أخبار لبنان..قوى 8 آذار و"التغييريون" يمدّدون لـ"الشغور" اليوم..ما سرّ التحذير الأميركي من «السيناريوهات الأسوأ» في لبنان؟..بعد إسرائيل..لبنان يدعو لترسيم حدوده البحرية مع سوريا..أمريكا تتعهد بـ72 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى لبنان المأزوم..بري يقاضي قاضية لبنانية زعمت امتلاكه حساباً مجمداً في سويسرا..انقسام في «التيار الوطني» يحسمه باسيل بالاقتراع بورقة بيضاء اليوم..الأمن اللبناني يحيل 30 إرهابياً إلى القضاء..غيوم الحكومة والرئاسة تخيّم على علاقة باسيل بحزب الله..

تاريخ الإضافة الخميس 10 تشرين الثاني 2022 - 3:39 ص    عدد الزيارات 987    القسم محلية

        


المصرف المركزي عاد ليشتري الدولار "بالسر"؟...

قوى 8 آذار و"التغييريون" يمدّدون لـ"الشغور" اليوم..

نداء الوطن.... ستُرفع الجلسة الرئاسية وتُسدل ستارتها اليوم على العرض المسرحي نفسه إعداداً وإخراجاً لسيناريو "الورقة البيضاء وتطيير النصاب" الذي يفرضه تحالف "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وسائر قوى الثامن من آذار لتعطيل الاستحقاق الرئاسي ومنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتمتع بالمواصفات السيادية والإنقاذية المطلوبة لانتشال البلد من "البؤرة الجهنمية" وإصلاح ما أفسده العهد العوني الذي قادته شهوة المقايضة على السلطة والمناصب والمكاسب إلى وضع الأصفاد بمفاصل الجمهورية وسوقها مخفورة إلى قبضة محور الممانعة وأجندته الهدّامة للكيانات الوطنية في المنطقة العربية. وإذا كان المشهد على جبهة قوى أحزاب المعارضة وتكتلاتها النيابية سيعيد تظهير استمرار وحدة الموقف خلف ترشيح النائب ميشال معوّض تأكيداً على التصميم والجدية في العملية الانتخابية الرئاسية، فإنّ المشهد على الجبهة المقابلة سيعيد هو الآخر تظهير استمرار خلافات قوى 8 آذار الداخلية التي لا تزال تحول دون التوافق على تسمية أي مرشح من صفوفها للرئاسة الأولى، مستفيدةً من تشرذم صفوف النواب التغييريين لتقطيع الوقت بغية تسويف الاستحقاق الرئاسي بانتظار إنضاج الظروف المؤاتية لإبرام تسوية "رئاسية – حكومية" تعيد إنتاج طبقة حكم مستنسخة عن سابقاتها في إدارة شؤون الدولة، لتكون النتيجة المباشرة وغير المباشرة للجولة الرئاسية الخامسة اليوم "التمديد" لولاية الشغور الرئاسي في صناديق الاقتراع بالتضامن والتكامل بين "الأوراق البيض" و"حرق الأصوات". وعشية جلسة الانتخاب الأولى بعد الشغور، برز أمس إيفاد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور إلى معراب لإعادة تأكيد الاستمرار في دعم ترشيح النائب معوض، فعُقدت لهذه الغاية جلسة تشاورية وصفها أبو فاعور بـ"المفيدة والمجدية" مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مصوّباً في المقابل على الفريق الآخر الذي لا يبدي "دينامية إيجابية شبيهة حتى اللحظة" لبلورة أي صيغة توافقية تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأضاف: "من الواضح أن فريق 8 آذار، باستثناء الرئيس نبيه برّي، يحاول تفادي صراعاته الداخلية من خلال الذهاب مجدداً باتجاه الورقة البيضاء، ولكن هذا الامر لا أعتقد أنه مجدٍ بل يضيف أعباء على حياة المواطنين اللبنانيين". وفي إطار تثاقل الأعباء على كاهل المواطنين، عاد الدولار إلى حرق أعصاب اللبنانيين صعوداً ونزولاً في تسعيرة السوق السوداء تحت وطأة جملة عوامل متشعبة ومتشابكة يتقدمها التأزم السياسي والشغور الرئاسي وانعدام الثقة بمسيرة الإصلاح التي تضع الطبقة الحاكمة العصيّ في دواليبها، بحيث تخطى سعر صرف الدولار للمرة الأولى صباح أمس سقف الأربعين ألف ليرة قبل أن يعود أدراجه إلى الوراء عند سعر 39600 ليرة مساءً، فتنوعت التحليلات وتباينت الترجيحات حول أسباب هذا الارتفاع المفاجئ غداة التعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل مدة وساهم من خلاله في لجم ارتفاع سعر الصرف بعدما أعلن التوقف عن شراء الدولار مقابل الاستمرار في بيعه. ورأت مصادر مالية أنّ استئناف الدولار مؤشراته التصاعدية "ينسف كل البيئة التي كانت تهيّئ لخفضه إلى أقلّ من 35 ألف ليرة تمهيداً لتقريب سعره في السوق من تسعيرة منصة صيرفة كخطوة أولية باتجاه توحيد أسعار الصرف لا سيما في ما يتصل بالسحوبات المصرفية بهدف التوصّل في مرحلة لاحقة إلى تحرير سعر الصرف تنفيذاً لمطالب صندوق النقد الدولي"، مشيرةً في ما خصّ الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر الدولار خلال الساعات الأخيرة إلى أنّ الأمور لا يمكن حصرها بسبب محدد، مكتفيةً بطرح "علامات استفهام" في هذا السياق: "هل للأمر علاقة فقط بالعرض والطلب، أم أنه أتى كردّة فعل متعمدة على إقدام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على صرف نائب حاكم المصرف المركزي من جلسة اللجان المشتركة وطلبه استدعاء الحاكم عوضاً عنه... أو أنّ المصرف المركزي عاد إلى شراء الدولار "بالسرّ" بخلاف ما أعلن عنه في العلن حول اكتفائه بالبيع؟".

