أخبار لبنان..«الفراغ الممنوع» في الجيش: قائد جديد أم بقاء عون؟.."اليونيفيل" تتأكد من "إطلاق المتّهم بقتل الإيرلندي بدلاً من محاكمته"..خامنئي يتخلّى عن غزة: إيران و"الحزب" لن يدخلا الحرب..لافروف: طهران وبيروت لا ترغبان بشنّ حرب واسعة في المنطقة..ولكن..«تكامل الجبهات» بدل «وحدة الساحات» لعب على الكلام أم استراتيجية فعالة؟ ..«حزب الله» و«حماس» يكثفان التنسيق ويتفقان على ضبط الخطاب الإعلامي..المخاوف من توسع الحرب تفرغ البلدات الحدودية في جنوب لبنان..

تاريخ الإضافة الخميس 16 تشرين الثاني 2023 - 2:56 ص    عدد الزيارات 386    القسم محلية

        


«الفراغ الممنوع» في الجيش: قائد جديد أم بقاء عون؟....

«حزب الله» يدعو وزراء باسيل إلى الجلسة.. وليس إلى المراسيم الجوالة

اللواء....لم تحجب الاشتباكات الدائرة في الجنوب بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، وبعض الفصائل المرتبطة به، الانشغال بعدد من المسائل ذات الصلة باحتمال توسع الحرب في غزة الى جنوب لبنان والعمق اللبناني، او الى حرب اقليمية شاملة، ابرزها، على الصعيد العسكري والأمني، الحؤول دون وقوع الشغور في قيادة الجيش اللبناني، عبر انجع الحلول، بإبقاء قائد الجيش جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية، مع تعيين رئيس للاركان وملء الفراغ، حيث يلزم في المجلس العسكري. وقالت أوساط سياسية لـ«اللواء» أن التعجيل في انعقاد مجلس الوزراء بعد جلسة تطيير النصاب هدف إلى التأكيد أن الحكومة لا تريد تعليق اي جلسة لها وهذا ما حصل سابقا، واشارت إلى أن موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون قد يحضر وقد لا يحضر مع العلم أن دراسة قانونية قد أنجزت بشأن ما يمكن أن تقرره الحكومة في هذا الصدد أو الخيار الذي يعتمد كما يجب بعيدا عن تعريض القرار لأي طعن. وأشارت إلى أن طرح الملف داخل المجلس يتوقف عند ما يقرره الرئيس ميقاتي مع العلم أن التيار الوطني الحر لن يسكت عما يعتبره مخالفة قانونية وقالت أنه في كل الأحوال قد لا يصدر اي قرار اليوم عن المجلس. وفي مجال آخر، افادت أن موضوع تجنيب لبنان الانخراط في الحرب يتوقع له أن يتنقل في لقاءات وتصريحات قوى المعارضة وكذلك تحاول هذه القوى العمل في اتجاه تأجيل تسريح قائد الجيش انطلاقا من مسلمات أمنية. واعتبرت مصادر سياسية ان المماطلة في التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لمدة عام كامل، بحجة تأمين التوافق ألذي اتى لدعم الرئيس نجيب ميقاتي، لم يكن مقنعا، لانه من المستحيل تحقيقه، بسبب تشبث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، برفضه لهذا التمديد، لاسباب ومصالح شخصية، تبدأ من الخلافات التي حكمت العلاقة بين الرجلين خلال عهد الرئيس ميشال عون، واستفحلت بعدحادثة قبر شمون بسبب رفض القائد الزج بالجيش اللبناني في هذا الخلاف لمصلحة باسيل وحلفائه ضد الحزب التقدمي الاشتراكي، وصولا إلى معركة الترشح للانتخابات الرئاسية والتي يبرز فيها قائد الجيش كاقوى مرشح رئاسي، متقدما على باسيل باشواط. وقالت المصادر انه من المستحيل تحقيق التوافق المطلوب في ظل تمسك باسيل بموقفه الرافض، مايعني ضمنا، اما صرف النظر عن التمديد وطي صفحته نهائيا اكراما لرئيس التيارالوطني الحر، او اقراره بمجلس الوزراء باقرب وقت ممكن حفاظا على سمعة وصدقية الجيش اللبناني ألذي يتحمل اعباء وموجبات اضافية ضاغطة ومتواصلة للحفاظ على الأمن الداخلي والاستقرار العام. واعتبرت استمرار المماطلة بالتمديد لقائد الجيش في غضون الأسابيع المقبلة، تارة كرمى عيون جبران باسيل، وتارة اخرى بحجةالتفتيش عن صيغة قانونية لتفادي الطعن بقرار مجلس الوزراء، كله يعني الاستمرار بسياسة تشويه سمعة القائد ومحاولة التأثير سلبا على معنويات الجيش للقيام بالمهمات المنوطة به في المرحلة المقبلة، وهي تبدو مهمات حساسة ومتشعبة وتتطلب جهوزية وتماسكا وثقة بالنفس، في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد عموما، وتفادي كل محاولات احداث الفراغ في القيادة او التأثير سلبا على المهمات المنوطة بالجيش.

مجلس الوزراء

لكن الاتصالات التي جرت، لمنع دخول مجلس الوزراء في محظور التعطيل، من المنتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة عند التاسعة من صباح اليوم في السراي الكبير. وعشية الجلسة، نقل عن الرئيس نجيب ميقاتي انه مطمئن لأي خطوة سيقدم عليها، فلديه ما يكفي من الاصوات لتأجيل تسريح قائد الجيش، وان ابقاء عون حيث هو يحظى بدعم من بكركي وبعض الاحزاب المسيحية الكاملة، والنواب المسيحيين المستقلين. ونقل عن وزير الدفاع موريس سليم قوله انه لا يمكن تجاوز وزير الدفاع في اي اجراء، وهو جاهز لتعيين قائد جديد للجيش وملء الشواغر في المجلس العسكري، والحديث عن تأخير التسريح مخالف لقانون الدفاع الوطني وفقاً للمادة 55. وقالت المصادر التي نقلت عن سليم هذه المواقف، ان رئيس الاركان واعضاء المجلس العسكري، فضلاً عن قائد الجيش انيط امرهما بوزير الدفاع، مشيرة الى انه في كل دول العالم لا يبقى قائد الجيش في موقعه اكثر من ثلاث او اربع سنوات. ونقلاً عن مصادر مطلعة في الثنائي الشيعي ان الضرورات الامنية تبيح الذهاب الى اي خيار من شأنه الحفاظ على انتظام وهيكلية المؤسسة العسكرية. واضافت المصادر: « لقد تم ابلاغ باسيل بأن حزب الله معه في اي خيار يتخذه سواء بالتمديد لعون او بتاجيل تسريحه او بانتخاب قائد جديد» ولكن «اذا اردت انتخاب قائد جديد فلا بد من اجتماع مجلس الوزراء كاملا اي حضور كل وزرائك، وليس عبر مراسيم جوالة او اية صيغة اخرى»... نقطة على السطر... وحسب المصادر فإن لبنان لن يذهب الى شغور في رأس السلطة العسكرية، وبموازاة هذا الاطمئنان تؤكد المصادر ان قرار البت بمصير قائد الجيش اما تمديدا او تاجيلا لتسريحه سيحسمه مجلس الوزراء بموافقة باسيل ممثلا بوزير الدفاع موريس سليم او رفضه ... واستبعدت المصادر خيار التمديد، في موازاة الاشارة الى ان تاجيل التسريح يبدو الخيار الاقرب للتطبيق نظرا لتوافق كل القوى السياسية حوله باستثناء باسيل، مشيرة الى ان تاجيل التسريح قد يكون لستة اشهر فقط. ومن زاوية نيابية، تبلغ الرئيس نبيه بري من وفد كتلة الاعتدال الوطني انه قدم مع بعض النواب المستقلين «اقتراح قانون للمجلس النيابي للتمديد الى رتبة لواء وعماد»، ناقلاً عن انه مستعد للتعاون بما فيه مصلحة البلد. وردا على سؤال حول أي من المسارات سوف يسلكها التمديد؟ أجاب سليمان: الرئيس نبيه بري كان واضحا وأبلغ ذلك لكتلة «القوات». واليوم أبلغنا بأن الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء واذا تعذر مجلس الوزراء هو جاهز لإخذ القرار في المجلس النيابي لما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة.

