الدعم الروسي للأسد يؤجّل حملة نتنياهو ضد النووي والتطورات السورية تبدل ترتيب خطوط إسرائيل الحمراء

تاريخ الإضافة السبت 10 تشرين الأول 2015 - 7:38 ص    عدد الزيارات 679    التعليقات 0

        

 

الدعم الروسي للأسد يؤجّل حملة نتنياهو ضد النووي والتطورات السورية تبدل ترتيب خطوط إسرائيل الحمراء
إعداد: ميسون أبو الحب​
وجدت إسرائيل نفسها، بحسب مقال نشرته مجلة فورن بوليسي الأميركية، في وضع مختلف حاليًا، بعد التدخل الروسي المفاجئ في سوريا، والذي غيّر قواعد اللعبة في المنطقة. فبات هذا التدخل يستوجب تغيير ترتيب هواجس تل أبيب، بعدما كان الاتفاق النووي المبرم مع الغرب يتصدر قائمة هواجسها الآنية.
إعداد ميسون أبوالحب: أجرى نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال نيكولاي بوغدانوفسكي زيارة نادرة إلى إسرائيل الثلاثاء الماضي. ولم تكن هذه الزيارة ودية تمامًا، إذ لا تزال إسرائيل تشك في نوايا موسكو في المنطقة، رغم تحسن كبير في العلاقات بين روسيا وإسرائيل مقارنة بستينات وسبعينات القرن الماضي، عندما كان الاتحاد السوفياتي أكبر مجهز للعالم العربي بالأسلحة، وعندما كان يُنظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي على أنه جبهة أخرى في الحرب الباردة.
موازين جديدة
عندما يحدث ويسافر مسؤولون في الدفاع الإسرائيلي إلى موسكو أو حتى جنرالات سابقون، وهو أمر قلما يحدث، فإنهم يتركون أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم وهواتفهم المحمولة في إسرائيل خوفًا من محاولات روسية لمراقبتها واقتحامها.
غير أن لإسرائيل وروسيا قضية عاجلة يجب مناقشتها الآن، وهي أكبر من عدم الثقة المتبادل. فالتدخل الروسي، الذي غيّر قواعد اللعبة في العالم العربي - وقرارها بإرسال العشرات من مقاتلات سوخوي إلى شمال سوريا، إضافة إلى أنظمة مضادة للطائرات ومئات الجنود - أمور فاجأت الشرق الأوسط.
بعد مرور أربع سنوات ونصف سنة على نزيف الدم والطريق المسدود أصبح دكتاتور سوريا بشار الأسد فجأة في وضع يسمح له بتأمين مصير نظامه لسنوات قادمة عدة. والضربات الروسية ضد المتمردين قد تهدد أيضًا أولويات إسرائيل الاستراتيجية في سوريا، وقد تؤثر على الخطوط الحمراء التي رسمتها للعديد من اللاعبين في النزاع في البلاد.
يذكر كاتب المقال آموس هاري أن إسرائيل ربما كانت أول من لاحظ الانتشار الروسي الجديد أو على الأقل أول من سرّب معلومات عنه. إذ نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت بنسختها الانكليزية في نهاية آب/أغسطس الماضي مقالة عنونتها "الطائرات الروسية في سماء سوريا".
اتفاق ضمني
وخلال زيارته إلى موسكو في الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنع أي احتكاك مباشر مع القوة الجوية الإسرائيلية في سماء سوريا. ومن المتوقع أن تركز زيارة بوغدانوفسكي على هذه النقطة: إذ ناقش الجنرال الروسي مع نظيره الإسرائيلي الجنرال يائير غولان وضع آلية مشتركة لتجنب أي صدام عسكري بين قوات الدفاع الإسرائيلية والوحدات الروسية.
ربما كانت هذه المحادثات الجارية هي السبب وراء سكوت نتنياهو عن التدخل الروسي. ففي مقابلة أجرتها معه قناة سي إن إن الإخبارية الأميركية في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، رفض نتنياهو ترديد كلمات الانتقاد التي صدرت من الولايات المتحدة وعن حلف شمال الأطلسي، بحق التحرك العسكري الروسي الأخير في سوريا. وقال "ذهبت إلى موسكو كي أوضح أن علينا تجنب أي اشتباك بين القوات الروسية والقوات الإسرائيلية". أضاف "لا نريد العودة إلى الأيام التي كانت فيها روسيا وإسرائيل في حالة خصومة وعداء".
وأصرّ نتنياهو على أن إسرائيل ستتحرك إن "أراد أي شخص استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة نووية إلى حزب الله"، ولمحت مصادر دبلوماسية إسرائيلية للتلفزيون الإسرائيلي إلى أن نتنياهو اتفق مع الروس على مثل هذه الخطوات.
السيادة وحزب الله
لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل راضية عن المناورات الروسية الأخيرة. إذ قالت إن هناك عاملين قد يقنعانها بالتدخل في الحرب السورية، أولهما أن تتعرّض سيادتها إلى الخطر بهجمات تنطلق من داخل سوريا، وثانيهما عندما تلاحظ محاولات لتهريب أنظمة أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
ورغم أن إسرائيل أعلنت هذه المبادئ، لكنها أقرت فقط بالتحرك على النقطة الأولى - مثل ضرب مواقع تابعة للجيش السوري في مرتفعات الجولان ردًا على قتال انتقل إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود. وذكر الإعلام الدولي أن أكثر من عشر ضربات إسرائيلية جوية استهدفت مستودعات أسلحة وأرتالًا عسكرية قرب الحدود بين سوريا ولبنان منذ كانون الثاني/ يناير 2013، غير أن إسرائيل لم تقر أبدًا بمسؤوليتها عن هذه الضربات - رغم أن نتنياهو كاد يفعل ذلك في حديثه إلى الـ"سي إن إن".
