ملف افغانستان...تركيا في مطار كابول: يدٌ «أطلسية» بأهداف كثيرة...«طالبان» بمواجهة «داعش»: سباق الفرص والمخاطر...

تاريخ الإضافة السبت 4 أيلول 2021 - 4:53 م    عدد الزيارات 1245    التعليقات 0

        

تركيا في مطار كابول: يدٌ «أطلسية» بأهداف كثيرة...

الاخبار... محمد نور الدين .. لا يمكن تفسير حراك تركيا تجاه أفغانستان بمعزلٍ عن كونها عضواً في «حلف شمال الأطلسي» ..

سيتحقّق لتركيا، أخيراً، ولو بالشّراكة مع قطر، ما أرادته من حضورٍ في مطار كابول، حيث يبدو أنّها ستكون يد «الأطلسي» وعينه في مراقبة الحركة في العاصمة الأفغانية. وإذا كان وجودها هناك وثيق الصّلة بدورها داخل حلف «الناتو»، فإنه يستبطن أبعاداً أخرى سياسيّة وأمنيّة واستراتيجية لا تقلّ أهمّية، على رأسها إمكانيّة أن تكون لها بصمةٌ في رسم التوازنات الإقليمية والدولية الجديدة انطلاقاً من هذا البلد، بما يكفل إرضاء الأميركيّين في نهاية المطاف

تكاد الإشارات الدّولية، وآخرها الواردة من واشنطن، تُجمع على التّأكيد أنّ مطار كابول ستتولّى قطر، بالتعاون مع تركيا، تشغيله في الفترة المقبلة. وبعدما كانت أنقرة تتوقّع أن تكون هي المشغّل الوحيد للمطار وفقاً لاتفاق بروكسل في 14 حزيران الماضي بين الرئيسَين التركي رجب طيب إردوغان، والأميركي جو بايدن، جاءت التطوّرات المتسارعة في أفغانستان لتضع تلك الخطط في مهبّ الريح، خصوصاً إثر قرار تركيا سحب جميع قوّاتها من هناك بفعل رفض حركة «طالبان» بقاء أيّ قوات أجنبية على الأراضي الأفغانية. لكن المفاجأة جاءت من الحركة نفسها، التي اقترحت على قطر، كما تركيا، تشغيل المطار فنّياً من دون أيّ تواجدٍ عسكري لهما. وفي حين بادرت الدوحة، على الفور، إلى إرسال فرق استطلاع إلى كابول لهذه الغاية، بدا موقف أنقرة أكثر حذراً، لاسيما في ظلّ ظهور معارضة داخلية لهذا الأمر. مع ذلك، فإن تركيا لا تخفي ارتياحها، على رغم المخاطر الأمنية، لكونها ستقوم بهذه المهمّة ولو بالشراكة مع قطر، بل إنها اقتنعت بشكلٍ من الأشكال بتلك الشراكة، وفق ما أكّده وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، الأمر الذي يستهدف - على ما يبدو - التقليل من حجم أيّ نكسات قد تصيب الجهات التي ستتولّى عملية التشغيل، فلا يكون الضرر - في حال حدوثه - واقعاً على طرفٍ واحدٍ دون الآخرين.

وأيّاً يكن، فلا يمكن تفسير حراك تركيا تجاه أفغانستان بمعزلٍ عن كونها عضواً في «حلف شمال الأطلسي»، بل إنّ هذا المنطلق كان في صلب اتفاق إردوغان - بايدن السّالف الذّكر، فيما تعكس تصريحات مسؤولين في دولٍ «أطلسيّة» رغبة الحلف في أن تنوب تركيا عنه. وفي هذا الإطار، تحدّث وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عن لقاء «طالبان» القطريّين والأتراك لبحث تشغيل المطار، فيما أعلنت النّاطقة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أن بلادها تعمل مع أنقرة والدّوحة على ذلك الأمر. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من جهتها، «إن مطار كابول له أهمية قصوى، ونعمل مع تركيا وقطر لتشغيله»، في حين طالب وزراء خارجية الدول السبع تركيا وقطر بتولّي هذه المهمة. وبينما تفيد المعلومات بأن شركة «سادات» (SADAT) التركية ستأخذ الأمير على عاتقها، فإن الجميع ينظر إلى المعطى المذكور على أنه مؤشّر إلى تشغيل أحادي تركي في الأساس للمطار، على اعتبار أن قطر جزء من تحالفٍ وثيق مع دولة إقليمية و«أطلسية» قويّة مثل تركيا. بالنتيجة، يبدو أن أنقرة ستكون مجرّد واجهةٍ لإبقاء يد «الناتو» في أفغانستان، وعينه التي تراقب الداخل إلى كابول والخارج منها، بما يشمل حركة قادة «طالبان» الخارجية، لكن المسألة تتجاوز حدود ما تَقدّم، وهنا يمكن إيراد الآتي:

