أخبار لبنان..خسائر «حرب جنوب لبنان» تتجاوز 1.5 مليار دولار..والزراعة المتضرر الأكبر..«القسّام» توسّع نشاطها العسكري في جنوب لبنان نحو القطاع الشرقي..الورقة الفرنسية لحل حرب جنوب لبنان تُنفذ على 3 مراحل..وتستنسخ «تفاهم نيسان»..حزب الله يستبق وصول الاقتراح الفرنسي: لا إراحة لنتنياهو قبل وقف الحرب..بري وميقاتي يتبلّغان مضمون الورقة الفرنسية و"الحزب" على رفضه..هوكشتين: الجنوب والبحر الأحمر مرتبطان بغزة!..سعي فرنسي محموم بحثاً عن دور..مصدر قضائي لبناني: الأسباب القانونية لتوقيف هنيبال القذافي لا تزال قائمة..المولدات تُغْرِقُ بيروت في «مأساة إغريقية»..النور أقصر الطرق إلى الموت..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 نيسان 2024 - 4:34 ص    القسم محلية

        


خسائر «حرب جنوب لبنان» تتجاوز 1.5 مليار دولار..والزراعة المتضرر الأكبر..

وفق تقديرات أولية لعدم القدرة على المسح الميداني قبل وقف إطلاق النار

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. تتزايد الخسائر الاقتصادية والتجارية في لبنان يومياً مع استمرار الحرب في الجنوب وقد تخطت 200 يوم، ولا تزال مستمرة من دون أفق للحل. وفي حين لا تزال الأرقام الدقيقة المرتبطة بكل الخسائر غائبة لعدم القدرة على المسح الميداني الدقيق، توصلت الجهات المعنية إلى بعض الأرقام ضمن تقديرات أولية. ويعمل المجلس الوطني للبحوث العلمية على توثيق الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب والخسائر الناتجة عنها، ولا سيما في القطاع الزراعي. وخريطة التوثيق التي أعدها المجلس اعتمد عليها رئيس البرلمان نبيه بري في لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، يوم الأحد، عارضاً آثار القصف على مناطق الجنوب. وتتحدث الأمينة العامة للمجلس، تمارا الزين، لـ«الشرق الأوسط» عما تضمنته هذه الخريطة، مشيرة إلى تخطي عدد القتلى مائة مدني، إضافة إلى أكثر من مائتي جريح. وتؤكد أن الأضرار المباشرة في البيئة باتت تفوق مئات ملايين الدولارات، ولا سيما أن الاعتداءات لم تعد تقتصر على المناطق الحدودية، بل شملت مناطق في الجنوب والبقاع. ووثّق المجلس، الذي يعتمد على صور الأقمار الاصطناعية، نحو 4 آلاف و441 اعتداء، عبر استخدامها القنابل العادية والحارقة والفوسفورية الممنوعة دولياً، وهو ما أدى إلى إحراق ألف و60 هكتاراً من الأراضي، بينها 52 هكتاراً من أشجار الزيتون ومئات الهكتارات من أشجار السنديان المعمرة والأشجار المثمرة، بحسب الزين. كذلك، يتحدث محمد شمس الدين، الباحث في «الدولية للمعلومات»، عن آخر الإحصاءات التي أنجزتها المؤسسة المختصة بالدراسات؛ إذ أظهرت أن الخسائر الإجمالية في الجنوب تقدر بـ350 مليون دولار، وفي لبنان بشكل عام بنحو مليار و600 مليون دولار. ومع تركيز استهداف الجيش الإسرائيلي في جزء كبير من قصفه على المنازل، يلفت شمس الدين إلى وصول عدد المنازل المدمرة في الجنوب بشكل كامل إلى 1700 منزل، في حين دمّر 1500 منزل بشكل جزئي، وتضرر 4100 منزل نتيجة القصف الإسرائيلي، وسُجل حتى الآن نزوح 90 ألفاً و500 مواطن جنوبي. وبينما طال القصف الإسرائيلي بشكل أساسي 45 بلدة جنوبية، هناك عدد من البلدات كان لها الحصة الكبرى من الأضرار، أبرزها عيتا الشعب وبليدا وكفركلا والعديسة والخيام والجبين وطيرحرفا وبيت ليف وميس الجبل والضهيرة ومروحين، وسُجّل تدمير شوارع كاملة في بلدة عيترون. أما الخسائر الزراعية فهي كبيرة أيضاً، بحسب شمس الدين الذي يؤكد أن تحديدها بشكل دقيق لا يزال غير ممكن نتيجة استمرار الحرب، مشيراً إلى أنه بعدما خسر المزارعون في الجنوب موسم الزيتون ومواسم زراعية عدة، وصلت الخسارة إلى موسم التبغ، الذي يعد من المواسم الأساسية بالنسبة إلى مزارعي الجنوب. وفي حين لا يمكن اليوم تحديد قيمة الخسارة التي قد تكون كبيرة إذا لم يتمكن معظم المزارعين من زراعة التبغ، يلفت شمس الدين إلى أنه يقدر موسم التبغ الإجمالي في الجنوب بنحو 50 مليون دولار سنوياً، وبالتالي فإن تداعياته ستكون كبيرة على المزارعين إذا لم يتمكنوا من الزراعة في هذه الفترة. والخسارة الزراعية تعد الأكبر بالنسبة إلى أهالي الجنوب، الذين يعتمدون في جزء كبير منهم على الزراعة، في حين تغيب المؤسسات والشركات الكبيرة، لكن رغم ذلك فإن العدد القليل الموجود منها في الجنوب كان له حصة في الاستهداف الإسرائيلي؛ إذ قُصف معمل لمولدات الكهرباء في بلدة الغازية، إضافة إلى معمل للألمنيوم ومشاغل حرفية من النجارة والحدادة وغيرها في عدد من البلدات، هذا إضافة إلى توقف عمل المحلات الصغيرة وخسارة قيمة البضائع. وبحسب تقرير أولي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سُجلت خسائر كبيرة في الماشية والدواجن وتربية الأحياء المائية، وأدى القصف بقذائف الفوسفور إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، مما يشكل تهديداً للماشية وصحة الإنسان، كما عانت محاصيل رئيسية مثل الزيتون والخروب والحبوب والمحاصيل الشتوية كثيراً، وأدى العنف إلى تقييد وصول الصيادين المحليين إلى مناطق الصيد. وللسياحة أيضاً حصّتها من تداعيات الحرب، ولا سيما أن لبنان عند بدء معارك الجنوب كان على مشارف مواسم أعياد، وهو ما انعكس سلباً على نسبة الحجوزات التي تراجعت واقتصرت على المغتربين اللبنانيين. فبعدما سجّل عام 2022 وصول 370 ألف مسافر إلى لبنان، توزعوا بين 70 ألف أجنبي و300 ألف لبناني، تراجع هذا العدد عام 2023 إلى 300 ألف لبناني. من هنا، فإن الأنظار تتجه أيضاً إلى موسم صيف 2024 والذي سيكون مصيره مرتبطاً بمصير الحرب. وبانتظار حلٍّ ما، وما سيظهر من تداعيات وخسائر تحتاج إلى تمويل سيكون من الصعب على الدولة اللبنانية تأمينه، يعمل المسؤولون على الإضاءة بشكل واضح على حجم الخسائر، وتحديداً في كل اللقاءات التي يعقدونها مع مسؤولين دوليين. وفي هذا الإطار، تلفت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الهدف من العرض الذي يقوم به المسؤولون هو، إضافة إلى الدفع باتجاه عدم توسعة الحرب والتهدئة، الحث على مساعدة لبنان، بعد انتهاء الحرب، لإعادة الإعمار من قبل الجهات المانحة.