اجتماعات بروكسيل

دبلوماسياً، يشارك وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاسبوع المقبل في اجتماعات الاتحاد الاوروبي في بلجيكا، حيث من المتوقع ان يقدم تصور لبنان لما يجري في المنطقة، وحرص لبنان على الالتزام بالقرارات الدولية.

مواجهة احتمالات توسُّع الحرب

وحول توفير ما يلزم من ادولية ومستلزمات طبية، كشف وزير الصحة فراس الابيض انه بحث مع الرئيس ميقاتي ادراج بند يتعلق بسلف للمستشفيات الحكومية لرفع جهوزيتها، على ان يعرض اليوم على مجلس الوزراء. وابلغ منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة مارتن غريغيت وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان خلال لقاء به انه اذا نشبت حرب في الشمال بين حزب الله واسرائيل فأنا أخشى الأسوأ.

الوضع الميداني

وفي اليوم الـ40 للحرب، وعلى وقع الارباك الاسرائيلي بعد اقتحام مجمع الشفاء الصحي، وتجدد القصف الإسرائيلي العدواني على مناطق حدودية في جنوب لبنان أمس واستهدف جيش العدو بالمدفعية الثقيلة محيط بلدتي الناقورة وطيرحرفا. كما طال القصف المدفعي عددا من المناطق في القطاع الغربي وابرزها راس الناقورة، شيحين، الجبين. ايضا قصفت مدفعية العدو بلدة الخيام، واطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون - تل النحاس، واطراف برج الملوك. واعلن حزب الله انه إستهدف بعد ظهر امس ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف موقع رويسات العلم ‏في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة. كما إستهدف الحزب موقع «الحدب» الاسرائيلي مقابل بلدة يارون في القطاع الأوسط من جنوب لبنان فرد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي عنيف على اطراف يارون واطراف ميس الجبل. واعلن الحزب عصرا استهدافه تجمعاً لقوة مشاة إسرائيلية غرب وجنوب بركة ريشا بالصواريخ الموجهة، كما استهدف عند الساعة 03:35 من بعد ظهر اليوم «آلية إسرائيلية في مثلث الطيحات بالصواريخ الموجهة وحققوا فيها إصابات مباشرة»، وعند الساعة 04:20 من بعد الظهر استهدف الحزب ثكنة برانيت بالصواريخ الموجهة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة. وبعد إطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه اصبع الجليل وسقوط صواريخ في محيط كريات شمونة، استهدفت ‏مدفعية جيش العدو الاسرائيلي أطراف حولا ورب ثلاثين ومركبا و»اللبونة» جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي، ومنزلا في حولا. وبعد ظهر امس، قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدات حولا والعديسة ومركبا، والقيت القذائف المدفعية والفوسفورية باتجاه بلدة كفرشوبا.

"اليونيفيل" تتأكد من "إطلاق المتّهم بقتل الإيرلندي بدلاً من محاكمته"

خامنئي يتخلّى عن غزة: إيران و"الحزب" لن يدخلا الحرب

نداء الوطن...في تطور غير مسبوق في الموقف الإيراني من الحرب في غزة، قالت أمس وكالة «رويترز» إن المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي أوصل رسالة واضحة إلى رئيس المكتب السياسي لـ»حركة حماس» إسماعيل هنية مفادها: «لن ندخل الحرب، وأسكِت الأصوات التي تنتقدنا و»حزب الله». ووفق معلومات لـ»نداء الوطن» من مصادر ديبلوماسة عربية أنّ إيران أبلغت مصر أنها لن تدخل في الحرب المفتوحة وكذلك «حزب الله». وفي انتظار معرفة كيف تتفاعل هذه المعطيات، يتصدر لبنان الجهات التي تتأثر بهذا التحول الإيراني انطلاقاً من الارتباط العضوي بين «حزب الله» وايران، علماً أنّ الموقف المعلن لـ»الحزب» قبل نشر ما نسب الى خامنئي هو الاستمرار في المواجهات مع إسرائيل، على الرغم من أنّ نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال أمس: «أمَّا هل تحصل الحرب الآن أم لا؟ فهذا مرتبط بالتطورات التي تحصل في غزة، ومرتبط أيضًا بقرار إسرائيل أن تبادر في الحرب، وهذه من الأمور التي نجهلها الآن». ماذ جاء في تقرير «رويترز»؟ أوردت إستناداً الى ثلاثة مسؤولين كبار، قولهم إنّ خامنئي «أوصل رسالة واضحة» إلى هنية عندما التقيا في طهران أوائل تشرين الثاني الجاري: «أنت لم تقدّم لنا أي تحذير في شأن هجوم 7 تشرين الأول على إسرائيل، ولن ندخل الحرب نيابة عنك». وأضاف إن إيران - الداعم القديم لـ»حماس» - «ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للجماعة، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر»، حسبما قال مسؤولون في إيران و»حماس» اطلعوا على المناقشات، وطلبوا أن تبقى أسماؤهم طي الكتمان. وقال مسؤول في «حماس» لـ»رويترز» إن المرشد الأعلى ضغط على هنية لإسكات تلك الأصوات في الحركة التي تدعو علناً إيران وحليفها اللبناني «حزب الله» إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما. ووفق الوكالة، فإنّ «حزب الله» فوجئ أيضاً بالهجوم المدمّر الذي شنته «حماس» الشهر الماضي، وأسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي. وقالت ثلاثة مصادر قريبة من «الحزب» إنّ مقاتليه لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود التي كانت بمثابة الخطوط الأمامية في حربها مع إسرائيل عام 2006، وكان لا بد من استدعائهم بسرعة. أما أحد قادة «حزب الله» فقال: «لقد استيقظنا على الحرب». وقال مصدران أمنيان إسرائيليان، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، «إنّ إسرائيل لا تسعى إلى انتشار الأعمال العدائية»، لكنهما أضافا «أن البلاد مستعدة للقتال على جبهات جديدة، إذا لزم الأمر لحماية نفسها». ولفتا الى أنّ مسؤولي الأمن يعتبرون أنّ التهديد المباشر الأقوى لإسرائيل يأتي من «حزب الله». وفي سياق متصل، علمت «نداء الوطن» من مصادر ديبلوماسية عربية أنّ طهران أبلغت القاهرة أنها لا تريد الدخول في الحرب المفتوحة، كما لا تريد أن يفعل «حزب الله» ذلك. وأوضحت أنّ الجانب الإيراني أبلغ الجانب المصري أنه يتطلع الى دور مصري يؤدي الى ممارسة ضغوط دولية، ولا سيما أميركية، على اسرائيل كي توقف عدوانها على غزة. وأشارت الى أنّ مصر التي وقفت ضد تهجير سكان غزة الى سيناء، تقف اليوم ضد نزوح هؤلاء السكان من شمال غزة الى جنوبها، ولفتت المصادر الى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجهد كي «يورّط» الولايات المتحدة «أكثر فأكثر» في الحرب، كما أنّ نتنياهو يعاني مشكلة النازحين الإسرائيليين من المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان، وكيف سيرتب عودتهم الى هذه المستوطنات في ظل التطورات الميدانية المستجدة على تلك الحدود. وتوقعت المصادر أن تستمر الحرب في غزة حتى نهاية السنة الحالية. وفي السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة تلفزيونية، أنّ طهران وبيروت «لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات». في المقابل، أكّد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث أنه ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بحثا في المخاوف في شأن ما قد يترتب على توسّع الحرب في غزة، وقال غريفيث خلال إحاطة صحافية في جنيف: «إذا نشبت حرب في الشمال بين حزب الله وإسرائيل، فأنا أخشى الأسوأ» . ومن حرب غزة الى ملف قوات «اليونيفيل» في الجنوب. وبعد المعلومات التي أوردتها «نداء الوطن» أمس عن إفراج المحكمة العسكرية عن محمد عياد المتهم بقتل الجندي الإيرلندي شون روني، في حادث إطلاق النار في الصرفند على جيب تابع للقوة الدولية، أعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أنّ «بعثة حفظ السلام اطلعت على التقارير التي تفيد أنّ السلطات اللبنانية أطلقت الليلة الماضية سراح الشخص الذي اعتقلته، بعد الهجوم الذي أدّى إلى مقتل جندي حفظ السلام التابع لليونيفيل شون روني بسبب تدهور حالته الصحية». وقال: «نعمل على التأكد من هذه المعلومات من المحكمة العسكرية». وذكّر بأنّ «الحكومة اللبنانية أعلنت في مناسبات عدة التزامها تقديم الجناة إلى العدالة»، مشيراً إلى أنّ «اليونيفيل» تواصل «الحض على محاسبة جميع الجناة وتحقيق العدالة للجندي روني وعائلته». وقال مسؤول لبناني إنّ عياد أفرج عنه بكفالة تبلغ 1.2 مليار ليرة لبنانية (حوالى 13,377 دولاراً). ومن ناحيته، شبّه النائب أشرف ريفي إفراج المحكمة العسكرية عن عيّاد بـ»الإفراج عن المتهم بقتل الرائد الطيار سامر حنا»، وبـ «محاكمة عشائر العرب في أحداث خلدة»، وقال: «النتيجة واحدة: المحكمة العسكرية أداة في يد «حزب الله»، ولبنان يدفع الثمن»، سائلاً: «كيف يُبنى وطن بصيفٍ وشتاء تحت سقفٍ واحد؟»..

