أخبار لبنان..ملف لبنان في الدُّرج إلى ما بعد القمة العربية..رصْدٌ متزايد لاتجاهات الريح في الملف الرئاسي..أعداد اللبنانيين المحتاجين تضاعفت 4 مرات في سنة..جنبلاط من عين التينة: لضرورة التشاور لمحاولة فتح آفاق الملف الرئاسي..السفير السعودي: انتخاب الرئيس يأتي من داخل لبنان وليس من خارجه..المخاوف اللبنانية من توطين النازحين تتوسع..سياسيون يتذكرون سيطرة «حزب الله» على بيروت: يوم مشؤوم بتاريخ لبنان..

تاريخ الإضافة الإثنين 8 أيار 2023 - 4:01 ص    عدد الزيارات 517    القسم محلية

        


ملف لبنان في الدُّرج إلى ما بعد القمة العربية...

منير الربيع.. الجريدة...تتركز كل الأنظار على القمة العربية التي ستعقد يوم 19 الجاري في السعودية. وأصبح لبنان في حاجة إلى انتظار انتهاء القمة ومعرفة مقرراتها، في ظل التطورات الكثيرة التي حصلت، وآخرها الإصرار على إعادة سورية إلى مقعدها بالجامعة العربية، وسط معلومات تتحدث عن احتمال زيارة سيجريها الرئيس السوري بشار الأسد إلى المملكة، ربما تكون قبل انعقاد القمة، لا سيما أن الأسد كان قد أكد في لقاءات مع مسؤولين عرب أن إصراره وتركيزه واهتمامه مُنصبّ على العلاقات الثنائية وتعزيزها، وليس على عودته إلى الجامعة العربية. وفي حال حصلت الزيارة، فستحمل الكثير من الدلالات حيال ملفات متعددة في المنطقة، ومن بينها الملف اللبناني. هذا الكلام يتقاطع مع معلومات أخرى تفيد بأن البحث الإيراني - السعودي في الملف اللبناني سيبدأ بعد انتهاء أعمال القمة العربية، إذ تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الاتفاق الإيراني - السعودي انعكس بداية على الملف اليمني، فحققت السعودية ما أرادته في اليمن من خلال تكريس الاستقرار ووقف الحرب، تمهيداً للوصول إلى حلّ سياسي. وثاني الانعكاسات كان في سورية، من خلال التقارب السعودي مع دمشق، وهو من شأنه أن يريح الإيرانيين بشكل أو بآخر، لا سيما أن كل خطوات التقارب من قبل دمشق مع الدول العربية كانت منسقة مع طهران. وأصبح معروفاً أن استراتيجية التفاوض السعودي - السوري تقوم على مبدأ خطوة مقابل خطوة، وهي تبدأ من ملف «الكبتاغون» ومكافحته ووقف تهريبه، إضافة إلى ضبط الحدود، وستنتقل فيما بعد إلى وضع آليات تطبيقية لإعادة أعداد من اللاجئين من الأردن، بانتظار الوصول إلى مراحل ثانية تتعلق بالعمل على إعادة إعمار المناطق التي سيعودون إليها، وحصول النظام على مساعدات، فيما تبقى مسألة الحوار السياسي للوصول إلى حل مؤجلة إلى مرحلة لاحقة. ووفق هذا المعيار، فإن لبنان حتى الآن لا يزال جانباً وعلى هامش هذه المفاوضات، فيما تشير المصادر الدبلوماسية المتابعة إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وخلال وجوده في لبنان ولقائه الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، كان واضحاً في أن الملف الرئاسي اللبناني قد يتحرك في الفترة الممتدة بين ما بعد منتصف الشهر الجاري وأواخر الشهر المقبل، وشدد على نقطتين أساسيتين، الأولى وجوب تزخيم الحراك السياسي اللبناني في سبيل الوصول إلى اتفاق رئاسي، والثانية هي ضرورة الاتفاق على آلية انتخاب الرئيس وهويته، مع تأكيد عدم الحاجة للذهاب إلى استفزاز السعودية أو انتخاب الرئيس بطريقة المواجهة معها، أو أنها لا توافق عليه، خصوصاً أن الوزير الإيراني أكد حرص بلاده على تطبيق الاتفاق مع السعودية وتطويره وتحقيق نتائجه. ويتركز كل الاهتمام العربي والسعودي، حالياً تحديداً، على ضرورة إنجاح القمة العربية، علماً بأن السعودية تريدها أن تكون قمّة كاملة النصاب ولا يغيب عنها أحد، فيما لبنان سيتمثّل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، نظراً لعدم القدرة على الاتفاق بين اللبنانيين في سبيل انتخاب الرئيس قبل موعد القمة. وفي هذا الوقت، فإن التحركات السياسية مستمرة على الساحة اللبنانية بين الأطراف المختلفة، ولا سيما على ضفة المعارضة التي تبحث عن مرشّح يمكن الاتفاق عليه، وفي هذا السياق تشير مصادر متابعة إلى أن هذه التحركات مستمرة في سبيل الاتفاق على اسم أو أكثر يمكن اعتماد ترشيحهم من قبل القوى المعارضة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

