أخبار لبنان.. السنيورة يسعى لاستنهاض سنّة لبنان وإخراجهم من الإرباك انتخابياً...معركة محتدمة في الساحة الدرزية... و«الاشتراكي» يحذّر من حملة لتحجيمه..انتخابات أيار بلا أقطاب السنة.. والملف قيد المتابعة الدولية...السنيورة "منخرط في الانتخابات إلى آخر أبعادها"... وريفي يخوض معركة "التحرّر".. انطلاق المعركة على الصوت السني..نصر الله: معركتنا إنجاح حلفائنا.. قاآني: حديث السيد نصر الله عن صناعة الصواريخ.. باسيل القلق في وجه معارضة مشرذمة..شيا للبنانيين: لا تصدقوا المُشكّكين بجهودنا لمساعدتكم... الحرب على أوكرانيا «تدمي» المائدة اللبنانية..

تاريخ الإضافة الأربعاء 16 آذار 2022 - 4:46 ص    عدد الزيارات 1488    القسم محلية

        


السنيورة يسعى لاستنهاض سنّة لبنان وإخراجهم من الإرباك انتخابياً...

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير..... يفتح إقفال باب الترشُّح لخوض الانتخابات النيابية أمام انطلاق المشاورات لتشكيل اللوائح الانتخابية بوصفها الخطوة الأساسية لاستكمال التحضيرات لإنجاز الاستحقاق النيابي ترشُّحاً في موعده في 15 مايو (أيار) المقبل، وهذا ما يسلّط الأضواء على المشهد السنّي بخلوّه من المرشحين المنتمين إلى تيار «المستقبل» بعزوف زعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن خوضها، فيما العشرات من المرشحين الذين يدورون في فلك الحريرية السياسية تقدّموا بطلبات ترشُّحهم وكان آخرهم النائب محمد القرعاوي عن دائرة البقاع الغربي – راشيا، ويوسف النقيب وحسن شمس الدين عن دائرة صيدا – جزين، ما أدى إلى خلط الأوراق في عاصمة الجنوب.

فالمشهد في الشارع السنّي لم يكتمل حتى الساعة رغم أن للناخب السنّي تأثيراً تتراوح مفاعيله المباشرة على أكثر من ثلثي أعضاء المجلس النيابي، وهو يتوقف بنسب متفاوتة على الدور الذي يتولاّه رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في رعايته للمشاورات الجارية لتشكيل اللوائح الانتخابية في الدوائر ذات الثقل السنّي وتحديداً في بيروت الثانية وطرابلس - الضنّية - المنية وعكار والبقاع الغربي - راشيا، وصيدا - جزين.

فالرئيس السنيورة يقف الآن أمام تحدٍّ انتخابي في سعيه لاستيعاب ما أمكن لـ«الحريرية السياسية» من جهة ولملمة الشارع السني لملء الفراغ المترتّب على عزوف الرئيس الحريري من جهة ثانية، وذلك لقطع الطريق على إخلاء الساحة للفريق الآخر المتمثل بـ«محور الممانعة» بقيادة «حزب الله» وامتداداته التحالفية وصولاً إلى «التيار الوطني الحر» وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية «الأحباش» وإن كانت ستخوض الانتخابات في بيروت الثانية منفردة مع تمسكها بخياراتها السياسية التي تجمعها بـ«حزب الله»، وهي على نقيض مع النائب فؤاد مخزومي الذي أوشك على تشكيل لائحته البيروتية.

ورغم أنه من السابق لأوانه حرق المراحل قبل أن يستكمل السنيورة مشاوراته على طريق رعايته لتشكيل اللائحة التي ستخوض المنافسة في دائرة بيروت الثانية، فإنه يرفض تقديمه على أنه يعدّ العدّة لوراثة الحريرية السياسية وإن كان لا يرى من أفق سياسية لإخلاء الساحة بعدم الترشُّح مع أنه شخصياً ينأى بنفسه عن خوض الانتخابات، ويراهن على استنهاض الشارع السنّي وهو يتناغم مع ترشُّح النقيب وشمس الدين اللذين لا يحظيان بمباركة من نائبة صيدا بهية الحريري ولا بضوء أخضر منها لأنها منسجمة مع موقفها بعزوفها عن خوضها الانتخابات التزاماً بقرار الرئيس الحريري حتى إنها آثرت عدم التدخّل في الانتخابات، رافضةً العروض التي قُدّمت لها بدعم مرشح بالإنابة عنها وبصورة غير مباشرة.

كما أن السنيورة الذي يتفرّغ لمتابعة اتصالاته لتأمين الأجواء أمام تشكيل لائحة بيروتية يتولى شخصياً رعايتها، لم ينقطع عن التواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتشكيل لائحة توافقية لخوض الانتخابات عن دائرة طرابلس - الضنّية - المنية، رغم أن ميقاتي كان قد انضم إلى الرئيسين الحريري وتمّام سلام بالعزوف عن خوض الانتخابات.

ولم يُفاجأ نادي رؤساء الحكومات بعزوف ميقاتي وهو كان قد أبلغ الرؤساء الحريري والسنيورة وسلام، منذ أشهر، رغبته في عدم خوض الانتخابات من دون أن ينسحب عزوفه على دوره في رعاية تشكيل لائحة توافقية كونه الأقدر للعب هذا الدور ويتمتع بحضور انتخابي يتيح له التدخل، وهذا ما ظهر جلياً من خلال طلبات الترشيح التي تقدّم بها عدد من المرشحين المحسوبين عليه وأبرزهم: النائب الحالي علي درويش، وسليمان جان عبيد، وروبير عبد، ووهيب ططر، وأليسار ياسين، والنائب السابق كاظم صالح الخير، وكريم كبارة، نجل النائب الحالي محمد كبارة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن إقفال باب الترشُّح سيفسح المجال أمام تكثيف المشاورات بين ميقاتي والسنيورة بدءاً من اليوم، على أن يكون من أولوياتها البحث في تركيب ائتلاف طرابلسي يُفترض أن ينسحب على الضنية والمنية، وهذا ما اتفقا عليه في اجتماعهما السبت الماضي في حضور الوزير السابق أحمد فتفت.

وأكدت مصادر طرابلسية أن النائب السابق مصطفى علوش الذي ترشّح عن طرابلس، يواكب عن كثب لقاء ميقاتي السنيورة من خلال تواصله مع الأخير إضافةً إلى فتفت، وقالت إن علوش لم ينقطع عن التواصل مع الجماعة الإٍسلامية والنائبين الحاليين المنتميين إلى كتلة «المستقبل» النيابية سامي فتفت وعثمان علم الدين اللذين تقدّما بطلب ترشّحهما، إضافةً إلى المرشح عن الضنية عبد العزيز الصمد والمرشحة عن طرابلس ربى دالاتي، ولفتت إلى استبعاد التحالف مع الوزير السابق أشرف ريفي، وعزت السبب إلى أن المرشحين للدخول في اللائحة الائتلافية يحاذرون الإقدام على مثل هذه الخطوة لأنهم ليسوا في وارد استيراد مشكلة مع الحريري وجمهور «التيار الأزرق».

وإلى أن يتقرر مصير المشاورات المفتوحة بين ميقاتي والسنيورة، وما إذا كانت ستؤدي إلى توافق يمكن أن يتمدد إلى دائرة عكار، فإن المشهد الانتخابي في الشارع السنّي يكتنفه الغموض ويساوره القلق حتى الساعة، وهو ينتظر ما ستؤدي إليه من نتائج ليكون في وسع مَن تبقى من ناخبين كبار في هذا الشارع أن يبنوا على الشيء مقتضاه، خصوصاً أن الطائفة السنّية تُعد واحدة من المكوّنات السياسية الرئيسية في البلد، وهي تمر الآن في مرحلة حرجة واختبار دقيق بخلاف الطوائف الكبرى الأخرى التي حسمت خياراتها، وإن كانت الطائفة الشيعية خرجت من المنافسة بداخلها وتكاد تكون الوحيدة التي تتحصن وراء تحالف حركة «امل» و«حزب الله»، فيما يسعى الحراك المدني إلى تسجيل اختراق ولو محدود.

ويمكن أن يصعب على الحراك المدني تسجيل هذا الاختراق بخلاف قدرته على اختراق القوى التقليدية في الشارع المسيحي، وربما بنسبة أقل في الشارع الدرزي، إذا قرر «حزب الله» ترشيح مَن يمثل النائب طلال أرسلان، عن دائرة بيروت الثانية، مع أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يفضّل مراعاة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بالإبقاء على خطوط التواصل معه مفتوحة ومن موقع اختلافه مع الحزب.

كما أن «الحراك المدني» في الشارع السني لا يزال في طور التأسيس لخوض الانتخابات بلوائح موحّدة، خصوصاً أن العشرات من المنتمين إليه أو من يتحدثون باسمه كانوا قد تقدّموا بطلبات الترشح، وهذا ما سجله الإقبال على الترشُّح في اليومين الأخيرين من انتهاء الفترة المحددة لقبول طلبات الترشيح. ويبقى السؤال: هل يتمكن السنيورة من استنهاض الشارع السني لسد ما أمكن من الفراغ الذي تركه الحريري بعزوفه وتياره الأزرق عن خوض الانتخابات؟ ومع من سيتحالف النقيب وشمس الدين من المرشحين في جزين، خصوصاً أنه لم يبقَ سوى المرشحين المدعومين من حزب «القوات اللبنانية»، إلا إذا وجدوا البدائل في مرشحين آخرين من المستقلين لتفادي إحراج النائبة بهية الحريري في مسقط رأسها في صيدا التي انطلقت منها الحريرية السياسية؟

وينسحب السؤال نفسه على الدوائر المختلطة الجامعة للناخبين الذين يدورون في فلك الحريرية السياسية والآخرين من جمهور ومحازبي «القوات»، وهل يمكن تجاوز الخطوط الحمر بتركيب تحالف الضرورة بين اللوائح التي يرعاها السنيورة ولوائح مدعومة مباشرةً من رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، مع أن التحضيرات الجارية لتشكيل اللوائح تنطلق حتى الآن من استبعاد التعاون الانتخابي على خلفية الأزمة القائمة بين الحريري وجعجع، خصوصاً أن السنيورة ليس في وارد القفز فوقها، وهو يصر على مراعاتها وعدم التفريط بموقف يزعج السواد الأعظم من جمهور التيار الأزرق. وفي المقابل فإن السنيورة على تواصل مع الجماعة الإسلامية ورئيس «التقدمي» جنبلاط، وهو ينظر إليه كحليف استراتيجي في مواجهة المشروع الذي يتزعّمه «حزب الله»، فيما يتطلع في نفس الوقت إلى إخراج الشارع السني من الإرباك بدعوة الناخبين للإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لزيادة نسبة الاقتراع لأن تدنيها يأتي لمصلحة «محور الممانعة».

