أخبار لبنان..غانتس: نأمل ألا يجر "حزب الله" إسرائيل إلى صراع مسلح..إسرائيل تحذّر من حرب وجيشها يحشد على الحدود مع لبنان.. لبنان رهن 3 مسارات إقليمية.. ترسيم الحدود مع إسرائيل في مرمى «مُضارَبات ديبلوماسية»..عون يخيّر ميقاتي: تأليف أو سحب التكليف!..«حرب بيانات» بين ميقاتي وباسيل تعرقل مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية..بوصعب أخفق في "استنطاق" هوكشتاين... ونصرالله ينتظر "كم يوم بعد"!..نصر الله: تهديدات "إسرائيل" بشأن ترسيم الحدود بلا قيمة.. والتطورات الدولية لصالحنا..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 آب 2022 - 5:13 ص    عدد الزيارات 1107    القسم محلية

        


غانتس: نأمل ألا يجر "حزب الله" إسرائيل إلى صراع مسلح ولا نستبعد هجوما على إيران إذا لزم الأمر..

المصدر: "جيروزاليم بوست"... تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، عن الخلاف حول الحدود البحرية مع لبنان، مؤكدا أن "إسرائيل أعلنت أنها ستحمي مواردها ومستعدة للتوصل إلى اتفاقات مع الحكومة اللبنانية" وأضاف بيني غانتس أنه "يأمل ألا يجر حزب الله إسرائيل إلى صراع مسلح". وفيما يتعلق باحراز تقدم في مفاوضات اتفاق إيران النووي، أكد غانتس إن "إسرائيل لا تستبعد هجوما مسلحا على إيران إذا لزم الأمر". وتابع: "إنها ليست صفقة جيدة، بها الكثير من الثغرات، وستحتاج إسرائيل إلى التأكد من أن الردود تتطور حتى تتمكن من استخدامها".

إسرائيل تحذّر من حرب وجيشها يحشد على الحدود مع لبنان

غانتس يهدد برد قاسٍ إذا هاجم «حزب الله» منصات حقول الغاز في البحر المتوسط

تل أبيب - بيروت: «الشرق الأوسط»... في الوقت الذي هدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الاثنين، بالرد القاسي ضد لبنان، في حال هاجم «حزب الله» منصات حقول الغاز في البحر المتوسط، شوهدت حشود للقوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، تحسباً لأي تطور. وقال مسؤول عسكري رفيع إن الجيش الإسرائيلي: «يأخذ بجدية حراك حسن نصر الله (زعيم حزب الله اللبناني) وتصريحاته التي تشير إلى احتمال أن يقوم باستفزاز إسرائيل مرة أخرى على أمل الحصول على أي تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان». وكانت مصادر في تل أبيب قد أشارت إلى تقدم ملموس في المفاوضات الجارية بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان. وتحدثت عن إمكانية تنازل إسرائيل عن مقطع داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قرباً من الشاطئ. ومساء الأحد، قالت القناة «12» الإسرائيلية إن «مسؤولي الأمن الإسرائيليين يخشون أن يسعى نصر الله لاستفزاز إسرائيل مرة أخرى على أمل الحصول على أي تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق»، مشيرة إلى أن «الطرفين على وشك التوقيع على اتفاق». ومع أن مصادر في بيروت نفت هذه الأنباء وقالت إنها لا تعلم عن تنازلات متبادلة كهذه، فقد سئل غانتس إن كان يعرف بموضوع التنازلات وإن كان يستشف حراكاً لدى «حزب الله» للتخريب على مثل هذا الاتفاق من خلال افتعال صدام عسكري وربما قصف إحدى آبار الغاز الإسرائيلية، فأجاب، خلال حديث مع إذاعة 103 FM، في تل أبيب: «أنا أؤمن بأنه ستكون هناك لاحقاً منصتان، واحدة في جانبنا وأخرى في جانبهم. وأؤمن بأن حزب الله غير معني باتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين. ولكن، إذا حاول تنفيذ تهديد نصر الله بأنه لن يمكن إسرائيل من استخراج الغاز في حال عدم التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية، فإن مهاجمة منصة إسرائيلية قد يؤدي إلى يوم قتال يمكن أن يتطور إلى عدة أيام قتالية، وهذا قد يقود إلى حرب. وستحدث مأساة لدولة لبنان ومواطنيها». من جهته، حذر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يادلين، من أن «حزب الله أصبح واثقاً جداً من استفزازاته، ويخاطر بشكل مبالغ فيه لإشعال صراع آخر مع إسرائيل، على غرار الصراع الذي سبق الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006». ومعروف أن لبنان وإسرائيل يتنازعان على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعا، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة. وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما، منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2020، برعاية الأمم المتحدة، وقد عقدت حتى الآن 5 جولات من التفاوض كان آخرها في مايو (أيار) 2021. وتم استئناف المفاوضات بقيادة المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، في الشهرين الماضيين. وفي بيروت، أصدر المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب بياناً كشف فيه أن اتصالاً مطولاً حصل بعد ظهر أمس بين بو صعب والوسيط الأميركي هوكشتاين جرى خلاله استعراض لمسار المفاوضات، حيث تحدث الوسيط الأميركي عن الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين وآخرها قبل أيام، مؤكداً أنه سيتابع تواصله مع الإسرائيليين في الأيام المقبلة وسيعاود التواصل معه (بو صعب) خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطياً لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة. من جهته، جدد بو صعب التأكيد على موقف لبنان، مشدداً على ضرورة العمل «ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض». وختم بيان بو صعب بأن «علينا أن لا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية كون الاتصالات لم تنته بعد».

لبنان رهن 3 مسارات إقليمية

مفاوضات «النووي» الإيراني والتطورات السورية والتعامل مع المقترح الإسرائيلي الجديد

الجريدة.... كتب الخبر منير الربيع.... يراقب لبنان مسارين إقليميين لهما انعكاس على وضعه الداخلي، الأول مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وسط معطيات تفيد بأنه أصبح ناجزاً، وتتم الآن عملية تسويقه، وبأن احتمال تعثّره ضئيل جداً، فيما يتمثل الثاني بمراقبة بعض التطورات الحاصلة على صعيد علاقة بعض الدول الإقليمية مع سورية، الذي يعتبر اللبنانيون أنهم سيتأثرون به، خصوصاً في ضوء الموقف التركي الذي يمثل تطوراً على صعيد العلاقة مع دمشق. ويراهن اللبنانيون على متغيرات ستطال العلاقة مع سورية من الدول العربية نتيجة الاتفاق النووي، بالتالي فإن مساعي إعادة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية قد تتجدد. ويعتبر اللبنانيون أن الولايات المتحدة تصرّ على إبرام الاتفاق النووي قبل الانتخابات النصفية، وتحقيق إنجاز يتعلق بمصير الصحافي الأميركي المخطوف في سورية أوستن تايس، فيسجل الإنجاز لمصلحة إدارة الرئيس جو بايدن أيضاً. هنا يتوسع الرهان على عودة سورية إلى التأثير بالمجريات اللبنانية، وهو أمر يستبعده بشكل كامل المعارضون، الذين يعتبرون أنها لن تتمكن من أي تأثير، ومهما حصل من تواصل إقليمي فهذا لن يعيدها إلى سابق عهدها. وتعتبر مصادر لبنانية رفيعة، أنه لا يمكن لسورية أن تعود إلى لعب دور مؤثر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويستبعدون إمكانية وصول مرشح حليف لها إلى الرئاسة على الرغم من رهانات الكثيرين على ذلك. كل هذه المسارات، لا بد أن تصب في خانة واحدة هي ملف ترسيم الحدود، إذ يفترض أن يتجدد البحث به في الفترة القريبة المقبلة مع ترقب لزيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لإسرائيل، ثم للبنان لتقديم مقترح خطي نهائي يفترض بالطرفين الموافقة عليه. في هذا السياق، أعلنت وسائل إعلام أن إسرائيل قدمت من خلال الوسطاء عرضاً جديداً للبنان لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية، وأكدت، وفق القناة الإسرائيلية الرابعة، للوسطاء أنها لن تتنازل عن منصة كاريش، التي بدأت تشغيلها لاستخراج النفط والغاز، في وقت نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع فيديو قالت إنها تظهر تهديدات من عناصر حزب الله. وتقول المصادر المتابعة، إن المقترح الإسرائيلي ينص على إمكانية تأجيل توقيع اتفاق الترسيم مع استمرار إسرائيل بالعمل في كاريش؛ مقابل السماح للبنان بالعمل على التنقيب داخل حدوده، وبذلك يتم تجنيب التصعيد. كما يتضمن الاقتراح أن تدخل بواخر التنقيب إلى حقل قانا بتنسيق مع الإسرائيليين والحصول على إذن منهم للدخول والعمل، هذا الأمر رفضه لبنان، مؤكداً أنه يمكن فقط إخطار الإسرائيليين بدخول البواخر بدون انتظار الموافقة أو الحصول على إذن.

