أزمة اللجوء والهجرة غير الشرعية: كيف تتقاسم دول الاتحاد الأوروبي الأعباء الأمنية والإجتماعية والاقتصادية؟

تاريخ الإضافة الإثنين 12 تشرين الأول 2015 - 7:44 ص    عدد الزيارات 634    التعليقات 0

        

 

أزمة اللجوء والهجرة غير الشرعية: كيف تتقاسم دول الاتحاد الأوروبي الأعباء الأمنية والإجتماعية والاقتصادية؟
مراد مراد
بدأ الاتحاد الاوروبي في الآونة الاخيرة تنفيذ استراتيجية ذات وجهين بغية التصدي لأزمة اللجوء والهجرة غير الشرعية: الوجه الاول أمني بحت ويستهدف الحد من الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإتجار بالبشر. اما الوجه الثاني فإجتماعي ـ اقتصادي يتمحور حول توزيع اللاجئين محاصصة على دول الاتحاد مع الأخذ في الاعتبار عدد سكان كل بلد ومدى الكثافة السكانية فيه ووضعه الاقتصادي.

الخطة الأمنية لمكافحة الإتجار بالبشر

حصل الاتحاد الاوروبي منذ يومين على تفويض من مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع يجيز للأوربيين التصدي عسكريا للمراكب والسفن التي تقل مهاجرين غير شرعيين من ليبيا الى شواطئ اوروبا الجنوبية. وتبنى مجلس الأمن قراره هذا الرقم 2240 بأغلبية ساحقة: 14 دولة صوتت لصالحه، وامتنعت فنزويلا فقط عن التصويت. وبموجب هذا القرار بدأت المهمات العسكرية البحرية التي خطط لها الاتحاد الاوروبي بغية وضع حد لأزمة الهجرة غير الشرعية، لكن نص القرار راعى سيادة ليبيا ولم يتضمن تخويلا للأوربيين بتنفيذ بمناورات في المياه الإقليمية لليبيا او على سواحلها.

وبدأ الاوروبيون منتصف الاسبوع الجاري عملية بحرية عسكرية جديدة ضد مهربي البشر، وهذه العملية تدعى «صوفيا» نسبة الى اسم طفلة ولدت بين ايدي القوات الاوروبية لدى انقاذ والدتها الحامل بها، التي كانت ضمن مهاجرين على متن احد المراكب المهددة بالغرق في مياه المتوسط. ومع صدور قرار مجلس الأمن الاخير اصبح بإستطاعة السفن الأوروبية المشاركة في هذه العملية استخدام القوة العسكرية ضد مراكب المهاجرين والاستيلاء عليها وتدميرها بعد افراغها من ركابها. وتشارك في هذه العمليات قطع بحرية وسفن تابعة لكل من ايطاليا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واسبانيا.

وتجدر الاشارة الى ان القرار الدولي رقم 2240 يمنح تفويض استخدام القوة فقد ضد مراكب الهجرة القادمة من افريقيا وتحديدا ليبيا، ولا يمكن استغلاله ضد المراكب التي تقل اللاجئين الفارين من مناطق الحروب كسوريا والعراق الذين يصلون على متن زوارق من تركيا الى اليونان ومنها الى دول البلقان.

