أين الصدمة والمفاجأة في الاصوات التي نالها سليمان فرنجية..

الجمعة 16 حزيران 2023 - 3:13 م     710     0

أين الصدمة والمفاجأة في الاصوات التي نالها سليمان فرنجية..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

يتحدث محور ايران في لبنان، بسخافة بل بخفة وهو يستعرض مشهد الانتخابات الرئاسية التي لم تكتمل فصولا في لبنان، في الدورة الثانية عشرة.. فقد استعرض واستفاض وافاض وشرح وأوضح بري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ الأصوات التي نالها الوزير سليمان فرنجية أتت بمثابة رسالة واضحة، فالرقم الذي حصل عليه صدم الخصوم بالنسبة نفسها التي صدمتهم بها قلة أصوات الوزير السابق جهاد أزعور... في حين ظهر نائب ظهر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين في مقطع فيديو من داخل قاعة مجلس النواب، على هامش جلسة اللجان المشتركة وعلّق على مجريات جلسة انتخاب الرئيس يوم أمس قائلا: نحن مرتاحين ومبسوطين

رابط فيديو النائب حسن عز الدين : مرتاحين ومبسوطين

https://www.lebanonon.com/news/193074

طبعاً هو مرتاح وحزبه كذلك، اذ سوف يبقى لبنان في حالة فراغ، دون رئيس، دون مؤسسات، ونبيه بري يلعب ويتلاعب بالاستحقاقات الدستورية، وخاصة تحديد موعد انتخاب رئيس للجمهورية..

ما الذي نقرأه من مشهدية الانتخابات الرئاسية:

• خروج نواب منظومة ايران من المجلس النيابي من الجلسة الانتخابية قبل فرز الاصوات يدل على معرفتهم وقناعته المسبقة بالخسارة الحتمية
• اهم سبب للخروج المبكر هو الغاء النصاب الانتخابي بحسب تفسير نبيه بري غير الدستوري للنصاب والنتيجة المفترضة وهي الثلثين..
• عدم اعادة الفرز والتاكد من الصوت الضائع يدل على نية مبطنة لالغاء النتيجة في حال كانت غير مناسبة لمحور التعطيل الذي يقوده الثنائي الحاكم..

اين الصدمة التي تحدث عنها نتبيه بري واعلام المحور الايراني في لبنان، في اصوات سليمان فرنجية وهي على الشكل التالي:

51 صوتاً نالها سليمان فرنجية،، 24 صوتاً من طوائف مختلفة، سنية ومسيحية، ونال 27 صوتاً شيعياً هم كافة اصوات النواب الشيعة، في البرلمان، وهم بالفعل لا يمثلون الطائفة الكريمة بل هو هم يمثلون مصلحة ايران واستراتيجيتها واهمها تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان.. وهنا يمكن القول ان صوت الطائفة الشيعية الحر والمتعدد مختطف ومخطوف من قبل فريق ميليشيوي مسلح. وهذا يعني ان مرشح الثنائي الميليشيوي، لم يحصل سوى على 24 % من الاصوات غير الشيعية في البرلمان.. وعددها 101...

في حين ان المرشح جهاد ازعور قد نال 59، صوتاً متعددة الطوائف والمذاهب باستثناء اصوات النواب الشيعة.. اي 59% من اصوات النواب غير الشيعة ..وهذا يعني ان الميثاقية تقف الى جانب ازعور سواء كنا نؤيده ام لا، فهو حصل على التعددية المطلوبة من مختلف المكونات باستثناء الطائفة المخطوفة نيابياً وشعبياً .. ويبقى ان نسأل عن الصوت الضائع او المخطوف من قبل رئيس المجلس.. والدلالة على خوف الفريق الايراني هو خروجه المبكر من مبنى البرلمان ليمنع بقاء النصاب المطلوب بحسب تفسيره وتقديره وحتى لا يتورط في جلسة انتخابية ثانية ..

كلام بري المضحك والمبكي، يدل على استخفاف حقيقي بمزاج ومستوى فهم المواطن اللبناني.. اذ كيف يكون هناك صدمة لدى خصوم سليمان فرنجية من النتيجة المميزة !!!! في حصول مرشحه البالغ الثقافة السياسية، والحضور الاقليمي والدولي النائب السابق والوزير السابق سليمان فرنجية، على هذه النسبة المتدنية من اصوات ممثلي باقي المكونات اللبنانية..؟؟ ....... وهنا لن نتحدث او نكشف حجم الضغوطات التي تمت ممارستها هاتفياً واتصالات غير مباشرة كما تسرب في وسائل اعلام ام عبر اشخاص نافذين، لتضييع الاصوات في تسميات لا ضرورة ولا مبرر لها سوى لمنع انتخاب رئيس، وابقاء لبنان في حالة فراغ لعل وعسى يرضخ المجتمع العربي والدولي والداخل اللبناني لمطالب الجهة الخاطفة للمؤسسات والعلاقات العربية والدولية ..

نعم نبيه بري مصدوم وكذلك حزب الله، فلا بري مطئن ولا حزب الله مرتاح، والتصريحات هذه هي لزرع الاطمئنان في نفوس جمهورهم وبيئتهم التي بدأت تتساءل عن مستقبل لبنان، والى اين يقود هذا الثنائي الطائفة الشيعية في لبنان، بعزلها عن باقي المكونات ووضعها في مواجهة حقيقية مع الداخل كما مع محيطها العربي والدولي.

قليل من المنطق والموضوعية في مقاربة الاستحقاقات ونتائجها والاستخفاف قد ينجح في مكان ما ولكن ليس في كل مكان..إنهم قادة ميليشيات في زي رسمي وسلوكهم يكشف حقيقتهم..مواقفهم تفضح نهجهم..