على وقع الانسداد الرئاسي والاكتفاء الدولي بـ «إعلان نيات» حيال الفراغ

ما سرّ التحذير الأميركي من «السيناريوهات الأسوأ» في لبنان؟

ليف تخشى سيناريوهات كارثية محتملة للوضع اللبناني

| بيروت - «الراي» |

- «جرس الإنذار» الأميركي يشي بفصْل إنجاز الترسيم البحري عن بقية الملفات اللبنانية

في الوقت الذي يقبع الاستحقاق الرئاسي في لبنان خلف «قضبان» صراعات داخلية محكومة بخطوط انقسام قديمة - جديدة، تزداد المعاينة للمقاربات الخارجية للأفق المسدود في «بلاد الأرز». لاسيما بعد وقوعها في أسْر شغورٍ رئاسي مفتوح على شتى أنواع الكوابيس. وعشية جلسة لا انتخاب خامسة، هي الأولى في عهد الفراغ، يعقدها البرلمان اليوم، وفي موازاة مواقف دولية أقرب إلى «إعلان النيات» حيال ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون مزيد من الإبطاء، استمرت التحريات لأبعاد التحذير الأميركي الـ«ما فوق عادي» من «السيناريو الأسوأ» الذي قد ينجرّ إليه لبنان والمدجّج بخطر «تفكُّك الدولة». ووُضع الموقف الأميركي منذ صدوره قبل أيام تحت المجهر الداخلي ربْطاً بمجمل إدارة واشنطن لعلاقتها مع لبنان، والتي راوحت في الأعوام الماضية بين إخراجه من على رادار الأولويات واستخدام عصا العقوبات ضد «حزب الله» وحلفاء له، وبين انخراطٍ مباشر وعميق ذات بُعد استراتيجي عبّر عنه نجاحها في اختراق ديبلوماسي غير مسبوق شكّله اتفاق الترسيم البحري النهائي بين لبنان واسرائيل. والواقع أنه منذ التسوية الرئاسية التي حَمَلَتْ الرئيس السابق ميشال عون الى القصر الجمهوري والرئيس سعد الحريري الى السرايا الحكومية (2016)، بدا الموقف الأميركي تجاه لبنان حَذِراً وغير معنيّ بالتسوية التي رعتْها حينها فرنسا ولم تكن السعودية راضيةً عنها. وطوال ست سنوات من عهد عون، لم يكن موقف الإدارة الأميركية التي تغيّرت من جمهورية إلى ديموقراطية، يعبّر عن كثيرٍ من الاهتمام بإدارة الملف اللبناني. وظلت زيارات الوفود الأميركية قائمة ولكن من دون حماسة تُذكر، إلى أن جاءت تظاهرات 17 اكتوبر 2019. حينها اتّهمتْ قوى 8 مارس (حزب الله وحلفاؤه) واشنطن بتمويل التظاهرات ودعم المتظاهرين الذين نادوا بإسقاط السلطة بكل أركانها. وساهم وقوع انفجار مرفأ بيروت (4 اغسطس 2020) في وضْع واشنطن بموقعٍ تحذيري من مغبة ما يجري في لبنان. على أن انحسارَ الدور الأميركي لم يشمل الجيش اللبناني إذ استمرّت المساعدات له، لكن من دون الذهاب أيضاً نحو خطوة متقدّمة بالموافقة على تقديم مساعدات نقدية كانت المؤسسة العسكرية تأمل بها في ظل انهيار وضعها المالي. وحين عبّرت مُساعِدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف أخيراً عن خشيتها تجاه السيناريوهات الكارثية المحتملة للوضع اللبناني الآيل الى الانهيار، كانت تعكس، وهي الديبلوماسية التي عملت في الشرق الأوسط وكان لها حضورها الديبلوماسي في عدد من دوله، مخاوفَ جديةً سبق أن وصلت الى أكثر من وسط سياسي وأمني في الآونة الأخيرة. هذه المَخاوف انطوت منذ اقتراب الفراغ الرئاسي على قَلَقٍ بالغٍ من تحوّل لبنان مجدداً بؤرةَ توترٍ، في ضوء تَضاعُف العوامل الاجتماعية والمالية ووضْع المصارف، إضافة الى الحذر من استغلال البطالة والفقر المستشري في تجنيد عناصر إرهابية، علماً أن هذا الأمر هو الشغل الشاغل لأجهزة الاستخبارات الغربية والعربية التي لاتزال تمدّ أجهزة الأمن اللبنانية بمعلوماتٍ قيّمة عن خلايا نائمة أو نشاط إرهابي محتمل. ويُضاف إلى كل ذلك الكلام عن مستقبل النظام اللبناني في ضوء الفراغ الرئاسي، وهو ما سبق لواشنطن أن حذّرت منه مع السعودية وفرنسا في بيانٍ مشترك في سبتمبر الماضي عَكَسَ تمسُّك العواصم الثلاث باتفاق الطائف كمنطلقٍ أساسي للحفاظ على هوية النظام السياسي في «بلاد الأرز». ويأتي تحذير الديبلوماسية الأميركية ليأخذ بُعْدين، على ضفتيْ معارضي «حزب الله» والموالين له، ويُحْدِث غباراً بإزاء موقف واشنطن الحقيقي مما يجري على مستويات اقتصادية ومالية وسياسية وأمنية في لبنان، خصوصاً أنه أعقب اتفاقَ الترسيم البحري مع اسرائيل الذي رعتْه واشنطن وجرى التعامل معه محلياً على أنه نوع من الهدنة بين الولايات المتحدة وايران عبر «حزب الله» وأنه يمكن تالياً أن يؤدي الى انفراجاتٍ سياسية داخلية، خصوصاً في ضوء الكلام اللبناني عن احتمالات حصول متغيرات في موقف الإدارة الأميركية من العقوبات التي تفرضها على لبنانيين سواء من «حزب الله» أو من «التيار الوطني الحر» لاسيما رئيسه جبران باسيل. ومن هنا جرى التعامل مع موقف ليف، من موقع المنتظر لتداعياته العملانية، إذ انه اعتُبر أعلى مستوى تحذيري جرى التعبير عنه قبل اتفاق الترسيم وبعده من مسؤولةٍ مباشرة عن ملف لبنان والمنطقة وعلى درايةٍ كاملة بأوضاعه، ويعكس حقيقة النظرة الأميركية إلى «حزب الله» الذي يرى في ما يجري منذ سنتين في ملف استجرار الغاز من مصر وعدم تفعيل ملف الكهرباء لزيادة ساعات التغذية، مزيداً من التضييق على اللبنانيين، وليس على الحزب وحده. وفي وقت يعتبر «حزب الله» أن الموقف الأميركي هدفه توجيه رسائل تحريضية عليه وممارسة مزيد من الضغط في مجالات اقتصادية ومالية وسياسية، فإن واشنطن أعطت واقعياً إشارةً أكثر جدية من قبل لجهة فصل اتفاق الترسيم عن باقي الملفات اللبنانية. فواشنطن اليوم لا تتعامل مع لبنان كما جرى سابقاً أي على قاعدة الاصطفاف الذي كان قائماً بين 8 و14 مارس، إذ تتعدد الخلافات بين قوى 14 مارس ويتقدّم عدد من حلفاء واشنطن على ما عداهم في التعبير عن وجهة نظر حادة تجاه «حزب الله»، في حين أن خصومها من الحزب وحلفائه لايزالون كتلة واحدة. وفي رأي أوساط مطلعة، أن واشنطن تريد لفْت النظر إلى خطورة الوضع الأمني والسياسي من بوابة تكرارها الدعوة إلى ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة قوية وقادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة وإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي. لكنها في الوقت نفسه لا تُقْدِم على أي خطوة عملية يمكن أن يُفهم منها ضغطاً سياسياً لإجراء الانتخابات الرئاسية والاتفاق على مرشّح توافقي. علماً أن المرشح الذي تتبناه المعارضة أي النائب ميشال معوض، هو أحد أكثر حلفائها في لبنان حضوراً وتَواصُلاً مع الإدارات الأميركية المتعاقبة. وإذ تعوّل واشنطن حتى الآن على الجيش اللبناني في الإمساك بالوضع الداخلي، لكنها في وقتٍ تقدّم مساعداتٍ عينيةً تحاول استباق أي مخاطر من خلال حضّ الأجهزة الأمنية على الإبقاء على جهوزيتها لمواكبة مرحلة الفراغ وتحدياتها. في المقابل، لايزال «حزب الله» حذِراً من الولايات المتحدة ولا يتعاطى مع رسائلها على أنها استباقية بقدر ما يرى فيها محاولة لضخٍّ إعلامي وسياسي لتوتير الوضع الداخلي في وقتٍ لايزال أفق التسويات الاقليمية والدولية مسدوداً، وهذا يعني أن ملف الانتخابات الرئاسية سيبقى مُجَمَّداً إلى أن تفرج عنه مفاوضات واشنطن - طهران وضمن سقوف لم يعد ممكناً ان تخرج عن مضامين البيان الثلاثي الأميركي - الفرنسي - السعودي.

بعد إسرائيل.. لبنان يدعو لترسيم حدوده البحرية مع سوريا...

