"من الهزيمة إلى النصر": دروس لإعادة بناء قوات الأمن العراقية استناداً إلى قصص نجاح جيوش عربية معاصرة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 آذار 2015 - 5:34 ص    عدد الزيارات 772    التعليقات 0

        

 

"من الهزيمة إلى النصر": دروس لإعادة بناء قوات الأمن العراقية استناداً إلى قصص نجاح جيوش عربية معاصرة
مايكل آيزنشتات
المشكلة
تعود هزيمة تشكيلات كبيرة من "قوات الأمن العراقية" على يد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/ «الدولة الإسلامية» الصغيرة نسبياً في حزيران/يونيو 2014 إلى مشاكل متأصلة قائمة منذ فترة طويلة:
•       التسييس
•       المحسوبية والفساد وسوء القيادة
•       التدريب غير الكافي
•       ممارسات صيانة سيئة
•       الافتقار إلى الدافع /الإرادة للقتال
وتبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها حالياً جهداً كبيراً في التدريب والتجهيز من أجل إعادة بناء "قوات الأمن العراقية" وقوات البيشمركة وإعادة تدريبها، وذلك لتوفير الظروف المواتية لها لتنفيذ عمليات هجومية لاستعادة المناطق التي استولت عليها «داعش».
تسعة ألوية من قوات الأمن العراقية، وثلاثة ألوية من قوات البيشمركة، ولواء واحد من قوات أمن جيش العشائر
وتوفّر تجارب جيوش عربية معاصرة نظرة ثاقبة للعوامل الأكثر أهمية التي أدت إلى تغيير حالة الجيوش المهزومة نحو الأفضل وتحويل الهزيمة إلى نصر - أو التي حققت على الأقل درجةً من النجاح في هذا الإطار.
            
قيود ثقافية على الأداء العسكري العربي[1]
فشلت الجيوش العربية التقليدية الكبيرة مراراً وتكراراً في تجربتها للقتال القائم على مناورات حربية حديثة بسبب سوء قيادتها التكتيكية وضعف قيادتها وسيطرتها العسكرية وعدم قدرتها على الجمع بين الأسلحة.
•   أوجه القصور الرئيسية: انعدام المبادرة وعدم القدرة على الارتجال وعدم المرونة وعدم القدرة على العمل الجماعي على نحو جيد؛
•   تحفّط: يبدو أنّ هذه التعميمات تنطبق على الجيوش العربية الكبيرة الشعبية؛ غير أنّ بعض الأطراف الفاعلة الهجينة أمثال «حزب الله» وحركة «حماس» و تنظيم «الدولة الإسلامية» قد أظهرت في المقابل مبادرة ومرونة أكبر ولو كان ذلك على مستوى الوحدات الصغيرة بشكل رئيسي.
 هذه المشاكل متأصلة في الثقافة العربية:
•   يُثبط التشديد على الامتثال للأعراف الجماعية واحترام السلطة حس المبادرة ويؤدي إلى التقاعس عن العمل في غياب الأوامر الواضحة؛
•   يسفر نظام التعليم الذي يركّز على التلقين والاستظهار بدلاً من تنمية مهارات التحليل الناقد عن ميلٍ للتمسك بـ"الحلول الملقنة في المدرسة" بدلاً من التفكير والعمل والابتكار بشكل مستقل؛
•   يؤدي هاجس الشرف/حفظ ماء الوجه إلى قمع الحقائق غير السارة ورفع تقارير غير دقيقة والتردد في قبول المسؤولية.
لقد أعاقت هذه الأنماط من السلوك المكيفة ثقافياً الأداء التكتيكي للجيوش العربية    
•   يظهر صغار الضباط القليل من المبادرة أو الإبداع أو المرونة أو القدرة على العمل المستقل؛
•   سلبية وتقيّد بحرفية الأوامر وعدم القدرة على الارتجال وتباطؤ في العمليات؛
•   يعني إعداد التقارير غير الدقيقة استناد التخطيط والعمليات في أغلب الأحيان إلى معلومات غير دقيقة.
نجحت الجيوش العربية بصورة أفضل عندما كيّفت المبادئ والممارسات الأجنبية لكي تتوافق مع نزعاتها الثقافية وتفضيلاتها التنظيمية واحتياجاتها التشغيلية الخاصة.
•   ويعود ذلك لأنّ المبادئ العسكرية ليست "عالمية" بل تعكس السمات الثقافية السائدة في المجتمع الذي تنبثق منه، وبالتالي قد لا "تكون صالحة" لظروف بلدٍ آخر.
 
