الوقود الايراني الى لبنان .. عبء اضافي على الخزينة والشعب الايراني...

تاريخ الإضافة الأحد 19 أيلول 2021 - 11:34 ص    عدد الزيارات 1394    التعليقات 0

        

الوقود الايراني الى لبنان .. عبء اضافي على الخزينة والشعب الايراني...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

لطالما اعلن نصرالله ان ميليشياته انما تعتمد على الدعم الايراني المالي والمادي، وان حزبه لا يشكل عبئاً على الشعب اللبناني كما على الخزينة اللبنانية، ومع اندلاع الانتفاضة الشعبية اللبنانية عام 2019، اعلن نصرالله ان الشعب اللبناني سوف يواجه مصاعب حياتية نتيجة تعطل الحياة السياسية والاقتصادية وتطور الازمة الامنية، وتدهور الحالة الاقتصادية.. ولكن حزب الله وبيئته وميليشياته سوف تكون خارج هذا المشهد لأنها تعتمد على الدعم الايراني المتواصل الذي يشمل كل شيء ..؟؟

تطور وتفاقم الانهيار المالي في لبنان ليشمل كافة القطاعات كما كافة البيئات دون استثناء، بما فيها بيئة حزب الله التي كانت قد وعدت بان تبقى خارج هذا المشهد وهذه المعاناة.. ومع تفاقم التضييق على مصادر تمويل ايران كما حزب الله، زاد حجم المعاناة والاحساس بتراجع الوضع المالي والمعيشي في بيئة حزب الله، بشكل غير مسبوق، ورغم ان حزب الله واعلامه المنهجي حاول ان يضع اللوم على سياسات حاكم مصرف لبنان المالية وجمعية المصارف بطريقة مدروسة وتكاد تكون ادارتها وتوجيهها مسألة يومية، ومن يتابع اعلام محور طهران يلحظ هذا النهج، كان وما يزال هذا الاسلوب الاعلامي متبع، وذلك بهدف التعمية على ان انعزال وعزل لبنان عن محيطه العربي والدولي سببه سياسات حزب الله الخارجية التي ارست ورسخت وعمقت القطيعة والعداء مع العالم العربي واستعداء العالم الغربي، رغم المحاولات الفرنسية لتخفيف حدة المواجهة مع دول الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة كذلك... والتضليل الاعلامي مدرسة يمثلها كل من يعمل مع هذا المحور...والازمة لا يتحمل مسؤوليتها مصرف لبنان والقطاع المصرفي وسياساته بالكامل بل هو جزء منها...

ما هي علامات هذه الازمة:

  • لم ينجح حزب الله في حصر اسباب الازمة في سياسات حاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف
  • عداء حزب الله للامة العربية والاسلامية اصبح اكثر وضوحاً ورسوخاً مما اوضح للراي العام اللبناني ان ابتعاد او انكفاء العالم برمته وخاصةً العربي عن مساعدة لبنان سببها هيمنة حزب الله على الواقع اللبناني بكامله، وخطابات نصرالله وابواق اعلامه تهاجم العرب والمسلمين يومياً..
  • تبين للجميع ان تغلغل رموز حزب الله في الوزارات انما يخدم بيئة وفئة ومشروع وحزب وميليشيا.. والميزانيات الخاصة بالمستشفيات الحكومية وغير الحكومية التي نشرت من قبل وزارة الصحة منذ اشهر كشفت ان مستشفى محدد يحظى باعلى نسبة من الدعم الحكومي متجاوزاً مستشفيات عريقة لها تاريخ وباع طويل في تقديم الخدمات الطبية..
  • خسر حزب الله عمقه الاستراتيجي في لبنان، وضمن معظم الطوائف اللبنانية مع انكشاف مشروعه، المرتبط بمصالح طهران، والذي لا يخدم استقرار لبنان والعمل على خروجه من ازمته.. خاصةً وان حزب الله يمثل مشروعاً دينياً لا يتوافق معه معظم اللبنانيون...؟؟
  • بدا حزب الله نتيجة تراجع امكاناته المالية، بالانكفاء عن تقديم الخدمات لجمهوره والتي كان يقدمها سابقاً مما اجبر حزب الله على رفع شعارات دينية لحث الجمهور على الصبر والتحمل والتضامن وحتى التبرع..؟؟ مما يعني خسارة تاييد جمهوره له او بعضه على الاقل..

