أخبار لبنان..«بازار الترشيح» في الوقت الرئاسي الميّت.. وبرّي يتحدث عن أسابيع..بكركي تتقدّم "صفوف المواجهة" وترقّب لمضامين بيان "البطاركة" الجمعة..لجنة متابعة لتطبيق اتفاق الطائف ومساعٍ لإقناع باسيل بتبنّي قائد الجيش للرئاسة..مخاوف من فراغ رئاسي مديد يستنزف قدرة لبنان «على التحمّل».. انقسام النواب السنة في مقاربة الملف الرئاسي يضعف دورهم..الاستحقاق الرئاسي في لبنان يهدد وحدة «8 آذار»..«حزب الله» يخشى خسارة حلفائه..واشنطن: الانهيار يحرّر لبنان من حزب الله..رسائل مناورة «يوم القيامة»: إسرائيل ترمّم صورتها الردعية!..«مقبرة» في السلسلة الشرقية لـ«الخردة» الملوثة إشعاعياً..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 تشرين الثاني 2022 - 4:47 ص    عدد الزيارات 1104    القسم محلية

        


«بازار الترشيح» في الوقت الرئاسي الميّت.. وبرّي يتحدث عن أسابيع...

الاشتباك العوني مع سلامة يُرجئ جلسة الكابيتال كونترول.. وملاحقة صحناوي وحرب أمام مكتب المجلس

اللواء... اليوم الاول من الاسبوع الثاني لدخول البلاد في «الفراغ الرئاسي» مرَّ متثاقلاً: لا جلسة للجان المشتركة لبحث مشروع قانون الكابيتال كونترول، والسبب المعلن، فضلاً عن التباينات، غياب حاكم مصرف لبنان، على امل في عقد الجلسة الاثنين والثلاثاء المقبلين، مع دخول موازنة العام 2022 حيّز التنفيذ بقوة المرسوم النافذ حكماً، بعد امتناع الرئيس السابق ميشال عون عن التوقيع عليها، بسبب عدم قطع الحساب، وما ترتب عليه من إرباكات في تأخير رواتب المتقاعدين من مدنيين وعسكريين.. واليوم الاول، حمل ايضاً ارتفاعاً جديداً لسعر صرف الدولار، إذ اقترب من الـ39 الفاً في قفزة تراوحت بين 1500 و2000 دفعة واحدة، الامر الذي انعكس على عودة اسعار المحروقات للإرتفاع ايضاً، مع سائر السلع الاخرى.. وفي اليوم الاول كذلك، ولكن على الصعيد الصحي، بات داء الكوليرا أشبه بالكابوس، مع الدعوة لإعلان حالة طوارئ صحية على غرار ما حصل ايام كورونا في السنوات الماضية، مع فضائح الطرقات التي كشفتها السيول، إذ تكرر المشهد اياه ولو على نطاق أضيق، مع الشتوة الاولى في تشرين الجاري.. وسط ذلك، بقيت اصداء زيارة النائب السابق وليد جنبلاط الى عين التينة، مدار الحديث في الاوساط المعنية، قبل ساعات قليلة من الجلسة الدورية الاسبوعية لمجلس النواب، في اطار جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية الخميس المقبل.. وفي المعلومات الخاصة بـ«اللواء» ان اللقاء طغت عليه الاجواء الايجابية، وأن الرئيس نبيه بري وجنبلاط تداولا في المعطيات المحيطة بالانتخابات، واتفقا على ان لا موجب يقضي بحصر المرشحين بإسمين او اكثر، فليعين من يرغب بالترشح، وبالتالي يصار الى البحث بالمرشح الأنسب، وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية واعادة انتظام عمل المؤسسات.

جلسة الخميس الخيارات المفتوحة

وبالنسبة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل، وما تحمله من خيارات مفتوحة امام الكتل النيابية، ما زالت الامور تراوح مكانها والمواقف على حالها، لكن علمت «اللواء» من مصادر متابعة ان كتلة التيار الوطني الحر ما زالت تدرس فكرة اسم مرشح بدل الورقة البيضاء لكنها لم تحسم قرارها بعد، «لأن المسألة ليست بسيطة» حسبما قالت مصادر المعلومات. واحتمال طرح اسم مرشح في جلسة الخميس ضئيل، فلا يوجد حتى الان اسم لدى الكتلة، مع ان رئيسها جبران باسيل ابدى موافقة على الاتفاق مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على اسم مرشح ثالث غيرهما. واوضحت المصادر: المشكلة ان الثنائي الشيعي لم يطرح حتى الان غير اسم فرنجية كمرشح رئاسي لديه وهوما رفضه باسيل وكتل اخرى، ولو ان الثنائي ابدى استعداده لمناقشة الاسماء غير «مرشحي التحدي والمواجهة» لكن مرشحه الفعلي ما زال فرنجية. وفي سياق نفسه، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن سلسلة اجتماعات نيابية تنسيقية تشق طريقها قبيل جلسة الانتخاب المقررة يوم الخميس والتي تترجم فيها الكتل النيابية توجهاتها وسط معطيات تؤشر إلى أن بعض الكتل يحافظ على ثابتة التصويت للنائب ميشال معوض، في الوقت الذي لم يعرف ماهية موقف الثنائي الشيعي وما إذا كان حسم أمره بتبني رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أم أنه قرر أن يتريث تحت إطار إلتوافق. وفهم من المصادر أن اتصالات تتم مع فرنجية من أجل اختيار توقيت طرح الترشيح تفاديا لأي نتائج معاكسة، أما موقف تكتل لبنان القوي فقد لا يحسم خياره بطرح اسم أو انه ينتظر إلى جلسة الخميس ليعلن عن قراره. وأوضحت أن المشهد. في الملف الرئاسي غير قابل للتغيير وبالتالي فإن لا نتيجة حتمية من جلسة الخميس.

بري: اسألوا من مدَّد لسلامة

وفي الشأن الرئاسي، والشؤون العامة، أكد الرئيس بري خلال لقائه مع نقابة الصحافة «أن أولى الأولويات هي لإنتخاب رئيس الجمهورية»، مجددا الدعوة الى التوافق في هذا الإستحقاق، وقال : لقد خلقنا الله مختلفين ومتفرقين كي نسمع لبعضنا البعض ونتلاقى مع بعضنا البعض. أمام تراكم الأزمات وأكبرها الازمة الاقتصادية اذ أن 80 في المائة من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر، ناهيك عن ازمة الكهرباء التي صرفنا عليها عشرات المليارات، والحوار مع صندوق النقد كل ذلك يجب أن يؤدي للاسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية. أضاف بري: لبنان قد يستطيع ان يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور. وأكد انه «سوف يدعو الى عقد جلسة كل أسبوع وهو ملتزم بهذا الأمر». وكشف بري «أن جدول أعمال الحوار الذي كان في صدد الدعوة اليه كان فقط التوافق على الإنتخابات الرئاسية ونقطة على السطر. وقال: كل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان إنتهت بالحوار والتوافق من الطائف الى الدوحة الى طاولات الحوار في الداخل فهل نتعظ؟. وجزم «أن الوضع الأمني في لبنان محصن واللبنانيون يملكون من الوعي الى عدم الإنجرار والإنزلاق في أتون الإحتراب والفتن». وأكد بري «أن لا خطة تعافي اقتصادية، ولا إعادة هيكلة المصارف، ما لم تضمن حقوق المودعين كاملة». ولفت الى «ان إتفاق الطائف ليس إنشاء عربيا، الطائف هو دستور ساوى بين اللبنانيين». وإعترف بري إنه «لثلاث مرات فشل بتمرير الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وقانون إنتخابات خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ». وعن المزاعم التي تقول انه يقف وراء حماية حاكم مصرف لبنان؟ قال برّي: إسألوا من مدد له. وأقول «اذا بيي مرتكب انا لا اغطّيه». بدوره شارك الرئيس ميقاتي في افتتاح «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، في مركز المؤتمرات في شرم الشيخ في مصر. وكان ميقاتي وصل الى مركز المؤتمر صباحا، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش. وتوجّه ميقاتي بالشكر الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وقوف مصر الدائم الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات. كما شكر الرئيس السيسي بشكل خاص على سرعة تلبية الطلب الذي تقدم له به خلال القمة العربية في الجزائر قبل أيام، بتزويد لبنان لقاحات وادوية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا. وصباحا التقى الرئيس ميقاتي رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف رشيد ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، فالمدير العام لصندوق النقد الدولي وملك الاردن عبدالله الثاني الذي على «أهمية الاسراع في العمل لتوقيع الاتفاق النهائي بين لبنان والبنك الدولي بما يمكن الاردن من تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية». كما إستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس ارمينيا فاهاكن خاتشاتوريان وامين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وشكره على «الدعم المستمر للبابا فرنسيس للبنان، والمواقف التي اطلقها اخيرا من البحرين حيث دعا الى مساعدة لبنان على وقف انهياره، وشدد على ان لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حاليا. في هذا الوقت، تصل الى بيروت غداً طائرة عسكرية مصرية، وعلى متنها شحنة تضم 17 طناً من ادوية ولقاحات وباء الكوليرا، وحسب السفير المصري في لبنان ياسر علوي، فالشحنة تمثل «تأكيداً جديداً لوقوف مصر الى جانب لبنان وشعبه، لمواجهة تفشي مرض الكوليرا».

قاسم: حزب الله لم يطرح تعديل الطائف

سياسياً، غرّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه الخاص على «تويتر»، كاتبا: لم يطرح حزب الله خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا. وقال: نحن منفتحون إذا أراد أي فريق أن يطرح تعديلات معينة في الطائف وفق الآليات الدستورية المعروفة، والتي تمرُّ عبر مجلس النواب، وتحتاج إلى موافقة الثلثين عند أي تعديل، عندها نبدي رأينا في التعديل المطروح، مضيفاً: كحزب الله ليس لدينا مشروع تعديل الطائف، وليس لدينا مشروع نظام سياسي جديد، نحن ندعو الى حسن التطبيق للطائف، ووضع حد للفساد والتدخلات الاجنبية ولتصرفات اميركا في لبنان، وهذا ما نعتقد انه يتناسب مع هذه المرحلة.

