أخبار لبنان.. بكركي تحرّك المياه الرئاسية الراكدة.. عبدالله لباسيل: لست محور الأرض..«حزب الله» سلّم 3 مشتبه بمشاركتهم في حادثة العاقبية..معركة الرئاسة في لبنان..موقع استخباراتي يكشف عن شخصية تدعمها قطر وفرنسا للمنصب..حزب الله: العلاقات الإيرانية السعودية لن تنتج رئيسا للبنان..الراعي معاتباً بري: كنت أنتظر منك معايدة بانتخاب رئيس للجمهورية..«القوات» تطالب بـ«بسط سلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية كافة»..حمادة لـ«الشرق الأوسط»: الشغور الرئاسي سيمتدّ لأشهر طويلة..شتاء لبنان..كأنه صراع بقاء..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 كانون الأول 2022 - 4:34 ص    عدد الزيارات 888    القسم محلية

        


بكركي تحرّك المياه الرئاسية الراكدة.. عبدالله لباسيل: لست محور الأرض..

نداء الوطن... مرّ الميلاد بدولار تجاوز الـ47000 ليرة لبنانية للمرة الأولى في تاريخ لبنان، مسجلاً أرقاماً خيالية لم يتوقعها اللبنانيون سابقاً. وفيما الجمود السياسي على خط رئاسة الجمهورية يراوح مكانه، نقل زوّار الصرح البطريركي عن الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي شعوره بمساعٍ جدية لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد عطلة الأعياد، في ظل الحديث عن مبادرة رئاسية يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وكانت لـ "نداء الوطن" سلسلة من الاتصالات مع مختلف ممثلي الكتل لاستيضاح ما بين سطور كلام سيد الصرح، حيث اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش أن كلام الراعي يندرج في إطار التمني وليس المعلومات، في حين أن الحوار مهم إنما تحت سقف البرلمان. النائب سيزار أبي خليل أشار إلى أن باسيل وحده رجل الإنقاذ ويقوم بمبادرات فردية لإنقاذ الموقع الدستوري الأول في البلاد، ولم يرَ أي جهد لأي فريق آخر، في حين اعتبر الحزب التقدمي الإشتراكي عبر النائب بلال عبدالله أن باسيل لاعب أساسي في عملية الانتخاب ولكنه ليس محور الأرض. حزب الكتائب شدد بلسان النائب الياس حنكش على أنه من دعاة الحوار البنّاء ولفت الى طلبه من رئاسة المجلس إبقاء جلسات إنتخاب الرئيس مفتوحة، في حين رأى النائب قاسم هاشم ان اتصال الرئيس نبيه بري بالبطريرك الراعي أتى للمعايدة بالأعياد المجيدة من دون التطرّق الى الملف الرئاسي. على خطّ آخر، زار وفد قواتي مقرّ اليونيفيل موفداً من رئيس الحزب سمير جعجع لتقديم واجب العزاء للكتيبة الإيرلندية ودعم قوات حفظ السلام، مؤكداً أهمية تطبيق القرارات الدولية لا سيما 1701 وتعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب لاستكمال بسط سلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية كافة، مشدداً على خطورة السلاح غير الشرعي وأثره السلبي على الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي. والحدث الأبرز والمتعلق بحادثة العاقبية، كان اعتقال المشتبه به الرئيسي في الواقعة والذي تبيّن أنه من أنصار حزب الله، في خطوة جرت بالتنسيق مع الحزب، في حين نفى الأخير ضلوعه بالحادثة بعدما وصفها بأنها "واقعة غير متعمدة" بين سكان البلدة واليونيفيل فحسب. وكان وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي سايمون كوفني قد قال إنه لا يقبل تأكيدات حزب الله بأنه ليس متورطاً، إلى حين التوصل لتحقيق شامل لاستبيان الحقيقة الكاملة.