خطة توزيع اللاجئين بحسب التركيبة السكانية والوضع الاقتصادي

تقضي الخطة التي اقترحها رئيس المفوصية الاوروبية جان كلود يونكر وتبناها الاتحاد الاوروبي بتصويت الأغلبية رغم اعتراض هنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا ورومانيا عليها وامتناع فنلندا عن التصويت، ان توزع الحصص على الدول الاروبية بحسب عدد سكانها وقوة اقتصادها. وسيتم تسجيل 120 الف لاجئ وصلوا الى ايطاليا واليونان وهنغاريا، وبعد اخذ بصماتهم ودراسة طلبات اللجوء الخاصة بهم يتم اتخذا قرار بشأنهم، فمن يقبل طلبه يرسل في فترة أقصاها شهران الى بلد من بلدان الاتحاد بحسب الحصص المقسمة، اما من يرفض طلبه لإعتبارات عدة اهمها انه من بلد «آمن» لا صراع فيه يتم ترحيله الى بلده الام في اقرب وقت ممكن. وتمنح الأفضلية المطلقة للاجئين الوافدين من الدول التي تدور فيها حروب كسوريا والعراق واليمن. وسيتم التشدد مع اي عملية تزوير لجوازات السفر السورية خاصة اذا تم التاكد ان الشخص الذي يحملها ليس سوريا. وكانت مفوضية اللاجئين اكدت ان على الاوروبيين استقبال المزيد من اللاجئين خلال الاشهر المقبلة اي ان دفعة ال120 ألف لاجئ التي تقرر توزيعها بين دول الاتحاد ليست هي الدفعة الاخيرة انما قد يكون هناك دفعات مشابهة العام المقبل في حال استمرت النزاعات في الشرق الاوسط. وكانت مشاعر «الاسلاموفوبيا» تأججت في شتى الدول الاوروبية بسبب موجة اللاجئين المسلمين. وفي ما يلي نظرة خاطفة على التركيبة الديموغرافية لدول الاتحاد الاوروبي الـ28 مع ذكر نسبة المسلمين في كل منها، والحصة التي خصصتها بروكسل بكل دولة من دفعة الـ120 ألف لاجئ:

قبرص

تستفيد قبرص في ظل هذه الازمة من كونها جزيرة بعيدة مسافة كافية عن اليونان، ولهذا لا تتعرض لضغط موجة اللاجئين. وقد مرت البلاد بأزمة مالية صعبة في السنوات الأخيرة ووضعها الاقتصادي يختلف الى حد كبير بين شقيها الشمالي حيث الهيمنة التركية وشقها الجنوبي ذي الوجه اليوناني المتأثر سلبا بالوضع الاقتصادي في اثينا. يبلغ عدد سكان قبرص مليون ونصف المليون نسمة، 20 في المئة منهم مسلمون اي نحو 300 الف مسلم. وبحسب خطة المحاصصة التي طرحها رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر لتوزيع 120 الف لاجئ على دول الاتحاد، فإن حصة قبرص هي 309 لاجئين فقط.

اليونان

الاقتصاد اليوناني اليوم هو الاضعف بين دول الاتحاد الاوروبي الـ28. ولهذا السبب فإن موجة اللاجئين الوافدين عبر تركيا والبحر المتوسط تلقي عبئا ثقيلا جدا على كاهل الجزر اليونانية. فقد تسببت ازمة اللاجئين صيف العام الجاري بانهيار القطاع السياحي في تلك الجزر لأن المصطافين الاوروبيين والاميركيين الذين عادة ما يقصدونها اتجهوا الى مواقع سياحية اخرى حول العالم لتفادي الاكتظاظ السكاني الذي تسبب به اللاجئون في اليونان. ورغم ان الاتحاد الاوروبي والمؤسسات الدولية عوضت أثينا شيئا من تلك الخسائر، الا ان ازمة اللاجئين المستمرة هي بمثابة كابوس حقيقي للشعب اليوناني وللسلطات في آن، لأن الاخيرة كلفت رسميا من قبل بروكسل بعد حوادث غرق المهاجرين المتكررة الاشراف على نقل المهاجرين بسلام الى اليابسة. ويبلغ عدد سكان اليونان نحو 12 مليون نسمة بينهم جالية اسلامية عديدها اكثر من نصف مليون بقليل، اي قرابة 2 في المئة من اجمالي الشعب اليوناني. وعبر الآن الى اوروبا منذ بداية العام الجاري زهاء 600 الف لاجئ، مر نحو 350 الف منهم عبر الاراضي اليونانية. وكانت اليونان وافقت على 3200 طلب لجوء من دفعة عديدها 40 الفا كانت وزعت في وقت سابق من الصيف. اما الدفعة الجديدة التي تضم 120 الف لاجئ فليس لليونان حصة فيها كونها ستقوم بعبء استقبال عشرات آلاف اللاجئين بشكل مؤقت وتسجيل طلباتهم قبل نقلهم الى دول الاتحاد الاخرى بحسب خطة يونكر.