1- إن تشغيل مطار كابول هو هدف تركي أساسي، باعتبار أن إردوغان وعد بايدن بذلك. ومع أن مثل هذه الإمكانية كادت في لحظة ما تتبخّر، لكن «طالبان» عادت ولاقت الاستعداد التركي لتشغيل المطار بإيجابية. وعلى رغم الاعتراضات التركية الداخلية، فإن إردوغان يرى في تولّي هذه المهمة، ولو من دون أنيابٍ عسكرية، أكثر من ضرورةٍ لحفظ ماء الوجه، حتّى لا يَظهر وكأنّه فشل في خطّته، وهو ما من شأنه إلحاق ضررٍ بصورته أمام الرأي العام التركي. ويزداد هذا الإصرار لدى إردوغان مع إظهار استطلاعات الرأي تراجعاً قياسياً في شعبية «حزب العدالة والتنمية»، هو الأكبر منذ وصوله إلى السلطة عام 2002. ففي استطلاعٍ أجرته شركة إبراهيم أوصلو، يتبيّن أن الحزب سينال 33 في المئة فقط من الأصوات، فيما شريكه، «حزب الحركة القومية»، سينال من 9 إلى 10 في المئة، أي بمجموعٍ يقارب 44 في المئة فقط، بينما تعطي شركات أخرى أصواتاً أقلّ لـ«العدالة والتنمية» وشريكه.

بدت تركيا، بالنسبة إلى «طالبان»، كما لو أنّها الأقرب مذهبياً إليها

2- إن قبول تركيا تشغيل المطار من دون حماية عسكرية تركية يعكس حاجة إردوغان القوية إلى الرضى الأميركي، الذي يعمل على نيله بكلّ السبل، لتخفيف الضغوط الأميركية عن أنقرة.

3- تتخوّف تركيا من موجة هجرة أفغانية واسعة إليها عبر إيران، وتتوقّع في حال عجزها عن منع ذلك أن يصبح الأفغان كتلةً كبيرة ثانية بعد الكتلة السورية. لذا، فهي تأمل أن تكون على صلة مباشرة بـ«طالبان» لبحث هذا الموضوع، علماً أن المعارضة تتّهم إردوغان بتحويل تركيا إلى مستودع للمهاجرين، وباختلاق أزمة لجوء أفغاني لابتزاز أوروبا والحصول على المزيد من الأموال.

4- إن تواجد تركيا في مطار كابول، ولو بالشراكة مع قطر، يفتح الباب أمام إيجاد رابط تواصل مع حركة «طالبان»، يمكن أن يتوسّع ليشمل لاحقاً موضوعات أخرى، وهو ما يستهدف عدّة أغراض أبرزها ما يلي:

