ايران قلقة من تطورات التحول السوري..

تاريخ الإضافة الإثنين 20 شباط 2023 - 7:47 ص    عدد الزيارات 657    التعليقات 0

        

ايران قلقة من تطورات التحول السوري..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

طوال اكثر من عقدٍ من الزمن، وايران تهيمن عل الساحة السورية، سياسياً وامنياً، تحالفت مع روسيا لتعزيز حضورها، وحتى لا تتعرض ايران لخسائر بشرية كبيرة..استعانت بكافة الميليشيات الطائفية التابعة لها، والتي عملت تحت شراف وقيادة الحرس الثوري الايراني، من حزب الله الى الحشد الشعبي والحوثيين وصولاً الى فاطميون وهي ميليشيات افغانية فضلت القتال في سوريا لخدمة المشروع الايراني على مقاتلة الاحتلال الاميركي لافغانستان..

لكن الزالزال المدمر الذي اصاب المنطقة ادى الى تسارع التطورات والمواقف بشكلٍ ملفت للنظر.. ولكنه مقلق لايران..

قبل حدوث الزلزال، تم ملاحظة عدة معطيات تؤشر الى ان ايران تعاني من صعوبات في ادارة وقيادة الملف السوري..

  • ما تسرب عن زيارة وزيرالخارجية عبد اللهيان لدمشق، والتي طالب فيها القيادة السورية بدفع ثمن المشتقات النفطية.. رغم ان سوريا تعاني من ازمة وقود وتعتمد في سد بعض احتياجاتها على التهريب من لبنان..مما يعني ان ايران بدات تعاني من صعوبات مالية في تمويل نفقات الحرب في سوريا كما في دعم اقتصادها..
  • الخلاف الصامت بين روسيا وايران حول ادارة الملف السوري..حيث اخفقت ايران في ترسيخ التفاهم مع روسيا على كيفية وشكل ادارة الملف السوري، بل بالعكس عملت على ترسيخ دورها على حساب الدور الروسي.
  • الغارات الاسرائيلية المتواصلة والتي زرعت عدم الثقة بين القيادة العسكرية الروسية وتلك الايرانية نتيجة دقة المعلومات الاسرائيلية وبالتالي فعالية الغارات التي استهدفت ميليشيات ايران ومستودعات الذخيرة ومصانع الاسلحة.
  • تراجع الاستقرار في ايران بسبب المظاهرات المعارضة للنظام، ادى الى انهيار الوضع الاقتصادي في سوريا، بسبب انشغال ايران بمعالجة مشاكلها الداخلية التي تراكمت بسبب العقوبات الاميركية.. مما انعكس سلباً على الوضع السوري، المأزوم اصلاً بسب عقوبات قانون قيصر الاميركي..
  • الدور التركي المستجد، والذي تمثل بالانفتاح على نظام سوريا رغم المعارضة الشديدة لذلك عربياً وسورياً واميركياً.. والذي تبين لاحقاً ان الاندفاعة التركية يقف خلفها روسيا التي تريد بعد انكفاء الدول العربية عن سوريا، الاستناد الى دولة اقليمية وازنة.. سياسياً واقتصادياً تشكل رافعة للاستقرار في سوريا.. وتعطي روسيا فرصة للالتقاط الانفاس وهي المتورطة في حرب اوكرانيا التي طال امدها .. ولا يمكن التكهن بقرب نهايتها..
  • تغير الموقف الفرنسي من الملف الايراني ومن دور ايران الاقليمي وخاصةً في سوريا ولبنان...من متفهم الى سلبي جداً..

الزلزال وتداعياته...

شكلت تداعيات الزلزال العنيف والمدمر الذي اصاب سوريا كما تركيا، سبباً مناسباً للبحث عن مدخل موضوعي للدخول العربي والدولي، الى سوريا تحت عنوان المساعدات الانسانية.. ولكن بنفس الوقت ممارسة الضغط على النظام السوري للتراجع عن الارتماء في احضان ايران..خاصةً وان المساعدات الايرانية للمتضررين السوريين كانت محدودة جداً..