بلغاريا

لها حدود مباشرة مع تركيا، لكن اللاجئين يفضلون العبور الى اليونان لأنها طرف في اتفاقية «شينغن» التي تتيح لهم حرية التنقل بين الدول الاوروبية الـ26 الموقعة على الاتفاقية. رغم ذلك تبقى بلغاريا محطة مثالية لبعض المهاجرين الراغبين فقط في الامن على امل العودة الى سوريا عند انتهاء الحرب، الا ان فرص العمل فيها محدودة ودخل الفرد فيها هو الادنى بين دول الاتحاد الاوروبي. يبلغ عدد سكان بلغاريا نحو 8 ملايين نسمة يشكل المسلمون 12 في المئة منهم، اي زهاء مليون نسمة. ومنذ استعرت نار ازمة اللاجئين نشرت السلطات البلغارية وحدات من الجيش على طول الحدود التركية لمنع اي تسلل غير شرعي للمهاجرين الى الاراضي البلغارية. وبحسب خطة توزيع دفعة الـ120 ألف لاجئ ستستقبل بلغاريا 1600 لاجئ بعدما كانت استضافت من الدفعة السابقة قرابة 700 لاجئ.

رومانيا

عدد سكان رومانيا نحو 20 مليون نسمة، بينهم ما يقارب ال70 الف مسلم فقط. وتمر رومانيا بفترة انتعاش اقتصادي نظرا الى تدفق الاستثمار الاجنبي اليها منذ دخولها الاتحاد الاوروبي العام 2007. وقد يكون هذا النمو سببه احتفاظها بعملتها الاصلية الـ«ليو» ولكن لا احد يعلم كيف سيتجه الاقتصاد الروماني عندما تنضم البلاد الى منطقة اليورو عام 2020. رومانيا تتصل جغرافيا بوسط اوروبا عبر هنغاريا وهي ليست عضوا في «شينغن»، ولهذا السبب منذ ان اغلقت السلطات الهنغارية حدود بلادها قل عدد المهاجرين المتوجهين الى رومانيا فالأغلبية فضلت الطريق الاقصر عبر اليونان ومقدونيا وصربيا. وقد عززت رومانيا بدورها قبضتها الامنية على حدودها الجنوبية. وبحسب الخطة الاوروبية المشتركة يجب على رومانيا منح اللجوء لـ6937 شخصا (2291 في الدفعة السابقة و4646 من الدفعة الحالية) وهو عدد كبير بحسب بوخارست، ولا تزال المفاوضات بين بروكسل والحكومة الرومانية جارية للموافقة على هذا الرقم.

هنغاريا

اصبحت هنغاريا منذ اندلاع ازمة اللاجئين رمزا للرجعية والعنصرية الاوروبية والتطرف المسيحي. فرئيس وزرائها فيكتور اوربان لم ينفك يطلق تصريحات عنصرية بشكل شبه يومي مثل «علينا ان نحافظ على مسيحية اوروبا»، «لن نستقبل الا اللاجئين المسيحيين»، «لا نريد استقبال اناس غير حضاريين على ارضنا»، «ان هذا المد من المهاجرين غير الشرعيين هو بمثابة اجتياح اسلامي لأوروبا». وذلك على الرغم من ان جميع اللاجئين الذين وطأوا الارض الهنغارية كانوا في طريقهم الى النمسا والمانيا ولو خيروا لما سجل احد منهم طلب لجوء في المجر. وقد عانى اللاجئون الامرين من معاملة السلطات المجرية لهم قبل اقفالها حدودها وبعد اقفالها لها واثناء خلافها مع جارتها كرواتيا التي لا ترى مبررا لإقفال المجريين حدودهم امام آلاف اللاجئين الراغبين في العبور الى النمسا ومنها الى المانيا. هنغاريا تملك اقتصادا متواضعا وهي دولة موقعة على «شينغن». يبلغ عدد سكانها قرابة 10 ملايين نسمة، والجالية الاسلامية فيها تكاد تنقرض بسبب العنصرية ولا يتجاوز عدد المسلمين الـ6 آلاف نسمة. بعد استقبالها نحو 2000 لاجئ بموجب الدفعة الاولى لن تمنح هنغاريا اللجوء لأي شخص من الدفعة الحالية وستكتفي بتسجيل الموجودين حاليا على ارضها (شأنها شأن اليونان وايطاليا) قبل ارسالهم الى دول اوروبية اخرى.

