ليبيا أمام فرصة لقاءات جنيف: عنف الديكتاتوريات حين يرثه الثائرون

تاريخ الإضافة الخميس 22 كانون الثاني 2015 - 7:38 ص    عدد الزيارات 703    التعليقات 0

        

 

ليبيا أمام فرصة لقاءات جنيف: عنف الديكتاتوريات حين يرثه الثائرون
سعاد الوحيدي
تتجه أنظار الشعب الليبي، وآخرون «يهمهم الأمر»، ساعة كتابة هذا المقال نحو جنيف. المكان الذي يشهد في جلساته فرصة لتحقيق مصالحة ممكنة بين «الإخوة الأعداء»، وقد «تبزل ما بين العشيرة بالدم» (زهير بن أبي سلمى)، وكادت أن تتبزل منهم جيمعاً ليبيا المعذبة.
على أن هذه اللحظة التاريخية، في تفاصيلها «الكافكوية» المقلقة، حيث تتشابك أطراف صراع دموي، بين إخوة كانوا بالأمس ضحايا عصف أعتى ديكتاتوريات العصر، قبل أن يتحول أكثرهم بدوره إلى أطغى الطغاة، تدفعنا إلى الخوض في شهوة فكرية، تتلذّذ بتفسير المحير والمزعج والمظلم المُر من بواطن الأمور، وبواطن النفس البشرية بالذات. فنحن هنا أمام ظاهرة ليست بفريدة في تاريخ البشرية، والتي يتحول فيها مظلومو الأمس إلى جبابرة، ومقموعو المساء إلى جلادي الصباح... وحيث ينزرع الطاغوت كثمرة شريرة في قلب الوجع، ليفرخ بحجم مسافة الطغيان الماضي وزمنه أو ضراوته، طغياناً موازياً، مضاعفاً ومضاداً له في الاتجاه.
فبعد 42 عاماً من طغيان القذافي، كان انتظار الشعب الليبي من الثورة، أن تحقق معراجاً استثنائي التفاصيل نحو دولة الحق والعدل والقانون. أن تتحول ليبيا إلى «جنة الله على الأرض»... ذلك الفردوس الذي عرف الشعب الليبي ملامحه خلال الأيام الأولى من مقتل الطاغية، وقد تحولت مدن وقرى وفيافي الوطن إلى عرس جماعي أسطوري التفاصيل.
ولكن، سرعان ما ستختفي أيام البراءة الأولى، لتحل محلها بسرعة كبيرة، ولأسباب مختلفة، أيام وشهور وسنوات من المظالم والمعارك والنزاعات والحروب الكبيرة والصغيرة، يقودها بالذات هؤلاء الذين خرجوا من بطن الظلم والقهر والسجون والمنافي. وصاروا، وقد أخذتهم العزة بالإثم، يسوقون الشعب الليبي المسكين إلى المزيد من القهر والظلم والعصف. ويدفعونه أفواجاً إلى المنفى عبر عواصم العالم الصغيرة والكبيرة الفقيرة والأقل فقراً...والسؤال، لماذا؟ وكيف يمكن أن يتحول مظلوم الأمس إلى جبار اليوم؟ ولماذا في ليبيا (والعراق أو سورية...) يكون العصف المتجبر لمقهوري الماضي، أكبر بكثير من ذلك الذي كان يصوغه الطغاة لشعوبهم؟ بعد أن كانوا أنفسهم أول المظلومين؟
بذرة الطغيان
هل عنف الطغاة قدر ملزم للإنسانية؟
البحث عن بذرة «الطغيان» في قلب الإنسان، وبالتالي إمكانية الجزم بفطرية الميول لقهر الآخر وسحقه، لتحقيق «الأنا» الأعلى، يعود بنا (وبالأخذ في الاعتبار الخطاب القرآني نفسه الذي «ألهمها فجورها وتقواها»)، إلى النظرية القائلة إن الإنسان «شرير بطبعه»، وأنه محتاج بالضرورة إلى عدو يقمعه، إذا لم يكن هو المقموع. وعلى رغم صعوبة الجزم بغلبة بذرة الشر في قلب الإنسان على بذرة الخير من دون تجربة، وقد باعدت بيننا أزمان فلكية عن قصة هابيل وقابيل، إلا أن أحد علماء الأنتروبولوجيا