لافروف: طهران وبيروت لا ترغبان بشنّ حرب واسعة في المنطقة... ولكن

لبنان يُلاقي «شمعته الـ 80» بمخاوف من التحوّل «غزة ثانية»

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

ليست المرة الأولى، يحيي لبنان ذكرى استقلاله من دون رأسٍ للجمهورية وبلا احتفاليةٍ باليومِ الذي طويت فيه صفحة الانتداب الفرنسي في 22 نوفمبر 1943، لكن «استقلال 2023» يحلّ هذه السنة مثقَلاً أكثر من أيّ وقتٍ بأسئلةٍ «وجودية» حول وطن الـ 80 عاماً الذي لم يرْتَقِ بعد إلى دولةٍ مكتملة المواصفات بعدما «استوطنتْه» على مرّ العقود، «وعلى دفعات»، أزماتُ المنطقة فصارَ لها إما مقراً أو ممراً وشكلت «جوازَ مرورٍ» لها النتوءاتُ في جغرافيّته السياسية وفسيفساؤه الطائفية. ولم يكن ينقص لبنان لتكتمل «الحلقةُ الجهنميةُ» التي تزنّره، بدءاً من الانهيار المالي الأعتى المستمر منذ نحو 4 أعوام إلى التداعي السياسي والمؤسساتي الذي يعبّر عنه الشغور الرئاسي المتمادي منذ عام ونيف، سوى «طوفان الأقصى» وما استتبعه من حربٍ اسرائيلية على غزة، لم تَعُدْ تتسع التوصيفاتُ لها وكلّها من عيار الإبادة والوحشية وأخواتهما، وهي الحرب التي سرعان ما أكدت المؤكد لجهة تَحَلُّل دولته واندثار «أي أثَرٍ لها» في ما خص التحكّم بـ «القرارات المصيرية» تحت مسمياتٍ مثل «الأمرِ الواقع» ومعادلاتٍ محورها «المقاومة» واستتباعاتها. ولبنان الذي دارتْ عليه الأيام، من «دُرّة الشرقيْن» إلى مَصافي «الدولة الفاشلة» مع وقف الإعلان، يستعدّ لإحياء الذكرى 80 لاستقلاله الأربعاء المقبل، رافعاً «الرايات البيض» أمام فراغٍ رئاسي يشي بأنه «باقٍ ويتمدد» فوق «الحُطام» المالي - الاقتصادي في ظل انعدام «أي حياء» لدى قوى سياسية وازنة أخذتْ هذا الاستحقاق رهينةً حساباتٍ داخلية سُلطوية واقليمية استراتيجية، وبأنظار شاخصة على حربٍ يُقتاد إليها من بوابة «رَبْطِ النزاع وأكثر» معها انطلاقاً من جبهته الجنوبية، وكل آماله ألا يتحوّل... «غزة ثانية». والسلطة، الغائبةُ الأكبر عن قرار الحرب والسلم، تحاول «بالمُتاح» الإبقاء على «المؤشرات الحيوية» للدولة بحدّها الأدنى، تارةً بخطط طوارئ على الورق، وطوراً بتأكيد الالتزام بالقرار1701 الذي «غرق بالنار» منذ 8 اكتوبر «وتلتهمه» يومياً غاراتٌ وقصفٌ اسرائيلي على طول الحدود وأحياناً في العمق اللبناني، وعمليات من «حزب الله» (ومجموعات فلسطينية أحياناً لاسيما «كتائب القسام») الذي أعلن الجبهةَ ساحةَ ضغطٍ وإسناد لغزة. وعلى وقْع اقتحامِ الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في غزة وتَعاظُم مظاهر قرار «إعدام» القطاع لاسيما شطره الشمالي و«قتْل» أي إمكانية للحياة فيه أو «الشفاء» من الاجتياح والقصف الوحشي، ازدادتْ القلوب خفقاناً في لبنان خشيةَ تشظياتِ هذا التطور على الجبهة الجنوبية، خصوصاً أن الاقتناع الذي يترسّخ بأن «حزب الله» لن يكون في وارد الذهاب في مشاغلته الجيش الاسرائيلي أبعد من الحدود التي يعتمدها حالياً والتي لا تعني «فتْح الجبهة بالكامل»، لا يُسْقِط المخاوف من انزلاقٍ إلى الحرب في الأسبوعين المقبلين بتهوُّرٍ اسرائيلي لمحاولة فرْض وقائع على الجبهة الشمالية، وسط تكرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه أوعز لجيشه «الاستعداد لكل السيناريوهات للتعامل مع حزب الله، فالجبهة الشمالية تشهد تبادلاً كثيفاً للضربات وتعليماتي للجيش بالاستعداد لأي سيناريو».

ميقاتي وفرونتسكا

وأي مفارقة أن تتزامن ذكرى الاستقلال مع جلسةٍ يعقدها في اليوم نفسه مجلس الامن للبحث في القرار 1701. وكانت هذه الجلسة محورَ لقاء أمس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، فيما كان رئيس بعثة «اليونيفيل» (المولجة تنفيذ الـ 1701 والتي تعمل تحت رايته) وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، يلتقي ممثلي الدول المُساهمة بقواتٍ ويطلعهم على الوضع جنوباً، مؤكداً أنه «بدعم من هذه الدول، تبقى اليونيفيل ملتزمة باستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، وتخفيف حدّة التوتر، والعمل على إيجاد مسار نحو التهدئة الكاملة».

لافروف

في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «طهران وبيروت لا تُريدان التورط بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات». وأضاف «لا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان بالتورط في هذه الأزمة، ولا أرى أي رغبة من جانب أي من الدولتين بشنّ حرب واسعة النطاق في المنطقة، والمشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوءاً أخضر (لاسرائيل) للقيام بكل ما تريده في غزة، وهذا خطأ كبير». وفي أعقاب ما بدا «استراحة محارب» نهاراً، ارتفعت سخونة الميدان جنوباً بعد ظهر أمس. وشنّ «حزب الله» سلسلة عمليات ضد مواقع اسرائيلية بينها جلّ العلام مقابل الناقورة، وبركة ريشة وموقع عسكري آخَر في «جبل الطيارات» مقابل بلدتي يارون ورميش، وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة)، فيما تحدثت تقارير عن صواريخ أطلقت من الجنوب على كريات شمونة. في المقابل، استهدف القصف الاسرائيلي أطراف طيرحرفا وجبل بلاط قرب مروحين في القطاع الغربي، وأطراف بلدات عيتا الشعب وبليدا وحولا ورب ثلاثين ومركبا وبرج الملوك واللبونة جنوب الناقورة والعديسة وكفرشوبا وعلما الشعب وميس الجبل ويارون وشيحين الجبين. وإذ أُعلن عن سقوط قذائف قرب مركز الكتيبة الإيطالية التابعة لقوات «اليونيفيل» في شمع، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية باستهداف قرية سردا بقذائف مدفعية سقطت قرب مركز للجيش اللبناني.