كرواتيا

اتجه اللاجئون من صربيا الى كرواتيا منذ ان اغلقت هنغاريا حدودها. وبعدما سجلت زغرب آلاف اللاجئين وجدت ان العدد فوق طاقتها على الاحتمال وان جميع المهاجرين يرغبون في العبور الى وسط وغرب اوروبا، فقررت الحكومة الكرواتية ان تنقل هؤلاء اللاجئين من دون تسجيل من اراضيها الى الحدود مع كل من هنغاريا وسلوفينيا ضاغطة بالتالي على هذين البلدين العضوين في اتفاقية «شينغن» ان يفتحوا حدودهما ويتركوا اللاجئين يكملون رحلتهم الى الدول التي يرغبون في العيش فيها كالمانيا. حالة الاقتصاد الكرواتي جيدة. وعدد سكان البلاد 4 ملايين ونصف مليون نسمة بينهم نحو 70 الف مسلم. وتعتبر معاملة السلطات الكرواتية للاجئين الافضل بين دول اوروبا الشرقية حيث انها قدمت لهم الطعام والشراب وامنت لهم باصات تقلهم الى الحدود التي يرغبون بالوصول اليها اي انها لم تعرقل خط سيرهم اطلاقا. بحسب الخطة الاوروبية حصة كرواتيا من اللاجئين يجب ان تكون 3000 لاجئ (1064 لاجئ من الدفعة الحالية، بعدما كانت كرواتيا منحت اللجوء لنحو 2000 لاجئ من الدفعة الاولى.

سلوفاكيا

تأتي سلوفاكيا في الدرجة الثانية للتعصب المسيحي الأوروبي بعد هنغاريا. فهي الاخرى كانت ترفض منح اللجوء لأي مسلم ومرر الاوربيون قرار الحصص بتصويت الاغلبية رغما عن الوفد السلوفاكي. الحصة المفروضة على سلوفاكيا من قبل بروكسل كان يجب ان تكون 3293 لاجىئا ولكن براتيسلافا اكدت انها لن تمنح اللجوء لأكثر من 1500 شخص. يبلغ عدد سكان سلوفاكيا نحو 5 ملايين ونصف مليون نسمة بينهم اقلية ضئيلة جدا من المسلمين بالكاد تذكر.

تشيكيا

أعادت الشرطة التشيكية الى الاذهان مشاهد معسكرات الموت التي خصصها النازيون ليهود اوروبا في الحرب العالمية الثانية، عندما اقدم عناصرها على ترقيم اللاجئين بالحبر على ايديهم خلال عبور موجة من اللاجئين الاراضي التشيكية في طريقهم غربا الى المانياـ ما أثار موجة انتقادات لاذعة في شتى انحاء العالم. ردة الفعل الدولية لم تعجب على الاطلاق السلطات في براغ ولهذا السبب تشددت الحكومة التشيكية حتى الآن في قبول حصتها من اللاجئين البالغة 5513 (3000 من الدفعة الاولى و2000 في الدفعة الحالية). تشيكيا عضو في «شينغن». عدد سكانها زهاء 11 مليون نسمة ونسبة المسلمين فيها شبه معدومة.

النمسا

تعاملت النمسا بأسلوب جيد مع اللاجئين مقارنة بالدول الواقعة شرقها وجنوبها. النمسا عضو في «شينغن». يبلغ عدد سكانها نحو 8 ملايين و600 الف نسمة بينهم 350 الف مسلم. وبحسب خطة توزيع اللاجئين ستكون حصة النمسا 4847 لاجئاً (3800 من الدفعة الحالية، بعدما كانت فيينا استقبلت قرابة 1000 لاجئ من الدفعة السابقة)، وتعاونت السلطات النمسوية حتى الآن بكل طيب خاطر مع عملية تسجيل المهاجرين ونقلهم الى وجهتهم الرئيسية المانيا.