«القسّام» توسّع نشاطها العسكري في جنوب لبنان نحو القطاع الشرقي

أعلنت عن استهداف مقرات عسكرية قرب كريات شمونة

بيروت: «الشرق الأوسط».. جددت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الاثنين، إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأعلنت عن استهداف منطقة قريبة من كريات شمونة الواقعة في القطاع الشرقي، في أول توسيع من نوعه لأهداف «القسام» التي درجت في استهدافات سابقة على إطلاق الصواريخ من القطاع الغربي الساحلي. وتبنت «القسام»، الاثنين، هجوماً صاروخياً على موقع عسكري في شمال إسرائيل، وقالت في حسابها على تطبيق «تلغرام» إنها «قصفت من جنوب لبنان مقر قيادة اللواء الشرقي 769» في شمال إسرائيل «برشقة صاروخية مركزة رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق أكثر من 30 قذيفة من لبنان نحو كريات شمونة والمنطقة. وأفاد الجيش الإسرائيلي، من جهته، برصد «نحو 20 عملية إطلاق من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، تم اعتراض معظمها» من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار. وقال إنه «ردّ على مصادر النيران». ويعد هذا القصف من القطاع الشرقي، الأول من نوعه منذ بدء الحرب، فقد درجت «القسام» والفصائل الفلسطينية الأخرى على إطلاق الصواريخ من القطاع الغربي القريب من الساحل، بينما يعد الدخول إلى القطاع الشرقي أكثر تعقيداً على ضوء موانع وقيود الجيش اللبناني و«اليونيفيل» على دخول الأجانب إلى المنطقة الحدودية. وليست هذه المرة الأولى التي تطلق فيها «القسام» الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل. وبعد انقطاع من فبراير (شباط) الماضي، استأنفت في الأسبوع الماضي إطلاق الصواريخ نحو قصف ثكنة شوميرا في شمال إسرائيل «بعشرين صاروخ غراد». وكررته الاثنين بقصف القاعدة العسكرية، كما قالت. وجاء القصف في وقت كان ينتظر أن تُقدّم حركة «حماس» ردّها، الاثنين، على مقترح للتوصل إلى هدنة في الحرب التي تخوضها مع إسرائيل في قطاع غزّة المحاصر والمهدّد بمجاعة، تشمل إطلاق سراح رهائن. يأتي هذا القصف بموازاة التصعيد العسكري المتواصل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية أغارت على أهداف لـ«حزب الله» في منطقتي راشيا الفخار والخيام في جنوب لبنان، من بينها «مواقع إطلاق قذائف وبنى إرهابية ومبنى عسكري كان يستخدمه التنظيم في المنطقة». كما أعلن أن مدفعيته شنت هجمات لـ«إزالة تهديدات محتملة انطلاقاً من منطقة عيتا الشعب جنوب لبنان». وكان الجيش أكد صباحاً أن طائراته الحربية هاجمت ليل الأحد - الاثنين، أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. وذكر أن بين الأهداف التي جرى مهاجمتها، «بنية تحتية عملياتية» في جبل بلاط إلى جانب مبانٍ عسكرية في مروحين. في المقابل، تحدثت مصادر ميدانية عن إطلاق 3 صواريخ موجهة نحو المطلة بعد الظهر، فيما أعلن الحزب عن هجوم ناريّ مركّز على قاعدة خربة ماعر ومواقع مدفعيتها. كذلك «تم استهداف انتشار جنود العدو وآلياته في محيطها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية على أنواعها»، كما قال في بيان، معلناً عن «استهداف تجمع ‏لجنود العدو في محيط موقع ‏رويسات العلم بقذائف ‏مدفعية‏». ولم يهدأ القصف الإسرائيلي، فتعرضت أطراف بلدتي علما الشعب والناقورة لقصف مدفعي متقطع تزامن مع إطلاق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف بلدات زبقين وياطر وكفرا. كما أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخين باتجاه محيط «الملعب» في بلدة عيتا الشعب. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين استهدفتا منطقة المسلخ في بلدة الخيام.

الورقة الفرنسية لحل حرب جنوب لبنان تُنفذ على 3 مراحل..وتستنسخ «تفاهم نيسان»

تتضمن «إعادة تموضع» لـ«حزب الله» جنوب الليطاني وإنهاء النزاع الحدودي مع إسرائيل

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. ينتظر لبنان استلام ورقة المقترحات الفرنسية التي ناقش وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه تفاصيلها مع المسؤولين اللبنانيين الأحد، ضمن مساعي باريس لوضع حد للتصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، وتتضمن حلاً على ثلاث مراحل، تبدأ بوقف العمليات العسكرية وإعادة النازحين اللبنانيين والإسرائيليين، وإطلاق مسار تفاوضي يستنسخ «تفاهم نيسان 1996»؛ وذلك لـ«تثبيت الاستقرار على ضفتي الحدود» بشكل كامل ونهائي. واختتم سيجورنيه زيارة إلى بيروت الأحد، التقى فيها المسؤولين اللبنانيين وطرح عليهم تفاصيل المبادرة التي يحملها، وسيحملها إلى تل أبيب الثلاثاء. وقال في ختام زيارته: «نحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان، لا مصلحة لأحد بأن تواصل إسرائيل و(حزب الله) هذا التصعيد». وأكد أن «مسؤوليتنا تقتضي تجنّب التصعيد وهذا دورنا أيضاً في (يونيفيل)، ولدينا 700 جندي هنا». وتحمل الورقة تعديلات طفيفة عن الورقة السابقة التي كان لبنان تسلم النسخة الأولى منها في وقت سابق، عبر وفد مشترك من وزارتي الخارجية والجيوش الفرنسيتين، وتلقت باريس الرد عليها. أما الورقة المعدّلة، فقد حمل سيجورنيه بنودها إلى المسؤولين اللبنانيين الأحد، وتم التباحث بها، ومن المتوقع أن تصل رسمياً إلى السلطات اللبنانية في وقت لاحق عبر السفارة في بيروت، أو عبر وفد يحملها من باريس، عملاً بالعُرف القائم.

3 مراحل تنفذ تدريجياً

وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن المقترحات «تم البحث بها، وناقش سيجورنيه مضمونها مع جميع المسؤولين في لبنان»، في إشارة إلى رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وقائد الجيش جوزف عون الذين التقاهم الأحد، لافتة إلى أن الورقة تتضمن حلاً على ثلاث مراحل. وأوضح المصدر أن المرحلة الأولى، على المدى القصير، تقضي بـ«وقف العمليات العسكرية للمجموعات المسلحة اللبنانية، مقابل وقف الخروق الإسرائيلية»، وتشمل أيضاً «إعادة تموضع لـ(حزب الله) في مناطق انتشاره في الجنوب». ولا يحدد مصطلح «إعادة التموضع» مسافة انسحاب الحزب من المنطقة الحدودية، وستكون هذه النقطة خاضعة لمسار تفاوضي وتفصيلي، علماً أن هذه العبارة تعدّ تطويراً عن المبادرات الدولية السابقة التي تحدثت بشكل واضح عن انسحاب الحزب إلى مسافات تتراوح بين 7 و10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل. ويقول المصدر الدبلوماسي إن المرحلة الثانية، التي تُنفذ على المدى المتوسط، «تتضمن عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم، بالتزامن مع عودة النازحين الإسرائيليين من شمال البلاد»، وتتم العودة «بشكل كامل»، في إشارة إلى نحو 100 ألف نازح لبناني من المنطقة الحدودية اللبنانية الجنوبية، ونحو 100 ألف نازح إسرائيلي أيضاً من المنطقة الحدودية بشمال إسرائيل. ويشير المصدر إلى أن المرحلة الثالثة التي تُنفذ على المدى الطويل، «تتضمن استنساخاً لاتفاقية (تفاهم نيسان 1996)، وتقوم على تشكيل لجنة رباعية أو خماسية مؤلفة من ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وممثلين عن (يونيفيل)، وممثلين عن الجيشين الفرنسي والأميركي، ومهمتها حل النزاع الحدودي القائم في 13 نقطة حدودية، إضافة إلى الخلافات حول بلدة الغجر، ومشكلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا» التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 ويؤكد لبنان أنها أراضي لبنانية وليست سورية. وتضطلع اللجنة الخماسية المزمع تشكيلها بمناقشة التفاصيل التقنية المتصلة بتثبيت الحدود المرسمة مع فلسطين في عام 1926 ومثبتة ضمن اتفاق الهدنة مع إسرائيل في عام 1949، وإجراء محادثات حول الخلافات الحدودية على الخط الأزرق. وقالت المصادر إنها «ستكون فرصة لإرساء استقرار مستدام على الحدود الجنوبية». وفي حال إيجاد حل كامل للنزاع الحدودي الذي يتضمن 13 نقطة حدودية من ضمنها نقطة الـB1، ومزارع شبعا وكفرشوبا والغجر، سيتخطى الاستقرار ما شهدته المنطقة الحدودية من هدوء بين عامي 2006 و2023 التي لم يطبق فيها القرار 1701 بشكل كامل، حيث بقيت النقاط الحدودية عالقة كما بقيت الخروق الجوية الإسرائيلية قائمة، لكن لم تشهد المنطقة مواجهات وتصعيداً عسكرياً.