مُساجَلات الليل الساخن بين ميقاتي وباسيل تخمد «بصيص» الأمل بالحكومة العتيدة

ترسيم الحدود مع إسرائيل في مرمى «مُضارَبات ديبلوماسية»

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |..... ... مَن سيتحمّل مسؤوليةَ إفشالِ مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل وتالياً جعْل «الميْدان» منصّةً لتفاوُض «بالنار»، بيروت أو تل أبيب؟ وعلى عاتق مَن سيقع حِمْلُ حرْق الجسور الأخيرة التي يمكن أن توفّر «مَمَراً آمناً» لانتخاباتٍ رئاسية - «بعد فراغ» - عبر حكومةٍ مكتملة الصلاحيات وتالياً وضْع «بلاد الأرز» في فم فوضى شاملة، رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه أم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي؟......

سؤالان تقاطعا أمس في بيروت على وقع إشاراتٍ متضاربة محمَّلة بالشيء وعكسه حيال مآل مفاوضات الترسيم ومهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، كما على وهج رياح مُعاكِسة سرعان ما «انقضّتْ» على مناخاتٍ إيجابية بدت «لقيطة» في ما خص ملف تأليف الحكومة. ورغم الأجواء التي رُوّجت في وسائل إعلام اسرائيلية في الساعات الماضية عن «أن هناك تسوية دائمة أقرب من أي وقت (في شأن الترسيم مع لبنان)، ويُتوقع توقيعها قريباً»، فإنّ التقييم السائد لدى أوساط متابعة لهذا الملف في بيروت مازال عند أن من الصعوبة بمكان تَصَوُّر أن يقدّم الإسرائيليون، على ما قال إعلامهم إنه «تنازلات مؤلمة» وذلك قبل الانتخابات التشريعية، وأيضاً منْح ما قد يكون نقاط «bonus» لإيران بحال مضى الاتفاق النووي نحو مسار إحيائه. وإذ توقفت الأوساط عند ما أبلغه رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أنه يعارض العودة إلى الاتفاق النووي «ولن يتقيد به»، وذلك عشية توجّه مستشار الأمن القومي إيال حولاتا اليوم إلى واشنطن لإجراء محادثات حول «التهديد الإيراني» وملف الترسيم مع لبنان، استوقفها أيضاً تسريبُ الإعلام الاسرائيلي ان مرتكزات التفاؤل بقرب توقيع اتفاق الترسيم تقوم على أن «تتنازل إسرائيل عن مقطع داخل البحر مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قرباً من الشاطئ». واعتبرت الأوساط أن بيروت سبق أن رفضت أي مقايضات على الرقعة الزائدة جنوب الخط 23 التي تمنحها كامل حقل قانا مع كل رقعة النزاع الواقعة بين الخطين 1 و23، وتالياً هي تنتظر جواباً خطياً على «آخِر كلام» سمعه هوكشتاين في لبنان في حضرة الرئيسين عون وميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري. من هنا، رأت الأوساط أن الأجواء عن اتفاقٍ وشيك تنطوي على مبالغاتٍ، إلا إذا طرأت مفاجأة لم تكن في الحسبان، مشيرة إلى ما نقلته وكالة «الأناضول» أمس عن مصدرٍ سياسي لبناني رفيع من أن «بيروت لم تتبلغ أي موقفٍ في شأن اتفاق مُرتقب لترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي»، وذلك في موازاة محاولة تل أبيب ممارسة لعبة «العصا والجزرة» عبر إشاعة مناخاتِ تفاؤل وفي الوقت نفسه التلويح بأنها لن تتنازل في مسألة حقل «كاريش» وأنها تأمل «ألّا تضطر للدخول في حربٍ مع لبنان، لأن ذلك سيُشكل مأساة للدولة اللبنانية ومواطنيها» وفق ما أعلن وزير دفاعها بيني غانتس. وعلى وقع استنفارات متبادلة على طرفيْ الحدود الاسرائيلية - اللبنانية، وتكريس الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في إطلالته مساء أمس، في مشهدية غير مسبوقة احتفالاً بانتصار حرب يوليو 2006 وبأربعين عاماً على انطلاقة حزبه، معادلة الردع التي تتمحور حول «كاريش» وأن لا استخراج منه في سبتمبر ما لم يكن جرى التوصل لاتفاق الترسيم والإفراج عن حق لبنان في استثمار بلوكاته النفطية كاملة، فإن الأوساطَ عيْنها بقيتْ على اقتناعها بأن سبتمبر لن يحمل ترسيماً بحرياً لاعتباراتٍ اسرائيلية بالدرجة الأولى ولا حرباً لا يريدها الحزب ولا تل أبيب، وأن الأجواء الإيجابية لا تعدو كونها حتى الساعة «مضاربات ديبلوماسية» لرمي كرة المسؤولية عن ترحيل هذا الملف. وعلى جبهة الأزماتِ اللبنانية، لم تتأخّر «شياطينُ التفاصيل» في «التهام» هبّةِ التفاؤلِ القصيرةِ التي لفحتْ مسارَ تأليف الحكومة الجديدة والتي بدت في إطار لعبة تقاذُف كرة المسؤولية عن إيصال البلاد إلى مرحلة الفراغ الرئاسي (ابتداء من 31 اكتوبر المقبل) الذي ترتفع أسهمه يوماً بعد يوم، من دون وجودِ حكومةٍ مكتملةِ المواصفات، ما يجعل حكومةَ تصريف الأعمال الحالية (برئاسة ميقاتي) مرشّحةً لترِثَ صلاحياتِ الرئاسة الأولى، الأمر الذي يشي بإمكان فتْح «صندوقة باندورا»، دستورياً وسياسياً وربما أمنياً في مرحلةٍ مفتوحةٍ أيضاً على مزيدٍ من الانهيارات المالية والمعيشية. وفي حين شكّلت مُساجَلات الليل الساخن بين ميقاتي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ضوءاً أحمر جديداً بوجه مسار التأليف، فإن دوائر عليمة ما زالت تعتبر أن الواقعَ الداخلي حتى اكتوبر المقبل سيبقى محكوماً، ما لم يطرأ عامِلٌ «قاهِر»، بمعادلةِ: لا حكومة جديدة ولا رئيس في الموعد الدستوري (مهلة الانتخاب بين 31 اغسطس و31 اكتوبر) وأيضاً لا اشتباك دستورياً - سياسياً وربما أكثر سيشكّله أي انزلاقٍ لـ «الرؤوس الحامية» نحو خياراتٍ مثل حضّ رئيس الجمهورية على عدم مغادرة قصر بعبداً في نهاية ولايته بحجة وجود حكومة تصريف الأعمال. وترى الدوائر أن أي محاولاتٍ لإرساءِ معادلاتٍ من نوع «تأبيد التكليف (لميقاتي) وإبقائه في الجيْب سيعني التمديد الاضطراري لبقاء عون في قصر بعبدا» لا تحظى بغطاءٍ من «حزب الله»، ما يجعلها تالياً ورقة تهويل من ضمن «الحرب النفسية» الراميةِ إلى تقويةِ شروطِ باسيل في الملف الحكومي توطئةً لتعزيز موقعه في المنازلة الرئاسية التي بات واقعياً خارجها. ووفق هذه الدوائر، فإن هذا البُعد هو الذي يفسّر رفْض فريق عون ما طرحه ميقاتي لجهة الإبقاء على تشكيلة حكومة تصريف الأعمال الحالية كما هي والتراجع عن انتزاع حقيبة الطاقة منه وعن استبدال الوزير وليد فياض فيها، والاكتفاء بتغيير وزيريْ المهجّرين عصام شرف الدين والاقتصاد أمين سلام، وهو ما سرت معلومات عن أنه قوبل بإصرارٍ على أن يسمّي عون الوزيرين الجديدين أو أيضاً استبدال وزير مسيحي إضافي، الأمر الذي جرى ربْطه بلعبة التوازنات في الحكومة ومَن يُمْسِك بالثلث المعطّل منفرداً. كما أن هذه الدوائر وضعتْ طرْحَ عون المُوازي بتوسيع الحكومة نفسِها من 24 إلى 30 على أن يضاف إليها 6 وزراء سياسيين في الإطار عيْنه الهادفِ إلى إطلاق يدِ باسيل في «الحكومة الرئاسية» وجعْلها بمثابة «بدَل عن ضائع» هو كرسي الرئاسة التي يريد باسيل أقله أن يكون «صانعها». وكان ليل الأحد وبعد تقارير إعلامية اتّهمتْ رئيسَ «التيار الحر» بإفشال محاولة الرئيس المكلف استيلاد الحكومة في ضوء اللقاء الأخير الذي عُقد بين عون وميقاتي، شهد «معركة بيانات» بدأت بنفي باسيل ما قال إنه «تلفيقات وأكاذيب» اتّهم ميقاتي بها و«بعدم المبالاة للتأليف» وبأن «موقفه غير المبالي هذا سيتغيّر فور تغيّر موقف داعميه وموجّهيه». وسرعان ما ردّ المكتب الاعلامي لميقاتي، وذكر «يبدو أن صيف اليونان أضرّ بباسيل، فحاول التنصل من مسؤوليته المباشرة عن تعطيل تشكيل الحكومة، وفق ما أوردت»قناة الجديد«في نشرتها، بتوجيه سهامه عمداً الى الرئيس المكلف». واعلن «ان تعطيل الحكومة يتحمل مسؤوليته باسيل مباشرة، وكل اتهامات باطلة لن تفيده في شيء» وأن «على باسيل أن يفهم أن الحكومة لن تؤلف الا وفق الأصول الدستورية وبالتعاون بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حصراً، وابتداءً من هذه اللحظة فليساجل باسيل نفسه في المرآة وانتهى الكلام». وعاد باسيل وردّ بأنه «كان ينبغي على رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يلتزم منذ البداية بما كتبه له مستشاره الإعلامي، وهو أن يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهوريّة، لكان وفّر على البلد كل هذا الوقت الضائع، في حين أنّ ميقاتي أتى الى رئيس الجمهورية بتشكيلة جاهزة، بلا تشاور أو نقاش، وهو يعرف انّها لن تمرّ وسيغيّرها، وفق الأصول، حين تأتي الساعة. بكل الأحوال، سهرانين والقمر منوّر والحقيقة ساطعة».