دراسة الحالة رقم 1: مصر في حرب 1973
رأى الرئيس المصري محمد أنور السادات أنّ استمرار احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء لم يعد يطاق، وكان قد تعهّد مراراً بتحريرها.
تصوَّر التخطيط الأولي المصري - السوفيتي للحرب عبور الحدود والاختراق والاستغلال للاستيلاء على سيناء بأكملها (خطة "جرانيت") - وهي العقيدة العسكرية السوفيتية لـ "الحرب الإسرائيلية العربية".
•   كان ذلك غير واقعي نظراً للقدرات والقيود المصرية وميزان القوى العسكرية العام.
عيّن السادات الفريق أول أحمد اسماعيل علي وزيراً للحرب (في تشرين الأول/أكتوبر 1972) لتفعيل جهود التخطيط وإعداد استراتيجية قتالية "مصرية" أكثر تواضعاً وواقعيةً (خطة "المآذن العالية") مبدأ السادات لـ "الحرب الإسرائيلية العربية":
•   لم تحتاج مصر سوى للاحتفاظ بموطئ قدم في الضفة الشرقية من القناة لإضعاف الثقة بفرضيات الأمن الإسرائيلية وإحياء العملية الدبلوماسية من موقع قوة.
وُضعت خطة حرب من دون مساهمة سوفيتية، وانحرفت عن العقيدة العسكرية السوفيتية، وجسدت نهج حرب مصري محدود وفريد.
•   هجوم يستند بشدة على المخطط ويهدف إلى الاستيلاء على رأس جسر في الجانب الآخر من القناة، ثم الانتقال إلى الدفاع وهزيمة الهجمات المضادة الإسرائيلية عبر الاستنزاف بدلاً من المناورة.
 إنّ التخطيط الموسّع لعبور الحدود على جميع المستويات أزال الحاجة إلى أخذ المبادرة أو الارتجال أو التنسيق بين عمليات تشمل الجمع بين أسلحة مختلفة.
•   كان لكل جندي مهمة واحدة فقط تعلم أداءها عن ظهر قلب؛
•   تم التدريب على العمليات باستمرار إلى أن أصبح كل عضو في كل وحدة يعرف بالضبط ما عليه فعله في كل مرحلة؛
•   تم التدريب على عملية العبور بأكملها 35 مرةً قبل الحرب.
الاعتماد على استخبارات الإشارات المستمدة من الاتصالات الإسرائيلية لتقييم دقة تقارير الحالة المعتمدة على القوة الزرقاء (التعقب باستخدام نظام التموضع العالمي) (المصرية).
بعد عام 1967، تم بذل جهود لزيادة نسبة المجندين الحائزين على شهادات تعليم ثانوي وتجنيد طلاب الجامعات للمرة الأولى لرفع جودة القيادة على مستوى صغار الضباط.
•   كما تم بذل جهود لتقليص الهوة في الفئة الاجتماعية بين المجندين والضباط.
تم استخدام أنظمة الدفاع الجوية ومقاومة الدبابات (آر بي جي 7، وأيه تي 3، وأس أيه 7 - سام 7 - ، وزي أس يو 23/4، وأس أيه 6 - سام 6 -) بطريقة مبتكرة ومبدعة لتعطيل مفعول موطني قوة اسرائيل الرئيسييْن: المدرعات والقوة الجوية.
حققت مصر (بمساعدة دبلوماسية الحرب الأمريكية) أهدافها الحربية، مهيئةً بذلك الأجواء لاسترداد بقية سيناء عن طريق المفاوضات.
 