  • الموقف السعودي المستجد.. حيث قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، خلال جلسة حوارية ضمن مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إجماعاً بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سورية، وأن الحوار مع دمشق مطلوب «في وقت ما» حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين. هذا الى جانب تقديم مساعدات وازنة ومهمة من المملكة السعوديه للشعب السوري في مختلف المناطق ومنها مناطق يسيطر عليها النظام الحاكم..
  • الحديث عن امكانية زيارة يقوم بها وزير خارجية المملكة السعودية لدمشق..
  • الاشارة الى احتمال زيارة الاسد الى دولة عمان، ومن المعروف ان عمان تعمل وسيطاً بين مختلف دول المنطقة..
  • المساعدات الاماراتية والقطرية والكويتية والاردنية التي جعلت من الشعب السوري يشعر انه جزء من الامة العربية وان محاولات ايران الهيمنة على سوريا وابعادها عن محيطها العربي غير مجدية بل غير مقبولة..
  • تجميد مفاعيل قانون قيصر لمدة اشهر وتدفق المساعدات الاوروبية والاميركية للشعب السوري كانت علامة فارقة
  • الغارة الاسرائيلية الاخيرة والتي استهدفت مناطق سورية في دمشق ومحيطها والسويداء وغيرها..جعلت من الشعب السوري يدرك ان الوجود الايراني لا يشكل حالة استقرار بل يجعل من سوريا ساحة صراع وتصفية حساب اقليمي ودولي..
  • دور الميليشيات الطائفية المذهبية ومحاولتها فرض مذهبها ومعتقداتها وطقوسها الغريبة عن الدين الاسلامي كما عن عادات الشعب السوري ومعتقداته جعلت تحين فرصة الخلاص من هذا الوجود مطلباً وطنياً سورياً.. لذلك فإن المساعدات الايرانية المحدودة جداً لم تصل الا لمن يخضع لشروطها بعكس مساعدات الدول العربية والغربية..التي وصلت لجميع المتضررين دون استثناء..
  • يتم التعريف بسوريا دولياً واقليمياً على انها مصنع المخدرات وساحة التهريب الدولية بسبب دورالميلشيات الايرانية..

الخلاصة...

نظراً لضعف امكانيات ايران وعجزها عن مساعدة الشعب السوري، وبناءً على سياساتها السابقة والتي ادت الى تفاقم العداء بينها وبين الشعب السوري بمختلف اطيافه، فقد حاولت ايران استخدام الساحة اللبنانية واتباعها من مناذرة لبنان الى تغطية عجزها وفشلها بعقد لقاءات اعلامية ودعائية تحث على رفع العقوبات وتسأل اين المساعدات العربية والدولية في حين ان المساعدات الايرانية هي التي كانت غير حاضرة..

الاسد يشعر بانه لا يستطيع الاستمرار في السلطة نتيجة الضغط العربي والدولي.. وعجز ايران عن دعمه مالياً وعسكرياً كما في السابق، ثم ان المشروع الديني الايراني يزيد من عزلة الاسد داخلياص وخارجياً.. فجاء الزلزال، ليشكل بادرة مناسبة للاسد لمساومة على اراج ايران مقابل دعم استمراره او على الاقل عدم محاسبته على ما ارتكبه طال سنوات من استخدام الاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوي وتهجير الملايين وقتل اكثر من مليون مواطن الى جانب خطف واعتقال مئات الالاف. وتدمير مدن وقرى والتلاعب بالديموغرافيا...

ايران هي الخاسر الاكبر.. فالتدخل في سوريا كشف مشروعها الديني المذهبي.. والقومي الفارسي.. وعزلها عن العالم العربي والاسلامي، وجعلها في موقع العداء مع اوروبا بعد ان تورطت في حرب اوكرانيا الى جانب روسيا على الطريقة السورية. من تهجير وتدمير..والغارات الاسرائيلية الاخيرة بغض طرف روسي وتجاهل دولي، والاندفاعة العربية والتركية نحو سوريا تحت عنوان مساعدة الشعب السوري انسانياً.. تجعل مستقبل الدور الايراني في سوريا والمنطقة في مهب الريح.. وهذا ما يقلق ايران التي استثمرت المليارات في سوريا والمنطقة...والغارات الاسرائيلية تشكل دعوة مفتوحة للحرب تخشى ايران الاندفاع نحوها او الاستجابة لها..

القلق الايراني له اسبابه.. ومناذرة ايران في المنطقة يشاركونها هذا القلق..؟؟ خاصةً وان الاسد يسعى لحماية راسه وليس الالتزام بمشروع لا يعطيه استقرار سلطته...؟

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,338,046

عدد الزوار: 6,887,165

المتواجدون الآن: 89