استطاع في مطلع القرن الماضي، أن «يثبت» أن فكرة وجود «العدو» الذي من شأنه أن يتربص بالإنسان ويهدد وجوده، تؤسس لأمر على درجة من «الجوهرية» لتوازن البشر. وكان قد عاش تجربة خاصة مع جماعات بدائية في حوض الأمازون في أميركا الجنوبية، حياة أقرب إلى ما قد يتصوره خيال بشر عن الفردوس الموعود. وقد توافر لهم كل ما لذ وطاب من رغد العيش بما لا يشبه في شيء كدح الوجود الذي كان يعرفه هذا الأنتروبولوجي في مدن الشمال الثلجية. غير أنه استفاق أحد الصباحات على صخب مُحيّر، مشحون بصدى انفعالات لم يكن يتوقع ظهورها في ذلك الركن الملائكي الأبعاد. وتبين له أن رجال القبيلة كانوا يتهيأون للهجوم على مجموعة أخرى، اكتشف أحدهم وجودها على بعد مسافات من المكان... ومن دون أي مبرر!
في تحليله التالي لما جرى، وأسباب تلك الهجمة الشعواء التي شنها الرجال الذين قاسمهم سنوات رغيدة وسهلة، على جماعات أخرى بعيدة عنهم لأميال، احتاج طيها إلى السير أياماً، وقتل رجالهم وسبي نسائهم، يرد الأمر إلى وجود بذرة «فطرية» للشر، تكمن في تكوين الإنسان وتدفعه إلى العدوان. إن حياة هؤلاء من دون عدو يتهددهم ويحتاجون إلى سحقه ومحقه، لم تكن ممكنة... وكأن «وجود» العدو أمر ضروري، وفق حاجة وجودية لذلك.
وقد عرف التاريخ المتمدن للإنسانية نماذج لا متناهية من تلك العداوات «الضرورية»، وفي جيلنا عرفنا صدام الحلفاء والمحور، أو صدام الشرق والغرب - أو الشمال والجنوب - والإسلام والغرب - وإسرائيل والعرب... و...
وفي الوقت الذي كانت الإنسانية برمتها تدفع ثمناً باهظاً لهذه العداوات (وفي العادة من يدفع الثمن الحقيقي هم الجنود الذين لم يقرروا الحرب، ولم يستفيدوا منها إلا سلباً، بالمرور عبر فوهات مدافعها نحو العالم الآخر)، كان الرابح في كل مرة تجار السلاح أو تجار التوابيت... وتجار الدماء، بينما تُترك الأرض التي يتعاركون فوقها مدمرة، ومغبونة ومجعدة الوجه والقلب، وقد كان من الأفضل أن توظف الأموال والجهود التي بذلت في الحرب لإعمارها.
على أن حروبنا الجديدة، والتي تستند في محركاتها، وبوضوح عقلي وأيديولوجي، إلى مبحث الحرية، والديموقراطية أو هدم الديكتاتورية - منها حربنا ضد ديكتاتور ليبيا الجائر - تقدم نفسها باعتبارها الوعد بمجتمع الحق والخير والعدل والسلام... مجتمع الديموقراطية. فما الذي يحدث حتى تنقلب على شعاراتها إلى منزلق مرير يتهدد الشعوب المظلومة، بمزيد من المظالم والقهر والعصف والسنوات العجاف؟ (وهو ما تعيشه ليبيا منذ أكثر من ثلاث سنوات)؟ وينبـثق السؤال عن العدالة الانتقالية: هل هي فكرة منطقية، أم مجرد تحايل طوباوي على انتظارات الشعوب المقموعة؟
هنا، ووفق تجربتي الشخصية، ما يمكن أن أشدّد عليه أن أروع شعور قد يتحقق لبشر على وجه الأرض هو شعور الانتصار على الظلم والقمع والقهر، وإزاحة سطوة الطغاة. إن انتصار الكادحين والمقموعين والمظلومين على جلادهم، هو بالفعل باب من أبواب المطلق، حيث لا يمكن الكلمات أن تصف سمو اللحظة ولا متعة النور أو أفق التحرر، إنه المعراج نحو الحق بإطلاق.