لذلك اضطرت ايران المتعبة اقتصادياً والمنهكة مالياً بتداعيات الحصار والعقوبات الاميركية، للمسارعة رغم معاناتها الى تقديم الدعم ومساعدة ذراعها السياسي والعسكري والامني في لبنان .. "ميليشيا حزب الله" .. حتى لا تتراخى قبضته او تتراجع عن المشهد اللبناني، وبما ان ايران غير قادرة على ضخ اموال نقدية بالدولار الاميركي او حتى باليوروالاوروبي، لذا كان لا بد من ضخ النفط لحزب الله لاعادة تمويله بالنقد اللبناني ومباشرةً من المستهلك اللبناني .. والحملة الاعلامية التي واكبت وصول النفط تتجاوز اهمية الكمية وتأثيرها على السوق المحلي، اذ مع وجود سبعة سفن محملة بالنفط امام الشاطيء اللبناني، ومستعدة للتفريغ او باشرت التفريغ لن يكون لباخرة واحدة لا نعرف حجم حمولتها سوى من باب التخمين او الحديث عن قدرتها على التحميل وليس عن حقيقة حمولتها الفعلية.. اي تاثير حقيقي على اشباع السوق بمادة المازوت او غيرها.. لذلك استثمر حزب الله في حملته الاعلامية على العناوين التالية:

  • توزيع جزء من حمولة الناقلة النفطية مجاناً على مؤسسات متوزعة على كافة المناطق اللبنانية.. لاعادة تقديم نفسه منقذاً وعاملاً ايجابياً وتصوير ايران على انها حليف يمكن الاعتماد عليه.
  • توزيع جزء آخر من الحمولة تحت سعر الكلفة العالمية او السعر الذي اعتمدته وزارة الطاقة في لبنان.. وهذا ما يساعد حزب الله على تسويق كميته بسرعة وسهولة لحاجته للاموال النقدية.
  • التركيز على قدرة حزب الله المتعاظمة والقادرة على رفض الحصار الاميركي المفروض على ايران واستيراده الى لبنان، رغماً عن الولايات المتحدة...
  • الاشارة الى ان لبنان بلد محاصر وحزب الله فك الحصار وهذا غير صحيح بالمطلق والا كيف تقف السفن السبعة وغيرها بانتظار تفريغ حمولتها...!! ولكن حزب الله كما هو بحاجة للاموال نقدية هو بحاجة لانتصارات اعلامية لاعادة ثقة جمهوره به..
  • محاولة استدراج الدول العربية لمباشرة دعم لبنان بما يمكن لتخفيف ازمته وبالتالي تخفيف ازمة حزب الله وايران في لبنان، وهو الذي كان يعتمد على الدعم العربي والدولي للبنان والاستفادة منه من خلال هيمنة الثنائي الحاكم على السلطة والمساعدات التي وصلت عقب انفجار المرفأ العام الماضي كانت خير دليل والصور والافلام المصورة التي نشرت لتهريب المساعدات والادوية يكفي للدلالة...

الخلاصة: في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “CNN” الأمريكية، الجمعة 17 من أيلول/سبتمبر، قال ميقاتي، “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان”. واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية، أن دخول شحنات الوقود الإيراني إلى البلاد يشكّل انتهاكًا لسيادة لبنان. ونفى ميقاتي أن تكون الحكومة اللبنانية وافقت على إدخال شحنات الوقود، وأضاف بهذا الصدد، “العملية تمّت في معزل عن الحكومة اللبنانية... وجاء الرد الايراني سريعاً.. إذ ذكرت الوسائل الاعلامية نقلاً عن الخارجية الإيرانية: أن شحنة الوقود المرسلة للبنان كانت بطلب من السلطات اللبنانية...