1701 يكفي لاستقرار مستدام

وأكدت المصادر الدبلوماسية أن إطار الورقة الفرنسية «يقوم على إطار الـ1701 الذي سيكون كافياً لاستقرار مستدام، ولم يكن هناك ضرورة لإطار جديد أو آلية جديدة مختلفة عن الـ1701». وشددت المصادر على أن «الدور الفرنسي فاعل لجهة تثبيت الاستقرار عبر 700 جندي يشاركون ضمن بعثة (يونيفيل)، وتمتلك باريس دوراً كبيراً تلعبه لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية» لجهة «زيادة الدوريات اليومية لـ(يونيفيل) وتثبيتها وإيضاح مهام (يونيفيل) وصلاحياتها بالتعاون مع الجيش اللبناني»، وهي أمور جرت مناقشتها خلال زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى باريس أخيراً. وعليه، تؤكد المصادر أن هناك «شقاً عملياً وعسكرياً وأمنياً ودبلوماسياً يُبذل بالتوازي، لتثبيت الاستقرار وإنهاء التصعيد»، ويجري على أساسه تحضير أرضية لـ«استقرار مستدام» تكون جاهزة للتنفيذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار في غزة، والتزام «حزب الله» بوقف القتال في جنوب لبنان بعد وقف النار في غزة؛ التزاماً بموقفه المعلن والذي استنسخته الدولة اللبنانية بالردود الرسمية، والقائل إن انخراطه في القتال في الجنوب حيث افتتح حرب «دعم ومساندة»، سيتزامن مع إنهاء الحرب في غزة. وتنشط واشنطن من جهتها أيضاً على خطّ احتواء التصعيد عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وقام مبعوثها آموس هوكستين بزيارة إلى القدس الأحد أيضاً.

موقف «حزب الله»

وفي أول موقف لـ«حزب الله» بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي، قال عضو كتلة «حزب الله» البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن فضل الله إن «أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة (بنيامين) نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل». وقال فضل الله في كلمة له خلال حفل تأبين إن «البحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج»، مشيراً إلى أن «ما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا»، مضيفاً: «لذلك؛ من يرِد إيجاد الحلول، فعليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة». وعن مستقبل الجنوب بعد الحرب، قال فضل الله: «هذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضاً عدم المس بسيادتنا الوطنية».

حزب الله يستبق وصول الاقتراح الفرنسي: لا إراحة لنتنياهو قبل وقف الحرب

إعداد الردّ اللبناني على الورقة.. وتحضير لملف النزوح قبل وصول الوفد الأوروبي

اللواء...إنشدَّت الاهتمامات يوم أمس إلى حجم الضغوطات، ومن مستويات عدة لإحداث خرق في مأزق الحرب الاسرائيلية على غزة. وتحوّل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في الرياض الى منتدى للبحث في المسألة الفلسطينية، وضرورة التوصل الى صفقة لتبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس، ضمن عرض وصفه كُلٌّ من وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انطوني بلينكن ووزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون بالعرض السخي لحماس، وعليها ان تقبله. ولعل نقطة الاهتمام اللبناني تتصل بأن اي هدنة في غزة ستنسحب على جبهات المساندة، ومنها الجبهة الجنوبية اللبنانية. ولئن استبق حزب الله وصول المقترح الفرنسي حول ترتيبات وآليات وضع القرار 1701 موضع التنفيذ، باعلان رفضه لأي قرار يريح نتنياهو في حربه ضد غزة، سلمت عند السابعة من مساء امس السفارة الفرنسية الرئيس بري مضمون الورقة الفرنسية في موضوع التوصل الى وقف اطلاق النار. ومن المقرر ان تكون الدوائر المعنية بدأت بدراسة الاقتراح الفرنسي، وكان الرئيس ميقاتي التقى السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماكرو، لهذه الغاية، قبل توجه وزير الخارجية الفرنسية سيجورنيه الى تل ابيب. ولم يعرف ما اذا كان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بقي في اسرائيل ام غادر، وسط معلومات عن لقاء مرتقب بين الوزير الفرنسي سيجورنيه للتنسيق حول المقترح الذي حمل اسم الورقة الفرنسية على الرغم من لمسات هوكشتاين عليه. وترددت معلومات ان زيارة هوكشتاين الى بيروت واردة اذا حدثت حلحلة في ملف «صفقة التبادل». ووصفت مصادر ديبلوماسية المعلومات التي ترددت عن زيارة مرتقبة للمستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان قريبا،بأنها غير صحيحة، وان كل ما ينشر حول هذا الموضوع هو من باب التوقعات، ونفت تبلغ اي من المسؤولين موعداً لمثل هذه الزيارة أو حتى معرفة مكان تواجد هوكشتاين في الوقت الحاضر. وشددت المصادر على ان عودة المستشار الرئاسي الاميركي إلى بيروت مرتبطة حكما بمسار وقف حرب غزّة، باعتبار تحريك مهمته للتوصل إلى اتفاق ما، لإنهاء الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وإسرائيل جنوبا، غير ممكن من دون انهاء هذه الحرب لاستحالة تحقيق اي اختراق ملموس او تقدم بالمساعي التي يقوم بها في هذا الخصوص، استنادا الى المواقف المعلنة من قبل حزب الله المعني مباشرة بالمواجهة العسكرية الجارية مع إسرائيل، والذي أكد استمرار المواجهة العسكرية جنوبا،مادامت الحرب الإسرائيلية على غزّة متواصلة.

لقاءات للمعارضة

وقالت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء» أن لقاءً آخر تحضر له قوى المعارضة وقوى أخرى مستقلة من أجل الضغط على عدم تجزئة القرار ١٧٠١ وتنفيذه كاملا بالتالي، وأشارت إلى أن اللقاء لم يحدد موعده بشكل رسمي لكنه سيتم للتأكيد على مطلب المعارضة، وتوجه الدعوات إلى الشخصيات نفسها التي شاركت في معراب، ورأت أن انتقاده على مستوى المشاركة ليس في مكانه فالمهم هو الإجماع على رفض الحرب. وفهم من هذه المصادر أن الأفرقاء الذين لم يحضروا لقاء معراب لن يشاركوا في أي لقاء يحمل العنوان نفسه. وأكد النائب غسان سكاف الذي حضر اجتماع معراب في رد على سؤال لـ«اللواء» أهمية تطبيق القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته وانه في حال وجهت دعوة إليه لحضور اجتماع بالمضمون نفسه أي حماية هذا القرار فلن يتردد،لافتا إلى انه شخصية مستقلة ويسعى إلى التوافق مع الجميع ومن هنا جاءت مبادرته التوافقية لاسيما الرئاسية منها.

النزوح في السراي

وفي السراي الكبير، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي وفداً من كتلة «الجمهورية القوية» للبحث في ملف الوجود السوري غير الشرعي، وحضر الاجتماع وزير الداخلية بسام مولوي، والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري. وكان ميقاتي وعشية وصول رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فوتدير لاين الى بيروت بعد غد الخميس برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس، للقاء رئيسي المجلس والحكومة، ترأس اجتماعاً لبحث ملف النازحين حضره الى مولوي والبيسري عمران ريز المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان وممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايغسن.