ولكن، ماذا بعد ذلك؟ لماذا تفشل تلك الجموع الهادرة بالنصر والحرية، في أن تسوّق المستقبل نحو ما كانت تبحث عنه، لنفسها ولمن بقي من الأعداء، لكل الذين يجب أن يتقاسموا معها رقعة الوجود، وطناً أو أرضاً أو مدينة؟ هل فقط لأن طغيان القذافي أعاق تبلور خبرة سياسية ديموقراطية لدى الليبيين.
أم إن تلك الحاجة الغريزية للعدو تفرض نفسها أبعد من النصر، بل تتضخم لتحتل مساحات «مرضية»، وعند طرفي المعادلة، بحيث تتحول المواجهة المضمرة في عنفها ذاته إلى جمرة لا تسمح باستقرار أي طرف على أي فراش مشتعل؟
ولكن، يبدو أن ما يدور في ليبيا بعد الثورة من فظائع ما فتئت تقلق التحليلات الدولية، ينحو بنا إلى تصنيف الوضع كأحد تجليات «ديكتاتورية العنف» المتولدة عن هذا البعد الإنساني الكئيب المحيا. وكيف أن درجة القمع التي قد تقع على الإنسان من شأنها أن تخلق دوافع قمعية مضاعفة، تحول مظلوم الأمس إلى عاتية اليوم. (العنف الذي قد يتجلى في التعصب الديني أو القبلي أو العرقي - أو للبرلمان أو المؤتمر الوطني...)، أو العنف المجاني المردود للعزة بالإثم وسطوة السلاح والمال، والإحساس بالقدرة فوق الجميع.
تاريخية عنف المقموعين
عرف التاريخ الإنساني أشكالاً مختلفة، ومفجعة لهذه الظاهرة المحيرة، لعل أقربها إلى العقل العربي ما فعلته الصهيونية اليهودية بحق الشعب الفلسطيني، والذي يؤسس هنا لأوضح دليل في هذا الاتجاه، حيث يصعب فهم آلية التحول المفجع ليهود أوروبا، بعد كل ما تعرضوا له من قمع وسحق ومحق، بل إحراق وتحريق، وإبادة همجية مزقت ضمير الإنسانية، من موقع الضحية ليصبحوا بدورهم جلادين وجزارين يمزقون أوصال الشعب الفلسطيني، ويشردونه من وطنه. (وهو النموذج الذي لا يحتاج، لبداهته لدى القارئ العربي، إلى أن نتوقف أمامه لأكثر من برهة).
على أن النموذج الذي يحتاج إلى وقفة بذاته، والذي يملك أكثر من دلالة بالقياس إلى فكرة هذا البحث، (ومكان لقاء المصالحة الليبية - الليبية بجنيف)، هو ما حدث مع البروتستانت في فرنسا، الذين عانوا من عنف ديكتاتورية «الفكر الكاثوليكي» السائد على نحو مدمر. حتى إن حرباً للإبادة والقمع الفكري قد محقت وجودهم في البلد (لم يبق من البروتستانت غير أقلية في شرق فرنسا)، وشردهم أيما تشرد. (البعض يقول أن مسلمي البوسنة والهرسك هم من التتار البروتستانت الذين ذهبوا يبحثون هناك عن ملجأ من قمع الكاثوليك). إلا أن هذا القمع ذاته سرعان ما سيخلق من صلب هذا الوجع البروتستانتي، ديكتاتورية فكرية قامعة عُرفت في التاريخ باسم الكالفينية، والتي أسست لأبشع صور إرهاب الكنيسة، أو إرهاب الفكر والدولة الدينية، في قلب إحدى أهم مدن العالم المتمدن اليوم «جنيف».
