أخبار لبنان..وداع رئاسي «على زغل».. وميقاتي لانتخاب الرئيس أولاً..إسرائيل تبدأ الاستخراج من "كاريش"..و"حزب الله" يمنع التغطية الإعلامية لـ"حفل الناقورة"..نكسة حكومية: لبنان إلى الفراغ الشامل؟..باسيل: لن نسمح بـ«المجزرة الدستورية»..وسنواجه بقوّة..لبنان يقفل «الجبهة البحرية» مع إسرائيل غداً و«نكسةٌ» بالترسيم مع سورية..لبنان يعلن تجاوز أعداد النازحين السوريين المليونين..دمشق وبيروت تسعيان لتطويق «الالتباس» بعد تأجيل زيارة «ترسيم الحدود»..

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 تشرين الأول 2022 - 3:54 ص    عدد الزيارات 1037    القسم محلية

        


وداع رئاسي «على زغل».. وميقاتي لانتخاب الرئيس أولاً...

عون يغادر بتبنٍ كامل لطروحات باسيل.. والبنك الدولي لن يُموِّل الكهرباء..

اللواء.... لم يكن لقاء بعبدا بين الرئيسين ميشال عون والمكلف نجيب ميقاتي مثمراً، بل يمكن وصفه بأنه «وداع على زعل» بين الرئيسين، والسبب ليس، فقط بعدم تمكن رئيس حكومة تصريف الاعمال النوم في القصر الجمهوري لبت الاسماء العالقة، واصدار المراسيم، بعدما نقل «كل شيء الى الرابية»، بما في ذلك عدّة الشغل المعتمدة لفرض حكومة، تعيد التيار الوطني الى التحكم بادارة الدولة من الباب، بعدما خرج من الشباك، مع اقتراب مغادرة رئيس الجمهورية المقر الرئاسي في مدة زمنية لا تتجاوز الاحد المقبل، اي قبل يوم واحد من نهاية عهده، الذي غلبت عليه في ايامه الاخيرة حفلات توزيع الأوسمة، على نواب ووزراء وسفراء ومدراء عامين وإعلاميين، من دون ان تنجح الدوائر الرسمية في تمرير مراسيم تجنيس جديدة، او تذليل العقبات لاصدار مراسيم الحكومة التي فتحت الباب لـ«لطشات» من بعبدا الى ميرنا شالوحي، ولم تكن السراي الكبير، أقل كفاءة برد الكيل كيلين. لم يرجع الرئيس ميقاتي الى بعبدا، بعدما نصحه الرئيس عون «بالمساواة بين الجميع والعودة مساءً لاصدار المراسيم»، معتبراً ان عدم تسمية «التيار الوطني الحر» للوزراء، هو امر غير طبيعي ولا يمكن القبول به، فعندما يريد كل فريق ان يختار وزراءه، على الآخرين ان يقبلوا باعتماد معيار واحد للجميع وعدم الاعتراض. ومضى الرئيس عون الى أبعد من ذلك، في دردشة صحافية، اراد منها الكشف عما دار في الاجتماع الصباحي مع الرئيس ميقاتي عندما اعتبر انه اذا حصل شغور رئاسي فإذاً الحكومة ستكون منتقصة الصلاحيات، وبالتالي لا يمكن ان تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة. وفي السياق، اعلن النائب جبران باسيل اننا «لن نسكت عن تسلم حكومة فاقدة للصلاحيات والثقة النيابية صلاحيات الموقع الاول في البلاد، ولن نقبل ولن نسمح فيه وسنواجهه بكل ما أوتينا من قوة»، مشيراً الى ان صلاحيات الرئيس في حال الفراغ يمارسها مجلس الوزراء منعقداً، وليس الحكومة او رئيس الحكومة او اي وزير، وهذا مارسناه في حالة الفراغ السابقة، على مدى سنتين ونصف، موضحاً ان «حكومة فاقدة لصلاحياتها لا يمكن ان تمارس صلاحياتها الا بالمعنى الضيق». وكان باسيل قال في مؤتمر صحافي: أننا نقترب اكثر من الفراغ، ونحتاج الى حوار، ونقول لمن يراهن على الوقت والانهاك واتعابنا، فهذا الامر لن يتحقق وهم يضيعون الوقت على اللبنانيين. كما أن من يراهن على فكرة التحدي قد جرب، ودستورنا اصلا لا يسمح بفكرة التحدي والجميع اليوم في حال عجز سواء عن تأمين النصاب او بدرجة اقل موضوع الاكثرية. أضاف: نحن ندعو للحوار لأننا جديون، فعلى المستوى المسيحي البطريرك يستطيع ان يتولاه، وعلى المستوى الوطني يمكن لرئيس الجمهورية القيام بذلك حتى الاثنين، واي دعوة حوارية من الخارج او من الداخل كدعوة رئيس المجلس النيابي نتعاطى معها من حيث المبدأ بإيجابية. وتابع: من يظن أن حكومة تصريف الأعمال ستتولى صلاحيات الرئاسة هو مخطئ، فهذا مس بالدستور، وهي هيئة دستورية فاقدة لشرعيتها وميثاقيتها، ورئيسها يقول «بلا ما نعمل حكومة فلننتخب رئيسا». إنه يريد بالتحدي حكومة تأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأخذ البلد إلى فتنة تماما كمن يريد رئيس تحد، هذه مجزرة دستورية لن نسمح بها وسنواجهها بكل ما أوتينا من قوة. وتابع باسيل: صلاحيات الرئيس في حال الفراغ يمارسها مجلس الوزراء منعقدا وليس الحكومة او رئيس الحكومة او اي وزير وهذا ما مارسناه في حالة الفراغ السابقة على مدى سنتين ونصف. وقال: لسنا معنيين ولا نريد المشاركة ولن نعطي ثقة، فهم يريدون بالقوة أن يحملونا مسؤوليات. أضاف: نحن على موعد في الثلاثين من هذا الشهر، مع إكمال المسيرة، وندعو التيار والمناصرين الى ملاقاتنا لتوديع الرئيس عون وخروجه من بعبدا عائدا الى الرابية. فهو قد دخل التاريخ قبل أن يدخل بعبدا، ومحبوه سيكملون بصناعة المستقبل.

