أخبار لبنان... باسيل يوقظ التعطيل والخلافات كامنة في أكثر من حقيبة.. تطمينات أميركية لبعبدا: لا عقوبات حالياً ولا مصلحة لبنانية بالنفط الإيراني.. السيناتور ميرفي: هل يعقل أن يتقاضى عناصر الجيش أجوراً أقل من حزب الله؟..عنوان الانتخابات: إسقاط «الشرعيّة المسيحيّة» عن حزب الله.. تشكيل الحكومة يسير على إيقاع وقود إيران واستثناءات «قيصر».. لبنان في موسم «الفرار الكبير»... كأنه مطار كابول أرقام مُفجِعة عن الهجرة ..

تاريخ الإضافة الجمعة 3 أيلول 2021 - 7:10 ص    عدد الزيارات 2746    القسم محلية

        


الناقلة الإيرانية الأولى تفرغ حمولتها في بانياس...

الجريدة... كتب الخبر طهران - فرزاد قاسمي... أكد مصدر في شركة الناقلات الايرانية لـ "الجريدة" أن التعليمات صدرت مساء أمس الأول لناقلة النفط الإيرانية التي تحمل المازوت للبنان كي تتجه الى ميناء بانياس السوري، وتفرغ حمولتها هناك على أن تنقل الشحنة الى لبنان براً. وأضاف المصدر أن الشركة اللبنانية التي اشترت المازوت من ايران لم تستطع أن تقنع أي مخزن باستقبال الوقود الايراني خوفا من العقوبات الاميركية. وتابع ان وزارة الخارجية الايرانية نسقت في وقت سابق مع الجهات السورية لاستقبال الباخرة، وأنه تمت اثارة هذا الامر خلال لقاء وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان والرئيس السوري بشار الاسد. وكشف المصدر أن الشركة اللبنانية اشترت شحنة رابعة من المازوت والبنزين لكنها تحتاج الى ناقلة عملاقة (Super Tanker) لحملها، وعليها أن تعبر مضيق جبل طارق وسترسو في بانياس، ولم يتضح ما اذا كان الوقود سيخصص للبنان أم لسورية.

باسيل يوقظ التعطيل والخلافات كامنة في أكثر من حقيبة.. تطمينات أميركية لبعبدا: لا عقوبات حالياً ولا مصلحة لبنانية بالنفط الإيراني..