رصْدٌ متزايد لاتجاهات الريح في الملف الرئاسي

لبنان ينضمّ إلى «لجنة المراقبة» العربية للحلّ في سورية

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

كلما وُضع ملف إقليمي على طريق «نزْع أشواكه» وبقيَ لبنان يتخبّط في أزماته، ازدادت الخشيةُ من أن يَمْضي الوطن الصغير خلف «الأسلاك الشائكة» التي شكّلت في «نسختها» الممتدّة منذ 2005 امتداداً لـ «فالق» الصراع الكبير في المنطقة الذي عاود تحريكَ تناقضات لبنانية لم يطْوِها انتهاء الحرب الأهلية التي لم تُمحَ ترسيماتها بالكامل وإن تبدّلت «خطوطُ تَماسها». وفيما كانت بيروت تستعيد أمس الذكرى 15 لـ 7 مايو 2008 الذي انطبع بما عُرف بـ «غزوة حزب الله» لبيروت ومحاولة اقتحام الجبل والذي شكّل أوّل تطور كاسِرٍ للتوازنات «بالنص» عبر اتفاق الدوحة الذي انتزع فيه الحزب وحلفاؤه ثلثاً معطّلاً في الحكومات اعتُبر بمثابة إرساء «مثالثة مقنّعة» في النظام مهّدت للإفراج عن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية (25 مايو 2008)، كان 7 مايو 2023 ينطبع بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من 11 عاماً مستفيدةً من وقائع ميدانية حجزتْ معها طهران لنفسها ولمحورها عبر أذرعها «ثلثاً معطلاً» وأكثر في المنطقة. وإذا كانت استعادة سورية مقعدها في الجامعة تفيأتْ تحوّلاتٍ كبرى في المنطقة التي انتقلتْ من «تمزيقِ الخرائط» في سياق حربِ النفوذ والأدوار إلى «خياطة الجِراح»، وإن على قاعدة دفتر شروط وُضع لدمشق لبلوغ حلّ متكامل للأزمة السورية وفق مبدأ «الخطوة مقابل خطوة» وارتكازاً على قرار مجلس الأمن 2254 وبيانيْ اجتماعيْ جدة وعمان، فإنّ هذا المسارَ المتدرّج من «إخماد النيران» في الساحات الملتهبة لا يشي بأن تصيب تأثيراته الإيجابية «بلاد الأرز» أقلّه في المدى القريب، وسط اعتقادٍ بأن الآثار العميقة لـ 7 مايو 2008 ضيّقت هوامش التسويات التي تتيح أن يُحكم لبنان بقوة التوازن وليس موازين القوى المختلّة لمصلحة «حزب الله». وفي حين التقط لبنان الرسمي أنفاسَه بعدما تم ضمّه إلى لجنة اتصال وزارية مكوّنة من الأردن، السعودية، العراق، ومصر والأمين العام للجامعة العربية مهمتها «متابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة يعالج جميع تبعاتها»، وذلك بعدما غاب عن كل الحِراك السابق حول هذه الأزمة التي يُعتبر من أشدّ المتأثرين بها عبر عبء النزوح، فإنّ مسارَ «تصفير المشكلات» في المنطقة بدا أبعد من أن يفعل فعله على الساحة المحلية المأخوذة بمأزق الانتخابات الرئاسية التي من السوريالية أن يتحوّل وقوف دول معنية بالواقع اللبناني بإزائها سواء على الحياد أو «بصفة مراقِب»، عاملاً سلبياً في ضوء مسألتين:

الأولى قصور الأطراف اللبنانية عن إعلاء المصلحة الوطنية فوق حسابات الصراع، سواء بمعناه الاستراتيجي الذي ارتُهن لبنان له منذ 2005، أو السلطوي الضيّق، وعدم ممانعتها المضي بالحروب الصغيرة ولو فوق «أشلاء» الدولة وحتى آخِر رمَق لآخِر لبناني.

والثاني ما سبق أن نبّهتْ منه قوى في ما كان يُعرف بـ 14 مارس من أن الإفراط في التعامل بـ «واقعية سياسية» مع الوقائع التي فُرضت بالقوة في الأعوام الـ 18 الماضية وما شهدتْها من قضْم ممنهَج لتوازنات النظام وتفريطٍ بنقاط «القوة والصمود» التي كان يشكّلها وجود معارضة عابرة للطوائف وبعناوين سياسية – سيادية واضحة، سيعني في لحظة حصول متغيرات في الصراع الإقليمي وانتفاء أو «انطفاء» دور «حزب الله» كـ «مشكلة إقليمية» أن يبقى «مشكلة لبنانية» يُخشى أن يكون القطار فات على تفكيكها بما يسرّع في شفاء «بلاد الأرز» من أزماتها المالية والسياسية المتشابكة.