عون يخيّر ميقاتي: تأليف أو سحب التكليف!

حرب اجتهادات دستورية في حالة الفراغ الرئاسي: عون قد يشكّل حكومة أو يسحب التكليف من ميقاتي

الاخبار... في ظل الانقسام السياسي الحاد حول الاستحقاقات الدستورية الداهمة، يبدو أن البلاد مقبلة على مواجهة من نوع مختلف تدور حول التفسيرات والاجتهادات والتجاوزات الدستورية. ذلك أن الأمر لا يرتبط فقط بمعركة الصلاحيات، بل بكيفية إدارة البلاد في حالة الشغور الرئاسي، خصوصاً أن الجميع يتصرف على أساس أن الانتخابات الرئاسية قد لا تحصل في موعدها، ما يجعل النقاش حول من يدير البلاد في المرحلة الانتقالية هو العنوان الرئيسي. عملياً، العودة إلى إثارة ملف تشكيل الحكومة من جديد تتصل أساساً بالمخاوف من انقسام كبير حول الأولويات، لا سيما أن الرئيس ميشال عون ومعه التيار الوطني الحر وآخرون، يتهمون الفريق المقابل الذي يتألف علناً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالعمل على فرض أمر واقع عنوانه منح حكومة تصريف الأعمال صلاحيات دستورية تتيح لها قيادة البلاد. وبحسب المصادر، فإن هذا الفريق يستعين عملياً بقوى خارجية، إذ تظهر الاتصالات التي تقوم بها عواصم خارجية، من السعودية وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، أن كل هؤلاء يركزون على الملف الرئاسي، ويبحثون في مواصفات أو أسماء المرشحين المفترضين للرئاسة، ويتجاهلون تماماً الحديث عن ضرورة قيام حكومة كاملة المواصفات الآن. ويتابع المعنيون أن القوى الداخلية الرافضة لتشكيل حكومة متوازنة تستفيد من هذا المناخ الخارجي. لكنها تشير إلى أن هذا الأمر قد يتسبب بمواجهات غير محسوبة بدقة. إذ تسود الأوساط المسيحية عموماً، وفي بكركي أيضاً، كما قوى وشخصيات، أجواء أنه لا ينبغي السكوت عن قضم الصلاحيات العامة من خلال منح حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن القبول بهذا الموقف سيتسبّب بتوجيه ضربة جديدة إلى اتفاق الطائف وبمشكلة جديدة بين اللبنانيين. تسود الأوساط المسيحية، بما فيها بكركي، أنه لا ينبغي السكوت عن منح حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئيس وفي هذا السياق، يبدو أن الجميع يناقش الخطوات المفترض العمل عليها منذ الآن لمنع الوقوع في المحظور. وتلفت المصادر إلى أن الرئيسين بري وميقاتي فاتحا مسؤولين ووزراء بأن لديهما فتاوى دستورية تؤكد إمكان منح حكومة تصريف الأعمال قوة العمل كحكومة كاملة المواصفات في حالة الشغور الرئاسي. لكن بري وميقاتي سمعا من زوارهما أن لعبة الفتاوى والاجتهادات الدستورية لا تنحصر في ملعب واحد. وأن تجاوز الدستور سيدفع الآخرين إلى البحث في خطوات مشابهة. وتردد، بقوة، أن هناك قوى وازنة في الوسط المسيحي تدعو من الآن إلى وضع خيار أساسي مفاده بقاء الرئيس عون في منصبه إلى حين قيام حكومة كاملة المواصفات أو انتخاب رئيس جديد. مصادر قريبة من القصر الجمهوري أكدت أن الرئيس عون غير معني بالبقاء في بعبدا بعد انتهاء ولايته، وهو أبلغ كل المعنيين بأن هذا خياره. لكن المصادر قالت إن الخيارات البديلة قد تكون مفتوحة أمام أمور أخرى غير فكرة البقاء في القصر.، مشيرة إلى أن النقاش يدور حول خيارات بديلة. وأضافت أنه في حال قرّر الفريق الآخر مخالفة الدستور من خلال منح حكومة تصريف الأعمال صفة القادرة على القيام بمقام رئيس الجمهورية، فإن الرئيس عون قادر على أمرين، الأول هو إسقاط التكليف الذي حصل عليه ميقاتي ودعوة المجلس النيابي إلى استشارات جديدة يتم بموجبها اختيار رئيس آخر للحكومة يمكنه تأليفها سريعاً. والثاني هو البحث في طريقة تتيح لرئيس الجمهورية تشكيل حكومة بديلة تتولى إدارة البلاد في حالة الشغور الرئاسي. ومع أن المصادر نفسها تقر بأن هذه الخطوات «قد تكون محل تشكيك في دستوريتها من قبل أطراف أخرى، إلا أنه لا يمكن السكوت عن مخالفة دستورية فاضحة يقوم بها الطرف الآخر». وقالت المصادر إن «الحل الواقعي المتاح في كل لحظة، هو لجوء الرئيس المكلف إلى فتح نقاش واقعي ومثمر مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة جديدة خلال الأيام المتبقية قبل أول أيلول المقبل».

