أخبار لبنان..«التخبط اللبناني» يتفاقم بين المالية المتهالكة والشغور الرئاسي.. تنسيق حكومي - رئاسي على خط عين التينة - ستاركو - كليمنصو.. بري «ينفض يده» من الملف الحكومي وميقاتي «المصدوم» من عون «ينتفض» بتصريف الأعمال..هوكشتين لا يحمل اتفاقاً بل تصورات جديدة للتفاوض..قوى المعارضة متفائلة بإمكانية الاتفاق على مرشح للرئاسة في مواجهة «حزب الله»..من همّش دور رئاسة الحكومة بعد اغتيال رفيق الحريري؟..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 أيلول 2022 - 5:04 ص    عدد الزيارات 1189    القسم محلية

        


«التخبط اللبناني» يتفاقم بين المالية المتهالكة والشغور الرئاسي...

موسم الجلسات إلى ت 1 بعد إقرار الموازنة.. والوسيط الأميركي قبل السبت

اللواء.... ما يعلمه المعنيون المحليون، ومع ذلك يخفونه، انتظار أم ما، يتصل بما يجري على جبهتين دوليتين - اقليميتين في الوقت عينه: مصير الغاز الروسي لأوروبا وتداعياته على أسعار النفط ومستقبل «اليورو» وموعد التوقيع على الاتفاق النووي معدلاً بين الولايات المتحدة الاميركية وايران في غضون الاسابيع المقبلة. لذا لا تخرج فترة الانتظار عن المعتاد في الوضع اللبناني، لكن التأزم يفرض نفسه على كل القطاعات، في ظل وضع مالي بالغ السوء، وصفه وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس حلبي «بالتفليسة» التي أوكل الى وزير المال في الحكومة نفسها يوسف خليل بادارتها، بمعنى المضي في توفير السلف والتحويلات، لمعالجة اضرابات القطاعات على اختلافها من اوجيرو التي تتجه الى تعليق الاضراب لمدة 48 ساعة على سبيل ابداء حسن النية الى القضاة الماضين في اعتكافهم. اي امتناعهم عن اصدار الاحكام، وصولاً الى موظفي الادارة العامة، الذين يدخل اضرابهم شهره الثالث وصولاً الى القطاع التعليمي من المدارس الرسمية والخاصة الى الجامعة اللبنانية التي تنتظر الفرج المالي الموعود للعودة الى اجراء امتحانات الدورة الثانية، والتحضير لبدء العام الجامعي 2022-2023، وسط تصاعد الانتقادات لاهمال السلطة التاريخي بحق الجامعة، والتي اعتبر الحلبي ان «أخطر ما تشكو منه هو التدخل السياسي»، موضحاً أن 3 او 4 جهات تتحكم بالقرار داخل الجامعة، كاشفاً عن فساد في الجامعة ايضاً، مشيراً الى أن موازنة الجامعة كانت تساوي قبل الانهيار 250 مليون دولار، كان يجب استثمارها بشكل افضل. وتخوف مصدر جامعي من ان يكون لكلام الحلبي ارتدادات سلبية على تحسين موازنة الجامعة، وتوفير ما يلزم من اموال لها. على جبهة العلاقات الرئاسية، بقي «البرود» سيد الموقف، فلا اتصالات ولا تساؤلات ولا من يحزنون. وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ملف تأليف الحكومة لن يشهد أي تحريك جدي بدليل أن ما من تطور ملموس، حتى ان المعنيين به اكدوا أن لا تباشير بتقدم الملف أو حتى التوصل إلى نقطة مشتركة. ولفتت إلى أنه حتى لو قام لقاء جديد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف فإنه سيقع ضمن إطار التواصل لا أكثر ولا أقل. وأوضحت أن ملف الأنتخابات الرئاسية وحده يتقدم على ما عداه في ضوء استعداد مرشحين ومرشحات لإعلان الترشيحات في خلال الشهر الحالي وتحرك البعض الآخر من خلال اتصالات ولقاءات على ان ثمة معلومات تفيد عن شهية لدى البعض في الترشح. وبين ملهاة الترشح للرئاسة الاولى، اذ تنضم السيدة مي ريحاني الى زميلات لها اعلن الترشيح كالسفيرة تريسي شمعون، في مؤتمر صحفي تعقده غداً في فندق البستان تحت عنوان «انقاذ لبنان واستعادة الدولة» ومأساة المعالجات المالية، وسط مالية متآكلة وموازنة لم تبت بعد، يتفاقم الوضع في البلد، مع تعاظم المخاوف من الشغور الرئاسي وتداعياته. وفي سياق متصل، كشفت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر حالة استياء تعم رئيس التيار النائب جبران باسيل والعديد من القياديين اللصيقين والنواب من الموقف الذي اعلنه رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان بعد مقابلته للبطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان مؤخرا، وقوله، بأن اللبنانيين يريدون رئيسا للجمهورية، يحدث فرقا وقادر على الجمع ومعالجة الملفات والخ.. ،واعتبروا هذا الموقف بانه موجه ضد رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار عموما، لانه كما يقول بأن عون خاصم الجميع ولم يستطع جمعهم من حوله. وقالت المصادر ان رئيس التيار الوطني الحر، اعتبر كلام كنعان بانه يغرد منفردا، وليس باسم التيار، وهو يمهد لنفسه للترشح على الرئاسة بمعزل عن التيار، ما يعني خروجا عن التزاماته، بخط التيار وسياساته، وهذا سيكون له تداعيات ونتائج في القريب العاجل، ولكنه لم يكشف عن ماهية هذه التداعيات. وعلى هذا الصعيد، استقبل الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي حيث تم عرض للاوضاع العامة، سيما الوضعين المالي والاقتصادي ، واستقبل رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في المجلس النيابي الممثل المقيم لصندوق النقد الدولي في لبنان فريديريكو ليما، على مدى ساعة ونصف ساعة، وجرى عرض للملفات المطروحة مجلسياً ومنها السرية المصرفية ومشروع موازنة العام 2022، والقوانين المنتظرة ومن بينها إعادة هيكلة المصارف. وجرى «تقييم للمرحلة واعتبار الصندوق أن ما حصل من تشريعات حتى اليوم إيجابي ويجب البناء عليه، لاسيما على صعيد الاصلاحات التي اقرّها المجلس النيابي والاتفاق على استكمالها». وفهم ان الرئيس بري يتجه لتحديد مواعيد جلسات لاقرار موازنة العام 2022، وبعض المشاريع المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي، قبل افتتاح موسم الدعوات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي تشير معلومات «اللواء» الى انها قد تتجدد في اواخر ايلول والنصف الاول من ت1 المقبل.

سياسياً، وعشية زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى عين التينة للاجتماع مع الرئيس نبيه بري، عقد لقاء بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط في منزل الاول في وسط بيروت، حيث احتل الوضع المعيشي اساس المداولات، فضلاً عن احتياجات بدء العام الدراسي ومشاكل الجامعة اللبنانية. وذكر ميقاتي، رداً على سؤال، بموقف جنبلاط، الذي يعتبر ان صلاحيات الرئاسة الاولى، في حال عدم انتخاب رئيس، تنتقل الى الحكومة. وبدا الاستياء ظاهراً عند جنبلاط، الذي قال هازئاً: «الامور الكبرى اتركها لغيري وهم يمسكون باللحظة التاريخية»، انا اهتم بالامور الصغرى بكل تواضع. (في اشارة الى بحث الامور العملانية كالكهرباء وترسيم الحدود والشؤون التربوية). واذا كان النائب جبران باسيل سيدلي بدلوه في الملف الرئاسي والملف الحكومي، ويتولى الرد على كل من الرئيس بري في مهرجان الصدر، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في احتفال معراب الاحد الماضي، فإن المتابعة العربية للمناخات الرئاسية والحكومية السائدة تنطلق من ضرورة ضمان الاستقرار، واحترام الدستور، وعدم التلاعب بالطائف او انتظار الفرصة للانقضاض عليه. وفي الاطار، برزت تغريدة للسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري جاء فيها: «ميثاق الوفاق  الوطني والذي أقره اللبنانيون برعاية عربية ودولية ليس وهماً ولا أُحجية غامضة، فهو مصاغ بلسان عربي فصيح». وارفق التغريدة بهاشتاغ: #اتفاق _الطائف.

