العالم. وأبلغه بأنه شخصياً لن يطلب من قرداحي الاستقالة. ولفت فرنجية انتباهَ الراعي إلى أن هذه الطريقة في التعامل لا تعكس احتراماً للبنان، وأنه لا يجوز للبنانيين الوقوع تحت ضغط هذا النوع من الابتزاز. في وقت لاحق، زار قرداحي الراعي الذي حثّه على الاستقالة مع تعمّد تسريب الطلب، فأعاد وزير الإعلام شرح موقفه، وقال إنه مستعد لأي خطوة ضمن سياق عام، لكن العلاج لا يتم على هذا النحو.

أعطت الرياض «مهلة غير مفتوحة لمعالجة الوضع» لا تتعدى يومين

وكان فرنجية قد تشاور مع حلفائه، وسمع كلاماً واضحاً من قيادة حزب الله بأنه لا يحبذ تقديم قرداحي استقالته من الحكومة. وقال مرجع سياسي إن ميقاتي لم يهدد بإقالة وزير الإعلام لأنه تبلغ أنه في حال لم يكن موافقاً على معالجة مختلفة، فليستقل هو من الحكومة إذا وجد نفسه غير قادر على الاستمرار في مهمته أو لم يكن قادراً على تحمل الضغوط السعودية. ميقاتي أجرى أيضاً مشاورات مع الرئيس نبيه بري الذي ينسق مع قيادة حزب الله ورئيس تيار المردة. وفهم رئيس الحكومة أن الثنائي الشيعي لا يمانع أي حل، ولكن ليس من زاوية الخضوع للابتزاز السعودي. بينما سارع فرنجية إلى إبلاغ الرئيس ميقاتي بأنه في حال إقالة أو استقالة قرداحي فهو لن يعيّن بديلاً عنه، وهو ما عدّه ميقاتي موقفاً عالي السقف. في هذه الأثناء، تبين أن كل ما فعله الأميركيون هو الطلب من الكويت تجميد قرارها سحب سفيرها بانتظار نتائج لقاء الراعي مع فرنجية. وبعد إعلان الأخير موقفه صدر القرار الكويتي بسحب السفير. عدم الإقالة أو الاستقالة زاد من غضب السعودية التي بقيت مصرّة على موقفها، وزاد من هذا الغضب تسمية حكومة صنعاء شارعاً في العاصمة اليمنية باسم قرداحي، ورفع صور له. لذلك، أعطت الرياض، بحسب مصادر، «مهلة غير مفتوحة لمعالجة الوضع» لا تتعدى يومين، قبل اتخاذ قرار قطع العلاقات مع لبنان وسحب السفراء. فيما فُهم أن إقالة قرداحي أو استقالته تعيد العلاقة إلى مرحلة ما قبل كلامه، أي أن الرياض باقية على موقفها من الحكومة وعدم تقديم أي مساعدة للبنان. والإقالة أو الاستقالة تعني فقط وقف الإجراءات الديبلوماسية الأخيرة وعدم قطع العلاقات. وبحسب المصادر فإن الرياض، في وجه رفض الاستقالة، بدأت بوضوح «إجراءات الطلاق» مع الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، وهي تنوي رفع مستوى الحصار من خلال فرض عقوبات على كيانات وشخصيات لبنانية بتهمة العمل ضد مصالحها أو دعم الإرهاب في الجزيرة العربية. وستقفل الأبواب أمام أي نوع من الدعم للبنان. وذهبت مصادر معنيّة إلى أن السعودية قد تطلب من القوى الحليفة لها في لبنان، أو تلك التي تمون عليها، مثل القوات اللبنانية وتيار المستقبل، الاستقالة من المجلس النيابي وتعطيل المجلس لا الحكومة حصراً. حلفاء السعودية في لبنان يراهنون على موقف ما من رئيس الجمهورية ميشال عون ومن الرئيس ميقاتي. يلفت هؤلاء إلى أن الأول سبق أن تخلى عن وزير الخارجية شربل وهبه ولا يمكن أن يتحمل في نهاية عهده قطع العلاقات الخليجية مع لبنان، وأن للنائب جبران باسيل مصلحة بتسجيل موقف مراع للسعودية في وجه فرنجية. أما ميقاتي فلن يكون قادراً على الاستمرار في حكومة في وجه السعودية بعدما كان يراهن على أن تكون حكومته حكومة انفتاح عليها.