إخلاء سبيل مشتبه بقتله جندياً إيرلندياً في جنوب لبنان

| بيروت - «الراي» |....لم يكن عابراً ما اعتُبر إشارة سلبية شكّلها إفراجُ المحكمة العسكرية عن المتهم الموقوف (محمد عياد) بقتْل الجندي شون روني أحد أفراد الكتيبة الإيرلندية العاملة في «اليونيفيل» والتي كانت تعرّضت في 14 ديسمبر الماضي لإطلاق رصاص أثناء مرور الدورية في منطقة العاقبية (جنوب صيدا) ما أدى إلى مقتله وإصابة ثلاثة من زملائه بجروح. وكان قاضي التحقيق العسكري الأول، أصدر قراراً اتهامياً إثر التحقيقات الأولية اتهم فيها خمسة أشخاص، بينهم مطلق النار الرئيسي وأربعة فارين، بـ«تنفيذ مشروع جرمي واحد». وقال مصدر قضائي في المحكمة العسكرية، أمس، إن المحكمة اتخذت قرار إخلاء سبيل المشتبه به الأساسي «بكفالة مالية بعد استجوابه خلال جلستين متتاليتين»، على أن يبقى قيد المحاكمة. وأوضح أن «الموقوف كان ضمن المجموعة التي طوّقت الدورية وربما كان ضمن من أطلقوا النار عليها، لكن لا توجد أدلة حاسمة تبيّن أنّه من أصاب الجندي الايرلندي وتسبب بقتله». وفي بيان، أفادت قوة «اليونيفيل» أنها اطلعت «على التقارير» التي تفيد باطلاق المشتبه به، موضحة «نعمل على التأكد من هذه المعلومات مع المحكمة العسكرية». وأضافت «تواصل اليونيفيل الحثّ على محاسبة جميع الجناة وتحقيق العدالة للجندي روني وعائلته»....

«تكامل الجبهات» بدل «وحدة الساحات» لعب على الكلام أم استراتيجية فعالة؟

• «حزب الله» و«حماس» يكثفان التنسيق ويتفقان على ضبط الخطاب الإعلامي

الجريدة...منير الربيع ...يزداد التنسيق بين «حزب الله» وحركة حماس على وقع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزّة على قاعدة أن الجبهة اللبنانية ستبقى مفتوحة مادامت حرب غزة دائرة. وفيما تتواصل الضغوط الدولية، خصوصاً الأميركية والفرنسية، على لبنان، لمنع تطور المواجهات على الحدود الجنوبية إلى معركة أو حرب واسعة، تشير مصادر متابعة إلى معادلة جديدة ظهرت في التنسيق بين الحزب و«حماس»، وهي معادلة «تكامل الساحات». وبحسب ما تقول هذه المصادر، فإن المقصود بتكامل الساحات هو التنسيق في المواقف والعمليات العسكرية بهدف منع إسرائيل من تحقيق أهدافها خصوصاً في قطاع غزة. ورغم تشديد المصادر على أن «تكامل الجبهات» ليس بديلا عن مبدأ «وحدة الساحات» بل هو مكمل ومساعد له، فإن تشكيك البعض بأن مفهوم «وحدة الساحات» قد سقط يثير تساؤلات حول إذا كانت هذه الاستراتيجية الجديدة ستكون أكثر فعالية. وكشفت أن اجتماعات عدة عقدت بين قيادات من الحزب ومن «حماس» لتنسيق المواقف والمعارك الدائرة، وتجاوز كل التصريحات التي أطلقها مسؤولون من الحركة وضمنوها بعض الانتقادات غير المباشرة لموقف الحزب، حيث تم التوافق على ضبط الخطاب الإعلامي، وتنسيقه سياسياً بين الجانبين. وبحسب المصادر، فقد توقع الطرفان خلال هذه الاجتماعات أن تكون المعركة طويلة، خصوصاً أنه بعد أن ثبت عدم صحة الادعاءات الإسرائيلية بشأن مستشفى الشفاء، فليس بالضرورة أن تتوقف إسرائيل عن عمليتها العسكرية البرية في غزة، وربما قد تبحث عن أهداف جديدة في جنوب القطاع، وهذا ما يوجب أن تسير الجبهة اللبنانية على إيقاع العمليات العسكرية في القطاع. وفي ظل هذه الأوضاع والتطورات، يبقى هناك مأزق إسرائيلي أساسي يتمثل بعدم اقتناع سكان المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان بقدرة الحكومة والجيش على توفير الحماية لهم بوجه حزب الله. هذا الأمر سيفرض المزيد من الضغوط على بنيامين نتنياهو والجيش، في ظل مزايدات كثيرة قد تدفعه إلى الذهاب الى تصعيد ضد حزب الله أو القيام بعمليات عسكرية خاطفة على أهداف أساسية للحزب لإضعافه، وهو ما حاول نتنياهو على الأقل حتى الآن تجنه، وكذلك ترفضه الإدارة الأميركية رفضاً قاطعاً فيما هي عاكفة على البحث عن معادلات سياسية تخفض التصعيد، وتمنع وتدهور الأوضاع إلى حرب إقليمية.

