من يضطهد شعبه ولا يحاوره.. كيف يقنع دول الجوار بالحوار معه..؟؟؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022 - 7:36 ص    عدد الزيارات 900    التعليقات 0

        

من يضطهد شعبه ولا يحاوره.. كيف يقنع دول الجوار بالحوار معه..؟؟؟...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب...

لا زالت المواجهات في ايران مستمرة، والمطالب التي رفعها المتظاهرون والمحتجون، في مختلف المحافظات الايرانية لم تلق الى الان آذان صاغية او تجاوب ولو محدود من السلطة الدينية الحاكمة، التي من الواضح والصريح انها اتخذت قراراً حاسماً بقمع الاعتراض الشعبي، على سياساتها وقوانينها.. معتبرة انها فوق المساءلة والمحاسبة، وانها تحظى بتفويض الهي (سلطة ولاية الفقيه) يسمح لها بممارسة السلطة بصلاحيات مطلقة لانها لا تخطيء..!! وهي اي السلطة تتجاهل مواقف كافة القوى الشعبية المعترضة من فنانين وممثلين وموسيقيين واطباء ومحامين ورياضيين وعمال وفلاحين وغيرهم.. لان السلطة مزهوة بقدراتها العسكرية وميليشياتها التي اطلقتها تحت مسمى الحرس الثوري الايراني عناصر الباسيج...

والمشهد داخل ايران اليوم، هو كالتالي..

(أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الأجهزة الأمنية طلبت من زعيم أهل السّنة في محافظة سيستان وبلوشستان مولوي عبدالحميد مغادرة المحافظة المضطربة و«السكن في مكان آمن» خارجها، بعد تلقيها معلومات عن مخطط لتنظيم «داعش خراسان» يرمي إلى اغتياله وإثارة فتنة سنية- شيعية في المنطقة الحدودية مع باكستان وأفغانستان. وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن مندوبي المرشد الإيراني، بلجنة تحقيق أرسلها أخيراً إلى زاهدان لكشف ملابسات الصدامات الدامية التي وقعت بين الأهالي وقوات الأمن وأودت بحياة نحو 150 شخصاً، أبلغوا زعيم البلوش السُّنة بوجود المخطط، لكن الأخير شدد على أنه آمن في محافظته.)

إن هدف السلطة الايرانية من هذا القرار هو إظهار حرصها على حماية القيادات البلوشية، وفي محاولة لطمس الجريمة التي ارتكبتها ضد المواطنين البلوش باعتراف السلطة الايرانية الحاكمة نفسها والتي سارعت لارسال وفد من مكتب الخامنئي لاحتواء التوتر وتصاعد التشنج في ولاية بلوشستان، والتي هي بالمناسبة من المسلمين السنة.. والهدف الثاني للقيادة الايرانية من اطلاق هذا التحذير، هو عزل القيادة البلوشية عن جمهورها، بذريعة التهديد الامني، بحيث يسهل عليها حينها تصفية القيادات البلوشية المعارضة، والمتهم الرئيسي تم تم تحديده مسبقاً وهو تنظيم داعش الارهابي..؟؟؟

واللافت في طريقة التعامل الدموي لنظام طهران الديني مع المكون البلوشي، هو التناقض الصارخ مع الدعوات التي يطلقها نظام طهران باستمرار حول الوحدة الاسلامية والحوار بين المكونات الاسلامية الدينية، وربما ما قامت به طهران ضد المواطنين البلوش هو الرد الفعلي والعملي والحقيقي على دعوة شيخ الازهر سماحة الشيخ احمد الطيب.. والذي دعا فيه للحوار بين السنة والشيعة وتجاوز الاحداث التاريخية والنظر للمستقبل بفكر منفتح للخروج من ازمة العلاقات والتطلع لبناء مستقبل شعوبنا ومنطقتنا على اسس مختلفة يسودها المحبة والوئام.. والمصالحة الجدية والحقيقية.. ولكن الرد الايراني الرسمي والدموي في بلوشستان وكردستان ومختلف المحافظات الايرانية لا يبشر بالخير...؟؟

كذلك فقد أعلنت منظمة «هرانا» لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، أن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع الأحد إلى 419 على أقل تقدير، بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات. وأفادت منظمة «هنكاو» الكردية لحقوق الإنسان، أمس، بأن قوات الحرس الثوري هاجمت المحتجين في مدن جوانرو، وبيرانشهر ودهكلان وبوكان، لافتة إلى وقع 13 قتيلاً برصاص الأمن في مختلف مدن كردستان.

إضافةً الى ذلك.. فقد جدد «الحرس الثوري» قصف نقاط بإقليم كردستان العراق بالتزامن مع حديث رسمي عن منح بغداد مهلة لـ «ضبط الحدود» ونزع سلاح الجماعات الكردية الإيرانية المتمركزة به، في وقت شنت القوات الأمنية الإيرانية حملة قمع مكثفة بعدة مناطق كردية أبرزها مهاباد في محاولة لوقف الاحتجاجات. مع استمرار الاحتجاجات الداخلية في إيرانية وتصاعدها في المدن الكردية منذ وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي...

وهنا نتوقف لنتساءل لماذا لا تفاوض طهران المعارضة الكردية في ايران نفسها بدل قمعها بالقوة، إذ إن العنف لا يقود الا الى مزيد من العنف والانقسام والتشنج والتوتر والتطرف...؟؟

ونسأل ايضاً ما هو مبرر قصف اكراد كردستان العراق.. وتدمير الممتلكات وقتل الابرياء.. ربما لانهم الحلقة الاضعف..؟؟ هذا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان مئات الغارات الاسرائيلية على مواقع ايرانية والتي ادت الى سقوط عشرات وربما مئات القتلى من الايرانيين وحلفائهم.. ومع ذلك لم نلحظ او نلمس رداً ايرانياً مباشراً على الكيان الغاصب لفلسطين..؟؟ حتى ان ايران وفي معرض الرد على اسرائيل قصفت مواقع في كردستان العراق معتبرةً انها مواقع للمخابرات الاسرائيلية ولم تجرؤ على قصف اسرائيل ومواقعها العسكرية رغم وجود قوات ايرانية في سوريا وميليشيات مؤيدة لها في لبنان..؟؟

الحوار هو اقصر الطرق واقلها كلفة لمعالجة المشاكل الداخلية، وبناء الثقة بين المكونات الوطنية، ولكن يبدو ان نظام طهران اعجز من ان يعترف بارتكابه اخطاء في سياساته الداخلية اثارت سخط شعوبه المتعددة.. وانه لا يستطيع التعايش مع اصحاب المذاهب الاخرى، او العرقيات المتنوعة الا على قاعدة الخضوع والخنوع والاستسلام، وليس بمساواة في المواطنة والانتماء الوطني واحترام الثقافات والهويات المتعددة...

ايران اليوم بسياساتها القمعية الوحشية تكشف هويتها المتطرفة الحقيقية، وتؤكد ان التعايش معها او مع من ينخرط في محورها امر مستحيل..وبالتالي فإن من يضطهد شعبه ولا يحاوره.. كيف يقنع دول الجوار بالحوار معه..؟؟؟ وكيف نصدق ادوات ايران بأنها كيانات ومكونات تسعى وتحرص على العيش المشترك.. ومن ينظر بدقة الى ما يجري في سوريا والعراق واليمن.. تصبح الصورة لديه اوضح..؟؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,069,503

عدد الزوار: 6,751,244

المتواجدون الآن: 112