جلسة الكابيتال كونترول

ارجأت جلسة اللجان النيابية المشتركة البت بجدول اعمالها المؤلف من 8 مشاريع واقتراحات قوانين أبرزها مشروع قانون الكابيتيل كونترول. وتقرر ان تعقد جلسة استكمالية اليوم الثلاثاء لكن تقرر لاحقاً تأجيلها الى العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل.

جلسة اللجان: تأجيل جديد

في بداية الجلسة، وقبل مناقشة مشروع القانون المتعلق بالكابيتال كونترول، طلب نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب، الذي يترأس الجلسة من نائب حاكم مصرف لبنان ألكسندر ماراديان، مغادرة الجلسة قائلاً له: "طلبنا حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا حضورك فرجاءً غادر الجلسة وبلّغ سلامة أننا نريده أن يحضر شخصياً جلسة الكابيتال كونترول لا أن يوفد ممثلاً عنه، فخرج ماراديان من الجلسة وغادر البرلمان وتم تأجيل البحث في الكابيتال كونترول بانتظار وصوله. وبعد الجلسة قال بو صعب قبل الاتفاق على تأجيل جلسة اليوم الى الاثنين المقبل: سنستكمل النقاش افساحاً في المجال أمام الزملاء للاطلاع على خطة التعافي الاقتصادي الحكومي. فقد أرسلت الحكومة خطة التعافي، مع العلم انها ليست قانونا ليصوت عليه ويناقش في المجلس النيابي ولكن من حق النواب ان يطلعوا عليها وهذا ما حصل، وهي موجودة مع كل النواب. اضاف: أما في مايتعلق بالقوانين المتصلة، كقانون اعادة هيكلة المصارف الذي اصبح موجودا، ولكن ليس بطريقة رسمية في المجلس النيابي، وهذا لا يمنع ان نناقش القوانين كل واحد على حدة، ولا شرط يوضع على المجلس النيابي. اما ان نناقش كل القوانين مع بعضها البعض او لا نناقش. نحن اليوم في لجان مشتركة، وهناك ايضا الهيئة العامة، يجب ان نناقش هذا القانون ومن لديه ملاحظات يضع الملاحظات ومن لديه اعتراض ليعترض، ومن يصوت معه يصوت معه، ومن يصوت ضده يصوت ضده. المفروض الا نؤجله ونضعه في الدرج. اضاف بو صعب: احتراماً للمجلس النيابي، وبعد التغيب المتكرّر لحاكم مصرف لبنان، طلبنا من نائبه بكل احترام مغادرة الجلسة على ان يحضر سلامة شخصياً. وقال وزير الصناعة: «بحثنا في القانون المتعلق بـالضمان، فهذا يحتاج الى تعديل واعادة توصيف، لان هناك ضمانا صناعيا. نحن نعتبر ان الضمان الصناعي هو ضمان اقتصادي لانه يضمن راس المال»، داعيا الى اعادة النظر فيه وبالمواصفات لحماية الصناعيين». اضاف: النقطة الثانية هي المشروع المتعلق بالصرف الصحي، وهو الصرف الصحي والصناعي. فالمشاريع يجب ان تكون انمائية وانتاجية لا مجتزأة. وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: اننا كتكتل نُتّهم بأن هناك ارادة سياسية بعدم اقرار قانون الكابيتال كونترول، واذا كان الجميع مستعدون فلنقره اليوم. وأضاف: ليس صحيحا ان الغاية من اقراره لم تعد موجودة، وانا اعيد التأكيد ان هناك عددا من المصارف لا يزال يحول اموالا للخارج باستنسابية واعتباطية ولأصحاب نفوذ، وبما ان هذا الامر كلنا نعرفه فمن الضروري اقرار القانون. وتابع باسيل: فلو اقر القانون من اليوم الاول لما كنا ربطناه لا بخطة تعافٍ ولا بأي شيء اخر، والمشكلة اليوم تحدث لأننا ندخل عليه عوامل اخرى. الفكرة هي ضبط التحاويل الى الخارج لكننا نزيد عليه ضبط السحوبات بالداخل، فاذا ازلنا موضوع ضبط السحوبات بالداخل لا يعود هناك مشكلة، ويفترض الا نبقى مختلفين، فعندها كل عملية الربط التي تعتبر ان هذا القانون لا يقر لأنه مرتبط بنيويا بقوانين اخرى نكون ازلناها لنقوم بها عند اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف. وختم باسيل: انا لا اقول ان هذا القانون يأتي معزولا لوحده، الا اذا وضعناه في اطاره الصحيح، فعندما كان هناك من يرفضه، كان السبب اضافة امور عليه من حق البعض ان يرفضها. ولهذا السبب، منهجيا وبالنظام، اذا كان ممكنا فلنعتمد هذه الطريقة: اي بند خارج عن قضية ضبط التحاويل الى الخارج يؤدي الى خلاف، فلنسقطه، والان احد النواب قالها، نصل الى القانون بصيغته الاساسية التي كان يفترض اننا اتفقنا عليها منذ ثلاث سنوات والتي تتألف من مقطع واحد، فنقره ونضع هذا الفصل وراءنا ثم نربط الباقي بخطة التعافي وغيرها. وتمنى باسيل «اعتماد هذه المنهجية وهذا ما سيدل الى جديتنا بإقرار القانون». واكد عضو «كتلة مجموعة التغيير» النائب مارك ضو أن قانون الكابيتال كونترول يجب دمجه مع قانون هيكلة المصارف ليكون حافزا للمصارف للإسراع بالموافقة على خطة شاملة». وقال في تغريدة على «تويتر»: لأن المصارف تريد من قانون الكابيتال كونترول حماية من الدعاوى الخارجية، لذا ستضطر إلى إنهاء الأزمة المصرفية بسرعة. وختم: كما إن حاكم المصرف المركزي ما زال يتهرب من الحضور للمجلس النيابي ويتمرد على السلطة التشريعية، لكن ليس هذا سبب عدم إقرار الكابيتال كونترول، بل تواطؤ سياسي مع أصحاب المصارف على السماح للاستنسابية والمصالح الخاصة أن تستمر.

طلب ملاحقة وزراء اتصالات

في تطور جديد حول هدر المال العام، عقد الرئيس نبيه بري اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الادارة والعدل، وجرى بحث في الكتاب الذي أرسله النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات الى مجلس النواب عبر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، والذي يتعلّق بملاحقة وزيري الاتصالات السابقين بطرس حرب ونقولا صحناوي بتهمة هدر مبلغ يفوق 10ملايين دولار من المال العام في قطاع الاتصالات، كبدلات إيجار ودراسات اعمال مبنى لم يتم إشغاله. وجاء الطلب بناء للقرار الظني الصادر عن قاضي التحقيق في بيروت اسعد بيرم، وحيث ان الجرم يقع ضمن اختصاص المجلس النيابي للموافقة او عدم الموافقة على ملاحقتهما اوملاحقة احدهما حسب قانون المجلس الاعلى لمحاكمة النواب والوزراء. كما اشار الكتاب الى طلب سابق عام 2019 بملاحقة وزراء الاتصالات حرب وصحناوي وجمال الجراح.

سيول تشرين

وحفلت مواقع التواصل بمقاطع عن تكون برك كبيرة من جراء السيول، ابرزها في محطة البرير، حيث سجلت زحمة سير خانقة داخل النفق.. وطالب المواطنون القوى الامنية التدخل لفتح الطرقات، وأدت السيول عند مداخل العاصمة شمالاً وجنوباً الى توقف السير، وطوابير من السيارات التي تسببت بزحمة خانقة. وعلى اوتوستراد جل الديب، وثق المواطنون زحمة سير خانقة، أمس وبحسب المعلومات، فإنّ سبب زحمة السير هو تشكّل مُستنقعاتٍ للمياه في نقاطٍ عديدة على الأوتوستراد، الأمر الذي أدى إلى إعاقةِ حركة السير هناك وناشد المواطنون القوى الأمنية والجهات المُختصة بالتدخل فوراً لمعالجة الأمر وسحب المياه المتراكمة على الطريق لتسهيل حركة المرور. ويأتي هذا المشهد مع بداية المنخفض الجوي الذي يتأثر به لبنان في الوقت الراهن، إذ من المتوقع أن تهطل أمطارٌ غزيرة مع ثلوج على المرتفعات.

الكوليرا: 12 اصابة

وفي الاطار الصحي، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس عن 12 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 448 ولم تسجل اية حالة وفاة.

بكركي تتقدّم "صفوف المواجهة" وترقّب لمضامين بيان "البطاركة" الجمعة

خطّة الفراغ: "تصفير" المواقع المارونية!