وهذا البُعد تحديداً هو الذي يخيّم على مآلات الأزمة الرئاسية التي لم «يتآلف» الداخل بعد مع معاني تأكيد أن كرتها في ملعب اللبنانيين «كي يساعدوا أنفسهم ليساعدهم الخارج»، حيث يستمرّ التمعّن الزائد في التحولات الإقليمية ومآلاتها وانتظارُ «وصفة سحرية» خارجية في حين أن عواصم القرار أعلنتْ أن «الترياق في لبنان» حيث تحتدم المناورات والأفخاخ تحت مسميات الحوار وشروطه. وفي الإطار بقي التركيز على حركة السفير السعودي وليد بخاري الذي كان زار مساء السبت رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، معلناً «لطالما أكدنا أن الحلول المستدامة تأتي من داخل لبنان وليس من خارجه». وقد أوضح النائب وائل أبوفاعور الذي حضر اللقاء «أن السفير بخاري عاود تأكيد ثوابت الموقف السعودي إذ إن المملكة تدعو الى انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت وبتوافق اللبنانيين وذلك من أجل تفادي المزيد من الانهيار، وهي ليس لديها أي مرشح للرئاسة ولا فيتو لها على أي مرشح بل تتمنى توافق اللبنانيين وتعتبر الاستحقاق الرئاسي استحقاقاً سيادياً لبنانياً». بدوره أوضح النائب بيار بوعاصي، الذي كان شارك في لقاء السفير السعودي مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قبل 5 أيام، أن بخاري «أتى لنقل رسالة شفوية من المملكة للأطراف اللبنانية مفادها، ما نكرره دائماً، بأن الشأن الرئاسي اللبناني أمر سيادي يتعلق بالطبقة السياسية، وبالتالي المملكة، لم ولن تتدخل فيه لا سلباً ولا ايجاباً، وهذا تكريس لموقف حيادها، وقد اتخذت صفة المراقب والمحايد للعملية السياسية». بوعاصي الذي تمنى لو أن «كل القوى الإقليمية والدولية تتخذ موقفاً مماثلاً»، أشار إلى أن «التأثير الخارجي يتطلب القدرة والنية، والسعودية لها القدرة ولكن لا نية لديها، أما ايران فتملك الأمرين معاً، وزيارات (الوزير حسين أمير) عبداللهيان خير دليل، والجميع يعلم مدى قوة تأثير بلاده على حزب الله». وأضاف: «الثنائي صوّت بورقة بيضاء وعطل العملية الدستورية المؤسساتية لأشهر، ولو أرادت إيران فعلاً تسهيل الاستحقاق الرئاسي، لكان انعكس ذلك ايجاباً على حزب الله، فالموقف الأفضل عندها يتمثل باتخاذها الحياد، إلا أن المواقف الأخيرة للنائب محمد رعد مؤشر واضح على عدم رغبتها بذلك، باعتبار أن الحزب لا يمكنه التصعيد الى هذا الحدّ من دون الغطاء الايراني. وندرك جيداً أهمية لبنان وحزب الله بالنسبة إليها، فهي تستثمر استراتيجياً فيه ولن تدعم أي موقف إلا إذا عزّز وضع الحزب».

الراعي: هل وراء الموقف الدولي من النازحين السوريين نية توطينهم في لبنان؟

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس أن «لبنان يواجه أزمتين كبيرتين: الفراغ الرئاسي وعبء النزوح السوري». وقال «إن الفراغ الرئاسي يشل المؤسسات الدستورية خصوصاً مجلس النواب والحكومة والإدارات العامة والقضاء، ويضع البلاد في حالة التفكك والفوضى وفلتان السلاح، وارتفاع حالات الفقر بحيث إن أسرتين من أصل خمس هما فقيرتان أو فقيرتان جداً، بحسب تقرير البنك الدولي. وكلنا نصلي كي يعمل ذوو الإرادة الحسنة على انتخاب رئيس يكسب الثقة الداخلية والدولية، ويكون قادراً بشخصيته وتمرُّسه على التعاون مع المؤسسات الدستورية لتوطيد دولة القانون والعدالة، وإجراء الإصلاحات اللازمة في البنى والمؤسسات وهي مطلوبة من المجتمع الدولي لتسهيل التعاون معه». وأضاف «ان تنامي عدد النازحين السوريين في لبنان بات يشكل عبئاً ثقيلاً على بلدنا، اقتصادياً واجتماعياً وديموغرافياً وأمنياً. ونأمل خيراً من اللجنة الحكومية التي تكوّنت وبدأت العمل على حل هذه الأزمة. ونطلب من مفوضية شؤون اللاجئين أن تتعاون مع هذه اللجنة بإعطائها ما يلزم من معلومات. فقد بدأنا نشك في حسن النيات، ونتساءل هل وراء الموقف الدولي نية توطينهم في لبنان؟ وهل انهم لا يحبّذون عودتهم إلى سورية خوفاً من الهجرة إلى بلدانهم؟ فكيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين و80 ألف نازح سوري و300 ألف لاجئ فلسطيني؟».... وأضاف «نقول للمجتمع الدولي قدّموا مساعداتكم للنازحين على أرض سورية وطنهم كي يواصلوا تاريخهم ويعززوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصِل أيها المجتمع الدولي بين الوجه السياسي والوجه الإنساني - الوطني بعودة النازحين إلى بلادهم».

استراتيجيةٌ للمساعدة من برنامج الغذاء العالمي..

أعداد اللبنانيين المحتاجين تضاعفت 4 مرات في سنة

بيروت - «الراي»:

- تَجاوز عدد اللبنانيين المعرَّضين لمَخاطر الأمن الغذائي أمثالهم من النازحين السوريين