جنبلاط يحمّل «حزب الله» مسؤولية تدهور علاقة لبنان بالدول العربية

بيروت: «الشرق الأوسط»... حمّل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «حزب الله» من دون أن يسميه، مسؤولية تخلي الدول العربية عن لبنان، مؤكداً أن «علاقات لبنان العربية هي ضمانة هويته وبقائه ونهوضه السياسي والاقتصادي»، داعياً الحكومة اللبنانية إلى بذل «كل جهد ممكن لإصلاح هذه العلاقات». وانتقد جنبلاط «حزب الله»، على خلفية تصريحاته المسيئة لدول الخليج، كما انتقد دعوة الحزب «للتوجه شرقاً»، وقال في تغريدة له، عبر حسابه على موقع «تويتر»: «‏في هذه الأزمة الخانقة الاجتماعية والاقتصادية التي يمر فيها لبنان، نحصد اليوم ثمن تخلي الدول العربية عنا، نتيجة التصريحات الهمايونية والعبثية لكبار القادة تجاه الخليج». وسأل: «هل سيأتينا المدد من الشرق العظيم عبر قوافل من القمح والوقود والزعفران، وما شابه، كما وعدونا؟». ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، ويحول تعثره في تنفيذ التزاماته بإجراء الإصلاحات السياسية والمالية، ومن ضمنها النأي بالنفس وتطبيق القرارات الدولية، دون وصول مساعدات له من الدول الصديقة. وجدّد جنبلاط أمس، في تصريح لجريدة «الأنباء» الإلكترونية، الناطقة باسم «الحزب التقدمي الاشتراكي»، تشديده على انتماء لبنان العربي الراسخ، مؤكداً أن «علاقات لبنان العربية هي ضمانة هويته وبقائه ونهوضه السياسي والاقتصادي». وشدد على أن إصلاح علاقات لبنان مع دول مجلس التعاون الخليجي «هي أولوية كبرى، يجب أن نبذل كل الجهود الممكنة لأجل حصولها، بما يعيد لبنان إلى الحضن العربي». ودعا جنبلاط الحكومة اللبنانية إلى بذل كل جهد ممكن لأجل إصلاح هذه العلاقات، وإلى فتح أبواب النقاش الإيجابي والأخوي مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لإزالة كل شائبة تعيق عودة هذه الصلات إلى سابق عهدها.

معركة محتدمة في الساحة الدرزية... و«الاشتراكي» يحذّر من حملة لتحجيمه.. تفاهم على مقعدي حاصبيا وعاليه

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... تُنهي القوى الدرزية في لبنان وضع اللمسات الأخيرة على خططها لخوض المعركة الانتخابية في مايو (أيار) المقبل. وهي وإن كانت في معظمها حسمت أسماء مرشحيها وتحالفاتها، لا تزال تنكبّ على تشكيل اللوائح التي لن تصبح نهائية قبل 5 أبريل (نيسان)، الموعد الأخير لتسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية. وقد خُصصت 8 مقاعد في المجلس النيابي الذي يضم 128 مقعداً، للطائفة الدرزية موزعةً على الشكل التالي: مقعدان في قضاء الشوف، ومقعدان في عاليه، ومقعد واحد في كل من بيروت وبعبدا وحاصبيا والبقاع الغربي. وحصد الحزب «التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه وليد جنبلاط، 6 من هذه المقاعد في الانتخابات الماضية التي حصلت عام 2018، فيما ذهب أحد المقاعد لرئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، ومقعد للنائب أنور الخليل، عضو كتلة «التنمية والتحرير» المحسوبة على رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ويتريث جنبلاط قبل الإعلان بشكل رسمي عن أسماء مرشحيه بعدما حسم تحالفه مع «القوات اللبنانية»، على ما تؤكد مصادره، لافتةً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التوجه هو للإعلان عنهم في 19 مارس (آذار) وإن كان الأمر ليس نهائياً بعد، لافتةً إلى أن الأسماء التي حُسمت هي: تيمور جنبلاط، ومروان حمادة، وبلال عبد الله، وهادي أبو الحسن، ووائل أبو فاعور، وأكرم شهيب، وراجي السعد، وحبوبة عون. وكشفت المصادر أن الحزب لن يرشِّح أي شخصية عن المقعد الدرزي الثاني في عاليه الذي يشغله النائب أرسلان «احتراماً للتنوع داخل الطائفة»، لافتةً إلى تعرضهم في المقابل لحملة «تحجيم وإلغاء ومحاصرة، والا كيف تُقرأ الاتصالات التي أجراها السفير السوري في بيروت بعدد من المرشحين المحتملين على لائحتنا في دائرة البقاع الغربي طالباً منهم الانسحاب ترهيباً وترغيباً...؟ وكيف يُفسَّر استخدام رموز محسوبة على أجهزة الاستخبارات السورية لتحذير الناخبين من التصويت لصالح مرشحينا منبهين إياهم للتعرض لأقاربهم ومصالحهم في سوريا كما مع رسائل وصلت إلينا من مسؤول في (حزب الله) أنهم سيخوضون معركة في عقر دارنا في الشوف؟». وعدّت المصادر أن الحملة ضد جنبلاط لا تستهدف شخصه إنما تندرج في إطار «سعي (حزب الله) للهيمنة على البلد». وكان رئيس «التقدمي الاشتراكي» قد حذّر مؤخراً من سعي «محور الممانعة» لتطويقه، متحدثاً عن «أمر عمليات بتحجيمي، والظّاهر أنّ (حزب الله) يشارك بتنفيذه». وكان النائب وائل أبو فاعور قد نبّه من جهته إلى «عودة المخابرات السورية لتتدخل ترهيباً وإفساداً في الانتخابات النيابية»، معتبراً أن «معركة دائرة البقاع الغربي سياسية». في المقابل، حسم النائب أرسلان المتحالف مع «حزب الله» ترشيحاته في كل الدوائر حيث الوجود الدرزي. فبينما قرر خوض الانتخابات عن المقعد الدرزي في عاليه، أعلن دعم ترشيح الوزير السابق مروان خير الدين المحسوب عليه في حاصبيا على أن ينضم للائحة بري خلفاً لأنور الخليل، كما أعلن دعم ترشيح الوزير السابق وئام وهاب في الشوف، وطارق الداود في البقاع الغربي، ونسيب الجوهري في بيروت الثانية، وفاروق الأعور في بعبدا. وكان أرسلان قد أعلن قبل أيام أن خير الدين «مرشح من بري وبالتوافق مع جنبلاط». واستغربت مصادر أرسلان حديثَ «التقدمي الاشتراكي» عن «محاولات لتحجيمه»، مشددةً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن ما يحصل «تنافس ديمقراطي، كما أن فوز فريق معين بمقعدين إضافيين أو خسارته إياهما لن يكون عاملاً مؤثراً باعتبار أن التجربة أثبتت أن الأكثرية غير قادرة على أن تحكم وتفرض إرادتها لارتباط المشهد العام بالاصطفافات الداخلية الكبيرة والتحالفات الخارجية». وأضافت المصادر: «سنحرص على أن تبقى المعركة هادئة في الساحة الدرزية، والخطاب عقلانياً بعيداً كل البعد عن الاستفزاز». ورجح الخبير الانتخابي ربيع الهبر، أن يخسر جنبلاط مقعد بيروت الدرزي، معتبراً أن باقي المقاعد الدرزية التي كانت بحوزته ستبقى على الأرجح من حصته، وأن «مقعد أرسلان غير محسوم لصالحه، إذ تنافسه عليه جدياً القوى التغييرية، تماماً كوضع وئام وهاب الذي لا يبدو على الإطلاق مريحاً». وأشار الهبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مقعد أبو فاعور محسوم لصالحه في البقاع الغربي رغم مخاوفه من خسارته، أما المقعدان المسيحيان اللذان كانا من حصة جنبلاط، فأحدهما محسوم لصالحه أما الآخر والذي كان يشغله نعمة طعمة فلا يمكن الجزم بأنه سيكون هذه المرة من حصته».

انتخابات أيار بلا أقطاب السنة.. والملف قيد المتابعة الدولية...

السنيورة آخر العازفين والمرشحون فوق الألف.. وربط أميركي للكهرباء بالحرب الأوكرانية!..

اللواء.... انتهت عند منتصف الليلة الماضية مرحلة الترشيحات للانتخابات النيابية، التي أكد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي إجراءها في موعدها على 1043 مرشحاً، بينهم ١٥٥ مرشحة أي ما نسبته ١٥بالمئة، وكان آخر من قدّم طلب ترشيحه فرينا العميل عن دائرة المتن الشمالي، وسبقها الزميل علي مهدي عن دائرة زحلة، على أن تبدأ المرحلة الثانية فوراً لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية قبل 5 نيسان المقبل. ومع هذه الحصيلة، تكون صورة الاستحقاق الانتخابي تظهرت مع عزوف نادي رؤساء الحكومات السابقين عن الترشح، وآخرهم كان الرئيس فؤاد السنيورة، موضحاً: «عزوفي ليس من باب المقاطعة، بل على العكس لإفساح المجال أمام طاقات جديدة، وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل، وأعلن نفسي منخرطاً في الانتخابات لآخر أبعادها دون ترشح». وقال: «أدعو للمشاركة في الانتخابات لكي لا يتاح للوصوليين تعبئة الفراغ». وعلمت «اللواء» أن رئيس الحكومة السابق سيدعم لائحة قيد التشكيل برئاسة الوزير السابق خالد قباني، وتحدثت معلومات ان عدد المرشحين في العاصمة بلغ حتى الساعة الثامنة والنصف 175 مرشحاً. وفي سياق المتابعة الدولية – العربية للوضع في لبنان، يرجح ان يكون الملف اللبناني على طاولة المحادثات بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، والمستشار الرئاسي الفرنسي المعني بالملف اللبناني باتريك دوريل، ضمن ما يطلق عليه شراكة فرنسية – سعودية لمساعدة اللبنانيين على الصعد الحياتية والاجتماعية.