المصدر | الخليج الجديد + متابعات.. قال نائب رئيس البرلمان اللبناني "إلياس بو صعب" إنه يجب أن يكون "حوارا علنيا ومباشرا" مع النظام السوري من أجل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، كاشفا أن حجم المنطقة البحرية المتنازع عليها بين دمشق وبيروت يزيد بكثير عن حجم المنطقة التي كان متنازعا عليها بين بيروت وتل أبيب. وطالب "بو صعب"، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء، بألا تدخل الخلافات السياسية بين لبنان وسوريا في ملف ترسيم الحدود البحرية. وأضاف: "علينا أن نتواصل مع الدولة السورية علنا وأن نرسم الحدود البحرية علناً، وعلى أي حكومة قادمة أن تقوم بهذه المهمة". وتابع: "سوريا ولبنان يعتمدان طريقتين مختلفتين لترسيم الحدود، وبالتالي هناك خلاف كبير، قد يكون أكثر من 800 كيلومتر مربع، بل يمكن أكبر من المنطقة التي كان متنازعاً عليها بيننا وبين الإسرائيليين". وتأتي دعوة "بو صعب" بعد نحو أسبوعين على إبرام لبنان وإسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ما أتاح لإسرائيل البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازعاً عليها، في خضم بحث الدول الغربية، والأوروبية تحديداً، عن مصدر جديد للغاز لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي إثر الحرب في أوكرانيا. فيما يأمل لبنان الغارق في انهيار اقتصادي، ببدء التنقيب قريباً. وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت، في وقت سابق، عن إرسال وفد إلى العاصمة السورية دمشق، لمناقشة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا. وجاء في بيان للرئاسة اللبنانية على "تويتر" أن "الرئيس اللبناني (انتهت ولايته الآن)، ميشال عون، كلّف نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب، ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق، لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا، بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين الشقيقين". كما أشار البيان إلى أن الوفد اللبناني "يضم كلا من وزير الخارجية والمغتربين، عبدالله بوحبيب، ووزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، والمدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، وعضوي مجلس إدارة هيئة قطاع النفط، وسام شباط ووسام ذهبي". إلا أن السفير السوري لدى لبنان "علي عبدالكريم"، أكد أنه "حدث إلتباس في الاتصال بين الرئيسين عون والأسد حول موعد زيارة الوفد دمشق". وأضاف: أنه "طلب من رئيس الوفد اللبناني، إلياس بو صعب، إرسال كتاب لتحديد موعد للزيارة ووصل متأخراً لذلك لم يلغ اللقاء بل تم تأجيله بسبب عدم توافر الوقت عند الجانب السوري". وتابع "عبدالكريم": "الموعد لم يتحدد ولم يناقش ولكن أُعلن من لبنان وبالتالي جاء الرد وهو لم يلغ إنما قيل يتفق عليه لاحقاً".

دمشق تشترط «تكليفاً رسمياً» من حكومة لبنان والترسيم واحد من أزمات ثنائية كثيرة

الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا.. اصطدم ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا بمجموعة مطالب سورية عالقة منذ العام 2013، يتصدرها الإصرار على «قرار من الحكومة اللبنانية بتكليف رسمي»، إلى جانب عدم الاستجابة اللبنانية لمطالب سورية سابقة، جمّدت الكثير من الملفات، ومن ضمنها استجرار الكهرباء الذي كان معمولاً به، ورفع الرسوم عن الشاحنات التي تعبر عبر الأراضي السورية لنقل المنتجات اللبنانية. ولمح نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، أمس، إلى هذا الجانب، حيث دعا إلى التواصل «مباشرة وعلناً» مع دمشق من أجل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «سوريا دولة لديها مآخذ ومطالب». وترى مصادر لبنانية مواكبة للملف، أن الشروع في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين «لا تبدو مهمة سهلة قبل تشكيل حكومة لبنانية، استناداً إلى مطالب دمشق»، وهو أمر يبدو متعذراً في هذا الوقت، على ضوء الفشل في التوافق على اسم واحد لرئيس الجمهورية يمكن أن ينهي الشغور الرئاسي، ويفتح الباب، تالياً، نحو تكليف رئيس جديد للحكومة وتأليفها. وقالت مصادر لبنانية مواكبة لملف العلاقات بين بيروت ودمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن سوريا «تشترط قراراً رسمياً من مجلس الوزراء اللبنانية بتكليف وفد لبناني بزيارتها لحلحة أي ملف»، وقالت «دمشق تطالب بأن يكون كل شيء رسمياً وبتكليف مباشر من الحكومة اللبنانية». وقالت المصادر، إن الملفات بدأت تتراكم بشكل كبير منذ العام 2013، «وإلى جانب عدم إعطاء أي صفة رسمية لأي وفد لبناني، لم يستجب لبنان للمطالب السورية، بسبب العقوبات الأميركية والدولية على سوريا، لم يكن هناك أي قرار رسمي، بتفعيل العلاقات الرسمية معها». وتتعدد المطالب اللبنانية من ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية، إلى إعفاء البضائع اللبنانية من رسوم المرور باتجاه الدول العربية، إضافة إلى ملفات تجارية واقتصادية، وملف استجرار الطاقة من الذي كان معمولاً به إلى لبنان، بمعدل يتراوح بين 220 ميغاواط و500 ميغاواط كحد أقصى سنوياً، وتوقف استجرار هذه الكمية قبل ثلاث سنوات. وفي حين لم توافق الحكومة اللبنانية على تمديد الاتفاقية بعد عقوبات «قيصر»، فإن ملفاً آخر علق في العامين الأخيرين، مرتبط بتغذية شركة الكهرباء السورية لقرية الطفيل اللبنانية الحدودية بالكهرباء، واشتراط الجانب اللبناني لدفع البدل على سعر الصرف الرسمي (1515 ليرة لبنانية للدولار)، علماً بأن سعر الدولار وصل أخيراً إلى 40 ألف ليرة لبنانية.