سلوفينيا

اتجهت الانظار الى سلوفينيا بعدما اقفلت هنغاريا حدودها مع كل من صربيا وكرواتيا ما ادى الى تدفق آلاف اللاجئين الى الحدود الكرواتية - السلوفينية املا في العبور من الاراضي السلوفينية الى النمسا او ايطاليا. لكن السلطات السلوفينية تعاملت بحزم وخشونة مع المهاجرين واقفلت حدودها في وجههم مثلما فعلت هنغاريا. سلوفينيا عضو في «شينغن». يبلغ عدد سكانها نحو مليونين و100 الف نسمة بينهم اكثر من 60 الف مسلم. وحصة ليوبليانا من اللاجئين بحسب خطة يونكر هي 2128 لاجئاً بينهم زهاء650 في الدفعة الحالية.

ايطاليا

تعرضت ايطاليا لضغط هائل هذا الصيف لأن شواطئها هي الملجأ الاول للمهاجرين غير الشرعيين الآتين من الشواطئ الليبية وشمال افريقيا هربا من الحروب والفقر والظروف المعيشية الصعبة التي تلف القارة السمراء. وبذل حرس السواحل الايطاليون جهدا جبارا في محاولة انقاذ عدد من مراكب اللاجئين قبل غرقها في مياه المتوسط، ولكن رغم جهودهم المكثفة شهدت المياه المتوسطية والشواطئ الايطالية مشاهد مرعبة ومحزنة يندى لها جبين الانسانية. بحسب الخطة الأمنية الأوروبية المشتركة الجديدة يجب على ايطاليا تسجيل جميع المهاجرين الذين يصلون اليها وبعد تسجيل طلبات لجوئهم وتحديد البلد الذي يطلبون اللجوء اليه تتم دراسة طلباتهم وتنتهي اما بالرفض والترحيل او القبول والنقل الى الوجهة النهائية.

يشهد الاقتصاد الايطالي فترة صعبة منذ الازمة العالمية العام 2008. ايطاليا عضو في «شينغن» بالطبع. ويبلغ عدد سكانها نحو61 مليون نسمة بينهم مليونا مسلم تقريبا. وليس لايطاليا حصة من اللاجئين في الدفعة الجديدة اذ يكفيها اعباء انقاذ المراكب من المتوسط وتأمين مخيمات للاجئين لتسجيل طلباهم قبل نقلهم الى الدول الاوروبية الاخرى.

مالطا

هم مالطا مشابه جدا لهم ايطاليا، فالسلطات من حين لآخر تنتشل احياء او غرقى من مراكب اللاجئين الآتية من الشاطئ الليبي. مالطا عضو في «شينغن». ولا يتجاوز عدد سكانها النصف مليون نسمة بينهم نحو 1000 مسلم. هذا العدد قابل لأن يتضاعف بسبب ازمة اللاجئين، وتطلب بروكسل من مالطا منح اللجوء الى 133 لاجئاً من الدفعة الحالية.

فرنسا

تنقسم الطبقتان السياسية والشعبية في فرنسا بين مؤيد لإحتضان اللاجئين ورافض بشدة له، وذلك رغم ان سوريا البلد الرئيسي الذي يأتي منه اللاجئون عاش سنوات تحت ظل الانتداب الفرنسي. لكن الرفض ليس سببه قومية اللاجئين بقدر ما هو ديانتهم، فالدولة الفرنسية في مشاكل شبه مستمرة مع جاليتها الاسلامية ذات الاصول الشمال افريقية التي كانت ايضا بلدانها الأم تحت الاستعمار الفرنسي. كما ان الاقتصاد الفرنسي يمر بمرحلة حرجة جدا حيث ان نسبة البطالة في البلاد في ارتفاع مستمر. وقد منحت فرنسا في السنوات الاربع الأخيرة حق اللجوء الى اراضيها لبضعة آلاف من السوريين. وتواجه فرنسا مشكلة اخرى على حدودها الشمالية هي مخيم المهاجرين غير الشرعيين الذي يعرف بـ«الغابة» في معبر كاليه حيث يحاول آلاف المهاجرين بصورة مستمرة التسلل الى الشاحنات والقطارات والمراكب المتجهة الى بريطانيا. فرنسا طبعا عضو في «شينغن». ويبلغ عدد سكانها نحو 67 مليون نسمة بينهم اكثر من 6 ملايين مسلم. والحصة التي يطالب يونكر باريس بمنحها اللجوء الى الاراضي الفرنسية هي 25 الف لاجئ (من اصل 120 الفاً) لكن باريس قد تستقبل 24 الف فقط على مدى عامين.