المولوي

الى ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي فور إقفال باب الترشيح أننا «جاهزون كما وعدنا ووعدت الحكومة ورئيسها، وحاضرون للإنتخابات ولنلبي توق المواطنين ليصبوا الى صناديق الإقتراع ليقيموا مصلحتهم في وطن حقيقي يراعي كل الأمور التي يفترض أن تكون بدولة سليمة». وأوضح «نحن جاهزون لإجراء الانتخابات النيابية ونعدكم أنه في الفترة الفاصلة من الليلة وحتى 25 أيار وانتخابات المغتربين سنكون جاهزين لكلّ تفصيل من أجل إنجاز الإستحقاق بنجاح وديمقراطية وسلاسة بشكلٍ «يُبيّض» وجه لبنان في الداخل وأمام المجتمع الدولي». وأردف مولوي: «ندعو المجتمع المحلي والدولي للمشاركة بمراقبة الإنتخابات للتأكد من شفافيتها ونزاهتها، وأدعو إلى مواكبتنا بمراقبة العمليّة الإنتخابية للتأكد من الشفافية والحياد الكامل والعمل بكلّ مصداقيّة وكلّ مهنيّة ولا توجد معوقات لوجستيّة ونعمل من أجل تأمين كلّ شيء». وتوجه مولوي للمنتشرين: «توجّهوا إلى صناديق الإقتراع في البعثات في الخارج بكلّ حرية وديمقراطية من دون أيّ خوف وتأكّدوا من أنّ صوتكم سوف يصل». وأضاف: «تأمين إعتمادات هيئة الإشراف على الإنتخابات من مهمة وزارة الداخلية وقد وافقت عليها الحكومة «وأنا مش قلقان انتو ما تقلقو».

ميقاتي في عين التينة

وسجلت زيارة قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى ايضا عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي.

عزوف وترشيحات

الى ذلك، إنضم الرئيس فؤاد السنيورة الى قائمة رؤساء الحكومة غير المرشحين للإنتخابات، واعلن في مؤتمر صحافي عقده امس، عزوفه عن الترشح. وقال: عزوفي ليس من باب المقاطعة بل على العكس لافساح المجال أمام طاقات جديدة وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل وأعلن نفسي منخرطا في هذه الانتخابات النيابية إلى آخر أبعادها من دون ترشح، وذلك لمصلحة جميع المواطنين اللبنانيين الذين هم الاصحاب الحقيقيون لهذه الانتخابات والذين عليهم الانخراط فيها كمرشحين ومشاركين ومقترعين. ومن أجل أن يكونوا بذلك حريصين على تصويب بوصلة العمل الوطني والسياسي، وعبر المواجهة السلمية من اجل العمل على استرجاع الدور والسلطة الحصرية للدولة اللبنانية العادلة والقادرة والمتمسكة بالحفاظ على قرارها الحر، وهي الدولة التي يجب في عملها أن تحترم وتحفظ حقوق المواطنين اللبنانيين في يومهم وغدهم، وفي تحقيق عيشهم الكريم. واضاف: أدعو للمشاركة في الانتخابات لكي لا يُتاح للوصوليين والطارئين تزوير التمثيل وتعبئة الفراغ الذي يمكن ان ينجم عن الدعوة لعدم المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني. كما أحضهم على التشديد على أهمية أن ينبثق عن المجلس النيابي الجديد نواة إدارة حكومية رشيدة تكون على قدر المهمات الإصلاحية المطلوبة في كافة المجالات لقيادة هذه المرحلة الجديدة الحافلة بالتحديات والمصاعب على اختلاف أنواعها. اما ابرز العازفين عن الترشيح ايضاً الوزير الاسبق زياد بارود ومعلناً انه «سيخوض الانتخابات كمواطن وكناخبٍ مسؤول». وبخصوص ابرز الترشيحات، اعلن رئيس كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان امس، عن ترشيحات الحزب في معظم الدوائر، وهم: غسان غصن عن دائرة بيروت الثانية، حسان العاشق عن بعلبك الهرمل ـ دائرة البقاع الثالثة، أنطوان سلوان عن البقاع الغربي راشيا، دائرة البقاع الثانية، جوزيف كساب عن بعبدا ـ دائرة جبل لبنان الثالثة، عبد الباسط عباس وسلفادور مطر عن عكار ـ دائرة الشمال الأولى، أسعد حردان عن مرجعيون حاصبيا ـ دائرة الجنوب الثالثة.وأعلن حردان دعم سليم سعادة ولائحته في الكورة ـ دائرة الشمال الثالثة، وبرنامج الحزب الانتخابي السياسي والانمائي، مركزا على وجوب تطبيق البنود التي لم تطبق في اتفاق ودستور الطائف وابرزها انتخاب برلمان خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس للشيوخ وتطبيق اللامركزية الادارية الانمائية. كما أعلن الوزير السابق أشرف ريفي على حسابه عبر تويتر ترشيحه الانتخابات النيابية المقبلة. وكتب: أخوضها ماداً اليد لجميع السياديين والتغييريين كي نحرر لبنان من وصاية مشروع إيران التي دمّرت الدولة وتحالفت مع المنظومة الفاسدة. مشروعنا الدولة الحقيقية التي تليق باللبنانيين وبمستقبل الأجيال. واعلن النائب المستقيل نديم الجميل ترشيحه عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الأولى. في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب في الأشرفية - ساسين، وأعلن فيه برنامجه الانتخابي. وأكد أن المطلوب أن تتوحّد كل القوى السيادية لتحقيق التغيير، وأوضح أنه قبل إقفال باب الترشيحات لن ندخل في موضوع التحالفات، وأردف: هناك نواة لائحة متقدّمة وشبه منتهية ونعمل وفق كل الاحتمالات ويدنا ممدودة إلى كل من لديه الروحية نفسها. سياسياً عُقد لقاء امس، بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، برعاية وحضور رئيس بلدية بحمدون وليد خيرالله، صديق الطرفين كما ضم الوزيرين السابقين غسان عطالله وسيزار ابي خليل. وجرى خلال اللقاء تأكيد التحالف بين « التيار الوطني الحر» ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ووهاب، في دائرة عاليه - الشوف. مع الاشارة أن طارق وليد خيرالله سيكون مرشحاُ على هذه اللائحة عن المقعد الارثوذوكسي في عاليه. وتضم اللائحة حتى الان إضافة خير الله: طلال ارسلان عن المقعد الدرزي في عاليه. غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي في الشوف ، فريد البستاني عن المقعد الماروني في الشوف ، سيزار ابي خليل عن المقعد الماروني في عاليه، وئام وهاب عن المقعد الدرزي في الشوف، علماً ان ترشيح الوزير الاسبق ناجي البستاني عن المقعد الماروني الثاني في الشوف ومرشحي المقعدين السنيين والمقعد الارثوذوكسي الثاني في عاليه سيتقرر في ضوء الترشيحات الرسمية وفي ضوء الاتصالات التي تجري وستجري من الان وحتى إنتهاء فترة تشكيل اللوائح في 5 نيسان المقبل.علما ان العقبات التي تحول دون التفاهم مع ناجي البستاني قذ ذُللت بنسبة 70 او 80 في المئة حسب ما تقول مصادر اللائحة. كما يتم انتظار موقف اللواء علي الحاج المرغوب ضمه الى اللائحة عن احد المقعدين السنيين. وقدّم عضو كتلة لبنان القوي النائب الدكتور ماريو عون ترشيحه رسمياً عن دائرة الشوف برغم قرار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عدم ترشيحه. كما قدّم نقيب المحامين السابق ملحم خلف ترشيحه للإنتخابات عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الثانية. وما يزال دوي المفاجأة الانتخابية في صيدا مستمراً، وبخلاف قرار تيار المستقبل وعدم موافقة النائب بهية الحريري، تقدم كل من يوسف النقيب وحسن شمس الدين بطلبي ترشيح عن المقعدين السنيين في صيدا. وليلاً، استكملت المفاجآت مع تقديم النائب جميل السيّد طلب ترشيحه قبيل اقفال باب الترشيحات.

توفير مستلزمات الانتخابات

حول آليات العملية الانتخابية،عقد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اجتماعاً مع المحافظين والقائمقامين، تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة. وتمت مناقشة كل الامور الادارية واللوجستية لتسهيل العملية الانتخابية المقررة في 15 ايار المقبل وإنجاحها. وأكد مولوي العمل «على تأمين الكهرباء خلال عملية الاقتراع حتى إغلاق المحضر في آخر اليوم». واشار إلى ان «مراكز القيد الابتدائية ستكون حسب الدوائر الصغرى 26 لجنة ابتدائية و15 لجنة قيد عليا و7 آلاف قلم اقتراع، من هنا سنعاود الاجتماع مع المحافظين والقائمقامين خلال عشرة ايام بعد ان يدرسوا واقع كل قلم اقتراع وكيفية تأمين الكهرباء له». وطمأن مولوي المواطنين ان «الانتخابات حاصلة في موعدها والاعتمادات ستعرض على الهيئة العامة في مجلس النواب بعد اقرارها من اللجان، وستكون متوافرة لتأمين الانتخابات وكل ما يلزم لتأمين الكهرباء سنؤمن لها الاعتمادات اللازمة»، وطلب من الموظفين «البقاء على الجهوزية اللازمة لحسن سير العملية الانتخابية، مع حفظ حقوقهم وتعويضاتهم وأوضح وزير الداخلية أنّه يتمّ العمل على «مُعالجة كلّ الأمور المتعلقة بالمديرية العامة للأحوال الشخصية ضمن الإمكانات لتأمين الهويات وإخراجات القيد وتأمين حاجات المُقترعين». وأعلن عن صدور مرسوم يقضي بالسماح للبعثات في الخارج بتجديد جوازات السفر ببدل قدره 200 ألف ليرة فقط للانتخابات. و قدّم الاتحاد الاوروبي ١٧٧٠ عازلا للاقتراع، كما حصل لبنان على 7 آلاف علبة حبر سرّي مقدّمة أيضاً عبر هبة دولية وأصبحت موجودة في مستودعات وزارة الداخلية.