نداء الوطن... لم يعد خافياً أنّ وراء "أكمة" الشغور ما وراءها من أجندات وتقاطعات داخلية وخارجية تتلاقى في أهدافها بين المصالح الاستراتيجية والطموحات السياسية والشخصية، وليست عملية اختطاف الاستحقاق الرئاسي سوى رأس "جبل الجليد" الذي يطفو على سطح الأزمة اللبنانية حيث يتكشف تباعاً أنّ ما خفي تحت أرضية الفراغ هو أعظم وأخطر على مستوى ما يتم التحضير له من خطة ممنهجة لضعضعة أسس الكيان والدستور وخلخلة ركائز "العيش المشترك" تحت وطأة افتعال هزات ارتدادية متمددة تتخطى في أبعادها موقع الرئاسة الأولى لتطال مختلف المواقع المسيحية الأساسية في الدولة. وبين المصالح الاستراتيجية التي يتخندق خلفها "حزب الله" والطموحات السياسية والشخصية التي يتحصّن وراءها رئيس "التيار الوطني الحر"، تُحكم "جبهة الشغور" قبضتها على جلسات الانتخاب الرئاسية بانتظار إنضاج ظروف "تسوية ما" تؤمن مصالح وطموحات الجانبين، حسبما لفتت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن"، معربة عن قناعتها بأنّ "أمد الفراغ سيطول" لأنّ الخطة التي جرى إعدادها في كواليس القوى المعرقلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحتاج تنفيذها إلى أكثر من عام لكونها ترمي في جوهرها إلى "تصفير" المواقع المارونية، بدءاً من موقع الرئاسة الأولى، وصولاً إلى انتظار انتهاء ولاية كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود. وترى المصادر أنّ ما يعزز الهواجس المتأتية عن خطة إفراغ المواقع المارونية في الدولة هو ما تواتر من معطيات تشي بأنّ اللقاء الأخير المطوّل الذي عقده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني" جبران باسيل خلص إلى الاتفاق على "الصمود لأطول فترة ممكنة" مهما اشتدت الضغوط الداخلية والخارجية حتى يحين موعد التوصل إلى التسوية المرجوّة مع الأميركيين التي تتيح رفع العقوبات عن باسيل وإعادة تعويمه بوصفه "المرشح الرئاسي الأصيل" لدى قيادة "حزب الله" الذي لم يقدم حتى الساعة على خطوة إعلان ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، سيما وأنّ باسيل يحمّل "الحزب" مسؤولية أخلاقية حيال مستقبله السياسي، وتردد أنه صارح نصرالله خلال اجتماعه الأخير معه بهذا الأمر من خلال الإشارة إلى أنّ ما تعرض له عهد الرئيس ميشال عون وما تعرض له "التيار الوطني" وباسيل شخصياً من حصار وعقوبات ونكسات رئاسية وسياسية وشعبية ومسيحية مردّه بالدرجة الأولى إلى الدفاع عن "حزب الله" وسلاحه، وبالتالي بات لزاماً على "الحزب" أن يتحمّل مسؤولية الوقوف معه في معركته الرئاسية لأنها أصبحت بمثابة "معركة وجودية" بالنسبة لباسيل وتياره عقب انتهاء ولاية عون وخروجه من قصر بعبدا. أما على المقلب الآخر من تحالف "8 آذار"، فتشير المصادر إلى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري "يغرّد خارج سرب هذا المخطط" سواءً من خلال دعمه الصريح لترشيح فرنجية في مواجهة باسيل، بالتوازي مع دفعه باتجاه تسريع الخطوات الآيلة إلى إحداث توافق سياسي يسمح بإجهاض خطة إطالة فترة الشغور، معتبرةً أنّ فكرة "الحوار الرئاسي" التي دعا إليها بري كانت تهدف في جوهرها إلى "قطع حبال الابتزاز" التي يكبل بها باسيل "حزب الله" وحلفاءه لمنع إحداث أي "خرق توافقي" في جدار الأزمة الرئاسية، ومن هنا كان تجديده بالأمس أهمية الإسراع في التوافق بين مختلف المكونات على الاستحقاق الرئاسي، مع إِشارته في هذا السياق إلى أنّ وضع البلد لا يحتمل إطالة مرحلة الشغور "أكثر من أسابيع". وفي موازاة ذلك، تتقدم بكركي "صفوف المواجهة" لدرء مخاطر مخطط الشغور وأبعاده الهدّامة للدستور ومصير العيش المشرك في البلد، وسط ترقب لما سيصدر عن اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، الذي افتتح أعمال دورته الخامسة والخمسين أمس برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، من بيان ختامي يوم الجمعة المقبل يتطرق إلى التحديات المتأتية عن الفراغ الرئاسي. وكان الراعي قد استهل اجتماع المجلس أمس بالتشديد على كون التطورات باتت تحتم "إجراء حوار صريح وبنّاء بين المسيحيين والمسلمين من جهة، وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة أخرى، وذلك لكي يسلم العيش المشترك المنظّم بنصوص الدستور، والذي يشكّل الميثاق الوطني الذي توافق عليه اللبنانيون سنة 1943، وجدّدوه باتفاق الطائف عام 1989"، وقال: "إذا ألقينا نظرة على واقعنا في لبنان، نجد بكلّ أسف أنّ الذين صنعوا الحرب ما زالوا هم أنفسهم يحكمون بلادنا، الأمر الذي يشلّ الدولة بسبب نار الخلافات المشتعلة تحت الرماد، ويشكّك الرأي العام الخارجي، ذلك أنّ من يصنع الحرب لا يستطيع أن يصنع السلام"، وأضاف: "لم يتمكّنوا، أو بالأحرى، لم يريدوا إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فكان إنجازهم الكبير تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري، وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والإقتصادي والمالي والإجتماعي".

لبنان: لجنة متابعة لتطبيق اتفاق الطائف ومساعٍ لإقناع باسيل بتبنّي قائد الجيش للرئاسة

الجريدة... منير الربيع .. لا يبدو أن مؤتمر الطائف الذي نظّمته السفارة السعودية في بيروت، بمناسبة ذكرى توقيع اتفاق الطائف، سيكون حدثاً عابراً، لا بل ثمّة مؤشرات تفيد بأن مساره سيستكمل بشكل عملاني من خلال تشكيل لجان تختص بمتابعة تطبيق هذا الاتفاق والبحث فيما لم يتم تطبيقه، وذلك لإرساء مسار تطوير بنية النظام والخروج من الأزمة القائمة. وتؤكد المعلومات الدبلوماسية أنه سيتم تشكيل لجان اختصاص من بعض الشخصيات التي شاركت في صياغة اتفاق الطائف، إضافة إلى أصحاب اختصاص في القانون الدستوري تعمل على إعداد ورقة عمل لعرضها على مختلف القوى السياسية حول ما يجب تطبيقه في الاتفاق الذي أقر قبل 33 عاماً، وسط موافقة لبنانية جامعة، خاصة أن حزب الله كان قد مرّر مواقف واضحة تفيد بأنه لا يسعى إلى الإطاحة بـ «الطائف» أو تغييره. جاء ذلك، في حين حذّرت كبيرة الدبلوماسيين في شؤون الشرق الأوسط بواشنطن، باربارا ليف، من التراخي في اقرار الإصلاحات، قائلة إن لبنان سيضطر على الأرجح إلى تحمّل المزيد من الألم قبل أن يشكّل البلد المتوسّطي الفقير حكومة جديدة، مع احتمال «تفكّك» كامل للدّولة. ولفتت ليف إلى أن «هناك اعتقاداً خاطئاً بين أولئك الذين لا يريدون أن يروا الإصلاحات في قطاع البنوك أو الكهرباء أنّنا لسنا بحاجة إلى قرض البك الدولي البالغ 3 مليارات دولار، لأن لدينا كل هذا الغاز الطبيعي». ونبّهت إلى أن «الحقيقة هي أن التنقيب عن الغاز يستحقّ سنوات من العمل. إنه ليس مالاً في البنك». ويتطابق التحذير الأميركي مع موقف السعودية الذي يؤكد أنه على اللبنانيين مساعدة أنفسهم عبر إنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها أولاً، والالتزام بمسار تطبيق الإصلاحات ثانياً، وثالثاً الدخول في مسار تحسين العلاقات مع العالم العربي والمجتمع الدولي، كذلك مع مضمون البيان الثلاثي الذي صدر قبل فترة عن السعودية والولايات المتحدة وفرنسا، حول الالتزام باتفاق الطائف، وهو ما سيكون له انعكاس أساسي على المسار السياسي ومقاربة الانتخابات الرئاسية. وهذا ما تلاقيه حركة لبنانية مستجدة عنوانها التشاور يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه الياس بوصعب، وسط محاولات داخل «تكتل لبنان القوي»، التابع لجبران باسيل لاعتماد خيار البحث عن رئيس توافقي وتبنّي ترشيح شخصية يمكنها أن تكون عنصر ثقة محلياً وخارجياً تنجح في تمرير هذه المرحلة الانتقالية، وهناك بعض مَن في التكتل يحاولون إقناع باسيل بتبني خيار قائد الجيش جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، كما يصر نواب التكتل على الخروج من مبدأ التصويت الخميس بورقة بيضاء.

هل تخْرج الموالاة من خلف «الورقة البيضاء» فتنطلق دينامية التسوية؟

مخاوف من فراغ رئاسي مديد يستنزف قدرة لبنان «على التحمّل»

بري أمام نقابة الصحافة: أولى الأولويات لانتخاب رئيس

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- إطلالة خارجية بارزة لميقاتي من شرم الشيخ ولقاءات رفيعة المستوى