أمريكا تتعهد بـ72 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى لبنان المأزوم

المصدر | الخليج الجديد + متابعات... قالت "سامانثا باور"، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خلال زيارة إلى بيروت، إن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 72 مليون دولار مساعدات إنسانية للبنان بهدف المساعدة في إطعام مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يكافحون وسط الأزمة، بحسب وكالة "رويترز". وأوضحت "باور" أن المساعدات ستسمح بإضافة 660 ألف مستفيد جديد إلى قائمة الذين يتلقون الدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وذكر مسئول بالوكالة أنه قبل الإعلان، قدمت الوكالة الأمريكية بالفعل 260 مليون دولار مساعدات تنموية ومعونات للبنان في عام 2022. ومنذ نحو 3 سنوات يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أدّت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، فضلاً عن شحّ في الوقود والأدوية وهبوط حادّ بالقدرة الشرائية. وبحسب البنك الدولى، يواجه لبنان ثلاث أزمات كبرى في وقت واحد: أزمة اقتصادية ومالية، وجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتبعات انفجار مرفأ بيروت ، وهو من أكبر الانفجارات غير النووية التي سُجِّلت على الإطلاق. ومن المُرجّح أن تُصنّف الأزمة الاقتصادية والمالية ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. لقد أدَّت هذه الأزمات المتفاقمة إلى انخفاض في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي يُقدَّر بنسبة 20.3% في 2020، ومن المتوقع أن ينكمش أكثر بنسبة 9.5% في 2021. وتعاني البلاد من ارتفاع معدل التضخم الذي تجاوز 100%، ومن المتوقع زيادة معدل الفقر إلى 45% والفقر المدقع إلى 22%. ويُقدَّر أن نحو 1.7 مليون لبناني قد أصبحوا تحت خط الفقر منهم 841 ألفاً دون خط الفقر الغذائي. وتأتي المساعدات الأمريكية إلى لبنان بعد أيام من ترسيم الحدود البحرية بين البلد العربي ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

بري يقاضي قاضية لبنانية زعمت امتلاكه حساباً مجمداً في سويسرا

مصادر قريبة من رئيس المجلس لـ«الشرق الأوسط»: كلام عون مزاعم وشائعات

بيروت: «الشرق الأوسط».. تقدم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الأربعاء، بشكوى لدى المدعي العام التمييزي غسان عويدات لملاحقة المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون والتحقيق وإجراء المقتضى القانوني اللازم، بعد نشر تغريدة تزعم فيها أن مسؤولين لبنانيين لديهم حسابات مجمدة في سويسرا. وتتضمن اللائحة التي نشرتها، أسماء مسؤولين لبنانيين بينهم بري، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وشخصيات سياسية أخرى. وزعمت، أن هؤلاء «لديهم حسابات مجمدة في سويسرا بمليارات الدولارات»، مضيفة «لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة. لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة إلى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من أجل الشفافية فقط». وتابعت «بمطلق الأحوال أتمنى أن يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية، الذي سأنكب على دراسته، وأتمنى أيضاً من الحقوقيين التعليق عليه». ولاحقاً، حذفت عون التغريدة من حسابها في «تويتر». وفور اطلاعه على مضمون تغريدة القاضية غادة عون، تقدم بري بواسطة المحامي الدكتور علي رحال، بشكوى لدى المدعي العام التمييزي غسان عويدات للملاحقة والتحقيق وإجراء المقتضى القانوني اللازم. ونفت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط» هذه المعطيات، مؤكدة أنها «مزاعم وشائعات». وشددت على أن «عون يبدو أنها لم تطلع على توقيع بري على سند رفع السرية المصرفية عن نفسه في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2019». وكان بري وقّع سنداً قانونياً يقضي برفع السرية المصرفية عن أي من حساباته في لبنان والخارج، وتسمح لأي مواطن طبيعي أو معنوي الحق بالاستحصال على كشف الحساب، ويطلب بموجبه من جميع المصارف العاملة في لبنان تزويد جمعية المصارف أرصدة حساباته كافة في أي من المصارف التي يوجد له حساب فيها، عند ورود هذا الطلب إليها. والقاضية عون مقربة من «التيار الوطني الحر». وكانت داهمت قبل أشهر مقرّ المصرف المركزي في منطقة الحمراء في قلب بيروت، في محاولة لتوقيف حاكم المصرف المركزي.