عودة هوكشتاين

وسط ذلك، تحدثت مصادر معنية، بأن الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت صباح الجمعة المقبل، ليبدأ محادثات، يرجح ان تكون «تهوية» في ما خص حسابات المهل المتعلقة باستخراج الغاز من الاحواض اللبنانية والاسرائيلية بعد او قبل ترسيم الحدود. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية امس عن مصدر رسمي لبناني ان الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل هوكشتاين، سيصل إلى بيروت مساء الخميس المقبل لاستئناف المحادثات مع الجانب اللبناني حسب الوكالة. وأوضح المصدر، أن «أجوبة هوكشتاين التي يحملها إلى المسؤولين اللبنانيين «تشي بأنه لا جواب إسرائيلياً نهائياً بعد، وأن ثمة نقطة أو نقطتين عالقتين طلبت تل أبيب تقديم إيضاحات بشأنهما قبل أن تقدم الجواب الرسمي النهائي». واستنتج المصدر أن هوكشتاين «سيطلب مهلة إضافية حتى نهاية أيلول الحالي». لكن مصادر رسمية اوضحت لـ «اللواء» ان الموعد غير محددبعد وانه يتم عادة إبلاغ لبنان بموعد الزيارة قبل 24 ساعة فقط.

المعالجات المطلبية والوضع المعيشي

على الصعيد المعيشي عُقد اجتماع ضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الاتصالات جوني القرم في السراي. تحدث بعده الوزير قرم عما تم التوصل إليه في بحث مسألة اضراب موظفي أوجيرو،  فقال: إن الاجواء جد أيجابية، ولقد تسلمت الأن المرسوم ووقعته، وهو سيحال الى وزير المال، ومن ثم الى رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، وهذا المرسوم بقيمة 220مليار ليرة لبنانية، ويغطي نفقات هي من حق الموظفين، وأؤكد بأن هذه الأموال موجودة في الوزارة، ويلزمنا اذن قانوني لدفعها، وعلى أمل أن تتضح الأمور أكثر بعد الظهر، لأن هناك اجتماعا لنقابة الموظفين في الهيئة،  وأنا على تنسيق تام مع المدير العام عماد كريدية في كل المواضيع، وان شاء الله خير.  سئل: هل من الممكن فك الإضراب؟ أجاب «هناك ثلاثة أمور من اصل اربعة  هي في طور التنفيذ الان، وبناء عليه سأطلب فك الإضراب وسأرى مدى التجاوب. وعما اذا كان يعتبر أن هذه المطالب محقة؟ أجاب: نعم، هذه مطالب أقرت للقطاع العام ولهم بالتحديد، ولكن لم يحصلوا عليها، وهي من حقهم، فهم لم يطالبوا بشيء غير طبيعي، ولكن لا يحق لهم أيقاف السنترالات، ومنعها من تعبئة المازوت.  أضاف: لهم الحق في الأضراب  ولكن لا يحق لهم إيقاف صهاريج المازوت لتعبئة السنترالات. ولقد نسقت مع عماد كريدية في هذا الشأن، وسنلاحق قضائيا أي شخص يتصرف بهذا الشكل لأنه مناف للقانون. لكن بعد اجتماع السراي، عقد المجلس التنفيذي لنقابة «أوجيرو» إجتماعاً مع كريدية لدرس المستجدات والبت بمصير الاضراب. أما قبله، فعقدت نقابة موظفي اوجيرو اجتماعاً أُعلنت في ختامه «اننا لا نعطّل السنترالات لأننا لا نتوجه إليها أصلاً وهي تتوقف لنفاد المازوت فيها». وقال النقيب ايلي زيتونة ان «الوضع التفاوضي لا زال قائما والاضراب باق». وترأس ميقاتي اجتماعا لـ«اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام»، وأذاع بعده وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار المقررات وقال تقرر:

1-العمل على تطوير وتحسين الإيرادات للخزينة بالتنسيق والتعاون في ما بين الوزارات المعنية ليصار الى اعداد مشروع متكامل واعطائه مجراه القانوني.

2- الطلب الى وزارة المالية، في سبيل تأمين استمرارية المرفق العام، وضع تقرير مفصل بالمالية العامة وأوضاع الخزينة وعرضه على اللجنة الوزارية في أقرب وقت ممكن، ليصار الى أتخاذ القرار اللازم لتأمين استمرارية عمل الادارات العامة عبر أعطاء تعويض إنتاجية لموظفي الإدارة العامة والعاملين في تعاونية موظفي الدولة

3- الطلب الى مجلس الخدمة المدنية عرض تقرير مفصل عن أوضاع الإدارة العامة لتفعيل الإنتاجية في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها الإدارة العامة.

4-  عقد اجتماع نهار الخميس المقبل عند الحادية عشرة والنصف لدراسة وبت المساعدات المرتقبة للقوى الأمنية، والقطاع التربوي، وللقضاء، وللمؤسسات العامة، بناء للأقتراحات التي ستقدم من الأجهزة ومن اللجنة.

الى ذلك، أعلنت وزارة المالية أن مصرف لبنان بدأ بتحويل رواتب أعضاء السلك الديبلوماسي العاملين بالخارج، وذلك بعد التواصل الذي جرى في الأيام الأخيرة بين وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتحويل هذه الرواتب بالدولار الأميركي. يُذكر أن آخر راتب تلقته تلك البعثات كان في شهر أيار المنصرم.

المحروقات: رفع الدعم

في الاثناء، واصلت اسعار المحروقات ارتفاعها. اذ صدر جدول تركيب أسعار المحروقات عن وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط، وأصبحت على النحو الآتي:

- صفيحة بنزين 95 أوكتان: 628000 (+12000)

- صفيحة بنزين 98 أوكتان: 643000 (+13000). 

- المازوت: 777000 (-2000).

- الغاز: 341000 (-2000).

وفي السياق، أوضح عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البراكس في بيان ان «مصرف لبنان يواظب على اكمال مسيرته نحو رفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين بتأمينه جزءا من هذه الفاتورة وفقاً لمنصة صيرفة، على ان تؤمن الشركات المستوردة الجزء المتبقي من اسواق الصرافة الحرة، وكانت المعادلة حتى الان 40٪ صيرفة و 60٪ غير مدعوم، ولكن المركزي خفض في جدول تركيب اسعار المحروقات الصادر (امس) نسبة صيرفة من 40 الى 20 في المئة وارتفعت بذلك نسبة غير المدعوم الى 80 في المئة. فمن الواضح ان مصرف لبنان لم يتبقَ له إلّا مرحلة اخيرة للتوقف بعدها نهائياً عن تأمين الدولار من خلال منصة صيرفة ليصل الى معادلة صفر صيرفة و100٪ سوق حرة غير مدعوم». وتزايدت عمليات الاعتراض والاحتجاج على ما يجري، في مناطق مختلفة، من الاحتجاج امام معمل الزهراني على صفر كهرباء الى اقتحام عدد من المحتجين مركز شركة اوجيرو في صيدا والاعتصام بداخله إلى حين عودة خدمات الانترنت الى مدينة صيدا. وشهدت مدينة صيدا انقطاعاً تاماً للإتصالات وشبكة الانترنت مما ادى الى تعطل الأعمال لدى عدد كبير من الشركات. وبحسب المعلومات ادى انقطاع خط الخدمات الذي يزود اوجيرو بالكهرباء الى توقف كامل الخدمات، وسط تعطل مولدات اوجيرو عن العمل وعدم اصلاحها بسبب اضراب الموظفين.