على وقع «الدويّ المكتوم» للتحذيرات الأميركية من «تفكُّك الدولة»، والصدى المُتَدَحْرِجِ للمشهديةِ البارزة التي أكدت اجتماعَ غالبية اللبنانيين تحت خيمة اتفاق الطائف والتي جدّدتْ رعايةَ المملكة العربية السعودية للواقع في «بلاد الأرز» بتوازناتِ وثيقة الوفاق الوطني المتعددة البُعد، انطوى الأسبوعُ الأول من «عهد الفراغ» الرئاسي الذي يُخشى أن يتحوّل «مصيدةً» للنظام السياسي والانتظام الأمني في ضوء كثرة المصطادين في «مياه الشغور العكرة». وإذا كلام كبيرة الديبلوماسيّين في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن باربارا ليف قبل أيام عن «ان لبنان سيضطرّ على الأرجح لتحمّل المزيد من الألم قبل أن يشكّل البلد المتوسّطي الفقير حكومة جديدة» مع احتمال «تفكّك» كامل للدّولة، واعتبارها «يجب أن تسوء الأمور قبل أن يتصاعد الضّغط الشّعبي بهذه الطّريقة»، اعتُبر «جرس إنذارٍ» بإزاء المخاض الخطير الذي قد يمرّ به الوطن الصغير قبل الاستيلاد القيصري لرئيس جديد للجمهورية، فإنّ «إعادةَ الاعتبار» وبقوّة لاتفاق الطائف في الذكرى 33 لإبرامه كرّستْ أنه مازال «قارب النجاة» الوحيد ببُعديْه السياسي والدستوري للبنان من «المأزق الشامل» الذي انزلق إليه، وأن أي تسويةٍ لا ترتكز على أسسه كـ «حافِظ» للأوزان والتوازنات ولو «دفترياً» ستكون بـ «جناح» واحد ولن يُكتب لها النجاح. ومع اكتمالِ حلقة المخاوف الكبرى مما يكمن للبنان بعدما وُضع في «فوهة» أزمةٍ غير مسبوقة يتكاتف في كنفها عصفُ الانهيار المالي مع دينامية الفراغ المفتوح بدعوة البابا فرنسيس «أرجوكم: ادعموا لبنان، ساعدوه كي يخرج من هذا الوضع السيئ»، مطالباً السياسيين اللبنانيين بـ «تنحية مصالحهم الشخصية» والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة، لا شيء في بيروت يوحي بأن حَجَراً سيتزحزح في الجدار المقفل الرئاسي قبل نضوج تفاهماتٍ تتطلب تقاطعاتٍ محلية وإقليمية وضمانات متعددة الاتجاه و«العرّابين». وفي موازاة دعوة رئيس البرلمان نبيه بري أمس رسمياً النواب إلى جلسة الانتخاب الرئاسية الخامسة بعد غد، استوقف أوساطاً سياسية رسْمه ما يشبه الإطار الزمني للشغور «القابل للتحمُّل» بإعلانه «لبنان قد يستطيع ان يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل البلد والشعب المزيد من التدهور»، مؤكداً أنه ملتزم بالدعوة إلى «جلسة انتخاب كل أسبوع». وإذ جدد بري الدعوة الى التوافق في الاستحقاق الرئاسي كاشفاً أن جدول أعمال الحوار الذي كان بصدد الدعوة إليه واتّهم الكتلتين المسيحيتين الأكبر بإجهاضه («القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر») «كان فقط للتوافق على الانتخابات الرئاسية ونقطة على السطر»، لفت إلى «أن اتفاق الطائف ليس إنشاءً عربياً، هو دستور ساوى بين اللبنانيين»، معترفاً بأنه لثلاث مرات فشل بتمرير الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وقانون انتخاب خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ. وجاءت مواقف بري لتؤشر إلى أن تَراجُعه عن فكرة الحوار لم تُسقِط سعيه إلى محاولة إرساء لتوافق سياسي عبر حركة مشاورات يتولاها «بالمفرّق» وكانت أولى مظاهرها استقباله رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي بدا وكأنه فَتَح الباب مواربةً أمام إمكان البحث في أسماء أخرى للرئاسة غير المرشح ميشال معوّض الذي يدعمه الزعيم الدرزي وأحزاب سيادية أخرى (مثل القوات والكتائب) ونواب مستقلون وإن كان عبّر عن ذلك بصيغة «أهمّ شيء ان نصل الى الاستحقاق وان نستعرض الأسماء! طيب مرشحنا ميشال معوض، لكن لسنا فريقاً واحداً في البلد، فليُتداول بأسماء وعندها نرى، قد يكون ميشال أحدهم، لقد تكلمنا مع الرئيس بري بالموضوع الرئاسي وأمور أخرى واتفقنا على ألّا يكون هناك مرشح تحد». وفي «ربْط» بين كلام بري عن «مهلة الأسابيع» ورمي جنبلاط إشارة «التداول بأسماء»، تساءلت الأوساط هل حان وقت خروج قوى الموالاة (حزب الله وبري والتيار الحر وحلفاؤهم) من خلف ستارة الورقة البيضاء إلى طرْح اسم المرشح المفضّل لغالبية هذه القوى (ما خلا التيار الحر حتى الساعة) أي زعيم «المردة» سليمان فرنجية فتنطلق من لحظة ترشيحه بإسقاط اسمه في صندوقة الاقتراع مرحلةُ توسيع القاعدة السياسية الداعمة له بمواجهة معوض. وتعتبر الأوساط نفسها أنه ما أن تَخْرُج الموالاة عن تحفُّظها عن لعب ورقة فرنجية علناً ولو نأى «حزب الله» في البداية بنفسه عن الانخراط في تأييده داخل البرلمان مراعاةً لرئيس «التيار الحر» جبران باسيل، فإن ذلك سيُطْلِق مساراً جديداً يسرّع في حسْم اتجاهاتِ الريح الرئاسية وربما أوائل السنة الجديدة:

* إما على قاعدة «نزوح» قسم من المعارضة، تحت وطأة عملية الإنهاك ومَخاطرها العالية نحو دعْم فرنجية، ارتكازاً على حساباتٍ محلية وعلاقات سابقة معه (على غرار قدامى تيار المستقبل) أو على ضماناتٍ مزدوجة تتيح إمرارَ خيار زعيم «المردة» وأبرزها يرعاها «حزب الله» بحيث «يضمن» التفاهُم - الصفقة بين حليفيْه فرنجية وباسيل.

* وإما على قاعدةِ تسويةٍ على مرشّحٍ ثالث في ضوء استحالة توفير الظروف لانتخاب معوض أو انتخاب فرنجية من دون اجتذاب قسم من المعارضة وإقناع «التيار الوطني الحر»، وهنا تكون الخيارات مفتوحةً وربما ترسو على قائد الجيش العماد جوزف عون.

وفي موازاة ذلك، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يطلّ مجدداً على الخارج من «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ»COP27 في مدينة شرم الشيخ حيث كانت له لقاءات رفيعة على هامشه. وبعد وصوله إلى المؤتمر حيث استقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، توجّه ميقاتي بالشكر إلى الرئيس المصري على وقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات وعلى سرعة تلبية الطلب الذي تقدم له به خلال القمة العربية في الجزائر قبل أيام، بتزويد لبنان لقاحات وأدوية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا. كما التقى ميقاتي ملك الأردن عبدالله الثاني الذي شدد على «أهمية الإسراع في العمل لتوقيع الاتفاق النهائي بين لبنان والبنك الدولي بما يمكن الأردن من تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية». وإذ استكمل رئيس حكومة تصريف الأعمال مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون متابعة «الملفات التي تم بحثها خلال مشاركة لبنان في القمة العربية بالجزائر قبل أيام»، التقى أيضاً الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا التي تمنت الإسراع في الخطوات المطلوبة لبنانياً لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق قبل انشغال العالم بملفات أخرى. واجتمع ميقاتي أيضاً مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وشكره على «الدعم المستمر لقداسة البابا فرنسيس للبنان، والمواقف التي اطلقها أخيراً من البحرين حيث دعا الى مساعدة لبنان على وقف انهياره، وشدد على أن لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حالياً». وأكد رئيس الحكومة «ضرورة العمل لانتخاب رئيس جديد للبنان وعدم اطالة فترة الشغور الرئاسي».

الراعي: من صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد

رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، «أن مَن صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد الأمر الذي يشلّ الدولة بسبب نار الخلافات المشتعلة تحت الرماد، ويشكك الرأي العام الخارجي، ذلك أن من يصنع الحرب لا يستطيع أن يصنع السلام»، لافتاً إلى أن هؤلاء حتى اليوم «لم يتمكنوا من تنقية ذاكرتهم ونسمعهم كيف يتراشقون الكلام الجارح في كل مناسبة». كلام الراعي جاء في اجتماع مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، مشيراً إلى أن «تنقية الضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة ثانية وذلك ليسلم العيش المشترك المنظم»، لافتاً إلى أن «لبنان في أخطر مرحلة ويا ليتهم يسمعون نداء قداسة البابا فرنسيس بالأمس». وأضاف: «بعد ست سنوات من عهد الرئيس ميشال عون، لم يتمكنوا أو بالأحرى لم يريدوا انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فكان إنجازهم الكبير تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري، وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي».