مجلس الوزراء

يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ،وعلى جدول أعماله 31 بندا إجرائياً، ابرزها:مشروعا مرسومين يرميان إلى:

- تعديل بعض مواد وملحقي المرسوم رقم 43 تاریخ 19/1/2017 (دفتر الشروط الخاص بدورات التراخيص في المياه البحرية اللبنانية ونموذج اتفاقية الاستكشاف والإنتاج) وتعديل بعض مواد وملحقي المرسوم رقم 4918 تاریخ 31 أيار 2019 (تعديل بعض مواد وملحقي المرسوم رقم ٤٣ تاریخ 19/1/2017 (دفتر الشروط الخاص بدورات التراخيص في المياه البحرية ونموذج إتفاقية الاستكشاف والإنتاج).

- تعديل المادة 16 من المرسوم رقم 10289 تاریخ 30/4/2013 (الأنظمة والقوات المتعلقة بالأنشطة البترولية تطبيقا للقانون رقم 132 تاریخ 28/8/2010 ( الموارد البترولية في المياه البحرية).

- متابعة البحث في الحملة الوطنية للنهوض المستدام بقطاع الكهرباء في لبنان. وعشية الجلسة زار الرئيس نجيب ميقاتي عين التينة، والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي بحث مع الرئيس بري في تأليف الهيئة الناظمة للكهرباء، كشرط لأن تسير خطة الكهرباء بصورة متكاملة.

مصرف لبنان والسيولة بالليرة

صدر عن مصرف لبنان بيان قال فيه: نود تذكير المصارف انها تستطيع ان تستحصل على الليرة اللبنانية نقداً على ان تقوم ببيع الدولار الاميركي الورقي على سعر «Sayrafa» لدى مصرف لبنان. ولذا باستطاعتها تأمين حاجات المودعين لديها بالليرة اللبنانية من دون التقيد بالكوتا التي يمنحها لها مصرف لبنان. ولذا على المصارف الا تخفض سقوفات السحوبات لزبائنها شهرياً بالليرة اللبنانية نقداً طالما لديها الامكانيات عبر تأمين السيولة بالليرة اللبنانية عن طريق Sayrafa. كما ستقوم لجنة الرقابة على المصارف من التأكد ميدانياً من وضع السيولة لدى المصارف.

الأمن الغذائي

وحضر الأمن الغذائي على طاولة الاجتماع الذي ترأسه ميقاتي عصر امس في السرايا الحكومية، للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف الأمن الغذائي. وشارك في الاجتماع وزراء الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الصناعة جورج بوشيكيان، الزراعة عباس الحاج حسن، الثقافة محمد وسام المرتضى، الدفاع الوطني العميد موريس سليم، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريم. وكشف الوزير سلام ان البحث تطرق الى المعطيات التي جمعتها اللجنة المكلفة متابعة موضوع الأمن الغذائي خلال الأسبوعين الماضيين، وفي مقدمها تأمين المواد الغذائية الأساسية، وتحديدا المعطيات المتعلقة بتأمين كميات القمح من دول عدة تواصلنا معها. لذا، نعيد ونؤكد أن القمح موجود، والاتفاق جار على هذا الموضوع، وهناك موافقة لشراء 50 ألف طن من القمح من قبل الدولة اللبنانية، وهي في المراحل الأخيرة، وسنحصل على هذه الموافقة خلال الأيام المقبلة من وزارة المالية لفتح باب المناقصة على هذه الكمية. كما لدينا الكثير من العروض بدأ عدد من الدول بتقديمها، وستتم دراستها بشكل سريع لضرورة الطوارىء في هذا الموضوع كي لا يحدث أي تأخير، وستتخذ قرارات مستعجلة لها طابع استثنائي، ففي بقية دول العالم يتم سحب كميات كبيرة، وبالتالي علينا تأمين الكميات المطلوبة للبنان». أضاف: «كما تباحثنا في موضوع المواد الغذائية الأخرى مثل السكر والزيوت. ووردتنا بعض التطمينات من عدد من الدول، في طليعتها الجزائر التي يمكن أن تعيد فتح باب تصدير مادة السكر. وأخذنا تطمينات أيضا من الهند عن كميات كافية من السكر لمساعدة السوق اللبنانية. وبالنسبة إلى مادة الزيت، عقدت سلسلة اجتماعات مع أصحاب السوبرماركت والمستوردين والصناعيين المعنيين بموضوع الزيوت، وأكدوا وجود كميات تكفي حاجة السوق. ولذا، على المستهلك اللبناني عدم تخزين كميات كبيرة من غالونات الزيت وشراء كميات أكثر من حاجته، فهو يأخذها من أمام عائلات تحتاج اليها، وهذا يخلق نوعا من الأزمة في السوق، فالمواد لا تزال موجودة».

لا تسهيلات اميركية للكهرباء

على ان عقدة التسهيلات الاميركية لجهة قانون قيصر والعقوبات على سوريا، حضرت بين السفيرة الاميركية دوروثي شيا ووزير الطاقة وليد فياض، حيث وصفت شيا الملف المعقد بـ«الوثائق الطويلة والعقود، التي تحتاج الى محامين يحتاجون الى ساعات من المراجعة، ومن جنسيات عدة، فضلاً عن طبيعة المشاورات المعقدة مع البنك الدولي الجهة المخولة بتمويل الحكومة اللبنانية، الى ارشادات تتعلق بالهيئة الناظمة وتحصيل الفواتير، وصولاً الى تعقيدات الاسعار في اسواق الطاقة العالمية، الناجمة عن الحرب الروسية – الاوكرانية او «الغزو الروسي لأوكرانيا» على حد تعبيرها، وأسباب اخرى، لم تشأ السفيرة الكشف عنها، لتخلص الى الطلب الى الشعب اللبناني بالصبر، لأن الاستفادة من «كهرباء مستدامة» ليست بالأمر السهل «لا سيما في الوقت الحالي». وكشفت مصادر متابعة لملف الكهرباء ان اللقاء الذي جرى بين الوزير فياض والسفيرة شيا على كل ما يتعلق بالتسهيلات المطلوبة لاستجرار الطاقة الكهربائية من الاردن، وضخ الغاز المصري الى لبنان لزيادة توليد الكهرباء والعوائق التي لا تزال تعترض انجاز هذه العملية برمتها، والمباشرة بالخطوات التنفيذية. وقالت المصادر ان السفيرة الاميركية ابلغت الوزير فياض بأن بلادها ملتزمة باتخاذ الخطوات لاصدار الاعفاءات المطلوبة بموجب قانون قيصر، لتسريع الخطى للمباشرة بوضع خطة استجرار الكهرباء وضخ الغاز، كما تم الاتفاق عليها مع الحكومة اللبنانية والسلطات بالاردن ومصر، الا ان كل ذلك يبقى مرتبطا بقيام الحكومة اللبنانية قبل كل شيء، بإقرار خطة الكهرباء بالكامل، ونهائيا وبكل مكوناتها الاصلاحية، ليتسنى قيام البنك الدولي بتمويل الجانب المتعلق فيه، ولا سيما تمويل ثمن وتكاليف عملية استجرار الطاقة للجانب الاردني و ضخ الغاز للجانب المصري. واشارت المصادر الى ان السفيرة شيا، ابلغت الوزير فياض، بأن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية تأخير انجاز خطة النهوض العامة بالكهرباء، ما تسبب بتأخر المباشرة باستجرار التيار الكهربائي من الاردن وضخ الغاز المصري الى لبنان، وكلما سرعت الحكومة اللبنانية الخطوات لاقرار الخطة المذكورة، كلما تسارعت خطى استجرار الطاقة الكهربائية وضخ الغاز المصري الى لبنان.

السنيورة "منخرط في الانتخابات إلى آخر أبعادها"... وريفي يخوض معركة "التحرّر"

حزمة دعم سعودية للبنانيين... "ولا فلس" للمؤسسات الرسمية!