مبادرة الاعتدال مستمرة

وفي دار الفتوى اكد النائب احمد الخير، بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ان مبادرة «كتلة الاعتدال» مستمرة، حرصاً على المصلحة اللبنانية من زاوية وجود فريق وسطي خارج الاصطفافات، معتبراً ان المدخل لانتخابات الرئاسة، يبدأ من «اللقاء التشاوري» الذي هو في صلب المبادرة الرئاسية لتكتل الاعتدال.

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية مبانٍي يتمركز فيها جنود الاحتلال في مستعمرة المطلة، كما شنت المقاومة الاسلامية هجوماً نارياً مركزاً على قاعدة خربة ماعر، ومرابض مدفعيتها وانتشار جنود العدو. وشنت الطائرات الاسرائيلية غارات على احراش راشيا وكفرحمام، كما قصفت مبنى من 3 طوابق في بلدة الجبين. وطال القصف الاسرائيلي طيرحرفا، الخيام، وادي برغز، وخراج بلدة السريرة. وفي تطور ليس الاول من نوعه، اعلنت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) عن استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 «معسكر جيبور» برشقات صاروخية، من جنوب لبنان، رداً على الاعتداءات على غزة والضفة.

شتوة آخر نيسان

عاشت المناطق الشرقية والشمالية من الهرمل الى عكار اجواء ما يمكن وصفه بـ«شتوة آخر نيسان» التي تحيي الانسان كما يقال. وحفلت بسيول وطوفان واضرار، فيما اقتصرت الشتوة في بيروت والمنطقة الساحلية امتداداً الى الجنوب على رذاذ المطر، وتبدل في درجات الحرارة، باتجاه نسائم باردة، كسرت حدة الحرارة في الايام السابقة.

بري وميقاتي يتبلّغان مضمون الورقة الفرنسية و"الحزب" على رفضه

صواريخ "القسّام" تستكمل استباحة "الجماعة" والمرجعيات السنيّة تغرق في الصمت

نداء الوطن...غداة الظهور المسلح غير المسبوق لـ»الجماعة الإسلامية» في عكار مصحوباً بإطلاق النار العشوائي الذي ألحق الأذى بالأبرياء، أطلت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في جولة جديدة من إطلاق الصواريخ على الحدود الجنوبية. وسواء تلاحقت الاستباحة جنوباً بعد الشمال عن سابق تصور وتصميم أم لا، فالأمر سيّان ما دام الهدف واحداً: انتهاك الفصيل الفلسطيني السيادة اللبنانية وإسقاط «الجماعة» الأمن الشرعي. وعلمت «نداء الوطن»، أنّ مسؤولاً كبيراً في «الجماعة» طلب من المسؤول العسكري في الشمال مواكبة دفن القياديين يوم الأحد بـ»أعلى درجات الظهور المسلح»، وقام الأخير بابلاغ الجهات الأمنية الرسمية في المنطقة بأنّ»الجماعة» ستتعمد الظهور المسلح خلافاً لقرارها السابق بالتشييع من دون مظاهر مسلحة. وفي المعلومات أيضاً أنّ قرار «الجماعة» المركزي بـ»عسكرة» التشييع» جاء رداً على مواقف عدد من النواب السنة في بيروت والشمال الذين رفضوا قبل أسابيع ما فعلته «الجماعة» في بيروت. ويستغرب مصدر المعلومات أن تتبلّغ الجهات الأمنية الرسمية في الشمال مسبقاً قرار «الجماعة» بالظهور المسلح من دون أن تحرّك ساكناً لمنعه. وبعدما وقع المحظور، كان لافتاً الصمت المريب للمرجعيات السنية السياسية والدينية، على السواء، حيال هذا الانزلاق الخطير على مستوى هذه الطائفة التي عانت الأمرين في تاريخها من تفلّت المليشيات. ومن المفارقات أنّ ببنين التي اجتاحها الظهور المسلح لـ»الجماعة»، كانت في الخط الأمامي عام 2007 في مواجهة «فتح الاسلام» الأداة المخابراتية التي كادت بسيطرتها على مخيم البارد أن تسيطر على الشمال. وكانت ببنين وسائر الشمال، وخصوصاً السنّة في السلطة إبّان ترؤس فؤاد السنيورة الحكومة، دعموا الجيش اللبناني ضباطاً وأفراداً وسائر الأجهزة الأمنية في وجه هذا الخطر، واحبطوا فتنته في المهد. ولا ننسى أنّ الرئيس رفيق الحريري، كان الرائد في تثبيت الزام «السنة» شعار «لبنان أولاً»، ما أدى الى استشهاده في جريمة العصر في 14 شباط 2005. وتقول أوساط نيابية سنية سيادية لـ»نداء الوطن» بعد فلتان «الجماعة» المسلح: «لا يخطئن أحد في الحسابات. فالسنّة، بفضل الرئيس رفيق الحريري واستشهاده، ومعه نضالات الأحرار في الطائفة، هم في موضوع الدولة في صلب 14 آذار التي أنهارت شكلاً، لكن روحها ما زالت قائمة». وبدا مستهجناً أنّ المرجع الحكومي السني متمثلاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم يحرك ساكناً حيال استباحة «الجماعة» للقانون، ثم استباحة «القسّام « للسيادة اللبنانية. ومثله وزير الداخلية بسام مولوي الذي من أهم واجباته التصدي لفلتان «الجماعة» شمالاً. ولا يمكن تجاهل أنّ ميقاتي ومولوي هما من طرابلس عاصمة الشمال أولاً، وعاصمة لبنان الثانية. ومن الذين افتقد لبنان موقفهم أيضاً، دار الافتاء التي بيدها ناصية القرار السني على المستوى الوطني. فأين هي الدار من نار الفلتان الذي يحمل اسم «السنّة» في الشمال والجنوب، على حد سواء؟ .......وسط هذه التطورات الخطيرة، تواصلت الجهود التي تبذلها فرنسا لنزع فتيل الخطر من جبهة «المُشاغلة» على الحدود الجنوبية. وفي هذا السياق، إستقبل ميقاتي أمس السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وبحث معه في نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى لبنان في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، والأفكار الفرنسية الجديدة في شأن الوضع في الجنوب. وعلمت «نداء الوطن» أن ميقاتي تبّلغ من ماغرو مضمون الورقة الفرنسية في موضوع التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب بين إسرائيل و»حزب الله». كما تبلّغ المضمون رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي المعلومات، أنّ الورقة الفرنسية هي من روحية المسعى الاميركي الذي سبق وقام به المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين. لكن بعض الأوساط الرسمية تعتبر ان المحاولة الفرنسية التي يقودها حالياً سيجورنيه ويتابعها اليوم في إسرائيل، من الصعب ان تصل الى أي مكان، ما دام الدور الأساسي على هذا الصعيد ما زال للأميركي، خصوصاً ان الوضع «بالغ التعقيد على مستوى مفاوضات التهدئة»، كما ذكرت هذه الأوساط. وما يعزّز التقدير المتشائم المواقف المتكررة لـ»حزب الله» الرافضة أي مسعى يقوم على فصل الحل في الجنوب عن انتهاء الحرب في غزة. وهذا ما أعلنه امس عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله الذي قال إنّ «أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل».

جيش العدو «يتبنّى» موقف المقاومة: التهدئة في لبنان بعد وقف العدوان على غزة!