انقسام في «التيار الوطني» يحسمه باسيل بالاقتراع بورقة بيضاء اليوم

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... لم يكن الاجتماع الذي عقده تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل، الثلاثاء، لحسم خياره لجهة الاستمرار بالتصويت بورقة بيضاء خلال جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقررة غداً (الخميس)، أو اختيار اسم مرشح يتم تجيير الأصوات «البرتقالية» إليه، هادئاً؛ إذ دفع قياديون ومسؤولون حزبيون في «التيار» باتجاه تعديل مسار الاقتراع بالورقة البيضاء والاتفاق على التصويت لمرشحين محددين كما تفعل قوى المعارضة التي لا تزال تتمسك بمرشحها رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض. وبات اقتراع نواب «التيار» ونواب «الثنائي الشيعي» (حركة أمل و«حزب الله»)، بورقة بيضاء، يحرج الطرفين؛ وهو ما دفع قياديين حزبيين لمحاولة تغيير هذا الأمر. وبعد نقاشات في اجتماع الثلاثاء، قرر باسيل التمسك بالورقة البيضاء، بعد فشل الاتفاق مع قيادة «حزب الله» على مرشح واحد يخوضان به إلى جانب «أمل» المعركة الرئاسية، وإصرار «الثنائي» على أن مرشحه في المرحلة الحالية هو رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي أبلغ باسيل المعنيين رسمياً أنه لا يمكن أن يسير به. وأقرّ أحد النواب العونيين في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك نوعاً من الضياع والتخبط في التعاطي مع تعقيدات الملف الرئاسي»، مؤكداً أن القرار الأول والأخير بشأنه يتخذه باسيل. ويبدو واضحاً أن قيادة «التيار» رغم امتعاضها من موقف «الثنائي» الرئاسي، لا تريد أن تكسر الجرة مع «حزب الله». لذلك؛ لم تلجأ إلى اختيار اسم مرشح رئاسي تخوض به المعركة بوجه «الثنائي» وقوى المعارضة على حد سواء. وفي هذا الإطار، أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون، أن «قرار الاستمرار بالتصويت بورقة بيضاء اتُخذ بشبه إجماع لأننا غير مستعدين لطرح أسماء لمجرد حرقها»، نافياً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون هناك من طرح اعتماد أسماء مرشحين من التكتل للتصويت لهم، وأضاف «في الأصل، لا يجوز الانتقال من الورقة البيضاء إلى اسم إلا للعبور باتجاه مرحلة جديدة، فيكون اسماً قادراً على إعادة خلط الأوراق وخلق دينامية جديدة لانتخاب رئيس، أما التصويت الشكلي فهو غير وارد». ولا ينفي أحد نواب «التيار» الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن «نقاشاً صريحاً» شهده الاجتماع الأخير للتكتل بخصوص الخيارات التي يمكن اللجوء إليها في جلسات انتخاب الرئيس، «لكن الكل توصل إلى قناعة بوجوب الالتزام بالورقة البيضاء باعتبارها موقفاً بحد ذاته لا يختلف عن التصويت لعصام خليفة أو ميشال معوض أو غيرهما». ويضيف النائب العوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «طالما (الثنائي الشيعي) متمسك بسليمان فرنجية، وحزب (القوات) ومن معه بميشال معوض، فهناك استحالة للوصول إلى مرشح قادر على تأمين 65 صوتاً»، معتبراً أن «الجميع في حالة ترقب حتى يقتنع الجميع باستحالة فرض مرشح ما، وأن الحل بالجلوس على طاولة واحدة للحوار والتشاور»، مشيراً إلى أن «التوافق مطلوب مهما كانت السقوف مرتفعة في المرحلة الراهنة». وليس محسوماً التزام نواب «الوطني الحر» الـ18 إضافة إلى نواب الأرمن الـ3 الذين ينتمون إلى تكتل «لبنان القوي»، بقرار باسيل الاستمرار بالتصويت بورقة بيضاء؛ إذ كان نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، أعلن صراحة الأحد أنه لن يصوت بورقة بيضاء في جلسة الخميس، وبأنه سيصوت لمرشح من دون أن يحسم هويته. وأضاف «هذا أمر ناقشناه في تكتل لبنان القوي وكلنا اتفقنا على أن الورقة البيضاء لم تعد مقبولة، وسنبحث أكثر ونتمنى أن يكون هناك خيار للتكتل غير الورقة البيضاء». ويُعدّ بو صعب من الشخصيات «العونية» القريبة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يُعدّ على خصومة مع قيادة «التيار» وبالتحديد النائب باسيل. وأشار بو صعب أخيراً إلى أنه طلب من بري الاستمرار في جهوده فيما يتعلق بالملف الرئاسي، مع العلم أن قيادة «التيار» كانت أبلغت بري في وقت سابق، أنها غير مستعدة للمشاركة بالحوار الذي كان قد دعا إليه؛ ما أدى إلى إعلان سحبه مبادرته الحوارية.