مشاركة الوزير خليل في خلية الأزمة تمت من دون موافقة الثنائي الشيعي

رغم ذلك، أبلغ رئيس الحكومة وزراء بارزين وجهات سياسية وسفراء أجانب أنه لا ينوي الاستقالة، وسيسعى خلال مشاركته في قمة المناخ إلى إجراء الاتصالات الهادفة إلى فتح حوار مع السعودية. وبعد تشكيل خلية الأزمة التي ضمت كالعادة وزراء يمثلون جميع الطوائف في الحكومة، علماً أن مشاركة الوزير يوسف خليل تمت من دون موافقة الثنائي الشيعي، وعقد الاجتماع في مكتب وزير الخارجية، ليصار بعدها إلى دعوة نائب السفيرة الأميركية، ريتشارد مايكلز، للمشاركة في الاجتماع (لم يستنكر أحد حضور مسؤول أميركي اجتماعاً رسمياً لبنانياً). وبدا الموقف الأميركي أكثر استياء مما ظهر علناً. وخلافاً لما أشيع، لم يتحدث الديبلوماسي الأميركي عن شروط سعودية في ما خص الموقوفين في ملف تهريب المخدرات أو أي ملفات عالقة بين لبنان والسعودية، بل ركّز على أن مدخل الحل يكون باستقالة قرداحي. وفهم أن هناك خلافاً داخل خلية الأزمة على كيفية مقاربة الأزمة: بين من يُريد الاعتذار للسعودية واستقالة قرداحي، ومن يطلب ربط الاستقالة - إذا كان لا بُدّ منها - بمقابل يحصل عليه لبنان. «فما جرى لا يتعلّق فقط بكلام قرداحي، والدليل على ذلك بيان السعودية التي اشتكت مثلاً من عدم تنفيذ لبنان لوثيقة التعاون القضائي الدولية، علماً أنّ لبنان لم يوقّع عليها أصلاً. كما اشتكت من عدم التعاون في مكافحة تهريب المخدرات، علماً أنّ وزير الداخلية الأسبق محمد فهمي قدّم لهم تقريراً عن كل مراحل التعاون». كذلك يسود أجواء الخارجية امتعاض من تصريح السفير اللبناني لدى السعودية فوزي كبارة الذي تحدّث عن إمكانية عودة العلاقات إلى طبيعتها «في حال نفّذ لبنان ما هو مطلوب منه»، فبدا كأنّه متحدّث باسم السعودية وليس لبنان، وتحدّث خلافاً لموقف الدولة الرسمي. مع ذلك فإن ميقاتي لا يزال يعوّل على لقاء يعقده مع وزير الخارجية الأميركي على هامش قمة المناخ المقررة في غلاسكو، من أجل تحصين حكومته في وجه رد الفعل السعودي. لكنه أُبلغ ظهر أمس، من قبِل الأميركيين، أن لا لقاء مع بلينكن، ما اعتبره أول رسالة سلبية أميركية. فعاد ليتصل بالفرنسيين الذين يقولون إنهم رتبوا اجتماعاً له مع ماكرون. ويفترض بالأخير إجراء الاتصالات لترتيب لقاءات لميقاتي مع مسؤولين أميركيين. ويشيع ميقاتي في أوساطه أنه لا يرى داعياً لبقاء الحكومة في حالة كانت تحت حصار عربي وغربي وغير قادرة على القيام بأي إصلاحات. علماً أنه يعرف أن سبب الحرص الغربي على بقاء الحكومة يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة التي يتوقع الغرب أن يحقق حلفاؤه فوزاً كبيراً فيها. إلى ذلك، تبيّن أن استقالة قرداحي كانت عنواناً لنقاش موسع حول ما تقوم به السعودية في لبنان، وأن في لبنان قوى بارزة لن تقبل مقايضة استقالة وزير بعودة السفير وليد البخاري إلى بيروت، وأن الأخير بات شخصاً غير مرغوب به من قبل غالبية الشعب اللبناني، وهو محل تندّر جميع من يلتقونه، لا سيما حلفائه من الإعلاميين والسياسيين. كما أن تقارير وزارة الخارجية السعودية تصف جهده في لبنان بأنه «غير ذي جدوى».