نداء الوطن... غداة سيل المناشدات اللبنانية للمملكة العربية السعودية بأن تمد يد المساعدة للبنانيين في مواجهة الأزمات الطاحنة التي يواجهونها اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً تحت وطأة إمعان تحالف السلطة والمافيا الحاكم في إفقارهم وسحق مقومات صمودهم، اتجهت الأنظار أمس إلى قصر الإيليزيه لرصد مفاعيل اللقاء الفرنسي – السعودي وانعكاساته على الساحة اللبنانية، لا سيما وأنه أتى في سياق الدفع باتجاه "تعزيز الشراكة الاستراتيجية في الشأن اللبناني". وأوضحت مصادر مواكبة لزيارة الوفد السعودي الرفيع إلى باريس، برئاسة المستشار نزار العلولا ومشاركة السفير وليد بخاري، أنّ اللقاء الذي عقده الوفد مع المستشار الرئاسي باتريك دوريل تمحور حول "تنسيق الخطوات التنفيذية المتفق عليها لمساعدة لبنان، لا سيما عبر الصندوق المشترك الذي سبق لوزيري خارجيتي البلدين إعلان إنشائه لهذا الغرض"، كاشفةً لـ"نداء الوطن" أنّ المعطيات المتوافرة في هذا الإطار تؤكد رصد "حزمة دعم سعودية للبنانيين من دون أن يمرّ "ولا فلس" منها عبر المؤسسات الرسمية اللبنانية". وتلفت المصادر إلى أنّ "التنسيق الثنائي بين فرنسا والسعودية حيال ما يعانيه الشعب اللبناني من أزمات اقتصادية ومالية وإنسانية خانقة لم ينقطع"، مشيرةً إلى أنّ "الدعم الذي أعلن عن جزء منه منذ قرابة الأسبوع بقيمة 36 مليون دولار، سيُستكمل كما اتفق سابقاً أي من خلال تمويل مشاريع إنسانية وتقديم المساعدات لمنظمات غير حكومية، فضلاً عن مساعدات طبية وصحية، وسط مؤشرات تشي بأنّ المملكة وباريس بصدد الإعلان عن التوجه نحو تزخيم هذه المساعدات في الفترة المقبلة دعماً للشعب اللبناني". ونوهت المصادر بأنّ "الوفد السعودي إلى باريس يتضمن شخصيات ديبلوماسية وأمنية، ولم يكن الملف اللبناني الموضوع الأساس على جدول أعماله إنما كان واحداً من بنود أجندة لقاءاته، والتي شملت شخصيات أمنية فرنسية مثل برنارد إمييه إضافةً إلى ديبلوماسيين ومستشارين كبار في الإدارة الفرنسية"، لافتةً الانتباه إلى "ارتقاء العلاقات السعودية والفرنسية والأوروبية بشكل عام إلى مستويات متقدمة، خصوصاً وأنّ زيارة الوفد السعودي أتت بالتزامن مع إعلان الاتحاد الأوروبي تصنيف "ميليشيا الحوثي" جماعة إرهابية ووضعها على القائمة السوداء للاتحاد، وتجميد أصولها وحظر تزويدها بالتمويل". داخلياً، يبقى الملف الانتخابي بلا منازع الشغل الشاغل لجميع القوى السياسية، مسؤولين ومرشحين وعازفين وناخبين، لا سيما وأنّ صفحة الترشيحات طويت منتصف الليلة الماضية تمهيداً لفتح صفحة المنازلات الخطابية والانتخابية على حلبة الاستحقاق اعتباراً من اليوم وحتى موعد "الصمت الانتخابي"، الذي يمتد من الساعة الصفر في 14 أيار ولغاية إقفال صناديق الاقتراع في 15 منه. وقبيل اقفال باب الترشيح، شهدت وزارة الداخلية في الساعات الأخيرة، هجمة غير مسبوقة لمرشحين تخطى عددهم الألف مرشح في كل الدوائر الانتخابية على كافة الأراضي اللبنانية. وطمأن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بعد اجتماع عقده مع المحافظين والقائمقامين إلى أنّ "الانتخابات حاصلة في موعدها والاعتمادات ستعرض على الهيئة العامة في مجلس النواب بعد إقرارها من اللجان، وستكون متوافرة لتأمين الانتخابات وكل ما يلزم لتأمين الكهرباء"، طالباً من الموظفين "البقاء على الجهوزية اللازمة لحسن سير العملية الانتخابية، مع حفظ كامل حقوقهم وتعويضاتهم". أما على مستوى بورصة الترشيحات، فاكتمل عقد عزوف رؤساء الحكومات الأربعة عن الترشح، مع إعلان الرئيس فؤاد السنيورة عدم ترشحه إلى الانتخابات، غير أنه أوضح أنّ قراره هذا "ليس من باب المقاطعة بل على العكس لافساح المجال أمام طاقات جديدة"، مؤكداً أنه سيكون "معنياً بالاستحقاق بشكل كامل" و"منخرطاً في الانتخابات لآخر أبعادها". ومن هذا المنطلق، دعا السنيورة "اهلي في بيروت وصيدا والشمال والبقاع وجبل لبنان، وفي كل أنحاء وأرجاء لبنان الى المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم والمفصلي، لكي لا يتاح للوصوليين والطارئين تزوير التمثيل وتعبئة الفراغ الذي يمكن ان ينجم عن الدعوة لعدم المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني"، وحض الناخبين "على التشديد على أهمية أن ينبثق عن المجلس النيابي الجديد نواة إدارة حكومية رشيدة تكون على قدر المهمات الإصلاحية المطلوبة في كافة المجالات، لقيادة هذه المرحلة الجديدة الحافلة بالتحديات والمصاعب على اختلاف أنواعها". وتوازياً، أعلن الوزير السابق أشرف ريفي في تغريدة أمس ترشّحه إلى الانتخابات، مؤكداً أنه يخوضها "ماداً اليد لجميع السياديين والتغييريين كي نحرّر لبنان من وصاية مشروع إيران التي دمّرت الدولة وتحالفت مع المنظومة الفاسدة"، وأردف: "مشروعنا الدولة الحقيقية التي تليق باللبنانيين وبمستقبل الأجيال".

انطلاق المعركة على الصوت السني

الاخبار.... مع إقفال باب الترشيحات، وتركز الأنظار على أسماء المرشحين عن المقاعد السنية في كل لبنان، أثبتَ سعد الحريري قدرته على إلزام الأنصار بالمقاطعة، وإحراج الحلفاء بالعزوف عن الترشح، تاركاً الجميع في مهبّ معركة تستهدف الحصول على أصوات من تركته. أما المتمردون على قراره فلا يزالون يعانون من صعوبة نسج التحالفات، ما يجعل خريطة المقاعد السنية غير واضحة. وفيما تنشط ماكينات سياسية حليفة لخصوم الحريري من نفس فريقه السياسي لتركيب تحالفات، تبين أن معظمها سيؤدي إلى تشتت الصوت السني المعارض لحزب الله وحلفائه، يسود الإحباط الطائفة السنية، وسط مؤشرات على تدنّي نسبة المشاركة في الاقتراع، الأمر الذي استدعى مشاورات على صعيد خارجي. إذ كثّف فريق من المكوّنات الأساسية لـ 14 آذار، من الرئيس فؤاد السنيورة إلى سمير جعجع ووليد جنبلاط ومجموعات من المجتمع المدني، اتصالاتهم مع الأميركيين والفرنسيين طالبين دعمهم لإقناع السعودية بالتدخل، منعاً لما يسمونه اجتياح حزب الله للشارع السني. وقبلَ شهر بالتمام على موعد الانتخابات، يتقدّم صوت إجراء الاستحقاق في 15 أيار المقبل على الهمس باحتمال «تطييره»، ربطاً بالأزمة التي تدفع لبنان في اتجاه الانفجار الاجتماعي والكلام عن عدم حماسة بعض الدول الإقليمية والدولية لانتخابات لن يترتّب عليها حالياً أي تغيير في موازين القوى. لذلك، تحولت وزارة الداخلية قبل ساعات قليلة من إقفال باب الترشيحات منتصف ليل أمس إلى خلية نحل بفعل تهافت المرشحين الراغبين إلى الترشح، والذين بلغَ عددهم لدى إقفال باب الترشيح 1043، بينما وصل عدد المرشحين عام 2018 إلى 976، بينهم 111 مرشحة. ومع إغلاق باب الترشيحات، ينتقل التركيز إلى توقعات النتائج أو التحالفات التي قد تنشأ. فلبنان الذي يقف على حافة الانتخابات، تتحضر القوى السياسية فيه لخوض معارك وجودية على قاعدة «يا ربّ نفسي» بعدَ أن قلبت التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية الأولويات، فضلاً عن تبدّل خريطة الاهتمام العربي والدولي التي تتصل بمفاوضات فيينا وصولاً إلى انفجار الميدان في شرق أوروبا. كل هذه العوامل مجتمعة، جعلت الجميع من دون استثناء مأزوماً انتخابياً ويواجه صعوبة في هندسة التحالفات. غير أن العامل الرئيسي الداخلي الذي ساهمَ في إرباك القوى السياسية، هو إعلان الحريري قبلَ أشهر قليلة من الاستحقاق النيابي قراره بتعليق عمله السياسي وعزوفه عن المشاركة في الانتخابات، هو وعائلته وكل تياره السياسي، إذ شدد أكثر من بيان وتعميم صدر عن قيادة التيار على أن على كل «الذين يريدون خوض الاستحقاق عدم استخدام اسم التيار أو شعاراته، والتقدم بالاستقالة من المستقبل». انسحاب الحريري أربكَ الجميع، حلفاء وخصوماً، بخاصة أنه تركَ الساحة فارغة من أي بديل للتعاون معه، وهذا الفراغ جعل تركته عرضة للتناتش والتقاسم، ما دفع كل طرف داخل الطائفة وخارجها إلى العمل على أن تكون له حصة فيها. على ضفة السنة، لا تزال المعلومات متضاربة. صحيح أن باب الترشيحات قد أقفل لكن باب التحالفات لا يزال مفتوحاً وهنا العقدة. وهذه العقدة مرتبطة بعوامل عدة:

أولاً، لا يزال تيار المستقبل، رغمَ انسحابه، موجوداً في العملية الانتخابية، ويدفع باتجاه مقاطعتها سنياً. لكن ذلك لا يعني خروجه من المشهد، ما يحصل حالياً أن الحريري يعمل جاهداً على أن تكون نسبة التصويت السنية في كل المناطق متدنية جداً، بهدف تكريس زعامته وربط السنة بشخصه والقول للداخل والخارج إنه الممثل الوحيد للطائفة. ولأجل هذه المهمة جنّد الحريري الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية اللذين التقاهما في الإمارات قبل أيام، لعقد اجتماعات مع شخصيات فاعلة والعائلات. ثانياً، محاولة قطع الطريق على كل الذين قرروا التمرد على قرار الحريري وشنّ حملات تخوين وتهويل، كما حصل مع الرئيس السنيورة والنائب مصطفى علوش وآخرين أبدوا رغبة في خوض المعركة وعملوا ولا يزالون على دفع الناس إلى صناديق الاقتراع بحجة اجتياح حزب الله للشارع السني، وضرورة مواجهة الاحتلال الإيراني.

لا يزال تيار المستقبل، رغم انسحابه، موجوداً في العملية الإنتخابية ويدفع باتجاه مقاطعتها سنياً

ثالثاً، وجود جو من الخيبة والاستياء لدى الجمهور السني من كل الطبقة السياسية، ومن المملكة العربية السعودية، إذ يشعر هذا الجمهور بأنه مهزوم، وأن مقاطعة الانتخابات ستكون عقاباً لكل من تسبب بخروج الحريري من الحياة السياسية، وهذا الشعور هو ما يمنع نسبة كبيرة من التفاعل مع المرشحين السنة. وعليه، لا تزال اللوائح غير محسومة حتى الآن والجميع يواجه مشاكل في نسج التحالفات. وهذه الصعوبة لا تشمل فريق ما يسمى 14 آذار، بل أيضاً فريق حزب الله وحلفائه الذي لا يبدو من المعطيات المتوافرة حتى الآن، أنه حجز حصة سنية إضافية عن حلفائه المعروفين. ففي بيروت، مثلاً، لم يستطع ثنائي حزب الله وحركة أمل حتى الآن الاتفاق مع أي مرشح سني ليكون على لائحتهما، علماً أن هناك حوالي 10 أسماء يجري التفاوض معها.