اللواء.... المخاوف من تدخل المايسترو المعروف لتقويض المساعي التي سجلت تقدما على جبهة تأليف الحكومة جاءت بمحلها منذ ما بعد فترة بعد ظهر أمس، فبدل ان يصعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا، إيذاناً بوضع اللمسات الأخيرة علي الوزارة العتيدة، فوجئت الأوساط السياسية والنيابية باندلاع نيران حرب البيانات بين البلاتينوم وقصر بعبدا، على خلفية مَن يتحمل مسؤولية تأخير تأليف الحكومة، والاحراج الذي وقع فيه الرئيس ميشال عون عندما أبلغ وفد الكونغرس الأميركي ان الحكومة باتت قريبة، وهذا الأسبوع، لتسارع مصادر مقرّبة منه، وتعلن ان ما أبلغه للوفد انه يأمل أن تشكّل الحكومة هذا الأسبوع. ونقلت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان  الإتصالات والمشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، تتم عبر الوسطاء وفي مقدمتهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحرك أمس بين الرئيسين في محاولة، لابعاد اي مؤثرات سلبية للتراشق الحاصل بين الرئاسة الاولى  واكثر من طرف حول ما يثار عن عملية تشكيل الحكومة من جهة، ولتبديد ما تبقى من عقد وخلافات في مسار عملية تشكيل الحكومة، وآخر ما فيها،كما تردد، محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون، التراجع عن التفاهمات السابقة التي قدم بموجبها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التشكيلة الوزارية من ٢٤ وزيرا، في اللقاء الاخير بينهما، واوضحت ان ما يطالب به  عون، الحصول على حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية مع بعضهما البعض الى جانب وزارة الطاقة وقالت: ان ما يتم التفاهم عليه  بين الرئيسين، ينسفه فيما بعد، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهذا ما حصل مرارا منذ تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة  ولم يعد خافيا على احد. واشارت الى رفض ميقاتي هذا الطلب،واقترح بالمقابل ان تكون الطاقة من حصته .واردفت المصادر الى ان هناك نقاطا اخرى، ما تزال عالقة ولم يتم حسمها، من بينها وزارة العدل خلافا لما يردده او يسربه البعض حول  الإسم الذي تم الاتفاق عليه، كما أن العديد من الاسماء التي يتم ذكرها في وسائل الإعلام، ليست ثابتة وما يزال بعضها  يخضع للتبديل او الاستغناء عنه كليا. واكدت المصادر نقلا عن سياسي بارز، ان ميقاتي مصر على تشكيل حكومة انقاذ متماسكة منسجمة، تحظى بثقة الرأى العام الداخلي والخارج على حد سواء، وتستطيع مقاربة الملفات والمهمات المنوطة بها بجدية ومهنيه وفاعلية. وقالت ان محاولات تفخيخ الحكومة بطرح أسماء حزبية مموهة، محسوبة على باسيل وعملت معه في اكثر من موقع، او أسماء شخصيات تدور حولها علامات استفهام، كما هي حال من يطرح اسمه لتولي وزارة الطاقة مثلا، لا يمكن القبول بها تحت اي ظرف كان. ونفت المصادر ما يروجه البعض عن احتمال إعتذار الرئيس المكلف عن التشكيل، لعدم تجاوب رئيس الجمهورية معه، واكدت ان مايسرب،بهذا الخصوص ليس صحيحا  على الاطلاق وعلاقته مع عون متواصلة على اساس الاحترام المتبادل، والالتزام بالدستور ، وكل ما يسرب هو مجرد تمنيات، لمن يعملون بالخفاء على عرقلة تشكيل الحكومة، ولن تتحقق أمنياتهم، لان الرئيس  ميقاتي، متماسك جدا، ومستمر في مهمته بكل ثبات، ويستند الى تأييد قوي من النواب الذين سموه لتولي رئاسة الحكومة، والى القوى السياسية المؤثرة الداعمة له،والى رغبة اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة. وعلى الرغم من المضمون السلبي لبيان مكتب الإعلام في الرئاسة الأوّلى، والرد الحاسم لمكتب الإعلام الخاص بالرئيس المكلف، إلّا أنه تبيّن بين ثناياهما توجها لمواصلة المساعي للتأليف الحكومة، على الرغم من عودة أجواء الاشتباك بين بعبدا والرئيس المكلف.