اسبانيا

الاقتصاد الاسباني في حال متعثرة منذ سنوات ونسبة البطالة في ارتفاع مستمر. وتتعرض الشواطئ الاسبانية على الدوام لموجة من الهجرة غير الشرعية من القارة الافريقية حتى من قبل ازمة اللاجئين الحالية. اسبانيا ايضا عضو في «شينغن». ويبلغ عدد سكانها نحو 45 مليوناً ونصف مليون نسمة بينهم مليونا مسلم تقريبا. تطلب بروكسل من اسبانيا منح اللجوء لـ15 الف شخص من الدفعة الحالية.

البرتغال

الوضع الاقتصادي في البرتغال ليس افضل كثيرا من جارتها اسبانيا. البرتغال عضو في «شينغن». وعدد سكانها زهاء 10 ملايين ونصف مليون نسمة بينهم اقلية مسلمة لا تتجاوز الـ25 الف نسمة. وبحسب خطة يونكر لتوزيع 120 الف لاجئ ينبغي على البرتغال استضافة 3100 لاجئ منهم.

ايرلندا

كانت ايرلندا الاسرع في التعافي اقتصاديا من الازمة العالمية. وهي ليست عضواً في «شينغن» بسبب اتفاقية امنية تربطها ببريطانيا تمنعها من توقيع اتفاقية الحدود الاوروبية المفتوحة. يبلغ عدد سكان ايرلندا نحو 6 ملايين ونصف مليون نسمة بينهم زهاء 71 الف مسلم. ونظرا الى أنها غير عضو في «الشينغن» وتتمتع باستقلالية مشابهة لبريطانيا في اتخاذ قرارات منفصلة عن بروكسل في ما يتعلق بقضايا الهجرة فإنها بلد غير وارد في حسابات خطة توزيع الحصص. وقد اعلنت الحكومة في دبلن نيتها منح اللجوء لـ4000 طالب لجوء بشكل مستقل شأنها في ذلك شأن بريطانيا والدنمارك.

المملكة المتحدة

لا تشترك بريطانيا مع الاتحاد الاوروبي في طريقة ادارة قطاع الهجرة، فهي لم توقع على اتفاقية «شينغن» وبالتالي ليست طرفا فيها. وقد اعلنت الحكومة البريطانية عزمها استضافة 20 الف لاجئ على مدى السنوات الخمس المقبلة، على ان تختارهم بحسب افضلية الاكثر حاجة للمساعدة من بين اللاجئين المقيمين في لبنان والاردن وتركيا. واكد رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ان بلاده «كي تحافظ على حياة اللاجئين وتحميهم من مهالك الرحلة الطويلة بحرا وبرا بين الشرق الاوسط واوروبا ومن ابتزاز تجار البشر، تفضل نقل لاجئين من الدول المجاورة لسوريا مباشرة الى الاراضي البريطانية حيث يتم منحهم اوراق اقامة لمدة 5 اعوام يقررون بعدها اما البقاء في بريطانيا او العودة الى سوريا عند انتهاء الحرب». ويقدر عدد سكان المملكة المتحدة بنحو 65 مليون نسمة بينهم نحو 3 ملايين مسلم. ورغم ان الاقتصاد البريطاني يمر بحالة ممتازة لا يحظى استقبال اللاجئين بحماس شعبي كبير نظرا لأن زهاء20 في المئة من مسلمي بريطانيا يحملون فكرا دينيا متطرفا، وهناك خشية كبيرة من تسلل مئات الارهابيين البريطانيين الذي سافروا للقتال في سوريا بين آلاف اللاجئين الوافدين الى القارة الاوروبية.