351 اصابة

سجلت وزارة الصحة 351 اصابة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات الى 1211140 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

تنسيق حكومي - رئاسي على خط عين التينة - ستاركو - كليمنصو

هوكشتاين ينقل "الإحداثيات" الإسرائيلية: وقت مستقطع إضافي

نداء الوطن.... بعد طول انتظار، تتلهف السلطة اللبنانية لعودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال الساعات الـ72 المقبلة، على أن يبدأ لقاءاته الرسمية مع المسؤولين نهار الجمعة لإطلاعهم على مستجدات مهمة الوساطة التي يقوم بها مع الجانب الإسرائيلي حيال عملية الترسيم البحري المرتقبة جنوباً، ناقلاً في هذا المجال جديد المعطيات المتصلة بالرد الإسرائيلي على الطرح اللبناني الداعي إلى اعتماد إحداثيات الخط 23 للحدود البحرية اللبنانية مع كامل حقل قانا ضمناً. وبالاستناد إلى المعلومات المتواترة عشية زيارة هوكشتاين، كشفت مصادر مواكبة للملف لـ"نداء الوطن" أنه سيحمل معه "وجهة النظر الإسرائيلية حيال إحداثيات خطوط الترسيم من دون أن ينقل جواباً نهائياً حاسماً في هذا الخصوص، على أساس أنّ الأمور لا تزال خاضعة للبحث والنقاش على طاولة التفاوض"، مشيرةً في ضوء ذلك إلى أنّ بلورة الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم ستحتاج إلى "وقت مستقطع إضافي لتذليل نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة، مع تجديد التأكيد في الوقت نفسه على تصميم الإدارة الأميركية على أن تبلغ المفاوضات خواتيمها الإيجابية بعيداً عن أي ضغوط أو سقوف زمنية"، في إشارة إلى شطب مهلة أيلول التي وضعها "حزب الله" من روزنامة الترسيم، وسط ترجيح المصادر "ترحيل الاتفاق النهائي إلى تشرين الأول أو إلى ما بعد نهاية ولاية العهد العوني". وفي سياق متصل بمفاوضات الترسيم، أعربت مصادر واسعة الاطلاع عن قناعتها بأنّ الوصول إلى مسودة نهائية للاتفاق الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل "مرتبط بالضغوط الداخلية الإسرائيلية الرافضة للترسيم تحت وطأة تهديدات "حزب الله" حتى ولو اقتضى ذلك المخاطرة باحتمال اندلاع حرب جديدة على الجبهة الشمالية مع لبنان"، موضحةً أنّ "التركيز الإسرائيلي في الوقت الراهن ينصبّ على المفاوضات التي تجريها تل أبيب بشأن أسعار الغاز الذي ستورده إسرائيل إلى أوروبا للتعويض عن انقطاع الغاز الروسي عن القارة الأوروبية، خصوصاً وأنّ التوقعات ترجح ارتفاع سعر الغاز عالمياً ثلاثة أضعاف سعره الحالي، بحيث قد يقفز القدم المكعب على أبواب فصل الشتاء إلى 300 دولار أميركي بعدما كان سعره قبل الحرب الأوكرانية أقل من 10 دولارات". وإذ لم يُعرف بعد إن كان الوسيط الأميركي سيلتقي الرؤساء الثلاثة مع مستشاريهم مجتمعين في القصر الجمهوري كما حصل في زيارته الأخيرة، أم أنه سيعود إلى عقد لقاءات منفردة في المقار الرئاسية كما درجت العادة في زياراته السابقة، أكدت أوساط لبنانية لـ"نداء الوطن" أنّ هناك "مسعى للحفاظ على نمط اللقاء الرئاسي الثلاثي مع هوكشتاين لتجديد التأكيد على وحدة الموقف اللبناني الرسمي في قضية الترسيم"، لكنها لفتت الانتباه في المقابل إلى أنّ "نجاح هذا المسعى يرتبط بسقف التصعيد الذي سيبلغه (اليوم) رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في مواجهة رئيس مجلس النواب نبيه بري"، الأمر الذي قد يؤثر في مجريات العلاقة الرئاسية بين بعبدا وعين التينة، ويحول تالياً دون عقد اجتماع رئاسي ثلاثي مع الوسيط الأميركي. وعلى خط المواجهة نفسها، يبرز حرص رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على تعزيز خطوطه الدفاعية في وجه العهد وتياره ليبادر إلى تفعيل خطوط التواصل والتنسيق المباشر بين ستاركو وعين التينة وكليمنصو في الملفين الحكومي والرئاسي. وفي هذا الإطار، استقبل ميقاتي في دارته مساءً رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط مؤكداً بعد اللقاء "تطابق وجهات النظر في أغلب الأحيان"، ونوّه رداً على سؤال بعدم وجود شيء إسمه "فراغ رئاسي" بل هناك "شغور" في حال خلو سدة الرئاسة الأولى، و"الدستور واضح في هذا الموضوع لناحية انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء في فترة الشغور"، مذكراً بأنّ جنبلاط كان قد صرح بوضوح سابقاً بأنّ "هذه الحكومة (تصريف الأعمال) ستنتقل إليها صلاحيات رئيس الجمهورية" إذا تعذر انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية. واليوم يزور ميقاتي بري في عين التينة لبحث المستجدات والتحديات الراهنة والداهمة، لا سيما بعد دخول رئيس المجلس النيابي على خط ملف التأليف الحكومي بقوة من خلال مواقفه الأخيرة المناهضة للمطالبة العونية بإضافة 6 وزراء دولة على التشكيلة الحكومية الحالية. وأمس، استرعى الانتباه تشديد المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، على وجوب "اعتماد آلية تمنع تحوّل كلّ وزير إلى رئيس جمهورية" خلال فترة الشغور الرئاسي، مضيفاً في حديث لقناة "أم تي في": "نحن أمام عرقلة أي حل سريع يفضي إلى إجراء تعديلات طفيفة في تركيبة الحكومة الحالية (...) ولا يختلف إثنان على أنّ عهد عون هو من أسوأ العهود". وإذ أكد أنّ "مجلس النواب لا يفقد صلاحيته بالتشريع حتى في فترة الشغور"، كشف خليل أنّ رئيس المجلس "سيتحرّك قريبًا ويبدأ اتصالاته مع الكتل لكن من دون وجود مبادرة رئاسيّة"، موضحاً أن تحرك بري يأتي من منطلق "الحرص على أن تتم الدعوة إلى جلسة الانتخاب الرئاسية بطريقة تخدم الاستحقاق".

بري «ينفض يده» من الملف الحكومي وميقاتي «المصدوم» من عون «ينتفض» بتصريف الأعمال

زيارة هوكشتاين لبيروت مراوغةٌ ديبلوماسية لـ «مراوحةِ الأمتار الأخيرة» بالترسيم

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الدولار يُحلّق فوق 35 ألفاً والبنزين يشتعل أكثر

- تغريدة للسفير السعودي عن اتفاق الطائف و«ميثاق الوفاق الوطني المُصاغ بلسانٍ عربيٍّ فَصيح»

- ردّ مزدوج من باسيل اليوم على المواقف اللاهبة لجعجع وهجوم بري الـ «بلا قفازات»