الأمن اللبناني يحيل 30 إرهابياً إلى القضاء

«شعبة المعلومات» اعتقلتهم خلال الأشهر الأربعة الماضية

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، الأربعاء، إحالة 30 إرهابياً إلى القضاء المختص، مشيرة إلى أن غالبيتهم من الجنسية اللبنانية، وآخرين من الجنسيّتين السورية والفلسطينية، وأحدهم من الجنسية المصرية. وقالت المديرية، في بيان صحافي، إن «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي تمكنت من «تنفيذ عمليات نوعية استباقية دقيقة اعتباراً من شهر يوليو (تموز) وحتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، أسفرت عن رصد وتحديد وتوقيف 8 خلايا إرهابية في مختلف المناطق اللبنانية (البقاع - بيروت - الشمال - الجنوب - جبل لبنان) ينتمي أعضاؤها إلى تنظيم (داعش) الإرهابي». ووفق البيان، تأتي هذه التوقيفات «نتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، التي تقوم بها القطعات المختصّة في (شعبة المعلومات) في قوى الأمن الداخلي لجهة المتابعة الجدّيّة لنشاطات الخلايا الإرهابية، وبصورةٍ خاصّة تلك المرتبطة بتنظيم (داعش) الإرهابي». وأشار البيان إلى أنه بعد التحقيق مع الموقوفين، تبين «تخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز عسكرية وأمنية وتجمّعات دينية ومدنية مختلفة». وأوضح أن «المديرية العامّة لم تُعلن عن هذه التوقيفات في حينها، لعلمها أن ذلك قد يؤثّر سلباً على حركة السياحة وموسم الاصطياف». وكان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، أعلن، الثلاثاء، توقيف 8 خلايا إرهابية خلال العام الحالي. وقال بعد اجتماع مجلس الأمن الداخلي المركزي: «(شعبة المعلومات) تمكنت خلال عام 2022 من توقيف 8 خلايا إرهابية، ونحن نتقيد بمهنية التحقيق وسريته، وما نكشف عنه هو فقط لطمأنة اللبنانيين، والأجهزة الأمنية ساهرة على تأمين حمايتهم».

غيوم الحكومة والرئاسة تخيّم على علاقة باسيل بحزب الله

الاخبار...تقرير هيام القصيفي ....لا يشكك أحد من طرفي حزب الله والتيار الوطني الحر في العلاقة بينهما. لكنهما، كما في كل استحقاق، يتواجهان في تحديد خريطة طريق سياستهما. اليوم تخيّم عليهما غيوم الحكومة والرئاسة.... يصعب على التيار الوطني الحر أن يتجاوز في أيام قليلة تداعيات انتهاء عهد الرئيس ميشال عون. حجم هذا الحدث وارتداده على الوسط الداخلي كبير إلى الحد الذي لا يزال التيار يحاول تلمّس الطريقة التي يجب أن يتعامل بها معه. وبقدر صعوبة الانتقال من موقع الصف الأول إلى الصف الثاني، مع أفرقاء سياسيين آخرين، تكمن صعوبة تفرّج التيار على مشهد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في جولاته الخارجية ولقاءاته على مستويات مختلفة، وهو الذي عارض تسميته وتكليفه تشكيل الحكومة. وقف رئيس التيار النائب جبران باسيل، منذ اللحظة الأولى، ضد تكليف ميقاتي رئاسة الحكومة، وحاول إقناع حزب الله بذلك. لكن الحزب ارتأى السير بميقاتي، بمَوْنة أو ضغط من الرئيس نبيه بري. ما حصل بعد ذلك أعطى لباسيل، من وجهة نظره، مشروعية موقفه تجاه رئيس الحكومة المكلف، الذي لا يريد تشكيل حكومة قبل نهاية العهد. صحيح أن حزب الله أعطى وعوداً حول حدود عمل مجلس الوزراء، وقدّم مجلس النواب لاحقاً تفسيراً في تحديد صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، لكن باسيل يدرك أن التفسيرات الدستورية لم تعالج يوماً مشكلة القوى السياسية وفرضها أنماطاً من الأداء السياسي. كما أنه، وهو الذي خبر ميقاتي منذ كانا سوياً في حكومة اللون الواحد بعدما تلا بنفسه بيان «إقالة» حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011، يعرف جيداً الهامش الذي يعطيه ميقاتي لنفسه كرئيس لحكومة ولو غير كاملة الصلاحيات. ومشهد لقاءات ميقاتي الأخيرة دليل على هذا الهامش الذي يمكن أن يتوسع تدريجاً إذا طال الفراغ الرئاسي، وتطورت قنوات الحوار الإقليمية والدولية حول لبنان، ما يثير «نقزة» باسيل ويثبت وجهة نظره أمام الحزب. في الأسبوع الأول للفراغ، يحاول باسيل الاستمرار في سياسة الاستنهاض، وهي على المدى الطويل يمكن أن تكون منهكة للتيار وحلفائه، لأن سقف العلاقة مع حزب الله قابل للاهتزاز على مستويي الحكومة ورئاسة الجمهورية. فحزب الله يدرك أن باسيل الذي يؤكد، مرة تلو أخرى، عمق التحالف بينهما ولا يشكك فيه، قابل أيضاً للقيام بردود فعل لا تصب، ولو ظرفياً، في خدمة التحالف والعلاقة بينهما، ولا حتى في مصالح الحزب في قضايا أساسية على المدى البعيد. وهذا الأمر لا ينطبق فحسب على الملف الرئاسي الذي يختلف الطرفان حوله جذرياً في مقاربة الاستحقاق والمرشحين المؤهلين له. علماً أن هناك سياسيين يتحدثون بثقة عن أن باسيل لا يزال هو المرشح الأوحد للحزب بخلاف كل ما يطرح حالياً من أسماء تدور في فلك قوى 8 آذار. لكن رغم ذلك، فإن للحزب استراتيجية سياسية مختلفة تماماً عن خريطة طريق باسيل. فللأخير تحديات داخلية تتعلق بالتيار، ومسيحية تتعلق بموقعه في المعادلة المسيحية، وإن كانت الظروف الحالية غير قابلة للاستثمار شعبياً وهو الخارج من انتخابات ربح فيها حصة لها وزنها وإن ليس بقوته وحدها. والتحديات الأكثر أهمية هي الحفاظ على موقعه كمرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، من دون الالتفات إلى العقوبات الأميركية. وهذا كله يضطره إلى أن يضع خريطة طريق قد لا تلتقي مع تصور حزب الله المرحلي. وموضوع الحكومة عنصر أساسي في التعثر الذي يواجه خطة عمل باسيل الذي كان يعتقد أنه سيطبقها بعد انتهاء عهد عون. وليس سهلاً أن يبدأ في مواجهة أداء رئيس الحكومة في ملفات متفرقة، كالكهرباء على سبيل المثال، وغيره من الملفات المتوقع أن تثير حساسية التيار فيتحول معها، وهو الموجود في الحكومة، إلى معارض أو غير مسهّل، وهو الذي كان يفترض أن يكون منصرفاً إلى الإعداد لمعركة رئاسة الجمهورية.