حقيبة الاقتصاد واندلاع السجال

وهكذا، بقيت عقدة وزارة الاقتصاد محل تشاور بين الرئيسين عون وميقاتي عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي نقل صباح امس الى رئيس الجمهورية رغبة الرئيس المكلف بتسمية وزير الاقتصاد «كونه لم يحصل على حقيبة اساسية وكون الحقائب البارزة كانت من حصص القوى السياسية الاخرى باستثناء حقيبة الداخلية، وهو يرغب بالاشراف مباشرة على المعالجات والاصلاحات الاقتصادية المرتقبة لا سيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الجهات المالية المانحة». وقد استمهل عون اللواء الوسيط حتى نهار اليوم لدرس الموضوع واعطاء الجواب. وذكرت مصادر المعلومات ان حقيبة الاقتصاد يفترض ان تكون من حصة وزير مسيحي كون حقائب السنّة اصبحت شبه منتهية، وقد يختار لها ميقاتي شخصية ارثوذوكسية في حال تقرر ان يُسمّي هو الوزير وعلى هذا لم ولن يحصل لقاء بين الرئيسين قبل التوافق على كامل السلة الوزارية توزيعا واسماء. وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن البيان الذي صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ليس ردا على بيان مكتب الرئيس ميقاتي إنما هو للرد على الذين يتهمون رئيس الجمهورية برغبته في الحصول على الثلث المعطل على الرغم من النفي المتكرر الذي صدر ويصدر عن بعبدا وعين الرئيس شخصيا. وأفادت المصادر أن ما من رابط بالتالي بين البيانين مع العلم أن الفارق الزمني بينهما هو عشرة دقائق فقط. إلى ذلك كشفت عن مواصلة اللواء ابراهيم مساعيه وهو زار أمس قصر بعبدا على أن تتظهر النتيجة قريبا وفهم أنه لا تزال هناك نقطة تحتاج إلى معالجة وتتصل برغبة رئيس الحكومة المكلف بوزارة أساسية مثل الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية وسط معطيات تفيد أن الأخيرة حسمت لمصلحة رئيس الجمهورية. لكن حصل امس ما لم يكن في الحسبان، حيث جرى سجال غير مباشر ومن دون تسميات بين مكتب الاعلام في قصر بعبدا ومكتب الاعلام للرئيس ميقاتي، الذي اصدر بياناً امس توضيحا للتسريبات التي تتناول اتصالات التشكيل قال فيه: فيما يحرص الرئيس (ميقاتي) على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا. واضاف: ان اعتماد الصيغة المباشرة احيانا والاساليب الملتوية احيانا اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة ، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعا. إن دولة الرئيس ماضٍ في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيدا عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة. وتابع: الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة «والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون». كما ان دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم باي امر نهائي مع احد الى حين اخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا». ولاحقاً صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان رد على متهمي الرئيس عون بالتعطيل عبر الثلث الضامن وجاء فيه: واوضح البيان «إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب». وقال: انّ السيد الرئيس، الذي اعلن بنفسه هذا الامر امام جميع من فاتحه بالموضوع، من مسؤولين لبنانيين وغير لبنانيين، وهو المعروف عنه ثباته على مواقفه واحترام كلمته، والمدرك حجم المأساة التي يعاني منها اللبنانيون من مختلف المناطق والانتماءات، يكرر دعوته الى الجميع بوجوب عدم الصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على اهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها. واضاف: ان هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم. واكد بيان الرئاسة «ان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها». وفي السياق، وخلافا للتسريبات الاعلامية التي تتحدث عن حصة وزارية للرئيس سعد الحريري في الحكومة المنوي تشكيلها، اكدت مصادر رفيعة المستوى في «تيار المستقبل»، ان هذه التسريبات «لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري اي حصة وزارية». وقالت: ان الرئيس الحريري سبق واعلن دعمه تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل غد، وجددت المصادر ان كتلة «المستقبل» ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها دون ان يكون لها اي مطلب. وبادرت بعبدا إلى الاتصال بالرئيس ميقاتل، للتوضيح بأن بيان مكتب الإعلام لا يقصده، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يعتقدون ان مسألة وزارة الاقتصاد غير مستعصية وقابلة للحل، ولا يجوز أن تعيق تأليف الحكومة. أميركياً، كشف السناتور الأميركي كريس مورفي ان الرئيس عون قال لوفد الكونغرس انه يتوقع تشكيل حكومة بحلول نهاية الأسبوع، مضيفاً اننا نتفهم ان جميع الأطراف ستحتاج إلى تقديم بعض التنازلات لتحقيق ذلك. وحول استيراد النفط الإيراني قال ميرفي: يمكن ان يجعل هذا الاستيراد لبنان عُرضة للعقوبات، والناقلات الإيرانية فرصة لإيران للاستعراض، وهو حلّ ليس بطويل الأمد لما يُعاني منه الاقتصاد الإيراني. وقال: أعداء واشنطن يتهمونها بأنها تقف في طريق نجاح لبنان وهذا كذب وسنستمر في كوننا أكبر مؤيد ومشجع لهذا البلد، ونحن هنا لمحاولة حث لبنان على اجراء إصلاحات. وأكّد ان لواشنطن أسباب شخصية وسياسية لدعم نجاح لبنان، ولكي يتمكن من الخروج من هذه الأزمة يحتاج إلى حكومة، كما تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس وزراء للتحدث والتفاوض معه. ورأى انه علينا «ابتكار بعض الطرق للمساعدة على زيادة اجور الجيش اللبناني، ومن غير المقبول ان يتعاضى هذا الجيش اجوراً، أقل من اجور عناصر حزب الله. وكشف مضمون الرسالة التي حملها الوفد ان الهدف من الزيارة إلى لبنان، هي إذا لم يتم تشكيل حكومة، ولم تعتمد إصلاحات فسيكون إقناع دافعي الضرائب الاميركيين اصعب بمواصلة إرسال الأموال إلى بلد يرفض مساعدة نفسه. وإذا استبعد وجود عقوبات وشيكة على المسؤولين اللبنانيين الآن، معتبرا ان حزب الله مهتم بإبقاء لبنان في أزمة.