لن يوقع الموازنة

وفي مجال آخر، علمت «اللواء» ان الرئيس عون لن يوقع قانون موزانة العام 2022 لتضمنه مخالفة دستورية تتمثل بعدم وضع قطع حساب الموازنة السابقة الذي ما زال يُدرس في ديوان المحاسبة، عدا عن ملاحظات عديدة لديه على توزيع الاعتمادات وأمور نقدية ومالية اخرى. واوضحت مصادرمتابعة للموضوع ان الرئيس عون لم يوقع سوى موزانة واحدة منذ توليه الرئاسة ولتوفير احتياجات مؤسسات الدولة وقتها، لكنه لم يوقع غيرها بسبب مخالفتها الدستور للسبب ذاته. وعلى هذا يصبح القانون نافذاً اذا لم يوقعه رئيس الجمهورية، بعد مرور شهر على وصوله الى رئاسة مجلس الوزراء، حيث وقعه الرئيس ميقاتي امس الاول. ولم يرق هذا الموقف للرئيس المكلف، فأعرب في بيان عن أسفه للكلام الانفعالي الذي صدر عن باسيل، في لحظة سياسية دقيقة تحتاج الى التعاون بين الجميع، لا الى اطلاق الاتهامات والمواقف جزافا، واستخدام عبارات التحدي والاستفزاز، معتبراً الأنسب التعاضد والتعاون لانتخاب رئيس جديد للبلاد ومنهم باسيل. وفي المعلومات، كشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن المواقف الأخيرة الصادرة حول ملف الحكومة اظهرت غياب أية ليونة وتمسك الأفرقاء بمقارباتهم، وبالتالي لم يخرج اجتماع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بأي نتيجة حيث كرر رئيس الجمهورية موقفه من تطبيق المعايير الموحدة إذ أن الجهات المشاركة في الحكومة تسمي وزراءها وعندما يأتي دور التيار الوطني الحر في عملية التسمية يصار إلى التدخل واختيار الوزراء وليس الجهة السياسية المعنية. وعلم أن الرئيس عون طالب ميقاتي لمعالجة هذا الأمر ومساواة الجميع في عملية التسجيل ويمكن عندها أن يحضر مساء لإصدار المراسيم. واكدت أن هذه المعطيات تفيد أن لا حل في هذه المسألة، على أن ثمة من يقول أن المساعي لا تزال قائمة وإن الوقت لا يزال يسمح بتأليف الحكومة. ولاحظت مصادر سياسية أن رد الرئيس المكلف على تهديد النائب باسيل، باثارة الفوضى وما شابه، في حال لم تستجاب مطالبه اللامعقولة في تشكيل الحكومة الجديدة، اتسمت ببرودة لافتة، وردة فعل، لا تماشي الاخير بمواقفه، ولا تحسب لتهديداته اي حساب، بل تذهب ابعد من ذلك، لتؤشر بأن مثل هذه الاساليب الابتزازية لرئيس الحكومة في عملية التشكيل، لم تعد تجدي نفعا، والاجدى تغيير هذا الخطاب الاستفزازي، اذا كان الهدف تشكيل الحكومة الجديدة، اما اذا كان التهويل هدفه افشال تشكيل الحكومة الجديدة، للوصول إلى تعطيل مهمات حكومة تصريف الأعمال بتولي مهمات رئيس الجمهورية، فهذا لن يوصل إلى شيء لان النص الدستوري واضح، بتولي حكومة تصريف الأعمال مهمات رئيس الجمهورية في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحدده. من جهة ثانية، كشفت المصادر عن توقف الوسطاء بمهامهم بين رئيس الحكومة المكلف، وباسيل لتشكيل الحكومة الجديدة، واشارت الى ان مسار التشكيل متوقف منذ الأربعاء الماضي، بعد انقلاب رئيس التيار الوطني الحر على نتائج اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع اللواء ابراهيم ووفيق صفا، واصراره على شروطه ومطالبه التعجيزية، والتي رفضها الرئيس ميقاتي. واعتبرت المصادر المواقف الاستفزازية لباسيل، وحملة التصعيد ضد الرئيس المكلف، بانها تعبر بوضوح عن المأزق الصعب الذي وضع نفسه به، جراء ممارساته وأساليبه بتعطيل تشكيل الحكومة، وهي لن تؤدي إلى تحقيق مايريده، لان ماكان ممكنا سابقا، لم يعد ممكنا بنهاية العهد العوني بعد ايام معدودة. وعليه، يبدو ان تشكيل الحكومة الجديدة قبل نهاية العهد اصبح ابعد مما يتصور البعض على الرغم من تأكيد الوسطاء بأن المساعي لن تتوقف حتى آخر لحظة وانه «برغم كلّ ما يقال العمل مستمر في محاولة لتشكيل الحكومة»، كما قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم امس. فبعدما أفضت جهود الوسطاء الى ترتيب زيارة لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون، فإن تصريحي الرئيسين بعد اللقاء حسم صعوبة التشكيل قريباً في ظل التمسك بمواقف كل طرف وشروطه، ما يُشير الى أن العقد تراوح مكانها لناحية عدد الوزراء الذين سيجري تغييرهم والجهة التي ستسميهم لا سيما الوزراء المسيحيين، في ظل إصرار الرئيس عون على اعتماد معايير موحدة لاختيار الوزراء وتسميتهم بعيداً عن الاستنسابية والتمييز. ورفض ميقاتي تدخل اي طرف آخر غير عون في تشكيل الحكومة. لكن المصادر المتابعة للتشكيل قالت لـ «اللواء»: ان الاتصالات مستمرة حتى اللحظة الاخيرة من ولاية الرئيس عون، وقد تصل الى نتيجة في ربع الساعة الاخير ولا يمكن ان نقول ان الابواب موصدة بالكامل، لكن المساعي تتركز على معالجة عقدتي تسمية بعض الوزراء المسيحيين وهذه مقدور عليها، ومنح التيار الوطني الحر الثقة للحكومة وهو الشرط الذي يتمسك به ميقاتي وعن حق، إذ كيف يسمي الرئيس عون والتيار وزراءهم ويحددان حقائبهم ولا يمنح التيار الثقة للحكومة؟.

الرئاسة الى الحوار

وكما الحكومة يبدو ان انتخاب رئيس للجمهورية مؤجل الى اشعار آخر قد يكون وفق اجندة الحوار بين القوى السياسية الذي يسعى اليه رئيس المجلس نبيه بري قبل ان يحدد موعداً جديداً لإنتخاب الرئيس. وعلمت «اللواء» ان الرئيس بري سيباشر او ربما يكون قد باشر فعلياً وبصمت مشاوراته مع الكتل النيابية، وقد يدعو الى جلسة لإنتخاب الرئيس يوم 4 او5 تشرين الثاني المقبل في ضوء ما يكون قد اثمرت عليه مشاوراته. وفي الاطار الرئاسي، يدرس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اطلاق حركة باتجاه رؤساء الاحزاب والكتل المسيحية، للحوار حول كيفية الخروج باتفاق حول صعوبة الرئيس الجديد، بصرف النظر عن الحوار الذي يعد له الرئيس بري. وفي سياق تنسيق المواقف التقى 14 نائباً يمثلون المسلمين السنّة، وهم من النواب: أشرف ريفي، رامي فنج، بلال الحشيمي، محمد سليمان، عماد الحوت، نبيل بدر، عبد العزيز الصمد، ياسين ياسين، وضاح الصادق، أحمد الخير، وليد البعريني، إيهاب مطر، وعبد الرحمن البزري، إلى مائدة عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. وكشف بين صدر أمس أن لقاء النواب على التّمسّك باتفاق الطائف والحفاظ عليه واستكمال تطبيقه. كما أكدوا على التمسك بسيادة لبنان واستقلاله وعروبته. واتفق النواب الحاضرون على العمل سوياً لمساعدة أهلنا في مختلف المناطق، في غياب تام للدولة. وشددوا على التعاون لتحسين أوضاع أهلنا، خصوصاً في القضايا المتعلقة بالأوضاع الإنسانية والاجتماعية، وتحقيق العدالة، وسط الانهيار التام لمؤسسات الدولة وغياب المؤسسات الضامنة.

الترسيم مع سوريا

على صعيد سياسي آخر، كشفت مصادر ديبلوماسية عن أسباب الغاء دمشق زيارة الوفد اللبناني الذي شكله رئيس الجمهورية ميشال عون بمعزل عن موافقة مجلس الوزراء اللبناني للتفاوض مع الجانب السوري لترسيم الحدود البحرية بين البلدين وقالت: ان السبب الاساس، يعود الى ان طرح موضوع الترسيم هكذا، فاجأ الجانب السوري، وحصل من جانب لبنان بمفرده،ولم يتم التحضير المسبق له بين البلدين، باجتماعات تمهيدية لتذليل كل الصعوبات القائمة، كما يتطلب الامر ذلك، وبعدها تعقد الاجتماعات على مستوى المسؤولين المعنيين للاتفاق النهائي عليه. وشددت المصادر على ان السبب الثاني المهم، هو ان طرح موضوع الترسيم مع سوريا بعد حصول اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل مباشرة،وكأنه تحصيل حاصل،انما هو اعتقاد خاطىء، وكان الاجدى التنبه اليه قبل الاندفاع باتجاه مقاربته على هذا النحو، لانه ليس صحيحا، ان ما يصح الاتفاق عليه مع إسرائيل، يطبق مع سوريا فورا. واشارت المصادر الى ان السبب الثالث يعود الى ان صيغة التفاهمات الإقليمية والمحلية والدولية التي ادت الى اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل، لاتنسحب على سوريا التي تظللها تفاهمات مختلفة عما حصل مع لبنان،لاسيما بخصوص علاقاتها المقطوعة مع الولايات المتحدة الأميركية. وهذا يشمل في طياته الاعتراض الضمني لدمشق على انخراط ايران في استيلاد هذا الاتفاق، بمعزل عن سوريا، واشارتها بأن ما حصل مع لبنان، لا يطبق على سوريا، لان اوضاعها و علاقاتها مختلفة. واعتبرت المصادر ان احد الاسباب المهمة ايضا، هو عدم رغبة الجانب السوري، اثارة هذا الملف من أساسه، لأنها ترفض التفاوض حوله، بالرغم من كل محاولات اثارته، سياسيا واعلاميا، لتشويه الموقف السوري. وكشفت المصادر النقاب عن المسؤولين السوريين، يعتبرون ان رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه، لم يعطوا العلاقات السورية اللبنانية حقها، طوال مدة ولايته، وبقي على مسافة بعيدة عن اعادة الحرارة الطبيعية للعلاقات اللبنانية السورية، بل ابعد من انقطع انقطاعا تاما عن تفعيل التواصل بين البلدين. والاشارة الاهم استنادا إلى المصادر، هو عدم رغبة المسؤولين السوريين بأن يكون نائب رئيس مجلس النواب إلياس ابوصعب، رئيسا للوفد اللبناني، لانه على علاقة متوتره وغير مرغوب فيه بالعاصمة دمشق.