دراسة الحالة رقم 2: العراق في الحرب الإيرانية - العراقية
 سرعان ما تحول الغزو العراقي لإيران إلى حرب استنزاف دموية؛ وقد بدت إيران التي يفوق عدد سكانها بكثير عدد سكان العراق والتي تسودها ثقافة "الجهاد والشهادة" أكثر ملاءمة لهذا النوع من الحرب.
 بعد خسارة العراق لشبه جزيرة الفاو (شباط/فبراير 1986) وفي وجه احتمال تكبد الهزيمة، وافق الرئيس العراقي صدام حسين على التخلي عن دفاع العراق الثابت القائم على الاستنزاف وسمح لقادة جيوشه بتنفيذ عمليات هجومية محدودة.
•   وافق صدام أيضاً على التنازل عن قدر أكبر من السيطرة على العمليات لقادة جيوشه، مسرعاً بذلك تطبيق اتجاه كان قد بدأه عام 1982 ويقضي بعدم تسييس الجيش وترقية الضباط على أساس الاستحقاق وإعطاء هامش حرية أكبر لقادة جيوشه.
أطلق حملة حشد جديدة تضمنت تجنيد طلاب الجامعات وذلك لتحسين جودة القيادة على مستوى صغار الضباط ولتوسيع عدد "قوات الحرس الجمهوري".
•   تحول "الحرس الجمهوري" إلى قوة ضاربة هجومية كبيرة ذات قدرة عالية، بحيث توسّع من 7 ألوية إلى 28 لواءً.
 خرجت هيئة الأركان العامة العراقية بنهج "عراقي" فريد يتضمن التخطيط المفصّل لعمليات هجومية تستند بشدة على المخطط من أجل تفادي الحاجة إلى أخذ المبادرة أو الارتجال أو تنسيق عمليات تجمع بين عمليات تستخدم أسلحة مشتركة.
•   كان لكل جندي مهمة واحدة فقط تعلم أداءها عن ظهر قلب؛
•   تم التدريب على العمليات بلا انقطاع، إلى أن أصبح كل عضو في كل وحدة يعرف بالضبط ما عليه فعله عن ظهر قلب؛
•   تم التخطيط لعمليات تمتد على عدة أيام للحد من احتمال وقوع تطورات غير متوقعة قد تثير اضطرابات في الخطة؛
•   تم الخروج عن الخطط العسكرية الانتقائية ولكن، المتأثرة إلى حد كبير [بمصدرها] البريطاني؛ هل هناك احتمال بتلقي المشورة من الجانب المصري أو التأثر به؟
إنّ التخطيط الرائع والتحسينات المتواضعة التي تم إدخالها على الأداء التكتيكي ونيران مدفعية الحرب الكيمياوية/التقليدية الهائلة والتقدم الساحق في عدد المشاركين خلال هجمات عام 1988 جميعها عوامل ساعدت العراق على استعادة الأراضي التي كان قد خسرها.
•   هذا، إلى جانب الحملة الجوية التي شنها العراق ضد أهداف اقتصادية وتجديد حرب المدن، هدد إيران بانهيار جهودها الحربية، مما مكّن العراق تحقيق أخيراً وقف إطلاق النار الذي كان يسعى إليه منذ عام 1982.
 