البحث في خطوات إجرائية للتمديد لقائد الجيش اللبناني

بقرار من مجلس الوزراء أو بإقراره في جلسة تشريعية لمجلس النواب

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. يُفترض أن يسلك التمديد للعماد جوزف عون في قيادة الجيش طريقه إلى التنفيذ؛ إما من خلال مجلس الوزراء، باقتراح يتقدم به الرئيس ميقاتي من خارج جدول الأعمال لإقراره، أو أن يكون البديل باقتراح قانون يتقدم به عدد من النواب للتصديق عليه وإقراره في جلسة تشريعية، وهذا ما تعهَّد به الرئيس نبيه بري في حال تعذَّر على الحكومة السير بالتمديد له إلى بر الأمان، خصوصاً أن النصاب النيابي مؤمن لانعقادها بتأييد من الثنائي الشيعي، كما تؤكد القوى السياسية التي تتواصل مع رئيس المجلس وقيادة «حزب الله»، وتؤكد أنهما اتخذا قرارهما ولا عودة عنه. وعليه، يُفترض أن يقترن التمديد للعماد عون بمبادرة الحكومة، وبتعهُّد من الرئيس ميقاتي إلى تأمين النصاب لانعقاد المجلس العسكري بتعيين رئيس للأركان ومديرين للإدارة والمفتشية العامة، لأن التمديد لا يكفي ما لم يُستكمل بهذه التعيينات لتفعيل المؤسسة العسكرية وتأمين مَن ينوب عن قائد الجيش في حال غيابه بملء الشغور في رئاسة الأركان. وفي هذا السياق، تأتي مروحة الاتصالات التي يقوم بها رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور وليد جنبلاط، وهي الأوسع منذ انتخابه رئيساً للحزب، تحت عنوان كسر الجمود السياسي بالتواصل مع جميع القوى السياسية، أكانوا من الحلفاء أو الخصوم، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد تتطلب التواصل بدلاً من الانقطاع، ولو من موقع تنظيم الاختلاف، للدخول في حوار بلا شروط، بغية السعي لتقريب وجهات النظر في مقاربة للملفات السياسية العالقة، وأبرزها انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية، وقطع الطريق على إقحام المؤسسة العسكرية في الفراغ، مع اقتراب إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى التقاعد في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل، وضرورة تفادي ذلك بتحضير الأجواء للتمديد له. واللقاءات التي يواصلها جنبلاط الابن أرادها أن تكون شاملة، كما أكد مصدر في «التقدمي» لـ«الشرق الأوسط»؛ كونه الأقدر على التواصل مع الجميع، وينطلق من ضرورة تبريد الأجواء وصولاً إلى تطبيع علاقاته بالخصوم وتعزيزها بحلفائه، لتبديد ما يشوبها من حين لآخر. وكشف المصدر في «التقدمي» أن جنبلاط سيختتم لقاءاته، في بحر الأسبوع المقبل، بلقاء رئيسَي حزب «الكتائب»، النائب سامي الجميل، وحركة «الاستقلال»، النائب ميشال معوض، وآخرين، وقال إنه لم ينقطع عن التواصل مع عدد من النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» في ظل التنسيق القائم بينهم وبين النواب الأعضاء في «اللقاء الديمقراطي»، في الأمور التشريعية المدرجة على جدول أعمال اللجان النيابية المشتركة. ولفت إلى أن تواصل جنبلاط مع القوى السياسية يأتي في ظل انفتاحه على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سواء عبر اللقاءات المباشرة التي يعقدها معه، أو من خلال تلك التي يتولاها الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. ورأى المصدر نفسه أن تنظيم الاختلاف بين «التقدمي» و«حزب الله» لا يزال قائماً ولم ينقطع، وقال إن القيادي في الحزب النائب السابق، غازي العريضي، يتولى هذه المهمة بتواصله مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، إضافة إلى التواصل من حين لآخر بين جنبلاط الأب ومسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، بينما يتولى النائب وائل أبو فاعور الاتصالات برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لمواكبة القضايا السياسية والمعيشية الملحّة، وضرورة توفير ما أمكن من حلول لها. وكشف أن جنبلاط التقى مطولاً، مساء أول من أمس، النائب طوني سليمان فرنجية، بدعوة من والد زوجة الأخير، رجل الأعمال محمد زيدان، وقال إن النائبين وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ شاركا في اللقاء، إضافة إلى النائب السابق علاء الدين ترو، ومستشار جنبلاط حسام حرب. وقال إنه تخللت اللقاء خلوة اقتصرت على جنبلاط وفرنجية، ووصف الأجواء بأنها كانت إيجابية، وأن اختلافهما في مقاربة الملف الرئاسي لا يبدل من عمق العلاقة التاريخية بين عائلتي جنبلاط وفرنجية. وقال إنهما توافقا على ضرورة تأمين الاستقرار في المؤسسة العسكرية وعلى التمديد للعماد عون، وتأمين النصاب في المجلس العسكري بتعيين رئيس للأركان ومديرين للإدارة العامة والمفتشية العامة. وتوافقا أيضاً، بحسب المصدر في «التقدمي»، على دعم الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار في المؤسسة العسكرية، وعدم شل قدرتها في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان انطلاقاً من العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفه. وفي هذا السياق، كشف المصدر نفسه أن العماد عون اعتذر عن القيام بزيارات عمل إلى الخارج بدعوة من عدد من الدول الصديقة والمانحة. وقال إنه اعتذر عن زيارة الكويت لغياب مَن ينوب عنه في إشارة إلى شغور رئاسة الأركان. وتوقف المصدر أمام الأجواء الإيجابية التي سادت لقاء جنبلاط بوفد نيابي يمثل كتلة «الجمهورية القوية»، وقال بأن لا مشكلة في التمديد للعماد عون، وأن كتلة «القوات» لا ترى ضرورة ربط التمديد له بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لأنه من المبكر الخوض فيه؛ كونه يُحال إلى التقاعد، في مايو (أيار) المقبل. لكن كتلة «القوات» لم تعطِ جواباً على طلب «التقدمي» بأن تعيد النظر في موقفها الرافض لعقد جلسات التشريع للضرورة، لأنه من غير الجائز تعطيل دور المجلس النيابي. وبالنسبة للقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بجنبلاط، علمت «الشرق الأوسط» أن الأخير لبَّى دعوة باسيل إلى البترون، بعد أن تبلَّغ منه بطريقة غير مباشرة بأنه يؤيد تعيين رئيس للأركان، لكنه فوجئ بربط تعيينه بتعيين قائد للجيش ومديرين للإدارة والمفتشية، وهذا ما أدى إلى اقتصار اللقاء على تبريد الأجواء السياسية وتنشيط عمل اللجان المشتركة في مدن وبلدات الجبل بغية تنقية الأجواء وخفض منسوب الاحتقان والتوتر للحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك.

المخاوف من توسع الحرب تفرغ البلدات الحدودية في جنوب لبنان

السكان يفتقدون الأمان... والحركة التجارية في حدودها الدنيا

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... غادر أحمد (38 عاماً) منزله في الخيام بجنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم يعد إلى منزله منذ ذلك الوقت. «لا أفق للعودة ما دامت الحرب قائمة»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، ذلك أن مخاطر الاستهداف «لا تزال مرتفعة جداً بعد ضربة مساء السبت لمنزل مدني في ساحة البلدة»، فضلاً عن أن متطلبات العيش في البلدة «لم تعد متوفرة كما السابق»، في إشارة إلى نقص في البضائع، وإحجام الشركات عن إيصال بضائعها إلى المنطقة. وتبدو المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، حسب زائريها في الأسبوع الأخير، شبه فارغة. يتجدد القصف بشكل يومي ويطال مختلف بلدات المنطقة الحدودية الممتدة على أكثر من 110 كيلومترات، بعمق يتراوح بين 5 و8 كيلومترات. «فجأة تندلع الاشتباكات ويعلو دويّ القذائف»، يقول زائروها، فيما لا تفارق المسيّرات الإسرائيلية أجواء المنطقة. وغادر معظم سكان منطقة الجنوب في الأسبوع الأول من الحرب منازلهم. من يمتلك منزلاً في بيروت انتقل إليه، ومن استطاع أن يستأجر منزلاً في بيروت أو النبطية أو صيدا، انتقل إليه أيضاً، ولم يبقَ هناك إلا «من لم يخرج من بيته طوال حياته، أو من اضطره عمله للبقاء، مثل المزارعين ومربي الماشية»، حسبما يقول السكان الذين يتوجسون أن تطول الأزمة، ما يحرمهم من العودة إلى منازلهم. وأثار امتداد القصف على مدى 40 يوماً، مخاوف من أن تتحول المناطق في الجنوب إلى قرى مواجهة تعيش التوتر على إيقاع أي توتر آخر في غزة. ويفتقد سكان المنطقة الآن لـ«الأمان» الذي اختبروه على مدى 17 عاماً. أحجم أهالي المنطقة الذين يقيمون في بيروت، عن ارتياد قراهم ومنازلهم في عطلة نهاية الأسبوع. كما لم يجرؤ كثيرون على زيارة قراهم لجمع محصول الزيتون في الموسم الحالي. وقد نزح آلاف السكان المقيمين في الأسبوع الأول، خوفاً من توسع رقعة المعركة إلى حرب كبيرة. ونزح السكان من نحو 38 بلدة وقرية ممتدة على طول الحدود من شبعا شرقاً، إلى الناقورة غرباً، وقد خلت بعض القرى المواجهة التي تشهد توتراً دائماً من نحو 90% من سكانها الذين عادة كانوا يقيمون فيها في الشتاء. وتشير تقديرات «الدولية للمعلومات» إلى أكثر من 40 ألف نازح من جنوب لبنان باتوا يتوزعون على عشرات المناطق، منها صور وصيدا والضاحية الجنوبية لبيروت وقضاءا الشوف وعاليه في جبل لبنان الجنوبي، بينهم نحو 10 آلاف يقيمون في مراكز إيواء.