كشف التقرير السنوي الأحدث لبرنامج الغذاء العالمي، تَمَحْوُرَ خطّتة الإستراتيجيّة المعدَّة للبنان للفترة الممتدّة بين 2023 و2025 حول مقتضيات المحافظة على الاستجابة للأزمة القائمة وسبل تأمين المساعدات اللازمة عبر شبكات الأمان الإجتماعي، بعدما رُصدت زياداتٌ مضاعَفة خلال العام الماضي في أرقام عدد الأُسَر اللبنانيّة المحتاجة والتي تتلقّى مساعدات من خلال الشبكات الإجتماعيّة المحليّة. ومع التركيز على استمرار منحى مؤشر مستويات الفقر بالارتفاع، أشار التقرير إلى أنّ لبنان قد أُعيدَ تصنيفه من بلد ذات فئة دخل متوسّط أعلى إلى بلد ذات فئة دخل متوسّط أدنى، بتأثيرٍ من ضغوط تَراجُع القدرة الشرائيّة للسكّان بسبب تضخُّم الأسعار ومستويات البطالة المرتفعة. وأكد البرنامج الاستمرارَ في زيادة الدعم التقنيّ للحكومة في نطاق المساعدات الاجتماعيّة، كخدمات التحاويل النقديّة لتطبيق متطلّبات شبكة الأمان الإجتماعي في حالات الطوارىء، مبيّناً في هذا الإطار أنّ عدد الأُسَر اللبنانيّة التي تلقّت مساعدات من خلال شبكات الأمن الإجتماعيّة المحليّة قد زادت بأربعة أضعاف في 2022 مقارنةً بالعام 2021. وفي مؤشرٍ بارز يمكن أن يفسر جانباً من التوترات الاجتماعية المتولّدة من استضافة لبنان لأكثر من مليونيْ لاجئ سوري، فقد أظهرت خلاصاتُ برنامج الغذاء العالمي، وبحسب تقريرٍ بحثي حول التصنيف المرحلي المتكامل والمتضمّن تحليل الأمن الغذائي للبنان، تَجاوُز عدد اللبنانيين المعرَّضين لمَخاطر الأمن الغذائي أمثالهم من النازحين السوريين. فمن الناحية العدَدية، بيّنتْ النتائجُ المستقاةُ من التقرير أنّه خلال الفترة الممتدّة بين شهريْ وديسمبر 2022 سُجِّل وجود نحو 37 في المئة من إجمالي السكّان المقيمين في لبنان يعانون إنعداماً في أمنهم الغذائي. وفي التوزيع فإن 33 في المئة من اللبنانيين المقيمين، أي نحو 1.29 مليون فرد يواجهون مصاعب في أمنهم الغذائي، في موازاة نحو 46 في المئة اللاجئين السوريّين أي ما يوازي نحو 700 ألف فرد (وفق أعدادهم المعلَنة حين إعداد التقرير). وبالأرقام، برز التنويه بتراكُم زيادات أسعار المواد الغذائيّة وبنسبة تخطّت 2000 في المئة خلال الفترة الممتدّة بين شهر اكتوبر 2019 وشهر ديسمبر 2022 بسبب تراجع سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي بنسبة 94 في المئة من جهة، ورفع الدعم عن أسعار المواد الغذائيّة خلال العام الماضي من جهة أخرى، فضلاً عن إرتفاع أسعار المواد الغذائيّة وأسعار الطاقة عالميّاً نتيجة الحرب في أوكرانيا. وفي المعطيات الإحصائية، تلقّى أكثر من مليونيْ مقيم موزَّعين بين 1.2 مليون لاجىء ونحو 820 ألف مواطن مساعدات عينيةً وماليةً من برنامج الغذاء العالمي العام الماضي، من أصلِ تخطيطٍ مسبَق لاستهداف تقديم مساعدات لنحو 2.38 مليون نسمة. فيما بلغ وزن الطرود الغذائية الموزَّعة نحو 46 ألف طن متري لصالح نحو 467 ألف فرد. وبالتوازي تلقى نحو 1.63 مليون فرد تحاويل نقدية بقيمة إجمالية تعدّت 286 مليون دولار. مع التنويه بأن فئات أعمار الأفراد الذين تلقّوا النِسَب الأكبر من المساعدات راوحت بين 18 و59 سنة. كما كشف التقريرُ أنّ التحليلَ الذي أُجريَ على لبنان يُظْهِرُ أنّ إنعدام الأمن الغذائي مرتفع في أُسَر ذات أفراد يعانون مرضاً مزمناً أو إعاقة أو بطالة، وعدم القدرة على الحصول على خدمات صحيّة أو تعليم. أمّا بالنسبة للتحاويل النقديّة، فقد نوّه التقرير أنّه وبالرغم من أنّ البرنامج قد زاد قيمة هذه التحاويل في ربيع العام الماضي، فإنّ قيمتها الإجماليّة تظل غير كافية للتعويض عن الإرتفاع الكبير في الأسعار وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي من أجل توفير الحدّ الأدنى لمستوى المعيشة. من منظارٍ آخر، قدّم برنامج الغذاء العالمي حصصاً من المواد الغذائيّة إلى اللبنانيّين الذين يعانون إنعداماً في أمنهم الغذائي نتيجة الأزمة الإقتصاديّة. وبالأرقام، فقد إستفاد نحو 400 الف فرد (51 في المئة إناث و49 في المئة ذكور) من تقديمات البرنامج خلال العام 2022 عبر خطّة البرنامج للإستجابة للأزمة الإقتصاديّة، ما مكّن البرنامج من تحقيق هدفه بمساعدة مئة ألف أسرة. وقد عدّل برنامج الأمن الغذائي محتوى الطرود الغذائيّة لتلبية الحاجات الغذائيّة بشكلٍ أفضل، مع تأمين عمليّات توزيع تلك الطرود إلى منازل الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصّة أو الذين يعانون مشاكل في التنقّل. ومن جهةٍ أخرى، فقد تمّ رصد أرقام واعدة بين أطفال المدارس في ما خصّ الأمن الغذائي، وهو ما يُفسَّر بنجاح برنامج التغذية المدرسيّة في المساهمة في تغذية الأطفال خلال الأزمة.