«حزب الله» سلّم 3 مشتبه بمشاركتهم في حادثة العاقبية

لبنان: حركة «علاقاتٍ عامة» في الحلقة الرئاسية المقفَلة

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |... ... جعجعةٌ بلا طحين. هكذا تمّ التعاطي في بيروت مع حِراكٍ متعدّد الاتجاه قام به رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على وقْع الأزمةِ الرئاسيةِ المستعصيةِ والتي تكثر على «جبهاتها» المناوراتُ في الوقت الضائع الفاصل عن تبلْور حلٍّ إما بقوة الإنهاكِ السياسي الذي يسابِق اهتراءً مالياً تشظياته المعيشية تتسارع، وإما بفعل «إنزالٍ» خارجي يتخذ شكل تسوية يتعيّن أن تتجاوزَ كل «المتاريس» بين قوى إقليمية ودولية مؤثّرة في الواقع اللبناني. ورغم أن بيروت ما زالت في «مزاج» عطلة الميلاد «الموصولة» بنهاية السنة، فإنّ ما كشفتْه تقارير عن أن باسيل، الذي كان له عشية العيد لقاء مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، عقد أيضاً اجتماعيْن مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية في الأيام الأخيرة، ساهَمَ في إخراج المَشْهد السياسي من الرتابة من دون أن يعكس ذلك وجود دينامية جديدة ذات صلة بالاستحقاق الرئاسي يمكن البناء عليها لتوقُّع اختراقٍ قريبٍ في الجدار السميك. وبحسب أوساط واسعة الاطلاع في بيروت، فإن لقاءيْ باسيل مع كلٍّ من ميقاتي وفرنجية، واللذين تم ترتيبُهما عبر رَجُلِ أعمالٍ سبق أن اضطلع بأدوار إبان تسوية 2016 الرئاسية وما بعدها، كما الاجتماع مع جنبلاط، ليسوا أكثر من «علاقات عامة» واستفاد منهما رئيس «التيار الحر» لإعطاء انطباعٍ بأنه غير معزول وبأنه قادر على «الوصْل» درزياً وسنياً وحتى داخل البيئة المسيحية، وفي الوقت نفسه توجيه الرسائل إلى «حزب الله»، في غمرة التباين العميق بينهما حول الانتخابات الرئاسية، بأن بإمكانه إدارة هذا الملف من ضمن هوامش «خاصة» وحساباتٍ «خالصة» تراعي فقط مصالح التيار ورؤيته للمرحلة المقبلة وموقعه فيها. واعتبرتْ الأوساطُ أن ما يعزّز الاقتناعَ بأن لقاءيْ باسيل مع ميقاتي وجنبلاط لم يكونا من ضمن مسارٍ منسَّقٍ من «الأخذ والرد» الذي يُفْضي إلى بدء ترميم الثقة والتأسيس لـ «حصادٍ» سياسي ورئاسي، أن رئيس «التيار الحر» لم يُعْطِ مقابلهما شيئاً، بل «فاز بالموعد»، وتَرَك حكومة تصريف الأعمال واجتماعاتها رهينةَ مقاربته لعدم دستورية التئامها في غياب رئيس الجمهورية وربْطه توقيع مرسوم الإفراج عن المساعدة الاجتماعية للأسلاك العسكرية بأن يقترن بإمضاء الوزراء الـ 24، وتَمَسُّكه بعدم توقيع اقتراح تأجيل تسريح رئيس الأركان اللواء أمين العرم (الدرزي) والمفتش العام في المجلس العسكري اللواء ميلاد اسحق اللذين تقاعدا في 24 و25 الجاري. أما اللقاء مع فرنجية، المرشّح الحقيقي لـ «حزب الله» للرئاسة، فجاءت إشارةُ كونه «اجتماعياً» أكثر منه ذات طابع سياسي، عبر التقارير التي تحدثت عن أن زعيم «المردة» تعمَّد ألا يتطرّق إلى الملف الرئاسي، وهو ما عكس وفق الأوساط المطلعة أن «حزب الله» الذي وضع فرنجية كل «أوراقه الرئاسية» في سلّته لا يدَ له إطلاقاً في اللقاء وأن رئيس «المردة» يحاذر أي «توريط» له في مساراتٍ لا تُبْقي «العِصمة» رئاسياً بيد الحزب. وما يفاقِم «نقزةَ» فرنجية رئاسياً أن باسيل لم يُعْط أي إشارةِ تَراجُع عن الفيتو المعلَن على انتخابه، وسط معلومات لـ «الراي» عن أن رئيس التيار الحر وفي المفاضلة بين زعيم «المردة» وبين قائد الجيش العماد جوزف عون يختار فرنجية ولكنه يشترط على «حزب الله» وعْداً بأن يكون «التالي» بعد ست سنوات، إلا أن الحزب ليس في وارد إعطاءِ وعودٍ لأحد. وفي موازاة ذلك، انهمكت بيروت بالتقارير عن ان «حزب الله» سلّم الجيش اللبناني المشتبه به الأساسي بإطلاق النار الذي استهدف آلية لقوة الأمم المتحدة الموقتة أسفر عن مقتل عنصر إيرلندي، وأن تسليمه «جاء في سياق تعاون حزب الله مع التحقيق الذي تجريه مخابرات الجيش اللبناني»، وسط معلومات كشفتها قناة «الجديد» عن أن المتهم هو المدعو «م.أ.ع.» (مواليد 1991)، ويعمل في مجال الحدادة، وهو من بلدة عدلون الجنوبية وأنه جرى تسليمه مع سلاح حربي نوع «كلاشنيكوف». وأشارت معلومات خاصة لـ «الراي» إلى أن حزب الله سلّم الجيش 3 أشخاص بينهم مطلق النار الأساسي، وأن هؤلاء ليسوا حزبيين بل من المؤيّدين، وأن التحقيقات اقتربت من إكمال بازل ما حصل في العاقبية، وهو ما سيترك ارتياحاً لدى «اليونيفيل» التي لم تمرّ الجريمة بحقها دون محاسبةٍ، ولدى الجيش اللبناني الذي خرج من هذا «الاختبار الحساس» من دون «أضرار» على هيبته وصورته تجاه الداخل والخارج، ناهيك عن ظهور الحزب بمظْهر مَن لا يرغب بالتصعيد ولا يغطّي حدثاً، وإن يكن تم ربْطه به من البعض من باب «التحريض» على القوة الدولية، إلا أنه أكد أن لا علاقة له به وأنه «حادث غير مقصود». وكان بارزاً أن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أكد أمس أن «ما حصل مع اليونيفيل هو حادثة موضعية لا تبعية سياسية لها ولا هدف سياسياً منها»، معلناً في سياق آخر أن «لرئيس الجمهورية مواصفات ونحن نريد رئيساً مجرَّباً بالسياسة، وقادراً على التواصل مع الجميع داخلياً وخارجياً وأولويته الإنقاذ الاقتصادي، لا ينحاز ولا يستفزّ ولا يخضع للإملاءات الخارجية».