ليست المرة الأولى يزور فيها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بيروت في سياق مَهمته لبلوغ اتفاقٍ بين لبنان واسرائيل على الترسيم البحري، لكن الإعلانَ أنه سيعود إلى «بلاد الأرز» أواخر الأسبوع الجاري أتاح «التقاطَ الأنفاس» جزئياً من «الحرائق السياسية» التي بدأت تزنّر الطريقَ الوعرةَ إلى انتخاباتٍ رئاسية مرشّحة لفراغٍ سيملأ الكرسى الأوّل ابتداء من 1 نوفمبر المقبل جنباً إلى جنبٍ مع «نيرانِ» الواقع المعيشي الذي يتقلّب على جمْر انهيار مالي بدأ يلتهم... الأخضر واليابس. ولم تكن الساحة السياسية أكملتْ غرْبلة تداعيات الخطاب اللاهب لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أشعل السباق الرئاسي وحرَق المراكب مع الرئيس ميشال عون وفريقه من المكان نفسه الذي ولّد «الموجة الرئيسية» (المسيحية) التي أوصلتْ «الجنرال» إلى قصر بعبدا في 2016، حتى جاء الإعلان عن زيارة هوكشتاين من نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب (المكلف من عون ملف الترسيم) ليزيح الأنظار بعض الشيء عن «الحمّى الرئاسية» التي تتصاعد مع التآكُل اليومي للمهلة الدستورية لانتخاب خلَف لعون (بدأت في 1 سبتمبر وتنتهي في 31 اكتوبر) والتي يُخشى أن يعمّق وهجُها صعوبات استيلاد حكومة جديدة تمنع «الفوضى الدستورية» الكاملة وفشلَ الأدوات التشغيلية للنظام السياسي. وجاءت المحطةُ المنتظرة لهوكشتاين في بيروت وسط مناخاتٍ عن أنها ستفتح الباب أمام «تأطيرِ» مرحلة تمديد المفاوضات و«الأخذ والردّ» حول أثمان معادلة «قانا كاملاً للبنان مقابل كاريش لاسرائيل» وآلياتِ التعويض المالي الذي تريده تل أبيب و«مِن جيْب مَن»، ولكن دون المساس بحقوق «بلاد الأرز» وعائداتها من حقل قانا، وتالياً تمرير سبتمبر وربما ما بعده «على البارد». وفي هذا الإطار استبعدت أوساط واسعة الاطلاع إنجاز ملف الترسيم خلال زيارة هوكشتاين، وتوقّعت عبر «الراي» ان «يحمل الوسيط الأميركي اقتراحاً مقبولاً بخطوطه العريضة مرفوضاً بتفاصيله»، الأمر الذي يستدعي على الأرجح جولة مفاوضات مكوكية جديدة. وأعربت هذه الأوساط عن اعتقادها أن المفاوضات التي يتولاها هوكشتاين ستنطوي على ما يمكن وصفه بـ «المراوغة الديبلوماسية» لإمرار الوقت الذي تحتاجه إسرائيل لإنضاج ظروف الاتفاق مع السعي لتعطيل الذرائع لتفادي تصعيد «حزب الله». رجّحت المصادر عيْنها أن يطلب الوسيط الأميركي ضمانات من لبنان الرسمي بعدم لجوء «حزب الله» إلى «تفعيل» تهديداته في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات المكوكية، وهو الأمر الذي سيسهّل على الحزب الإعلان عن وقوفه خلف الدولة في منْحها المزيد من الوقت للتفاوض لاسيما بحال استمرّ تعليق الاستخراج من حقل كاريش. ورفضت المصادر الخوض في ما يُثار عن طرْحٍ بأن يكون التعويضُ المالي الذي تطالب به اسرائيل لقاء تخليها عن حقل قانا وقبولها بالترسيم وفق الخط 23 + الذي تمسك به لبنان (لضمان كامل حقل قانا)، من «كيس» شركة «توتال» الفرنسية المتعهّدة العمل في البلوك 9 (يقع فيه «قانا» المفترَض) والتي يتواصل معها هوكشتاين. وكان بو صعب أعطى إشاراتٍ «حمّالة أوجه» بعيد زيارة الوسيط الأميركي الأخيرة لبيروت قبل نحو 40 يوماً، حين لمّح لدور محتمل لشركة «توتال» في المَخْرَج في معرض حديثه عن «حصة لبنان من البلوك 9 بغض النظر عن شركة توتال وحصتها وأرباحها فنحن غير معنيين بها»، إذ قال: «وقّعنا مع توتال اتفاقيةً واضحةً تقول ما هي حصتنا من البلوك 9 الذي منه سيصير الحفر إلى حقل قانا، لكن تحت الماء لا نعرف أين ينتهي هذا الحقل، وموقفنا أنه أينما انتهى فكله معنيون به، وكل الغاز (المحتمل) فيه هو لنا، ولن نتخلى عن أيّ شق من أرباح هذا الحقل الكامل، اي ليس فقط البلوك 9 بل أينما وصل».

وتَقاسَمت محطة هوكشتاين المنتظرة، المشهدَ اللبناني أمس مع عنوانين:

- الأول انتظارُ اكتمال انتقال الواقع السياسي - الرئاسي إلى وضعيةِ «الغليان» اليوم مع إطلالة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي سيردّ «الصاع» لجعجع بعد الهجوم الصاعق الذي شنّه على عون «أضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار انه خاضع وخانع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمةً لمصالحه الشخصية»، مُطْلقاً ديناميةً رئاسية برسْم نواب القوى المُعارِضة لائتلاف «حزب الله» - التيار داعياً إياهم لـ «التقاط الفرصة الأخيرة» لمنْع وصول رئيس من 8 مارس او رئيس وسطي «بل رئيس قوي غير خاضع لميليشيا غير شرعية خاضعة لدولة خارجية»، ويُنهي تفكك المؤسسات «حيث (اليوم) لا دستور ولا ديموقراطية إنما فقط تكليف من الله لأحد معيّن بإدارة شؤوننا غصباً عنا وحصْر خيارات اللبنانيين بالموت إما جوعاً أو في الحرب». وإذ تحدّث جعجع عن «تعطيل تشكيل حكومة جديدة، ويتحضّرون كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية، لمحاولة الاتيان بجبران باسيل أو«حدا من عندو»رئيساً للجمهورية»، لن يوفّر رئيس «التيار الحر» في إطلالته هذا الجانب من كلام رئيس «القوات»، كما لن يتواني عن مقارعة رئيس البرلمان نبيه بري بعد اندفاعة الأخير و«بلا قفازات» بوجهه ورئيس الجمهورية، وسط مناخاتٍ عن أن أبواب تأليف الحكومة موصدة بقوة حتى الساعة، بدليل ما تَسرَّب عن أن اللقاء الأخير (الأربعاء الماضي) بين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي كان من «أسوأ الاجتماعات وأعاد النقاش حول تأليف الحكومة إلى المربع الأول» وفق تعبير بري في حديث صحافي. وكان بارزاً أن يشهد الملف الحكومي جرعةً هي الأعلى من الانسداد وصولاً لإعلان بري «نفْض يده» من التدخل في تشكيل الحكومة «تاركاً المهمة على عاتق الرئيسين»، بالتوازي مع تأكيد موقع «لبنان 24» (تابع لميقاتي) أن الاجتماع الأخير بين عون والرئيس المكلّف تخلله طرح رئيس الجمهورية «سلة مطالب وشروط، توحي وكأن المطلوب تشكيل حكومة اول العهد»، كاشفاً أن ميقاتي قرر «وقف الاستنزاف» ومتابعة الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية وتكثيف الاجتماعات الوزارية سعياً لمعالجتها. وتشي هذه المناخات بأن مسار التأليف محكوم من الآن وصاعداً بتصعيد متدحرج يُفضي إما إلى انفراجِ ربع الساعة الأخير أو إلى «انفجارٍ» يطبعُ مرحلةَ الفراغ الرئاسي وقد يتحوّل «الناظم لها»، بدءاً من إشكالية مدى دستورية تولي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية، وهو ما يرسم فريق عون خطاً أحمر أمامه، وليس انتهاءً بالاضطرابات المعيشية الآخذة في التمدد. واستوقف أوساطاً سياسية موقف للسفير السعودي وليد بخاري الذي غرّد عبر «تويتر»: «ميثاقُ الوِفاق الوطني والذي أقرَّهُ اللُّبنانيّون برعايةٍ عربيةٍ ودوليّةٍ، ليس وهماً ولا أُحجِيَةً غامضةً فهو مُصاغٌ بلسانٍ عربيٍّ فَصيح». وتمّ التعاطي مع هذا الموقف على أنه أول إشارةٍ إلى عدم وجود غطاء خارجي لأيّ مساراتٍ تحْرف الاستحقاقات الدستورية لاسيما الانتخابات الرئاسية، في أصْل حصولها كما مرحلة الفراغ وإدارته، عن سقف دستور الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية بغطاء عربي ودولي وأممي.

- أما العنوان الثاني فهو ملامح «كرة النار» المعيشية التي تكبر يومياً، وكان من آخِر مظاهرها أمس، معاودة تحليق الدولار في السوق الموازية فوق 35 الف ليرة على وقع خفْضِ إضافي من مصرف لبنان لنسبة دعم البنزين على سعر دولار منصة صيرفة (نحو 27600 ليرة) لتقتصر على 20 في المئة مرشّحة لتصبح صفراً خلال أيام، ليتحوّل تسعير البنزين بالكامل وفق سعر السوق الموازية وتمويل استيراده من دولاراتها. ولم يحجب هذا الملف إضراب موظفي هيئة «أوجيرو» - الذراع التنفيذية لوزارة الاتصالات - وسط سباق ارتسم أمس بين اتساع دومينو خروج سنترالات عن الخدمة في عدد كبير من المناطق انقطعت فيها الاتصالات الأرضية كما الانترنت، وبين المفاوضات مع الموظفين والتي أسفرت عن بدء تلبية مطالبهم بتحسين أوضاعهم المعيشية ورواتبهم، بـ «تواقيع أولى» على مراسيم تحتاج لتتمات، وهو ما جعل هؤلاء يمضون في الإضراب المفتوح حتى تحويل الاعتمادات، مع تَساهُلهم في إبقاء 21 سنترالاً قيْد الخدمة تفادياً لخنْقٍ كامل للبلاد ولشرايين رئيسية فيها (لاسيما القطاع المصرفي والاستشفائي).