فشل في الحوار مع إيران حول حزب الله

السعودية: المسألة تتجاوز قرداحي

علمت «الأخبار» من مصادر واسعة الاطلاع أن قرار السعودية قطع العلاقات مع لبنان متخذ منذ أسابيع، وأن التوقيت لم يكن يحتاج سوى إلى ذريعة تم استخراجها من تصريح لوزير الإعلام جورج قرداحي أدلى به قبل تأليف الحكومة بوقت طويل. لكن الأمر بالنسبة للسعوديين احتاج إلى هذه الذريعة نتيجة رفض الولايات المتحدة وفرنسا ودول خليجية قرار محاصرة لبنان وإخضاعه لعقوبات واسعة. وذكرت المصادر أن الجانب السعودي أبلغ جهات دولية وعربية أن مشكلته تنطلق من الدور «العملاني والكبير» الذي يقوم به حزب الله في اليمن، وأن الرياض في حال إحباط نتيجة رفض الجانب الإيراني التجاوب مع طلبها التدخل لدى الحوثيين للقبول بوقف لإطلاق النار، ثم زاد الإحباط عندما طرح السعوديون مسألة «خبراء حزب الله في اليمن» وجاءهم الجواب الإيراني: اذهبوا إلى بيروت وابحثوا الأمر هناك! وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أعلن صراحة في مقابلة مع شبكة «سي أن بي سي» الأميركية، بأن سبب الوضع الحالي بين السعودية ولبنان «أوسع من مجرّد تعليقات وزير واحد»، وأن المشكلة هي في «واقع أن المشهد السياسي في لبنان لا يزال يُهيمن عليه حزب الله». ورفض أن يُسمّي ما يجري حالياً بين البلدين بـ«الأزمة»، معلناً أن السعودية تعتقد أن التعامل مع لبنان في هذه المرحلة «غير مثمر أو مفيد» بالنسبة لها، وليس من مصلحتها. الوزير السعودي كرّر موقفه في حديث إلى وكالة «رويترز» بالقول: «القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي... المهم أن تُصيغ الحكومة في لبنان، أو المؤسسة اللبنانية، مساراً للمُضي قدماً بما يحرّر لبنان من الهيكل السياسي الحالي، الذي يُعزّز هيمنة حزب الله».

ميقاتي: اللهم إني قد بلّغت

في مجموعة «واتساب» التي تضم وزراء الحكومة، وصلت رسالة مساء أمس من الرئيس نجيب ميقاتي كتب فيها: «أعزائي جميعًا، الله وحده يعلم مدى سعادتي بهذه المجموعة المميزة، ويزداد سروري بجديتكم بالعمل والمثابرة من أجل انجاح مسيرتنا. ولا أخفي عليكم انني كنت ناشدت سابقًا معالي الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على اي أمر آخر، ولكن هذا لم يُترجم واقعياً، وعليه نحن أمام منزلق كبير. واذا لم نتدارك حل هذه الازمة سريعًا، نكون وقعنا في ما لا يريده احد منا. اللهم اشهد إني قد بلغت…».



السابق

أخبار وتقارير.. سقوط مجموعة صواريخ "كاتيوشا" في العاصمة العراقية بغداد.. جورج قرداحي: استقالتي من الحكومة اللبنانية غير واردة... عقدٌ من أزمة متدحْرجة بين دول «الخليجي» ولبنان... إسرائيل تقصف أسلحة إيرانية متجهة إلى حزب الله.. الدولة العبرية تستهدف «الخاصرة الرخوة» في إيران... «أمنياً».. بايدن وماكرون وميركل وجونسون: لا عودة للاتفاق النووي إلا في حال غيرت إيران سلوكها...جهود أميركية لحماية المؤسسات ضد الهجمات السيبرانية... ماكرون حصل من بايدن على «جوائز ترضية» لقلب صفحة الخلاف مع واشنطن.. تعاون أميركي ـ بريطاني ـ كندي في منطقة القطب الشمالي..

التالي

أخبار سوريا.. التحالف الدولي يلقى بالونات تحذيرية للطيران الروسي.. الجهات السورية المتحاربة تحشد في تل تمر بريف الحسكة..ورقة الـ10 آلاف ليرة السورية تطل مجدداً بين تسريبات ونفي.. قوات النظام تدفع بتعزيزات ضخمة إلى ريف حلب..


أخبار متعلّقة

أخبار لبنان... الإمارات تسحب دبلوماسييها من بيروت وتمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان...عون يدعو لحماية علاقات لبنان مع السعودية..لبنان يطلب وساطة واشنطن لحل الأزمة مع السعودية.... "جهات دولية" طلبت من ميقاتي عدم الاستقالة بعد أزمة تصريح قرداحي.. أزمة تصريحات قرداحي.. الكويت تنضم إلى السعودية والبحرين...موقف خليجي مشترك تجاه «أزمة قرداحي».. «هيئات لبنانية في الخليج» تستنكر تصريحات قرداحي..رؤساء الحكومات البنانية السابقون: .. طفح الكيل..قطر تدعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات بشكل عاجل وحاسم..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,959

عدد الزوار: 6,750,415

المتواجدون الآن: 102