تعديل سعر الصرف

مالياً، علم ان النقاشات بين أعضاء لجة المال النيابية ومصرف لبنان، أفضت إلى الاتفاق على ان سعر صرف الدولار وفقا لاموال المودعين على أساس 3900 لم يعد يتلاءم مع ارتفاع سعر صرف الدولار، في ضوء الدراسات التي أجراها المصرف. وطلب رئيس لجنة المال النيابية النائب إبراهيم كنعان استلام الدراسات قبل نهاية أيلول الجاري موعد تجديد أو تجديد العمل بالتعميم 151 الخاص بالسحوبات على أساس 3900 ليرة لكل دولار في حساب المودعين. وقال كنعان: بعد الجلسة ليس لدينا أي اقتراح جامد لسعر الصرف بل نسأل لماذا اعتماد سحوبات الـ3900 منذ نيسان 2020 وحتى اليوم، علماً ان دولار السوق السوداء يواصل ارتفاعه. والمطلوب تحديد حجم السحوبات الشهرية ولكن مع إعطاء المودع سعر صرف أفضل. وتابع: الحكومة بشخص وزير المال مع تعديل سعر الصرف للسحوبات الشهرية للمودعين والأجواء جدّية ولجنة المال تدفع في اتجاه الحفاظ على الحد الأدنى من حقوق الناس. واشار الى ان: المودع اللبناني هو من يدفع ثمن استمرار ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء وهو ما لا يجب أن يستمر. وتوازياً، عقد نقباء المهن الحرة بدعوة من نقيب المهندسين في بيروت المهندس عارف ياسين اجتماعا في ‏مقر نقابة المهندسين، وذلك استكمالا للاجتماع الذي عقد في نقابة أطباء لبنان في 25 آب ‏الماضي، وأفاد بيان أن «المجتمعين بحثوا في الشؤون المتصلة بالوضع العام في لبنان، وتصرف ‏المصارف اللبنانية غير القانوني حيال مدخرات وودائع وايداعات وسحوبات المودعين، لا سيما ‏نقابات المهن الحرة». وأشار إلى أنه « تم خلال اللقاء، الاتفاق على العمل على خطة عمل وطنية ونقابية شاملة ‏للتصدي للوضع اللبناني الكارثي، والسعي إلى خرق الأفق المسدود الذي يجثم على صدور ‏الناس». ولفت إلى أن «الوضع اللبناني الراهن بلغ مرحلة الانحلال والتفكك، ولا يمكن مواجهته الا بحل ‏شامل وجذري يبدأ بتشكيل حكومة إنقاذية، خصوصا بعدما أصبح الشعب رهينة متولي السلطة ‏وأصحاب المصارف والمحتكرين مصاصي الدم»‏. وأكد «تصعيد المواجهة ضد سلوك المصارف تجاه نقابات المهن الحرة والمودعين عموما، من ‏خلال فرض نسب مئوية هي خوة منظمة، على إيداعات وسحوبات النقابات والناس، ومتابعة ‏الإجراءات القانونية والقضائية كافة حيال هذا التدبير غير القانوني»‏.