دراسة الحالة رقم 3: حركة «حماس» في حرب قطاع غزة عام 2014
تطورت حركة «حماس» من جماعة كانت تقوم بعمليات إرهابية على وجه الحصر إلى منظمة هجينة تُعنى بكلا الإرهاب والقتال التقليدي.
 وأسفر ذلك عن أداء ضعيف في حربيها مع إسرائيل في الفترة 2008-2009 و 2012.
•   تجنبت الانخراط الحاسم في الحرب خلال الفترة 2008-2009؛ وبقيت القوات البرية الاسرائيلية خارج قطاع غزة في حرب عام 2012.
واجهت تحديات كبيرة من حيث قدرتها على إيقاع خسائر على إسرائيل وتجنب خسائر مؤلمة.
•   بعد أن نجحت إسرائيل في إبطال قدرة الحركة على تنفيذ تفجيرات انتحارية (بفضل المعلومات الاستخبارية والغارات المستهدفة ونقاط التفتيش والحاجز الأمني)، طورت «حماس» صواريخ محلية الصنع؛
-   لا تزال صواريخ «حماس» تشكل مصدر إزعاج قادر على تعطيل الحياة في إسرائيل بشدة، ولا تزال قذائف الهاون تشكل خطراً على المجتمعات المحلية على الحدود الإسرائيلية؛
•   ظهرت قابلية تعرض قيادة «حماس» العسكرية والسياسية للاغتيالات المستهدفة.
رداً على ذلك، طوّرت «حماس» استراتيجية قلبت طريقة العمل المفضلة لدى اسرائيل ضد هذه الأخيرة:
•   أنشأت "حاجزاً قنفذي حضري" (مجموعة أنفاق متشابكة ونقاط محصنة في المدن)؛ الأمر الذي جعل التوغلات البرية الإسرائيلية الكبيرة محفوفة بالمخاطر إلى حد غير مقبول؛
•   بنت أنفاقاً هجوميةً وقوات كبيرة لإطلاق قذائف الهاون والصواريخ لتوجيه المعركة ضد الجيش الإسرائيلي وسكان البلاد المدنيين؛
•   أرغمت إسرائيل على الاعتماد بشكل أكبر على قوة نارية معادلة لقوتها، والتي يُتوقع أن تسفر بالتالي عن عدد كبير من الخسائر في صفوف المدنيين؛
•   ولكن، كلما اعتمدت اسرائيل بصورة أكثر على قوة نارية معادلة، كلما ألحقت المزيد من الضرر بمكانتها الدولية، وكلما ولّدت المزيد من التعاطف مع الفلسطينيين - على الأقل في أماكن مثل أوروبا.
 أضعفت الأنفاق بشكل كبير تفوق اسرائيل من حيث الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والقوة النارية والمناورة.
•   وفّر ذلك الحماية لقيادة «حماس» وقواتها المقاتلة؛
•   سمح لمقاتلي «حماس» بمحاربة العدو والاشتباك معه من مواقع محمية/مغطاة/مخفية.
تم إعطاء المقاتلين مهمّة واحدة يتقنونها ويؤدونها (قُسموا إلى فرق مكافحة الدبابات وفرق دفاع حضري وفرق شن الاعتداءات في الأنفاق وفرق صواريخ).
حقق نهج «حماس» الجديد أداءً تكتيكياً أفضل، رغم أنّ النتائج الاستراتيجية لا تزال غير واضحة.
•   عدد الضحايا الإسرائيليين الذين قُتلوا في المعركة كقياس للفعالية: 13 في العامين 2008-2009 و2 في العام 2012 و72 في العام 2014.  
ربّما أهم ما في الأمر، هو أنّ «حماس» رسمت الساحة بشكلٍ يهدف إلى توليد نظرة لدى الخارج حول إجحاف اسرائيل فيما حاولت أن تولّد "صورة نصر" لها أمام جمهورها المحلي.
•   تجنّبت أن يتم التقاط صور للمقاتلين، لذا اقتصرت صور الحرب على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة وسقوط الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
 