جنبلاط من عين التينة: لضرورة التشاور لمحاولة فتح آفاق الملف الرئاسي

نداء الوطن..المصدر: المركزية... استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى عرض الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، لا سيما الملف الرئاسي ومسألة النازحين السوريين واستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية. وبعد اللقاء، تحدث جنبلاط قائلاً: "في هذه المرحلة الدقيقة، لا بدّ من التشاور الدائم وأهميته مع الرئيس نبيه بري في محاولة لفتح آفاق الإستحقاق الرئاسي، الى جانب الموضوع الرئاسي، هناك مواضيع جانبية، لكن مهمة جداً، منها الإنتخابات البلدية، ففي حال أعطى المجلس الدّستوري قراره لاحقاً فالانتخابات البلدية مهمّة جداً لفتح الافاق أمام الدماء الجديدة للدخول في هذه الانتخابات". واضاف: "هناك موضوع حسّاس قيد التداول، وهو موضوع اللاجئ السوري والمقيم السوري، فلا بدّ من مرجعية مركزية، ولقد فهمت من دولة الرئيس أن المرجعية ستكون الحكومة والجهاز المكلف من قبلها هو الأمن العام، وضروري أن يكون هناك مرجع واحد يتعاطى في هذا الامر لكي لا ندخل في ملاحقات من هنا وهناك ومزايدات، ولا بد لهذا الملف ان يعالج بكل هدوء وبدون عصبية ومزايدات، هناك مهجّر قسراً وهناك من لم يهجّر، وهناك مقيم منذ عشرات السنين يذهب ويأتي الى سوريا، لكنه مقيم والإقتصاد اللبناني حتى في هذه الازمة الخانقة يعتمد عليه" . ورداً على سؤال حول موضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية أجاب جنبلاط : "يعني حلو "الانشاء العربي" لكن سوريا عادت عاد "النظام ماشي الحال". وعن الموقف النهائي للحزب التقدمي الاشتراكي في الملف الرئاسي اجاب: "قد يكون لي اطلالة إعلامية الاسبوع المقبل، منحكي فيها، خليلي اياها للاسبوع الجاي !!". وردا على سؤال عن الموقف من موضوع الإنتخابات الرئاسية بعد جولة السفير السعودي على القيادات اللبنانية قال جنبلاط : "الكلام نفسه اكده السفير السعودي أن المملكة على مسافة واحدة من الجميع، وهي لا تتعاطى بالشأن الداخلي اللبناني، ولا فيتو على أي أسم" . وختم جنبلاط : "لا استطيع ان أتخذ أي موقف من دون التشاور مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" تيمور جنبلاط هو رئيس اللقاء، بهذا الموضوع الحساس المستقبل له وليس لي، و لا خلاف على الاطلاق بيننا".

السفير السعودي: انتخاب الرئيس يأتي من داخل لبنان وليس من خارجه

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. يقف البرلمان اللبناني على مسافة أسابيع تفصله عن انقضاء الربع الأول من ولايته من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج يمكن الرهان عليها لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم الذي يعيق انتخاب رئيس للجمهورية. ولعل مروحة الاتصالات الواسعة التي أجراها سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، وشملت أبرز المرجعيات الروحية والقيادات السياسية تصب في خانة حث الكتل النيابية للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كونه شأناً لبنانياً داخلياً بامتياز، مما يقطع الطريق على إمعان الكتل النيابية في اللعب في الوقت الضائع بانتظار أن ينوب عنها المجتمع الدولي، الذي يدعو باستمرار للتوافق للمجيء برئيس يكون على مستوى التحديات التي تتطلب منه الترفُّع عن الحسابات الضيقة التي لا تُصرف للانتقال به إلى مرحلة التعافي. فالسفير البخاري انتهز الفرصة من لقاءاته ليؤكد للمعنيين بانتخاب رئيس للجمهورية بأن السعودية لن تتدخل في انتخابه وليس لديها من مرشح ولا تعترض على أي من المرشحين، تاركة القرار للكتل النيابية للتوافق على الرئيس القادر على جمع اللبنانيين تحت سقف الاستجابة لدفتر الشروط، الذي وضعه المجتمع الدولي لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته. لذلك فإن المملكة ليست في وارد دعم هذا المرشح أو ذاك، وبالتالي لن تلتزم بأي موقف مسبق، وتفضّل أن تحكم على النتائج ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه. وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي مواكب للقاءات البخاري، إن أبرز ما تضمنته مواقف هذه الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية لا يلتقي والكثير من توجهات المبادرة الفرنسية الداعمة لترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن مواقفها تتمثل في حث الكتل النيابية على أن الحل للاستحقاق الرئاسي يأتي من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي. ويرى أن التمايز بين فرنسا والدول الأعضاء في اللجنة الخماسية لا يعني بالضرورة بأنه سيدفع باتجاه اندلاع اشتباك سياسي بداخلها، ويقول إن الخلاف لم يمنع استمرار التواصل بين هذه الدول، وهذا ما ينسحب على علاقة باريس بالرياض اللتين تتواصلان باستمرار من موقع الاختلاف في مقاربتهما لانتخاب الرئيس. ويؤكد المصدر نفسه أنه من غير الجائز أن يستمر الشغور الرئاسي الذي يدخل حالياً في شهره السابع في بلد يغرق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية خانقة، وهذا ما يضع المسؤولية على عاتق القيادات السياسية التي يجب عليها التحرك اليوم قبل الغد لانتخاب رئيس يضع على رأس أولوياته توحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته ومنع انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة. ويغمز المصدر من قناة باريس كونها ليست مضطرة، بصرف النظر عن الدوافع التي تتذرع بها لمقاربة الملف الرئاسي، بدعم ترشيح فرنجية باعتباره يشكل أقرب الطرق لمنع التمديد للشغور الرئاسي، مستفيدة من تردد المعارضة في تسمية مرشحها، وكان الأحرى بها الالتزام بالمواصفات التي أجمع عليها المجتمع الدولي. ويتوقف المصدر أمام المقابلة التي أجرتها محطة «الجديد» مع فرنجية، ويقول إن بعض أقواله لم تكن مريحة، وتحديداً ما يتعلق بمواقفه من الثلث الضامن في الحكومة، والمداورة في توزيع الحقائب، والاستراتيجية الدفاعية للبنان ومن ضمنها سلاح «حزب الله». ويقول إنها كانت موضع انتقاد من قبل معظم المكوّنات السياسية في الشارع السني، التي رأت فيها أنها لا تؤمّن التوازن المطلوب بين رئيس الحكومة وبين رئيسي الجمهورية والبرلمان.