«حرب بيانات» بين ميقاتي وباسيل تعرقل مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية

جهود للتهدئة قبل محاولة استئنافها

بيروت: «الشرق الأوسط».... تراجع التفاؤل بإمكان تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، إثر السجال وحرب البيانات بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بعدما كانت المعلومات قد أشارت إلى تقارب بين ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون وتوجه لعقد لقاء قريب ومفصلي بين الطرفين خلال الأيام المقبلة. وقال مصدر حكومي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجرّة كُسرت تماماً بين ميقاتي وباسيل الذي يمثّل الخلفية الحقيقية لمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون»، بينما اعتبرت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن السجال الذي حصل بين ميقاتي وباسيل قد ينعكس على المشاورات الحكومية، لكنه لن يطيح بها. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن ما حصل (السجال) لم يكن مريحاً لكنه لن يطيح بالجهود المبذولة لتأليف الحكومة، لأن هناك تصميماً على إيجاد حل للأزمة الحكومية لأسباب داخلية وخارجية». وأضافت: «يمكن القول إن السجال قد يفرمل مؤقتاً الاتصالات بعدما كانت هناك اندفاعة قوية خلال نهاية الأسبوع، لكن القرار بتشكيل الحكومة موجود وهناك سعاة خير ووسطاء لن يوقفوا مهمتهم، وينتظر أن تأخذ الأمور نحو 48 ساعة للتهدئة على أن تستأنف الاتصالات مجدداً». وفي ظل هذه الظروف السياسية والتوتر الحاصل، دعا المكتب السياسي لحركة «أمل» في اجتماعه الدوري إلى «ضرورة اختزال كل الخلافات الضيقة والحسابات الخاصة وحالة رفع منسوب التوتر عبر البيانات والتسريبات عالية النبرة في لحظة اقتراب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية التي تستدعي الانخراط الجدي في حوار مسؤول يؤمن تحقيق الاستحقاق الدستوري»، مؤكداً أن ذلك «لا يعفي المعنيين من الإقلاع عن لعبة استنزاف الوقت من أجل عدم تشكيل حكومة عتيدة». وأضافت حركة «أمل» أنها «ترى أنه على الرغم من الوقت الضيق فإنه في حال خلصت النيات يمكن إنجاز هذا الاستحقاق». وكان قد نشب سجال عالي السقف وحرب بيانات بين ميقاتي وباسيل مساء يوم الأحد، على خلفية نشر قناة «الجديد» معلومات مفادها أن الأخير تدخّل وأطاح بالإيجابية التي اتّسم بها الاجتماع الأخير بين عون وميقاتي، مطالباً بالثلث المعطل في الحكومة، وهو ما استدعى رداً من باسيل متهماً ميقاتي بتسريب ما سمّاها «التلفيقات والأكاذيب المعروفة المصدر التي لن تفيد صاحبها رئيس الحكومة المكلّف ولا تعفيه من مسؤوليته الكاملة عن عدم التأليف، مع العلم أن موقفه غير المبالي بالتأليف سيتغيّر فور تغيّر موقف داعميه وموجّهيه». وهذا الكلام استدعى رداً من المكتب الإعلامي لميقاتي الذي قال، في بيان له: «يبدو أن صيف اليونان أضر برئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل، فحاول التنصل من مسؤوليته المباشرة عن تعطيل تشكيل الحكومة، بتوجيه سهامه عمداً إلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي». وأكد أن ميقاتي يستخدم الأسلوب المباشر والواضح في الكشف عن أي معلومة أو موقف يريد إعلانه، وأن تعطيل الحكومة يتحمل مسؤوليته باسيل مباشرة. واستمرت الردود من قبل باسيل الذي قال، في بيان: «أجمل ما في دولة الرئيس النجيب (أسلوبه المباشر والواضح) فهو معروف ومشهود له بالصدق والصراحة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالثروات أو الصفقات، واليخوت أو الآليات في اليونان أو في الدولار الجمركي...»، واعتبر أن الرئيس المكلف «سيؤلّف حكومة وفق الأصول عندما يفهم أنه لم يعد ينفعه إلقاء الملامة على غيره». ليعود بعدها ميقاتي ويرد على رد باسيل، مؤكداً أنه «ينبغي الإيضاح والتأكيد أن على باسيل أن يفهم أن الحكومة لن تؤلّف إلا وفق الأصول الدستورية وبالتعاون بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف حصراً. وابتداء من هذه اللحظة فليساجل باسيل نفسه في المرآة.. انتهى الكلام».

لبنان يتفادى «مؤقتاً» اضطرابات رفع الدولار الجمركي... والتضخم يتفاقم

المحروقات تؤرق المستهلكين قبل ضغوط «مصاريف الخريف»

