محاولة جادة للتقريب بين العرب والأمريكيين تقرير واشنطن ـ عمرو عبد العاطي

تاريخ الإضافة الأحد 25 تشرين الأول 2009 - 9:40 ص    عدد الزيارات 1472    التعليقات 0

        

على الرغم من زيادة الاهتمام بالعالمين العربي والإسلامي وقضاياهما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، تفتقد واشنطن إلى مركز أبحاث ودراسات عربي مستقل، لا يتبع لجامعة أو حكومة أو أي جهة أمريكية، يعمل كجميع مراكز الأبحاث الأمريكية في واشنطن، على تحليل ودراسة العلاقات العربية ـ الأمريكية من وجهة نظر عربية وليست أمريكية. وهو الأمر الذي دفع السورية الأصل "فرح الأتاسي" والمهتمة بقضايا العالمين العربي والإسلامي إلى إنشاء مركزين مستقلين معنيين برصد الولايات المتحدة إعلاميًّا وسياسيًّا وفكريًّا واقتصاديًّا ومؤسساتيًّا، فأسست المركز العربي الأمريكي للترجمة والأبحاث والإعلام، والمعروف بـ"آكت"، ومركز المعلومات والمصادر العربي.

أكت ..جسر للتواصل بين العرب والأمريكيين

يهتم المركز العربي الأمريكي للترجمة والأبحاث والإعلام (آكت)The Arab American Center for Translation and Research (ACT) ـ الذي يُعد أول مركز دراسات وأبحاث ورصد إعلامي مستقل يُعنى برصد العلاقات العربية ـ الأمريكية وتوضيح الذهنية الأمريكية لصانع القرار والقارئ والمواطن العربي ـ بتجسير الهوة بين العرب والأمريكيين. فيقدم خدمة ترجمة وعرض لما يصدر من أفكار وأبحاث ودراسات واستطلاعات رأي فيما يخص العالمين العربي والإسلامي وقضاياهما. ورؤية العرب للسياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ورؤية العرب تجاه الولايات المتحدة من جهة أخرى. فالمركز يهدف إلى بناء جسور التواصل بين العرب والأمريكيين بفتح قنوات الاتصالات الشعبية و الرسمية وتبادل وجهات النظر والخبرات عبر برامج التبادل الثقافي ومساعدة الأمريكيين على فهم العالم العربي وكل ما يتصل به، وإيصال المواطن العربي إلى فهم أفضل للولايات المتحدة.

يَصدرُ المركز منذ أكثر من سبع سنوات خمس نشرات إلكترونية هي: مرآة الصحافة الأمريكية، النشرة الاقتصادية الأمريكية العربية، الكونجرس الأمريكي والعرب، قراءات أمريكية: مراجعة الكتب والدراسات الأمريكية، وأخيرًا نشرة عين على البيت الأبيض التي ترصد أخبار الإدارة الأمريكية من "الألف إلى الياء"، على حد وصف "فرح" في حورانا معها.

يهتم المركز بترجمة وعرض ما يصدر عن مراكز الفكر والرأي الأمريكيةThink Tanks، والمؤسسات المهتمة باستطلاعات الرأي العام الأمريكي تجاه قضايا العالم العربي، وتلك المهتمة باستطلاع آراء العرب تجاه الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة. وما تصدره ـ أيضًا ـ الجامعات الأمريكية والمراكز البحثية بها المختصة بدراسة منطقة الشرق الأوسط، والإعلام الأمريكي المسموع والمقروء والمرئي.

وانطلاقًا من شعاره: "ننقل الفكر قبل الخبر".. "نحن لسنا وسيلة لنقل الخبر وإنما وسيلة لإيصال الفكر" يُصدر المركز نشرة يومية إلكترونية باللغة العربية "مرآة الصحافة الأمريكية Mirror of US Press" عن الافتتاحيات والمقالات بالصحف الأمريكية حول العالم العربي وقضاياه. وتهدف تلك النشرة إلى إعلام الرأي العام العربي بما تتضمنه وسائل الإعلام الأمريكية من قضايا شرق أوسطية وآراء النخبة الفكرية والسياسية والأكاديمية والثقافية الأمريكية للقارئ العربي ومتابعة كافة التوجهات الفكرية والسياسات الأمريكية تجاه العالم العربي.