الدروس الموجهة للعراق: 2015
نجحت الجيوش العربية الأكثر عندما كيّفت المبادئ والمفاهيم الأجنبية بما يتماشى مع احتياجاتها الثقافية والتنظيمية والتشغيلية الخاصة وطورت نهوجها الفريدة المصممة وفقاً للتحديات التي واجهتها.
يعتمد النجاح على الفهم الوثيق للعدو ونقاط قوته وضعفه وطريقة محاربته ومن ثم إعداد استراتيجية مطورة محلياً قابلة للتطبيق لإلحاق الهزيمة به (راجع الملحق).
تشكل العلاقات المدنية - العسكرية عاملاً رئيساً: إذا لم تتقن الجانب السياسي، لن تتمكن من إتقان الجانب العسكري.
•   على الجيش أن يبقى بمعزل عن التدخل السياسي لكي ينجح؛ وتبرز أهمية ذلك بشكل خاص نظراً إلى طبيعة القتال الذي تشارك فيه قوات الأمن العراقية ووجود تصور عن انحيازهها الطائفي وهي نظرة قج أعاقت قوات الأمن العراقية في الماضي؛
-    وهذا من الأسباب الرئيسة التي تضع قوات الأمن العراقية في الوضع الحرج الذي هي فيه حالياً؛
•   سيكون ذلك صعباً بسبب السياسة العراقية والدور الأمريكي المحدود والتأثير الإيراني على قوات الامن العراقية والميليشيات الشيعية.
يجب عدم محاولة تحويل قوات الأمن العراقية إلى نسخة عن الجيش الأمريكي لا بل يجب مساعدته على التدرب/القتال بطريقة تتماشى مع ثقافته واحتياجاته التشغيلية والتركيز على الكفاءات المحصورة اللازمة لإلحاق الهزيمة بـ «داعش».
•   ولكن، ينبغي ألا يحول ذلك دون بذل الجهود الرامية إلى إنشاء عدد صغير من الوحدات الشاملة القادرة على العمل مثل الجيش الأمريكي... ففي النهاية، بعض وحدات قوات الأمن العراقية كفؤة جداً (ومنها قوات العمليات الخاصة العراقية)، في حين يبدو أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يتقن أسلوبها الفريد من المناورات الحربية.
 مساعدة قوات الأمن العراقية في التعويض عن نقاط ضعفها وفي التدرّب/القتال بأساليب تراعي تأثير الثقافة (1):
•   عمليات مخططة ومعدّة بإتقان تستند بشدة إلى التخطيط؛
•   تدريبات شاملة على نماذج مفصّلة تجسّد أهدافاً حقيقية مع التركيز على التوصل إلى إتمام المهام الأساسية عن ظهر قلب، بما في ذلك:
-    الهجوم على النقاط المحصنة والمناطق الحضرية، يليها تعزيز سريع للمواقع التي تمت السيطرة عليها؛
-    التخلّص من العبوات الناسفة ومناورات مكافحة السيارات المفخخة من أجل تسهيل تعزيز الهدف والتصدّي للهجمات المضادة من «داعش»؛
-    تدريب/تخطيط مسبق على نيران الحماية عند محاور تقدم العدوّ المحتملة من أجل فض هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» المحتملة المضادة؛
-    تدريب/تخطيط مسبق على إعادة تموين وحدات قوات الأمن العراقية في الخطوط الأمامية بعد السيطرة على الأهداف بغية إخماد المخاوف المتعلقة بالتخلّي اللوجستي عن الوحدات؛
-    تدريب/تخطيط مسبق على التزام وحدات الاحتياط المتنقلة لفض هجمات «داعش» المضادة ومنع وصول التعزيزات لها؛
-    مناورات تنقل وأخرى مضادة للتنقل لوحدات الهندسة العضوية/المتصلة من أجل الحفاظ على زخم هجمات قوات الأمن العراقية.
مساعدة قوات الأمن العراقية في التعويض عن نقاط ضعفها وفي التدرّب/القتال بأساليب تراعي تأثير الثقافة (2):
•   تخطيط مفصّل يحدّ من فرص أخذ المبادرة لدى القادة الصغار ولا يترك الكثير من الحاجة للارتجال؛
•   الاعتماد بشكل كبير على الكمّ والعدد والقوّة النارية الضخمة من أجل هزيمة العدوّ؛
•   استكشاف فعالية استخبارات الإشارات المستمدة من اتصالات تنظيم «الدولة الإسلامية» كمصدر بديل للمعلومات في ما يتعلّق باستعداد ومقدرات القوّة الزرقاء التابعة لقوات الأمن العراقية؛
•   استخدام الأسلحة بطرق غير اعتيادية/غير تقليدية لإبطال مفعول نقاط قوّة العدوّ.
سيكون بروز تشكيلات تابعة لقوات الأمن العراقية قادرة على القيام بمناورات حربية عمليةً طويلة الأمد، لذا فمن الأكثر ترجيحاً للنهج المذكور أعلاه أن يسفر عن نتائج أفضل على المدى القصير بالنسبة إلى معظم وحدات قوات الأمن العراقية.
•   لا يمنع هذا نشوء عدد صغير من الوحدات المختارة القادرة على تنفيذ أوامر شبيهة بالمهام والعمل على مستوى عالٍ نسبياً.
 إعادة الثقة بالنفس لقوات الأمن العراقية من خلال تحقيق سلسلة من الانتصارات الصغيرة، تمهيداً لتنفيذ عمليات أكثر طموحاً.
•   ستضغط القيادة السياسية العراقية على الأرجح باتجاه تنفيذ عمليات أكبر قبل أن تصبح قوات الأمن العراقية جاهزة؛ يتعين هنا على المستشارين الأمريكيين أن يصُدّوا ذلك.
تشكّل العمليات المخطط لها والمعدّة بإتقان التي تستند بشدة إلى المخطط نقطة ضعف الجيوش: فحين تجبر نشاطات العدوّ الجيش على الانحراف عن عملياته المعدّة بدقّة، غالباً ما يعجز عن الارتجال واستعادة زمام المبادرة.
•   ودائماً ما يكون للعدوّ كلمة في هذا الأمر.
 جعل الجيش أكثر احترافاً من خلال حشد المزيد من خريجي مرحلة التعليم الثانوي والجامعات من أجل تحسين نوعية القيادة على مستوى الضباط الصغار وضمان حصول الترقيات على أساس الكفاءة بدلاً من الولاءات.
•   على الولايات المتحدة أن تشدد على أهمية الكفاءة والمؤهلات المهنية بدلاً من "التوازن الطائفي"، بما أنه من شأن الأولى أن تضمن حصول الثانية إلى حد ما.
  
