حزب الله يمارس السياسة بقوة السلاح ... ويستخدم سلاح المقاومة لفرض مشروعه السياسي..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 آذار 2014 - 8:53 ص    عدد الزيارات 662    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز.... حسان القطب

 

عندما يقول بشار الأسد: "نريد رئيساً “ممانعاً” في لبنان ونحن مع “حزب الله” في قارب واحد"، فإن لهذا الكلام دلالة واضحة على وحدة المشروع بين قوى محور إيران في المنطقة، وعلى ان الشعب اللبناني والسوري أيضاً في قاربٍ واحد... وفي السياق عينه وتاكيداً لما قاله الأسد فإن نصرالله قد قال سابقاً إن: «تدخل الحزب في سوريا قاطع ونهائي وحاسم، لأن معركة سوريا في نظرنا هي معركة وجود»... وهذا الكلام الواضح معناه وهو بالتأكيد لا يخفى على اي عاقل، ان الأولويات التي وضعها حزب الله لمشروعه لا علاقة لها بالكيان اللبناني والشعب اللبناني وبالتالي بفلسطين وشعبها كما يتبجح ويقول حزب الله وحلفائه ... حتى من الفلسطينيين انفسهم...(حركة الجهاد الإسلامي ومجلس علماء فلسطين).؟؟ فإلى ماذا استند نصرالله في كلامه هذا....
طبعاً إلى البيان التأسيسي لـ”حزب الله” الذي تم نشره في 16 شباط/فبراير عام  1985، ونصّ حرفياً:( “نحن أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد. نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران… نحن نعتبر أنفسنا وندعو الله أن نصبح جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف”. ويقول نصرالله أيضاً في خطاب لهُ في الثمانينات: “مَشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنّى غيرهُ كونَنا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الاسلامية وحُكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليسَ جُمهورية إسلامية واحدة، وإنّما جزء من الجمهورية الإسلامية الكُبرى التي يَحكمها صاحب الزمان ونائبهِ في الحق الولي الفَقيه الإمام الخُمَيني”. ومن ثمّ في 2009 يقول نصرالله أيضاً ما حَرفيته: “ويَتصوّرون عندما يقولون عَنّا حزب ولاية الفقيه أنّهم يُهينوننا…أبداً! أنا اليوم أُعلِن وليس جديداً، أنا أفتَخِر أن أكونَ فرداً في حزب ولاية الفقيه. إذا كانت حركة إسلامية، أليست بحاجة الى مَن يَدُلها على الحلال والحرام لتعمَل بالحلال وتَجتنب الحرام؟ هذه غير ولاية الفقيه، ولاية الفقيه مَرحلة أعلى، ولاية الفقيه أن نأتي ونقول قيادتنا وإرادتنا وولاية أمرِنا وقرارُ حَربِنا وقرارُ سِلمِنا وكذا، هو بيد الولي الفقيه”)...
إذاً الدعوة لعقد طاولة الحوار مع حزب الله إلى ماذا تستند وما هو هدفها..؟؟ والحوار مع حزب الله إلى ماذا يؤدي..؟؟ ومطالبة حزب الله بالانسحاب من سوريا ووقف المشاركة في قتل وتهجير وإبادة الشعب السوريهي في حقيقة الأمر ليست دعوة واقعية... لأن القرار بالمشاركة من عدمه ياتي ويصدر وينفذ بناءً على ما ورد في نص البيان التأسيسي ..؟؟ فالقرار الحقيقي ليس في لبنان وليس في يد حزب الله، بل هو قرار وصل عبر الحدود من المرجعية العليا لحزب الله من القيادة اتي صنعت حزب الله وزرعته ليشكل تهديداً ليس للكيان الغاصب في فلسطين بل لكل من يعارض الديكتاتوريات الحاكمة في سوريا والعراق اليوم..؟؟؟ وللتهديد بضرب الكيان الإسرائيلي فقط في حال تعرضت إيران لأي تهديد يستهدف مشروعها النووي..؟؟؟ والمفارقة الواضحة هي ان أهداف حزب الله ونشاطاته تتطابق تماماً مع المشروع والإستراتيجية الإيرانية حصراً....؟؟؟ فلو كان برنامج حزب الله إسلامي فقط... والاستراتيجية الإيرانية إسلامية أيضاً.... لاندفع حزب الله للقتال في إفريقيا الوسطى وبورما وغيرها حيث يتعرض المسلمون للإضطهاد...؟؟ ولكن من الواضح ان اهتمامات حزب الله، وهذا ما يشير إليه إعلامه بوضوح هي في البحرين واليمن والسعودية وسوريا والعراق فقط .. وحزب الله يقوم بدوره المنوط به والمكلف بتنفيذه بالتحديد وبدقة وفقاً لما ورد في بيانه التأسيسي....إذاً المعركة الحقيقية هي ذات طابع ديني ومذهبي دون ادنى شك...؟؟؟ وشعار المقاومة وفلسطين والتحرير والقدس والأقصى هي لذر الرماد في العيون...