أوّلاً، أن يكون لتركيا موطئ قدمٍ في أفغانستان، تنطلق منه في لعبة رسم التوازنات الإقليمية والدولية الجديدة في هذا البلد نفسه، خصوصاً أن «طالبان» أعلنت أن الصين ستكون الشريك الأهمّ لها في المرحلة المقبلة، وهو ما يزعج الولايات المتحدة، فتأتي تركيا لتقوم بدور حصان طروادة «الأطلسي» ما أمكنها ذلك. كما أنها ستكون في موقع الندّ لقوى أخرى محاذية ومعنيّة جدّاً بالوضع هناك، وعلى رأسها روسيا وإيران، فضلاً عن الصين. وستحاول أنقرة أن تستفيد من علاقاتها الجيّدة مع باكستان، ذات الصلات المهمّة مع «طالبان»، لتنفيذ هذه الأجندة، بل إن الكاتب برهان الدين دوران، المقرّب من إردوغان، يعتقد، في صحيفة «صباح»، أن عدم تواجد قوات عسكرية تركية في المطار يجعل الدبلوماسية التركية تتحرّك بمنأى عن الضغوط التي يمكن أن تتعرّض لها في حال وجود قوات تركية هناك.

ثانياً، بدت تركيا، بالنسبة إلى «طالبان»، كما لو أنها الأقرب مذهبياً إليها، قياساً إلى دول أخرى من مثل إيران وروسيا والصين، وهذا ما يفسّر - جزئياً - موافقتها على تولّي الأتراك تشغيل المطار. وانطلاقاً من المعيار نفسه، لعبت أنقرة على الوتر المذهبي، ولو في حدّه الأدنى، لتجذب الحركة تدريجياً إلى معسكرها، بدلاً من أن تقوم الأخيرة بشبْك علاقاتٍ مع دول «غير سنّية» كروسيا وإيران، بل إن السعي التركي هو لاستمالة «طالبان» إلى فئة محدّدة من «المعسكر السنّي»، أي فئة الدول المؤيدة لـ«الإخوان المسلمين»، على حساب دولٍ أخرى كالسعودية والإمارات ومصر. وبذلك، تعتقد تركيا أنها تسجّل هدفاً في مرمى هؤلاء الذين بدأوا الانفتاح عليها، ولكنهم لا يزالون حتى الآن في دائرة المعسكر المعادي. لكن الانطلاق من نزعةٍ مذهبية من جانب تركيا وقطر للتعامل مع الموضوع الأفغاني، يمكن أن يسري على «طالبان» التي ارتضت بدورها التعامل مع فئةٍ دون أخرى من «العالم السنّي»، مع ما قد يستدعيه هذا من تبعات سلبية مستقبلاً على الوضع الأفغاني الداخلي وخطط «طالبان» للتطبيع مع العالم.

ثالثاً، تشير أوساط تركية إلى عاملٍ آخر يدفع تركيا إلى الدخول إلى أفغانستان عبر تشغيل المطار، وهو انتزاع استثمارات واسعة هناك للشركات التركية، والتضييق على مؤسّساتٍ تابعة للداعية فتح الله غولن في منطقة آسيا الوسطى، حيث يُعرف الأخير بنشاطه الواسع التربوي والصّحي، خصوصاً في جمهوريات آسيا الوسطى.

هكذا، تتشابك العوامل الداخلية التركية بالعوامل المذهبية والإقليمية والدولية، فيما ستوضح الأسابيع المقبلة أيّ العوامل سيتقدّم على الأخرى من زاوية الحسابات التركية.

 

«طالبان» بمواجهة «داعش»: سباق الفرص والمخاطر

الاخبار...فرزاد رمضاني بونش ... * خبیر وباحث في الشؤون الأفغانية في طهران

في مستهل وجود «داعش» في أفغانستان، راقبت «طالبان» نشاطاته بدقّة، من دون أن تصطدم به

أعاد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، تنظيم «داعش» إلى الواجهة مجدّداً، من بوّابة تفجيرٍ دموي استهدف محيط مطار كابول، ورسم الكثير من التساؤلات حول مستقبل وجود التنظيم في هذا البلد، بعد سيطرة حركة «طالبان» على السلطة هناك. وفيما تُساق سيناريوات متعدّدة ومتباينة في شأن مصير العلاقة بين الطرفين، لا يبدو أن أيّاً منها سيكون سهلاً على كليهما، أو على الأفغان عموماً، خصوصاً إذا ما فشلت عملية تشكيل حكومة قوية تحظى بالإجماع