من نصدق نجيب ميقاتي ام الخارجية الايرانية..؟؟؟؟؟

في الحقيقة يمكن القول، ان شحنة النفط الايراني، التي وصلت الى لبنان عبر سوريا كشفت التالي:

  • إن القرار السيادي على الحدود اللبنانية وضبطها، ليس بيد الدولة اللبنانية... والسيادة مفقودة يا دولة الرئيس وهذا ليس جديداً..
  • إن المال العام منهوب من خلال استخدام المعابر غير الشرعية للتهريب، ومن يقوم بادخال النفط يدخل مواد اخرى..
  • إن هيمنة حزب الله على المشهد السياسي اللبناني تفرض نفسها بحيث يعتبر حزب الله فوق المساءلة والمحاسبة وهو فقط اي حزب الله من يحاسب السياسيين والاعلاميين والمواطنين.. ومشهد ما جرى في منطقة خلدة من اشتباكات نتيجة ممارسات حزب الله وميليشياته يكشف مدى وعمق هذه الهيمنة اذ يتم محاسبة العشائر العربية باعتبارها مذنبة ومرتكبة ومتورطة ويتم اعتقال شبابها واضطهاد رموزها، في حين ان حزب الله الذي اطلق صواريخ عبر الحدود نحو فلسطين المحتلة وكاد يدخل لبنان في حربٍ مفتوحة ..لا تتم مساءلته، والقضاء اللبناني افرج عمن اطلق الصواريخ بسند اقامة وتم استقبالهم من قبل حزب الله كالابطال..؟؟؟
  • إن ايران التي شعرت ببعض الراحة من تمويل حزب الله خلال المرحلة الماضية نتيجة هيمنته على السلطة اللبنانية، اضطرت ونتيجة انكفاء العالم العربي والمجتمع الدولي عن دعم لبنان ورعايته للعودة الى تمويل حزب الله مباشرةً، مع تراجع مصادر تمويل حزب الله التي يعرف مصدرها معظم اللبنانيين، مما سوف يشكل عبئاً بالغاً على الخزينة الايرانية وعلى الشعب الايراني الذي يعاني من تراجع الخدمات في بلاده على مختلف الاصعدة والقطاعات لان السلطة الحاكمة في ايران ترى ان اولويتها دعم ميليشيا الانقلاب الحوثي والحشد الشعبي وحزب الله وكل من يقوم على خدمة مشروع ايران في المنطقة والعالم..؟؟؟
  • إمعان الغرب على استنزاف ايران وادواتها مالياً وسياسياً وامنياً واعلامياً... دفع الولايات المتحدة الى تجاهل ضخ النفط الايراني الى لبنان وسوريا ولكن الى متى..؟؟؟ تتحمل ايران هذا الاستنزاف...
  • وانسجمت اسرائيل مع هذا التوجه فقد ذكرت القناة 12 العبرية، أنه تم اتخاذ قرار في إسرائيل بعدم الإضرار بقوافل النفط الإيرانية، التي ينقلها «حزب الله» من سورية إلى لبنان..

الشعب الايراني يرى اليوم ان الوقود الذي يقدم له بتقنين قاسي، ويحرم منه ومن استخدامه .. انما يرسل هبات ومساعدات الى نظام سوريا المنهار ولدعم ميليشيا حزب الله وغيرها... وبالتالي فإن مزيد من الضغط ومزيد من المعاناة وصولاً الى مرحلة الانفجار الذي يطيح بكافة رؤوس انظمة الفتنة والعملاء كذلك.. وشعارات الانتصار وفك الحصار وغيرها من العناوين بحاجة لاعادة نظر...

 

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,046,961

عدد الزوار: 6,749,631

المتواجدون الآن: 114