الاخبار..علي حيدر .... نجح حزب الله، بكثير من الصمود الميداني والسياسي، في إحكام الربط الاستراتيجي بين جبهتي لبنان وغزة رغم كونهما منفصلتين جغرافياً، بعدما أغلق الأبواب تماماً أمام الطروحات الأميركية والفرنسية والاتصالات السياسية التي هدفت إلى فكّ هذا الربط بعروض وإغراءات متنوعة، وبضغوط ميدانية نفّذها جيش العدو مع كثير من التهويل والتهديد.وعلى عكس ذلك، نجحت المقاومة في لبنان بهذا الربط في تجيير الضغوط الميدانية وما نتج عنها من تداعيات أمنية واجتماعية في شمال فلسطين المحتلة، لمصلحة المقاومة في قطاع غزة. فتحوّلت هذه التداعيات وربط التسوية بوقف العدوان على غزة إلى عوامل ضغط إضافية على قيادة العدو السياسية والأمنية (المفهوم نفسه ينسحب على اليمن والعراق). هكذا وفّرت المقاومة في لبنان عنصر قوة إضافياً لحركة حماس. وكما كان متوقّعاً، فقد حضرت مفاعيل هذا الواقع أيضاً لدى جهات التقدير والقرار السياسي والأمني في إسرائيل التي أصبحت مضطرّة لمقاربة الجبهات كافة ككل مترابط، على الأقل على المستويات: التكتيكي والسياسي والاستراتيجي. وفي هذا السياق، يأتي ما كشفه كبير محلّلي «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، قبل يومين، عن أن «الوضع على حدود لبنان هو أحد الأسباب التي تحفّز الجيش الإسرائيلي على تأييد صفقة المخطوفين» باعتبار أن «الصفقة ستسمح باتفاق في الشمال وعودة السكان. وهذا موضوع يقلق الجيش جداً». ويؤكد ما كشفه برنياع حقيقة الدور الذي تلعبه جبهة لبنان كجبهة إسناد للجبهة الرئيسية في غزة، إلى جانب جبهات الإسناد الأخرى، مع التأكيد دائماً أن العامل الرئيسي لأي نتائج ستتمخّض عنها هذه الحرب يعود أولاً إلى الصمود الأسطوري لسكان غزة وإلى مقاومتهم التي تواصل استنزاف العدو لمنعه من تحقيق أهدافه. من الواضح أن تبنّي الجيش للصفقة كخيار لتهدئة جبهة لبنان، يهدف أيضاً إلى إخراج نفسه والكيان من المأزق الذي نتج عن القيود التي فرضتها معادلات المقاومة. فلا هو قادر على استمرار التكيّف مع الضغط الميداني المتصاعد والمتواصل، ولا هو في وارد شنّ حرب واسعة تجنباً لتداعياتها الخطيرة. فيما فشلت كل محاولات التصعيد في كبح حزب الله أو إخضاعه. وهو في الوقت نفسه يدرك أن أي تصعيد لاحق سيُقابل برد تناسبي يُعمّق مأزقه. وعلى هذه الخلفية، جاءت توصيته للمؤسسة السياسية بالعمل على صفقة التبادل التي تؤدي إلى هدنة مع غزة كونها ستمتد إلى جبهة لبنان بما يعيد المستوطنين إلى منازلهم.

البحث عن اتفاق ضروري لتهدئة جبهة تنهش في جسم الردع الإسرائيلي

وليس خافياً أن قلق الجيش، الذي أشار إليه برنياع أيضاً، ينبع من مخاوفه من تداعيات استمرار هذا المأزق على صورة الردع الإسرائيلي لدى جمهوره وفي المنطقة، ومن أن تؤدي المراوحة الميدانية إلى التدحرج نحو مزيد من التصعيد يدرك أنه لن تنتج عنه فوائد. وبحسب أحد أعضاء هيئة أركان جيش العدو، «ما دام أي تصعيد مع حزب الله في لبنان سيؤدي في النهاية إلى اتفاق، فلماذا لا نوافق على هذا الاتفاق من دون تصعيد؟». ويتقاطع مع موقف الجيش، أيضاً، مع ما كشفه خبير شؤون الأمن القومي العقيد احتياط كوبي ماروم، عبر القناة 13، بأنه رغم المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل على جبهة الشمال التي «تواصل النزف»، إلا أن المجلس الوزاري المصغّر «لا يناقش موضوع الشمال ولا يتخذ أي قرارات بشأنه، وليس لديه أي مبادرة في هذا السياق، وهذا خطير جداً». وتؤشّر هذه المعطيات إلى تسليم القيادة السياسية، بنسبة أو بأخرى، بأن لا أفق ولا رهان جدياً على تغيير موقف حزب الله في هذا المجال، وبأن المدخل إلى الحل في الشمال يمر أيضاً عبر غزة. ويكشف موقف جيش العدو هزال الحملات الإعلامية اللبنانية والخارجية على المقاومة، ومحاولة تسخيف جبهة لبنان والتقليل من تأثيرها. لكنّ الأهم في كل هذه المقاربة، أن جيش العدو تبنّى في نهاية المطاف معادلة أن تهدئة جبهة لبنان تمر عبر تهدئة جبهة غزة. ولا يتحقّق هذا الهدوء إلا عبر صفقة تتضمّن تبادل الأسرى. وبمقارنة كاشفة عن أكثر من رسالة ودلالة، يأتي موقف جيش العدو بعد سبعة أشهر من الحرب، مطابقاً للشعار الذي رفعه حزب الله منذ اليوم الأول في مواجهة كل من يطالبه بوقف العمليات، وهو أن لا هدوء على جبهة لبنان إلا إذا هدأت جبهة غزة!..

خسائر لبنان في العدوان

الأخبار .... أثناء استقباله وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أول من أمس، قدّم رئيس مجلس النواب نبيه بري للزائر الفرنسي عرضاً يتضمّن إحصاء بنتائج الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول الماضي وحتى 22 نيسان الجاري، يظهر حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات الجنوبية، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية واستخدام إسرائيل للأسلحة المحرّمة دولياً.وأعدّ المجلس الوطني للبحوث العلمية، بالتعاون مع وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة لرئاسة مجلس الوزراء واتحاد بلديات صور، تقريراً مفصّلاً من 16 صفحة رصد خسائر الاعتداءات البشرية والمادية، مع رسوم بيانية وتقرير مفصّل مدعّم بصور الأقمار الاصطناعية للخسائر التي لحقت بالمساحات الزراعية نتيجة الحرائق التي تسبّبت بها القذائف الحارقة وبلغت مساحتها حوالي 1059 هكتاراً حتى العاشر من آذار الماضي.

هوكشتين: الجنوب والبحر الأحمر مرتبطان بغزة!

الأخبار .... أجرى الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين اتصالات مع شخصيات لبنانية، وأبلغها بأنه لم يكن ينوي زيارة لبنان أصلاً، وتحدّث عن «فرصة جدية» للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، ما يسمح بالعمل على إنجاز ترتيبات خاصة بالوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. ونقلت الشخصيات عن المسؤول الأميركي أن هناك قناعة كبيرة لدى الأميركيين ولدى أطراف كثيرة بأن الوضع في جنوب لبنان وفي البحر الأحمر مرتبطان بالوضع في غزة. ومع ذلك، دعا الموفد الأميركي إلى التفكير في آلية لـ«تخفيف التراشق العسكري» على الحدود اللبنانية الجنوبية، بما يجعلها تواكب تراجع وتيرة العمليات العسكرية في قطاع غزة.

