قراءة في شكل ومضمون الاتفاق السعودي – الايراني..

تاريخ الإضافة الجمعة 10 آذار 2023 - 9:15 م    عدد الزيارات 1503    التعليقات 0

        

قراءة في شكل ومضمون الاتفاق السعودي – الايراني..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

الاعلان اليوم عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية ودولة ايران.. كان نتيجة مفاوضات طويلة امتدت لاكثر من سنتين كما اشار البيان المشترك.. وهنا لا بد من الوقوف عند هذا الاعلان من حيث الشكل والمضمون..

  • الاتفاق تم بعد مناشدات عديدة اطلقها وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان.. واعلن خلالها استعداده لزيارة الرياض لحل المسائل الخلافية بين المملكة وايران ومع سائر دول الخليج..كما نتيجة مساعي عراقية بهدف تهدئة الاوضاع في العراق وضبط الميليشيات العراقية التي تقودها ايران..
  • بالامس اعلن نصرالله في خطابه ان من يتوقع تفاهماً او اتفاقاً بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.. او بين المملكة العربية السعودية وايران.. عليه ان ينتظر مئة عام.. فجاء الاعلان اليوم الجمعة بعد 24 ساعة من كلمة نصرالله.. مما يعني انه لم يكن على علم بالحوار بين الطرفين والذي يدور في العاصمة الصينية.. منذ ايام..
  • تبين ايضاً نتيجة تناقض كلام نصرالله مع الاعلان المستجد، ان ايران لم تقم باستشارة حلفائها في المنطقة، بل ابلغوا بالاعلان الرسمي عبر وسائل الاعلام.. لذلك كانت ردودهم محدودة المضمون وغامضة التوقعات.. بانتظار ايضاحات وشروحات ايرانية رسمية..وهكذا يتم التعامل مع الاتباع..؟؟؟
  • الاعلان عن الاتفاق من بكين، يشير الى ان ايران لا ترغب في ان يكون البيان الختامي او الاعلان عن الاتفاق من بغداد العاصمة العراقية.. اذ لا يقبل نظام طهران باعطاء دور الوساطة العراقية اية نتائج نهائية على انها نجاح لوساطتها بل راى ان الاعلان من بكين يشكل قيمة مضافة لعلاقاته مع بكين وهي التي كانت اعترضت على البيان الختامي لزيار الرئيس الصيني لدول الخليج..منذ اشهر..
  • اكتفى البيان الختامي بشكر دولتي عمان والعراق، بجهودهما لتذليل العقبات.. بينما كان الاجدى والاكثر احتراماً هو اعلان الاتفاق من عاصمة العراق بغداد او مسقط عاصمة دولة عمان..؟؟ بعد الجهود التي تم بذلها من قبل هاتين الدولتين..؟؟
  • تضمن الاتفاق على نقطة تفيد باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.. وهنا تعتبر الكرة في ملعب ايران.. فالقوى اللبنانية المعارضة لمشروع ايران كان يتم التهكم عليها من قبل حزب الله، بانه قد تم التخلي عنها من قبل المملكة منذ سنوات، فيما يؤكد نصرالله باستمرار على تواصل الدعم الايراني لحزبه وميليشياته.. فمن هو الفريق الذي سوف يعاني من تداعيات هذا البند الذي ينص على وقف التدخلات ؟؟؟؟؟
  • هل ستنسحب ايران من سوريا واليمن والعراق..؟؟وكيف سيتم تفسير هذا التصرف.. وما هي تداعياته على الميليشيات التابعة..؟؟
  • اعادة فتح السفارات سيتم بعد شهرين.. اي ان هناك وقت محدد لمراقبة تنفيذ ما اتفق عليه.. وعدم الالتزام سوف يطيح بالاتفاق.. وبالتالي عدم فتح السفارات.. وعدم استكمال تطبيق نقاط الاتفاق..
  • في حالة عدم الالتزام بالاتفاق فإن دولة الصين سوف تكون محرجة وهي التي تضمن الاتفاق الذي تم في عاصمتها برغبة ايرانية..
  • إن اي حرب متوقعة او مفترضة مستقبلاً بين الكيان الاسرائيلي، ونظام طهران ستكون دول منطقة الخليج العربي خارج دائرة هذا الصراع مما سيحرم ايران من ورقة ضغط بتخريب اقتصاد المنطقة وبنيتها التحتية في حال نشوب حرب اقليمية..
  • موقف ادوات ايران او المناذرة العرب، في حالة ارباك .. فهل سيهتف اتباع حزب الله في احتفالات امينهم العام (الموت لآل سعود).. وهل المملكة لم تعد راعية للارهاب او صاحبة فكر تكفيري ووهابي..؟؟؟ ما الذي سيقوله نصرالله لاتباعه.. وايران لشعبها واتباعها وادواتها..؟؟
  • الاتفاق بنصه ومضمونه وتوقيته يؤكد ان الازمة الداخلية الايرانية عميقة ومقلقة وتثير خوف النظام من تداعياته.. والوضع الاقتصادي في تراجع مستمر والاستثمار في اثارة الحروب وتسليح الميليشيات.. لم يعد ممكناً وما على ايران سوى الالتفات الى الداخل لمعالجة همومها ومشاكلها..؟؟

الخلاصة..

الاتفاق لا زال حبره سائلاً لم يجف، والتاريخ علمنا ان هذا الفريق لا يمكن الوثوق به.. لذلك ما علينا الا الانتظار ومراقبة دقة الالتزام.. من حيث وقف التدخلات وسحب الاسلحة وتغيير النهج السياسي والامني الايراني في المنطقة..واتباع ايران عليهم مسؤولية كبيرة في تبرير وتوضيح مضمون الاتفاق ولماذا اضطرت ايران للوصول الى هذا الاتفاق.. خاصةً وان الاعلام التابع لهذا الفريق يؤكد باستمرار تراجع وانهيار المملكة ويؤكد على تفوق ايران ومحورها.. وهذا ما نشره احد الاعلاميين منذ ايام عن كلمة لنصرالله امام محللين وسياسيين..؟؟؟

المرحلة المقبلة كفيلة بتاكيد حسن سير الاتفاق من عدمه...وهل ان الاتفاق الذي وقعته ايران هو استراتيجية حقيقة ام ضرورة تكتيكية..؟؟

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,636,148

عدد الزوار: 6,905,575

المتواجدون الآن: 116