وفي الخلاصة، استنادا للمصادر المذكورة، فإن دمشق أبلغت رئيس الجمهورية ميشال عون، بأنه ليس مستحبا، أن يطرح ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، في ما تبقى من ايام معدودة من ولاية عون، والافضل ترحيل هذا الملف للعهد المقبل بداية، او الحاقه بمستودع القضايا والمسائل المعلقة بين البلدين الى ماشاء الله. وفي الاطار، أوضح السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي الالتباس الذي احاط بتأجيل موعد زيارة الوفد الرسمي الى دمشق لبحث ترسيم الحدود البحرية، فقال بعد لقاء الرئيس عون: وسئل عن رفض دمشق استقبال الوفد اللبناني للبحث في مسألة اتصل الرئيس عون بالرئيس السوري قبل أربعة أيام، واتُصل بي، ويومها كان هناك لبس في الاتصال، وتبلغت لاحقا من الرئيس الياس بوصعب ان هناك تفكيراً بزيارة وفد يتشكل برئاسته دمشق بعد اتصال الرئيسين. فقلت له ارسلوا لنا كتاباً لأخاطب فيه وزارة الخارجية، وانا سأتصل وابلغهم انكم سترسلون هذا الكتاب. تبلغت بالكتاب مساء الاحد، وذلك بشكل مـتأخر لأنه قيل بداية يوم الخميس، ثم عدل الموعد ليكون الأربعاء، فقلت لهم مع ذلك اننا نريد ان يكون هناك خطاب رسمي لكي يحدد الوزراء والمسؤولون في سوريا المواعيد وفق برنامج مواعيدهم وارتباطاتهم. وبعدما وصل الكتاب متأخرا ولم يكن قد تحدد او نوقش الموعد، اعلن من لبنان ان الوفد سيتوجه الاربعاء، وبالتالي جاء الرد. ان الموعد لم يلغ انما قيل انه يتفق عليه لاحقا، لأنه بعدما ضرب الموعد يوم الأربعاء كان البرنامج في سوريا ممتلئا والارتباطات مسبقة. سئل: هل هناك موعد آخر؟.....أجاب: نرجو ذلك. وهل سيكون في عهد الرئيس عون او الى ما بعده؟ قال: لقد سمعت كلام الرئيس عون وسأبلغ اذا كان الوقت متاحاً في الأيام القليلة المتبقية، ربما ان شاء الله، او يكون في موعد لاحق.

ابراهيم والنازحون: لن نرضخ للضغوط

وعشية انطلاق قافلة عودة النازحين السوريين من لبنان الى بلادهم اليوم، اكد اللواء عباس ابراهيم، في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة للامن العام، «ان ملف النازحين السوريين وطنيّ قوميّ»، معتبرا ان «إعادتهم إلى أرضهم واجب وطنيّ علينا أن نؤدّيه». وقال لم نلقَ من الجانب السوري إلا كل الترحيب والشفافية في التعاطي مع ملفّ عودة النازحين السوريين. وان لملف النزوح انعكاسات سلبيّة على كلّ المستويات لذلك تجب معالجته، ولبنان يرفض طريقة التعاطي التي تتمّ معه من قبل كثيرين وعلى رأسهم منظّمات إنسانية وأخرى تدّعي الإنسانية تحاول أن تملي علينا إرادتها. واضاف: لن نخضع للضغوط لأنّ مصلحة الشعب اللبناني هي أوّلاً وأخيراً، ولن نُجبر أي نازح على العودة وهذا مبدأ لدينا ونسعى لتخفيف العبء عن لبنان. واوضح اللواء ابراهيم ان هناك مليونين و80 ألف نازح سوريّ موجودين حاليّاً في لبنان، وقرابة 540 ألف سوريّ عادوا طوعاً الى بلادهم منذ بدء الخطة عام 2017.

تراجع الاسعار والدولار

اقتصاديا، وقّع رئيس الحكومة قانون السرية المصرفية، كما ورد من رئاسة مجلس النواب وأحاله على رئاسة الجمهورية. كما سجل امس، مزيد من التراجع في اسعار المحروقات تزامنا مع دخول قرار مصرف لبنان بيع الدولار حصرا، حيز التنفيذ، ما ساهم في تخفيض سقفه.

بالحاج: الاصلاحات قبل الكهرباء

الى ذلك، قال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج بعد زيارة الرئيس ميقاتي على رأس وفد، في معرض ردّه على سؤال عن عملية تمويل البنك الدولي لملف استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن: ان الإصلاحات في قطاع الكهرباء لا تزال بعيدة.هناك إصلاحات مهمة يجب على الدولة اللبنانية اتخاذها وعندما تصل الى مستوى من التمكن الذي يعطينا القدرة على النظر بإيجابية الى امكانية المضي قدماً في دعم هذا المجال، فنحن مستعدون للدعم، ولكن هذه الإصلاحات لا تزال بعيدة اليوم. كذلك أبدى استعداد البنك الدولي «لتقديم تمويل مهم للشعب اللبناني تتراوح قيمته بين ٣٠٠ و٥٠٠ مليون دولار أميركي، يخصَّص لموضوع التغطية الاجتماعية» . وزار الوفد ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير المال يوسف خليل. صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن اصابة 81 إصابة بفايروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1218268 كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة». اما على صعيد اصابات الكوليرا فقد اعلنت الوزارة في تقرير عن تسجيل 18 اصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 305، ولم يتم تسجيل حالات وفاة جديدة، فيما سجل العدد التراكمي للوفيات 11.

إسرائيل تبدأ الاستخراج من "كاريش"... و"حزب الله" يمنع التغطية الإعلامية لـ"حفل الناقورة"

عون يقلّد باسيل "وسام التشكيل" وميقاتي يستحرم "الضرب بالميّت"!

