هل تتسبّب مشاكل بلوشستان في تفكّك باكستان؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 تشرين الأول 2009 - 7:46 ص    عدد الزيارات 1548    التعليقات 0

        

 
البلوش والتنافس بين القوى العظمى
 
 
عندما زار هنري كيسنجر باكستان في عهد الرئيس كينيدي العام 1962، سأله أحد الصحافيين عن رأيه في المشاكل التي بدأت تطفو على السطح في إقليم بلوشستان، فأجابه كيسنجر: «لن يكون بمقدوري التعرف على مشكلة بلوشستان حتى لو كانت موجودة أمام عيني».
حتى وقت قريب كانت بلوشستان شبه مجهولة بالنسبة للعالم الخارجي، حيث لم تكن تثير اهتمام سوى علماء السلالات البشرية والمستكشفين من محبي المغامرات. لكن بعد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، اكتشفها الغرب، ونوَّه المسؤولون الأميركيون بأن بلوشستان قد تشكل هدفاً بالنسبة للروس في المستقبل نظراً لما تتمتع به من موانئ للمياه الدافئة.
وإذا ما ألقينا نظرة سريعة على خريطة جنوب شرق آسيا، فإننا سنفهم بسرعة السبب الذي يجعل من بلوشستان وسكانها من قبائل البلوش الذين يصل عددهم إلى خمسة ملايين نسمة نقطة تجاذب بين القوى العظمى.
تقع بلوشستان بين السهول الصحراوية الشاسعة لغربي باكستان وشرقي إيران، حيث تطل على أكثر من 900 ميل من ساحل بحر العرب، بما في ذلك الشواطئ الشمالية لمضيق هرمز. ولم تكن السيطرة السوفييتية على سواحل بلوشستان لتمنح موسكو منصة تمكنها من توسيع نفوذها السياسي عبر الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا فقط، بل كانت ستؤدي أيضاً إلى إحداث تغيير جذري في التوازن العسكري في المنطقة. وإلى جانب قدرة الاتحاد السوفييتي على استخدام بعض المرافق العسكرية في جنوب اليمن، فإن قيام السوفييت ببناء قواعد جوية وبحرية لهم في غوادار وبازني وعدد من الموانئ البلوشية الأخرى كان من شأنه جعل مهمة الولايات المتحدة في الدفاع عن مضيق هرمز عبر حرب تقليدية أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً، ولاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار قواعدها العسكرية المتواضعة التي كانت موجودة في عُمان والصومال وكينيا.

الجذور التاريخية للتوجّه الانفصالي في بلوشستان

لكي نتمكن من تقويم الحركة القومية البلوشية بوصفها مقياساً للتوترات الإقليمية والتنافس بين القوى العظمى في جنوب غرب آسيا، لا يكفي أن نركز على الصراعات السياسية والاقتصادية التي وقعت في الماضي القريب، أو حتى أن نفتش عن جذور مواقف البلوش خلال المواجهات العاصفة بينهم وبين الجيوش الاستعمارية البريطانية. بل من الضروري في البداية أن نفهم الذاكرة التاريخية الراسخة التي تقوم عليها الحركة القومية البلوشية، وهي ذاكرة تعود إلى أكثر من ألفي سنة، وتتعلق بالصراع المرير الذي خاضه البلوش في ذلك الوقت من أجل البقاء.
حسب أكثر الروايات البلوشية انتشاراً، فإن البلوش والكرد ينتمون إلى قبيلة واحدة، حيث هاجرت هذه القبيلة، قبل ظهور المسيح بوقتٍ قصير، من مدينة حلب السورية باتجاه الشمال، بحثاً عن الكلأ ومصادر المياه. ويحاول بعض المؤرخين البلوش ربط نسب هذه القبيلة بالكلدانيين، في حين يحاول بعضهم الآخر أن ينسبهم إلى العرب الأوائل. في كلتا الحالتين ثمة إجماع على أن الكرد اتجهوا نحو العراق وتركيا وشمال غرب بلاد فارس، بينما اتجه البلوش نحو المناطق الساحلية على طول الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين، لينتقلوا بعد ذلك إلى ما يُعرف حالياً ببلوشستان الإيرانية وبلوشستان الباكستانية، وذلك بين القرنين السادس والرابع عشر.
لكن المؤرخين الغربيين يعتبرون أن رواية البلوش حول حلب لا أساس لها من الصحة، علماً أنهم يتفقون مع المؤرخين البلوش الذين يقولون إن القبائل البلوشية كانت تعيش على الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين في عهد المسيح. ويعللون ذلك بوجود أدلة لغوية تشير إلى أن اللغة البلوشية نشأت من لغة أخرى بائدة ارتبطت بالحضارتين البارثية والميدية اللتين ازدهرتا في منطقة بحر قزوين والمناطق المجاورة في فترة ما قبل الميلاد.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,698,398

عدد الزوار: 6,909,121

المتواجدون الآن: 92