سعي فرنسي محموم بحثاً عن دور

الاخبار..غسان سعود .. لم يسبق لديبلوماسي أن قام بزيارة خالية الوفاض كما فعل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في زيارته الأخيرة لبيروت. كان بإمكان رئيس الديبلوماسية الفرنسية أن يرسل أحد مساعديه لبحث الاقتراحات مثلاً والتحضير لزيارة منتجة، أو التعبير عن رغبته برحلة استجمام ليزور البلد من دون غطاء ديبلوماسي طالما أن حقائبه الديبلوماسية فارغة. أما أن يزور بيروت بعد بضعة أيام من لقاء الرئيس الفرنسي والرئيس نجيب ميقاتي في الشانزليزيه من دون أن يحمل جديداً أو قديماً، فهو ما شكل صدمة حقيقية لمن وجدوا أنفسهم يتساءلون، عقب اجتماعه بهم، عن الهدف الحقيقي من هذه اللقاءات، ظناً منهم أن ثمة قطبة مخفية لم يفهموها.في خلاصة المطّلعين أن فرنسا حاسمة وجازمة بنيّتها تثبيت موطئ قدم لها في لبنان، بمعزل عن رأي جميع اللاعبين المحليين والدوليين، وسواء بالتنسيق مع الولايات المتحدة ورضاها أو من دونهما. أما وسائلها لتحقيق ذلك فهي المعضلة الكبرى: ففي وقت تستثمر فيه الولايات المتحدة نحو مليار دولار سنوياً في تحصين نفوذها في لبنان، وتملك قطر والإمارات والسعودية سلاح الترغيب المالي، تعوّل باريس على ابتسامة من هنا وغمزة من هناك وتأخير منح تأشيرات الدخول إلى بلاد الـ«شنغن» أو توقيف السياسيين الداخلين إلى أراضيها بضع ساعات بحجة وجود تشابه في الأسماء. وفي ظل النفور المسيحي عموماً، والبطريركي خصوصاً، من موقف الشانزليزيه من ملف النازحين السوريين، تبدو باريس كطفل يصرّ على دمية لا يمكنه الحصول عليها، ولن يشتريها أحد له. فلا الولايات المتحدة في وارد تجيير نفوذها أو طموحاتها للفرنسيين ولا أيٌّ من الدول الخليجية أيضاً. والمؤكد أن ثمة عقدة استعمارية فرنسية تحتاج إلى علاج، إذ تعتقد باريس بأن لها حقاً مكتسباً يكفي أن تطالب به لتناله. واللافت أن زيارة الوزير الفرنسي تزامنت مع عودة الحديث عن أسماء فرنسية – لبنانية للرئاسة الأولى، تتراوح بين من لم يقبل الأفرقاء اللبنانيون بتوليهم وزارة أو حاكمية مصرف لبنان، وبين أخرى تنبشها باريس من تحت غبار كثيف تكدّس فوقها، فيلتبس عليها الأمر بين حاجة البلد إلى رئيس للجمهورية وحاجته إلى أستاذ تاريخ أو رجل أعمال إضافي.

تعتقد باريس بأن لها حقاً مكتسباً يكفي أن تطالب به لتناله

والواضح من بعض الأسماء التي عاد التداول بها على وقع الحراك الفرنسيّ الفارغ الأخير أن الفرنسيين يخلطون بين السياسة والـ«بيزنس» بشكل كامل، وبين بناء النفوذ ومصادرة الثروات، مسجّلين عبر هذه الطروحات غير الرسمية تراجعاً عما أظهروه من واقعية سياسية في المرحلة السابقة، وهو ما يدفع إلى القول إن أمام الديبلوماسية الفرنسية فرصة حقيقية للقيام بدور ما في حالت تراجعت خطوات إلى الوراء لتعيد ترتيب أوراقها على الشكل الآتي:

1 - إنهاء سياسة المكابرة في ما يخص سوريا، إذ لا يعقل أن تتغير مواقف معظم الدول العربية تجاه دمشق بموافقة أميركية، فيما تمضي باريس في المكابرة، مفترضة أن بوسعها، عبر إعلان الحرب بشكل متواصل على سوريا، مزاحمة النفوذ الروسي في المنطقة من البوابة اللبنانية.

2 - العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر لجهة التعامل الإيجابي مع قوى المقاومة في المنطقة وفق مبدأ الاعتراف بأحجامها الحقيقية بدل التهويل عليها بائتلافات دولية ضد الإرهاب تارةً، وبالعضلات الاسرائيلية الخائرة طوراً.

3 - وصل ما انقطع مع الأفرقاء المسيحيين جراء التشاوف السياسي من جهة، والإصرار على إبقاء النازحين السوريين في لبنان من جهة أخرى.

4 - تحديد حد أدنى متفق عليه مع كل من الولايات المتحدة والسعودية بدل استمرار التكاذب بين بعضهم بعضاً.

5 - تحديد ما تريده فرنسا فعلاً من لبنان: نفوذ سياسي أم تحقيق مصالح مالية لشركاتها أو غيره؟

رغم ذلك، فإن إعادة التموضع الفرنسي لا تعني بالضرورة نجاح فرنسا في تحقيق طموحاتها، لكنها تسمح لها بالدخول بطريقة صحيحة إلى الملف اللبناني، ومن بابه الرئيسي لا من نوافذه الخلفية.

مصدر قضائي لبناني: الأسباب القانونية لتوقيف هنيبال القذافي لا تزال قائمة

قال إنه يتمتع بكل الحقوق وظروف حبس ملائمة

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. قال مصدر قضائي لبناني مواكب لملف هنيبال القذافي، إن الأسباب القانونية التي استدعت توقيفه منذ عام 2015 ما زالت قائمة. ونفى المصدر لـ«الشرق الأوسط»، نفياً قاطعاً، الاتهامات الليبية بإساءة معاملة هنيبال القذافي، مذكراً بأنه موقوف «في قضية جنائية وليس سائحاً». وأكد المصدر أنه مودع في سجن تتوافر فيه الظروف الملائمة من تهوية وإنارة واحتياجات لا تتوافر للسجناء اللبنانيين». ودعا المصدر إلى الكف عن الاستثمار السياسي في هذا الملف. وأكد أن هنيبال لا يزال يرفض التعاون مع المحقق العدلي في قضية خطف الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ويمتنع عن الإدلاء بمعلومات يمتلكها عن القضية، كما أن السلطات الليبية تتجاهل مطالب القضاء اللبناني لجهة السماح للمحقق العدلي القاضي زاهر حمادة باستجواب الشخصيات الليبية المتورطة بخطف وإخفاء الصدر رفيقيه في العام 1978. وقال المصدر إن هنيبال يتمتع بكامل الحقوق المعطاة لأي سجين، كما يلقى اهتماماً ملحوظاً لجهة ظروف توقيفه والعناية الطبية التي يلقاها والسماح لزوجته وأولاده بزيارته بشكل دوري ومنتظم، مشيراً إلى أن القذافي الابن «لديه معلومات مهمة عن الإمام الصدر، وأنه على علم بالسجون السياسية التي كان يتم نقله إليها، وسبق أن أفاد بأن الصدر وعلى أثر خطفه، بقي قيد الاعتقال لسنوات عدة في سجن جنزور». وشدد المصدر على أن «القضاء اللبناني ليست لديه نية المضيّ باعتقال القذافي الابن أو الانتقام منه، وعندما يستكمل التحقيق معه ويقدم ما لديه من معلومات يمكن النظر في الإفراج عنه، وعندما تنفذ السلطات الليبية وعودها بالمساعدة، كما جاء في مذكرة التعاون معها، عندها تتحقق مطالبها بإطلاق سراح هنيبال، لكن للأسف تستغل هذه القضية لممارسة الضغط على القضاء اللبناني والإظهار أن هنيبال معتقل سياسي».

الهواء الخبيث يتفشّى وحوّل كل نفَس جرعةً مسمومة ضاعفت الإصابات بالسرطان... والآتي أعظم