هوكشتين لا يحمل اتفاقاً بل تصورات جديدة للتفاوض: التحالف المكتوم ضد العهد يعلن خطته...

الاخبار... تدخُل البلاد الأسبوع الثاني من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية على وقع تصعيد في المواقف يُنذِر بمسار شائِك يزيد من تعقيداته شبه استحالة الاتفاق على حكومة جديدة، وتشكّل «تحالف» في وجه التيار الوطني الحر يقوده الرئيس نبيه بري ويضم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. وهو تحالف يمهّد للفراغ الرئاسي ويهوّن من شأنه، تارة بقول رئيس الحكومة إن حكومة تصريف الأعمال ترث صلاحيات الرئيس، وتارة أخرى بتأكيد رئيس المجلس أن البرلمان لا يفقد صلاحيته في التشريع في ظل الفراغ. فبعد أسبوع على تصعيد بري ضد التيار وتأكيده أن المجلس النيابي هو من يفسّر الدستور، وغداة الهجوم غير المسبوق لجعجع على الرئيس ميشال عون والتيار بـ«رعاية» البطريركية المارونية، سُجّل أمس أول موقف صريح لميقاتي من الحكومة بقوله إن حكومة تصريف الأعمال يمكنها بموجب الدستور تولي مهام رئاسة الجمهورية في حالة الشغور الرئاسي. وهو ما يعدّ «إقراراً من رئيس الحكومة المكلف بأنه لا ينوي التأليف، ويثبت أنه يرتضي أن يكون أداة للغرب ولبعض الداخل للضغط علينا في موضوع رئاسة الجمهورية»، بحسب ما قالت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار». وأضافت: «الاتفاق الضمني بين كل هذه الأطراف ضدنا كان موجوداً، لكنه بدأ في الأيام الأخيرة يتبلور في خطابات علنية». وسألت: «أليس لافتاً أن لا الرئيس بري تعرّض للقوات ورئيسها ولا الأخير تعرّض لحركة أمل ورئيسها فيما الاثنان التقيا على تحميلنا كل الأوزار وعلى مهاجمتنا من دون أن نسمع منهما أي كلمة بنّاءة حول المستقبل وما نحن مقبلون عليه؟». التصعيد في الجبهة المعارضة لرئيس الجمهورية سيكون له ما يزيده حدة ربطاً بالموقف المنتظر للنائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي اليوم. وفيما توقّعت أوساط سياسية أن يطلق باسيل مواقف من فئة «حرق المراكب» مما يفتَح باباً للتقاصف الرئاسي والحكومي يمنع أي تسوية، قالت مصادر التيار إنه «ستكون لنا لغة العقل في وجه لغة الحقد». وليل أمس، استكمل المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل، التصعيد ضد «العهد»، كاشفاً أن «رئيس مجلس النواب نبيه برّي سيتحرّك قريباً ويبدأ اتصالاته مع الكتل لكن لا مبادرة رئاسيّة. وهو يحرص على أن تتم الدعوة إلى جلسة الانتخاب بطريقة تخدم الاستحقاق». وقال خليل في حديث لقناة الـ«أم تي في»: «لا يختلف اثنان على أنّ عهد الرئيس ميشال عون من أسوأ العهود ومجلس النواب لا يفقد صلاحيته بالتشريع حتى في فترة الفراغ»، ما يعني أن بري يحتفظ لنفسه بتحديد الموعد الذي يفتتح فيه البرلمان جلساته المخصصة لانتخاب الرئيس، على أن تسبق الجلسات الدعوة لعقد جلسة نيابية لإقرار الموازنة للعام الحالي ومعها إقرار رزمة من المشاريع الإصلاحية المطلوبة من لبنان للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. وأضاف خليل: «لم نحسم خيارنا بالنسبة لاسم المرشّح ولكننا منفتحون على الحوار وفق المواصفات التي طرحها برّي. والرئيس القوي ليس فقط بجمع الأصوات بل بالإنقاذ والحوار حتى مع من لم ينتخبوه»، مشيراً إلى «أننا لا نُسلّم بفرضيّة الفراغ بل أنبّه المنظرين له بأنّ الخطر سيُطاول جميع اللبنانيين والدور المسيحي تحديداً ولا تُضعفوا رئاسة الجمهورية لحساباتكم الخاصة»، ولكن «في حال حصول الفراغ يجب اعتماد آلية تمنع تحوّل كلّ وزير إلى رئيس جمهورية، وحكومياً نحن أمام إقفال على أي حلّ سريع والطرح الأساسي بإجراء تعديلات طفيفة على هذه الحكومة اختلف وأصبحنا أمام طرح حكومة سياسية». يأتي ذلك في ظل ترقّب وصول «الوسيط» الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة عاموس هوكشتين إلى بيروت أواخر هذا الأسبوع، بات واضحاً أن الزيارة لن تكون حاسمة، بل سيطلع خلالها الرؤساء الثلاثة على تصور الولايات المتحدة للحل في ضوء المناقشات الجارية مع الأوروبيين والإسرائيليين، واستيضاح اللبنانيين حول بعض النقاط. وأكدت مصادر مطلعة أن هوكشتين لن يحمل صيغة نهائية أو اتفاقاً جاهزاً للتوقيع، لكنه أكّد لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إن «التوصل إلى اتفاق عادل أولوية قصوى لدى الولايات المتحدة»، و«أنه يعمل لحل عادل يرضي الطرفين»، مشيراً إلى أن هوكشتين «أرسل رسائل تطمينية تؤكد أنهم جديون في الوصول إلى اتفاق». وصرّح بو صعب لقناة «المنار» أن «الحل العادل بالنسبة إلينا أصبح معروفاً وقد أبلغناه للوسيط الأميركي في آخر زيارة له». فيما رجّحت مصادر مطلعة أن الأميركيين «يريدون كسب مزيد من الوقت، وهم يعتبرون أن إعلان إسرائيل تأخير عمليات استخراج الغاز من كاريش خطوة كافية لتعطيل تهديدات حزب الله بتوجيه ضربة تذكيرية إلى العدو. كما يسعون من جديد لإيجاد مخرج لتصور اتفاق يرضي العدو ولو أنهم يقولون إن العملية شكلية وليست جوهرية». وفيما أكّدت مصادر مطلعة أن الوسيط الأميركي تصرف بـ«وقاحة» إذ طلب قبل يومين أن يعقد اجتماعاً مع مندوب رئاسي لبناني أو وفد رئاسي في قطر وليس في بيروت، وذلك في سياق ما يسعى إلى تكريسه من دور خاص لقطر في رعاية لبنان إلى جانب فرنسا في المرحلة المقبلة. وأنه سمع الوسيط رداً سلبياً على الاقتراح، أشارت مصادر أخرى إلى أن «الاقتراح جاء في سياق محاولة من هوكشتين لئلا تبدو زيارته فاشلة في حال لم يحمل اتفاقاً نهائياً معه، وأن الجواب اللبناني كان أن لبنان يفضل أن يكون الاجتماع في بيروت».