وفي المقابل يُصدر المركز نشرة إلكترونية "مرآة الصحافة العربيةMirror of Arab Press" باللغة الإنجليزية حول أهم الافتتاحيات والمقالات والتقارير والأخبار التي تصدرها الصحف العربية عن الولايات المتحدة وسياساتها تجاه قضايا المنطقة والعلاقات العربية ـ الأمريكية وما يتصل بها. وتلك النشرة تركز بصورة أساسية على نقل الصوت والفكر العربي للقارئ الأمريكي، ونقل ما يدور من سجال عربي وأفكار بين النخبة الفكرية والإعلامية حول السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. ويسعى المركز إلى إصدار دراسات وتقارير صحفية وإعلامية تتعلق بالعالم العربي ونشرها في جُلِّ المؤسسات الأمريكية بكافة أطيافها الإعلامية والاقتصادية والفكرية والدبلوماسية.

ولا تغيب مراقبة الكونجرس وتناوله لقضايا المنطقة والمؤسسات المتصلة به لاسيما البحثية التي تصدر دراسات وتقارير عن قضايا المنطقة والتي تكون الورقة الخلفية التي يعتمد عليها أعضاء الكونجرس في مناقشة قضايا المنطقة بمجلسي الكونجرس، مجلس الشيوخ والنواب. ويصدر المركز نشرة شهرية باللغة العربية عن أهم وآخر المناقشات والتشريعات التي يناقشها مجلسي الكونجرس حول منطقة الشرق وقضاياها.

وعلى صعيد متصل يصدر المركز نشرة إلكترونية باللغة العربية والإنجليزية تصدر مرتين في الشهر. فالنشرة الصادرة باللغة العربية والتي تحمل عنوان "بين السطور: قراءات أمريكية" تعرض لأهم الكتب الأمريكية عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط التي تصدرها كبرى دور النشر والجامعات ومراكز الفكر والرأي. يركز المركز بجانب أهم الكتب الأمريكية بصفة عامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية منها، إلا أنه يركز بصورة خاصة على الكتب الأمريكية الصادرة عن الإسلام والنفط وصراع الحضارات والسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. كما يقوم المركز بتوفير خدمة شراء الكتب الأمريكية المتعلقة بالمنطقة ـ بكميات صغيرة أو كبيرة ـ وشحنها وإرسالها لزبائنه وشركائه بالمنطقة.

وتعرض النشرة العربية المعنونة "بين السطور: قراءات عربية" لأهم الكتب العربية حول العلاقات العربية ـ الأمريكية والسياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. ويعمل المركز على نقل ما يصدر عن كبريات دور النشر العربية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية إلى النخبة الثقافية والأكاديمية الأمريكية لتكون على صلة لما يصدر بالمنطقة من أفكار ودراسات وكتب. ويعتمد المركز في تمويل أنشطته ودفع أجور المترجمين والباحثين والمستشارين العاملين على الاشتراكات الشهرية أو العقود السنوية.

لنجاح النشرات الإلكترونية والتقارير الحصرية التي يرسلها المركز لعديدٍ من وسائل الإعلام العربية والحكومات والمؤسسات البحثية وغيرها، تحول المركز إلى مصدر معلومات هام لعديدٍ من صناع القرار والقادة والسياسيين العرب ووزارات الإعلام العربية والصحف والقنوات الفضائية العربية وحتى بعض رجال الأعمال المهتمين بالعلاقات العربية ـ الأمريكية.

وللمركز شركاء كثر يصعب حصرهم في التقرير ـ ولكن هناك قائمة بهم على الموقع الإلكتروني للمركز ـ ومنهم على سبيل المثال ـ فقط ـ صحف كالرياض السعودية والوطن القطرية والقبس الكويتية، ومراكز أبحاث ودراسات كمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وجامعات كجامعة دمشق والقاهرة، ومكتبات كمكتبة الملك عبد العزيز العامة والدار العربية للعلوم ببيروت، وغيرهم كثير من الشركاء من مؤسسات عربية رسمية وغير رسمية.

خدمات تجارية

واستنادًا إلى الموقع الإلكتروني للمركز يقدم المركز خدمة الترجمة من وإلى اللغة العربية إلى زبائنه وشركائه، مع إمكانية تقديم خدمات ترجمة إلى لغات شرق أوسطية وآسيوية أخرى (فارسية، باكستانية، أفغانية، كردية، أرمينية، شركسية ..الخ). كما يقدم المركز خدمات الترجمة الفورية والدبلجة والترانسكريبت. فيقدم المركز ترجمة قانونية متخصصة وعقود شركات وكل ما يتعلق بعلم القانون، وترجمة المواد الدعائية وكل ما يتعلق بأمور التجارة وترجمة التقارير والشهادات الصحية والطبية وكل ما يتعلق بالصحة.