معركة الرئاسة في لبنان.. موقع استخباراتي يكشف عن شخصية تدعمها قطر وفرنسا للمنصب

المصدر | الخليج الجديد.... تتفق قطر وفرنسا على دعم قائد الجيش اللبناني العماد "جوزيف عون"، ليتقلد منصب الرئاسة في لبنان، في محاولة لتحقيق استقرار سياسي في دولة تعاني من أزمة سياسية منذ شهور. ووفق تقرير لموقع "إنتيلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي، تنسق فرنسا مع قطر لدعم مرشحها المفضل لملء فراغ السلطة. ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ناقش ذلك مع أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، خلال زيارتين له إلى الدوحة، أثناء فاعليات كأس العالم لكرة القدم، التي أقيمت في قطر، مؤخرا. وبالتزامن، عقد الشيخ "تميم" اجتماعا مع "جوزيف عون"، خلال زيارة اللواء اللبناني للدوحة لعقد سلسلة من الاجتماعات الفنية العسكرية التي سرعان ما أخذت جميع مظاهر الزيارة الرسمية. ووفق ما أورد الجيش اللبناني، أجرى "عون" زيارة إلى قطر، تلبية لدعوة رسمية غير محددة المدة؛ لبحث سبل استمرار دعم الجيش خلال هذه المرحلة. والتقى "عون" خلال الزيارة وزير خارجية قطر الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، ورئيس أركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن طيار "سالم بن حمد بن عقيل النابت". وشكر "عون" وزير الخارجية القطري على مبادرات الدوحة لمساعدة الجيش اللبناني، فيما أشاد الوزير القطري بأداء الجيش في حفظ استقرار لبنان. وتعهدت قطر في يونيو/حزيران الماضي، بتخصيص 60 مليون دولار للصندوق المحلي في لبنان. وأشار التقرير إلى أن الوضع في لبنان كان موضوعا رئيسيا لقمة بغداد الثانية التي استضافها الأردن على شواطئ البحر الميت في 20 ديسمبر/كانون الأول. من جهتها، تشيد فرنسا بتصرفات "عون" كقائد للجيش اللبناني منذ عام 2017، وتستخدم دعمها للجيش كوسيلة أساسية لنفوذها في لبنان. ولكي تظل البلاد مستقرة، من الضروري أن يكون الجيش في حالة عمل جيدة ويعمل بسلاسة. واتخذت المساعدات العسكرية الفرنسية للبلاد أشكالًا مختلفة، من التدريب إلى المعدات إلى التمويل؛ حيث يتم تقديم هذه المساعدة من خلال السفارة الفرنسية في قسم الدفاع ببيروت، مع وجود عمال إغاثة عسكريين فرنسيين في لبنان أو ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. كما تؤيد فرنسا تحالف "عون" مع رئيس المخابرات العسكرية "طوني قهوجي"، لا سيما بسبب التزامه بمكافحة الفرار من الخدمة العسكرية. وتقدر بعض المصادر أن ما يصل إلى 2500 جندي فروا من القوات المسلحة منذ عام 2020. وشغل كثير من أفراد الجيش وظائف إضافية واستقال بعضهم من أجل تعويض رواتبهم المتدنية؛ مما أثار مخاوف بشأن مستقبل مؤسسة الجيش. وتوقف الجيش عن تقديم اللحوم لقواته منذ عام 2020 لتوفير المال، وبدأ في العام التالي عرض القيام برحلات سياحية في طائراته "الهليكوبتر" لجمع أموال. وبعيدا عن الخلافات الداخلية بشأن تسمية "عون"، دائما ما يطرح اسم الرجل إعلاميا لتولي الرئاسة، خاصة أن له مناقب عديدة تؤهله للمنصب؛ حيث يقف على مسافة واحدة من الجميع، ونجح في المحافظة على تماسك الجيش خلال تداعيات أزمة البلاد الاقتصادية. وعلى الرغم من دعمه من فرنسا وقطر، فضلا عن الدعم القوي المستمر من الولايات المتحدة حيث يعتبر الرجل ضيفا متكررا في البنتاجون، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى العمل من خلال المأزق الذي سيطر على السياسة اللبنانية، إذا كان يريد الإقامة في بعبدا. وقبل أن يحدث ذلك، سيتعين على أكبر خصومه أولاً إلغاء بعضهم البعض. وترغب أحزاب "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"الكتائب" و"مستقلون" بانتخاب النائب "ميشال معوض" مؤسس حزب حركة "الاستقلال السياسي" ورئيسها، ونجل الرئيس الراحل "رينيه معوض". من جهة أخرى، يرغب كل من "حزب الله" و"حركة أمل" في انتخاب "سليمان فرنجية" رئيس تيار "المردة"، الذي يرفضه أيضا "التيار الوطني الحر" حليف "حزب الله". في وقت يسعى "جبران باسيل"، وهو صهر الرئيس السابق "ميشال عون"، إلى الوصول إلى قصر بعبدا. والخميس الماضي، انتهت الجلسة الحادية عشر لمجلس النواب اللبناني المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، دون تحقيق الهدف المرجو منها لإنهاء حالة "الشغور الرئاسي" السائدة في البلد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق "ميشال عون"، في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما يعاني اللبنانيون منذ عام 2019 أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدّت إلى انهيار قياسي بقيمة الليرة، فضلا عن شح الوقود والأدوية وانهيار القدرة الشرائية. وهذه الأزمة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وقال إن النخبة في البلاد مسؤولة عن هذا "الكساد المتعمد".

حزب الله: العلاقات الإيرانية السعودية لن تنتج رئيسا للبنان

المصدر | الخليج الجديد+متابعات... استبعد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ "نعيم قاسم"، أن ينتج عن العلاقات الإيرانية السعودية التفاهم حول إيجاد رئيس للبنان، معقبا أن من يعتقد ذلك فهو "واهم". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها "قاسم" إلى "إذاعة النور"، الإثنين، وذلك وسط تقارب تشهده العلاقات بين الرياض وطهران (داعمة حزب الله). وقال "قاسم" إن "من يراهن على أن العلاقات السعودية الإيرانية ستنتج رئيس للبنان هو واهم" وأضاف أن الرئيس السابق "ميشال عون" واجه صعوبات استثنائية لم يواجهها رؤساء سابقون. واستشهد في هذا الصدد بـ"الهجمة الأمريكية على لبنان لتغيير الاتجاه السياسي للبلد، وفيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، ووجود ​النازحين السوريين​، والتدهور الاقتصادي في البلاد". وعقّب: "نسعى لأن يكون هناك رئيس للجمهورية في أسرع وقت، إذ ليس صحيحا أن نبني على أن الشغور هو الأصل". واعتبر أن "التنوع في المجلس النيابي يجعل انتخاب الرئيس يتطلب دقة واتفاقًا بين الكتل النيابية".

ملف استخراج ​النفط​

وشدد على "ضرورة استكمال خطوة ترسيم الحدود البحرية بخطوات التنقيب والاستخراج لما فيه مصلحة لبنان" وأشار إلى أن "حزب الله سيراقب الأمور في ملف استخراج ​النفط​، وسيواكب التطورات". واعتبر "قاسم" أنه "لا علاقة لملف استخراج النفط بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان" وأكد على أن "كل ما سيحصل في المستقبل سيكون تحت عين المقاومة؛ لأنها متمسكة بمعادلاتها في موضوع ثروات لبنان حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة".