بناءً على ما ورد فإن هذا يعني انه في حال انتصر الأسد ومن معه في قاربه في سوريا، فإن مصير ومستقبل الشعب اللبناني سيكون مشابهاً بل مماثلاً لما يتعرض له الشعب السوري اليوم ومنذ ثلاث سنوات على يد جيش الأسد وعصابات حزب الله والميليشيات العراقية..؟؟ وهذا ما يجب ان يثير قلقنا نحن في لبنان، وان نسال حكومتنا وجيشنا وقيادته كيف يعقل ان تحمي الحدود من النازحين السوريين وهم مضطهدين مشردين، بينما تسير قوافل حزب الله المسلحة من لبنان نحو سوريا برعاية امنية رسمية وتغطية سياسية يوفرها لها تجاهل الحكومة السابقة كما الحالية كما يبدو لاستباحة ارض وقتل شعب وتهجير مواطنين سوريين...؟؟ وكيف يشارك برلمانيون من لبنان في مؤتمر ضد الشعب السوري تم عقده في طهران بشكل يخالف قرارات رسمية وتوجهات شعبية بما قد يسيء للسلم الأهلي والعيش المشترك، دون العودة لمكتب مجلس النواب..؟؟؟؟  ويقال ان الوفد قد ذهب برعاية من حزب الله ونبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الذي استقبلته الكويت مؤخراً بالترحاب...؟؟؟ (فقد استغربت أوساط نيابية من فريق 14 آذار مشاركة مجلس النواب اللبناني في اجتماع رؤساء اللجان الخارجية لبرلمانات الدول الصديقة لسوريا الذي انعقد الأربعاء 12 آذار/مارس الجاري في طهران بمشاركة وفود من سوريا وإيران والعراق وروسيا والجزائر وفنزويلا وكوبا)...
بناءً على ما ورد يمكن ان نرى جلياً حجم وتأثير السلاح ودوره في إدارة الصراع السياسي اللبناني، وكذلك في استعمال السلاح لفرض المشروع السياسي والقرار السياسي لحزب الله بتوجيه إيراني كامل ..على سائر القوى السياسية الأخرى...دون النظر إلى اعتراضها او عدم موافقتها.؟؟ وسط عجز رسمي وضعف أمني لبناني.....؟؟؟ لا يخفى على احد...؟؟؟ لذلك فإن الدعوة إلى الحوار الوطني لا قيمة لها فعلياً بالنسبة لحزب الله، والمشاركة فيها... هي فقط لشراء الوقت على طريق تحقيق المزيد من القوة والقدرات العسكرية والجهوزية المناسبة للسيطرة على لبنان ودول المنطقة..
 لذا فإن تشكيل الحكومات اللبنانية وتغييرها هو مجرد مراحل على طريق الهيمنة والسيطرة واستكمال سياسة وضع اليد.....والحديث عن بناء الدولة ومؤسساتها بالنسبة لحزب الله مقبول فقط في حال كانت هذه المؤسسات سوف تبنى على شاكلته وبموافقته وتحت رعايته.. وهناك اجهزة اليوم في الدولة اللبنانية قد وصلت إلى هذه الحالة ويكفي ان نستمع للمديح الذي يكيله إعلام حزب الله وبيئته الحاضنة لها حتى نعرفها....واللجنة الأمنية المشتركة بين الجيش اللبناني وحزب الله هي اكبر دليل على وجود جيش رديف يمارس اللعبة الامنية بشكل رسمي وقانوني ولكن على طريقته وبما يخدم مشروعه داخل الحدود كما خارج الحدود.. ولا حسيب ولا رقيب..؟؟
 فإلى أين يسير لبنان ..؟؟ وما هو مصير لبنان واللبنانيين في حال انتصر الأسد وإيران على الشعب السوري.....خاصةً إذا كانت هذه الحكومة ومن سبقها غير قادرة على حماية بلدة عرسال وبلدات واحياء لبنانية اخرى من عبث ميليشيا حزب الله وحركة امل..بل على العكس من ذلك فهي تشارك هذه الميليشيات في تنفيذ سياسة الحصار والإضطهاد والاعتقال والاتهام وتساهم في نشر شائعات وفرضيات وتعمم تسريبات واقاويل واكاذيب...؟؟

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,193,632

عدد الزوار: 6,939,924

المتواجدون الآن: 116