إذ قال "نستمر في فعل ذلك"، في إشارة إلى تحركات إسرائيلية لوقف نقل أسلحة. وفي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في الاسبوع الماضي، وجّه رئيس وزراء اسرائيل اللوم الى ايران ايضًا بكونها وراء نقل الاسلحة، ثم سمّى اسلحة معينة وهي - صواريخ ياخونت، المصممة للدفاع عن السواحل، وأنظمة صواريخ ارض جو ايس اي-22، وصواريخ ارض - ارض الدقيقة في إصابةاهدافها - وقال إنها ارسلت الى حزب الله.
تقلق صواريخ ياخونت المسؤولين الاسرائيليين، ربما اكثر من اي سلاح آخر، إذ يبلغ مداها 200 ميل، وهي دقيقة جدا في اصابة اهدافها، وتشكل خطرا على السفن الاسرائيلية، وقد تصيب اثنين من أهم موانئ اسرائيل بالشلل، وهي حيفا واشدود، في حال نشوب اي نزاع عسكري مع حزب الله في المستقبل. لكن الضربات الاسرائيلية السابقة ضد مستودعات ياخونت ركزت على محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا - وهي المنطقة نفسها التي تنشئ فيها روسيا قاعدة جوية ومجمعين عسكريين آخرين. وبذلك هناك شك في ان تجازف اسرائيل بتنفيذ ضربات اخرى في منطقة قريبة من انظمة الدفاع الجوي الروسية وطائراتها الحربية.
حرب معلومات
من الصعب ايضًا ان نعتقد بأن الاسرائيليين سيبلغون الروس بهذه الضربات مسبقا، كما سيجد بوتين صعوبة في السماح بوقوع هجمات ضد حلفائه، ثم إن اسرائيل ستشعر بالقلق من احتمال ان يمرر الروس معلومات الى حزب الله او الى قوات الاسد عن الهجمات قبل وقوعها. وستصبح الضربات المستقبلية في منطقة دمشق اكثر تعقيدًا ايضا، لان الروس قد يعتبرون مثل هذه التحركات تهديدا لنظام الاسد، الذي تعزز موقفه العسكري أخيرًا.
لم تتخذ اسرائيل اي موقف إزاء الحرب في سوريا. فرغم انها تتحدث احيانًا عن معاناة الشعب السوري، فإن سياستها الحقيقية التي لم تعلن عنها على الاطلاق تكاد تكون مشابهة لسياستها السابقة ازاء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات: اسرائيل تأمل سرا ان ينجح الطرفان في تصفية اعدائها. ومن المعتقد انه لن تكون أي نتيجة محتملة للازمة في سوريا في مصلحة اسرائيل: فانتصار الاسد سيعني انتصار ايران وحزب الله، وانتصار تنظيم الدولة الاسلامية او جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة سيضع دمشق بيد نظام متزمت ومعاد الى اقصى الحدود.
أما إقامة نظام يضم المعارضة المعتدلة في سوريا، فلا يزال مجرد حلم وضربا من الخيال لدى بعض المسؤولين الاميركيين المتفائلين جدا. افضل سيناريو بالنسبة إلى نتنياهو هو أن تستمر حرب استنزاف تشغل أعداء اسرائيل بقتال احدهم الآخر بدلا من ان يتحدوا ضدها.
إيجابية سحب الكيميائي
وبعد مرور اكثر من اربع سنوات على الحرب الداخلية في سوريا والخسائر الفادحة التي سببتها، لم يعد الجيش السوري بمستوى يؤهله لمواجهة القوات الاسرائيلية، ثم إنه تم قبل عامين تفكيك معظم الاسلحة الكيميائية التي يملكها الاسد، نتيجة للضغط الاميركي، وهو ما يسمح للحكومة الاسرائيلية بوقف تجهيز مواطنيها بأقنعة واقية من الغاز السام لاول مرة منذ عشرين عاما.
هذا ولاحظ محللون عسكريون في تل ابيب أن اولى الضربات الروسية الجوية في سوريا بدت اكثر قوة من ضربات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة. ولاحظوا ايضا مثل زملائهم الغربيين أن غالبية الضربات استهدفت جماعات المعارضة المعتدلة، وليس اهدافا تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية. ويبدو ان اسرائيل لا تعارض ان يساعد الروس الاسد على تعزيز خطوطه العسكرية، ولكن، اذا ما توسع التعاون الروسي الايراني، ووصل الى حد شن هجوم مضاد، يسمح لنظام دمشق باستعادة السيطرة على مناطق مهمة، فقد تعتبر اسرائيل ذلك تطورا مثيرا للقلق.
ثقة متزعزعة
ويبدو هنا ان الاتفاق النووي الايراني، والخلافات الحادة التي اثارها بين قادة اسرائيل والولايات المتحدة يخيّم بشدة على التحدي الجديد في سوريا. ومن الملفت للنظر هنا ان نتنياهو اصر على زيارة موسكو في الشهر الماضي قبل اسبوع واحد من لقاء مرتقب بين بوتين والرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك.
ويمكن ان ينظر الى هذا على انه رسالة موجهة إلى واشنطن مفادها: نعم، أقر نتنياهو في الاسبوع الماضي بأنه لن يعود الى معارضة الاتفاق النووي مع ايران، إلا انه ما عاد يثق باوباما لحماية مصالح اسرائيل. ومن الآن فصاعدًا عندما تطرأ مشكلة استراتيجية حادة، سيحاول نتنياهو ان يعالجها بنفسه.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,175,845

عدد الزوار: 6,759,001

المتواجدون الآن: 110