تطرح عودة تنظيم «داعش في خراسان» إلى واجهة الأحداث في أفغانستان، والتي برزت خصوصاً من خلال التفجير الانتحاري الدّامي في مطار كابول، تساؤلاتٍ عديدة حول مستقبل العلاقة بين هذا التنظيم وحركة «طالبان»، بعد استحواذ الأخيرة على السلطة، فهل ستكون الأصوليّة الإسلامية القاسم المشترك بينهما للتعاون، أم أن «طالبان»، ومن أجل بسط سلطتها على كامل البلاد ونيل الثقة الدولية، ستدخل في مواجهة مع «داعش»، العابر في أفكاره للحدود الأفغانية؟ تعود بداية وجود «داعش» في أفغانستان إلى عام 2015، حين تمكّن من بناء خلاياه في الولايات الشرقية والجنوبية الشرقية، لا سيما في ولاية ننغرهار، وإشهار «ولاية خراسان» كجزء ممّا سُمّيت «الدولة الإسلامية» بقيادة أبو بكر البغدادي. وفي آذار 2015، كان عبد السلام رحيمي، مدير مكتب الرئيس الأفغاني المنصرف، محمد أشرف غني، أوّل مسؤول يؤكّد وجود التنظيم في أفغانستان، حيث ساهمت عوامل عدّة في ظهوره أبرزها الفراغ الأمني، وغياب الاستقرار السياسي، والتوزيع غير العادل للسلطة، والفوارق الاجتماعية، وهشاشة عملية بناء الدولة، وكذلك غياب التمتّع بدعم اللاعبين الأجانب.

وعلى غرار المناطق الأخرى في العالم، مارس «داعش» في أفغانستان الترهيب والترويع من أجل إرساء حكمه هناك؛ فكانت الهجمات الانتحارية، وعمليات القتل الهادفة، والدعاية المُوجّهة عبر وسائل الإعلام الحديثة. في المقابل، ساهمت الهجمات التي شُنَّت عليه من قِبَل الولايات المتحدة، والحكومة الأفغانية، والسكان المحلّيين، وقوات «طالبان»، خلال السنوات الماضية، في قتل عددٍ كبير من عناصره، أو القبض عليهم، إلى حدّ أن الحكومة أعلنت أن التنظيم قد أُبيد عام 2019. ولكن على رغم أنه فقد معظم مناطق سيطرته في أفغانستان، وتعرّض لخسائر بشرية فادحة على مستوى القيادة والمقاتلين، إلّا أنه بقي صامداً وحاضراً في أرجاء البلاد. وفي أواسط عام 2020، قُدّم شهاب المهاجر كأمير لـ«داعش» في «ولاية خراسان». وتبنّى التنظيم، خلال الشهرين الأولَين من عام 2021 فقط، مسؤولية 47 هجوماً في أفغانستان. كما تفيد التقديرات المختلفة بأن ما يتراوح بين ألف و4 آلاف مقاتل لـ«داعش» ينتشرون حالياً في الولايات الأفغانية، بما فيها بدخشان وهيلمند وسربل وتخار وكندوز، فيما تعدّ كنر المعقل الرئيس له، شرقي أفغانستان.

العلاقة مع «طالبان»