الشرق الاوسط.... بيروت: علي زين الدين....يشهد مؤشر التضخم في لبنان اندفاعة غير مسبوقة على المستويين الشهري والتراكمي، بفعل تجمع استثنائي للعوامل المحفزة وبدفع من توجهات الحكومة لرفع قيمة الدولار الجمركي بنحو 13 ضعفاً، وتسريع إجراءات البنك المركزي في التخلي عن الدعم الجزئي لمادة البنزين، فضلاً عن التأثيرات التلقائية لموجة التضخم في العالم، ربطاً بتداعيات حرب أوكرانيا. وفي تطور بارز ومتصل، أبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفداً من الهيئات الاقتصادية بأن موضوع الدولار الجمركي يلزمه اقتراح قانون من مجلس النواب، وبأنه على المجلس أن يتخذ قراراً في شأنه. وبذلك فرض التهيب الحكومي والسياسي، بحسب مصادر معنية، تأخير البت في هذه الخطوة إلى أمد غير محدد تخوفاً من اضطرابات تنتج عن تفاعلاتها الكارثية على المستوى المعيشي، وبالتالي وجوب المساهمة، ولو نسبياً، في «تبريد» الحماوة المشهودة التي تشهدها أسواق الاستهلاك، بعدما تفاعلت مع رفع السعر بوصفه أمراً واقعاً ومرتقباً خلال أيام قليلة. وبالفعل، بدا المشهد المعيشي مقبلاً بسرعة غير عادية على وقائع كارثية عشية الدخول في موسم الخريف الذي يفرض مصاريف مستجدة ووازنة على موازنات الأسر المنهكة أساساً، لا سيما بينها المخصصات المطلوبة للمدارس والجامعات وتحضير احتياجات التدفئة لفصل الشتاء، ومعها الاحتياجات التموينية التقليدية والتي تشكل إنفاقاً ضاغطاً بقوة وبالأخص في المناطق الريفية والجبلية. ومعلوم أن المعدل التراكمي لارتفاع أسعار الاستهلاك بلغ مستوى 1300 في المائة خلال 3 سنوات متتالية من الانهيارات المستمرة نقدياً ومالياً. وحتى قبل التحقق من علو موجة الغلاء المستجدة، الذي تقول مصادر وزارية واقتصادية إنه قد يتراوح بين 20 و30 في المائة جراء قرار رفع سعر الدولار الجمركي، سجل مؤشر أسعار الاستهلاك في لبنان، وفق إدارة الإحصاء المركزي التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، ارتفاعاً بنسبة 50 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، مراكماً بذلك نسبة بلغت 169 في المائة على مدار سنة قياساً بمستوى المؤشر في الفترة عينها من العام الماضي. وفي الوقائع المستجدة للمؤشر التي ستضاف إلى حصيلة الشهر الحالي، تسجل أسعار المشتقات النفطية كافة ارتفاعات متتالية، ربطاً بارتفاع سعر تداول الدولار في الأسواق غير النظامية، والتي تعكس سعر الصرف الواقعي للعملة الوطنية من جهة، وأيضاً إقدام البنك المركزي على الخفض المتدرج لحصة الشركات المستوردة من التصريف عبر منصة «صيرفة» والتي توفر الدولار النقدي (البنكنوت) بسعر نحو 27 ألف ليرة حالياً، مقابل نحو 34 ألف ليرة للسعر الرائج في المبادلات. وتعلو الهواجس لدى المستهلكين من تكريس التوجه إلى اعتماد سعر للمحروقات يبلغ نحو 20.5 دولار لكل صفيحة بنزين (20 ليتراً)، مما يرفع السعر فوراً بنسبة تتعدى 15 في المائة. وفيما أكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، أن «المصرف المركزي يواصل سياسة رفع الدعم التدريجي عن البنزين»، صدر أمس جدول الأسعار مع تعديل في نسبة الدولار المدعوم والمؤمن من قبل «مصرف لبنان» وفقاً لمنصة «صيرفة»، من 70 إلى 55 في المائة. وبذلك ارتفع سعر صرف الدولار للنسبة غير المدعومة والبالغة 45 في المائة والتي تجري تغطيتها عبر الأسواق الموازية من 33.15 ألف ليرة إلى 33.95 ألف ليرة. وليست الأحوال بأفضل في أسواق الاستهلاك، حيث تغيب، بشكل شبه تام، عمليات الرقابة والتحقق في شكل رسمي من توسع نطاق التسعير العشوائي والاحتكارات، بينما يلمس المواطنون، وفق ما رصدت «الشرق الأوسط»، ارتفاعات محمومة تطرأ يومياً على أسعار المواد والسلع كافة وبنسب تعدت متوسطاتها 20 في المائة خلال أسبوع واحد بذريعة تقهقر سعر الليرة والاحتساب المسبق لارتفاع سعر الدولار الجمركي، فضلاً عن تقنين التسليمات إلى السوبر ماركت ومحلات البيع بالتجزئة توخياً من كبار المستوردين والتجار لتحقيق أرباح إضافية لأن البضائع المخزنة محتسبة على السعر الرسمي للدولار الجمركي قبل رفعه المرتقب. وفي حين حذر نقيب مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، من «كارثة في الأسعار في حال ارتفاع الدولار الجمركي ودولار السوق السوداء معاً»، أشار إلى أن «ارتفاع أسعار البضائع الذي يترافق مع ارتفاع سعر الصرف هو حماية للرساميل وليس ربحاً». ورداً على سؤال عن اعتماد التسعير بالدولار، قال إن «جدلاً يدور في هذا الإطار، لا سيما أن قانون حماية المستهلك يفرض الدفع بالليرة».

أهالي مفقودي «زورق الموت» يريدون «الجثث» أو «الحقيقة»

غواصة تبحث عنهم توقفت عن العمل بسبب ارتفاع موج البحر

الشرق الاوسط.... بيروت: سوسن الأبطح.. كان رائد الدندشي على متن أحد القوارب التي انطلقت من مرفأ طرابلس في الصباح الباكر أمس، لمواكبة عمل غواصة طال انتظارها، استجلبت خصيصاً للبحث عن المفقودين الذين غرقوا في «زورق الموت» قبل أربعة أشهر وتحديداً في 23 أبريل (نيسان) الماضي، وبقوا من حينها في قعر الماء على عمق يقدّر بـ470 متراً، ولم يتمكن أحد من انتشالهم. ولكن ما كاد أهالي المفقودين، يتنفسون الصعداء، مع انطلاق عمل الغواصة، حتى أعلن عن توقف البحث دون أن تتمكن من القيام بمهمتها. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على «تويتر» عن «تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس بسبب ارتفاع موج البحر ما قد يهدد سلامة الغواصة وطاقمها». ورغم التعليقات التي انطلقت متهمة المسؤولين بعدم الجدية، لأن حالة الطقس ليست مفاجئة ويمكن معرفتها سلفاً، فإن أحد البحارة المواكبين للمهمة أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان من الضروري إيقاف العمليات «لأن الونش الذي كان يحمل الغواصة، يمكن أن يتعرض للاهتزاز والانقلاب». رائد الدندشي نجا بأعجوبة من الحادثة يومها، وغرقت زوجته وعثر على جثة ابنه بهاء (8 سنوات) وبقيت ابنته (غزل 13 سنة) في عداد المفقودين. يقول رائد: «الروح أصبحت عند ربها، لكن الله قد يكرمنا، وقد نعثر على جثثهم كما هي، أو لا نجد أحداً. كل شيء ممكن. وفي حال لم تبرد قلوبنا بالعثور عليهم، بمقدور هذه الغواصة أن تصوّر على عمق سحيق، وتأتينا باللقطات التي توضح أن المركب قد انكسر بالفعل، وأنه تعرض لاعتداء، ولم يغرق وحده كما يقولون. فمعرفة الحقيقة، مسألة جوهرية بالنسبة لنا». وكان الناجون وأهالي الضحايا في الحادثة التي وقعت قبل أربعة أشهر، قد اتهموا عناصر في الجيش اللبناني بمطاردتهم بزورق، في محاولة لثنيهم عن إكمال طريقهم إلى أوروبا، وأنه صدمهم عمداً، ما تسبب بغرق ما يقارب 32 شخصاً بقوا في عداد المفقودين، وتم إنقاذ 45 آخرين، فيما انتشلت 6 جثامين. وأصيبت عائلة الدندشي التي تسكن منطقة الريفا في طرابلس بالألم الأكبر. كان على متن المركب رائد الدندشي مع أخويه عميد وبلال وجميعهم مع نسائهم وأطفالهم. نجا عميد وزوجته، وفقدا أولادهما الثلاثة، كما نجا الشقيق الثالث بلال، وفقد زوجته وولديها ليث ورزان. 7 أطفال لعائلة واحدة وزوجات، وعدد من الأقرباء الآخرين، مما يرفع عدد ضحايا عائلة الدندشي إلى عشرة. يقول رائد الذي بقي له من عائلته أربعة أولاد يعيلهم دون والدتهم التي توفيت: «هل يعقل أن أشخاصاً عاديين، وجمعية لبنانية في أستراليا، تمكنت من الإتيان بغواصة، ومساعدتنا، ولم نر مبادرة من رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة ابن طرابلس، ولا كلمة عزاء. اليوم تحديداً، كل لبنان من شماله إلى جنوبه، كان متأثراً يتابع أخبار الغواصة، ورئيس حكومتنا، لم يصدر بياناً!». أما مازن منذر طالب (24 سنة) الذي ينتظر انتشال أمه (48 سنة) ووالده (48 سنة) وشقيقيه الأكبر (26 سنة) والأصغر (10 سنوات)، فلم يتمكن من دخول المرفأ ومواكبة العمليات، لأن عدد الذين سمح لهم بالإبحار من الأهالي ومرافقة الجيش في عمليات البحث، محدود. وبقي هو على مسافة يعاين الغواصة من بعيد. يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يريد أن يفقد الأمل رغم توقف عمل الغواصة، مشيراً إلى أنه كله أمل أن يعود البحث مع انبلاج الضوء. وعقد قائد القوات البحرية في لبنان العقيد الركن هيثم ضناوي مؤتمراً صحافياً في القاعدة البحرية في مرفأ طرابلس صباح أمس، تناول فيه تفاصيل مهمة غواصة الإنقاذ التي انطلقت من مرفأ طرابلس عند الساعة السابعة والنصف باتجاه موقع غرق «زورق الموت»، وقال إنها «ستبدأ عملها نحو الساعة العاشرة صباحاً مبدئياً بحثاً عن الزورق والضحايا. وأوضح: «العملية هي نتيجة تضافر جهود من قبل المواطنين اللبنانيين، مدنيين وعسكريين، شاركوا بجعلها واقعاً». وأوضح أن الغواصة يبلغ طولها 5.68 أمتار وعرضها 2.24 متر وتصل إلى عمق 2180 متراً، مشيراً إلى أن طاقم الغواصة مؤلف من أشخاص هم من يديرونها. وتبقى على اتصال دائم مع مدير الغواصة، وهي غير موصولة بأسلاك إلى السطح وبالتالي تذهب لتنفذ كامل مهمتها وتعود مع التسجيلات والملاحظات.

