«كتائب حزب الله» في العراق.. جدلية الدين والسياسة.. ميليشيا جديدة أسست عام 2007 لتعكس شقيقتها في لبنان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 أيار 2015 - 6:34 ص    عدد الزيارات 742    التعليقات 0

        

 

«كتائب حزب الله» في العراق.. جدلية الدين والسياسة.. ميليشيا جديدة أسست عام 2007 لتعكس شقيقتها في لبنان
بغداد: حمزة مصطفى
تنامي النفوذ الإيراني في العراق أسهم في بناء تيار مضادّ وفّر لبعض الوقت في المناطق السنّية بيئة حاضنة لجماعات متطرّفة سرعان ما أسقطتها «الصحوات». غير أن فترة حكم نوري المالكي، أمعنت في تهميش المناطق السنّية كالأنبار ونينوى وصلاح الدين. وهو ما فتح الباب أمام عودة ظاهرة التطرّف السنّي المضاد للتطرف الإيراني عبر «داعش»، وكشف أيضا دور إيران النشط على مستوى المنطقة مع استغلالها التنظيمات الشيعية العراقية واللبنانية التابعة لها والخاضعة لإمرتها للقتال حفاظًا على نظام بشار الأسد في سوريا. وفيما يلي نعرض لظروف نشأة ظاهرة «كتائب حزب الله» الشيعية المتطرفة، والحركات والفصائل الدينية أو المسلحة المشابهة لها.
على الرغم من تعدد تسميات الحركات والفصائل الدينية أو المسلحة في العراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، فإن بعض تلك الحركات والفصائل كانت معروفة قبل الاحتلال الأميركي. في المقدمة منها منظمة «بدر» التي كانت الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية (المجلس الأعلى الإسلامي فيما بعد)، بينما أُسست فصائل مسلحة بعد الاحتلال الأميركي، كان في المقدمة منها «جيش المهدي» التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وفي غضون السنوات الأولى للاحتلال الأميركي وما ترتّب عليه من ظهور فصائل مسلحة تحت عناوين المقاومة؛ سنية أو شيعية، فإن كلاً من «بدر» و«جيش المهدي» كانتا تتسيدان المشهد، لا سيما، في المحافظات والمناطق الشيعية قبل أن تجري عمليات فصل وانشقاق («بدر» بزعامة هادي العامري عن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، و«عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي عن «جيش المهدي»).
وعلى الرغم من أن بعض الحركات والفصائل الشيعية المسلحة، التي جرى التعامل معها كميليشيات ودمجها وفق قانون الحاكم المدني الأميركي بول بريمر (قانون رقم 91 لسنة 2004) كان لها تاريخ سياسي في المعارضة العراقية، فإن حركات وفصائل أخرى تمكنت بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 من شق طريقها بسهولة مستفيدة من تحولات كثيرة في المشهد السياسي والمجتمعي العراقي.
وبالتالي، نشأت حركات وفصائل أخرى على هامش الفصائل الرئيسية. فعلى هامش «المجلس الأعلى الإسلامي» الذي أسس في إيران عام 1982 تشكلت حركات أخرى مثل منظمة «15 شعبان» وحركة «حزب الله» (حسن الساري) و«النخب الإسلامية» وحركة «بقية الله» وحركة «ثأر الله». وفي السياق نفسه، فإن بعض الحركات والأحزاب الأخرى التي ليس لديها أجنحة عسكرية مثل حزب الدعوة الإسلامية، لكنه انشق أيضًا إلى عدة أحزاب تحمل الاسم نفسه. فبالإضافة إلى حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، هناك أيضا حزب الدعوة الإسلامية - خط إبراهيم الجعفري، وحزب الدعوة الإسلامية - تنظيم العراق. وثمة منظمة العمل الإسلامي التابعة لمحمد تقي المدرسي (وهو مرجع شيعي) ومقرّه مدينة كربلاء، فضلاً عن حركات أخرى اتخذت من الانتفاضة الشيعية عام 1991، التي سميت «الانتفاضة الشعبانية» غطاءً لها مثل حركة الانتفاضة الشعبانية وحركة الانتفاضة الديمقراطية والحركة الوطنية لثوار الانتفاضة.