«البوكينست»
وعلى رغم أن زائر باريس اليوم سيقابله مشهد استثنائي الجمال لأكشاك بيع الكتب على ضفاف نهر السين الذي يخترق العاصمة الجميلة، والتي تعرف باسم «البوكينست». إلا أن ما تخفيه هذه الواجهة «المثقفة» لمدينة النور، وهذه المكتبات الشعبية المرصوفة برشاقة على حاشية الجدار الفاصل بين النهر والشارع، هو تاريخها المصبوغ بالقهر والمظالم، ولجم حرية الفكر أو العبادة من طرف الكاثوليك أصحاب الغلبة آنذاك. بحيث اضطر البروتستانت للتعامل سراً مع هذا الفكر الممنوع المقموع، وأن تُباع الكتب البروتستانتية خلسة على حاشية النهر في صناديق من الخشب، كانت تُقفل وتُخفى حال تهديد شرطة أو مراقبة دينية. (هذه الصناديق التي سيكون لها أن تستقر، وتتحول إلى أكشاك بديعة الرونق، حاضنة من دون مواربة – في هذا القرن - موروث الفكر الحر المبعثر على مسار الإبداع الإنساني...).
القمع الذي تعرض له البروتستانت خلق لديهم حواس إضافية للتخفي والتقية، كانت جد ضرورية لاستمرارهم الوجودي والفكري، ولمقاومة سطوة الغلبة الكاثوليكية، بكل ما كان يبشر به الفكر البروتستانتي من إصلاح وتقدمية وحرية فكرية. مع ذلك، سرعان ما سينقلب ضحايا هذا الاضطهاد نفسه إلى رمز لما هو أبشع من التعسف. وسيكون لقسيس بروتستانتي فرنسي اسمه كالفن أن يلعب دوراً «تاريخياً» في نحت ثقافة العنف الديكتاتوري المتولد عن ديكتاتورية العدو، الحبلى بكل ما عرفه هؤلاء من عذابات موغلة الوجع، والذي سيصنع أبشع صورة لعنف الديكتاتوريات الفردية في التاريخ، انطلاقاً من رماد المقموعين أنفسهم، وبما سيؤسس لسابقة تاريخية في هذا الاتجاه. وشاء القدر أن تحتاج الكنيسة البروتستانتية في جنيف إلى الاستعانة بمعارف هذا الراهب الذي كان قد حلّ بجنيف هرباً من محاكم التفتيش التي عصفت بكل فكر مخالف للكاثوليكية في فرنسا. لكن، لم يكن أحد يعلم بأنه سيتحول إلى جبار العصر، وسيسحق كل من يخالفه الرأي، ويطيح من تُسول له نفسه أن يناقش بعضاً من تعاليمه.
في كتابه عن «عنف الديكتاتوريات» (عنوان ترجمة فارس يواكيم العربية الممتازة للكتاب) يرصد ستيفان زفايغ تفاصيل هذا العصف لديكتاتورية «انتهازية» قمعية قميئة لرجل عانى نفسه من أشكال القمع والتهميش. حيث يرسم كاستيلو، الرفيق السابق للطاغية، كيف يفرخ القمع طغياناً أبشع لدى من كانوا مغبونين: «كان يدرك تماماً منذ الساعات الأولى حين استلّ ريشته كرمح وخاض بها النزاع الخطير، كيف يغدو أعزل أي قتال عقلاني صرف ضد سلطة الديكتاتور العنيفة والمدججة بالسلاح، بالتالي يضعف الأمل في سقوط الطاغية. إذ كيف يمكن رجلاً بلا سلاح وبمفرده أن يقاتل كالفن ويهزمه، فيما يقف وراءه الآلاف، بل عشرات الآلاف، مضافةً إليهم الآلة العسكرية المكوّنة عنف الدولة». (والحديث هنا عن كالفن المقموع بالأمس حتى السحق في فرنسا).
