«دراسة شيعية» لمتغيرات المنطقة: أولوية منع الفتنة

تاريخ الإضافة السبت 28 آذار 2015 - 11:03 ص    عدد الزيارات 689    التعليقات 0

        

 

«دراسة شيعية» لمتغيرات المنطقة: أولوية منع الفتنة
السفير...قاسم قصير
تجري شخصيات شيعية من لبنان والعالم العربي، نقاشات داخلية حول التطورات والمتغيرات الحاصلة في المنطقة، لا سيما ما يجري في العراق وسوريا واليمن.
يأتي هذا النقاش بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المفاوضات حول الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، ومع المنحى الدراماتيكي لأحداث اليمن، الأمر الذي يهدد باتساع التشقق المذهبي في المنطقة العربية والاسلامية.
ومع ان هذه الشخصيات تؤكد أن هناك تضخيماً للمخاوف القائمة وللدور الإيراني، وتشير الى جهات إقليمية ودولية تريد دفع المنطقة نحو صراع مذهبي قد يمتد لمئة سنة مقبلة، فإنها، في المقابل، تعترف بالحاجة الى دراسة كل التطورات والمتغيرات الحاصلة والبحث عن كيفية اعتماد رؤية جديدة لتخفيف المخاوف القائمة، ومن أجل استيعاب المتغيرات الحاصلة وتحويل التطورات الجارية الى فرصة لزيادة التعاون العربي ـ الإيراني بدل ان يتحول الاتفاق النووي الى محطة جديدة لتأجيج الصراع كما حصل بعد انتصار الثورة الاسلامية الإيرانية في العام 1979، عندما شن العراق حرباً مدمرة ضد ايران استمرت ثماني سنوات، أدت الى تدمير البلدين وسقوط ملايين الضحايا والجرحى وخسارة مئات مليارات الدولارات.
وفي إطار النقاش الدائر داخل الاوساط الشيعية، أعد أحد الباحثين دراسة معمقة تحت عنوان: «حاضرية الشيعة... بين فقه التمدد وفقه التحصين».
وتعتبر الدراسة أن المسلمين الشيعة في لبنان والمنطقة «حققوا إنجازات مهمة منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وصولا الى دور المقاومة الاسلامية في تحرير جنوب لبنان ومواجهة العدوان الإسرائيلي، وما جرى لاحقاً من تطورات في العراق وعدد من الدول العربية، ما جعل الشيعة ينتقلون من مرحلة التهميش والضعف في القرار السياسي الى ان يكونوا قوة فاعلة، ليس على مستوى لبنان والعالم العربي، بل على المستوى الاقليمي والعالمي».
وتشير الدراسة الى ان المرجعيات الدينية والسياسية الشيعية «أصبحت تساهم في القرارات السياسية وفي صنع مستقبل المنطقة، ما أثار الكثير من المخاوف والحساسيات لدى بقية المرجعيات والهيئات السياسية والدينية».
وتضيف ان الفقه والعقل الشيعيَّين «اعتمدا طيلة السنوات والقرون الماضية منطق الدفاع عن الذات، أو ما يمكن تسميته: «فقه التحصين»، من أجل حماية الوجود ومواجهة حملات الإبادة والقتل أو إلغاء الهوية، وأن هذا المنطق ساهم في بقاء الشيعة وحماية دورهم الى جانب بقية المكونات الدينية والسياسية والطائفية في لبنان والمنطقة».
ولكن اليوم، وبعد تغير الدور الشيعي، «لم تعد أولوية الشيعة حماية الوجود والدفاع عن الذات، بل أصبح المطلوب اعتماد ثقافة جديدة تركز على كيفية التفاعل والتواصل مع كل مكونات المنطقة، والبحث عن رؤية مشتركة لحماية وحدة المنطقة ورفض التقسيم والصراعات المذهبية أو الانجرار الى صراعات قطرية وإقليمية ذات طابع مذهبي أو قومي، وهذا ما يمكن تسميته بـ «فقه التمدد».
وتقترح الدراسة «إعادة النظر بكل مرتكزات العقل والفقه الشيعيين في المرحلة المقبلة، والبحث عن أساليب جديدة في الخطاب، والأداء السياسي والاعلامي والديني، وصولا الى ما يجري في مجالس العزاء وما تبثه بعض الفضائيات الشيعية، وكذلك ما يقوم به بعض المعممين من حملات تسيء الى الشيعة وإلى دورهم وإلى مواقفهم».
وتشير الدراسة الى الدور الكبير الذي أدته الشخصيات والمرجعيات الدينية والسياسية الشيعية في حماية وحدة المنطقة ورفض التجزئة ورفض التعاون مع المستعمرين، خصوصاً في بداية القرن العشرين.
وتدعو الدراسة «الى الاستفادة من كل هذا التراث الاسلامي ـ الشيعي من أجل مواجهة التحديات الجديدة والوقوف بوجه الفتن المذهبية، أو المحاولات الهادفة الى تخويف دول وشعوب المنطقة من الدور الشيعي عامة والدور الإيراني خاصة».

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,178,134

عدد الزوار: 6,759,160

المتواجدون الآن: 99