شعبية حزب الله

ولفت إلى أن "هناك من راهن أن تتراجع شعبية حزب الله في الانتخابات الأخيرة وأن يصاب بخسائر، لكن النتيجة كانت صادمة لأن عدد النواب الذين حصل عليهم الحزب بلغ 15 نائبًا بزيادة نائبين في بعلبك وجبيل، فيما تجاوزت نسبة الأصوات ما كانت عليه عام 2018". وشدد على ضرورة "الذهاب إلى حوار والاتفاق، على أن يكون هذا الحوار مبنيا على أولوية المعالجة الاقتصادية والإنقاذ وترحيل القضايا الخلافية إلى مرحلة لاحقة". يشار إلى أن لبنان يعاني عدة أزمات اقتصادية وسياسية، كان أبرزها أخيرا شغور المنصب الرئاسي، عقب انتهاء مدة العماد "ميشال عون" كرئيس للجمهورية. وفشل البرلمان على مدار 10 مرات متتالية في الوصول إلى توافق على انتخاب رئيس جديد للبلاد، وهو ما ألقى بظلاله على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

الراعي معاتباً بري: كنت أنتظر منك معايدة بانتخاب رئيس للجمهورية

«حزب الله» و«أمل» يشددان على أهمية الحوار لإحداث خرق في الملف

بيروت: «الشرق الأوسط»... خرق الجمود الذي فرضته عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، المعايدات بين الفرقاء اللبنانيين التي رافقها بعض المواقف السياسية، لا سيما المرتبطة بالانتخابات الرئاسية؛ إذ كان تجديد التأكيد على أن الأولوية تبقى في هذه المرحلة لانتخاب رئيس للجمهورية، في حين لا تزال أطراف أخرى تعتبر أنه لا بد من الحوار لإيجاد حل لملف الرئاسة. وسجل أمس (الاثنين) اتصال معايدة من قبل رئيس البرلمان نبيه بري، بالبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي نقل عنه النائب في كتلة حزب «القوات اللبنانية» شوقي الدكاش، قوله لرئيس البرلمان معاتباً: «كنت أنتظر منك معايدة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية»، فأجابه بري: «دعوتهم للحوار مرتين ولم يلبوا، فكررت قولي إن الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس». وقد كرر الراعي القول إن «الدولة لا تسير من دون رأس، ولبنان يموت من دون رئيس». وتمنى الدكاش على الراعي، حسبما أعلن، «تسمية من يعطلون انتخاب الرئيس بالاسم، مع معرفتي أن بكركي تسعى دوماً إلى الجمع لا التفرقة، لكنني أعرف أيضاً أنها تشهد دوماً للحق والحقيقة». في المقابل، استمرت المواقف السياسية المرتبطة بالملف الرئاسي على حالها. وجددت «حركة أمل» تأكيدها على أهمية الحوار بعدما كان قد دعا رئيسها، بري، له مرتين «من دون أن يلقى تجاوباً». وسأل النائب هاني قبيسي: «لماذا الهروب من الحوار لإنجاز استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، في الوقت الذي لا يمكن لأي فريق في البلد الانتصار على الآخر؟». وقال خلال احتفال في الجنوب: «بعض الساسة في لبنان يسعون لتعميم الفوضى؛ لأن من يزرع الخلافات تحت عناوين طائفية ومذهبية وحقوق طوائف وأحزاب ومذاهب، يهدف إلى الفتك بالوطن وبالدولة وبالمؤسسات، سعياً لانتصار شخصي». وسأل: «لماذا الانتظار؟ أمِن أجل أوامر وتعليمات خارجية؟ إن تأجيل الحل وتعميم الفوضى هو مشروع يعمل لمصلحة من يفرض العقوبات. لبنان محاصر اقتصادياً بعقوبات وصلت إلى كل بيت، والبعض لا يريد حلاً نصل من خلاله لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تضع خطة للإنقاذ وللاستقرار». وأعلن «حزب الله»، على لسان النائب حسن عز الدين، أن «الهدف من إسقاط ورقة بيضاء في انتخابات رئيس الجمهورية، هو لإبقاء الباب مفتوحاً أمام مكونات المجلس النيابي الأخرى للحوار، ولإمكانية التفاهم على مرشح يحظى بغالبية نيابية وازنة». وأكد أنه «لن يكون هناك رئيس يتم فرضه على اللبنانيين بإملاءات وبتوافقات خارجية دون أن يكون هناك توافق داخلي على ذلك». وشدد على أن «باب الحوار هو مدخل طبيعي وفعلي وحقيقي للتوصل إلى تفاهم حول مرشح ينال الغالبية المطلوبة في المجلس النيابي، لا سيما أن التشرذم والانقسامات التي حصلت نتيجة الانتخابات الأخيرة في لبنان، زادت من تعقيدات انتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً أنه «لا يمكن أن يصل إلى سدة الرئاسة مرشح تحدٍّ أو مرشح لا تطمئن المقاومة من خلاله بأن ظهرها محميّ». وفي الإطار نفسه، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم: «للرئيس مواصفات، ونحن نريد رئيساً مجرباً بالسياسة، قادراً على التواصل مع الجميع داخلياً وخارجياً، أولويته الإنقاذ الاقتصادي، لا ينحاز ولا يستفز ولا يخضع للإملاءات الخارجية، وهذه هي صفات نستطيع أن نبني عليها». واعتبر في حديث إذاعي، أن «علينا الذهاب إلى حوار والاتفاق على أن يكون هذا الحوار مبنياً على أولوية المعالجة الاقتصادية والإنقاذ وترحيل القضايا الخلافية إلى مرحلة لاحقة، ونحن نسعى لأن يكون هناك رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وليس صحيحاً أن نبني على أن الشغور هو الأصل، لكن التنوع في المجلس النيابي يجعل انتخاب الرئيس يتطلب دقة واتفاقاً بين الكتل النيابية». وأوضح أنه «في الشؤون الداخلية السياسية اللبنانية لا أكثرية ثابتة، وكل موقف يحتاج إلى تقاطع في القناعات، وانتخاب رئيس للجمهورية يحتاج إلى نقاش وتوافق مع الكتل السياسية في المجلس النيابي». ودافع قاسم عن عهد الرئيس السابق، ميشال عون، قائلاً إنه «واجه صعوبات استثنائية لم يواجهها رؤساء سابقون، منها الهجمة الأميركية على لبنان لتغيير الاتجاه السياسي للبلد، ووباء (كورونا)، ووجود النازحين السوريين، والمظاهرات في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والتدهور الاقتصادي في البلاد». وتحدث عن علاقة الحزب بـ«التيار الوطني الحر»، قائلاً: «علاقتنا اليوم فيها خدش، لكن نحن حريصون كـ(حزب الله) أن تستمر هذه العلاقة، وأن يستمر التفاهم، كما أنَّ (حزب الله) و(التيار الوطني الحر) مقتنعان أن في التفاهم مصلحة للبنان وللطرفين، وهذه المصلحة ما زالت موجودة، والأمور تعود إلى مجاريها بطريقة من الطرق». وعن مقتل الجندي الآيرلندي في الجنوب، قال: «ما حصل مع (اليونيفيل) حادثة موضعية لا تبعية ولا هدف سياسي منها، وهي بنت ساعتها بأخطاء حصلت في الميدان، وحادثة العاقبية مرّت، ولا بد من استكمال التحقيق فيها حتى لا تتكرر».