نداء الوطن... بين امتصاص "بهدلة الأسد" بطيب خاطر واستقبال السفير السوري علي عبد الكريم "معزّزاً مكرّماً" والتوسط لديه السعي لدى قيادته في دمشق إعادة النظر بطلب استقبال وفد بعبدا، وبين "الاستئساد" على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وتعنيفه أمام الإعلاميين المعتمدين في القصر باعتباره يحرم "التيار الوطني" من حقوقه الوزارية المكتسبة... طوى رئيس الجمهورية ميشال عون صفحة جديدة من روزنامة أيامه الرئاسية الأخيرة، تميزت بإماطة اللثام أخيراً عن قناع "حصة الرئيس" التي لطالما توارى خلفها الوجه الحقيقي لعقدة التأليف على امتداد التشكيلات الحكومية، فبدا عون في موسم توزيع الأوسمة الرئاسية كمن يقلّد جبران باسيل "وسام التشكيل" عبر تشديده علناً على وجوب أن يمنحه ميقاتي ما يريده كشرط موجب لإصدار مراسيم التأليف، تحت طائل تجديد التهويل على حكومة تصريف الأعمال بافتقارها إلى الصلاحيات التي تخولها "ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية". وعلى موجة بعبدا نفسها، تعرضت السراي الحكومي لرشقات نارية معادية من مربض "ميرنا الشالوحي" تقصد من خلالها باسيل التصويب بالمباشر على رأس حكومة تصريف الأعمال ورئيسها، متهماً إياه بتنفيذ "عملية سطو" على رئاسة الجمهورية وتعمّد أخذ البلد عن سابق "إدراك ووعي" إلى الفتنة، وتوعد باسيل بالتصدي لميقاتي و"المجزرة الدستورية" التي سيرتكبها في حال عدم مسارعته إلى تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العهد. أما الرئيس المكلف، فتعامل ببرودة أعصاب فائقة مع هجمة العهد وتياره مستخفاً بحملة التهديد والتهويل المتجددة عليه، ومستحرماً "الضرب بالميّت" بعدما ألقى نظرة الوداع الأخيرة على الولاية العونية في القصر الجمهوري. وكان الرئيس المكلف قد بدأ نهاره أمس بلقاء رئيس الجمهورية واكتفى لدى انتهاء اللقاء بردّ تهكّمي على استفسار الصحافيين عن وعده السابق بالمبيت في بعبدا حتى التأليف قائلاً: "نقلوا كل شي على الرابية ما بقى في محل نام"، ثم اختتم يومه بالاستخفاف بحدّة الهجوم الإعلامي الذي شنّه عليه رئيس "التيار الوطني"، فترفّع عن الردّ على "الكلام الانفعالي" الذي صدر عن باسيل وما تضمنه من "إطلاق الاتهامات والمواقف جزافاً، واستخدام عبارات التحدي والاستفزاز"، على اعتبار أنّ "الأنسب في هذا الظرف الصعب هو التعاون بين أعضاء مجلس النواب ومنهم السيد باسيل لانتخاب رئيس جديد للبلاد". وفي خضمّ هذه المشهدية، رفضت أوساط مواكبة للملف الحكومي التسليم بانتهاء "فرصة التأليف" مؤكدةً أنها لا تزال سانحة وستبقى متاحة "حتى آخر ساعة" من الولاية الرئاسية، موضحةً أنّ الوسطاء مستمرون بجهودهم بمعزل عن احتدام السجال الرئاسي والسياسي والإعلامي، لتعرب الأوساط في هذا السياق عن قناعتها بأنّ الأمور ليست مقفلة بالشكل الذي تبدو عليه، وأنّ حلحلة العقد المستعصية ممكنة في حال صفت النيات وصدقت الوعود المقطوعة باستعداد الجميع لتدوير الزوايا في سبيل تأمين ولادة حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على مواجهة التحديات وتحمّل المسؤوليات في مرحلة الشغور الرئاسي. توازياً، وبينما الساعات المقبلة ستشهد طغيان عملية إبرام اتفاقية الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل على شريط الأحداث اللبنانية، تستعد السلطة لوصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم تمهيداً لتسليم المسؤولين اللبنانيين غداً نص مذكرة الترسيم الأميركية التي سيتم التوقيع عليها من قبل كل من الجانبين اللبناني والإسرائيلي في رأس الناقورة. وعشية اجتماع الناقورة، استرعى الانتباه إعلان الحكومة الإسرائيلية منحها الإذن لشركة "إنيرجين" للبدء بعملية استخراج وإنتاج الغاز من حقل "كاريش"، حسبما نقلت وكالة "رويترز"، في وقت أنهت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب استعداداتها اللوجستية والعسكرية والأمنية لاستضافة حفل التوقيع على اتفاقية الترسيم الحدودي البحري بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي غداً في الناقورة بحضور الوسيط الأميركي والقائد العام لقوات "اليونيفل" الجنرال الإسباني أرولدو لاثارو، وسط تأكيد معلومات موثوق بها أنّ "حزب الله" اشترط مسبقاً التعتيم الإعلامي على مراسم توقيع اتفاقية الترسيم مع إسرائيل، وطلب من السلطات اللبنانية التشديد على منع تواجد الإعلاميين في حفل الناقورة وحظر التقاط أي صورة فوتوغرافية خلاله.

نكسة حكومية: لبنان إلى الفراغ الشامل؟

الاخبار... خلافاً لكثير من الانطباعات التي سادت صباح أمس بأن الأزمة الحكومية صارت على بعدِ ساعات من الحل، أكدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن «التعقيدات لا تزال على حالها». وكشفت أن «الساعات الأخيرة من الاتصالات لم تصل إلى أي نتيجة إيجابية في إيجاد مخرج يحول دون استمرار السقوف العالية التي يطرحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي»، بل على العكس فإن البوادر التي لاحت من زيارة ميقاتي لبعبدا، ومن ثم كلام باسيل بعد اجتماع تكتله النيابي، أكدت حصول انتكاسة حكومية جديدة بعد توقف الوساطة التي عمِل عليها حزب الله والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الأسبوع الماضي. وكشفت مصادر معنية بالتفاوض أن «باسيل أصرّ أمس على موقفه»، وأن «المشكلة الأساسية العالقة تتعلق بموضوع الثقة. فقد سأل ميقاتي الرئيس عون خلال الاجتماع إن كان التيار سيعطي الحكومة الثقة، فأجاب عون بأنه لا يضمن ذلك، وانتهى الاجتماع». وكان الرئيس عون قد فتح الباب بحديثه عن أن «تطبيق معايير واحدة هو المدخل الصحيح لإنتاج حكومة فاعلة وقادرة على إدارة شؤون البلاد، وأن حل مسألة التشكيل بسيط جداً، وقد طلبنا من الرئيس نجيب ميقاتي اليوم المساواة بين الجميع والعودة مساءً (أمس) لإصدار المراسيم». لكن التناقض استمر حول حقيقة ما يجري. وأتى كلام باسيل بعد الظهر ليؤكد أن الفرص الأخيرة للتشكيل تُهدر، حاسماً علامات الاستفهام الكثيرة حول حصيلة لقاء عون - ميقاتي بأنها «خالية». فقد رأى أنّ «حكومة فاقدة لصلاحياتها لا يمكن أن تمارس صلاحياتها إلا بالمعنى الضيق»، لافتاً إلى أنّ «الحل اليوم بتأليف الحكومة من خلال الاتفاق والتعاون بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف»، وأضاف «يريدون منّا الثقة للحكومة، رغم أننا لسنا مقتنعين بتركيبة الحكومة ورئيسها ومن دون المشاركة بها». وأشار الى أن المشكلة لا تتعلق فقط بالتشكيلة، بل في أنه يجب التوافق على ما ستقوم به الحكومة، مركّزاً على ملفَّي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود. ولم يتأخر رئيس الحكومة في نعي اللقاء، إذ سارع إلى الرد على باسيل عبر بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أسف فيه «للكلام الانفعالي الذي صدر عن باسيل في لحظة سياسية دقيقة تحتاج إلى التعاون، لا إلى إطلاق الاتهامات والمواقف جزافاً، واستخدام عبارات التحدي والاستفزاز»، معتبراً أن «الأنسب في هذا الظرف الصعب هو التعاضد لدرء الأخطار الداهمة عن الوطن، والتعاون بين أعضاء مجلس النواب ومنهم السيد باسيل لانتخاب رئيس جديد للبلاد ووضع الأمور مجدداً في إطارها الديموقراطي الطبيعي، ليس إلا». وبدا جواب ميقاتي حاملاً للإشارة الأكثر سلبية، في قوله إن الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، رافضاً الحديث عن مصير الحكومة. في المحصّلة، تبقى الساعات القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال. في الشكل هو أمام خيارَي التشكيل أو عدم التشكيل، أما في المضمون فهو أمام مشروعين سياسيين: مشروع يريد الفراغ المؤسساتي الشامل تمهيداً لفوضى مطلبية تضع البلد أمام سيناريوات سيئة متعددة، ومشروع يريد الحفاظ على الحد الأدنى من الانتظام المؤسساتي في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة السلطة التنفيذية لدورها الكامل. وباتَ مؤكداً أن المملكة العربية السعودية تقف بشكل واضح ومباشر خلف المشروع الأول، من دون أن تتحمل عناء البحث في مخارج الأزمة، فيما يقف حزب الله خلف المشروع الثاني في سعي حثيث لتذليل العقبات الكثيرة هنا وهناك.