المحروقات والخبز مجدداً

فيما استمرت ازمة شح البنزين وفقدان البنزين الذي بيعت صفيحته امس في السوق السوداء ما بين 250 و300 الف ليرة، أكدت «وكالة أنباء فارس» امس، «أن الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت دخلت المياه الإقليمية السورية أمس الاول الأربعاء، وستفرغ حمولتها في سوريا (الارجح في ميناء بانياس) لتنقل لاحقا بالصهاريج إلى لبنان. ليعود الإعلام الإيراني فيتراجع ويقول إن ناقلة النفط إلى لبنان سترسو في سوريا اليوم. وأكّد سفير إيران في لبنان جلال فيروزينا ان السفن الإيرانية ستصل إلى لبنان، وان بلاده لن تقبل من أي دولة إقليمية أو دولية أن تقف بوجه قرارها تقديم المساعدة. وفي السياق، قال رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس أنه «في حال أقِرّت كلّ الإجراءات والتزمت الحكومة تعهداتها، فإن تعرفة «السيرفيس» الرسمية ستصبح 10 آلاف ليرة، شرط إصدار مرسوم يلزم الحكومة بدعم صفيحتيْ البنزين والمازوت للسائقين العموميين». واعلن الاتفاق على دعم قطاع النقل بصفيحة بنزين يومياً بسعر مئة الف ليرة وسبعين الف للسيارات والفانات العاملة على المازوت. على صعيد الرغيف، أشار رئيس تجمع المطاحن أحمد حطيط، إلى أنه «لم يتم تسليم المازوت بالكمية المطلوبة»، لافتاً إلى أن «المطاحن لا يمكن أن تنتظر كثيراً لكي تأتي المحروقات». وأكد «أننا نقوم بتنسيق دائم مع وزارة الإقتصاد، ونصل غالباً إلى حلول وذلك لكي لا يشعر المواطن بأن هناك زعزعة في العلاقة بيننا». وأوضح أن «الحلول التي تعطى لبعض القطاعات لا يمكن إعتمادها في المطاحن، وإقترحنا أن يتم تسعير الخبز على السعر غير المدعوم، ولكن لم نصل إلى قرار نهائي بعد». ولفت حطيط، إلى أن «سعر المازوت غير المدعوم الذي يشترى هو بنحو 220 ألف ليرة، لذلك سيزيد سعر الطحين نحو 10%، عند رفع الدعم»... من جهته، اعلن مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الإقتصاد جرجس برباري أن «لا يمكن القول أن هناك أزمة طحين، فالكمية التي تتسلمها البلاد ما زالت تأتي كالمعتاد»، مشيراً الى ان لبنان يستورد شهرياً حوالي 50 ألف طن. وكشف برباري أن «هناك إجتماعا بين وفد من الأفران ومستشار رئيس الحكومة حسين قعفراني في الوزارة»، لافتاً إلى «أنه لا يعتقد أن الدعم سيرفع».

604409 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1121 اصابة جديدة بفايروس كورونا و9 حالات وفاة في الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 604409 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2021..

المفاوضات الحكومية تهتز على وقع البيانات نهاراً قبل أن تستقر ليلاً: مبادرة ابراهيم... الفرصة الأخيرة؟

الاخبار... على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور..... لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم. ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام. قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن «البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي «ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة».