لقاءات ميقاتي الأخيرة دليل على هامش تصريف الأعمال الذي يمكن أن يتوسع تدريجاً إذا طال الفراغ الرئاسي

في المقابل، يريد الحزب التهدئة على أكثر من جبهة، فلا هو في وارد فتح معركة مع رئيس المجلس النيابي حول ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أو مع ميقاتي الذي لم يسجل معه في العمق أي خلاف أساسي. وهو يحاول، في سعيه إلى إيجاد توازن مع باسيل الذي لم يعد له من حليف سواه عملياً، استيعاب نقمة حليفه، مدركاً في الوقت نفسه أن باسيل قادر على أن يكون معانداً وحاداً في معاركه السياسية، من دون الاختلاف الجوهري في الرؤية المستقبلية. لكن هذا النوع من الإشكالات يربك الحزب ولو كان التيار يستفيد منه في تعزيز وضعيته. لذا يحتاج الفريقان إلى نقطة التقاء، لا تبدو حتى الآن موجودة في مقاربتي وضع حكومة تصريف الأعمال ورئاسة الجمهورية. لكن «الحاجة دائماً أم الاختراع، وبما أنهما يحتاجان بعضهما، كما كانت الحال بينهما في أكثر من محطة استراتيجية أو محلية، سيجدان في لحظة ما مصلحة مشتركة في إعادة وصل ما انقطع بينهما. وحتى ذلك الوقت قد يضاعف باسيل من توجيه سهامه إلى أكثر من حليف.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..الانتخابات النصفية الأميركية..نتائج أولية..نتائج أولية: فوز جمهوريين بمجلس الشيوخ الأميركي..اوكرانيا تريد التفاوض مع خليفة بوتين ..روسيا تتمسك بشرط "أساسي" للتفاوض مع كييف وهجوم أوكراني مضاد في خيرسون..أوكرانيا تنفي تعرضها لضغوط غربية لتليين موقفها من المحادثات مع روسيا..خبراء عسكريون يعتقدون أن معركة خيرسون قد تكون مكلفة للغاية للطرفين..شولتس يروج لـ«نادي المناخ العالمي»..عسكرة اليابان ورقة في استراتيجية واشنطن لاحتواء خطر الصين..ميلوني تسعى لطمأنة الأوروبيين..وبروكسل تترقب أفعال روما..اتهام مسؤول من حركة «طالبان» بقتل شابة أفغانية..

التالي

أخبار سوريا..«طيران مجهول» يستهدف «قافلة إيرانية» شرق سوريا..جاويش أوغلو يحدد 4 أهداف استراتيجية تتمسك بها تركيا في سوريا..تركيا تلمح إلى احتمال بدء محادثات دبلوماسية مع سوريا..مقتل 9 سوريين بينهم 8 أطفال بحريق في تركيا..مقتل 7 عناصر من ميليشيا الأسد بينهم ضباط على جبهات الشمال السوري..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,181,050

عدد الزوار: 6,759,356

المتواجدون الآن: 126