مبادرة «التغييريين» الرئاسية تلحظ انتخاب رئيس «سيادي»

الإعداد لورقة تُعرَض على القوى السياسية والرأي العام اللبناني

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... من المفترض أن ينتهي نواب التيار المدني الجدد من إعداد ورقة سياسية ستكون أشبه بمبادرة لضمان حصول الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها، مطلع شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لتواكب زمن الاستحقاق الرئاسي الذي يحدده الدستور بالشهرين اللذين يسبقان انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأعلن النواب «التغييريون» الـ13 في خلوة عقدوها الجمعة الماضي، أنهم توافقوا على إطلاق مبادرة تطرح مقاربة متكاملة لهذا الاستحقاق. وكلفوا النائبين ميشال دويهي وملحم خلف «تحضير الوثيقة وإنجاز صياغة المبادرة». ويقول النائب دويهي لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة تقوم بشكل أساسي على «استعادة الممارسة السياسية الصحيحة، بحيث من غير المقبول أن يُحسم مصير هذا الاستحقاق تاريخياً في الربع ساعة الأخير وفي الكواليس والغرف المغلقة سواء في الداخل اللبناني أو في الخارج»، لافتاً إلى أنه «حتى ولو كان الدستور لا يلحظ أن يتقدم الراغبون بتولي هذا المنصب بترشيحاتهم كما هي الحال في الانتخابات النيابية، إلا أنه من الواجب أن يكون هناك مرشحون واضحون يعلنون برامجهم الانتخابية ورؤيتهم سواء بالموضوع السيادي أو الاقتصادي وغيرهما من الملفات الأساسية ليختار النواب على ضوء هذه البرامج من يعتقدون أنه يجب أن يتبوأ سدة الرئاسة». ويضيف دويهي «هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون، فبعد ثورة 17 أكتوبر 2019، والانهيار الاقتصادي والانتخابات النيابية الأخيرة، بات يفترض أن يكون لدينا رئيس من نوع آخر، مختلف عن المرشحين الذين تتداول بأسمائهم منظومة الحكم. رئيس يخرجنا من الأزمة فيكون واضحاً وحازماً ويتمتع بالنضوج السياسي الكافي، لا أن يكون رئيس إدارة أزمة لأن ذلك سيعني أننا سنكون على موعد مع مزيد من التقهقر والانهيارات». ويوضح دويهي، أن الورقة التي يتم إعدادها «تلحظ وجوب أن يعيد الرئيس الجديد علاقات لبنان بمحيطه العربي والدولي ويعطي ثقة للبنانيين أنفسهم بأن هناك أملاً بالإنقاذ، ويتمسك بالحياد وإخراج لبنان من صراعات المنطقة»، لافتاً إلى أهمية أن يكون «جريئاً وواضحاً في التعامل مع خطة التعافي والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وبخاصة بمجال تحديد الخسائر وحماية الناس». ويضيف «رئيس البلاد يجب أن يكون رئيس كل السلطات فلا يكون طرفاً سياسياً كما هو الحال اليوم، فلا يطالب بوزراء ونواب أو حتى بمختار». ويشرح دويهي، أنه سيتم عرض الورقة التي ستجيب عن سؤال أساسي، وهو «أي رئيس نريد» على مختلف القوى السياسية، وإشراك الرأي العام اللبناني من ناشطين وصحافيين وطلاب بها من خلال الوقوف عند آرائهم والأخذ بملاحظاتهم، مشيراً، رداً على سؤال، إلى أن «الموضوع السيادي أولوية بالنسبة لنا، فلا سجال أو نقاش بأن أي رئيس يجب أن يؤيد حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية. نحن لا نريد أن ندخل في انقسام (8 و14 آذار)، والمؤكد أننا لن ننتخب مرشحي المحاور ولن نؤيد رئيساً رمادياً إنما رئيساً بمواقف واضحة». ويعي نواب «التغيير» أن مبادرتهم هذه طموحة، وأن القوى السياسية قد لا تأخذ بها، لكنهم يرفضون الخضوع للواقع الحالي دون مجرد محاولة أحداث خرق في جدار أزمة رئاسية تلوح بالأفق خاصة بعد المواقف المتشددة لكل من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. إذ يشدد الأول على وجوب أن يكون لأي رئيس مقبل كتلة نيابية «وازنة» وأخرى وزارية تدعمه، في حين يدعو الثاني إلى انتخاب رئيس «يتحدى «حزب الله» و«التيار الوطني الحر». وفي ظل التوازنات الهشة داخل المجلس النيابي والتي نتجت من الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهدتها البلاد في مايو (أيار) الماضي، يبدو من الصعب تأمين نِصاب قانوني لجلسة انتخاب رئيس (حضور 86 نائباً) من دون التوصل إلى نوع من الاتفاق أو لتسوية معينة بين العدد الأكبر من الكتل النيابية، وإلا ستكون البلاد على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة حينما شهدت البلاد فراغا رئاسياً استمر عامين ونصف عام نتيجة تعطيل «حزب الله» وحلفائه النصاب قبل التوصل لتسوية أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً.

"فرملة" الدولار الجمركي: لا مفرّ من "الطباعة"

بوصعب أخفق في "استنطاق" هوكشتاين... ونصرالله ينتظر "كم يوم بعد"!