خطط المستقبل

على مدى 40 يوماً من القصف المتبادل بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية، بدأت تتبلور صورة مختلفة للمنطقة الحدودية التي شهدت طوال 23 عاماً، حيوية كبيرة لجهة إقامة السكان فيها، خصوصاً في فترة الصيف، وشهدت حركة عمرانية كبيرة، وارتفعت إثرها أسعار العقارات والأراضي، فضلاً عن الحركة السياحية صيفاً، والمشاريع التي افتُتحت مدفوعة بـ«أمان وفرته قواعد الاشتباك»، كما كان يقول السكان. اليوم تبدّل الواقع. تصف منى (55 عاماً) الطريق إلى قريتها بـ«المغامرة». وتشير إلى «طرقات مقفرة، ونادراً ما يلتقي زائر المنطقة بسيارة متوجهة إلى المكان أو خارجة منه». تسيطر على الطرقات آليات الجيش وقوات «اليونيفيل» وسيارات الإسعاف. «لا نعرف إلى متى سنبقى على هذه الحالة»، تقول منى، مشيرة إلى أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو لأشهر «سأضطر لمغادرة البلاد كلياً». وينعكس هذا الواقع على خطط الحياة في المنطقة. يعرب كثيرون عن قلقهم مما حدث، وهو أمر يدفعهم للتريث في استئناف أعمال البناء أو الاستثمار في المنطقة. ويقول عباس، وهو من سكان بيروت، إنه دفع نحو 80 ألف دولار لبناء منزله في قريته بالمنطقة الحدودية لقاء قضاء الصيف فيه، مضيفاً: «ما حدث الآن يمكن أن يقوّض أي خطة في المستقبل لدفع أي تكاليف لتحسين المنزل أو إتمام بنائه، لأن هذا التوتر يمكن أن يتكرر في المستقبل، وقد لا تنتهي الأمور بتبادل للقصف».

تبدّل بالنشاط الاقتصادي

وقلصت حركة النزوح إضافة إلى التوتر، إلى حد كبير، الحركة التجارية في المنطقة، حيث أحجمت شركات كثيرة عن إرسال شاحناتها المحملة بالبضائع إلى المناطق الجنوبية، وذلك خوفاً من أي تطور أمني، ما اضطر أصحاب متاجر البقالة والمهن الصغيرة إلى ارتياد المدن مثل النبطية وصور وغيرهما من البلدات الكبيرة التي تتضمن مستودعات غذائية، بغرض التبضع لمتاجرهم. وفي الوقت نفسه، تقلص النشاط التجاري، كما توقف القسم الأكبر من مشاريع البناء، علماً أن المنطقة كانت، حتى الشهر الماضي، تشهد ازدهاراً بحركة العمران الضخمة، وذلك إثر مغادرة السكان وتوقف الورش خوفاً من حرب كبيرة أو استهداف إسرائيلي لمنازل المدنيين، يقضي على استثمارات بعشرات آلاف الدولارات.

«حزب الله» يخفض سقف المواجهة إلى «الدفاع»

«اليونيفيل» تسعى لإيجاد مسار نحو التهدئة الكاملة بجنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) «العمل على إيجاد مسار نحو التهدئة الكاملة» في جنوب لبنان إثر تبادل القصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي الذي دخل يومه الـ39، وطاول الأربعاء بلدة برج الملوك التي تسكنها أغلبية مسيحية، للمرة الثالثة منذ بدء المعركة، وسط تعهد «حزب الله» بالدفاع في حال قررت إسرائيل توسيع الحرب إلى العمق اللبناني. وأكدت «اليونيفيل» الأربعاء التزامها باستعادة الاستقرار في جنوب لبنان وتخفيف حدة التوتر والعمل على إيجاد مسار نحو التهدئة الكاملة. وقالت البعثة عبر منصة «إكس» إن رئيس البعثة وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو أطلع ممثلي البلدين المساهمة بقوة للسيطرة على الوضع في جنوب لبنان. وأضافت: «تبقى اليونيفيل ملتزمة باستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، وتخفيف حدّة التوتر، والعمل على إيجاد مسار نحو التهدئة الكاملة». وبموازاة استمرار القصف، أصدر «حزب الله» موقفاً واضحاً بعدم توسعتها، إذ رمى نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم كرة الحرب في مرمى إسرائيل مؤكدا في الوقت عينه أنه لا خيار أمام المقاومة إلا الدفاع إذا قررت إسرائيل الحرب. وقال قاسم في حديث إلى صحيفتي «الموندو الإسبانية» و«كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «عندما تحصل حرب ضدنا من قبل إسرائيل لا خيار أمامنا إلاّ أن ندافع بالغالي والرخيص، وبالتالي لا نسأل إذا حصلت الحرب لماذا تقاومون؟ وإذا كان البعض يريد أن يعلم إذا كنا نخشى من تهديدات إسرائيل فنحن لا نخشى منها، وإذا قررت إسرائيل حربا فسنواجه بكل ما أوتينا من قوة لنسقطها ولنا كل الثقة أننا سنربح كل حرب ممكن أن نخوضها مع الكيان الإسرائيلي». وأشار قاسم إلى أن حصول الحرب في لبنان مرتبط بالتطورات في غزة وبمبادرة إسرائيل في الحرب، «وهذه من الأمور التي نجهلها الآن ولكن الاحتمال وارد ولا نستطيع أن نجزم بحصوله». وبقي تبادل إطلاق النار بين الطرفين مضبوطاً حتى الآن، إذ أعلن «حزب الله» في ثلاثة بيانات منفصلة، استهداف مواقع حدب يارون وجل العلام وثكنة راميم بالأسلحة المناسبة، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن استهداف محيط مستوطنة كريات شمونة بالصواريخ. وفي لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بتحليق للطيران الحربي الاستطلاعي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، وبقصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدة ميس الجبل، فضلاً عن قصف مدفعي مباشر على محيط الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب. كذلك استهدفت المدفعية الإسرائيلية منزلا في بلدة حولا، وسقطت قذائف في أطراف بلدة عديسة، فضلاً عن قصف استهدف بلدة برج الملوك التي تسكنها أغلبية مسيحية في قضاء مرجعيون، وهو قصف للمرة الثالثة منذ بدء الحرب واستهدف أطرافها. وفي القطاع الشرقي أيضاً، قصفت المدفعية الإسرائيلية المرتفعات المتصلة بمزارع شبعا، إضافة إلى منطقة «الخريبة» بين الخيام وابل السقي، فيما سُجل انفجار صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية في أجواء سهل مرجعيون. وكان الجيش الإسرائيلي أطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، فيما لم يغب الطيران الاستطلاعي عن أجواء المنطقة وحتى الساحل البحري ومجرى نهر الليطاني صعودا من جسر القاسمية وحتى قاقعية الجسر.

توثيق استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض بجنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال أحمد بن شمسي، مدير التواصل في منظمة «هيومن رايتس ووتش» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن المنظمة وثّقت، للمرة الأولى، استخدام إسرائيل الفسفور الأبيض على الحدود مع لبنان. وأضاف، في تصريح، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل ارتكبت ما قد يصل إلى «جريمة حرب» في جنوب لبنان باستهدافها سيارة تُقلّ مدنيين، في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ودعت «هيومن رايتس ووتش» إلى فتح تحقيق بعد ضربة إسرائيلية أودت بحياة امرأة وحفيداتها الثلاث في جنوب لبنان، في الخامس من نوفمبر الحالي. وقال بن شمسي: «رصدنا أدلة على أن الضربة الإسرائيلية غير القانونية استهدفت سيارة كانت تُقلّ عائلة يوم 5 نوفمبر الحالي، وأدت تلك الضربة إلى مقتل ثلاث فتيات قاصرات، وجدّتهن، وإصابة الوالدة التي كانت معهن في السيارة». وأضاف: «العائلة كانت متوجهة من جنوب لبنان إلى بيروت، هاربة من قصف عنيف شنّته القوات الإسرائيلية على جنوب لبنان». وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، على أثر الضربة، أنه قصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، بينها مركبات. وردّاً على ذلك، أفاد بن شمسي بأن «الجيش الإسرائيلي قال إن المركبة كان على متنها إرهابيون، على حد قوله، لكن لم يقدموا أي دليل لتبرير ادعائهم أن السيارة كانت مشبوهة». وعن تفاصيل التحقيق الذى أجرته «هيومن رايتس ووتش» بشأن استهداف السيارة، قال بن شمسي: «لم نجد أي دليل على وجود أي هدف عسكري في المنطقة المجاورة للسيارة التى استهدفتها إسرائيل». وقال إن المنظمة جمعت معلومات من خلال الحديث مع قريب للضحايا كان في سيارة أخرى تُرافقهن في الرحلة إلى بيروت، ومسؤول فريق الدفاع المدني الذي توجّه إلى موقع الضربة بعد وقوعها مباشرة، إلى جانب مقاطع مصورة لفحص آثارها. ووفق بن شمسي، تواصلت المنظمة المُدافعة عن حقوق الإنسان مع رئيس المستشفى الذي نقل إليه الضحايا، وأكد لهم أن القتلى أجسادهم محترقة بالكامل جراء الضربة الإسرائيلية. وتفجّر قصف متبادل شِبه يومي بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية وفصائل فلسطينية مسلَّحة في لبنان من ناحية أخرى عبر الحدود، في أعقاب اندلاع الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وعبّر أرولدو لاثارو، القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، اليوم، عن قلقه العميق إزاء الوضع في جنوب البلاد، واحتمال وقوع أعمال عدائية «أوسع نطاقاً وأكثر حِدّة». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إنه أوعز للجيش بالاستعداد لجميع السيناريوهات بشأن القصف المتبادل مع «حزب الله» اللبناني. ونقل أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء، عن نتنياهو قوله: «لا أقترح على (حزب الله) أن يجرب إسرائيل، فهذه ستكون أكبر خطيئة ارتكبها». وفيما يخص التعهد بإجراء تحقيقات، قال بن شمسي: «هناك سوابق كثيرة تعهدت إسرائيل فيها بالتحقيق في الأخطاء والاستهداف المباشر للمدنيين، ولم يحققوا أو لم يصلوا إلى أي شيء يُذكَر».