المخاوف اللبنانية من توطين النازحين تتوسع

بيروت: «الشرق الأوسط»... توسعت المخاوف اللبنانية من «مخطط» لـ«توطين النازحين السوريين» في لبنان، من البطريركية المارونية إلى «الإفتاء الجعفري»، حيث سأل البطريرك الماروني بشارة الراعي عما إذا كانت وراء الموقف الدولي «نية توطينهم في لبنان»، وهو تحذير كرره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان. ويعد هذا التعبير عن الهواجس، أرفع موجة تصعيدية تواكب المطالب السياسية بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، في ظل تصعيد سياسي لبناني يواكب الإجراءات الحكومية لإعادة النازحين طوعياً، ومن ضمنه إعلان «المديرية العامة للأمن العام» اللبناني باستئناف تنظيم رحلات العودة الطوعية للنازحين من لبنان باتجاه مناطق في ريفي حمص ودمشق. ووصف البطريرك الراعي أمس الأحد تنامي عدد النازحين السوريين في لبنان، بأنه «أزمة»، قائلاً إنه «عدد بات يشكل عبئاً ثقيلاً على لبنان، اقتصادياً واجتماعياً وديموغرافياً وأمنياً». وأمل الراعي «خيراً من اللجنة الحكومية التي تكونت وبدأت العمل على حل هذه الأزمة»، مطالباً المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين «بالتعاون مع هذه اللجنة بإعطائها ما يلزم من معلومات». وسأل الراعي عن عدم التحرك الدولي لإعادتهم، وقال: «بدأنا نشكّ من حسن النوايا، ونتساءل هل وراء الموقف الدولي نية توطينهم في لبنان؟ وهل أنهم لا يحبذون عودتهم إلى سوريا خوفاً من الهجرة إلى بلدانهم؟»، وأضاف: «كيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين وثمانين ألف نازح سوري وثلاثمائة ألف لاجئ فلسطيني؟». وتوجه للمجتمع الدولي بالقول: «قدموا مساعداتكم للنازحين السوريين على أرض سوريا وطنهم لكي يواصلوا تاريخهم ويعززوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصل أيها المجتمع الدولي بين الوجه السياسي والوجه الإنساني - الوطني بعودة النازحين إلى بلادهم».

«ما تريده واشنطن وبروكسل هو لبنان بلا شعب لبناني، وكيان وطني بشعب نازح»، معتبراً أن «الحل بتسوية رئاسية سريعة».

المفتي أحمد قبلان... وتنسحب المخاوف من «توطين» النازحين السوريين، على طوائف أخرى، حيث حذر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من توطين النزوح السوري، متهماً دولاً أجنبية برعاية هذا المخطط. وقال قبلان في تصريح له: «الحذر لأن أوروبا وواشنطن تمرران أسوأ مخطط تهجيري للشعب اللبناني لصالح توطين النزوح بسياق انتقام وجودي من شعب لبنان وكيانه»، وأضاف: «ما تريده واشنطن وبروكسل هو لبنان بلا شعب لبناني، وكيان وطني بشعب نازح»، معتبراً أن «الحل بتسوية رئاسية سريعة». وتواكب قوى سياسية لبنانية المطالب الدينية بإعادة النازحين السوريين ورفض توطينهم، وعبّر عنها أمس النائب نديم الجميل بدعوته السوريين في لبنان إلى أن «يعرفوا أنهم نازحون لا لاجئون وعليهم الالتزام بالقوانين اللبنانية»، مؤكداً «عدم القبول بتوطينهم في وطننا». لكن هذا الجانب على الضفة السياسية يعتريه انقسام سياسي، حيث يرفض «الحزب التقدمي الاشتراكي» تلك الحملات. وكان رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط دعا مساء السبت في تصريح إلى «وقف حملات الشحن ضد النازحين وتقديم مقاربة عقلانية وموضوعية لمعالجة هذه القضية»، مشيراً في هذا السياق إلى «ضرورة عدم غياب لبنان عن الاجتماعات العربية التي تعقد بهذا الخصوص والمشاركة في النقاشات».