انقسام النواب السنة في مقاربة الملف الرئاسي يضعف دورهم

16 نائباً يلتقون حول عدد من الأهداف الاستراتيجية

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... ينقسم النواب السنة الـ27 في برلمان 2022 إلى 4 مجموعات، في مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية، وإن كان عدد منهم يؤكد أنهم أقرب ليكونوا في 3 مجموعات مع دخول هذا الاستحقاق مرحلة الجد وحين تتضح أكثر أسماء المرشحين الرئاسيين الفعليين. وتوزعت أصوات هؤلاء النواب في الجلسات السابقة التي حددها رئيس البرلمان لانتخاب رئيس ولم تسفر عن نتيجة، ما بين من صوتوا لرئيس حركة «الاستقلال» ميشال معوض، ومن صوتوا بأوراق بيضاء انسجاماً مع قرار «الثنائي الشيعي» (أي حركة أمل وحزب الله)، وهناك من صوتوا لمرشحين اختارتهم قوى «التغيير»، ومن ارتأوا وضع أوراق اعتبرت ملغاة حملت أسماء كـ«لبنان» وغيره. وبعدما كان تيار «المستقبل» طوال السنوات الماضية هو الممثل الأبرز للسنة في لبنان ويستحوذ على العدد الأكبر من نوابهم، انقلب المشهد السني بعد الانتخابات النيابية الأخيرة رأساً على عقب، فبات النواب السنة في مجموعات متنوعة حتى إن بعضهم قرر أن يتخذ قراراته بشكل فردي ومن دون العودة إلى أي تجمع، ما أدى لإضعاف دور النواب السنة في الملف الرئاسي بعدما كان هذا الدور حاسماً في الاستحقاق الرئاسي السابق حين حسم قرار «المستقبل» التصويت للعماد ميشال عون فوزه بالانتخابات الرئاسية التي بقيت معطلة عامين ونصف العام. ويُعتبر تكتل «الاعتدال الوطني» التكتل الذي يضم 5 نواب سنة من أصل 6 أوسع مجموعة نيابية تمثل السنة علماً بأنهم يلتقون في الملف الرئاسي والملفات الاستراتيجية مع عدد من نواب بيروت وصيدا ما يرفع عددهم إلى نحو 11. ويؤكد عضو التكتل النائب أحمد الخير أن «هناك اجتماعات أسبوعية بين النواب الـ11 ما بين تنسيق وتعاون»، لافتاً إلى أنه «يمكن الحديث عن 16 أو 17 نائباً سنياً لديهم التوجهات السياسية والرؤية والأهداف الاستراتيجية نفسها في الاستحقاقات الأساسية». ويضيف الخير لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على يقين أنه عندما تصبح الصورة أوضح بما يتعلق بالمرشحين الرئاسيين فإن النواب السنة الـ17 الذين نتحدث عنهم سيصبون في الاتجاه نفسه. إذ إن هناك تعاوناً وتنسيقاً بيننا لما فيه مصلحة الطائفة والبلد، ونحن حريصون أن نلعب دورنا الذي لطالما كان ريادياً بشكل إيجابي». ويضم تكتل «الاعتدال» النواب السنة: محمد يحيى، محمد سليمان، وليد البعريني، أحمد رستم وأحمد الخير. وهم ينسقون مع النواب عماد الحوت، ونبيل بدر، وبلال الحشيمي، وعبد الرحمن البزري، وياسين ياسين، ورامي فنج. وحين يتحدث الخير عن نواب آخرين يدورون في الفلك السياسي نفسه فهو يقصد النواب: إيهاب مطر، وعبد الكريم كبارة، وأشرف ريفي، وفؤاد مخزومي، ووضاح الصادق. ويعتبر 7 نواب سنة مقربين من «الثنائي الشيعي» وهم: طه ناجي، وجهاد الصمد، وحسن مراد، وعدنان طرابلسي، وينال الصلح، وملحم الحجيري، وقاسم هاشم. وبعد تضعضع تكتل نواب «التغيير» بات يمكن الحديث عن نواب سنة يتخذون قرارات ومواقف من دون العودة إلى مجموعة معينة وهم: حليمة قعقور، وإبراهيم منيمنة، وأسامة سعد. ويرفض سعد أي اصطفاف من نوع طائفي أو مذهبي مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه ينظر للعمل السياسي على أساس وطني لذلك يرفض كلياً الانضواء في أي تجمع ذات طابع طائفي. لذلك كان قد قاطع إلى جانب النائبين حليمة قعقور وإبراهيم منيمنة الاجتماع الذي دعا إليه في سبتمبر (أيلول) الماضي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان تحت عنوان «تعزيز الوحدة السنية الإسلامية والوطنية». من جهته، ينفي النائب وضاح الصادق علمه بوجود مساعٍ لتوحيد الصف السني، ويؤكد أنه لا يبحث عن «نقاط تلاقٍ مع نواب آخرين على أساس انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية، إنما على أساس الرؤية والتوجهات السياسية والاقتصادية، وفي المرحلة الحالية في معركة الحفاظ على اتفاق الطائف وتطبيقه»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بعدما بات تكتل نواب التغيير تقريباً غير موجود، التقي حالياً مع كثير من نواب التغيير ونواب مستقلين آخرين»، مضيفاً: «المكون السني كما المكون المسيحي متنوع ولا يمكن أن ينتمي كل النواب السنة لمجموعة واحدة».

الاستحقاق الرئاسي في لبنان يهدد وحدة «8 آذار»

«حزب الله» يخشى خسارة حلفائه

الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب.. دخل الاستحقاق الرئاسي في لبنان مرحلة حسّاسة، وباتت الكتل النيابية المنضوية ضمن فريق «8 آذار» ملزمة بتسمية مرشحها في جلسة الخميس المقبل، بخلاف «الورقة البيضاء» التي لازمت التصويت بها على مدى 4 جلسات سابقة. ويتوقّع معارضون أن تشهد جلسة بعد غدٍ «بداية انقسام بين حلفاء (حزب الله) مع اقتراب الأخير من تبنّي ترشيح رئيس تيّار (المردة) سليمان فرنجية، والوصول إلى افتراق مع رئيس (التيار الوطني الحرّ) النائب جبران باسيل، الذي لم يسقط من حساباته خوض هذه المعركة، أو الاتفاق على رئيس يضمن له مكتسباته داخل السلطة». «حزب الله» الذي يقود فريق الممانعة في لبنان، بدا مستعجلاً في تحديد خياراته الرئاسية والتخلّي عن دعم باسيل. وأكدت مصادر متابعة للملف الرئاسي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحملات الإعلامية الأخيرة، قطعت (شعرة معاوية) مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وسليمان فرنجية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووضعت (حزب الله) أمام استحالة تسويقه باسيل في هذه المرحلة»، معتبرة أن «هجوم عون المركّز على ما وصفها بمنظومة الفساد التي أفشلت عهده، واستتباعه بحملة عنيفة من باسيل على رئيس البرلمان، ووصفه بالشيطان الأكبر، ويوضاس العصر؛ أفقد الحزب آخر ورقة ممكنة للدفاع عنه، أو أي محاولة لإعادة إنتاج تسوية جديدة توصله إلى قصر بعبدا». صحيح أن «حزب الله» لا يريد التفريط في تحالفه مع «التيار الوطني الحرّ» كفريق مسيحي قوي له تمثيله النيابي ووزنه الشعبي، لكنه بات حذراً جداً باعتبار أن خوض معركة باسيل، بات أشبه بالمغامرة. ولا تخفي مصادر مقرّبة من حركة «أمل» التي يرأسها نبيه برّي، أنه لو جرى تبنّي ترشيح باسيل من قبل «حزب الله»، فسيكون له تداعيات تجعل الحزب في وادٍ و«أمل» في وادٍ آخر. وتشير المصادر إلى أن «جمهور حركة (أمل) لن يتقبّل بأي حال محاولات تسويق صهر العهد السابق، خصوصاً بعد حملة بالشتائم والعبارات النابية بحقّ رمزهم (برّي)، مما يجعل الافتراق بينهما حتمياً... أقلّه في الملفّ الرئاسي». واختتم عون الساعات الأخيرة من ولايته الرئاسية، بهجوم كاسح على الطبقة السياسية، وركّز على برّي من دون أن يسميه، متهماً إياه بـ«منع إقرار مشاريع القوانين الإصلاحية التي قدّمها تكتل (لبنان القوي) برئاسة باسيل، لا سيما (الكابيتال كونترول)، وعرقلة تنفيذ قانون (التدقيق الجنائي)»، في حين حمّل باسيل برّي «مسؤولية عرقلة تشكيل حكومة جديدة تلبي شروطه، وتتولى إدارة الفراغ الرئاسي، وتحريض ميقاتي على عدم تشكيل الحكومة». وأعلن باسيل في مقابلة تلفزيونية، أن كتلته النيابية «لن تصوّت بورقة بيضاء يوم الخميس، وستسمّي مرشّحها الرئاسي»، في حين جزم النائب قاسم هاشم، عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها برّي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «حظوظ باسيل الرئاسية تساوي صفراً». وشدد على أن «التوازنات الداخلية والأجواء الخارجية تجعل إمكانية وصوله إلى قصر بعبدا معدومة؛ لأن الظروف اليوم تختلف تماماً عن ظروف عام 2016». وعن إمكانية دعمه من «حزب الله» مجدداً، استبعد قاسم هذه الفرضية، لكن استطرد قائلاً: «في حال ذهب (حزب الله) إلى هذا الخيار، يكون قد مارس قناعاته السياسية، ونحن بدورنا سنمارس قناعاتنا المناقضة لهذا التوجّه». في غضون ذلك، قلّل مصدر بارز في فريق «8 آذار»، من تأثير باسيل في المعركة الرئاسية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك أي مكوّن داخل قوى (8 آذار) يقبل بجبران رئيساً، وترشيحه مرفوض من الجميع، كما أنه يعاني من مشكلة داخل تياره». وأضاف: «صحيح أن (حزب الله) ما زال يسايره كحليف مسيحي صاحب تمثيل نيابي، لكنّ تبنّي ترشيحه أقرب إلى المستحيل». وتشي وقائع المعركة بأن الحزب لم يكن قادراً على فرض مرشّحه هذه المرّة كما فعل في عام 2006، عندما أقصى سليمان فرنجية جانباً، ودعم ميشال عون. وأشار النائب طوني فرنجيّة (نجل سليمان فرنجية) في مقابلة تلفزيونية، إلى أنّ «باسيل نفسه يدرك أن لا حظوظ له في هذه المرحلة». ورداً على سؤال عن إمكانية أن يطلب «حزب الله» من والده دعم باسيل أو قائد الجيش العماد جوزف عون، أجاب: «أعتقد أنّ (حزب الله) لن يطلب منّا دعم ترشيح قائد الجيش. صعبة يمون علينا الحزب هذه المرّة». أما القيادي في تيّار «المردة»، النائب السابق كريم الراسي، فاعتبر أن الانتخابات الرئاسية «أبعد من اتفاق داخلي، بل رهن تسوية إقليمية ودولية». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكلام عن إمكانية دعم الحزب لجبران باسيل، يأتي في إطار الضغط السياسي على الأطراف ودفعها للتوافق على رئيس يرضي الجميع». وشدد على أن «علاقة الوزير سليمان فرنجية مع حلفائه، خصوصاً (حزب الله)، أبعد من الاستحقاق الرئاسي». الاستحقاق الرئاسي يضع «حزب الله» أمام احتمالين: الأول عدم خسارة حلفائه جراء المعركة الرئاسية، والثاني محاولة الدفع للاتفاق على رئيس وسطي. وترى مصادر مقربة من «حزب الله»، أن «ترشّح باسيل لرئاسة الجمهورية يحرج الحزب وأمينه العام حسن نصر الله، ويضعه أمام خيارات صعبة للغاية». وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب «ما زال متمسكاً بورقة تفاهم مار مخايل (اتفاق التحالف بين عون ونصر الله الذي حصل في عام 2006)، لكنّ هذا التفاهم على أهميته لا يمكن أن يتقدّم على العلاقة العضوية القائمة بين الحزب وحركة (أمل)». وتشدد المصادر على أن «الأولوية بالنسبة لـ(حزب الله) تكمن في الوحدة الشيعية - الشيعية، ثم الوحدة الشيعية – السنية، وتتوّج بالوحدة الوطنية؛ أي بالعلاقات الإسلامية المسيحية». ولا تخفي المصادر صعوبة الموقف، لكنّها تأمل في «فتح باب الحوار أمام كلّ الأطراف للاتفاق على رئيس يوحّد اللبنانيين».