في مستهلّ وجود «داعش» في أفغانستان في عام 2015، راقبت «طالبان» نشاطات التنظيم بدقّة في ولاية ننغرهار، إلا أنها لم تسمح لقادتها العسكريين بالعمل ضدّه مع أنها كانت قادرة على التصدّي له - وعلى رغم أنه أيضاً قتَل واليها في الولاية المذكورة -، وهو ما سمح له بالاستيلاء على مساحات ومناطق شاسعة. وكان يُظنّ، في البداية، أن «داعش» و«طالبان» يتواطآن معاً ضدّ الحكومة الأفغانية والوجود الأميركي، ولكن اتّضح مبكراً، تأسيساً على أهداف التنظيم (إعلان الخلافة العامة)، أنّ الأخير في صدد إزاحة الحركة التي تمتنع عن مبايعة «خليفة الدولة الإسلامية». ومع الوقت، تنامت كراهية أحدهما للآخر، خصوصاً عندما نعت البغدادي، زعيم «طالبان»، بأنه «أمير حرب أخرق وجاهل»، ووصف الحركة نفسها بأنها «مجموعة ذات نزعةٍ عرقية، تحمل أفكاراً قبلية ومحدودة، ومن دون إنجازات»، وبأنّها «أداة طيّعة بيد باكستان». وفي المقابل، رفضت «طالبان» طاعة «داعش»، معتبرة أن نشاطه يشكّل خطراً على مناطق سيطرتها في أفغانستان، كما طالبته، في رسائل مفتوحة، بأن يجعل أفراده يعملون تحت إمرتها. وفي العام ذاته، أي عام 2015، أعلن الطرفان الحرب ضدّ بعضهما البعض، ووصفها كلاهما بـ«المقدّسة». وفيما تُعتبر «طالبان» أكثر اعتدالاً مقارنة بالمجموعات المتطرّفة الأخرى، خصوصاً بعد تخلّيها عن أفكارها ورؤاها التوسّعية وحصْر أهدافها بإقامة «الإمارة الإسلامية» ضمن حدود أفغانستان فقط، يتبنّى «داعش» فكرة إقامة «الدولة الإسلامية» على مساحة العالم، ولذا فإن أفغانستان تُعدّ بالنسبة إليه جزءاً من «ولاية خراسان». وإلى جانب قبولها مدرسة «ديوبندية» الفكرية، فإن تقاليد عرقية «البشتون» وعاداتها حاضرة بشكل جليّ في أفكار «طالبان»، بينما يصف «داعش» انتهاج الحركة للمذهب «الحنفي» بالمتعنّت، ويرفض إجازة دعمها كونها تعتنق العقيدة «الماتريدية». ولهذه الأسباب وغيرها، يَعدّ «داعش»، «طالبان»، كافرة، فيما تَعتبر الأخيرة وجوده في أفغانستان «ظاهرة أميركية».

تفيد التقديرات بأن ما بين ألف و4 آلاف مقاتل موالين لـ«داعش» ينتشرون في الولايات الأفغانية

وسط كلّ ذلك، يبقى الأمل معقوداً، لدى الحركة والتنظيم على السواء، على متغيّرَين رئيسَين، يمكن أن يقود أحدهما إلى تقارب بين «طالبان» والمجموعات الأخرى بوجه «داعش»، فيما قد يستتبع الآخر انشقاق عناصر عن الحركة. بالنسبة للمتغيّر الأول، فإن خطر «داعش» وأعماله الإرهابية ضدّ الشعب الأفغاني، قد يحوّلان مسألة خوض مواجهة ضدّه إلى القضية الرئيسة للأفغان، ويؤدّيان إلى تقارب «طالبان» مع المجموعات الأفغانية المعارضة لها، للتصدّي لخطره. أمّا بالنسبة للمتغيّر الثاني، فإن عدول الحركة عن بعض أهدافها وتطلّعاتها السابقة في الميدانَين السياسي والاجتماعي والعلاقات الخارجية، قد يُفسَّر من جانب بعض أعضائها المتطرفّين على أنّه ضربٌ من التراجع عن أهداف «الجهاد»، ويُسفر عن التحاقهم بـ«داعش». وبما أنّ القطيعة مع المجموعات الإرهابية الدولية، تُعدّ من الشروط الأساسية للاعتراف بـ«أفغانستان الجديدة» من قِبَل الدول الأخرى، فإن المواجهة مع «داعش» تشكّل أمراً ضرورياً وحيوياً بالنسبة لـ«طالبان». لكن هذه القضية يمكن أن تدفع المقاتلين الأجانب المتحالفين سابقاً مع الحركة، إلى الانضمام إلى التنظيم، الذي يأمل في استقطابهم أصلاً.

يبقى أنّه في حال خرج التوتّر بين «طالبان» ومعارضيها عن السيطرة، وإن لم تتشكّل حكومة قويّة تحظى بالإجماع في أفغانستان، عندها ستتوافر أفضل الظروف لتنامي قوة «داعش».

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,149,202

عدد الزوار: 6,757,189

المتواجدون الآن: 123