سياسيون يتذكرون سيطرة «حزب الله» على بيروت: يوم مشؤوم بتاريخ لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. جددت أحزاب وقوى سياسية لبنانية إدانتها لسيطرة «حزب الله» وحلفائه على مدينة بيروت عسكرياً في 7 مايو (أيار) 2008، وذلك في الذكرى السنوية الـ15 لتلك الأحداث، معتبرة أن هذا اليوم «يوم مشؤوم في ذاكرة لبنان». وكان «حزب الله» وحلفاؤه قاموا بعملية عسكرية في العام 2008 أدت إلى سيطرتهم على مدينة بيروت وأجزاء من الجبل، وأسفرت عن مقتل عدة أشخاص من المدنيين في لبنان، وانتهت باتفاق بعد أسبوعين في الدوحة، اتفق فيه اللبنانيون على انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وتشكيل حكومة برئاسة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. وقال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري: «7 أيار: تحيّة لبيروت المدينة الصابرة وأهلها الطيبين». فيما قال رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع في تغريدة: «في ذكرى (غزوة 7 أيار): دويلةٌ لا تبني دولة». ورأى النائب أشرف ريفي أن تاريخ 7 أيار «وصمة عار ارتكبها حزب إيران وما زال لبنان يعاني من نتائجها». وأضاف: «هذا اليوم كرّس هيمنة إيران على لبنان، لكنه أطلق مقاومة رافضة لنموذج السلاح والفساد». وتابع: «مهما أوغَلتم في الهيمنة فمشروعكم محكوم عليه بالسقوط. سيبقى هذا التاريخ يوماً مشؤوماً في سجل (حزب الله). لبنان الحرية والكرامة أقوى».

«تاريخ 7 أيار وصمة عار ارتكبها حزب إيران وما زال لبنان يعاني من نتائجها».

النائب أشرف ريفي... من جهته، أكد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إلياس حنكش أن أحداث 7 مايو «تكشف نوايا مرتكبيها، بينما غرد النائب إيهاب مطر عبر «تويتر» قائلاً: «7 مايو... بقعة سوداء في ذاكرة الوطن». ووصف النائب جهاد بقرادوني هذا اليوم بـ«يوم العار»، مضيفاً: «هو اليوم الذي هزمت فيه بيروت قاتلها، وفضحت أن سلاحه ليس إلا سلاح (مقاومة) بوجه اللبنانيين السياديين الأحرار». بدوره، قال رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» النائب السابق فارس سعيد في تغريدة: «يوم 7 أيار 2008 يوم مشؤوم، يوم هزمت 14 آذار (القوى السياسية المعارضة لإيران وحزب الله وسوريا) التنظيمية بالضربة القاضية عندما اجتاح (حزب الله) بيروت والجبل وترك تصدعات داخليّة هائلة أدّت إلى تفكيك كامل في الـ2016»، في إشارة إلى الاتفاق الرئاسي الذي أوصل الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وأضاف: «يأتي يوم ونتكلم عن الصندوق الأسود لهذا اليوم حتى يعرف الجيل القادم قيمة الوحدة الداخلية وخطورة التخلي عنها».

أهالي عرسال حائرون بين تشجيع عودة النازحين والاستفادة من بقائهم

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... يقف أهالي بلدة عرسال الواقعة عند الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، حائرين في التعامل مع الحملة المستجدة التي تدفع باتجاه إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم؛ فالبلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ40 ألفاً، تستضيف منذ اندلاع الأزمة في سوريا ضعف عدد سكانها؛ ما أدى لتداعيات كبيرة على بنيتها التحتية، وأسفر عن إشكالات شتى بين المجتمع المضيف والمجتمع اللاجئ. إلا أن عرسال التي شكلت بيئة حاضنة للمعارضة السورية، ودفعت ثمناً باهظاً بعد احتلال تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» قسماً كبيراً من أجزائها بين الأعوام 2014 و 2017، واختطاف عسكريين وقتلهم هناك، استفادت أيضاً من الوجود السوري سواء من خلال الخدمات الطبية المجانية، أو من خلال توظيف أبنائها بالمنظمات التي تُعنى بالنازحين، وتؤمن لهم مدخولاً بالدولار الأميركي. وتشير نائبة رئيس بلدية عرسال (شرق لبنان) سابقاً (بعد حل البلدية في البلدة) والناشطة الاجتماعية ريما كرنبي إلى أنه «كما تحملت البلدة عبء الفوضى وعدم التنظيم للأعداد الهائلة للنازحين في ظل تخلي الدولة عن دورها وتركها لمصيرها المأزوم هي والنازحين، فكذلك استفاد عدد من أبنائها من هذا النزوح»، لافتة إلى أن «المستشفيات الميدانية التي أنشئت فيها كانت تستضيف السوريين كما اللبنانيين؛ ولذلك فإن قرار المحافظ إقفالها مؤخراً على أساس أنه يديرها ويعمل فيها سوريون لا يملكون إذن مزاولة مهنة يضر بالطرفين، ما أدى لنقمة في البلدة». «ما تحملته عرسال من تبعات النزوح لم تتحمله أي بلدة أخرى خصوصاً لجهة التلوث نتيجة الصرف الصحي ما أدى لكوارث صحية فبات في كل منزل في عرسال تقريباً حالة سرطان»