نصر الله: معركتنا إنجاح حلفائنا

الاخبار.. تقرير ... أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن «معركتنا في الانتخابات المقبلة هي معركة حلفائنا... وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا». وفي لقاء داخلي لكوادر الحزب، دام نحو ساعتين ونصف ساعة، تحدث نصر الله عن «الأسباب الموجبة لدخولنا الانتخابات النيابية عام 1992 وفي الحكومة عام 2005، وهي دائماً حماية المقاومة». وشدد نصر الله على أن «التجربة علّمتنا أنه لا يمكن أن نغيب عن أي حكومة في لبنان»، لافتاً إلى أنه أثناء عدوان تموز 2006، «وبسبب الحقد والطعن السياسي والنكد في الحكومة كنا على حافة أن نقوم بما يشبه ٧ أيار في ظل الحرب مع إسرائيل». لذلك، فإن «وجودنا في الحكومة والمجلس ضرورة لحماية المقاومة حتى ولو كنا في حكومة فيها خصوم ورئيس خصم، وحتى لو تعرّضنا لاتهامات بوجودنا مع فاسدين». وأكد أن «هدفنا أن نربح ويجب أن نربح لنكون موجودين في كل الاستحقاقات»، لافتاً إلى أن «خصمنا لم يقدم برنامجاً. الكلام فقط عن سلاح المقاومة والاحتلال الإيراني وهيمنة حزب الله على الدولة». وأكّد نصر الله أن هذه الانتخابات «مفصلية ومن أهم وأخطر المعارك السياسية التي تحدد على ضوء نتائجها بقية المعارك»، مشيراً إلى أن البديل من الانتخابات هو عدم وجود مجلس نيابي. «ولذلك، يجب شحذ الهمم وعدم الاستهتار واعتبار المعركة تحصيل حاصل، والبقاء حذرين حتى إعلان النتائج، والتعاطي بجدية مع الاستحقاق. هذه المعركة أساسية ككل المعارك التي خاضتها المقاومة».

التجربة علّمتنا أنّه لا يمكن أن نغيب عن أيّ حكومة ولو كنا فيها مع خصوم واتّهمنا بوجودنا مع فاسدين

ودعا إلى ضرورة العمل على رفع نسبة التصويت ولو اقتضى الأمر زيارة الناس في المنازل وعدم الاكتفاء باللقاءات العامة. وأضاف إن الهدف «ليس فوز مرشحي الحزب، بل بلوغ حواصل لتعزيز وضع حلفائنا في جبيل وكسروان والشوف وعاليه وفي كل الدوائر. نريد أن ينجح كل الحلفاء معنا لأن المعركة اليوم ليست ضد الحزب فقط، بل لأخذ حصص من الحلفاء، لذلك العمل يجب أن يكون للحلفاء كما نعمل لأنفسنا. علينا أن ننجح كل نوابنا وكل حلفائنا. وحتى لو كان هناك مرشح عليه نقاط هدفنا أن ننجحه». ولم يتطرق إلى اللوائح الانتخابية، مكتفياً بالإشارة إلى أنه في دائرة بيروت الثانية «حزب الله سيخوض المعركة مع أمل والتيار الوطني الحر فقط». وأكّد «أننا، حتى إشعار آخر، لم نعط وعداً لأيّ حليف بالصوت التفضيلي لأننا بذلك نقطع الطريق على بقية أعضاء اللائحة. ونحن ليس لدينا كلام فوق الطاولة وآخر تحت الطاولة».

قاآني: حديث السيد نصر الله عن صناعة الصواريخ والمسيّرات يُرعب الصهاينة

المصدر: الميادين نت... قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، يؤكّد أنَّ "الأميركيين باتوا يخشون فصائل المقاومة"، ويضيف "أننا على أهبة الاستعداد لمواجهة الأعداء". قال قائد "قوة القدس" في حرس الثورة الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، إنَّ "استهداف مقر الكيان الصهيوني في أربيل كان حازماً"، مشيراً إلى أنَّ "الكيان الغاصب أصبح ذليلاً، بينما كان يرفع شعارَ من النيل إلى الفرات في يومٍ من الأيام". وأكّد قاآني، في كلمةٍ له اليوم الثلاثاء أمام قادة "قوة القدس" وضباطها، أنَّ "الأميركيين باتوا يخشون فصائل المقاومة"، مضيفاً "نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة الأعداء". وليل السبت، أفاد مراسل الميادين في بغداد بسقوط عدة صواريخ في محيط قاعدة حرير الأميركية، قرب مطار أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وكشفت مصادر موثوقة للميادين أنّ الهجوم جرى بأكثر من 10 صواريخ باليستية دقيقة، نجحت في استهداف مقر استخباري وأمني إسرائيلي في محيط أربيل. وذكرت المصادر أنّ المقر الأمني الاستخباري الإسرائيلي، الذي قُصف في كردستان العراق، هو مركز عمليات رئيسي وليس ثانوياً، لجهاز الموساد الإسرائيلي. وأكدت المصادر أنه "قُتِل 4 ضباط إسرائيليين، بينهم امرأة، بالإضافة إلى 7 جرحى، بينهم 4 في حال خطرة". وفي إطار متّصل، قال قاآني إنَّ "سيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، يتحدّث بصراحةٍ عن قدرة حزب الله العالية في صناعة الصواريخ والمسيّرات، وهذا يُرعب الصهاينة كثيراً، وخصوصاً أنَّ القبّة الحديدية فشلت في الكشف عن مُسيّرات الحزب، عند مرورها فوق هذه المنظومة الدفاعية". وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، الشهر الماضي، إطلاق الطائرة المسيّرة "حسان" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدت المقاومة أنّ الطائرة حلّقت "40 دقيقة في مهمة استطلاعية، امتدت على طول 70 كم في فلسطين"، مضيفةً أنّها عادت "سالمة، على الرغم من كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية من أجل إسقاطها".

طرابلس: محاولات لإقناع علوش بالانسحاب

الاخبار... تقرير عبد الكافي الصمد .... تواجه جهود تشكيل لائحة «المتمردين» في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية) على قرار تيّار المستقبل عدم خوض الانتخابات، عقبات تؤخر إعلانها. وتعزو مصادر مطلعة الأمر إلى اعتراض النائب السّابق مصطفى علوش على أي تعاون انتخابي مع الرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير السابق أشرف ريفي، كما يرغب الراعي الرئيسي للائحة الرئيس فؤاد السنيورة، فيما لا يحبّذ النّائب السّابق أحمد فتفت أيضاً أي تحالف مع ريفي. كذلك أكّدت المصادر أنّ جهوداً واتصالات يجريها مقرّبون من الرئيس سعد الحريري بعيداً من الأضواء مع علوش، لإقناعه بالعدول عن الترشّح للانتخابات، وهو أمر إذا ما حصل سيفرغ اللائحة من قوتها ويخلط كثيراً من الأوراق، خصوصاً أن علوش يعدّ الأبرز بين المرشحين فيها والأكثر حضوراً شعبياً. علماً أن مصادر ذكرت سابقاً لـ«الأخبار» أن علوش تلقّى عرضاً من الحريري بأن تعمل ماكينة المستقبل الانتخابية في خدمة حملته شرط الابتعاد عن السنيورة الذي يحاول الحريري قطع الطريق على حراكه لوراثة الحريرية السياسية. إلى ذلك، قال مقربون من ميقاتي حول أسباب عزوفه عن الترشّح إنّه «لا يريد الذهاب إلى اصطفاف سياسي حادّ في المرحلة المقبلة، وهو كان اتخذ قرار العزوف منذ زمن لكنّه تأخّر في إعلانه لإعطاء فرص لجهود بعض الوساطات والدعوات لتعديل موقفه، وعدم رفضها مسبقاً، قبل أن يجد أخيراً أنّ الأجواء والمعطيات التي دفعته إلى اتخاذ قراره لم تتغيّر». لكنّ مصادر سياسية مطلعة تؤكد أنّ أسباباً أخرى دفعت ميقاتي إلى عدم خوض الانتخابات، وحتى عدم التصريح علناً بدعم مرشحين مقرّبين منه، أبرزها أنّه «يريد تجنّب أي التزامات مالية وأي ابتزاز مالي وسياسي يعرف أنّه سيتعرض له من مرشحين ولوائح، خصوصاً بعدما أصبح المرشّح الأبرز على السّاحة السنّية والمتمول الأوّل فيها». أضف إلى ذلك، أنّ ميقاتي «يُدرك جيداً أنّ شعبيته تراجعت كثيراً عما كانت عليه في الانتخابات السّابقة، وأنّ من الصعب جداً حصوله على أصوات تفضيلية توازي ما ناله في انتخابات 2018 (21300 صوت)، خصوصاً بعدما أوقف الكثير من خدماته وتقديماته، وبسبب غيابه عن طرابلس التي لم يزرها إلا نادراً منذ تأليفه الحكومة في أيلول الماضي». وكان لافتاً، في هذا السياق، أن أي رد فعل شعبي لم يُسجّل في طرابلس على قراره الانسحاب.