لبنان: التعليم والاتصالات آخر ضحايا الانهيار والدولة تراهن على «الترسيم»

لا توقيع على اتفاق ولا أعمال في «كاريش» قبل الانتخابات الإسرائيلية

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... تتوالى الانهيارات في القطاعات اللبنانية الأساسية، فبعد قطاع المصارف، والمستشفيات ها هو الانهيار يطرق أبواب قطاعين أساسيين، «الاتصالات» و«التعليم»، وما بينهما أزمة سياسية مستمرة تنذر بالمزيد من التفاقم بسبب الخلافات القائمة والمستفحلة حول مختلف الاستحقاقات. على وقع هذه الانهيارات تبلّغ لبنان بموعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لاستكمال وساطته في ملف ترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل»، وصل الأمر باللبنانيين إلى الرهان على هذا الملف وإنجازه ليكون المدخل الأساسي لمعالجة ملفات مختلفة منها رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة والحصول على بعض «الأوكسجين» الاقتصادي. بانتظار هوكشتاين، يستمر لبنان في التلاطم بأمواج الأزمات، الإضراب المستمر من موظفي قطاع الاتصالات ينذر بتعطل مختلف المرافق العامة والخاصة، وهي الأزمة الأولى التي تعانيها البلاد إلى هذا الحدّ، لا سيما أنها تأتي بعد رفع أسعار الاتصالات إلى الحد الأقصى ولم تتحسن الخدمات ودخل الموظفون في إضرابات يهددون باستمرارها، فيما تحاول الحكومة العمل على إقناعهم بالعودة إلى العمل وسط ترجيحات تشير إلى أن انقسامات ستبرز فيما بينهم بين مؤيدين للمضي بالاحتجاج أو العودة عنه. أزمة الاتصالات كانت هي التي فجّرت ثورة 17 تشرين عام 2019 ودفعت بالناس للنزول إلى الشارع، حالياً ومع توقعات بانهيار القطاع ثمة تقديرات إلى أنه في حال استمر الإضراب فإن ذلك سيؤدي إلى تحركات شعبية عارمة. في المقابل، يدق وزير التربية ناقوس الخطر حول العام الدراسي لا سيما أن مدارس وجامعات تطالب بتسعير الأقساط بالدولار الأميركي، وسط اعتراضات من الوزير ولجان الأهل، فيما يؤكد الوزير أن السنة الدراسية ستكون مهددة في حال عدم الحصول على مساعدات عاجلة للمدارس الرسمية وللجماعة اللبنانية. على وقع كل هذه الأزمات، ينتظر لبنان زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، الذي سيزور فرنسا للقاء مسؤولين فرنسيين وآخرين في شركة توتال المفترض أن تعمل في التنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية، وبعدها يفترض بهوكشتاين أن يزور تل أبيب للبحث مع المسؤولين الإسرائيليين في ملف ترسيم الحدود وتقديم جواب للبنان. ومن تل أبيب يتوجه هوكشتاين إلى لبنان للقاء المسؤولين وإبلاغهم بمقترحه، وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن الطرح الذي يحمله يتضمن الموافقة على منح لبنان الخطّ 23 كاملاً أي مساحة 860 كلم مربع، زائد مساحة حقل قانا. فيما تبقى مشكلة أساسية عالقة وهي مطالبة إسرائيل بالحصول على تعويضات مالية كبدل للمخزون الموجودة في حقل قانا، وهو أمر يرفضه لبنان، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن هوكشتاين قد يبحث عن إيجاد صيغة حل لهذا الأمر من خلال الشركات التي ستعمل في مجالات التنقيب والاستخراج فتتولى هي دفع هذه التعويضات بدون أن يكون للبنان علاقة. بحال تسلّم هوكشتاين جواباً إيجابياً من الإسرائيليين، وهو يسعى إلى ذلك بقوة وفق ما يؤكد دبلوماسيون يعتبرون أن واشنطن تبدي كل الاهتمام لإنجاز الاتفاق ولتجنب التصعيد، فيفترض حينها أن يتم وضع العناوين العريضة للاتفاق على أن تحال التفاصيل إلى جولات من التفاوض غير المباشر في الناقورة، وهذه ستكون بحاجة إلى أكثر من جلسة، ما يعني أن التوقيع النهائي على الاتفاق سيكون مؤجلاً إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، في مقابل عدم استمرار العمل الإسرائيلي في حقل كاريش وعدم الاستخراج منه لتجنب أي تصعيد مع حزب الله.

لبنان: قوى المعارضة متفائلة بإمكانية الاتفاق على مرشح للرئاسة في مواجهة «حزب الله»

تجتمع على معايير وتختلف في توصيف الرئيس المقبل

الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم... تتوالى في لبنان المبادرات وإطلاق المواصفات التي يضعها الأفرقاء السياسيون لرئيس الجمهورية المقبل، وكان آخرها كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الأحد ودعوته القوى المعارضة إلى تحمل مسؤوليتها في إيصال رئيس إنقاذي يوقف كلياً ممارسات المنظومة الحاكمة. وفيما تعول هذه القوى على إمكانية التوافق فيما بينها، تبدي جميعها الانفتاح على الآخر مع التأكيد على أن الأهم يبقى في التفاصيل وليس في العناوين العريضة. وفيما جدد رئيس «القوات» الاثنين التأكيد على المواصفات التي يضعها حزبه للرئيس المقبل، والتي يدعو لها منذ حوالي أربعة أشهر، يتجه «نواب التغيير» لبحث مبادرتهم التي سبق أن أطلقوها الأسبوع الماضي، مع جميع القوى الأخرى خلال الأيام المقبلة. وفيما يجتمع معظمهم على معايير محددة ومهام الرئيس المقبل انطلاقا من الوضع اللبناني السياسي والاقتصادي، يبدو بعض الاختلاف فيما بينهم لجهة المواصفات التي يطلقها كل طرف، إذ فيما دعا جعجع لرئيس مواجهة - إنقاذي يرى «الحزب التقدمي الاشتراكي» العمل على إيصال «رئيس مهمة وتوافقي»، بينما اشترط «نواب التغيير» انتخاب رئيس يكون فوق الأحزاب والأطراف، ويشدد حزب «الكتائب اللبنانية» على أن يكون الرئيس «إصلاحياً - سيادياً»، كما يجتمع «الاشتراكي» و«الكتائب» على رفض أن يكون رئيس تحد، الذي سبق أن تحدث عنه جعجع. وفي حين يضع النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله طرح جعجع وكلامه الأخير في خانة «الموقف السياسي»، يؤكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، «إننا منفتحون بشكل كامل على كل القوى السياسية، وبينهم القوات التي سيكون لنا معهم لقاء قريب». ويضيف «في العناوين العريضة هناك أمور نتفق مع القوات عليها، وهناك أمور نخالفهم الرأي حولها، لا سيما في السقوف العالية؛ لأننا نريد تسهيل الوصول إلى رئيس وليس تعقيد الأمور»، موضحا: «إننا نطمح لانتخاب رئيس مهمة وليس رئيس تحد من شأنه تعقيد الأمور، وسبق لرئيس الحزب (وليد جنبلاط) أن وضع المواصفات التي نراها في رئيس الجمهورية المقبل مع إعطاء الأولوية للقضايا الاقتصادية والاجتماعية في ظل التعقيدات الإقليمية». وعن مبادرة «نواب التغيير»، لفت عبد الله إلى حصول تواصل بشكل متفرق مع عدد النواب على أن يحصل ذلك بشكل أوسع في المرحلة المقبلة، مشدداً على أن الأهم يبقى جدية الطروحات. وفيما يلفت إلى أن البحث حتى الآن لم يصل إلى مرحلة الأسماء، يحذر من محاولات البعض التلهي بتأليف الحكومة لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. الانفتاح نفسه يتحدث عنه النائب في «كتلة التغيير» إبراهيم منيمنة مع تأكيده في حديث لـ«الشرق الأوسط» «أنه لا يمكن الحكم على العناوين العريضة التي قد يبدو بعضها جيدا إنما يبقى الأهم عند البحث في التفاصيل». ويقول: «نحن منفتحون على الجميع، ومن هنا كانت مبادرتنا للانتخابات الرئاسية التي سنتواصل بشأنها بدءاً من هذا الأسبوع، مع كل الأفرقاء دون استثناء لنطلع منهم على ردود أفعالهم، وما هي القواسم المشتركة فيما بيننا؛ تمهيدا للاتفاق على آلية معينة فيما يتعلق بالأسماء التي يمكن ترشيحها». في المقابل، تبدي مصادر قيادية في «حزب الكتائب» تفاؤلها حول إمكانية التوصل إلى اتفاق أو توافق بين القوى المعارضة وتحديدا المعارضة لـ«حزب الله»، كاشفة أن هناك تقدما في المشاورات. وتوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأولوية بالنسبة للكتائب هو منع (حزب الله) من إيصال مرشحه للرئاسة، وبالتالي كل الوسائل متاحة لتحقيق هذا الهدف، وهو ما نعمل عليه في تواصلنا وحوارنا مع المستقلين ونواب التغيير و(القوات) و(الاشتراكي)»، مؤكدة «نريد رئيسا سياديا - إصلاحيا يجمع ولا يفرّق وليس رئيس تحد أو مواجهة». وتضيف «المشاورات تسير بشكل جدي، وتحقق تقدما لجهة توحيد الرأي، ووضع مواصفات الرئيس المقبل تمهيدا للاتفاق على اسم المرشح»، مؤكدة «المهمة ليست مستحيلة، بل تحقيقها ليس بعيدا لا سيما أن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين معظم هذه القوى التي تجتمع في معارضتها لإيصال رئيس محسوب على (حزب الله)، وأن يكون إصلاحيا وسياديا، وأن يملك رؤية واضحة لإخراج لبنان من جهنم التي يعيشها، ويعيد علاقاته مع العرب والغرب». ما تتحدث عنه مصادر «الكتائب» تؤكد عليه أيضا مصادر «القوات» لا سيما لجهة شبه التوافق بين قوى المعارضة على منع «حزب الله» من فرض مرشحه، معولة في الوقت عينه على التشرذم الحاصل بين الحزب وحلفائه، وعدم الحديث عن مرشح توافقي فيما بينهم. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «المواصفات التي تحدث عنها جعجع ليست جديدة إنما هي تأكيد المؤكد الذي لطالما تطرق لها في الوقت السابق منذ 16 مايو (أيار) الماضي، وهي التي تتلاقى مع مواصفات عدة يطرحها أفرقاء آخرون، بينهم ما طرحه (نواب التغيير)، وإن كنا نختلف معهم في مطلبهم بأن يكون الرئيس خارج الاصطفافات والأحزاب»، مضيفة «بينما نحن نشدد على أهمية أن يكون مع الدولة وضد الدويلة». من هنا تشير المصادر إلى الدينامية في مقاربة الاستحقاق بين قوى المعارضة التي يسجل التواصل فيما بين معظمها، مشيرة إلى أن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن التعويل عليها للاتفاق على مرشح للرئاسة.