«القوات» تطالب بـ«بسط سلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية كافة»

بيروت: «الشرق الأوسط»... جدد حزب «القوات اللبنانية» تأكيده على أهمية تطبيق القرارات الدولية وتعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب لاستكمال بسط سلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية كافة، مذكراً بـ«خطورة السلاح غير الشرعي وأثره السلبي على الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي». وجاءت هذه المواقف خلال زيارة قام بها وفد نيابي من «القوات» إلى مقر عام قيادة الـ«يونيفيل» في الناقورة ضم النائبين غسان حاصباني وجورج عقيص ومارك سعد، من جهاز العلاقات الخارجية، حيث كان لقاء مع قائد الـ«يونيفيل» الجنرال آرولدو لازارو للمعايدة، وتقديم التعزية بمقتل الجندي الآيرلندي شون روني، والاطلاع على مجريات ملف التحقيق، والتشديد على دعم «اليونيفيل» وضمان سلامة القوى العاملة ضمنها، للقيام بمهمة حفظ الأمن في الجنوب اللبناني التزاماً بالقرارات الدولية، وفق ما جاء في بيان لـ«القوات». ولفت البيان إلى أنه «تم التداول بآخر مجريات التحقيقات، وبوضع قوة (اليونيفيل)؛ حيث شدد الوفد على ضرورة استكمال التحقيقات والمحاسبة»، وأكد الوفد على «أهمية تطبيق القرارات الدولية، لا سيما (1701)، وتعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب لاستكمال بسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اللبنانية»، مذكراً بـ«خطورة السلاح غير الشرعي وأثره السلبي على الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي». وأكد حاصباني على «وقوف التكتل إلى جانب قوى (اليونيفيل)، دعماً لدورها، عملاً بالقرارات الدولية، لا سيما قرار مجلس الأمن (1701)»، مشدداً على «ضرورة محاسبة المعتدين على الجندي الآيرلندي»، كما على «بسط الجيش اللبناني سيادته على الأراضي اللبنانية بما يضمن الاستقرار وعدم تكرار حوادث مماثلة».