ملحق: نحو استراتيجية ناجحة لمكافحة «داعش» في العراق
لتنظيم «الدولة الإسلامية» نقاط قوّة ونقاط ضعف كثيرة، إلا أن الولايات المتحدة تفتقر حالياً إلى القدرة على استغلال الكثير منها...
 نقاط القوة:
•   قيادة محنّكة وتنظيم عسكري فعّال؛
•   قضية ذات أصداء مدوّية (إعادة إحياء الخليفة)؛
•   آلية دعائية قوية (وسائل التواصل الاجتماعي وموقع "يوتيوب"
•   هالة توحي بأنها قوة لا تُقهر بفضل سلسلة من الانتصارات الملفتة التي حققتها؛
•   قوات مجهزة جيداً نسبياً؛
•   قدرة على التأقلم؛
•   خطوط تواصل داخلية.
 نقاط الضعف:
•   قوات مرهقة من شدة الانتشار – لا يمكنها أن تدافع بشكل كافٍ عن كل المناطق التي تسيطر عليها؛
•   حكم/اعتماد غير فعال على الإرهاب للحفاظ على السيطرة؛
•   ميل إلى المبالغة في الأهداف المراد تحقيقها – فرض تطبيق نسخة متشددة جداً من الشريعة؛
•   إمكانية أن تكون تحالفاتها هشة – بما أنّ حلفاءها لا يشاركونها كلهم منهاجها؛
•   ضعيفة أمام الغارات الجوية في حال تجمعت للهجوم؛
•   لا تملك ما يكفي من الموارد المالية لحكم 6 إلى 8 ملايين نسمة؟
•   معزولة وحبيسة – خطوط الاتصال عرضة للهجمات.
 يكمن التحدّي في إبطال مفعول نقاط القوّة واستغلال نقاط الضعف.
•   تمّ التعرّض لهالة «داعش» التي توحي بأنها قوّة لا تقهر بعد أن منيت بسلسلة من الهزائم الصغيرة في العراق؟ ويتعيّن القيام بالمزيد في هذا الإطار لإحداث تغيير في البيئة النفسية؛
•   لا يتمتع تنظيم «الدولة الإسلامية» بمصدر خارجي كبير يمدّه بالسلاح، ويعتمد بشكل حصري على الأسلحة الثقيلة التي يستحوذ عليها في أراضي المعارك التي ينتصر فيها؛
•   بدأت «داعش» بتنفير الكثير من داعميها السابقين:
-    لقد بدأت تحصل انتفاضات محلية والكثير من السكان غاضبون من حكمها؛
-    لكنّ معظمهم غير مستعدين للمخاطرة بالوقوف في وجهها إذا لم يكونوا واثقين أنّهم سينجحون وسيحصلون على بديل أفضل من تنظيم «الدولة الإسلامية».
 آلية هزيمة «داعش»
•   إجهاد تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال استنزاف قواه وشنّ هجمات على أكثر من جبهة، ما يجعله أكثر عرضةً للانتفاضات الداخلية والهجمات الخارجية؛
•   إحداث اضطرابات في المناطقة الخاضعة لسيطرة «داعش» من خلال الحدّ من الموارد المالية المتوفرة للحكم ومن تأمين الخدمات (علماً أنّ ذلك ليس من أولوياتها بأي حال)؛
-      ستشكل إزالة حاجز الخوف الذي يمنع العراقيين من الوقوف في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية» تحدياً كبيراً؛
•   تغيير البيئة النفسية من خلال خلق تصوّر عام بأن هزيمة «داعش» أمر محتّم، ما سيؤدي إلى انشقاق حلفاء تنظيم «الدولة الإسلامية» ويردع مقاتلين أجانب محتملين من الانضمام إليه ويشجع الخاضعين لحكمه على الانتفاض.
التركيز على إثارة الانتفاضات ضدّ «داعش» بدلاً من الاعتماد بشكل كبير على القتال بين الجيشين.
•   هل ستحول الثقافة السياسية العراقية القائمة على مبدأ "المجموع الصفري" (أي أن ما يكسبه الفريق الأول يخسره حتماً الفريق الثاني) دون إبرام الصفقات السياسية التي يمكن أن تحقق هذه الغاية؟
لا يزال الجزء السوري من الاستراتيجية مسألةً غير محلولة، ولا يمكن ضمان تحقيق النجاح في العراق إذا احتفظ تنظيم «الدولة الإسلامية» بسوريا كملاذٍ آمن له.
 