في سياق هذه التطوّرات والتحوّلات، برزت إلى الوجود حركة أو «كتائب حزب الله» في العراق. في هذا السياق يقول الدكتور هشام الهاشمي، الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة والمستشار في الأمن الوطني العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(كتائب حزب الله) في العراق أُسست نحو عام 2007، وكانت عملية تأسيسها أطلقت في أول الأمر من مدينة العمارة (400 كلم جنوب شرقي بغداد). ومن ثم انتشرت في مدينة الناصرية (الجنوبية أيضًا) ثم صحراء السماوة. وكان عملها ينصب على مقاومة الاحتلال الأميركي، ولقد قامت بأدوار كبيرة في هذا الاتجاه». ويضيف الهاشمي إن «أسلوب عمل هذه الكتائب شبيه بـ«حزب الله» اللبناني، وكان المشرف العام على هذه الحركات هو عماد جواد مغنية، وهي تتأثر بأسلوب عمله وتؤمن بولاية الفقيه».
وبشأن ما إذا كانت تصنف على إنها ميليشيا أو فصيل مسلح، قال الهاشمي إن «كتائب «حزب الله» ليست تابعة لحزب معيّن من الأحزاب المعروفة، وبالتالي، لا تصنَّف على أنها ميليشيا رغم أنها فصيل مسلح وتشارك الآن في الحشد الشعبي بنحو 2500 مقاتل من بين 7000 مقاتل هم عدد منتسبيها. لكنها تصنف نفسها على إنها (مقاومة إسلامية) وتستمد طبيعة وآليات عملها من هذا النوع».
وردًّا على سؤال حول ظهور عدة مسمّيات تحمل اسم «كتائب حزب الله»، أوضح الهاشمي أن «كل تلك التسميات غير معترف بها، بل إن بعضها لا وجود لها على أرض الواقع، لكن ما دفع كثيرًا من الشخصيات أو الجهات الإعلان عن تأسيس فصائل تحت هذا الاسم، إنما يعود لطبيعة الأعمال التي تقوم بها هذه الكتائب، خصوصًا أنها تتخصص دائمًا في العمليات ذات الطبيعة النوعية».
وحول ما إذا كانت هذه الجماعات مشاركة بالعملية السياسية أو لها تمثيل مثل بقية الحركات النظيرة لها مثل «بدر» أو «التيار الصدري» أو «العصائب» التي دخلت العملية السياسية تحت عنوان «الصادقون»، يقول الهاشمي إن «(كتائب حزب الله) ليست مشاركة في العملية السياسية، وليس لها تمثيل سياسي لأنها تعتبر نفسها حركة مقاومة إسلامية فقط».
من جهة ثانية، أحد قادة الحركة - الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته - تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن مبرّرات تأسيس هذه الحركة، فقال إنه «بعد الاحتلال الأميركي للعراق وما كان يأمله الأميركان من أن العراقيين سيأخذونهم بالأحضان، فإن هذا الواقع لم يكن ليروق لغالبية أبناء الشعب العراقي. الأمر الذي حدا بمجموعة من الشباب المؤمن النظر إلى الأمور من الناحية الشرعية والوطنية والأخلاقية التي بجميع وجوهها تقول: إن ما يحدث في العراق احتلال ويجب أزالته».
يضيف القيادي في الحركة: «ومن أجل ذلك، فقد أعدت هذه المجموعة العدة لمواجهة المحتل معتمدة على ما هيئته لذلك قبل الاحتلال، حيث عوّل المجاهدون حينها على سلاح العبوات الجانبية المصنّعة داخل العراق بكل تفاصيلها لتوفيرها للمقاومين بشكل دائم». وبخلاف التأسيس الرسمي للحركة عام 2007 - طبقًا لما أشار إليه الهاشمي - فإن عمل هذه الكتائب قد سبق عملية التأسيس. وطبقًا للقيادي، فإن «العمليات العسكرية بدأت أواخر عام 2003 في بغداد باستهداف جنود الاحتلال الأميركي».