الناشطة الاجتماعية ريما كرنبي

وتوضح كرنبي ان "احد هذه المشافي يتضمن مثلاً غرفة طوارىء تؤمن خدمات غير موجودة في المستشفى الخاص الوحيد داخل البلدة علماً أن أقرب مستشفى آخر الينا يقع في بعلبك على بعد 40 كلم"، لافتة الى ان "هذه المستشفيلا تؤمن ايضاً ادوية للامراض المزمنة وقسم غسيل كلى، لذلك كان مطالبنا اعطاء فرصة سماح لتأمين الاذونات التي تعيدها إلى العمل الذي يجعل منها مؤسسات ممكن الاستفادة منها بعد عودة النازحين إلى بلادهم، كما ان يسري على عرسال ما يسري على المستشفيات في المناطق المحيطة التي يعمل فيها سوريون". في المقابل، تقول كرنبي لـ"الشرق الأوسط" ان "ما تحملته عرسال من تبعات النزوح لم تتحمله اي بلدة اخرى وبخاصة لجهة التلوث نتيجة الصرف الصحي ما ادى لكوارث صحية فبات في كل منزل في عرسال تقريبا حالة سرطان"، لافتة الى ان "العمل ينصب حاليا على مطالبة الامم المتحدة التي تخالف اهداف التنمية المستدامة في هذا الملف بانشاء معامل لتكرير الصرف الصحي". ولا تقتصر التداعيات السلبية للنزوح على الصحة والبيئة، اذ تطاول، بحسب كرنبي، الواقع الاجتماعي في البلدة بحيث تم نقل الكثير من العادات السورية غير المستحبة لاهل عرسال كون عدد النازحين اكبر بكثير من عدد اهالي البلدة، ومن هذه العادات الزواج المبكر، تعدد الزوجات والطلاق، كما انه يتم تسجيل نسب غير مسبوقة من التسرب المدرسي وخاصة في صفوف الذكور وتعاطي المخدرات. وتضيف: "طالبنا منذ بداية الازمة ان تكون مخيمات النازحين في مناطق على اطراف البلدة وليس داخلها لتفادي هذه المشاكل. لكن احدا لم يستمع الينا".

1500 عرسالي

يستفيدون من الوجود السوري كونهم يعملون بالجمعيات والمنظمات التي تُعنى بشؤون النازحين ويقر م. ح. وهو أحد أبناء البلدة والناشطين فيها بأن «القسم الأكبر من أهل عرسال يرفضون إخراج النازحين بالقوة، ويفضلون تنظيم وجودهم وعمالتهم، خصوصاً أن الكثيرين منهم يحصلون على خدمات شبه مجانية كما النازحين، وبالتحديد في القطاع الطبي». ويشير الرجل الأربعيني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نحو 1500 عرسالي من الوجود السوري كونهم يعملون بالجمعيات والمنظمات التي تُعنى بشؤون النازحين، لكن في المقابل لدينا مشكلات كبيرة نتيجة الوجود السوري الكبير، خصوصاً على صعيد البنية التحتية التي ليست مستعدة لاستقبال 100 ألف شخص». ويضيف: «كما أن موضوع العمالة والمنافسة التجارية يشكل أزمة حقيقية، ويتطلب تنظيماً سريعاً». ويكشف م. ح. عن «أزمة حقيقية أخرى تكمن بتملك السوريين في عرسال أراضي وبيوتاً؛ ما يهدد بتحولنا كأهل البلدة ضيوفاً فيها»، معرباً عن خشيته من أن تؤدي الحملة الكبيرة القائمة بوجه النازحين حالياً لمشكلة أمنية خطيرة»، معتبراً أنه «إذا لم يجرِ تأمين ظروف إقامة في سوريا مماثلة أو أفضل من تلك التي يعيشون فيها اليوم في لبنان فإن أي نازح لن يعود إلى بلده».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..رئيس «فاغنر» يطلب تسليم باخموت لقديروف.. أوكرانيا تؤكد إسقاط صاروخ «كينزال» الروسي بمنظومة «باتريوت»..رئيس «فاغنر» الروسية: لا يمكن شن هجوم آخر في باخموت..هل تستحق أوكرانيا كل هذا الدعم؟ وإذا كانت كذلك، فلماذا؟..هل سيتبدد الخلاف بين باريس وروما؟..قتلى وجرحى في إطلاق نار داخل مركز تجاري في تكساس..ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات العرقية في الهند إلى 54..

التالي

أخبار سوريا..واشنطن: نشكك في رغبة الأسد بحل الأزمة السورية..روسيا: عودة سوريا للجامعة العربية تسهم في تحسين الأجواء بالشرق الأوسط..أبو الغيط: يمكن للأسد أن يحضر القمة العربية المقبلة «إذا رغب»..سوريا: تلقينا بـ«اهتمام» قرار الجامعة العربية ونؤكد ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك..«الخطوة مقابل الخطوة» تُعيد دمشق إلى مقعدها العربي..الفرقة الرابعة تستقدم تعزيزات عسكرية على الحدود السورية - اللبنانية..إيران أدخلت أسلحة لسوريا ضمن مساعدات الزلزال..مصادر تكشف..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,158,070

عدد الزوار: 6,757,827

المتواجدون الآن: 116