نداء الوطن.... تحت ضغط لعبة "شدّ الحبال" على حلبة الترسيم البحري مع إسرائيل، والخشية من انزلاق الحرب النفسية إلى حرب عسكرية ضارية ستشكل حال وقوعها "مأساةً للدولة اللبنانية ومواطنيها" كما توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي أمس في معرض تطرقه إلى احتمال أن "يجرّ "حزب الله" إسرائيل إلى صراع مسلّح"، تولى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب مهمة "استنطاق" الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين قبيل إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء أمس، لكنه وخلال الاتصال المطوّل مع هوكشتاين، أخفق بو صعب في مهمته ولم يتمكّن من أن يحصل "لا على حق ولا على باطل" ولا أن يأتي بالجواب الشافي لـ"حزب الله" عدا عن تكرار تأكيد الوسيط الأميركي متابعة عملية التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين، على أن "يعاود التواصل معه خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصورّه خطياً" حيال الجواب الإسرائيلي على الطرح اللبناني الرسمي. وأمام استمرار الضبابية في أفق الترسيم، أطل نصرالله عبر شاشة الاحتفالية التي أقامها "حزب الله" في ذكرى مرور 40 عاماً على تأسيسه، والتي استُهلّت بعرض مسرحي توثيقي يحاكي عمليات "الحزب" العسكرية والحروب التي خاضها في الجنوب وسوريا، مروراً بحرب تموز من العام 2006 انطلاقاً من لحظة اختطاف الجنود الإسرائيليين واستهداف البارجة الإسرائيلية "ساعر 5"، ليرسم خارطة أهداف "حزب الله" في المرحلة المقبلة "التي تحدد مصيرنا جميعاً"، وفي مقدمها ما يخص "الاستحقاق الداهم خلال الأيام القليلة المقبلة" والمتصل بملف الترسيم البحري مع إٍسرائيل، لكنه آثر التريث في تحديد "إحداثيات" المرحلة بين التصعيد والتبريد على الجبهة الجنوبية... على أساس أنّ من انتظر "عشرات السنين" يستطيع أن ينتظر "كم يوم بعد". أما في العناوين العريضة لتوجّهات "حزب الله" على مستوى الساحة الداخلية، فحسم نصرالله ديمومة معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" في الدفاع عن لبنان، بغض النظر عن ذكرها في البيان الوزاري من عدمه باعتبارها أصبحت "معادلة ثابتة"، مجدداً التشديد على أنّ "الحزب" عازم على "تطوير بنيته ومقدراته العسكرية ومواكبة أحدث التقنيات والتكنولوجيا الخاصة بالتسلح"، وأكد في الوقت عينه الاتجاه نحو "إعادة النظر" في مقاربة التعاطي مع ملف الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وكفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، معرباً في هذا السياق عن التصميم على تحريرها في المرحلة المقبلة وعدم الاكتفاء بالعمليات التذكيرية التي شنها "حزب الله" في المرحلة السابقة، ليجدد القول رداً على انتقاد عبارته "ألله مكلفني" الدفاع عن لبنان في إحدى إطلالاته الأخيرة: "نعم ألله مكلفنا". في الغضون، تتواصل مآسي اللبنانيين وتتوالى مصائبهم المعيشية والاقتصادية والمالية تحت وطأة تفلّت سعر صرف الدولار من عقاله في السوق السوداء، بينما السلطة تستمر في التخبط في مربع السياسات الترقيعية ولا تزال عاجزة عن انتهاج أي خطوة إصلاحية تكبح جماح كرة الانهيار المتدحرجة في مختلف الاتجاهات على الساحة الوطنية، لتواصل في المقابل الاعتماد على أجندة قضم حقوق المواطنين وقصم ظهورهم بأعباء ضرائبية جديدة، واضعةً نصب أهدافها الراهنة مسألة رفع الدولار الجمركي لتعزيز قدرتها على الصمود والبقاء في سدة الحكم. لكن وتحت وطأة موجة الاعتراضات العارمة على تسعيرة الـ20 ألف ليرة المقترحة من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكدت مصادر واسعة الاطلاع "فرملة موضوع زيادة الدولار الجمركي راهناً بانتظار إيجاد تسعيرة تسووية جديدة بين الرؤساء الثلاثة بما يتيح إعطاء الثنائي الشيعي الضوء الأخضر لوزير المالية ليضمّ "التوقيع الثالث" إلى توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة على المرسوم"، مرجحةً في هذا الإطار العودة إلى سعر 12 ألف ليرة للتعرفة الجمركية الجديدة التي كانت "نداء الوطن" قد تفردت بالكشف عنها مطلع آب الجاري. غير أنّ المصادر نفسها، شددت على أنه "بالاستناد إلى المعايير الحسابية العلمية البحتة، قياساً على الالتزامات المالية المرتقبة على الدولة في المرحلة المقبلة، لا سيما في ما يتصل بالزيادات الموعودة لتحسين رواتب موظفي القطاع العام، فإنّ أي تسعيرة جمركية تحت سقف الـ20 ألف ليرة لن يكون بمقدورها تأمين الموازنة بين إيرادات الدولة والمستحقات المترتبة عليها"، مشددةً في ضوء ذلك على أنه "لا مفرّ أمام السلطة سوى اللجوء إلى عملية طباعة الليرة لإنقاذ نفسها والإيفاء بالتزاماتها منعاً للانهيار الشامل في المؤسسات الرسمية، علماً أنّ هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تعاظم التضخم إلى مستويات قياسية سرعان ما ستؤدي إلى امتصاص أي زيادة في رواتب الموظفين العامين".

السيد نصر الله: تهديدات "إسرائيل" بشأن ترسيم الحدود بلا قيمة.. والتطورات الدولية لصالحنا