المولدات تُغْرِقُ بيروت في «مأساة إغريقية»... النور أقصر الطرق إلى الموت

السمّ البطيء يتجرّعه اللبنانيون تحت أنفهم

الراي... | بيروت – من زيزي اسطفان |....... في بلادِ «الأنفاس المحبوسة» والتي تستوطنها الأخطار كأنها أقدارٌ محتومة، صار الموتُ طليقاً يطاردُ اللبنانيين، تارةً في شكل حروب متهوّرة أو أوضاع أمنية متدهورة أو عقول هوجاء، وطوراً برصاصة طائشة أو سيارة رعناء، والأدهى أنه أصبح «يمتطي» الأنفاس نفسها التي كلّما تَنَشَقّوها كانوا يغذّون «وحش»... الموت البطيء. لم يشكّ اللبنانيون يوماً في أن شبحَ الموت يَكْمُنُ لهم مُتَنَكِّراً في كل مَرّةٍ بهيئةٍ، أو في أنهم متروكون لقمةً سائغة لتلوّثٍ يتفشّى بصمتٍ وغالباً ما يضجّ بمَظاهر يشيح المعنيون النظر عنها. ولكن أن يوثّق بحثٌ علمي أنهم أصبحوا فريسةً لهواءٍ خبيث وقاتِل بات معه حتى النفَس الذي يأخذونه جرعةَ سمٍّ مميتة فهذا «جرسُ إنذارٍ» كان له وقْع الصاعقة عليهم من دون أن يرفّ بإزائه جفن سلطاتٍ صارت شريكةً في «جريمةِ قتْلٍ جَماعي» تُرتكب بـ «كواتم صوت». ففي تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية نُشر الأسبوع الماضي، كُشف عن خلاصات بحثٍ سينشره علماء في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، ومفادها أن اعتماد العاصمة اللبنانية على مولدات الديزل بشكل مفرط في الأعوام الخمسة الماضية، ضاعف بشكل مباشر من خطر إصابة السكان بالسرطان، ورفع نسبة الإصابات 30 في المئة في بيروت وحدها، وسط تحذيرات من أن معدلات التشخيص الإيجابي آخذة في الارتفاع. وهذا البحث يكشف على الملأ ما تؤكده الدراسات البيئية التي تُجْريها الجامعات اللبنانية والملاحظات السريرية التي تَخرج بها المستشفيات بعد ازدياد حالات السرطان على أنواعها نتيجة ارتفاع نسبة التلوث الهوائي. كما أن هذه الحقائق العلمية جاءت لتسلّط الضوء من جديد على كارثة بيئية - صحية ما عاد في استطاعة اللبنانيين تَجاهُلها رغم كونهم مضطرين لتجرُّع سمومها مع كل نَفَس. فالانهيار المالي (منذ 2019) الذي تَسَبَّبَ في تناقص عدد ساعات التغذية بالتيار عبر مؤسسة كهرباء لبنان جَعَلَ مولدات الأحياء العاملة على المازوت (تفوق 9 آلاف في المدن اللبنانية وحصة الأسد فيها لبيروت) «تدور» بأقصى طاقاتها لتنتشل البلاد من العتمة. وهكذا صارت كل قطرةِ نورٍ تستولدها «الموتورات» مشحونةً بأقصى نسبة من الانبعاثات الضارة التي تؤدي إلى تخطي نسبة التراكيز المسموح بها عالمياً بأضعاف، لترتسم من خلف هذه المشهدية الكارثية تراجيديا أقرب إلى المأساة الإغريقية بحيث باتت المولدات هي «الداء والدواء»، والمنقذ والجلاّد. نسبة الإصابة بالسرطان ترتفع 30 في المئة سنوياً في لبنان منذ 2020 وفق ملاحظات الأطباء والمستشفيات، رغم كون إحصاءات السجلّ الوطني للسرطان في وزارة الصحة متوقّفة منذ 2016 وهو لا يوثّق إلا حالات الوفاة الناجمة عن هذا المرض وتالياً لا يمكنه تقديم جردة دقيقة حول عدد الإصابات ومدى ازدياد نسبتها. لكن حتى من دون وجود بيانات مفصّلة يُجْمِع أطباء السرطان على واقع ازدياد الحالات في شكل لافت. وإذ تصعب إعادة سبب هذا الانفلاش المخيف إلى عاملٍ واحد إلا أن الانبعاثات التي تُصْدِرها مولدات الكهرباء تشكّل بحسب دراسة أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت 40 في المئة من مجموع ما يتنشّقه اللبنانيون من ملوثات ضارة تزيد خطر الإصابة بالسرطان. وتؤكد النائبة في البرلمان اللبناني الدكتورة نجاة عون صليبا لـ «الراي» أن «التلوث في لبنان ازداد ضعفين في العامين الأخيرين وفق دراسة تعدّها(الأميركية)وأن الملوّثات التي تَضاعفت نسبتها رفعتْ في شكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان». «الراي» التقت الخبير الدولي في تلوث الهواء رئيس قسم الكيمياء في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت الدكتور شربل عفيف للاطلاع منه على العلاقة المباشرة بين المولدات وخطر الإصابة بالسرطان. وقال عفيف: «أساساً يعاني لبنان وبيروت مشكلة تلوث حيث إن نِسَب التلوّث تتخطى التوصيات العالمية وتزيد عليها من 5 الى 7 مرات في ما يخص الجزيئيات الدقيقة. والملوّث الأخطر هي الجزيئيات الدقيقة التي تقلّ عن 2.5 ميكروميتر المشبّعة بالمواد المسرطنة والتي تدخل الجسم وتبقى فيه». ويشرح «أن التلوّث في لبنان نوعان: واحد يأتي من خارج الحدود، من تركيا وشمال أفريقيا وشرق أوروبا ومن غبار الصحراء ورياح الخماسين ورذاذ البحر، وهو تلوث تفوق نِسَبه الكمية المسموح بها في التوصيات العالمية ويعود إلى موقع لبنان الجغرافي حيث تحمل الرياح إليه تركيزاً عالياً من الجزيئات الدقيقة والملوّثات التي تصل نسبتها من 40 الى 60 في المئة من مجموع الملوثات الهوائية فيه وفق ما أظهرته دراسات أعدتها جامعة القديس يوسف منذ العام 2020». ويضيف: «إلى جانب هذه العوامل الخارجية تأتي العوامل الداخلية المسبّبة للتلوّث لتزيد من حدة المشكلة وأبرزها السيارات ومولدات الكهرباء. والانبعاثات الضارة من هذين المصدرين تتوزّع بين أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكاربون والجزيئيات الدقيقة، أي الغبار وما يحمله من حلقات عضوية عطرية PAH تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وتنبعث من المولدات جزيئيات شديدة الصغر أقل من 0.3 ميكروميتر محمَّلة بكميات أكبر من ملوثات PAH المسرطنة كونها صادرة من وقود الديزل». ويتابع: «مشكلة انبعاثات المولدات ازدادت من ثلاث إلى خمس مرات بعدما أجبرت أزمة الكهرباء المولّدات على العمل لساعات أكثر. ففي بيروت التي كانت المولدات تعمل فيها لـ 3 ساعات فقط تعويضاً عن إنقطاع التيار الكهربائي باتت تعمل من 15 إلى 20 ساعة، ما زاد من كمية الانبعاثات. وهذه المشكلة تشتدّ حدة في المناطق والأحياء التي تكثر فيها المباني العالية والمتلاصقة بحيث يصبح تشتت الملوثات أصعب فيشتدّ تركيزها وتطول عدداً أكبر من السكان الذين يتنشقون هذه الملوثات المسرطنة مع أنفاسهم». ويؤكد الدكتور شربل عفيف أنه «حين ازداد استخدام المولدات ارتفع خطر الإصابة بالسرطان، لكن لابد من التأكيد على الفارق بين الإصابة الفعلية بالسرطان وخطر RISK الإصابة به. فنتائج التلوّث الحالي تحتاج من 10 إلى 20 سنة لتظهر مخاطرها على صعيد الإصابة بالسرطان. أما ازدياد الحالات بنسبة 30 في المئة الذي يتحدّث عنه الأطباء ويلاحظونه سريرياً فناجم عن حالات التلوث التي شهدها لبنان قبل الأعوام الخمسة الأخيرة. ولكن إذا استمرّ تركيز الملوثات بالنِسَب الحالية فلا شك في أن خطر الإصابة بالسرطان وحالاته ستكون إلى تزايد وإلى حد الوصول إلى كارثة ما لم تحدث معجزة ويعود التيار الكهربائي إلى وضعه الطبيعي ونتمكن من السيطرة على الانبعاثات الخطرة والتخفيف من تركيزها في الهواء لتخفيف الخطر. إنما للأسف ما تم تنشُّقه من ملوثات يبقى في الجسم وهو ذو مفعول تراكمي». ويختم: «خطر الملوّثات لا يقتصر على الهواء الذي نتنشّقه فقط إذ إنها تتساقط على الخضراوات والفاكهة التي نتناولها والنباتات التي يأكلها الحيوان ومن ثم نأكل نحن المشتقّات الحيوانية من لحوم وألبان فيصل تأثير الملوّثات إلى كامل الجسم لا إلى الجهاز التنفسي وحسب. كما أنها تمرّ عبر الجلد وتصل كذلك نحو الأمعاء عبر ما نبتلعه من هواء». وزارة البيئة كانت قد أصدرت في فبراير 2022 القرار 16/1، والذي يَعتمد قيماً حَدّية جديدة ومحدّثة لخفض الانبعاثات من قطاعيْ الصناعة والطاقة، بما فيها المولدات الكهربائية، يُطبّق على مرحلتين ابتداءً من فبراير 2023، ويأخذ في الاعتبار المعايير والإرشادات العالمية. وقبل أيام قليلة عاود وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين في بيان له التذكير بهذا القرار قائلاً «إن وزارة البيئة أصدرت في سبتمبر الماضي تعميماً يتضمن إرشادات محدّثة وأكثر صرامة في شأن وضع فلاتر للمولدات الكهربائية، وطلبت الوزارة من المحافظين والإدارات المحلية تطبيقها على المولدات الكبيرة والمتوسطة الحجم العاملة في نطاقها وإلزام أصحاب المولدات بتزويد العوادم بنظام فعّال لمعالجة الملوثات الهوائية في شكل فوري وإلزامي مع التقيّد بالحد الأدنى لارتفاع العادم تحت طائلة إيقاف المولدات المخالفة عن العمل». القرار 116 جيد جداً بالمبدأ كما يشرح د. عفيف وهو يُحاكي معايير سلامة الهواء في الدول المتقدّمة، ومعاودة التذكير به أمر ضروري لأنه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم. فالقرار هو الذي يعطي البلديات مرجعية علمية لتتمكن من تنفيذ ما جاء فيه من توصيات. ويؤكد «أن وضع الفلاتر للمولدات يخفف من الانبعاثات أي من الجزيئيات والمواد العضوية العطرة PAH بنسبة كبيرة، كما أن رفع العوادم أو الدواخين وجعْلها أعلى من البنايات المحيطة يساهم في تشتيت الملوّثات. وتركيب الفلاتر لا يكلّف أكثر من 2 إلى 3 في المئة زيادة على المشترك إذا كان يصعب على صاحب المولّد تحمل الكلفة، لكنها زيادة قد تنقذ حياته حاضراً ومستقبلاً». الأمل بتخفيف خطر التلوث الناجم عن المولدات موجودٌ إذا تضافرت النيات على تطبيق القانون. والتحرك الرسمي والشعبي بات أكثر من ضروري ولكن هل يُطبّق أصحاب المولدات هذه القرارات هم الذين تحوّلوا أشبه بـ «مافيات» تحظى بحماية سياسية وحزبية في بيروت وغيرها من المدن؟.......أحد كبار أصحاب المولدات الذين اتصلت بهم «الراي» لم يَبْدُ متحمّساً مطلقاً لفكرة تركيب فلاتر ويتساءل لماذا لا يطبّقون قرار تركيب فلاتر على دواخين معامل الذوق الحرارية لتوليد الكهرباء هي التي تسبّب بزيادة آلاف حالات السرطان في منطقة كسروان؟ ويؤكد أن «غالبية أصحاب المولدات ركّبوا لها فلاتر ووضعوها في أماكن بعيدة عن الناس حتى لا يتنشّقوا انبعاثاتها. لكن في بلد لا شيء فيه يخضع للرقابة والمواصفات لماذا يتم تحميل المولدات كل الأضرار؟»، ويضيف «على الناس أن يختاروا بين الكهرباء والتلوث. وألا يتناسون قصة التلوث ويتوسّلون صاحب المولد تشغيله إن انقطعت الكهرباء عنهم لساعة أو اثنتين؟».