عون لم يضمن لميقاتي الثقة للحكومة وباسيل حذّر من خيارات الفتنة

والسؤال المُلِحّ يدور حول ماذا سيختار ميقاتي؟ من تحمّل وزر إعادة تسميته لتشكيل الحكومة ودفع ثمناً كبيراً لذلك في علاقاته الداخلية، أو من يواصل التعامل معه بازدراء واضح وتكبّر وعنجهية، مقابل حرص واضح على أفضل العلاقات الودية مع وزير داخليته؟ وخصوصاً أن خياره سيكون له انعكاس مباشر على مجمل التطورات السياسية والاقتصادية، ففي ظل الفراغ لا يمكن المضيّ قدماً في اتفاقيات الاستكشاف والتنقيب، سواء مع شركة «توتال» أو غيرها، فضلاً عن الحاجة إلى مزيد من تواقيع رئيس الحكومة والوزارات المعنية. وفي ظل الفراغ أيضاً، لا يمكن المضيّ قدماً في المفاوضات مع صندوق النقد، بينما هناك من يعتقد أن قدرته على تسويق مرشح رئاسي على حساب المرشحين الآخرين قد تتحسن أكثر في الفراغ أو أنه سيكون قادراً على فرض الرئيس الذي يريد تحت ضغط الشارع والفراغ وغيرهما، علماً أن الفريق الآخر لن يقف متفرجاً على كل السيناريوات، وسيواجه لإفشال هذه المخططات كما يفعل منذ عام 2005. في كل الأحوال، ستبقى الأنظار متجهةً إلى ما ينوي ميقاتي فعله، وخصوصاً أن حزب الله قامَ بتدوير كل الزوايا الممكنة مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لتسهيل عملية التشكيل، بينما كانَ هو معتكفاً عن القيام بدوره كرئيس مكلف. ولم يعد أمام ميقاتي ذرائع باسيلية يمكنه الاختباء خلفها، مع أن الرياض وحدها هي التي تمارس الضغوط عليه، إلا إذ كانَ الفرنسيون يقولون الشيء وعكسه، إذ إنهم يؤكدون دائماً تفضيلهم وجود حكومة لحين انتخاب رئيس للجمهورية. وعليه يقول مطلعون إن «علاقة الحزب مع ميقاتي أمام منعطف خطير، حيث لا يمكن أن تستمر كما هي عليه منذ سنوات في حال مضيّ الأخير نحو سيناريو الفراغ الموجّه أولاً وأخيراً ضد الحزب، ولن يدفع ثمنه سوى عموم الشعب اللبناني». بينما أكدت مصادر رئيس الجمهورية أنه «وقّع استقالة الحكومة الميقاتية، والأمر يرتبط الآن بنشر الاستقالة وتعميمها على الدوائر المعنية ليتصرف الوزراء والنواب العونيون على أساسها».

باسيل: لن نسمح بـ«المجزرة الدستورية».... وسنواجه بقوّة

الاخبار... توعد رئيس تكتل «لبنان القوي»، النائب جبران باسيل، اليوم، بمواجهة محاولة تسليم صلاحيات رئيس الجمهورية إلى حكومة تصريف الأعمال، واصفاً ذلك بـ«المجزرة الدستورية». ودعا باسيل، في مؤتمر صحافي، إلى حوار «على المستوى المسيحي يستطيع البطريرك أن يتولاه، وعلى المستوى الوطني يمكن لرئيس الجمهورية القيام بذلك حتى الاثنين»، لافتاً إلى انفتاحه الإيجابي على «أي دعوة حوارية من الخارج، أو من الداخل كدعوة رئيس المجلس النيابي». وأعلن باسيل «(أننا) سنبذل مزيداً من الجهاد وسنعطي ساعات إضافية لمحاولة تجنب الفراغ ونحن لسنا راضين عن سير الأمور بهذه الطريقة». بالتوازي، أكد باسيل أن «حكومة فاقدة لصلاحياتها لا تستطيع أن تأخذ صلاحيات غيرها، صلاحيات الرئيس في حال الفراغ يمارسها مجلس الوزراء منعقداً وليس الحكومة أو رئيس الحكومة أو أي وزير». وسأل: «أليست محاولة تسليم صلاحيات الرئيس لحكومة تصريف الأعمال عملية سطو على الدستور والموقع الأول في الدولة من قبل هيئة فاقدة لصلاحياتها وفاقدة لشرعيتها وميثاقيتها ودستوريتها؟». وشدد باسيل على أن «من يريد رئيس التحدي يأخذ البلد إلى الفتنة، ومن يريد فرض حكومة فاقدة للصلاحية عن وعي وإدراك، لأنه يتحدث بذلك في اللقاءات، يأخذ البلد أيضاً إلى الفتنة»، مؤكداً «(أننا) لن نسكت عن هذه المجزرة الدستورية ولن نقبل بها ولن نسمح بها وسنواجهها بكل ما أوتينا من قوة». ولفت باسيل إلى أن «الحل هو بتشكيل حكومة وفق الأصول الدستورية بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وليكفوا عن رمي الأمور عندنا فنحن نقول إننا لا نريد أن نشارك ولا أن نمنح الثقة وهم يريدون تغطيسنا بالموضوع». وفي الختام، دعا باسيل التيار والمناصرين والأصدقاء والمحبين لـ«ملاقاتنا الأحد لنودع الرئيس عون بفخر في بعبدا ونستقبله بفرح بعودته إلى الرابية». وفي وقت لاحق، ردّ رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في بيان على باسيل، أسف فيه لـ«الكلام الانفعالي الذي صدر عن رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، في لحظة سياسية دقيقة تحتاج إلى التعاون بين الجميع، لا إلى إطلاق الاتهامات والمواقف جزافاً، واستخدام عبارات التحدي والاستفزاز». واعتبر ميقاتي أن «الأنسب في هذا الظرف الصعب هو التعاضد لدرء الأخطار الداهمة عن الوطن، والتعاون بين أعضاء مجلس النواب ومنهم السيد باسيل لانتخاب رئيس جديد للبلاد ووضع الأمور مجدداً في إطارها الديموقراطي الطبيعي، ليس إلّا».

إسرائيل تسمح بالإنتاج في «كاريش»

الجريدة... استبقت إسرائيل توقيع اتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية، وأعلنت اليوم، في بيان لوزارة الطاقة، أنها منحت الإذن لشركة إنرجين لبدء الإنتاج من حقل غاز كاريش في البحر المتوسط. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، قال إن إسرائيل ستوقع غدا اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الوسيط الأميركي في الاتفاق، آموس هوكشتاين، سيسلم نص الاتفاق إلى الرئيس ميشال عون صباح غد للمصادقة عليه.

5 أيام تفصل عن نهاية ولاية عون والبحث عن «جنس حكومة الشغور»... يراوح

لبنان يقفل «الجبهة البحرية» مع إسرائيل غداً و«نكسةٌ» بالترسيم مع سورية

الراي....| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ميقاتي على ثوابته الحكومية وعون حدّد شروطه على طريقة «نفّذ ثم اعترِض»

- السفير السوري روى ملابسات الزيارة «المؤجَّلة» لوفد الترسيم اللبناني

لم يكن عابراً في بيروت أن يتم تلقائياً إسقاطُ حدَثيْن شغلا العالم، أمس، واحِدٌ فلكي شكّله الكسوف الجزئي للشمس في النصف الشمالي للكرة الأرضية، وآخَر تقني تَمَثَّلَ في «تقطُّع أوصال» القرية الكونية الافتراضية التي تجتمع خلف أسوار «واتساب»، على الواقع اللبناني الذي يلفه قوسُ أزماتٍ رمت به في قعرٍ سحيق يبحث عن «خيط ضوء» ولو من... ثقب إبرة.