الفسفور الأبيض

كشف بن شمسي أنه للمرة الأولى «وثّقت (هيومن رايتس ووتش) استعمال الفسفور الأبيض، وهو انتهاك للقوانين الدولية التي تحظر استعمال مثل تلك الأسلحة فوق مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وهو ما وقع في جنوب لبنان، وكذلك في غزة». وأصدرت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، في أكتوبر الماضي، تقريراً قالت فيه إنها توصلت «استناداً إلى فيديوهات جرى التحقق من صحتها وروايات شهود، إلى أنّ القوات الإسرائيليّة استخدمت الفسفور الأبيض في عمليات عسكرية نفّذتها في لبنان وغزّة، يومي 10 و11 أكتوبر على التوالي. تُظهر الفيديوهات عدّة انفجارات جويّة للفسفور الأبيض أُطلق بالمدافع فوق ميناء مدينة غزّة وموقعين ريفيين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية». وأشار التقرير إلى أن الفسفور الأبيض، الذي يمكن استخدامه ستاراً دخانياً أو سلاحاً، قادر على التسبب في أضرار للمدنيين جرّاء الحروق الشديدة التي يسببها وآثاره طويلة الأمد على الناجين. وقال إن استخدامه في مناطق مكتظة بالسكان يمثل «انتهاكاً لمتطلبات القانون الدولي التي تقضي بأن تتخذ أطراف النزاع كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إصابة المدنيين ووقوع خسائر في الأرواح».

استهداف المدنيين

وشدّد بن شمسي على أن استهداف المدنيين انتهاك صارخ للقانون الدولي، وقال: «علي إسرائيل أن تقدم أدلة، لا يكفي أن تقول ما تشاء، إذا قتلت مدنيين». وأوضح أن قانون الحرب ينص على أنه «على جميع الأطراف بذل كل جهد ممكن للتحقق من الأهداف العسكرية، وهي أهداف مشروعٌ استهدافها، وفي حالة الشك فيما إذا كان الهدف مدنياً أو عسكرياً، لا تتم المهاجمة، لا يمكن استهداف مدنيين، على كل حال». وقال المسؤول فى «هيومن رايتس ووتش»: «دورنا يقتصر على توثيق الانتهاكات، وفضحها أمام الرأي العام والدفع أو المناصرة لتحقيق العدالة فقط، أما تحقيق العدالة فيرتبط بمحاكمة إسرائيل». وأوضح بن شمسي: «بموجب قانون الحرب، يجب على جميع الأطراف المتحاربة فتح تحقيق، وإسرائيل قالت إنها فتحت التحقيق، لكن كانت هناك تحقيقات سابقة لم تصل إلى أية نتيجة ملموسة». ومنذ بدء التصعيد في جنوب لبنان، قُتل 88 شخصاً، بينهم 11 مدنياً، وفق تقارير صحفية.

أطباء لبنان يخشون انهيار مستشفياتهم المستنزفة... إذا تصاعدت الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط»..من مكتبه المطل على الحدود مع إسرائيل، يستطيع الطبيب مؤنس كلاكش سماع دوي قذائف المدفعية والغارات الجوية التي تسقط على البلدات اللبنانية القريبة، بحسب تقرير أعدته «رويترز». وبثت الوتيرة المتزايدة لهذه الهجمات الرعب في قلوب العاملين في مستشفاه الصغير وجعلت القلق يستبد بهم. وقال كلاكش: «إلى الآن عالجنا 51 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة القصف في الشهر الماضي تقريبا. توفي أو وصل 17 منهم قتلى. وأكثر من هيك بننهار». وأضاف كلاكش، مدير مستشفى مرجعيون في جنوب لبنان، أنه يخدم نحو 300 ألف شخص في المنطقة. والمستشفى فيه 14 سريراً للطوارئ، ويكافح من أجل العمل بسبب نقص الموظفين، والأهم من ذلك، نقص الوقود. ويعمل المستشفى بالمولدات لمدة 20 ساعة يومياً، ويتعين عليه دفع ما يصل إلى 20 ألف دولار شهرياً مقابل الوقود. وقال كلاكش: «لم يعد أي من هذه الأموال يأتي من الحكومة. نعتمد على الأموال المتوفرة في المستشفى من أسبوع إلى آخر». وإذا نفد الوقود، فسُيغلق المستشفى. وأوضح كلاكش «لا نستطيع إطفاء أقسام من المستشفى». وهناك العشرات من المستشفيات العامة الأخرى معرضة للخطر أيضاً، وجعلها الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ 2019 قادرة بالكاد على التكيف في وقت السلم. والآن، يدفع الصراع المتصاعد على الحدود الجنوبية مع إسرائيل قطاع الرعاية الصحية إلى أزمة جديدة. ويشعر الأطباء بالقلق من أن الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط قد تمتد إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار. واندلع القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعدما دخلت إسرائيل وحركة «حماس» في حرب منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأطلق «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران وحليف «حماس»، صواريخ على القوات الإسرائيلية، فيما قصفت إسرائيل مناطق على امتداد الحدود في هجمات متزايدة تثير المخاوف من اتساع نطاق الصراع. وهذه أكثر أعمال العنف دموية بين إسرائيل و«حزب الله» منذ أن خاضا حربا مدمرة في 2006، وأدت إلى مقتل أكثر من 70 من «حزب الله» وعشرة مدنيين لبنانيين وعشرة إسرائيليين، معظمهم جنود. وتتساقط القذائف على المدن والقرى اللبنانية بشكل يومي. ونال المستشفى الموجود أعلى التل في مرجعيون نصيبه من الأزمات الإنسانية الأسوأ. فقد أجلى الأطباء المرضى تحت الضربات الجوية خلال الغزو الإسرائيلي عام 2006 والذي قتل فيه المئات. وفي الثمانينات، أدى غزو إسرائيلي آخر إلى عزل جنوب لبنان عن بقية البلاد. لكن هذه المرة، يقول كلاكش والأطباء في المستشفيات الأخرى إنهم غير مجهزين للتعامل مع مستويات العنف الحالية، ناهيك عن حرب كبرى أخرى. وفي السنوات القليلة الماضية، يخرج لبنان من أزمة ليدخل في أخرى. ودفع الانهيار المالي منذ 2019 والانفجار المروع في مرفأ بيروت عام 2020 لبنان إلى حافة الهاوية. فالأموال الحكومية نفدت، وآلاف الأطباء والممرضات غادروا البلاد، وانخفضت ميزانيات المستشفيات.