السرطان بلغ الخطوط الحمر

الأطباء يحذّرون ويرفعون الصوت ورغم عدم وجود أرقام رسمية من وزارة الصحة وفق ما يقول لـ «الراي» الدكتور هامبيك كوريّه الاختصاصي في أمراض السرطان والدم في جامعة القديس يوسف في بيروت. إلا أن الملاحظات العينية تتوافق مع الأرقام التي يتم التداول بها حول معدل زيادة الإصابات. ويؤكد دكتور كوريه لـ «الراي» إن الارتباط بين تلوّث الهواء وسرطان الرئة بات مؤكداً وفق الجمعية الأوروبية للأورام «وفي لبنان قامت كليتا العلوم والصحة في جامعة القديس يوسف بدراسة مشتركة لإظهار مدى تلوث الهواء في لبنان وارتباطه بارتفاع مختلف أنواع السرطانات ولا سيما سرطان الرئة والمثانة. وتبين أن لبنان من بين النسب الأعلى في العالم لسرطان المثانة في إحصاء أُعدّ عام 2018. وذلك لأن الملوّثات التي تدخل الجسم ومنها التدخين تصل كلها في النهاية إلى المثانة وهذا ما يبرر ارتفاع معدّلات هذا النوع من السرطان إضافة إلى استعدادٍ جيني مسبق. ويجب عدم التغاضي عن كل الأمراض الصدرية الأخرى و الحساسية الناجمة عن التلوث لا سيما عند كبار السن والأطفال وكل الأشخاص المعرضين للحساسية». يوافق كوريه على أن ما يشهده لبنان حالياً من حالات سرطانية ناجم عما عاشه قبل أعوام ويقول «إن كوارث صحية حقيقية سيشهدها لبنان في السنوات المقبلة إذا لم يتم اتخاذ تدابير سريعة وفعالة لخفض نسبة التلوث». ويضيف أن الكلفة الاقتصادية للسرطان ستكون مرتفعة جداً بقدر الكلفة الصحية له ويمكن أن تبلغ مليارات الدولارات «ومن هنا فإن استثمار الدولة في تحسين وضع الطاقة واستخدام الطاقة البديلة يبقى أقل وأوفر من كلفة السرطان عليها». قد لا يكون لبنان الأعلى نسبةً في السرطان بين بلدان العالم كما يتم الحديث في بعض الأحيان يقول د. كوريه «لكن الصحيح أيضاً أن الأعداد المتداوَلة ليست مرتبطة بالحالات بل بالإحصاءات التي تجريها الدول وبالمعالجة. وما يمكن الجزم به أن بيروت من المدن التي تشهد نسباً عالية من التلوث، وما يجب التنبه له هو عدم مقارنة لبنان بغيره من الدول بل وضع مقارنة ذاتية بين لبنان اليوم والأمس. وفي هذه الحالة يُلاحظ ازدياد في الإصابات وظهور سرطانات في عمر أبكر. ورغم عدم وجود أرقام رسمية إلا أن الملاحظات العينية مقلقة جداً»....



السابق

أخبار وتقارير..الجيش الأميركي: اشتبكنا مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر..من هم بعض الأشخاص والمجموعات المشاركة في احتجاجات الجامعات الأميركية؟..أوكرانيا: الوضع على الجبهة تدهور وروسيا تحقق نجاحات تكتيكية..زيلينسكي يطلب تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة «باتريوت» والانضمام للاتحاد الأوروبي..إيرلندا تريد إعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة..بايدن يهزأ من حاله ومن ترامب: أنا رجل بالغ يتنافس..مع طفل..بلينكن يدعم التقدم في المحادثات بين أرمينيا وأذربيجان..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة..جنرالات مقربون من «الصهيونية الدينية» والمستوطنين لتولي أهم المناصب العسكرية..ما الذي تحمله زيارة بلينكن إلى المنطقة؟..إسرائيل تحذّر سفاراتها من خطر «موجة شديدة من معاداة السامية»..ماذا قد يتضمن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في غزة؟..وزير خارجية بريطانيا: لا بد أن تغادر «حماس» قطاع غزة..«الصليب الأحمر»: لن نحل مكان «الأونروا» في غزة..مسؤولون إسرائيليون: مذكرات اعتقال محتملة من «الجنائية الدولية» قد تشمل قادة في «حماس»..الاحتجاجات الطلابية لدعم غزة تصل إلى السوربون: فلسطين حرة..جامعة كولومبيا تحض المتظاهرين المؤيدين لِغزة على إخلاء خيمهم..320 مليون دولار.. تكلفة الرصيف البحري الأميركي قبالة غزة..«هدنة غزة»: تفاؤل مصري حذر ونصيحة مزدوجة لـ «حماس» بالتقاط «العرض السخي»..

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,548,002

عدد الزوار: 7,105,051

المتواجدون الآن: 184