كسوف رئاسي

وفيما كان اللبنانيون مثل شعوبِ عشرات البلدان، عيْناً على الكسوف الذي استمرّ لنحو ساعتين وتأثّرت «بلاد الأرز» بنسبة 35 في المئة منه وارتدت معه أشعة الشمس جزئياً وشاحاً من قمر، وعيْناً أخرى على العطل الذي طرأ على «واتساب» وبدا معه العالمُ الافتراضي «واقفاً على رِجل ونصف»، لم يتأخّر «الشبْكُ الرمزي» لهذين الحَدَثيْن بالمشهد السياسي الذي يعاني «كسوفاً كاملاً» لاستحقاق الانتخابات الرئاسية الذي يحتجبُ خلْف جدارٍ سميكٍ من التعقيدات الداخلية والاقليمية، فيما الاتصالاتُ لاستيلاد حكومةٍ ما قبل «عتمة الشغور» التي تحل في 1 نوفمبر ما زالت أقرب إلى «تَواصُل اجتماعي» ومصابةً بـ «عُطبِ» البحث عن «جنسِ المعاييرِ» لتشكيلةٍ تضيق مع كل ساعةٍ فرصة اقتناصها وإبعاد لبنان عن «مطبّ» سياسي - دستوري خطير.

حكومة الـ «ريموت كونترول»

وعشية «إبرامِ» اتفاقِ الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل في الناقورة غداً والذي سيتخذ شكل نقاط تفاهُم تم تكريس واشنطن «وصيّة» على متابعة تنفيذها وحسْم أي التباسات قد تطرأ في تفسيرها، لم تحمل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال (المكلف تشكيل الحكومة الجديدة) نجيب ميقاتي لرئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، أي خرق على جبهة التأليف، بل على العكس أعطتْ إشاراتٍ إلى الصعوبات الكبرى التي ما زالت تعترض تقديم الرئيسين «الشريكين» في المسارِ الدستوري تنازلاتٍ في الأمتار الأخيرة إما تمنح عون «ريموت كونترول» على الحكومة العتيدة من دارته في الرابية (ينتقل إليها الأحد)، وإما تُطْلِق يد ميقاتي في إدارة مرحلة الفراغ متخفِّفاً من أثقال وزراء «كاملي الدسم» السياسي يريدهم الفريقُ الرئاسي «ودائع» غير مَخْفية.

زيارة وداعية و... وزراء ودائع

ورغم إعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن الاتصالات في الملف الحكومي مستمرة، فإن أكثر من معطى عَكَسَ خشيةً من أن تكون زيارةُ ميقاتي للقصر الجمهوري أمس «وداعيةً»، إلا إذا طرأت في الدقائق الأخيرة مفاجآتٌ «عكْس التيار السلبي» وتضع حداً للقراءات التي ترى أن غياب حكومة كاملة الصلاحيات قد «يقصّر عمر» الشغور ويسرّع في إيجاد «جسر تَوافُق» ولا سيما بعد ما يشبه «التقاط الأنفاس» النقدي، ولو العابِر، الذي قد «يشجّع» على «مغامرة الفراغيْن» والذي أتاحه تراجُع سعر صرف الدولار في السوق الموازية منذ الأحد بنحو 5 آلاف ليرة (إلى نحو 35500) من ضمن عملية «إعادة تدويرٍ» يقوم بها «المركزي» لكتلة هائلة من الليرة عبر ضخّ الدولار من خلال منصة «صيرفة» ووقف شرائه.

ميقاتي و«النوم» في القصر

فالرئيس ميقاتي الذي لم يُدْلِ بأي تصريح بعد زيارة عون، قال عندما سئل هل ما زال ينوي المبيت في قصر بعبدا حتى تشكيل الحكومة؟ «نقلوا كل شيء الى الرابية. ما في محل نام»، قبل أن يطلق عون مواقف اعتبرَها خصومه على طريقة «نفِّذ ثم اعترِض» معلناً «أن تطبيق معايير واحدة في تشكيل الحكومة، هو المدخل الصحيح لإنتاج حكومة فاعلة وقادرة على إدارة شؤون البلاد». وقال عون في دردشة مع الإعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا «إن ما يجري حالياً في تشكيل الحكومة يُناقِضُ مبدأ وحدة المعايير، فالجهات المُشارِكة في الحكومة تسمي هي وزراءها، وعندما يأتي دور«التيار الوطني الحر»(حزبه) في عملية التسمية، يصار إلى التمسك بالتدخل واختيارهم الوزراء وليس الجهة السياسية المعنية، وهذا أمر غير طبيعي ولا يمكن القبول به. فعندما يريد كل فريق أن يختار وزراءه، على الآخَرين أن يقبلوا باعتماد معيار واحد للجميع وعدم الاعتراض». وعن صلاحيات حكومة تصريف الأعمال الحالية إذا حصل شغور رئاسي، أوضح «أن الحكومة ستكون منتقصة الصلاحيات، وبالتالي لا يمكن أن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة». وقال: «ان حل الأمور بسيط جداً، وقد طلبنا من الرئيس ميقاتي اليوم أن يساوي الجميع في عملية التشكيل وأن يعود مساء إلى قصر بعبدا لإصدار المراسيم».

الأسد «قَطَعَ الحبل»

وتَقاسَم الشأنُ الحكومي أجندةَ الرئيس عون جنباً إلى جنب مع «النكسة» التي شكّلها قطْعُ النظام السوري «الحبْلَ» بالوفد الذي كان رئيس الجمهورية شكّله لزيارة دمشق لبدء التفاوض حول ملف الترسيم البحري وبتّ مسائل عالقة في نقطة التحديد بين المياه اللبنانية والسورية، علّ مثلث التفاهمات يكتمل مع «دول التماس» الثلاث مع المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان (يُنجز غداً مع اسرائيل وتُصحَّح إحداثيات الترسيم مع قبرص وفق الخط 23 في الساعات الـ 48 المقبلة). وبدا أن عون «تَجَرَّع» الضربة الديبلوماسية السورية، وسط تسريباتٍ عن سوء تنسيقٍ وأن لبنان وفي ضوء الاتصال الذي كان جرى بين رئيس الجمهورية ونظيره السوري بشار الأسد حدّد موعداً «من جانبٍ واحد» ما ساهم في «حرْق الزيارة» وأفضى إلى إبلاغ دمشق في الدقائق الأخيرة بيروت أن «الوقت غير مُناسِب» كي يزورها الوفد اليوم.

حيثيات «البطاقة الحمراء»