«نتوقع حالات إضراب بالمستشفيات»

ومستشفى مرجعيون ليس استثناء. ويقول كلاكش إن كثيراً من موظفيه غادروه إلى مدن أكبر أو دول أجنبية. وأضاف «كان لدينا أربعة أو خمسة جراحين عام 2006، ومختصون بالعظام وطب النساء، أما الآن لدينا مختص واحد بكل مجال، ويعملون لساعات طويلة جداً من دون أي تبديل». وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ميزانيتها لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات. وأرسلت على عجل مستلزمات علاج الصدمات إلى المستشفيات الحكومية هذا الأسبوع، في توقع للأسوأ. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها زودت المستشفيات، ومنها مرجعيون، بالوقود. وقال جراح في مستشفى خاص في النبطية القريبة إن مساعدات الطوارئ لن تصل إلى هذا الحد إلا مع احتدام القتال. وأضاف الطبيب موسى عباس «أي مستشفى بلبنان يستطيع أن يستوعب في حدود 40 إلى 50 حالة بالأسبوع، أي مستشفى لبنان لا يملك الجهوزية التامة». وقال كلاكش إن النزوح اللبناني بعد الأزمة المالية يعني على الأقل أنه لم يتبق سوى عدد أقل من الأشخاص للعلاج. لكن تدفق المرضى من شأنه أن يسد الممر الضيق الذي يؤدي إلى غرفة الطوارئ المشتركة ومنطقة الاستقبال. عمد كلاكش إلى تجهيز المستشفى وتجديده في الأشهر التي سبقت الانهيار المالي، عندما كانت الأموال الحكومية متاحة. اشترى آلات غسل الكلى ونقل غرفة الغسل إلى مبنى خارجي لتوفير مساحة أكبر لعلاج المرضى. لكنه يشعر بالقلق من أن يختفي كل ذلك في غارة جوية، ويراقب برعب التقاعس عن حماية الأطقم الطبية في غزة. وأدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى تدمير 25 مستشفى في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقالت السلطات اللبنانية إن قذيفة إسرائيلية أصابت مستشفى صغيرا بالقرب من الحدود الأسبوع الماضي. وقال كلاكش: «الخوف من قصف المستشفيات أكيد موجود، هذا قدرنا. واجبنا نكون موجودين هنا ونبقى مستمرين حسب الإمكانات الموجودة والمتوفرة لدينا، وإن شاء الله نتمنى ألا تتطور الأمور نحو الأسوأ».

مجلس النوّاب يرفض تشكيل لجنة لتقصّي حقيقة "ضياع" الودائع!

نداء الوطن..أكّدت مصادر مالية مطّلعة أنّ الزيارة الأخيرة لبعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان في أيلول الماضي، تخلّلها نقاش مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من النواب حول مسألة الودائع، وكيف أنها تقف حجر عثرة أمام تنفيذ الاتفاق مع الصندوق الذي وقّعه لبنان في نيسان 2022. وكشفت المصادر لـ»نداء الوطن» عن معطى بقي طي الكتمان طيلة الأشهر الماضية مفاده أنّ رئيس البعثة، وبعد عناد النواب وشعبويتهم في مسألة ردّ الودائع كاملة لأصحابها من دون تحديد الكيفية بشكل علمي أو واقعي قابل للتنفيذ، اقترح تشكيل لجنة تقصّي حقائق برلمانية لمعرفة كيف صرفت تلك الودائع، وعلى النتائج يبنى مصير المسؤولية عن سدادها، كلياً أو جزئياً، بين المصارف والدولة. لكن هذا الطلب جُوبه بالرفض النيابي ما فاجأ أعضاء البعثة، كما فاجأتهم حالة الإنكار المستمر لحجم الخسائر، مع إمعان مضحك في تسميتها «فجوة»! ولفتت المصادر الى أنّ المجلس النيابي شكّل في 2020 لجنة لتقصي حقيقة خسائر القطاع المالي، لكنه يرفض الآن تكرار «التجربة العظيمة» في قضية الودائع التي يدور حولها جدل واسع في البلاد، وتحول دون إحراز أي تقدم يذكر في برنامج الإصلاح المالي والاقتصادي المنتظر منذ نحو 4 سنوات. ورأت المصادر أنّ مجلس النواب يتهرب من دوره ملقياً اللوم على الحكومة فقط، علماً أنّ في المجلس مشروع قانون لضبط السحوبات والتحويلات (كابيتال كونترول) لا يجد طريقه للإقرار بادعاء وجود خلافات عليه. وكان مجلس النواب عدّل قانون السرية المصرفية مرتين، لكنه بقي دون طموحات صندوق النقد الذي يجدّد طلب تعديله. وفي البرلمان خلاف عميق أيضاً على مشروع القانون الذي يرمي إلى إعادة التوازن للنظام المالي. وقالت المصادر: «هذا غيض من فيض تقاعس البرلمان اللبناني عن القيام بدوره إن على مستوى اللجان أو على مستوى عدم انعقاد الهيئة العمومية في ظل غياب رئيس الجمهورية». والى ذلك أضافت المصادر: الاصلاح الضريبي الذي يطالب به صندوق النقد هو موضوع خلاف ولا يجد آذاناً صاغية في الحكومة والبرلمان. المطالبون بتقييم أوضاع المصارف يتجاهلون أن ذلك التقييم موجود في لجنة الرقابة على المصارف، ويمكن للحكومة والبرلمان طلبه ليبنى على الشيء مقتضاه بعيداً من إلقاء تُهم التقصير التي باتت «مكشوفة المآرب»، على حدّ تعبيرها. ويذكر أنّ الاتفاق المبدئي مع الصندوق ينصّ على الحدّ من اللجوء الى الأصول العامة وايراداتها لإطفاء الخسائر وردّ الودائع. بينما يحاول نواب إلقاء كامل المسؤولية على الدولة التي عليها إعادة هيكلة الدين القديم والتزام سداده، والإقدام على دين عام جديد وزيادة إنفاقها الاجتماعي على سكان يرزح 80% منهم عند خطوط الفقر المتعددة الأبعاد، فضلاً عن إنفاق استثماري على بنية تحتية متهالكة. وفوق هذا كله عليها تحمل المسؤولية الأولى عن ردّ الودائع. ورأت المصادر شبه استحالة في هذه المعادلة. وتختم المصادر: «اذا كان في استطاعة اللبنانيين اجتراح معجزة فسيكون صندوق النقد سعيداً جداً، ويتعلم من التجربة إذا نجحت، لكن من دون زجّه عنوةً الآن في محاولة يؤكد أنّ نجاحها من رابع المستحيلات» ...



السابق

أخبار وتقارير..دولية..الجيش الإسرائيلي يعترف بمصرع ضابطين برتبة نقيب شمال غزة..نتنياهو يحث الجيش الإسرائيلي على الاستعداد لجميع السيناريوهات بشأن حزب الله..البيت الأبيض يقول إنه لا يؤيد قصف المستشفيات جوا..فرنسا تجمد أموال وأصول قائد كتائب «القسام» ونائبه..بايدن وشي وجهاً لوجه اليوم أملاً في استقرار العلاقات..برلين تزود أوكرانيا بـ32 دبابة «ليوبارد» أخرى..لا طريق واضحاً لمواصلة تقديم المساعدات الأميركية لأوكرانيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..للمرة الثانية.. القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى الشفاء..الجيش الإسرائيلي ينشر جرافات في مجمع الشفاء بغزة..مجلس الأمن يخرج عن صمته.. ويدعو لـ"هدنات إنسانية" بغزة..الصليب الأحمر الدولي يؤكد أن ما يجري في مستشفى الشفاء «يُفطر القلب»..الدعم الأميركي يتراجع من الحرب إلى الهدنة ..الجيش الإسرائيلي يفجّر مقر المجلس التشريعي بالقطاع..وثيقة مسربة من البنتاغون..واشنطن زادت مساعداتها العسكرية لتل أبيب «سراً»..نتنياهو: سنصل إلى كل مكان في غزة.. ولا مخبأ لحماس..الأمم المتحدة: "مذبحة" غزة يجب أن تتوقف..كيف تعمل متاهة الأنفاق أسفل قطاع غزة؟..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,392,707

عدد الزوار: 6,989,380

المتواجدون الآن: 70