القوى الأمنية قد تفقد السيطرة والحراك الشعبي سيندلع مجدداً | واشنطن: الانهيار يحرّر لبنان من حزب الله...

الاخبار... حذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، من أن لبنان مفتوح أمام كل السيناريوهات، بما فيها «تفكك كامل للدولة»، وقالت إن اللبنانيين سيضطرّون على الأرجح إلى تحمّل مزيد من الألم قبل تشكيل حكومة جديدة. وفي لقاء نظّمه «مركز ويلسون» عن السياسة الأميركية في لبنان، الجمعة الماضي، وأداره السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل، قالت ليف: «أرى سيناريوهات عدة، التفكك هو الأسوأ بينها... قد تفقد قوى الأمن والجيش السيطرة وتكون هناك هجرة جماعية، هناك العديد من السيناريوهات الكارثية. وفي الوقت نفسه أتخيل أن البرلمانيين أنفسهم سيحزمون حقائبهم ويسافرون إلى أوروبا، حيث ممتلكاتهم». وأشارت إلى أنه «ليس عمل الديبلوماسيين الأجانب الذهاب إلى مجلس النواب والضغط على النواب لانتخاب رئيس. أعتقد أنه يجب أن تسوء الأمور أكثر، قبل أن يصبح هناك ضغط شعبي يشعر به النواب. نحن نضغط على القادة السياسيين ليقوموا بعملهم ولكن لا شيء يؤثر مثل الضغط الشعبي، وعاجلاً أم آجلاً، سيتحرك ذلك من جديد». ولفتت إلى أن «هناك طروحات تقول إن انهيار لبنان سيمكّن بطريقة ما إعادة بنائه من تحت الرماد، متحرّراً من اللعنة التي يمثّلها حزب الله له (...) ولكن شعب لبنان، وجيرانه الأردن وإسرائيل والشعب السوري، سيتحملون العبء الأكبر لانهيار الدولة، لذلك فإن جهودنا مركزة على تفادي هذا السيناريو، والضغط على من يحكمون البلد». واعتبرت أن «حزب الله يشكل تهديداً لنا ولجيران لبنان، وللبنانيين أنفسهم. ونحن مستمرون في فرض عقوبات وحصار شبكاته في المنطقة وغيرها». ورأت ليف أن «لبنان بحاجة عاجلة لانتخاب رئيس وتسمية رئيس وزراء، ثم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لتعمل على بعض القرارات المهمة، بينها إصلاحات جوهرية والموافقة على قروض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، الخاصة بتمويل صفقات الطاقة». وعن المقاربة الأميركية للوضع الحالي في لبنان، أوضحت أن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الحكومة على تمكين لبنان، ولكن يجب أن تكون هناك حكومة كاملة الصلاحيات لتقوم بمهامها المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي». وأكدت ليف أن بلادها والسعودية لديهما قواسم مشتركة في ما خص الوضع اللبناني. «لقد مرت علاقاتنا بفترة توتر. لكن لدينا قواسم مشتركة استراتيجية، لا سيما في البلدان الأكثر حساسية مثل لبنان واليمن». لذلك، «عملنا بشكل مكثف من أجل الإصلاحات، والفرنسيون كذلك تدخلوا... السعوديون تراجعوا ولكن أعتقد أنهم سيعودون من جديد». وعن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، قالت ليف إن «الاتفاق يحمي أمن إسرائيل ومصالحها الاقتصادية، ويعطي لبنان فسحة لبدء نشاط التنقيب عن موارد الطاقة، ويدعم مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي وتطلعاتها لشرق أوسط مزدهر ومتكامل، مع احتمالات أقل لاندلاع نزاعات». انهيار لبنان سيمكّن بطريقة ما من إعادة بنائه من تحت الرماد متحرّراً من حزب الله وقالت إنه إلى جانب إصلاح القطاع المصرفي والعمل على القروض مع البنك الدولي وصندوق النقد «يجب إصلاح قطاع الكهرباء ولكن هناك مقاومة كبيرة. شحنات النفط الإيرانية التي تسمى إنقاذية، كلها تهرّب ولا تدخل إلى شبكة الطاقة». أضافت أن «هناك اعتقاداً خاطئاً بين معارضي إصلاح قطاعي المصارف والكهرباء، بأننا لسنا بحاجة إلى قرض الثلاثة مليارات دولار، بوجود الغاز الطبيعي. هذا عمل يحتاج سنوات من الاستكشاف والتنقيب ومعرفة ما الإمكانات التجارية... ليست نقوداً في المصرف». وعما إذا كان اتفاق الترسيم يمهّد لمرحلة جديدة من التطبيع، بما يشمل لبنان؟، قالت: «إنه سؤال جيد لدرجة أني لم أستطع الإجابة عليه لنفسي. هناك شعور بأن هناك تقاطعات ولدت بين لبنان وإسرائيل. لا أدري ما هو السحر الذي أتاح ذلك؟ الأشخاص في الحكومة في لبنان أدركوا الخسارة التي ضيّعوها خلال السنوات الماضية لأنهم لم يصلوا إلى اتفاق مع إسرائيل».

رسائل مناورة «يوم القيامة»: إسرائيل ترمّم صورتها الردعية!

الاخبار.. تقرير علي حيدر .. يؤشر اسم مناورة «يوم القيامة» التي يعدّ لها سلاح البر في جيش العدو إلى أكثر من معطى وتقدير حول حجم المخاطر الحاضرة لدى المؤسسة العسكرية، وإلى الخيارات التي يعمل عليها في حال وجدت «إسرائيل» نفسها مضطرة لخوضها. وهو ما أشار إليه قائد سلاح البر في جيش العدو اللواء تامير يدعي، في مقابلة مع موقع «واللا» العبري، بالقول إن المناورة ستُنفذ في اليوم الذي يأتي الأمر لمهاجمة المشروع النووي في عمق أراضي العدو لمنع إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية من لبنان. يكشف هذا المستوى من الإعداد تقدير الجهات المختصة لحجم المخاطر المتعاظمة في البيئة الإقليمية، وكان آخر تجلياتها المعادلة التي فرضها حزب الله وأدّت إلى خضوع «إسرائيل» لمطالب لبنان في ملف الترسيم البحري تحت تلويح المقاومة بخيارات عملياتية ولو أدّت إلى وقوع حرب. وهو ما أقرّ به قائد سلاح البر بالإشارة إلى أن جيش العدو «أمام تحدّ تاريخي» يفرض عليه أن «يتطور من جيش محلي يحمي حدود الدولة إلى قوة إقليمية تشارك في كبح دولة عظمى إقليمية وعدوانية» في إشارة إلى إيران وحلفائها أيضاً. وأقرّ يدعي بأن الخطر الذي تمثله الجمهورية الإسلامية على إسرائيل ينبع من تصميمها ودفعها بكل قوة لإقامة طوق عسكري وناري في محيط كيان العدو و«إقامة قواعد عسكرية في لبنان وسوريا واليمن والعراق وقطاع غزة وأماكن أخرى لتهديد إسرائيل». تقديرات العدو لآفاق المخاطر المستقبلية تكشف أيضاً عن فشل الخيارات والرهانات السابقة التي اعتمدتها الولايات المتحدة وإسرائيل (من خلال المعركة بين الحروب) في كبح هذا المسار والحؤول دون تشكّله. كما يحضر لدى قادة العدو التقدير بأن مواصلة هذا المسار التراكمي في اتجاه تصاعدي قد يصل في وقت ما إلى تهديد وجودي. هذه القراءة تفرض على جيش العدو، وفق منظور قيادته، إحداث تغييرات تناول يدعي بعض ملامحها، من ضمنها «الشروع في واحدة من أكثر المناورات تعقيداً وعمقاً في تاريخ الجيش، وستكون العيون شاخصة بشكل أساسي على لبنان، حيث سيُطلب من الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق آلاف الصواريخ يومياً باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية». ولتحقيق هذه الغاية، ستكون مهمة الجيش الإسرائيلي «هزيمة الجيوش غير النظامية» التي تصفها «إسرائيل» بالإرهابية «على الحدود وفي العمق». ولم يُخف يدعي المفهوم الذي خلصت إليه قيادة العدو منذ ما بعد حرب 2006، وهو أنه «لا توجد طريقة يمكنك من خلالها التغلب على عدو من دون القيام بمناورة في النهاية». لكنه تجاهل المخاوف التي تحضر لدى صناع القرار في كيان العدو بأن خياراً كهذا يستبطن إمكانية تحوله إلى كمين استراتيجي للقوات البرية، وهي حقيقة أدركها قادة العدو وتجسَّدت في حرصهم تجنب هذا الخيار في كل المواجهات ومحطات الاختبار في مواجهة حزب الله، كما في مواجهة المقاومة في قطاع غزة. ولفت قائد سلاح البر إلى معطى مهم عندما أكد أن الجيش الإسرائيلي «يبني قوته ليس فقط للتهديد من لبنان وإنما للتهديد المتنامي في سوريا، والذي سيستند إلى دروس الحرب الأوكرانية - الروسية ونموذج حزب الله في لبنان». وهو ما يستبطن إقراراً بأن «المعركة بين الحروب» لم تنجح في كبح التهديد الذي تشكّله الجبهة السورية، وبأن قدرات سوريا وحلفائها في حالة تعاظم رغم كل ما تشهده من اعتداءات. وهذا الإقرار ليس الأول، بل عبّر عنه أكثر من مسؤول عسكري رفيع بمن فيهم قائد المنطقة الشمالية اللواء امير برعام الذي يتولى الآن منصب نائب رئيس أركان الجيش، وغيره.