لكنه كان قد نجح «في تحويل مدينة بأسرها، بل دولة بكاملها، بمواطنيها الذين كانوا من قبل أحراراً، إلى آلة ضخمة طوع يديه مهمتها أن تستأصل كل استقلالية وأن تصادر حرية التفكير لمصلحة عقيدة وحيدة، عقيدته. كل مصادر السلطة في المدينة والدولة خضع لسلطانه، الإدارات بكاملها والتراخيص كافة: مجلس المدينة، المجمع الديني، المحاكم والجامعة، الشؤون المالية والأخلاقية، القساوسة، المدارس، الشرطة، السجون، الكلمة المكتوبة والمحكية بل المهموسة سراً. مذهب كالفن أصبح القانون. كلّ منْ يجرؤ على إبداء أدنى اعتراض مصيره النفي أو عذاب السجن أو الحرق، وهي أحكام غير قابلة للنقاش كما في كل ديكتاتورية».
وكما يمكن أن نتصور ما يُمارس اليوم من ديكتاتورية الفكر القامع من جانب بعض الأطراف المتصارعة على مشارف عاصمة ليبيا «طرابلس»، كان هذا الوضع قد حاصر جنيف في عصر كالفن: «العبرة أنه في جنيف ثمة حقيقة وحيدة مسموح بها وأن كالفن نبيّها، بل إن السلطة الرهيبة لذلك الرجل الرهيب تجاوزت أسوار المدينة إلى أبعد... وأصبح الهجوم على خطيب كاتدرائية سان بيار في جنيف، بالخطورة ذاتها تقريباً التي يشكلها التهجم على القيصر أو البابا».
هل نصنع ديكتاتورياتنا لأننا نحتاج بالضرورة إلى عدو؟ ولكن، هل يعني هذا أن نجاح مقموعي الأمس في التخلص من جلادهم، يجعلهم محكومين بحكم تكوينهم البشري ذاته لأن يتحولوا إلى جلادين؟ وهل يتسق هذا التصور مع المقاربة الجازمة بحاجة البشر إلى عدو؟
بالعودة إلى ليبيا، يصعب القول أن الشعب الليبي احتاج إلى الطاغية «فطرياً»، ليغذي مشاعر الحقد والضغينة، والرغبة العاصفة في تصفية الحساب مع جلاده. كان القذافي طامة وقعت على رأس البلد، واحتاج الأمر إلى سنين عجاف من البؤس والقهر والعبودية حتى يكسر الشعب أغلاله وينتفض في ملحمة تاريخية ضد ذلك المتجبر المهووس بالدماء. ولكن، ذلك لا يلغي حقيقة الشعور السائد في ليبيا الساعة، إن تلك الملحمة البطولية، التي قادت إلى التخلص من طاغية واحد، قد أنتجت «طغاة كثراً» يصعب حصرهم. وصار النقد الذي قد يساق تجاه أي تطرف، من هؤلاء الطغاة الجدد، (كما يشير كاستيلو ضد كالفن)، بالخطورة ذاتها التي كان يشكلها التهجم على «القيصر» معمر القذافي. (قوائم القتلى من الكتاب والصحافيين وأصحاب الفكر ما فتئت ترتفع كل يوم...).
بالتالي، فالسؤال الذي يطرح نفسه في ليبيا بشدة اليوم: هل سيكون هذا البؤس الوجودي الذي جر أمراء الحرب البلد إليه، قدراً ممتداً في الزمان. والذي قد يكون من شأنه أن ينزلق بكامل التراب الليبي إلى جحيم من «عنف» مقموعي الأمس، ولمدة مساوية لزمن الطاغية القذافي؟ أم هل يمنح «الثوار» أنفسهم فرصة للتفكير (في جنيف) في ما آلت إليه الأمور؟ ويرحمون الشعب من هذا العصف؟ ويجنحون إلى السلم بهذا البلد الجميل الحزين المعذب، والذي صنع بحق أروع ثورات القرن؟ أم إن ليبيا (إذا فشلت أجواء لقاءات سويسرا الليبية في تهدئة النفوس) على موعد لانتفاضة مُضافة ضد طغاتها الجدد؟
* باحثة ليبية - مركز الدراسات الشرقية في باريس
 

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,517,381

عدد الزوار: 6,898,112

المتواجدون الآن: 86