حمادة لـ«الشرق الأوسط»: الشغور الرئاسي سيمتدّ لأشهر طويلة

الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... يبدو أن الشغور الرئاسي في لبنان مستمرّ لأشهر طويلة، في ظلّ انسداد الأفق الداخلي، وغياب الحلول للملفّات الإقليمية المعقّدة بما يرتدّ سلباً على لبنان، وما يزيد في ضبابية المشهد اقتراب المفاوضات النووية الإيرانية من الانهيار، وهو ما ينذر بتدويل الأزمة اللبنانية، وثمّة قلق من أن يساق لبنان إلى هذا المؤتمر على وقع حدث أمني كبير تصعب السيطرة عليه، وهو ما عبّر عنه عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، الذي شرّح الأزمة اللبنانية ببعديها الداخلي والخارجي، وعلى رأسها معضلة الشغور في رئاسة الجمهورية، وعجز الكتل النيابية عن وضع حدّ لها. وكما أن الجلسات العشر التي انعقدت في البرلمان لانتخاب الرئيس العتيد كانت بلا جدوى، فإن تفعيل الاتصالات واللقاءات السياسية لن تفضي إلى نتيجة، ويقول حمادة في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، إن «ظروف انتخاب رئيس للجمهورية لم تنضج؛ لا داخلياً ولا خارجياً، اللقاءات غير المعهودة التي بدأت تبرز في الأيام الماضية كما حصل في زيارة (رئيس التيار الوطني الحرّ) جبران باسيل لـ(رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق) وليد جنبلاط، لن تقود إلى حلّ، لذلك نرى أن كلّ طرف يغرّد خارج الأجواء العامة التي تدلّ على أن تعقيدات الوضع الإقليمي على حاله». وبانتظار حسم كثير من العناوين الخلافية، ومنها ما يرتبط بعلاقة «حزب الله» مع المجتمع اللبناني، أو بعلاقة التيار الوطني الحرّ والمكونات السياسية الأخرى، فإن الحراك الداخلي لا معنى له، على حدّ تعبير النائب مروان حمادة الذي شدد على أن «ورقة المبادئ الرئاسية التي يسوّقها جبران باسيل ليست إلّا تمنيات لاستمرار العهد العوني، والإبقاء على الصلاحيات التي انتزعها من المؤسسات الدستورية والقضائية والعسكرية». ورأى أن «طرح عدد من الأسماء المرشّحة لا يعني أن الاستحقاق الرئاسي يتقدم». وأضاف: «هناك أسئلة ملحّة تحتاج لأجوبة: ما موقف المرشحين من الخطة الدفاعية التي تجنّب لبنان السقوط مجدداً في حرب أهلية؟ هل يقدر الرئيس العتيد على إقناع (حزب الله) بالانخراط في المؤسسات الشرعية عبر العمل السياسي والبرلماني والاجتماعي؟ هل (حزب الله) جاد بوقف التعدي على الدولة ومن خلالها على كلّ المكونات اللبنانية الأخرى؟». واعتبر أن هناك «استحالة طالما أن قرار الحزب في طهران، وطالما أنه غير مقتنع بالعودة إلى لبنان»، مشدداً على أنه «إذا لم يغيّر (حزب الله) مساره فسيظلّ يستخدم فائض القوّة عبر المجيء برئيس للجمهورية وفرض رئيس للحكومة وتشكيل الحكومة التي تناسبه والاستحصال على الثلث المعطل فيها، وسيبقى الشلل يضرب المؤسسات ويعطل القضاء». التعويل على تحرّك إقليمي ودولي محوره فرنسا، الذي ترجم بمساعٍ بذلها الرئيس إيمانويل ماكرون مع قيادات لبنانية ودول معنية بالملفّ اللبناني، مبالغ فيه، بحسب حمادة الذي أكد أن «ماكرون لا يستطيع حلّ أزمة الفراغ الرئاسي بالتمنيات ولا بالتلويح بالعقوبات (ضدّ شخصيات سياسية وحزبية تعطّل الاستحقاق)». وقال: «إذا أرادت الدول الكبرى فرض الحلّ في لبنان فيمكنها ذلك، عبر إيصال رسائل حاسمة إلى إيران وإرغامها على تغيير سلوكها». وعمّا إذا كانت هذه الرسائل تعني التهديد بعمل عسكري، استبعد حمادة اللجوء إلى هذا الخيار، ولفت إلى «إمكانية إيصال رسائل قوية ومؤثرة عبر زيادة العزلة الإيرانية وتعزيز العقوبات عليها وإجبارها على وقف الاعتداء على محيطها»، معتبراً أن «إيران تخوض منذ سنوات حرباً على دول الجوار تماماً، كما الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا». وعمّا إذا كانت مطالبة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بعقد مؤتمر دولي تشكّل حلاً للأزمة اللبنانية، قال عضو «اللقاء الديمقراطي»: «لا يبدو أن ظروف المؤتمر الدولي متوفرة حالياً، لكن الخوف أن يُفرض هذا المؤتمر على وقع حدث أمني كبير تصعب السيطرة عليه، قد نذهب إليه مكرهين». ورأى أن «البطريرك الراعي محقّ بأن لبنان يحتاج إلى مؤتمر يترجم توافقاً دولياً، لأن بلدنا يواجه الآن خطراً وجودياً حقيقياً». وتتحدّث معلومات عن لقاءات يعقدها مسؤولون في «حزب الله» مع شخصيات مسيحية تمهّد لترتيب علاقاته معها ومع أحزاب مناوئة لسياسته، خصوصاً بعد تصدّع علاقته بالتيار الوطني الحرّ، ردّ حمادة بأن «مشكلة حزب الله ليست مع المسيحيين فحسب، بل مع غالبية المجتمع اللبناني». وتابع: «حتى القسم الأكبر من الشيعة ممتعض من سياسة الحزب، ويضيق ذرعاً من إمساكه بمفاصل الدولة وتشريع البلاد على الفلتان، لا سيما عمليات التهريب على الحدود، خصوصاً تهريب الكبتاغون». وشدد على أنه «لا سيادة بلا إصلاحات، وبلا قرار واحد يكون بيد الدول ومؤسساتها الشرعية». أما عن استحالة فصل الأزمة اللبنانية عن الملفات الإقليمية المستعصية، يلفت حمادة إلى أن «الثقة شبه مفقودة بمفاوضات الملفّ النووي الإيراني، كما أن الثقة مفقودة من إمكان إقامة شراكة إيرانية مع دول المنطقة في ظلّ توسّع وجودها في المنطقة عبر الأذرع العسكرية مثل (حزب الله) في لبنان والحشد الشعبي في العراق والنظام السوري في دمشق والحوثيين في اليمن، وهي 4 أدوات قاتلة، وللمفارقة فإن إيران لا تمارس أي ضغط على إسرائيل، بل على الدول العربية وتسعى لزعزعة أمنها». ولفت إلى أن «المؤشرات الأولى لمؤتمر عمّان لم تعطِ أي نتيجة، فالمبادرة العراقية بين إيران ومصر ليست إلا تمنيات، والحوار السعودي - الإيراني تراجع عمّا كان عليه السابق». وتوقف حمادة عند اللغط الكبير الذي يحيط بالعلاقات التركية ـ الإيرانية ـ الروسية، في ظلّ حرب أوكرانيا، والالتزام الأميركي بالملفّ الأوكراني، وهذا يبيّن أن لا رئاسة في لبنان قبل أشهر طويلة، وربما يصبح رهينة كلّ هذه الملفات».

«الراي» تَقَصَّتْ أحوال اللبنانيين بمواجهة أهواله

شتاء لبنان... كأنه صراع بقاء

لبنان في قبضة منخفض جوي حمل ثلوجاً ابتداء من 1500 متر للمرة الأولى هذا الشتاء. الصورة عن موقع النهار

الراي... بيروت – من زيزي اسطفان: سنة بعد سنة يقسو الشتاء أكثر على لبنان ويتّشح ثلجُه الأبيض بسواد المعاناة، ويتحوّل موسمُ الخير الذي تعوّدت «بلاد الأرز» انتظاره ليمطر برداً وسلاماً إلى... كابوسٍ. كيف يعيش اللبنانيون شتاءهم القارس بعدما باتت تكلفة التدفئة «حارقة» وبعدما فقدوا ما كانوا يدّخرونه من أموال للأيام السود؟ كيف يؤمّنون قوتهم وطباباتهم في المناطق البعيدة التي تعجز بلدياتها عن فتح طرقها المغمورة بالثلج؟ هل يسعفهم موسم السياحة الشتوية في تخطي هذه الصعوبات أم أن الأزمة أكبر وأقسى على الناس من موسمٍ سياحي قصير ومحدود الموارد؟.... إقتصاداتٌ أوروبية عملاقة تواجه أزمةَ تدفئةٍ وصعوبةً في تأمين الدفء لجميع سكانها مع حلول الشتاء. أنظمةُ حمايةٍ إجتماعية متطوّرة تجد نفسها عاجزةً عن مساعدة الفئات الضعيفة الأقلّ قدرة على الصمود في وجه البرد والثلوج. فكيف لوطنٍ ينهارُ وتلاشت فيه كل مقومات الدولة وفرغت خزينته حتى آخِر فلس، أن يواجهَ ضراوة الشتاء الذي بدأ يقرع أبوابه بقوةٍ؟..... الإجابة تلامس حد المعضلة، والمسؤولون المحليون من رؤساء بلديات ومنظمات إنسانية ومواطنون يرفعون الصرخة عالية.