مع ذلك، من المهم الإشارة إلى مجموعة تقديرات وحقائق في هذا المجال:

من الواضح أن إعداد هذا المستوى من المناورات، «مناورة يوم القيامة»، لا علاقة له بمستجد ظرفي مُحدَّد وإنما بتقدير المؤسسة العسكرية لاتجاه المخاطر وتصاعدها في بيئتها الإقليمية. ومن هذه الزاوية هو مؤشر يكشف تقدير قيادة العدو لما ينتظر «إسرائيل» من تحديات ومخاطر في المنظور والبعيد. في المقابل، تحتاج «إسرائيل» إلى ترميم صورة ردعها التي تضررت في مواجهة حزب الله بشكل جوهري، انطلاقاً من المفهوم الذي عبَّر عنه يدعي بأنه «لا يوجد ردع من دون تهديد حقيقي، ومن دون قدرة موثوقة ضد إطلاق صواريخ حزب الله». لكن الأهم هو ما أقرَّ به إزاء مخاوف مؤسسات القرار في كيان العدو من العملية البرية الواسعة، عندما اعتبر أن إرسال الجنود إلى عمق أراضي العدو «يكون بعد استنفاد كل الخيارات»، في إشارة إلى أن هذا القرار مرتبط في نهاية المطاف بوصول «إسرائيل» إلى مرحلة اللاخيار. وهذ نتيجة إدراك الإسرائيليين ما ينتظر قواتهم البرية من مخاطر في لبنان تعدها «قوات الرضوان» التي سيتجاوز ردها - كما يشير العدو نفسه - الدفاع إلى اقتحام الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى هذه الخلفية، يأتي ما أشار إليه يدعي من إجراءات دفاعية داخل الحدود، ما يعكس تسليم جيش العدو بأنه سيضطر إلى خوض معركة دفاعية في شمال فلسطين المحتلة.

تقديرات المخاطر المستقبلية تكشف فشل الخيارات والرهانات السابقة من خلال المعركة بين الحروب

هكذا، تتجلّى حقيقة أن الإعداد لمناورة «يوم القيامة» لا يعني، بالضرورة، أنها ستُنفذ. لكن من واجب الجيش الإعداد لخيارات عملياتية تأخذ في الحسبان إمكانية الاضطرار إلى خوض مواجهات كبرى، وتقديم مروحة من الخيارات العملياتية أمام المستوى السياسي من ضمنها الخيارات العسكرية الكبرى. ومن أبرز تجليات هذه الحقيقة أن العدو لم يكد ينتهي من مناورة «شهر الحرب» التي أجراها قبل أشهر حتى فاجأه حزب الله بالمعادلة التي أدت إلى تحرير مئات الكيلومترات من مياه لبنان ورفع الحظر عن حق التنقيب والاستخراج. وقد ابتلع العدو بقيادتيْه السياسية والأمنية كل المواقف التي واكبت مناورة «شهر الحرب»، وأكدت أن إسرائيل تملك الجهوزية والقدرة على خوض حرب على أكثر من جبهة. فيما في لحظة الاختبار تراجعت أمام تصميم حزب الله ورسائله! ... الإعداد للمناورات جزء تقليدي من برامج جيش العدو، وتلبية لمتطلبات عملياتية يفرضها تعاظم المخاطر، لكنّ الإعلان عنها والترويج لها وتقديمها كما لو أنها خيار الإنقاذ، كلّ ذلك يأتي تعبيراً عن حاجات ردعية ونفسية ومحاولة إعادة ترميم صورة إسرائيل إزاء جمهورها وأعدائها وأيضاً إزاء حلفائها. ويؤكد الانتصار الأخير لحزب الله بما لا يدع مجالاً للشك أن رسائل العدو التهويلية عقيمة التأثير على خيارات حزب الله في لحظات الاختبار المفصلي والمصيري.

«مقبرة» في السلسلة الشرقية لـ«الخردة» الملوثة إشعاعياً

الاخبار...رامح حمية، فراس الشوفي .... حصلت «الأخبار» على وثيقة تكشف نيّة الدولة اللبنانية بناء مخزن لـ«تخزين اللقى الملوّثة إشعاعياً» في جرود بلدة نحلة البقاعية التي تعدّ خزاناً جوفيّاً للمنطقة المحيطة بها. غياب الدراسات العلمية حتى الآن، لا سيما دراسة الأثر البيئي، يجعل من المشروع مصدراً للريبة والقلق، مع فقدان الثقة بالدولة، وفقدان الدولة القدرة والسيطرة.... فقدت الدولة اللبنانية ثقة مواطنيها عبر السنوات الماضية. وجاء انفجار مرفأ بيروت ليثبت أن البلد «دكّانة» سائبة، إلى الحدّ الذي يسمح بتخزين آلاف الأطنان من نيترات الأمونيوم بلا رقابة أو حراسة في أكبر مرفق اقتصادي، وتركها عرضة للانفجار أو التفجير. وبعد المصيبة، (أو المصائب إجمالاً)، لم يعرف اللبنانيون حتى الآن، من يتحمّل مسؤولية دمائهم المتناثرة وتدمير نصف العاصمة، أو على الأقل من يروي الرواية الكاملة للإهمال والموت. هذه الذاكرة الحيّة، تجعل من أي مشروع تخطّط له الدولة، حتى ولو كان «مدروساً»، محطاً للشكّ والريبة، ومصدراً لـ«تروما» جديدة مستمرة من الخوف، لا سيّما إذا كان المشروع مخططاً لإنشاء مخزنٍ للمواد الملوثة إشعاعياً في منطقة تعدّ مصدراً لمياه الشرب. «الأخبار»، حصلت على وثيقة صادرة عن قيادة الجيش، تُظهر نية الحكومة اللبنانية، وعبر وزارة المالية، إقامة «مخزن للّقى الملوثة إشعاعياً» في جرود بلدة نحلة البقاعيّة، لـ«تنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية «CBRN». الوثيقة المؤرّخة في 4 نيسان من هذا العام (تحمل الرقم 6250 /ت.ج تصنيف 221/1)، تتضمّن مراسلة من قيادة الجيش إلى وزارة الدفاع الوطني، تستند بدايةً إلى مقررات مجلس الدفاع الأعلى بتاريخ 26 كانون الثاني 2021، الذي كلّف وزارة المالية إيجاد العقار المناسب في سلسلة جبال لبنان الشرقية من قبل المديرية العامة للشؤون العقارية بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني، وتأمين الاعتمادات اللازمة لإنشاء المخزن، أو العمل على تأمين تمويل خارجي أو هبات. وتذكر الوثيقة أن رئيس الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN) رئيس الهيئة الوطنية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، أحال مراسلة إلى المديرية العامة للشؤون العقارية بضرورة حصر لائحة العقارات المقترحة من قبلها بـ 15 عقاراً فقط، بعدما اقترحت المديرية، بحسب معلومات «الأخبار»، 200 عقار من العقارات التابعة للدولة اللبنانية لغرض إنشاء المخزن. وعلى ما تشير الوثيقة المذيّلة بتوقيع قائد الجيش العماد جوزف عون، فإن المؤسسة العسكرية حصلت لاحقاً على لائحة من المديرية العامة للشؤون العقارية، بـ 13 عقاراً في منطقة نحلة العقارية. وأعدّ الجيش صوراً فضائية أُسقطت عليها مخططات عقارية تبين العقارات الـ13، ودراسة مفصلة عنها تضمنت: المساحة والتضاريس والشكل الهندسي والانحدار ومسافة البعد عن الطريق المعبدة وخطوط المياه والكهرباء، وكيفية الوصول إليها والمسافة التي تفصلها عن المنشآت السكنية. وبعد التدقيق في العقارات، تمّ التوصّل إلى إمكانية اعتماد العقارات الثلاثة المدرجة بالأفضلية: العقار رقم 5144/نحلة، العقار رقم 5143/نحلة، العقار رقم 5135/نحلة، قبل أن تطلب قيادة الجيش، ختاماً، اطلاع وزارة الدفاع الوطني وفي حال الموافقة، إيداع المعطيات الواردة رئاسة مجلس الوزراء لاستكمال تنفيذ توصيات المجلس الأعلى للدفاع.