المصادر المختارة
ياسر عبّاس ودان ترومبلي، "داخل انهيار القسم الثاني من الجيش العراقي"، منصة "وور أون ذو روكس"، 1 تموز/يوليو 2014.
تيموثي ديدي، "مستشار لفرق الانتقال العسكري: سنة مع القسم الأفضل في الجيش العراقي"، مجلة "ميليتاري ريفيو"، تشرين الثاني/نوفمبر – كانون الأول/ديسمبر 2009، ص. 43 – 56.
مايكل آيزنشتات وكينيث م. بولاك، "جيوش الثلج وجيوش الرمال: أثر المبدأ العسكري السوفيتي على الجيوش العربية"، مجلة "ميدل إيست جورنال" ، العدد 55، رقم 4، خريف 2001، ص. 549-578.
مايكل آيزنشتات، "إلحاق الهزيمة بـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»: استراتيجية لعدو مرن وصراع عسير"، "بوليسي نوت"، العدد 20، تشرين الثاني/نوفمبر 2014، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، ص. 12.
مايكل نايتس ولاكلين سوبر وأندرو لمبكي وباراك سلموني، "قوات الأمن العراقية: تقرير عن الحالة"، "بوليسي واتش"، 1814، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 13 حزيران/يونيو 2011.
 ستيفن س. بيلتيار وداغلس ف. جونسن الثاني، "دروس مكتسبة: الحرب الإيرانية - العراقية"، معهد الدراسات الاستراتيجية التابع للمدرسة الحربية للجيش الأمريكي، 1991، ص. 119.
كينيث بولاك، "العرب في الحرب: الفعالية العسكرية، 1948-1991" (جامعة نبراسكا، 2002)، ص. 698.



[1] يستند هذا الجزء وغيره من أجزاء هذه الورقة الإطلاعية التي تتصدى للكفاءة العسكرية والثقافة العربية بشدة إلى "جيوش الثلج وجيوش الرمال: أثر المبدأ العسكري السوفيتي على الجيوش العربية" بقلم مايكل آيزنشتات وكينيث م. بولاك، مجلة "ميدل إيست جورنال"، العدد 55، رقم 4، خريف 2001، 549-578.
 
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,126,033

عدد الزوار: 6,935,894

المتواجدون الآن: 106