المصدر: الميادين نت.... الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يتحدث، بمناسبة مرور 40 عاماً على انطلاق مسيرة حزب الله، متناولاً ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وعدداً من الملفات المحلية والإقليمية. قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الإثنين، إن "انتصار عام 2000 أنهى مشروع إسرائيل الكبرى، وأسقط الجيش الذي لا يُقهر". وجاءت كلمة السيد نصر الله خلال مهرجان أقامه حزب الله بمناسبة اختتام فعاليات "الأربعون ربيعاً"، وتخلّله مشهدية عرض فيها أبرز محطات حزب الله، ومشاهد للقادة الشهداء عُرضت بتقنية "الهولوغرام". وأضاف الأمين العام لحزب الله أنّ "من نتائج الصمود الأسطوري في حرب تموز/يوليو، إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وإنهاء مشروع إسرائيل العظمى، ودخول المقاومة على خط استعادة لبنان حقوقه من النفط والغاز". وتابع السيد نصر الله: "لا يتصورنّ أحد أن الحملات الدعائية والضوضاء والتوهين والأكاذيب يمكن أن تفتّ من عزيمة هذه المقاومة. وفي عام 2006، فشلوا في سحق المقــاومة، بل خرجت أقوى وأشد وأصلب"، مؤكداً أنّ "المقاومة ذاهبة في اتجاه تطوير البنية والمقدرات العسكرية لمواكبة التطورات على مستويَي الأسلحة والتكنولوجيا". وأكد الأمين العام لحزب الله، في كلمته، أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة باتت ثابتة، سواء أُدرجت في البيان الوزاري أو لم تُدرَج. والعمل على تحرير سائر الأرض اللبنانية المحتلة مسؤولية وطنية. ومن مسؤولياتنا، في المرحلة المقبلة، تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان، أرضاً وشعباً وثروات. والمطلوب العمل على تحرير سائر الأرض اللبنانية المحـتلة". وبشأن ملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، قال السيد نصر الله إن "التهديدات الإسرائيلية بخصوص الترسيم لا قيمة لها، فقرارنا وتوجهنا واضحان، وننتظر الأيام المقبلة لنبني على الشيء مقتضاه". وشدّد الأمين العام لحزب الله، خلال كلمته، على أن "قضية فلسطين جزء من دين هذه الأمة وثقافتها وشرفها وعرضها، ولا مكان فيها للتخلي ولا للحياد أو التراجع"، لافتاً إلى أن "الأصل في استراتيجيتنا، تجاه القضية الفلسطينية، هو الرهان على ثورة الشعب الفلسطيني ورفض التوطين والتطبيع". وقال السيد نصر الله إن "رهاننا هو على الشبّان، من أمثال شربل أبو ضاهر وناديا فواز، اللذين رفضا اللعب مع الإسرائيلي". وأكد الأمين العام لحزب الله أن "سوريا هي أساس في محور المقاومة وجبهة الصمود ورفض الاستسلام للشروط الإسرائيلية"، وقال "إننا يوماً بعد يوم، نزداد قناعة بصحة خيارنا وقرارنا الذهاب إلى سوريا"، مشدداً على أنه "إذا تعرضت سوريا لأي موجة جديدة مشابهة، فلن نتردد في الحضور في ميادين المواجهة". وقال السيد نصر الله إنّ "من واجبنا أن نشكر الأخوة في سوريا لأنهم وقفوا إلى جانبنا خلال 40 عاماً، وفتحوا لنا الأبواب، وأمّنوا لنا الحماية، سياسياً ودبلوماسياً وأمنياً. وهذا أمر يجب أن تُشكَر عليه سوريا وقيادتها". وأضاف الأمين العام لحزب الله: "سنبقى جزءاً من محور المقاومة، ونراهن عليه كمحور للقوة القادرة على مواجهة مشاريع الهيمنة والدفاع عن المقدسات"، لافتاً إلى أن "إيران هي القوة الإقليمية الكبرى، التي يستند إليها جميع المقـاومين والمظلومين في المنطقة". وكشف السيد نصر الله أن حزب الله ساهم، ضمن إمكاناته، في محـاربة تنظيم "داعـش" في العراق. وقال إنه "إذا تعرض العراق لذلك مرة جديدة، وطُلب منا (الدفاع عنه)، كما في الأعوام الماضية، فلن نتردد في أن يذهب قادتنا وإخواننا ليقـاتلوا جنباً إلى حنب مع إخواننا (العراقيين) هناك". ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنه "لم تكن لدينا مشكلة في تطوير علاقات لبنان، ولاسيما الخليجية، لكن البعض يريد تحويل لبنان إلى تابع، وهذا ما لا نقبله". وأكد السيد نصر الله أن حزب الله "لن ينجرّ ولن يذهب إلى حرب أهلية أو فتنة مذهبية"، مذكّراً بكمين الطيونة، الذي استُشهد فيه عدد من المواطنين اللبنانيين في إثر إطلاق قنّاصين النار، من على أسطح المباني التي تحصَّنوا فيها، على محتجّين سِلميين عُزّل في منطقة الطيونة. ورأى أن "هناك قضايا تحتاج إلى معالجة، مثل قضية الطيونة، بسبب ارتباطها بالسِّلم الأهلي". وقال الأمين العام لحزب الله "إننا خلال 40 عاماً في لبنان تجنبنا الانزلاق إلى أي حـرب أهلية أو فتنة مذهبية، وهذا ما كان يحضَّر للبنان عام 2005، لكننا تعاونّا مع القوى السياسية لمنع ذهاب لبنان إلى حـرب وفتنة مذهبيتين". ورأى السيد نصر الله، في هذا السياق، أن "الأمن والاستقرار الداخليَّين مسؤولية الدولة وتعاون المكونات المتعددة"، قائلاً إنّ "هناك من يعمل على جرّ المقاومة نحو صدام مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وهذا مشروع أميركي دائم ومعلَن"، مشيراً إلى أنّ "إطلاق النار، خلال تظاهرة جسر المطار، ضد اتفاق أوسلو، لم يكن قراراً من قيادة الجيش، بل هو خرق كبير داخل الموجودين على الأرض". ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن "من جملة الإنجازات الانتقال في العلاقة بين حزب الله وحركة أمل من موقع سلبي إلى موقع إيجابي جداً، وصولاً إلى التكامل. ونحرص على أن تكون العلاقة القائمة بيننا هي علاقة تكامل وتعاون وتوحّد، وخصوصاً بشأن الملفات الكبرى والأساسية"، مؤكداً أيضاً "أننا في المرحلة المقبلة سنبقى حريصين على التفاهم مع التيار الوطني الحر وعلى تعزيزه وتطويره". وأكد السيد نصر الله "مواصلة الحضور في الحكومات مستقبلاً للدفاع عن مصالح الناس، ومن أجل ما تبلور لدينا من رؤية سياسية للوضع الداخلي. وبرنامجنا الأساسي في المرحلة المقبلة هو التعاون مع مختلف القوى السياسية، من أجل بناء دولة عادلة وقادرة، ونؤمن بقوة بمبدأ الشراكة بين المكونات اللبنانية، بعيداً عن الاستئثار". وتابع الأمين العام لحزب الله: "سنكمل في خدمة الناس في كل الأطر والمؤسسات والمناطق، على الرغم من الحصار والعقوبات والضغوط والتهـديد لكل من يتبرع لنا بمال. وسنعزز مؤسساتنا، وخدمة الناس عندنا أساس، وأصل، ومن أعظم العبادات. ونحن الآن في قلب المخاطرة، وهذا يعبّر عن مدى التزامنا من أجل إنقاذ الوضع المعيشي والوضع الاقتصادي للبنانيين". وقال السيد نصر الله: "نتطلع إلى دولة سيدة حقيقية لا تخضع لسفارة أميركية، أو لأي سفارة أخرى، أو هيمنة خارجية"، مشيراً إلى أن "مستوى تدخل السفارة الأميركية في تفاصيل في الوزارات اللبنانية يبدو أكثر من أي وقت مضى، ويتم الخضوع لها في ملفات متعددة". وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "قراءتنا متفائلة بشأن التطورات الدولية وموازين القوة والضعف، ونرى أنها لمصلحة محور المقاومة والسيادة الحقيقية". وتوجَّه السيد نصر الله إلى الجيل الجديد، بالقول: "نراهن عليكم، فأنتم الذين ستحملون الراية وتحققون أحلام الشهداء، وعلى أكتافكم يُحفَظ التحرير ويُبنى الوطن".



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..روسيا تعلن استخدام أخطر صواريخها لضرب أوكرانيا وزيلينسكي يحذر من هجوم كبير يهدد بلاده..أوكرانيا: انتحار مسؤول أمني كبير.. بالرصاص..أوكرانيا تنفي تورّطها في مقتل داريا دوغينا..ألكسندر دوغين... مؤلف «النظرية الرابعة» الذي أخطأته العبوة الناسفة.. «ذا هيل»: روسيا تعلم جيداً عيوب الدرع النووية الأميركية..ألبانيا: اعتقال روسيين وأوكراني خلال محاولتهم دخول منشأة عسكرية..اليابان تدرس تطوير صواريخها لسد «الفجوة» مع الصين.. البابا يبدي «قلقه» من اعتقال أسقف في نيكاراغوا.. فيضانات وانهيارات تقتل العشرات في الهند..رئيس كولومبيا يدعو الجيش إلى العمل من أجل «السلام».. تصاعد نشاطات «داعش» في أفغانستان..

التالي

أخبار سوريا..العَلم الروسي في أكبر ساحات دمشق يثير استياء موالين للنظام السوري..مروحيات روسية تطلق غازاً مسيلاً للدموع على محتجين ضد تركيا.. «درون» تستهدف قاعدة التنف للمرة الثانية خلال أيام والقوات الأميركية تحاكي هجوماً شاملاً عليها.. المقاتلات الروسية تستأنف غاراتها على إدلب.. الجدل التركي لا يهدأ: لقاء إردوغان - الأسد على الطاولة..وكالة إيرانية تعلن مقتل قائد بـ«الحرس الثوري» في سوريا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,102,898

عدد الزوار: 6,752,849

المتواجدون الآن: 106