مواجهة الشتاء بـ... اللحم الحيّ

ميلاد العلَم رئيس بلدية بلدة رميش (جنوب لبنان) التي تعلو نحو 800 متر عن سطح البحر يقول لـ «الراي» إن «الواقعَ صعب جداً والناس يعانون لتأمين التدفئة بعدما وصل سعر طن المازوت إلى 1200 دولار، وهو رقم خيالي يصعب على المواطن تأمينه. من هنا عمد أشخاص من داخل القرية وخارجها إلى إرتكاب مَجازر في حق البيئة والأحراش التي تحوط بالقرية وفتكوا بالثروة الحرجية بحجة الحصول على الحطب للتدفئة ولم يتمكن أحد من ردعهم. وتواصلنا مع القوى الأمنية ووزارتيْ الزراعة والبيئة وحتى القضاء، لكن لم نتمكن من وقف المجزرة. أشجار عمرها مئات السنين تم القضاء عليها وبيع طن الحطب بـ 4 ملايين ليرة، أي أقل من مئة دولار في حين أن محضر الضبط أقل من دولار!». ويؤكد العلم ان ثمة أهالي غير قادرين فعلاً على تأمين التدفئة، موضحاً أن البلدية «تسعى بالتعاون مع بعض المنظمات الإنسانية إلى مساعدة الأشد فقراً بينهم ويبلغ عددهم 500 بيت». ولكن كيف يمكن لبلديات باتت صناديقها فارغة ان تؤمن مساعدات؟ يجيب: «السنة أسوأ من سابقاتها ولا سيما أن الناس أنفقوا مدخراتهم ولم يعد لديهم ما يعينهم. متى كنا نسمع في لبنان أن أشخاصاً يبيعون مصاغهم ليعلّموا أولادهم ويؤمّنوا لهم التدفئة؟ لا أحد يسلط الضوء على مناطق الأطراف. الضيعة واسعة ولا يمكننا تلبية غالبية إحتياجات أهلها وفوق هذا لدينا أكثر من ألف لاجئ سوري... قد تعوم الطرق وتدخل المياه البيوت ولسنا قادرين على حل مشكلات الشتاء».

العيش... كل يوم بيوم

في منطقةٍ جبلية أخرى في قلب جبل لبنان تقع قرية بتلون الشوفية التي تسعى بلديتُها بإمكاناتها المتواضعة جداً أن تساعد أهلها على مواجهة الشتاء الصعب. ويقول رئيس البلدية مروان قيس: «قدرة التدفئة على المازوت لمَن ليس لديه أحد خارج لبنان معدومة، وقد حاولنا بالتعاون مع محمية أرز الشوف تشحيل الأحراش التي تحوط المنطقة علّنا نستطيع توفير الحطب للعائلات للتدفئة من دون الإضرار بالبيئة. وهناك عدد غير قليل من أهل القرية ليس قادراً على تأمين التدفئة ولذا نستنجد بالمغتربين لتبنّي عائلاتٍ في الوطن، لكن تبقى ثمة عائلات ليس لديها فعلياً أي أحد، وبينهم أرامل وكبار في السن ومتروكون». لكن التدفئة ليست العائق الوحيد في مواجهة الشتاء، ففصل البرد يترافق مع الأمراض التي يتوجب تأمين الإستشفاء أو العلاجات لها. وهذه مشكلة أخرى يقول قيس: «لقد تعاونّا مع القرى المُجاوِرة وعددها 12 لتأسيس جمعية إنماء قرى العرقوب والحرف، وإستطعنا تأمين القدر الممكن من المستلزمات الطبية للمستوصفات الموجودة في المنطقة وذلك بالتعاون مع الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية. وبتنا كذلك نرسل الوصفات الطبية إلى أهلنا المُنْتَشِرين في الخارج علّهم يستطيعون تأمين الأدوية التي تصل أحياناً كثيرة متأخرة. نحن بهذا نسعى لنسدّ حاجة الأكثر فقراً ولا ندّعي أننا نتبنى إحتياجاتهم بالكامل». كبار السن، العاجزون، الأطفال، كلهم معرَّضون في الشتاء لموجاتٍ من العدوى وخصوصاً مع غياب التدفئة المؤاتية ويحتاجون إلى طبابة بات يصعب توفيرها في ظل غياب الطواقم الطبية عموماً عن مستشفيات المناطق البعيدة وبحثهم عن سبل عيش في مناطق أخرى. وفي ظل عدم قدرة الناس على تحمُّل أعباء العلاج مع غياب مساهمات الجهات الضامنة، وصعوبة أن تعتمد المستشفيات الخاصة تسعيرة منخفضة بعدما إرتفعت أكلاف كل المستلزمات والخدمات الطبية، تصبح المشكلة مضاعَفة، فلا تدفئة ولا طبابة بل عجْز مستشرٍ في مواجهة شتاء صعب. «نعيش كل يوم بيومه» يؤكد قيس «وبأقل إمكانات ممكنة لنؤمّن ما تحتاجه قرانا. نستنجد بالخيّرين ونعالج الأمور حالة بحالة. لكن كل يوم أسوأ من الذي سبقه. وإذا كنا إستطعنا تأمين مساعدات العام الماضي فالأمور ما زالت ضبابية هذه السنة ولا شك أن الأمن الصحي والغذائي والإجتماعي للناس في خطر رغم مساعينا».