وفي موازاة ذلك، زخر الشق السياسي لـ «البطاقة الحمراء» من دمشق بوجه الوفد اللبناني بمجموعة خلفيات أثارها خصومها في بيروت وبينها مماطلتها المزمنة في الترسيم البري قبل البحري، ناهيك عن أن هذا الملف سيوصل إلى بحث مسألة مزارع شبعا المحتلة التي تتلكأ دمشق عن توثيق لبنانيّتها في الأمم المتحدة، إضافة إلى رغبة نظام الأسد في «استدراج عروضٍ» لجرّ لبنان إلى تنسيق على أعلى المستويات، كان بارزاً أن ميقاتي تفاداه حين طُلب منه الدخول على خط ترتيب الزيارة والوفد وكأنه نأى بنفسه على طريقة «كل واحد يقلع شوكه بإيده». وقد زار السفير السوري علي عبدالكريم علي الرئيس عون، أمس، مودعاً لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية، ومُنح وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر «تقديراً لجهوده في تعزيز العلاقات اللبنانية -السورية وتطويرها في المجالات كافة». وحين سئل عن رفْض دمشق استقبال الوفد اللبناني للبحث في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وعن موعد انطلاق المباحثات الثنائية في هذا الخصوص، أجاب: «اتصل فخامة الرئيس عون بالرئيس السوري قبل أربعة أيام، واتُصل بي، ويومها كان هناك لبْس في الاتصال، وتبلغتُ لاحقاً من دولة الرئيس إلياس بوصعب أن هناك تفكيراً بزيارة وفدٍ يتشكل برئاسته لدمشق بعد اتصال الرئيسين. فقلتُ له أرسِلوا لنا كتابا لأخاطب فيه وزارة الخارجية، وأنا سأتصل وأبلغهم أنكم سترسلون هذا الكتاب. وتبلغتُ بالكتاب، مساء الأحد، وذلك بشكل متأخر لأنه قيل بدايةً (ان الزيارة ستكون) يوم الخميس، ثم عُدل الموعد ليكون الأربعاء، فقلتُ لهم مع ذلك نريد أن يكون هناك خطاب رسمي كي يحدد الوزراء والمسؤولون في سورية المواعيد وفق برنامج ارتباطاتهم. وبعدما وصل الكتاب متأخراً ولم يكن قد تَحدد أو نوقش الموعد، أُعلن من لبنان أن الوفد سيتوجه الأربعاء، وبالتالي جاء الرد. والموعد لم يلغ إنما قيل إنه يُتفق عليه لاحقا، لأنه بعدما ضُرب الموعد يوم الأربعاء كان البرنامج في سورية ممتلئا والارتباطات مسبقة. وحين سئل: هل هناك موعد آخر؟ أجاب: «نرجو ذلك». وهل سيكون في عهد الرئيس عون أو إلى ما بعده؟ أجاب: «سمعتُ كلام الرئيس وسأبلغ إذا كان الوقت متاحاً في الأيام المتبقية، ربما إن شاء الله، أو يكون في موعد لاحق». وعن الكلام الذي ربط بين حل الأمور العالقة في ما يتعلق بمزارع شبعا وبين ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، أجاب: «من المؤكد يجب أن تلتقي القيادات والحكومات ويلتقي الوزراء المعنيون، وليس السفير هو مَن يجيب عن ذلك. وسورية دائما مرحّبة ومسهّلة وحريصة على التنسيق الذي يوصل إلى نتائج».

لبنان يعلن تجاوز أعداد النازحين السوريين المليونين

عشية انطلاق قافلة عودة طوعية تتضمن المئات

بيروت: «الشرق الأوسط».... أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني، عن آخر حصيلة للنازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، إذ بلغ عددهم مليونين و80 ألف نازح. وجاء الإعلان عشية انطلاق المئات في رحلة العودة الطوعية التي رعتها الحكومة اللبنانية، باتجاه الأراضي السورية. وتنطلق صباح اليوم 3 مجموعات من لبنان باتجاه سوريا، حسبما قالت مصادر ميدانية في شرق لبنان، أولها من نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، والثانية عبر بلدة عرسال في منطقة البقاع، وتضم بين 300 و400 نازح سوري، وينطلقون باتجاه معبر الزمراني نحو بلدات القلمون في سوريا، إضافة إلى مجموعة أخرى تسلك معبر العبودية الحدودي في شمال لبنان. وكان من المتوقع أن يعود نحو 6 آلاف نازح عبر قوافل العودة الطوعية؛ لكن معظم العائلات فضلت التريث بسبب تسجيل أولادهم في مدارس لبنان، ومنعاً لضياع العام الدراسي عليهم في سوريا إذا غادروا في هذا الوقت. ويسعى لبنان لإعادة النازحين السوريين بطريقة طوعية، لتخفيف أعباء وجودهم في الداخل اللبناني، كما تقول الحكومة، بينما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون مراراً أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل تبعات اللجوء السوري على الأراضي اللبنانية. وبينما لا يتخطى عدد المسجلين من النازحين في قوائم مفوضية اللاجئين الـ900 ألف لاجئ الآن، بعد مغادرة الآلاف الأراضي اللبنانية خلال السنوات السبع الماضية، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أمس، أن هناك «مليونين و80 ألف نازح سوري موجودون حاليّاً في لبنان»، لافتاً إلى أن «قرابة 540 ألف سوري عادوا طوعاً إلى بلادهم منذ بدء الخطة عام 2017». وقال إبراهيم في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة للأمن العام، إن «ملف النازحين السوريين وطني قوميّ»، معتبراً أن «إعادتهم إلى أرضهم واجب وطني علينا أن نؤدّيه». وقال: «لم نلقَ من الجانب السوري إلا كل الترحيب والشفافية في التعاطي مع ملفّ عودة النازحين السوريين». ورأى أن «لملف النزوح انعكاسات سلبيّة على كلّ المستويات، لذلك تجب معالجته، ولبنان يرفض طريقة التعاطي التي تتمّ معه من قبل كثيرين، وعلى رأسهم منظّمات إنسانية وأخرى تدّعي الإنسانية، تحاول أن تملي علينا إرادتها»، وقال: «لن نخضع للضغوطات لأنّ مصلحة الشعب اللبناني هي أوّلاً وأخيراً، ولن نُجبر أي نازح على العودة، وهذا مبدأ لدينا، ونسعى لتخفيف العبء عن لبنان». وعشية تسيير الرحلات الطوعية المزمعة صباح اليوم، زار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، مركز الأمن العام في البقاع الشمالي في بلدة اللبوة، المعني بشؤون النازحين في عرسال والجوار، وقال إن «زيارتنا للاطلاع ميدانياً من الأجهزة الأمنية والنازحين السوريين، على كيفية إتمام عملية العودة الطوعية بشكل آمن». وقال: «رسالتنا اليوم لها اتجاهان: لنطمئن على العودة بأنها آمنة من دون ضغوط، ولنطمئن بألا يكون البقاء نتيجة تحفيز على إغراءات ومساعدات مغلوطة، لعدم التزام الناس العودة الطوعية». وقال حجار إنه في ملف العودة الطوعية «نحن لا نركز على الأعداد، إنما على انطلاق عودة آمنة. نبين للمجتمع الدولي أننا دولة ذات سيادة؛ لأن لبنان قدم ما يكفي من الاحتضان على المستوى المالي والصحي». وأضاف: «اليوم لم تعد لدينا إمكانات التحمل، أصبحنا دولة فقيرة، وباب الحل هو العودة. جئنا لنؤكد أن أحد أهداف زيارتنا التحقق مما إذا كانت هناك ضغوط، وما يهمنا هو عودة السوريين إلى بلادهم طوعياً، مقابل ألا نرسلهم مجبرين». وطالب الحجار خلال زيارته مخيم النخيل في عرسال، النازحين السوريين بـ«الابتعاد عن الإشاعات، رداً على من يقولون إننا نردكم إلى سوريا بشكل غير طوعي»، لافتاً إلى «شائعة ثانية تشير إلى أنكم (السوريين) ستواجهون المشكلات عندما تصلون». وقال متوجهاً إلى سكان المخيم النازحين: «أنتم ذاهبون ضمن آلية متفق عليها بين الدولتين من خلال الأمن العام، ومن يذهب إلى سوريا يذهب على مسؤوليتنا. هناك إشاعات تبث، وأخبار مغلوطة لتخفيف أعداد الذين تسجلوا من أجل العودة للبقاء في لبنان». وقال الحجار متوجهاً للسوريين: «بقاؤكم مؤقّت، فاليوم 85 في المائة من الأراضي السورية آمنة. القلمون آمن، وسوريا مستعدة لاستقبالكم. كما أنه صدرت عدة قرارات عفو من قبل الدولة السورية. نحن مستعدون للمتابعة مع اللواء إبراهيم لحل أي مشكلة. وإذا كنتم تحترمون لبنان والأخوة التي ضحينا من أجلها في لبنان، فإننا نقول لكم إن لبنان أصبح بوضع اقتصادي غير صحيح، ونتمنى ألا تصل بنا القلة إلى النقار؛ لأن القلة تسبب النقار».