ومع اختلاف التواريخ بدأت هذه المجموعة تحت اسم «كتيبة أبي الفضل العباس»، ثم توسّعت ليضاف معها «كتيبة كربلاء» وبعدها «كتيبة زيد بن علي»، ثم أضيفت بعدها كتائب أخرى لتجتمع تحت اسم وراية «كتائب حزب الله». لقد اعتمدت «كتائب حزب الله» عبر الهواوين أساليب تكتيكية كثيرة منها قصف قواعد المحتل من أماكن متحرّكة، وهو ما يحافظ على سلامة المقاتلين بينما الأسلوب الآخر هو أسلوب الهاون العادي ذي العيار الثقيل.
وفي مرحلة لاحقة، أدخلت الكتائب الصواريخ في سياق عملها؛ حيث تم اعتماد عدة أساليب منها أسلوب الضربات الخاطفة بصاروخ أو صاروخين ليلاً أو نهارًا. واعتمدت «كتائب حزب الله» أسلوب الضربات المدمّرة بدفعة كبيرة من الصواريخ تصل إلى الخمسين صاروخًا. وأسلوب الضرب المتعاقب وغيرها من الأساليب ومنها القنّاصة. وبسبب الطبيعة شبه السرّيّة لعمل هذا الفصيل الديني المسلح، فإنه يحاول استعراض أسلوب عمله في نطاق غير معلن على هيئة خبراء أمنيين أو أسماء مستعارة مثل أبو فلان مع تثبيت كنية له.
وفي هذا السياق، يقول خبير متخصّص تابع لـ«الكتائب»، إن «بيانات الكتائب كانت تحمل جانبًا من الحرب النفسية ضد الجنود الأميركان خلال سنوات الاحتلال، فقد قالت في بعض بياناتها: لا منجى ولا حصن يقي جنودهم من نيراننا التي ستلتهمهم التهامًا وسَنَفْري لحومَهم بدمائهم ونحن أبناء علي مؤكدة بالقول». وتابع: «نتوعدهم بأنهم لن يسلموا وستطولهم أسلحتنا المدمرة بضربات عنيفة، وسنستمر بذلك حتى يذعنوا وينصاعوا لصوت الحق والشعب»، مؤكدًا على ترجمة تلك البيانات إلى أحداث ووقائع وانتصارات أجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب المذلّ والسريع من العراق. وعلى الرغم من وجود «كتائب حزب الله» أو غيرها من الفصائل الشيعية المسلحة باختلاف توجهاتها ومرجعياتها، فإن ما تحاول المحافظة عليه هو كيفية الموازنة بين ما هو سياسي وما هو ديني.
فما هو سياسي يضعها في سياق التعامل مع الدولة التي تقودها حكومة ذات غالبية شيعية، وما هو ديني يضعها في سياق توجّه عابر للوطنية من منطلق بعدها الإسلامي العابر لحدود الوطنية، لا سيما على صعيد إيمانها بـ«ولاية الفقيه». ومع أن هذا يمكن أن يخلق نوعًا من التضاد بين ما هو ديني وما هو سياسي، فإن الإطار الذي تتحرك في فضائه، هو المقاومة الإسلامية، التي تعتقد أن شرعيتها تتعدى في بعض المراحل حدود الشرعية الوطنية. وفي هذا الإطار أعلنت احتجاجها على ما بدأت تخطط له الحكومة العراقية على صعيد نزع السلاح خارج إطار الدولة حيث عارضت هذا المبدأ.
وفي بيان له، قال القائد العسكري لـ«كتائب حزب الله»، موضحًا أن «من يعمل على نزع شرعية المقاومة والجهد الوطني الشعبي، سننزع عنه جلده وسنكشف ارتباطه برعاة النزع والحصر، فهؤلاء حماة الشعب العراقي وليس لأحد المنة عليهم ولا على سلاحهم». وأضاف: «إن سلاح وشعبية وقدرات (كتائب حزب الله) تعاظمت إلى مئات الأضعاف عما كانت عليه في وقت الاحتلال، وهذا مصدر عز وفخر واطمئنان للأحرار والمخلصين، ومصدر قلق وريبة للأعداء والتابعين». ثم أردف: «إن من كان يتبنى طرح حصر السلاح بيد الدولة وهي محتلة وخاضعة للاحتلال الأميركي بشكل مطلق، عاد اليوم يطلب من الراعي نفسه ليحاضر بالولاء والشرعية».

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,407,980

عدد الزوار: 7,027,587

المتواجدون الآن: 71