ويقوم المركز بلعب دور الوسيط في دعوة الخبراء والمختصين والأساتذة والمحللين ورجال الأعمال والمسئولين الحكوميين ـ السابقين والحاليين ـ والدبلوماسيين وأعضاء الكونجرس للظهور والتعليق والمشاركة في وسائل الإعلام العربية، والمشاركة في كبرى المؤتمرات والمنتديات والمعارض والنشاطات التي تُقام بالشرق الأوسط. فضلاً عن إجراء مقابلات وتحقيقات مع أشخاص ومسئولين وأصحاب شركات لصالح أي مؤسسة إعلامية أو مركز دراسات وأبحاث في العالم العربي.

بالإضافة إلى تأجير استوديوهات وكاميرات ومصورين ومراسلين وصحفيين وخبراء للعمل في مشروع إعلامي معين أو مؤسسة إعلامية، وإجراء استطلاعات للرأي "مصورة" أو "مكتوبة" في الشارع الأمريكي لصالح جهة إعلامية معينة أو مركز أبحاث ودراسات عربي أو شركة علاقات عامة. ناهيك عن قيام المركز بتنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام العربية في أي مؤسسة إعلامية أمريكية أو جامعات ومراكز مختصة بالشأن الإعلامي. وتنظيم مؤتمرات إعلامية واقتصادية وثقافية وتجارية في الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط. كما يقوم المركز بدور ترويجي ودعائي داخل الولايات المتحدة لأي دولة عربية أو شركات في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت الإعلامية المهمة المحلية والكبرى داخل الولايات المتحدة.

فرح الأتاسي....عربية تحمل هموم العالم العربي والإسلامي

لا يقتصر نشاط السيدة "فرح" على تجسير الهوة بين العرب والأمريكيين لأصولها العربية ودراستها وعملها داخل العاصمة الأمريكية وانشغالها بالهم العربي والإسلامي بل إنها سعت منذ أكثر من عام إلى تأسيس وافتتاح مركز المعلومات والمصادر العربيArab Information & Resource Center في واشنطن، وهذا المركز موجه للداخل الأمريكي. وهذا المركز ـ حسب تعبير "فرح" ـ "حلمي الشخصي الصغير الكبير الذي عكفت عليه منذ أكثر من ثلاث سنوات"، وكان الهدف من إنشاء هذا المركز هو أن يكون مرآة تعكس العالم العربي بحالته الراهنة وبكافة مؤسساته الفكرية والثقافية والحضارية والسياسية والأكاديمية والاجتماعية والفنية ..إلخ، ويكون بوابة الأمريكيين للعالمين العربي والإسلامي .

مركز المعلومات والمصادر العربي هو مركز ثقافي عربي مستقل يمثل صوت العرب في أمريكا، ويعمل على الترويج للثقافة والحضارة العربية، وأن يكون للعالم العربي وجود في أمريكا فهو موجه للداخل الأمريكي وللشعب الأمريكي. والهدف منه التواصل مع الأمريكيين رسميًّا وشعبيًّا وفكريًّا وثقافيًّا لتوضيح العالمين العربي والإسلامي للشعب الأمريكي على كافة مستوياته.

ولدورها في تجسير الهوة بين العرب والأمريكيين نشرت صحيفة "واشنطن تايمز Washington Times" في السادس والعشرين من يونيو الماضي تقريرًا للصحفي "جيمس موريسن James Morrison" "تحت عنوان "شرح العالم العربي: سورية أمريكية تسعى للتقريب بين الأديان والثقافات" يتحدث فيه عن "فرح" ودورها في تجسير الهوة بين العرب والأمريكيين من خلال مركزيها. و"فرح" مفكرة وباحثة وأديبة ومستشارة إعلامية وسياسية وناشطة سورية الأصل. وحاصلة على عدة شهادات في الأدب والسياسة والعلاقات الدولية من سوريا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس وعلى دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة حلب. وحصلت "فرح" على بعثة دراسية لدراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعتي "هارفارد" و"جورج تاون"، وقد بدأت دراستها في اليونان ثم انتقلت إلى العاصمة الأمريكية "واشنطن" حيث حصلت على شهادة من جامعة "جورج تاون" في العلوم السياسية والدبلوماسية العامة. وتعيش مع زوجها اللبناني الأصل الحاصل على درجة الدكتوراه في هندسة الاتصالات في واشنطن، و"فرح" أم لطفلين هما: "هادي" و"آية".

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,047,947

عدد الزوار: 6,749,727

المتواجدون الآن: 97