دمشق وبيروت تسعيان لتطويق «الالتباس» بعد تأجيل زيارة «ترسيم الحدود»

مساحة الخلاف البحري تتجاوز 750 كيلومتراً وتضاف إلى 20 نقطة برية

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.... حاول كل من لبنان وسوريا تطويق الالتباس الذي تلا الإعلان عن إرجاء موعد زيارة الوفد اللبناني الرسمي إلى دمشق للبحث في ترسيم الحدود البحرية مع سوريا، وهي نقطة خلافية جديدة تُضاف إلى الملفات الحدودية العالقة منذ نحو خمسين عاماً مع لبنان، وتتمثل في أكثر من عشرين نقطة حدودية برية متنازع عليها، وتقع في نقاط جغرافية متداخلة، فضلاً عن النزاع القائم على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في جنوب شرقي لبنان على مثلث الحدود مع إسرائيل. وبعدما كان لبنان أعلن أن وفداً رسمياً سيزور سوريا اليوم الأربعاء، قال مصدر دبلوماسي لبناني الاثنين إن الحكومة السورية بعثت برسالة إلى الخارجية اللبنانية تقول إن دمشق اعتذرت، وإن المسؤولين السوريين لديهم ارتباطات مسبقة من دون أن يجري التطرق إلى موعد جديد. وأدى هذا الأمر لحصول التباس في تحديد موعد الوفد اللبناني. وقال السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أمس بعد زيارته الرئيس اللبناني ميشال عون، أن الموعد «لم يُلغَ إنما قيل إنه يتفق عليه لاحقا، لأنه بعدما ضرب الموعد يوم الأربعاء كان البرنامج في سوريا ممتلئا والارتباطات مسبقة». وقلل علي من فرضية التعقيدات، قائلاً إن «هناك معاهدة أخوة وتعاون بين البلدين، وسوريا ملتزمة بها دائما حتى في الأمور التي تكون عالقة بحيث تكون هي دائما سهلة وميسرة». وقلد عون السفير السوري وسام الأرز الوطني برتبة ضابط أكبر لمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت. إلى ذلك قال أعضاء في البرلمان اللبناني إن دمشق لا تريد ترسيم الحدود. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم: «النظام السوري يُرسل للأمم المتحدة سنة 2014 اعتراضا على تحديد لبنان سنة 2011 حدوده البحرية الشمالية، ولا يُرسل مستنداً لتأكيد لبنانية مزارع شبعا تجاوباً مع مطلب لبنان. ويرفض ترسيم الحدود ولا يعترف بسيادة لبنان ولا يوقف التهريب ولا يسترد النازحين». وظهرت بوادر النزاع الحدودي في الشمال، عندما صدر مرسوم تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية في عام 2011، وتضمن لوائح إحداثيات النقاط الجغرافية لحدود هذه المنطقة من الجهات الثلاث: الجنوبية والغربية والشمالية. وحدد لبنان بشكل منفرد النقطة الحدودية رقم (6) وأرسلها إلى الأمم المتحدة في عام 2010، وأعاد تصحيحها في عام 2011 بتثبيت النقطة رقم (7)، وأبلغ إثرها الأمم المتحدة بها، بالتزامن مع تحديد النقطة البحرية الجنوبية رقم (23). وبعد أن رسم لبنان منفرداً، وبشكل مؤقت، حدود منطقته الاقتصادية الخالصة الشمالية، عمدت سوريا إلى القيام بالممارسة ذاتها لجهة ادعاء ملكية قسم من المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة للبنان. واعترضت دمشق على الترسيم اللبناني المنفرد لمنطقته الاقتصادية الخالصة في الشمال، عبر إرسال رسالة احتجاج إلى الأمم المتحدة في عام 2014. ويدور النزاع الحدودي البحري بين لبنان وسوريا على مساحة تتجاوز 750 كيلومترا مربعا، حسب ما تقول مصادر لبنانية مطلعة على الملف، موضحة أنه في شمال لبنان «أنجز اللبنانيون الخط الحدودي، بينما وضع السوريون خطاً حدودياً مبدئياً ينطلق من الشاطئ أفقياً نحو الغرب، وهو ما يعترض عليه لبنان، ما جعل الخلاف يصل إلى ألف كيلومتر مربع بحري تقريباً». وتفاقمت المشكلة في عام 2021 عندما وقعت وزارة النفط السورية وشركة «كابيتال» الروسية عقداً تمنح بموجبه الدولة السورية الشركة الروسية حقاً حصرياً في التنقيب عن البترول وتنميته في البلوك البحري رقم (1) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا في البحر الأبيض المتوسط، مقابل ساحل محافظة طرطوس، حتى الحدود البحرية السورية - اللبنانية، بمساحة 2250 كيلومتراً مربعاً. ويتداخل البلوك السوري رقم (1) مع الرقعتين اللبنانيتين رقم (1) و(2)، ويظهر على إثره نزاع حدودي واضح. ويعد ترسيم الحدود مع سوريا مشكلة تاريخية لم تُحسم، رغم محاولات الترسيم عبر لجان مشتركة في السبعينات لترسيم الحدود البرية، فيما لم تجر أي محاولة لترسيم الحدود البحرية. وفيما توقفت جميع الجهود خلال فترة الحرب اللبنانية بين 1975 و1990، لم تؤلف لجنة رسمية مشتركة لترسيم الحدود بعد الحرب، إلا عندما طُرح ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا للمرة الأولى في طاولة الحوار التي عقدها الرئيس نبيه بري في البرلمان في ربيع عام 2006 لترسيم الحدود المشتركة بين البلدين على امتداد 357 كيلومتراً. وبقي ترسيم الحدود عالقاً، مع أنه كانت تشكلت لجنة مشتركة أُوكلت إليها مهمة ترسيم الحدود بعد قيام رئيس الحكومة آنذاك الرئيس سعد الحريري بزيارة دمشق في عام 2010. وبادر لبنان إلى تشكيل لجنة أمنية سياسية بإشراف الوزير (حينها) جان أوغاسابيان، وزودت بالوثائق والخرائط، ومنها ما يتعلق بالخرائط الجوية، وفيها مسح شامل للحدود بين البلدين، لكن دمشق لم تواكب اللجنة اللبنانية لترسيم الحدود، وقالت السلطات السورية إنها كانت مشغولة بترسيم الحدود مع الأردن، حسبما يقول المسؤولون اللبنانيون. وإضافة إلى هذه النقاط العالقة، تمثل منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي تحتلها إسرائيل، معضلة سياسية وجغرافية. ويقول مسؤولون لبنانيون واكبوا مرحلة محاولات الترسيم، إن دمشق لم تتجاوب مع طلب لبنان في العام 2010 تزويده بالخرائط والوثائق، لتثبيت لبنانية المزارع



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..القنبلة القذرة..الوكالة الذرية تفتش موقعين بأوكرانيا..أوكرانيا تستعيد 4 قرى.. وتجبر القوات الروسية على التراجع..3 تكتيكات مختلفة.. كيف تتصدى أوكرانيا للمسيرات الإيرانية وتسقطها؟..تحليل مخابراتي: لماذا تتوسع روسيا باستخدام الطائرات الإيرانية في أوكرانيا؟..زيلينسكي: روسيا طلبت من إيران 2000 مسيّرة..روسيا تروج ادعاءات بشأنها..ما هي "القنبلة القذرة"؟..اتصالات روسية - غربية غير مسبوقة..تهدئة أم تصعيد؟..الغرب يرفض «كذبة» روسيا حيال «القنبلة القذرة» ويحذّرها من التصعيد..واشنطن تسعى لقمة بين بايدن وشي..وبكين تماطل..واشنطن تتهم بكين بعملية تجسس كبرى..ريشي سوناك زعيماً لحزب المحافظين ورئيساً لوزراء بريطانيا..رفع باكستان من قائمة مراقبة تمويل الإرهاب..مقتل جندي باكستاني في هجمة إرهابية من الأراضي الأفغانية..

التالي

أخبار سوريا..بيدرسن يقدم قراءة قاتمة حول العملية السياسية في سوريا..اتهامات للنظام السوري بالاستفادة القصوى من «داعش» في مناطق التسويات..عقوبات أميركية على 3 ضباط سوريين.. توقف الدعم المالي يغلق مدارس إدلب..سوريات يتحسرن على «العيش في الخيمة».."فادي صقر وابن علي مملوك".. شركات متورطة بانتهاكات بسوريا "تستفيد" من مشتريات الأمم المتحدة.. "الكوليرا" في سوريا.. الاستجابة القاصرة تثير مخاوف "الاستيطان"..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,620,492

عدد الزوار: 6,904,378

المتواجدون الآن: 84