المانيا

حولت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل المانيا الى حضن دافئ للاجئين ففتحت لهم الباب على مصراعيه للانضمام الى المجتمع الالماني الذي يعاني نقصا كبيرا في معدل الولادات واليد العاملة. واصبح اسمها الجديد «ماما ميركل» على شفاه اغلب اللاجئين الفارين من بطش الحروب والصراعات في الشرق الاوسط. الا ان كرم الضيافة هذا ليس متاحا لدى كامل الشعب الالماني. فمدير شؤون اللاجئين في الحكومة الالمانية تنحى من منصبه اعتراضا على سياسة الباب المفتوح التي تبنتها ميركل، كما ان شريحة من النازيين الجدد والمسيحيين المتطرفين ترفض بشكل تام استقبال المزيد من المسلمين في المانيا. وقد اقدم هؤلاء على حرق عدد من المساكن التي خصصتها الدولة الالمانية لاستضافة اللاجئين.

وقد شهدت شوارع المانيا تظاهرات حاشدة لتيار»بيغيدا» المناهض لما يسمى «اسلمة اوروبا» حتى من قبل وصول موجة اللاجئين. وقد جاءت هذه الازمة لتصب المزيد من الزيت على النار. ولهذا السبب يتوقع ان تواجه المانيا تحديات امنية جمة في الاعوام المقبلة قد تعكر هدوء بيتها الداخلي في حال تكررت جرائم الاعتداء على المهاجرين. المانيا عضو في «شينغن» وقد استغلت بندا في الاتفاقية يتيح لها على فترة اقصاها 3 اشهر اعادة اجراءات التفتيش والرقابة على الحدود حرصا منها على تسجيل جميع الوافدين اليها. الاقتصاد الالماني هو الاقوى في اوروبا حاليا. ويبلغ عدد سكان المانيا نحو 81 مليون نسمة بينهم اكثر من 5 ملايين مسلم. ورغم ان المانيا ابدت استعدادها لاستضافة اكبر عدد من اللاجئين وقدرت عديد الوافدين اليها بحلول نهاية العام الجاري بنحو المليون لاجئ، الا ان يونكر خصص لبرلين حصة اضافية ايضا من مجموع الـ120 الف لاجئ التي ستوزع على دول الاتحاد محاصصة، وتبلغ الحصة الالمانية في هذا الاطار 32500 لاجئ.

اللوكسمبورغ

شينغن هو اسم المنطقة التي وقعت فيها اتفاقية الحدود المفتوحة في اللوكسمبورغ. وبالتالي فإن هذه الدوقية هي من الدول المؤسسة للاتفاقية. يبلغ عدد سكان لوكسمبورغ 563 الف نسمة بينهم نحو 17 الف مسلم. وحكومة اللوكسمبورغ هي من الحكومات المتحمسة لفرض اتفاقية توزيع اللاجئين على دول الاتحاد، وحصتها في الدفعة الحالية نحو450 لاجئاً.

بلجيكا

بلجيكا دولة مؤسسة للاتحاد الاوروبي وموقعة على جميع اتفاقياته بما في ذلك «شينغن». فبروكسل هي مركز المقار الرئيسية لشتى الاقسام الادارية للاتحاد. يبلغ عدد سكان بلجيكا زهاء 11 مليون و300 الف نسمة بينهم نحو مليون مسلم. ومن المؤكد ان بلجيكا هي من اولى الدول التي وافقت على نصيبها المقسوم من اللاجئين الـ120 الفا، الذي قدره يونكر بـ5000 لاجئ.

هولندا

اعلنت هولندا استعدادها لإعادة التفتيش والرقابة على حدودها بحسب البند الاستثنائي في اتفاقية «شينغن» شأنها شأن المانيا والنمسا وسلوفاكيا، وذلك كتدبير امني احترازي لعدم الوقوع في فوضى دخول مهاجرين غير شرعيين في الخفاء الى اراضيها. هولندا بين اقوى البلدان التجارية في العالم وذات اقتصاد متطور ومستقر. يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة بينهم مليون مسلم تقريبا. وستمنح السلطات في امستردام اللجوء لـ7500 شخصا في الدفعة الجديدة بحسب الخطة الاوروبية المشتركة.