السياحة تنعش لبنان بـ5 مليارات دولار

نصار لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على استمرار الحركة... والاتفاق مع «النقد الدولي» ضروري

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... شكّل موسم الصيف في لبنان هذه السنة ما يشبه طوق نجاة للبلد الذي يشهد انهياراً اقتصادياً ومالياً غير مسبوق منذ العام 2019. ففيما كان التعويل على إنجاز اتفاق مع صندوق النقد يمد مالية الدولة بنحو 3 مليارات دولار، تمكن قطاع السياحة خلال الأشهر القليلة الماضية من تأمين نحو 5 مليارات دولار إلى الدورة الاقتصادية. ويتحدث وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار عن «قدوم أكثر من مليون ونصف مليون سائح إلى لبنان خلال موسم الصيف المستمر حتى نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، أدخلوا معهم مبلغاً مؤكداً هو 4.5 مليار دولار، مع إمكانية أن يلامس المبلغ 5 مليارات»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حركة الوافدين لا تزال ناشطة خلال الشهر الحالي، ونحن نعمل على أن تستمر كذلك، وإن كان سيحصل بوتيرة أخف، خلال فصل الخريف عبر دعم كثير من النشاطات السياحية الخريفية». ويوضح نصار أن «القطاع الخاص هو أكثر من استفاد من الدولارات التي دخلت البلد، وبالتحديد المؤسسات السياحية وكل القطاعات التي تستفيد من الحركة السياحية، فقد بات لديها مخزون نقدي يبقيها صامدة حتى موسم الشتاء»، مضيفاً: «نحن نتحدث هنا عن المدى القصير، لا الطويل، باعتبار أن كل الأمور مرتبطة باستقرار الوضع السياسي، وما إذا كنا سنتمكن مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون من انتخاب رئيس جديد للبلد، أم أننا سنكون بصدد فراغ في سدة الرئاسة الأولى». ورداً على سؤال، يشدد نصار على أن «المليارات التي دخلت البلد لا تغنينا على الإطلاق عن الاتفاق مع صندوق النقد، إذ إن اتفاقاً من هذا النوع هو ضرورة معنوية وحاجة ملحة، باعتباره يعطيناً براءة ذمة، فنصبح قادرين أن نتعاطى مع المجتمع الدولي. هذا التفاهم يشكل عامل ثقة، وهو أشبه بفيزا للحصول على مساعدات الجهات المانحة، خاصة أننا نحتاج المليارات لتأمين الكهرباء وللبنى التحتية والقطاع العام». وأعلن مطار رفيق الحريري الدولي مؤخراً أن شهر أغسطس (آب) الفائت اختتم أيامه على تسجيل مزيد من الارتفاع في حركة المسافرين من لبنان وإليه؛ حيث ارتفع عدد الركاب نحو 35 في المائة عن الشهر ذاته من العام الماضي، كما ارتفع المجموع العام للركاب منذ مطلع العام 2022 حتى نهاية شهر أغسطس الفائت إلى 4 ملايين و189 ألفاً و247 راكباً، أي بزيادة أكثر من 58 في المائة، مقارنة بالعام الماضي. ولطالما قام اقتصاد لبنان بشكل أساسي على أموال المغتربين وقطاع السياحة الذي اعتاد إدخال أكثر من 8 مليارات دولار سنوياً إلى البلد قبل عام 2011 وانفجار الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية في البلد. ويخشى خبراء اقتصاديون من عودة سعر صرف الدولار للتحليق مجدداً بعد انتهاء موسم الصيف ومغادرة المغتربين. وقد سجّل قبل أيام رقماً قياسياً جديداً بعدما تجاوز سعر صرف الدولار الواحد 35 ألف ليرة لبنانية، علماً بأن سعر الصرف الرسمي لا يزال عن حدود 1500 ليرة للدولار. وتوضح الباحثة في الشأنين الاقتصادي والمالي والأستاذة الجامعية الدكتورة ليال منصور أن «مليارات الدولارات التي دخلت إلى البلد خلال فصل الصيف هي التي حافظت على استقرار سعر الصرف خلال الأشهر الماضية»، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «عدم قدرة أي مبلغ مهما كان حجمه على خفض سعر الصرف الذي سيبقى يرتفع، لأن اقتصادنا مدولر، لا إنتاجي، وبالتالي إحياء الليرة غير ممكن، وأي خبر إيجابي وأي مبالغ تدخل البلد من شأنها أن تمنع القفزات الكبيرة بسعر الصرف، لا أكثر ولا أقل». وتؤكد منصور على أنه «لا شيء يغنينا عن توقيع تفاهم مع صندوق النقد الدولي الذي لا نعول على الأموال التي سيمدنا بها، إنما على عامل الثقة الذي يمنحه، باعتباره يشكل ضمانة للدول المانحة، وهو سيكون عرابنا الذي ينظم الوضع من خلال الشروط التي يضعها للسير بأي اتفاق». ورغم أشهر طويلة من المفاوضات، لا يزال لبنان غير قادر على المضي قدماً فيها، لأنه لم يتمكن من الإيفاء بكثير من التزاماته المتعلقة بجملة من القوانين الإصلاحية والإصلاحات بسبب الكباش السياسي الداخلي.