نصولي: الاسم أكبر من المحتوى

ما هي هذه المواد؟ وما هي خطورتها؟ وكيف يمكن أن تُخزّن على مقربة من قرية مسكونة؟ يجيب نصولي بدايةً مدافعاً عن المشروع، معتبراً أن المواد التي يتمّ الحديث عنها، «غير خطرة ولا تستدعي الخوف، فبعضها موجود أصلاً منذ سنوات في غرف داخل مبنى الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية في بيروت، ولا تشكل خطراً علينا». يعرف نصولي أن الاسم يثير الخوف، لكنه يؤكّد أن «الاسم كبير، والمحتوى ما بينحكى فيه»، وأنه على استعداد لشرح أدق التفاصيل لسائر فعاليات المنطقة و«حتى تنظيم زيارات لعدد منهم لمخازن مواد ملوثة إشعاعياً في بعض الدول». ويشرح ماهيّة اللّقى الملوثة إشعاعياً، أنّها «بنسبة 95% مواد خردة يتم إدخالها بواسطة التهريب إلى لبنان، وعند تصديرها إلى الخارج بقصد إعادة التدوير عبر مرفأ بيروت يتم ضبطها من قبل الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية والجمارك»، مضيفاً أن «تُجّار الحروب يشترون دمار مستشفيات ومراكز طبية واستشفائية تستعمل التصوير النووي والمحوري الطبقي (بما فيها قطع حديد المباني وما يعثر عليه من معدات ونفايات)، وتباع لتجار خردة يسعون لتصديرها عبر مرفأ بيروت لإعادة تدويرها. وهي مواد مشعة لا يمكن تصديرها لأن لبنان من الدول الموقعة على اتفاقيات دولية تحظر تصدير المواد المشعة، وكنا قد طالبنا بمراقبة تهريب الخردة وبؤر جمعها لكن من دون جدوى». ويتابع أنه «عند ضبط اللقى الملوثة إشعاعياً، لا بد من حفظها وفق إجراءات وبروتوكولات علميّة، وفي مقدمها عزلها عن البشر. صحيح أنها غير قابلة للاشتعال أو الانفجار، لكن ينبغي أن تحفظ وتعزل في مخزن دائم لحمايتها ومنع استخدامها بطريقة غير قانونية أو لصنع قنابل قذرة. مشكلة تخزين مثل هذه المواد الأمن وليس الأمان». بعد تفجير مرفأ بيروت، ومن أجل حفظ وعزل اللّقى الملوثة إشعاعياً، حصلت نقاشات في مجلس الدفاع الأعلى ومع حكومة الرئيس السابق حسان دياب وقيادة الجيش، بهدف إيجاد حل جذري لنقل المواد الملوثة من مخزن غير دائم إلى آخر دائم. يكشف نصولي، أن خيار جرود نحلة لم يكن الأول، فقد «تقرر في مرحلة من المراحل إنشاء المخزن في إحدى الثكنات العسكرية، إلا أن الرفض من فعاليات المنطقة المحيطة بالثكنة، دفع الدولة للبحث عن عقار في السلسلة الشرقية». وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الخيار الأول كان موقعاً للجيش في بلدة عدلون الجنوبية، قبل أن تؤدي الاعتراضات إلى البحث عن خيارات بديلة على السلسلة الشرقية. تبلغ مساحة المخزن 250 متراً مربعاً في طابق أرضي، على أن ينشئ الجيش مركزاً عسكرياً ملاصقاً لحمايته.

القلق واجب: نحلة خزان جوفي

الرواية الرسمية، تغيب عنها الدراسات العلميّة التي تثبت صلاحية المنطقة لإنشاء مخزن من هذا النوع فوق خزان جوفي. على الأقل، دراسة الأثر البيئي التي لم تبدأ بعد. فجرود بلدة نحلة أصلاً استثنيت من المخطط التوجيهي للمقالع والكسارات، لكونها الأغنى في محيطها بالينابيع النظيفة والآبار على عمق 50 متراً، بالإضافة إلى أنها السد المانع الطبيعي لنبع اللجوج الذي يغذي مدينة بعلبك بمياه الشرب، بحسب المخطط التوجيهي للمنطقة. وزير البيئة الحالي ناصر ياسين الموجود في مصر للمشاركة في قمة المناخ ليس على علمٍ بالموضوع، إذ إن المشروع أقرّ أيام الوزير دميانوس قطّار الذي حاولت «الأخبار» الاتصال به مراراً، فيما تغيب الموظّفة المسؤولة عن الملف من قبل وزارة البيئة عن العمل بإجازة من دون راتب. وفي حين كان من المفترض أن يتابع آخرون في الوزارة المسألة، إلّا أن اللجنة المعنية لم تجتمع منذ فترة، ولا يحضرها جميع المشاركين بانتظام. ليس سهلاً إيجاد خبير بالمواد المشعّة في لبنان من خارج الهيئة الوطنية أو فوج الهندسة في الجيش للاستماع إلى رأي علمي آخر. لكن خبير البيئة والسموم الكيماوية ناجي قديح لا يطمئنه المشروع. يعتبر قديح أن «هذه المواد خطرة ويجب تخزينها بطرق محدّدة تحت الأرض وتحفظ بدروع من معدن الرّصاص. واللقى ليست جميعها متشابهة ونسب خطورتها متفاوتة، لديها عمر لكي تنتهي إشعاعاتها، من سنوات قليلة إلى خمسين ومئة سنة، لذلك يجب أن تحفظ في مناطق بعيدة عن وصول البشر والأفضل على عمق معين تحت الأرض». ويضيف قديح أنه «يجب إنجاز العديد من الدراسات قبل الشروع في عمليّة البناء، لأن هذه المواد خطرة، ولولا أنها خطرة، لما كان يجري تخزينها بهذه الطريقة، وهي خطرة ليس من الناحية الأمنية فقط، إنّما كمصدر للتلوّث الإشعاعي».

العقارات الثلاثة التي تم اختيارها تقع في بلدة نحلة وأحدها يبعد أقل من كيلومتر عن المناطق السكنية

مصدر عسكري من مكتب (CBRN) التابع لفوج الهندسة في الجيش، يؤكّد مسألة تدريع اللقى بالرصاص، «الأمر حاصل الآن مع اللقى الموجودة». ويشير إلى أن عملية الكشف الآن على هذه اللقى تحصل من قبل الخبراء من دون ملابس واقية لأن اللقى أصلاً مدرعة بالرصاص وهي ستكون في المخزن بهذه الحالة، وعملية بناء المخزن تعتمد المعايير الدولية». وحول دراسة الأثر البيئي، يجيب المصدر أن «جميع الدراسات لم تحصل بعد، دراسة الأثر البيئي، دراسة الزلازل، الدراسة الهندسية، ومن المفترض أن تبدأ الدراسات قريباً. هناك لجنة من جهات حكومية ورسمية عدة تنفذ قرار المجلس الأعلى للدفاع». الحماسة للمشروع لا تعوّض العقبة الأساسية أمام الدولة. إذ إن العمل لا يزال حتى اللحظة، كلاماً في الهواء، لأن الدولة لا تملك التمويل، والدول المانحة لن تدفع ليرة واحدة إلا بعد التأكد من الشروع بالعمل، فيما يجري البحث عن مصادر تمويل، لا سيّما من الولايات المتحدة أو ألمانيا أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

براميل القوات

لم ينس أهالي قرى سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية، بمقلبيها الشرقي والغربي، كارثة طمر القوات اللبنانية في أيلول 1987، براميل الباخرة التشيكية «رودهوست» المليئة بالمواد الكيماوية السامة والمعادن الثقيلة، في جرود حراجل وفاريا وعيون السيمان، بعدما أدت إلى نفوق آلاف رؤوس الماعز جراء ما تسرّب من سموم الشحنة الآتية من إيطاليا إلى الحوض الخامس لمرفأ بيروت، وتقدّر بـ15800 برميل و20 مستوعباً من النفايات السامة، طمرت في أماكن مختلفة. فيما يربط بعض الأطباء بين ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في بعض المناطق، وتلك البراميل السامة المطمورة في بقع مختلفة من لبنان، منها السلسلة الغربية.

العقارات المنتقاة

تقع العقارات الثلاثة المذكورة، ضمن منطقة تحت القلعة من منطقة نحلة العقارية. وهي عقارات جمهوري للدولة اللبنانية، وتدخل ضمن الحصص العقارية التابعة لآل شقير ويحفوفي (أراضي نحلة مقسمة بين ثلاث عائلات شقير ويحفوفي ويزبك)، وأحدها ملاصق لعقار لورثة وهبي الحاج رشيد شقير. وتبلغ مساحة العقار 5441، 12957 متراً، والعقار 5143، 10175 متراً، أما العقار الثالث فتصل مساحته إلى (143712 متراً). العقار ذو الأفضلية الأولى، يبعد أقرب منزل إليه ما لا يزيد على 850 متراً، ليليه حي سكني كامل. وتحيط بالعقارين الأولين، بساتين وأراضٍ زراعية. وترجّح مصادر «الأخبار» أن العقار المختار هو العقار الثالث بسبب كبر حجمه، وكونه يتميّز بطبيعة صخرية. 



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..أوكرانيا تحشد دباباتها للهجوم على خيرسون وقوات فاغنر تضيق الخناق على باخموت..قد يغرق جنوب أوكرانيا.. قصف خطير على سد في خيرسون..هرباً من العتمة.. كييف وضعت خططاً لإجلاء ملايين السكان..زيلينسكي: روسيا تجهز لهجمات جديدة على محطات الطاقة بأوكرانيا..لتجنب صراع أوسع.. محادثات سرية أميركية روسية بشأن أوكرانيا..ألمانيا تريد ذخائر بـ 20 مليار يورو..وشولتس يطالب روسيا باستبعاد «النووي»..زيلينسكي يريد أسطولاً من «المسيرات البحرية»..بوتين يستعين بمجرمين لتجنيدهم في الجيش..وكالات أمنية أميركية تحذر من هجمات «ذئاب منفردة»..اليابان تستضيف استعراضاً بحرياً دولياً وسط تفاقم التوتر شرق آسيا..«طالبان» تكشف موقع قبر مؤسسها الملا عمر..بيونغ يانغ تتعهد برد عسكري «حازم» على التدريبات الأميركية-الكورية الجنوبية..

التالي

أخبار سوريا..اتفاقية خاصة بين طهران ودمشق لـ«التأهيل الدبلوماسي»..مخاوف إسرائيلية من «امتيازات» لإيران مقابل «المسيّرات الانتحارية» لروسيا..تركيا تقمع جماعاتها: استعدّوا للتوحّد مع الجولاني..جدل تركي حول «الدمْج»: إردوغان لم يتخلّ عن «أوهامه»..تصعيد الهجمات بالحسكة..ودورية مع القوات الروسية في عين العرب..انقسام حول احتجاجات طالبت بخروج المجموعات المحلية من درعا..«أطباء بلا حدود»: «الهول» سجن مفتوح غالبية قاطنيه من الأطفال..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,750,236

عدد الزوار: 6,912,710

المتواجدون الآن: 110