المشهد السياسي أمام مرحلة جديدة من التحالفات والاصطفافات و8 و14 آذار الى الذوبان

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 تشرين الثاني 2009 - 6:39 ص    عدد الزيارات 3566    التعليقات 0    القسم محلية

        


يضيف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم مربعاً جديداً الى <بازل> المصالحات بين القيادات السياسية من خلال جمع النائب وليد جنبلاط مع العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، بعد أن كان جمع الاول الاسبوع الماضي مع النائب سليمان فرنجية، وبذلك يكون قطار المصالحات الذي اطلقه العماد سليمان ما زال امامه محطة مهمة في اطار المصالحات بين القوى السياسية المتخاصمة وهي جمع رئيس <تيار المردة> برئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع الذي كان صارح من فاتحه بهذا الامر بأن لا مانع لديه في حال قبل فرنجية فكرة الاجتماع معه·
 

وما من شك بأن مثل هذه المصالحات التي تأتي على عتبة انطلاق طاولة الحوار بحلة سياسية جديدة ان يسهل النقاش في العديد من الملفات الخلافية ويؤسس الى مرحلة سياسية جديدة بعد السنوات العجاف التي شهدتها الساحة الداخلية على مختلف المستويات، وفي حال قُدر لهذه المصالحات ان تتطور وتفعّل من خلال مواصلة اللقاءات الثنائية في المستقبل من دون أي وسيط فإنه ينتظر ان تشهد الخارطة السياسية متغيرات من شأنها ان تقلب الواقع الراهن رأساً على عقب بحيث تتفكك الاصطفافات السياسية وتذوب المصطلحات التي كانت تستعمل للتمييز بين هذا الفريق او ذاك وعلى سبيل المثال 8 و14 آذار او فريق اكثري وآخر معارض، وهذا الامر من شأنه ان يريح الشارع ويبعد عنه شبح التناحر والتباغض الذي تحكم فيه على مدى السنوات الأربع المنصرمة من جهة، ومن جهة ثانية يجعل من عمل الحكومة والمجلس النيابي اكثر انتاجية باعتبار ان العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والانمائية تحتاج الى توافق سياسي وهذا التوافق كان متعذراً قبل تشكيل حكومة الوحدة بشكل ساهم في تفويت فرص كثيرة على لبنان على اكثر من صعيد وخصوصاً في ما يتعلق بالشأن الاقتصادي والمالي إذ ان هناك مشاريع كثيرة لم تبصر النور بفعل التجاذبات التي كانت تسود في الوسط السياسي واستثمارات مالية ضخمة رحلت الى بلدان اخرى خوفاً من ارتدادات المناكفات السياسية التي كانت تحصل·

وانطلاقاً مما تقدم فإن مصادر سياسية واسعة الاطلاع تتوقع ان يدخل لبنان مرحلة جديدة على المستوى السياسي سيكون لها مردودها الايجابي على أكثر من صعيد وخصوصا على المستوى الاقتصادي الذي لا يستطيع ان ينمو الا في ظل بيئة سياسية مستقرة·

وفي رأي هذه المصادر فإن المشهد السياسي القادم سيكون له نكهته الخاصة بحيث سيكون الشعب اللبناني امام انقلاب ضخم في الخطاب السياسي لقادته السياسيين بحيث سيصبح ما كان لمرحلة خلت من المحرمات حلالاً والعكس كذلك، بمعنى اننا سنكون امام لوحة سياسية مختلفة تماماً عن الحقبة التي كانت قائمة في مرحلة ليست ببعيدة·

وتعطي المصادر السياسية الفضل في وصول الحالة السياسية الى ما نحن عليه اليوم الى الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط اللذين شكلا بيضة القبان في مرحلة الاشتباك السياسي بين 8 و14 آذار حيث ساهما في تبريد الاوضاع ووضع الامور في نصابها الطبيعي ومنعا الانزلاق بالبلد في اتجاه المجهول، بعد ان كادت الاصابع الخارجية ان تنجح في اشعال نار الفتنة بين اللبنانيين، وهذا النجاح للرئيس بري والنائب جنبلاط ما كان ليحصل لولا السياج العربي والمظلة العربية التي انبثقت عن قمة دمشق بين الملك السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد وهو ما كان راهن عليه رئيس المجلس وتبعه في الرهان الزعيم الدرزي الذي ساعد موقفه من الكباش الذي كان دائراً حول تأليف الحكومة من الوصول الى صيغة انتجت حكومة الوحدة الوطنية التي رعتها بكل تفاصيلها المملكة العربية السعودية الى جانب دمشق·

وتعوّل المصادر السياسية كثيراً على صمود حالة المصالحات التي تتوسع رقعتها يوماً بعد يوم باعتبار أن أي نكسة تصيب هذه الحالة في أي مكان او موقع من شأنها ان تعرض الساحة الداخلية مجدداً للانتكاسة·

وتعرب المصادر عن اعتقادها بأن جانباً من هذه المصالحات سيشكل معبرا في اتجاه اعادة ترميم العلاقة بين القيادة السورية وبعض الشخصيات اللبنانية التي اتخذت في المرحلة السابقة مواقف اعتبرتها دمشق بأنها كانت مؤذية لها، وان الايام المقبلة ستكون حافلة في توطيد العلاقات واعادتها الى ما كانت عليه في مرحلة ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري·

وتخلص المصادر الى اعتبار ان التركيبة السياسية الراهنة هي في مرحلة التفكك وان ببطء،وان الساحة السياسية مقبلة على مرحلة جديدة من التحالفات والاصطفافات السياسية انما هذه المرة لن تكون بفعل الانقسامات التي ضربت لبنان طولاً وعرضاً، او بفعل تدخلات خارجية ادت الى ما ادت اليه، بل من خلال خلافات لا تفسد في الود قضية ولا تخرج عن اطار الصراع الديموقراطي·

حسين زلغوط


المصدر: جريدة اللواء

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,607,614

عدد الزوار: 6,903,763

المتواجدون الآن: 81