من همّش دور رئاسة الحكومة بعد اغتيال رفيق الحريري؟

الشرق الاوسط... (تحليل سياسي)... بيروت: يوسف دياب... منذ إقرار اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في عام 1989، تحوّلت رئاسة الحكومة في لبنان إلى شريك فاعل في السلطة، وتعزز حضورها مع وصول رفيق الحريري إلى هذا الموقع أواخر عام 1992، فنجح الرجل في استثمار علاقاته العربية والدولية بشكل جيّد، وقاد بنجاح مرحلة إعمار ما دمرته الحرب على مدى 15 عاماً؛ لكن مع اغتياله في 14 فبراير (شباط) 2005، عاد الخلل إلى المؤسسات الدستوريّة، بدءاً بتهميش موقع رئاسة الحكومة ودورها في المعادلة الوطنيّة. لا يختلف اثنان على أن رفيق الحريري شكّل ظاهرة استثنائية في تاريخ لبنان، أتعبت رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على الحكم من بعده، وتسببوا في إضعاف الموقع السنّي الأول في الدولة، لذلك يعتبر النائب السابق مصطفى علوش أن رفيق الحريري «كان شخصية مميزة؛ لكنه في الوقت نفسه كان صاحب مشروع عربي ودولي، فكان دوره في لبنان جزءاً من الدور العربي والدولي، بدليل علاقاته العميقة بدول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ومع دول القرار العالمي، بالإضافة إلى مصر وتركيا وباكستان والمغرب وغيرها». وإذ ذكّر علّوش بشعار رفيق الحريري: «ما حدا أكبر من بلده»، شدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن رفيق الحريري «كان أكبر من لبنان، فهو لم يكن هاوي سلطة؛ بل كان صاحب مشروع التعددية والديمقراطية والثقافة، المشروع الذي يحمي لبنان من عقائد المجموعات اليسارية التي لا تؤمن بفكرة الدولة، ويحميه أيضاً من التطرف السنّي كما التطرف الشيعي المتمثّل بولاية الفقيه، وقد قاتل من أجل هذا المشروع وقُتل من أجله». لا يخفى على أحد أنه مع غياب رفيق الحريري عن المشهد، أخذ لبنان بالتراجع السريع، إلى أن غرق في السنوات الأخيرة بالأزمات ووصل إلى الانهيار الشامل، وبرأي مصطفى علوش: «من أتى بعد الحريري إلى السلطة، بمن فيهم ورثته، لم تكن لديهم الخبرة ولا الكاريزما، ولم يعد لبنان بالنسبة إليهم مركز الثقل الذي ناضل لأجله رفيق الحريري»، معتبراً أن «القيادات السنيّة التي تعاقبت على الحكم بعد زلزال 14 شباط 2005 (اغتيال رفيق الحريري)، دخلت بالمساومة على السلطة ومغانمها حتى وصلنا إلى الكارثة». صحيح أن الكلّ متفق على فرادة تجربة رفيق الحريري في الحكم، وشغفه الدائم إلى تطور لبنان وازدهاره الدائم؛ لكنه يعزو النكبات التي أصابت البلد وأضعفت الرئاسة الثالثة لأسباب متعددة. ويرى النائب السابق فارس سعيد، أن «تهميش رئاسة الحكومة في لبنان خاضع لظروف إقليمية لها علاقة بوضع إيران يدها على لبنان وسوريا والعراق واليمن، والذي أدى إلى تهميش الوضعية السنيّة في كلّ المنطقة واستقطاب الأقليات، وحيث نجحت في استمالة جزء كبير من المسيحيين والدروز». ويؤكد سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن «اغتيال رفيق الحريري رفع حاجزاً سنياً كبيراً من أمام الاندفاعة الإيرانية، كما أن إعدام صدام حسين في عام 2003، وإزاحة أبو عمّار (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) في عام 2004، سمح بإزالة حواجز كبيرة من أمامها»، مذكّراً بـ«تجربة ناجحة في رئاسة الحكومة بعد رفيق الحريري، تمثّلت بوجود فؤاد السنيورة بهذا المنصب بين عامي 2005 و2009؛ حيث شكّل علامة فارقة عبر صموده بمواجهة (حزب الله) وفريقه، وكان يتكئ حينذاك على مساحة واسعة اسمها (قوى 14 آذار)، بحيث كان يتخذ القرارات الحاسمة والمصيرية داخل مجلس الوزراء». ويقول: «بعد السابع من مايو (أيار) 2008 (اجتياح بيروت عسكرياً من قبل «حزب الله»)، وبعد اتفاق الدوحة والقبول بمنح (حزب الله) الثلث المعطل في الحكومة، تدرجنا إلى تهميش كلّ المؤسسات». لقد شكّل موقع رئاسة الحكومة بوجود رفيق الحريري نقطة استقطاب كبيرة، فالرجل الآتي من عالم الأعمال أثبت حضوره المميز في السياسة، وتجيير علاقاته لصالح لبنان، غير أن تغييبه من المعادلة السياسية بالاغتيال قلب الأمور رأساً على عقب. ويعتبر السياسي اللبناني خلدون الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الواقع السياسي الذي استجد بعد اغتيال رفيق الحريري، أطاح بهيبة كل المواقع الرئاسية والسياسية؛ لأن القوى المتنازعة في السياسة المتوزعة للمصالح تجاوزت الغاية الأساسية للحكم، وهي رخاء الناس، وعملت على عكس ذلك تماماً، بما أطاح بالناس ومصالحهم ومستقبلهم، مقابل تعزير شبكة مصالح السياسيين أنفسهم». وقال: «لا شكّ في أن الوضع بعد رفيق الحريري لم يعد كما كان معه، من حيث وجود الأمل والأحلام لدى الشباب اللبناني»، لافتاً إلى أن «نموذج الحكم الذي عايشناه بعد رفيق الحريري أفقد كل الرئاسات هيبتها ودورها، بدليل أن انتفاضة عام 2015 (طلعت ريحتكم) ومن ثمّ انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 عرّت الزعامات السياسية، دون أن تستطيع الإطاحة بهم». ويتفق النائب السابق فارس سعيد مع هذه القراءة، ويشير إلى أن «التهميش الذي يطول رئاسة الحكومة حالياً ينسحب على رئيس الجمهورية وحتى على المجلس النيابي، وهذه المؤسسات جميعها أضحت أشبه بكاتب العدل، يصادق على ما يقرره (حزب الله) خارجها». ويرجّح سعيد أن «الواقع القائم سيستمرّ بانتظار تحولات إقليمية تفضي إلى تحجيم الدور الإيراني، وإلى مواقف حاسمة للقوى السيادية التي عليها أن تتحدث بفكرة وجود لبنان وعروبته وبنهائية الدولة». وتتعدد الأسباب التي حوّلت لبنان من دولة رائدة ومتقدمة مع رفيق الحريري، إلى دولة فاشلة بعد اغتياله. ويعزو خلدون الشريف الأمر إلى أن «الاصطفاف في لبنان لم يعد لصالح الناس؛ بل لصالح القوى المتنازعة، سواء كانت فاسدة أم حامية للفساد». وأضاف: «لم يعد السلاح غير الشرعي هو العنوان الأوحد للمعارك السياسية؛ بل يكفي مثلاً أن ينظر اللبنانيون كيف استطاعت سريلانكا الاتفاق مع صندوق النقد وإجراء الإصلاحات المطلوبة في غضون عشرة أيام، أما نحن فلم نستطع إقرار لا قانون السرية المصرفية ولا (الكابيتال كونترول)، ولا حتى الموازنة خلال 3 سنوات، فكيف نطلب من الناس أن تثق بحكامها؟ ووفق أي أسس؟». وختم الشريف: «اللبنانيون يشعرون اليوم بأن دور كلّ الرئاسات انتهى، والشعب لم يعد معنياً بخلافات تلك المواقع فيما بينها، بعدما أيقن أن السلطة واقعة بيد قوى سياسية وحزبية متناحرة لأسبابها الخاصة». 



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..زعيم الشيشان رمضان قديروف يقول في فيديو إنه يفكر بالاستقالة..تقرير: روسيا تستخدم التقنيات القديمة في أسلحتها المتطورة.. رئيس الحكومة الأوكرانية في برلين أملاً في دعم أقوى..زيلينسكي يدعو الأوروبيين إلى الاستعداد لشتاء صعب..روسيا تهاجم ألمانيا..وتتوقع عودة العلاقات مع الغرب «عبر التفاوض»..دنيبرو: نهر حيوي يشكّل ضرورة استراتيجية للجيش الأوكراني.. بريطانيا تترقب خليفة جونسون اليوم والاقتصاد يتصدر الأولويات.. اليونان بعد تهديد إردوغان: لن نحذو حذو تركيا وسنتوجه لحلفائنا بالناتو..مقتل عشرة أشخاص طعناً في كندا..

التالي

أخبار سوريا..ميليشيات إيران تسحب صواريخها الموجهة نحو «التحالف الدولي» شرق الفرات.. أكثر من 124 حالة انتحار في سوريا منذ بداية العام..التضييق والترحيل القسري يدفعان بآلاف السوريين في تركيا إلى أوروبا..قطار «التسويات» يحطّ في إدلب: خطوة سوريّة أولى..نحو أنقرة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,116,349

عدد الزوار: 6,753,979

المتواجدون الآن: 101