باسيل القلق في وجه معارضة مشرذمة

الاخبار... تقرير هيام القصيفي .... يخوض التيار الوطني الحر معركة الانتخابات وكأنه في عام 1989. وفيما قلقه الانتخابي واضح في رمي الاتهامات يميناً ويساراً، تكمن مشكلة خصومه أنهم يواجهونه وهم في حالة تشرذم فاضحة..... حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إظهار أكبر قدر من التماسك السياسي والحزبي الداخلي في مناسبة 14 آذار، استعداداً للانتخابات النيابية. لكن اللغة واللهجة والأداء أظهرت العكس تماماً. عدا عن أن الخطاب السياسي الذي استهدف خصومه كشف عن قلق انتخابي، سبق لباسيل أن عبّر عنه في طريقة مماثلة في 13 تشرين الفائت وفي أكثر من خطاب. في تلك المناسبة حدد باسيل ثلاث نقاط في الانتخابات: موعدها الذي رفضه في آذار، والدائرة 16 الانتخابية الخاصة بالمغتربين والميغاسنتر. بعد أشهر لم يبق من مطالبة باسيل سوى موعد أيار الذي توافق معه حلفاؤه على تحديده. لكن جوهر الخطاب، في الحالتين، كان استهداف الثورة والمستقلين وخصومه المسيحيين. وفي هذه النقطة، يحاول التيار الوطني الحر الذي بدا أقرب إلى خطاب المعارضة منه إلى خطاب حزب العهد، أن يستثمر في مشروع لم يعد يملك فيه عناوين انتخابية لامعة سوى استعادة مرحلة عام 1989، بما فيها من حساسيات وخلافات لا تزال تغري الجمهور العوني والناخب على أبواب انتخابات يرى أنها مفصلية. تمثل الانتخابات بالنسبة إلى باسيل محطة أكثر أهمية من الدورة السابقة، لا لأنها ترسم مستقبله السياسي فحسب، إنما أيضاً تكرس مرجعيته الحزبية الداخلية، في نهاية العهد، بعد تسونامي العماد ميشال عون ورئاسة الجمهورية التي ظلّلت انتخابات عام 2018. بهذا المعنى، لا تنحصر مشكلة باسيل في وصوله إلى المجلس النيابي، بل في كيفية وصوله، ومن سيصل معه وفي أي دائرة. وعلى هذا الأمر سيبنى الكثير لحظة الاستحقاق، وقبلها لحظة يصبح التمديد الخيار الأكثر سهولة في مقابل انتخابات فيها احتمالات خطرة. يدخل التيار الانتخابات على وقع خلافات داخلية، منها ما خرج إلى العلن، ومنها ما بقي يدور في كواليس النواب والنواب السابقين. لكن سيكون من المبالغة تصوير قيادة التيار خاسرة أمام معارضيها الداخليين، خصوصاً في ظل القانون الحالي، ومع وجود العهد وأجهزته التي تساهم بطريقة أو بأخرى في تعزيز موقع التيار الانتخابي، كما حصل في آخر دورة انتخابية. لكن هذا لا يعني أن الارتياح الانتخابي يسود جو التيار الداخلي الذي تصبح ديموقراطيته الانتخابية مطواعة، حين يتعلق الأمر بحصوله على أصوات حركة أمل والرئيس نبيه بري، فيقنع جمهوره بضرورات التحالف الميكيافيللي لإنجاح المشروع الكبير، الذي لن ينجح إلا من خلال عهد عوني ثان. ما يخوضه التيار اليوم في الانتخابات قد يكون مبنياً أولاً وآخراً على انقسامات معارضيه. وفي هذه النقطة يبدو رهانه أقرب إلى الحقيقة من أي عنوان آخر. فمعارضو التيار يدخلون الانتخابات على وقع تشرذم غير مسبوق، لم يكن ينقصه سوى أداء الرئيس سعد الحريري وفريقه العائلي والاستشاري. كانت انتخابات عامي 2005 و2009، الأكثر وضوحاً في انقسام الناخبين والسياسيين بين طرفين متناقضين، وإن كانت نتائجهما لم تنعكس لاحقاً بحكومة أكثرية من لون واحد، بل بحكومة مختلطة. اليوم يمكن القول إن هناك طرفين متناقضين: العهد وحزب الله وأمل ومعهم حلفاؤهم، وفريق آخر عبارة عن مجموعة أحزاب وشخصيات ومستقلين وخارجين من رحم تظاهرات 17 تشرين ومجتمع مدني، لم يحصل أن تداخلت انقساماتهم وتمايزت إلى هذا الحد، وبدأت تترك أثراً سلبياً مسبقاً على الناخبين. ويبدو من خلال بعض المظاهر الانتخابية وكأن هدف كل من هؤلاء، ليس كسر الفريق الآخر، إنما كسر الطرف الذي يقف معه في مواجهة العهد وحزب الله وحلفائهما. فبقدر ما يحاول باسيل تحقيق سبق في قيادته المركزية والسياسية، تسعى الأحزاب المسيحية وبعض الشخصيات المستقلة، إلى فعل الأمر نفسه، كل طرف في منطقته، لتأكيد زعامته المناطقية، في شكل يفوق أهمية تحقيق نصر على خصومها. بحيث يصبح المهم تحصيل المقاعد النيابية على حساب الأهم وهو خوض معركة ضد الموالاة. بذلك يختلف الجميع مع الجميع، لا المستقلون راضون بالأحزاب المعادية للسلطة، ولا الأحزاب راضية بما يريده المستقلون، وما تريده الأحزاب الأخرى سواء كان اسمها الحزب التقدمي أو القوات اللبنانية أو الكتائب أو الأحرار أو أي طرف آخر. ولا المنبثقون من مشاهد 17 تشرين أو المجتمع المدني قدموا نموذجاً جديداً من العمل الانتخابي الذي يترجم تشرذماً داخلياً أيضاً. وجاء موقف الحريري من تحرك الرئيس فؤاد السنيورة الانتخابي ليزيد من مشهد انقسام القوى المعارضة. فزاد أداء الحريري بعد تعليقه العمل السياسي من حجم التشتت في المجتمع السني، بين مؤيدين ورافضين، الأمر الذي سيضاعف من حجم الإرباك في تأييد الناخبين للتحالفات التي يصر السنيورة على صوغها في إطار المشاركة في الانتخابات. كل ذلك يجعل من ساحة المعارضة خاصرة رخوة يسهل استهدافها، وتجعل من خصومهم، وهذا لا يحتسب للتيار، يتحركون في الاتجاه الصحيح، طالما أنهم يعرفون مكامن الضعف التي بدأت تظهر في عدد من الدوائر نتيجة كمية الأخطاء التي ترتكب يومياً.

شيا للبنانيين: لا تصدقوا المُشكّكين بجهودنا لمساعدتكم... اصبروا

الاخبار... دعت السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، اليوم، إلى عدم تصديق المشكّكين بمشروع استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان، غامزةً بذلك من قناة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، علماً أن مُهل إنجاز المشروع التي أعلنها القيّمون عليه، قد تمّ تجاوزها من دون إتمامه، بسب عدم إعطاء الإدارة الأميركية الضّمانات اللازمة لإعفاء مصر والأردن من «قانون قيصر». وقالت شيا، عقب زيارتها وزير الطاقة وليد فياض، إنها تودّ أن تحثّ الناس على «عدم تصديق الرافضين الذين يجعلونك تعتقد أنه ليس هناك تقدم»، واصفةً العملية بـ«الطويلة والمعقدة». وفيما نوّهت شيا بـ«الاتصالات الجارية بين الوزير ونظرائه (المصري والأردني والسوري) وأصحاب المصلحة الآخرين في هذه الصفقات»، ادّعت أنها «مستمرة ومنتجة وإيجابية، وأننا نتطلع إلى نتيجة ناجحة. اصبروا. لم نفقد الأمل ويجب ألا تفقدوه أيضاً». أما فياض، فقال إنه «لمس من قِبل السفيرة شيا الالتزام نفسه كالسابق بالمساعدة، خصوصاً في الاتفاقات المتعلقة بجرّ الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، والخطوات المتبقية في إطار الموافقة النهائية على خطة الكهرباء المطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً»، مضيفاً أن «الخطوة الثانية فتتعلق بتأمين التمويل من البنك الدولي والخطوة الثالثة هي موافقات الإدارة الأميركية في ما يتعلق بتداعيات قانون قيصر، حيث أعربت السفيرة مجدداً عن التزامهم إسقاط هذا المشروع من لائحة عقوبات قيصر». وكان نصر الله قد أشار في خطابه الأخير إلى أن وزارة الخارجية الأميركية لم تُقدّم حتى هذه اللحظة «مستنداً خطياً لمصر وللأردن، يقول هذا المستند الخطي إذا أدخلتم الغاز من سوريا أو مرّرتم الكهرباء من سوريا أنتم محميون من عقوبات قانون قيصر»، واصفاً كل ما قالته السفيرة الأميركية في لبنان بالـ«كذب والخداع والتضليل». وسأل: «النتيجة أين الكهرباء؟ لا يوجد كهرباء على أساس ننتظر الغاز من مصر والكهرباء من الأردن والأميركي جاء بهم ودفعوا البنك الدولي ليدفع مالاً، أين هذا السراب؟ أين هذه الأوهام؟ أنا أتحدّث عن حقائق، ولا أتحدّث عن شعارات، دلّونا عليها». وكانت شيا قد اتصلت برئيس الجمهورية ميشال عون، عقب ساعات من خطاب نصر الله الذي أعلن فيه قرار حزب الله استقدام المازوت من إيران، في آب الفائت، وأبلغته موافقة الإدارة الأميركية على استجرار لبنان الغاز المصري عبر سوريا.

الحرب على أوكرانيا «تدمي» المائدة اللبنانية.. حنين إلى زمن البيادر والمرقوق والطابونة...