الدنمارك

الدنمارك طرف في «شينغن»، لكن لها وضع استثنائي مشابه لإيرلندا وبريطانيا في امور اللجوء. يبلغ عدد سكان الدنمارك نحو 5 ملايين و700 الف نسمة بينهم نحو 20 الف مسلم. اعلنت السلطات في كوبنهاغن عزمها استضافة 1000 لاجئ. وكانت قوى الامن الدنماركية عززت انتشارها على الحدود خلال فورة اللاجئين في المانيا واكمال المئات منهم طريقهم شمالا ليعبروا من الدنمارك الى السويد.

بولندا

تملك بولندا اقوى اقتصاد بين الدول الشرقية التي كانت ترزح تحت نير الشيوعية. وهي عضو في اتفاقية «شينغن». يبلغ عدد سكان بولندا نحو 39 مليون نسمة ولا يتجاوز عدد المسلمين فيها الـ30 الف نسمة. ورغم هذه النسبة الضئيلة من المسلمين التي لا تكاد تذكر، تصر بولندا على عدم قبول اكثر من 2000 لاجئ. لكن بروكسل وضعت لها حصة تبلغ نحو 9300 لاجئ اي اكثر من 4 اضعاف الرقم الذي ابدت وارسو استعدادها لإستضافته.

ليتوانيا

الاقتصاد الليتواني في طور النمو على وتيرة ثابتة. لكن قطاع الاستثمارات تراجع منذ العام الفائت في دول البلطيق الثلاث (ليتوانيا، لاتفيا واستونيا) مع ازدياد المخاوف من احتمال قيام روسيا بتحرك عسكري او انقلابي ضد تلك الدول. ليتوانيا عضو في «شينغن». ويبلغ عدد سكانها نحو 3 ملايين نسمة بينهم 5 آلاف مسلم. لم يفر اللاجئون السوريون من عصابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا لكي يلجأوا الى دولة مهددة بين لحظة واخرى بعمل عسكري ما وقلاقل قد تتسبب بها العصابات نفسها، ولكن في حال تبنت بروكسل خطة يونكر فلن يكون لأي لاجئ حق الاختيار وعليه ان يرضى بالدولة التي تمنحه حق اللجوء. وحصة ليتوانيا من الدفعة الجديدة حوالى 800 لاجئ.

لاتفيا

سجل الاقتصاد اللاتفي منذ العام 2000 معدل نمو مرتفعا يعد بين الافضل في القارة الاوروبية. لكن شبح الحرب الاوكرانية قلص حجم الاستثمار الاجنبي في البلاد منذ العام الفائت. لاتفيا ايضا دولة موقعة على «شينغن». ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة بينهم الف مسلم. بحسب خطة المفوضية الاوروبية ينبغي على لاتفيا منح اللجوء لـ530 شخصا من الدفعة الجديدة.

استونيا

تملك رابع اقتصاد حر في اوروبا. وهي عضو في «شينغن». يبلغ عدد سكان استونيا نحو مليون ونصف مليون نسمة بينهم 2000 مسلم. وتريد بروكسل من استونيا استقبال حوالى 400 لاجئ.

فنلندا

يشكل قطاع الخدمات اكثر من 65 في المئة من اجمالي البنية الاقتصادية لفنلندا يليه القطاع الصناعي بأكثر من 30 في المئة. وهي بلد عضو في «شينغن». يبلغ عدد سكان فنلندا زهاء 5 ملايين ونصف مليون نسمة بينهم 55 الف مسلم. وقد خصص يونكر لفنلندا عددا من اللاجئين ضمن الدفعة الجديدة هو نحو 2500 لاجئ.

السويد

سابع اغنى دولة في العالم. وهي دولة عضو في «شينغن». يبلغ عدد سكان السويد نحو 10 ملايين نسمة تشكل الجالية الاسلامية منهم نحو 600 الف نسمة. لكن نحو 100 الف من هؤلاء يعدون بين الاكثر تطرفا في القارة الاوروبية. وقد خصصت بروكسل للسويد من الدفعة الحالية عددا من اللاجئين هو 5000 لاجئ، وقد وصل قسم من هؤلاء من روما الى استوكهولم منتصف الاسبوع الجاري وأغلبهم من الاريتيريين.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,054,522

عدد الزوار: 6,750,242

المتواجدون الآن: 114