صرخة يأس وغضب

في بلدةٍ بقاعية بعيدة، يرفض رئيس البلدية الحديث رسمياً عما يواجهه من كوارث. وفي صرخة ألم يقول «من أين أبدأ؟ من توفير المازوت للجرّافة الوحيدة في القرية لفتْح الطرق بعد تَساقُط الثلوج في العواصف، وحال بلديتنا بالويل؟ أم من صعوبة الوصول إلى البيوت النائية لتلبية نداءات الإستغاثة بعد أن تغمر الثلوج الطرق الضيقة ويتعذر علينا تأمين الإمكانات لفتحها؟ أم من مدرسة القرية الرسمية التي هجرها طلابها بسبب إضراب أساتذتها المتواصل وعدم تأمين التدفئة للطلاب؟ أم من الطرق المظلمة الداكنة التي لا بصيص ضوءٍ فيها لا ليلاً ولا نهاراً بسبب إنقطاع التيار الكهربائي، فتتحول إلى مصائد للسيارات ولمن تجرأ على الخروج من الناس؟ الدولة نستنا كلياً وتتركنا نواجه مصيرَنا في الشتاء، وكأننا لسنا ضمن حدودها. مَن يمرض في ضيعتنا يموت في أرضه قبل أن يصل إلى أي مستشفى. وتسألين بعد كيف نمضي الشتاء». صرخةٌ تتردد أصداؤها في الكثير من القرى فالمعاناة واحدة وإن إختلفت مستوياتُها بين منطقة وأخرى. في عكار تروي ثريا حمود وهي مديرة مشروع «ريسلوغ لبنان»، وهو مشروع تنموي لدعم منطقة عكار وتلبية بعض إحتياجاتها بالتعاون مع إتحاد بلديات السويد، أن وضع الناس في الشتاء يقارب الكارثة «الأهالي اضطروا العام الفائت إلى الإستعانة بكل ما يقع تحت أيديهم للتدفئة، من بلاستيك إلى حطب أو أوراق وأكياس نايلون، حتى أنهم لجأوا إلى إشعال أثاث خشبي في منازلهم للتدفئة. كسروا الخزائن وأشعلوها... الحرائق التي حصلت في الغابات كان بعضها مفتعَلاً من أجل الحصول على حطب، والتعدي على الغابات واقع لا يمكن نكرانه. ولكن الناس في وضعية survivor أو البقاء فهل يمكن لومهم على إعتدائهم على الأشجار؟».

معركة... الجيوب الخاوية

لسان حال الجميع أن هذه السنة أسوأ من سابقاتها، ومَن كان يملك بعض المال المدخّر وصل اليوم إلى الصفر وإزداد الوضعُ صعوبة على أعداد أكبر من العائلات. ما من أحد قادر على المساعدة تقول حمود «لا البلديات ولا المنظمات الإنسانية، لأن الإحتياجات كثيرة والموارد قليلة. هذا الشتاء ثمة مخاوف جدية من عدم قدرة البلديات على جرْف الثلوج، لذلك نهيئ فريق المستجيب الأول الإنقاذي الذي قمنا بتأسيسه وتأهيله سابقاً ليكون مستعداً لمساعدة الأشخاص العالقين في بيوتهم تحت الثلج. البلديات ربما تكون قادرة على فتْح الطرق العامة وجرف الثلوج عنها لكن الطرق الفرعية الصغيرة لا شك ستعاني ويعاني معها الساكنون على أطرافها. نقوم بما في وسعنا لتأمين سيارة قادرة على فتح الطرق الصغيرة ومساعدة الناس في الوصول الى المستوصفات والمستشفيات. ولكن هنا تتشعب المشكلة وتكبر لأن الناس ما عادوا قادرين على الحصول على العناية الطبية الضرورية لأسباب كثيرة ليس أقلها تكلفة الإستشفاء والإنتقال للوصول إلى المستشفيات ورحيل الطواقم الطبية عن مستشفيات المناطق». في غمرة الصورة القاتمة نسأل عن المؤونة اللبنانية التي كانت رفيقة أهل الجبال في شتائهم الطويل: هل ما زالت معينتهم في الأيام الصعبة ومَصْدَر قوت لهم؟ «مَن كان يستطيع أن يحضر مؤونة وافية له ولعائلته ما عاد قادراً اليوم على تأمين الكميات التي تعينه على عبور الشتاء مع إرتفاع أسعار كل المواد. غالبية سكان المنطقة، هم إما في الجيش أو في قطاع التعليم وكلنا نعرف حال رواتب هذين القطاعين وكم فقدتْ من قيمتها. هم الأكثر تضرُّراً. ولا شك أنهم ما عادوا قادرين على تأمين مستلزمات شتائهم من تدفئة ومؤونة. لكن لحُسن الحظّ الناس يساعدون بعضهم، وكل مَن كان قادراً يقف إلى جانب عائلته ويدعمها لتتمكن من الصمود». رغم هذا الواقع المأسوي، يبقى للشتاء في لبنان وجه أبيض. وجهٌ سياحي ترفيهي يعود عليه بمردود مادي هو في أمسّ الحاجة إليه. المناطق الجبلية ومحطات التزلج تستعدّ لشتاء واعد، ومع بدء وصول أعداد كبيرة من السياح والمغتربين تتحضّر المناطق الجبلية للإستفادة من الموسم وإن باتت التكلفة بالكاد توازي الأرباح. ويبقى اللبناني قادراً على إجتراح معجزة البقاء مع كل طلعة شمْس أو... زخة مطر



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..دوي انفجارات في قاعدة إنجلز الجوية الروسية..روسيا تؤكد استعدادها لاستئناف إمدادات الغاز لأوروبا..بوتين: روسيا مستعدة للتفاوض بشأن حلول مقبولة..بوتين يتهم الغرب بالسعي إلى «تقسيم» روسيا..البابا يندد باستخدام الغذاء «سلاحاً» في حرب أوكرانيا..نساء من ميكولايف ساهمن في الدفاع عن المدينة..أوكرانيا تعلن قصف 4 مواقع قيادة روسية ومنظومة «إس 300» في خيرسون..وزير الخارجية الصيني يشير لـ«علاقات أعمق» مع روسيا..الصين تجري تدريبات على «ضربة» عسكرية حول تايوان..إسلام آباد بقبضة الخوف وغياب الأمن..النيابة الفرنسية: المتهم في هجوم باريس خطط لـ«اغتيال المهاجرين».. 3 منظمات تعلّق عملها في أفغانستان بعد قرار «طالبان» حظر عمل النساء..أميركا: عاصفة عاتية تودي بحياة 26..

التالي

أخبار سوريا..مستغلة الأوضاع المعيشية وانشغال روسيا في حرب أوكرانيا..إيران تستكمل مسعاها لإحياء مشروع «ضاحية جنوبية» بريف دمشق.. 8 قتلى بهجوم لتنظيم «داعش» على سجن في الرقة..مقتل 6 مقاتلين موالين لتركيا باشتباكات في شمال غربي سوريا..إردوغان يعلن عن "مرحلة جديدة" في الشمال السوري..احتجاجات درعا والسويداء السوريتين.. "التغيير أو الهاوية"..قيادي في قسد لـ "العربية": قواتنا فرضت حظر تجوال في الرقة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,105,562

عدد الزوار: 6,753,009

المتواجدون الآن: 108