بيروت – «الراي»:.... لم تقتصر تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا على الخلاف السياسي في لبنان بين مؤيّدي روسيا والمُدافعين عن أوكرانيا. فالوطن الصغير الرازح تحت وطأة الإنهيار المالي - الإقتصادي منذ أكثر من عامين، لم يكن متنبهاً إلى أن الحرب سترتدّ عليه مباشرة في يومياته، إذ بدأ يعيش مأساة المزيد من التدهور الإقتصادي، فيما الحكومة والوزارء والمسؤولون منشغلون بالإنتخابات النيابية، فلم يتحضروا لإرتدادات الحرب على القطاعات الغذائية والنفطية. لم يكن معظم اللبنانيين يعرفون أن الخبز الذي يأكلونه ويشكل المادة الرئيسية في طعامهم، مكوّن من قمح أوكراني. في الذاكرة الشعبية، القمح بلديّ المنشأ، والفنانون اللبنانيون غنّوا للبيادر وموسم القمح والطاحونة. لكن تلك كانت أياماً طواها النسيان، ورغم ان المثل اللبناني يقول «زوان بلادك ولا القمح الصليبي» (نسبة إلى العالم الغربي) إلا أن القمح أصبح يأتي من الغرب، ويُشحن بحراً إلى بيروت، ليخزّن في الإهراءات التي بنتْها الكويت وتضررت أخيراً في انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس عام 2020. يعتمد اللبنانيون في مأكولاتهم اليومية على الخبز الذي يُعرف محلياً باسم الخبز العربي بعد انتشار الأفران الحديثة، إضافة إلى أنواع الخبز اللبناني التقليدي... خبز الصاج أو المرقوق والطابونة، إضافة إلى المنتجات الأساسية من كعك وحلويات، تشكل جزءاً من مائدتهم ويشتهرون بها، والقمح في ذاته أصبح مرتبطاً بأعياد ومناسبات عائلية. كان سهل البقاع قديماً يشكل أرضاً خصبة لزراعة القمح ويُعرف بـ «إهراءات روما» قبل ان يتحوّل إلى زراعات أخرى ومنها الممنوعة، فإنحسرت تدريجاً زراعته، رغم أنها ما زالت موجودة في بعض المناطق البقاعية والجنوبية. إلا أن لبنان لا يعتمد كثيراً على القمح اللبناني، لنوعيته التي لا تتلاءم مع أنواع الخبز التي أصبحت معتمدة وتَنَوُّعها بحسب الإحتياجات والأنظمة الغذائية الجديدة، ولم تعد الكميات المنتَجة محلياً تكفي لتأمين المتطلبات الغذائية. فبدأ لبنان يستورد القمح من الخارج، وحالياً يعتمد على إستيراد نحو 60 بالمئة من إحتياجاته من أوكرانيا، مثله مثل بعض الدول العربية. وأهمية الشحن من أوكرانيا إلى الدول العربية ومنها لبنان أنه أسرع تسليماً فيما يحتاج نقله من الولايات المتحدة إلى كلفة أعلى ووقت أطول. علماً أن الحرب العسكرية عكست حقيقة المخاوف من إندلاع الأزمة بعد إرتفاع الأسعار قبل أشهر. اذ ان منظمة الأغذية العالمية «الفاو» حذرت في آخر ديسمبر 2021 من إرتفاع سعر القمح، وذكرت في تقرير لها ان الأسعار إرتفعت للشهر الخامس على التوالي، مشيرة إلى محدودية إمداد القمح لا سيما القمح ذو الجودة العالية. ولفتت إلى ان «عروض أسعار البحر الأسود، إرتفعت بما لا يقلّ عن سبعة في المئة، لتعكس حال الغموض التي تكتنف التغيرات المحتملة المتعلقة بالتصدير التي قد يطبّقها الإتحاد الروسي وسرعة التغيرات المحتملة في أوكرانيا». علماً ان اوكرانيا سبق أن أعلنت انها ستحدد صادراتها من القمح للسنة الحالية، وهذا الإعلان سبق الحرب الروسية بأربعة أشهر. جاءت الحرب الروسية، لتزيد من أزمة الرغيف اللبناني بكل أنواعه، بعدما لاح شبح رفع الدعم مراراً عن الطحين، عقب رفع الدعم عن المحروقات والدواء. ورغم أن رفع الدعم لم يصبح بعد أمراً واقعاً لكنه تحوّل أحد أسباب الذعر اللبناني يومياً نتيجة إرتفاع سعره، فأصبح سعر ربطة الخبز العربي، وفيها ست أرغفة فقط، يراوح بين عشرة الاف و14 الف ليرة، وبلغت أسعار بعض أنواع الخبز ما بين 20 إلى 25 الف ليرة. ومع المَخاوف من فقدان مادة الطحين، أصبح لبنان في مواجهة إستيراد القمح من مصادر أخرى، لكنه حتماً أكثر كلفة وهو الأمر الذي سيشكل عثرة أساسية مع إرتباط الأمر بفتح الإعتمادات من مصرف لبنان. ومعلوم مشكلة البنك المركزي المزمنة مع تأمين العملة الصعبة لفتح تلك الإعتمادات. يضاف إليها حالياً مشكلة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع القضاء وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يسعى إلى تطييره، ما قد يدفعه إلى أن يكون أكثر تحكماً بلعبة الإستيراد من الخارج. إضافة إلى ان تلويح وزارة الإقتصاد أكثر من مرة بأن مخزون القمح لم يعد كافياً لأكثر من شهر أثار الذعر لدى اللبنانيين بأنهم سيكونون أمام مصير يهدد أمنهم الغذائي، لأن أي شحنة جديدة لن تصل لبنان، اذا فُتح الإعتماد، قبل أشهر. ولا تقتصر الأزمة على إستيراد القمح بقدر ما هي أيضاً أزمة سعره، في وقت ترتفع أسعار المنتجات الغذائية الأخرى في شكل هستيري منذ أن إنفجرت الأزمة المالية والإقتصادية، إضافة إلى إنخفاض قيمة الليرة اللبنانية. وهذا الأمر في ذاته بحسب خبراء مصرفيين، معرّض للإهتزاز. لأن الأزمة مفتوحة على إحتمال وصول المصرف المركزي إلى عدم القدرة على إستمرار ضخ الأموال للجم إرتفاع سعر الدولار، ما يضع اللبنانيين في دوامة مستجدة، بين إرتفاع أسعار المنتجات النفطية، والمازوت الذي تحتاجه الأفران، وأسعار القمح والسكر والزيت المرتفعة، وإحتمال إنخفاض جديد في عملتهم الوطنية. وليس شحّ القمح وحده الذي سيصيب السلة الغذائية في لبنان التي تضررت سابقاً بعدما خسر اللبنانيون مستوى معيشتهم ونمط حياتهم ومأكولاتهم. فما أن لاحت أخبار تقليص أوكرانيا تصدير منتجاتها من زيت دوار الشمس والقمح والذرة والسكر، حتى تهافت اللبنانيون، المقتدرون، إلى السوبرماركت لشراء المنتجات. إلا أن أصحاب المحال التجارية كانوا أسرع بإخفاء هذه المنتجات من أجل رفع سعرها. وهذه المواد الحيوية، لا يمكن للسلطة اللبنانية مقارنتها بالكماليات التي كانوا يدعون اللبنانيين إلى التخلي عنها والتقشف فيها والعودة إلى الإنتاج المحلي والزراعة محلياً. لكن المشكلة كذلك ان الفئة الأكبر من اللبنانيين لم تعد قادرة على تخزين أي من المنتجات المعرّضة للفقدان من الأسواق، نتيجة فقدان السيولة بعدما إرتفعت أسعار بعض الزيوت إلى أكثر من 500 الف ليرة للغالون الواحد. وفيما السلطة منشغلة بترسيم الخط البحري للتنقيب عن الغاز، نبهت شركات النفط ان مخزون المشتقات النفطية لم يعد كافياً إلا لأيام قليلة. ومع إرتفاع سعر برميل النفط، تحول الإهتمام إلى تأمين المازوت للمولدات الكهربائية، والبنزين، بعدما عادت طوابير السيارات تصطف على المحطات التي أقفل بعضها موقتاً، بسبب المخاوف من إنقطاع البنزين من الأسواق قبل ان تستعيد الأسواق هدوءها، وقد إرتفع سعر الصفيحة في شكل جنوني. ويولّد إرتفاع سعر المازوت أزمة مضاعفة، فأصحاب المولدات بدأوا باعتماد تقنين اضطراري إضافي في ساعات التغذية، فيما لبنان لم يستطع بعد تأمين إحتياجاته من الغاز المصري كما وعدت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لإضافة ساعات التغذية من مؤسسة كهرباء لبنان، ناهيك عن تأثير إرتفاع سعر المازوت على المحال والسوبرماركت والسوق التجارية والصناعية. منذ عام 2019، واللبنانيون لا يكادون يخرجون من أزمة إلا ويقعون في أخرى، والحرب الروسية قد لا تكون أقل ضرراً عليهم من سلسلة الضربات الحادة التي تصيبهم مباشرة.



السابق

أخبار وتقارير.. الحرب البروسية على اوكرانيا.. إعلام إسرائيلي: انهيار جميع مواقع الوزارات الحكومية في "إسرائيل".. رئيس الوزراء البولندي يدعو لإعادة بناء أوكرانيا بالأصول الروسية المجمدة..منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: حرب روسيا فشل تكتيكي واستراتيجي..مطاردات دولية واسعة للأوليغارش الروس.. «الناتو» يخشى «حادثاً» يشعل شرارة مواجهة مع روسيا..بريطانيا ترسل لأوكرانيا صواريخ... وتستقبل لاجئين..النفط يتراجع مع محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا..الدفاع الروسية: سندمر مصانع الأسلحة الأوكرانية..الأمم المتحدة: أكثر من 2.8 ملايين أوكراني لجؤوا إلى بلدان الجوار..موسكو تهدّد مدن أوكرانيا... والصين تنفي تسليحها... بكين تتهم واشنطن ببث «أخبار مضللة» .. الإعلام الصيني يبدي تعاطفاً مع وجهة النظر الروسية في أوكرانيا..

التالي

أخبار سوريا.. بيان دولي: حان وقت إنهاء "الهجوم الوحشي" على السوريين...سوريا في 11 عاما.. كارثة مستمرة ترنو إلى "الفرصة الجديدة".. روسيا «تجنّد» الآلاف في سورية للقتال في أوكرانيا...قائمة بـ40 ألف مرتزق سوري.. وتفاصيل عن الرواتب وتعويض روسيا لأهل القتيل.. تحركات "غير اعتيادية" للميليشيات في سوريا بعد هجوم أربيل..«نشاط جوي» روسي فوق إدلب في ذكرى الاحتجاجات... الرهان السوري ـ الإيراني و«العقدة» الروسية... قلق في دمشق على رغيف الخبز... وتطمينات حكومية..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,747,432

عدد الزوار: 6,912,487

المتواجدون الآن: 109