السفير الإيراني: مستعدّون لبناء معامل كهرباء في لبنان

وسريعاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه أنه «كثُرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارةً الى مصادر ومتلطّية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصبّ في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة برغبة أو إصرار أو مطلب لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يُوافق عليها ويُوقّع على مراسيم تشكيلها». وكرر البيان التأكيد على تمسك رئيس الجمهورية «أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها». وأعلن أنه «لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تُحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب». لكن مساء، بدت بعبدا حريصة على التأكيد أن البيان الصادر بعد 10 دقائق من بيان ميقاتي لم يكن موجهاً ضده، إنما ضدّ من يتّهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل. وعلمت «الأخبار» أن التوضيح كان متبادلاً أيضاً، بما أنهى عملياً تأثير البيانات تلك على مسار التأليف، تمهيداً لتواصل إبراهيم مع الطرفين. إلى ذلك، استمرت معاناة اللبنانيين من نقص الكهرباء والبنزين، من دون أن يظهر أي حل مستدام في الأفق. وعملياً، لولا قرب وصول شحنة الفيول التي تم استبدالها مع الفيول العراقي، لما وصلت نهاية أيلول إلا وكانت العتمة قد حلّت على كل البلد. في السياق نفسه، لن يتأخر المازوت الإيراني بعدما اقترب وصول الشحنة إلى لبنان، وهو ما أكده السفير الإيراني في بيروت محمد جواد فيروزنيا لبرنامج «بانوراما اليوم» عبر قناة «المنار»، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية لن تسمح بسياسة تجويع الشعوب وسياسة الحصار والعقوبات الظالمة غير القانونية من قبل الأميركيين». وأكد أن طهران لن تسمح لأي جهة إقليمية ودولية بأن تمنع هذه العملية. وقال إنها «ستصل إلى مقصدها، وهناك بواخر أخرى على الطريق». كذلك فإن الباخرة تصل إلى لبنان في إطار تجارة مشروعة، ولا داعي لتدخّل أي جهة أخرى، ولا يحق للأميركيين ولا للآخرين أن يتدخلوا في هذه العملية. وذكّر بأن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني هي عقوبات أحادية وغير مشروعة وغير قانونية، وليس من حق الأميركيين أن يتدخلوا بيننا فهذا يخصّ لبنان وإيران. وبالنسبة إلى قطاع الكهرباء، ذكّر السفير الإيراني بأن سلطات بلاده سبق أن عرضت على لبنان المساعدة في إنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، من دون أن تلقى تجاوباً من الحكومة اللبنانية. وأكد أن الاقتراحات والاستعدادات موجودة من جانبنا، ونأمل أن تتجاوب الحكومة اللبنانية في هذا المجال. وقال إنه «يبدو أن هناك جهات خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية، ونحن نفهم وندرك ظروف لبنان، لكنّ واجبنا ومهمتنا أن نستمر في هذه الاقتراحات والعروض والاستعدادات».

السيناتور ميرفي: هل يعقل أن يتقاضى عناصر الجيش أجوراً أقل من حزب الله؟

الاخبار... قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس ميرفي، إن للولايات المتحدة «أسباباً شخصية وأسباباً سياسية لدعم نجاح لبنان»، مشيراً إلى حاجة الولايات المتحدة إلى «رئيس وزراء للتحدث والتفاوض معه». واعتبر ميرفي في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أنه «على المدى القصير لا خيار لدينا سوى أن نثق بأن النخب السياسية القائمة ستكون قادرة على إنقاذ لبنان من الأزمة». واستبعد ميرفي أن يكون هناك «أي عقوبات وشيكة» على المسؤولين اللبنانيين، إلّا أنه حذر من أنه «إذا لم يتم تشكيل حكومة ولم يتم إجراء إصلاحات، فسيكون إقناع دافعي الضرائب الأميركيين أصعب بمواصلة إرسال الأموال إلى بلد يرفض مساعدة نفسه». وقال ميرفي: «عند زيارتنا للبنان نسمع القادة اللبنانيين يلقون مشكلات البلاد على الآخرين وعلى الدول الأخرى، وفي بعض الأحيان يتظاهر السياسيون بأنهم مجرد بيادق في لعبة شطرنج سياسية واسعة، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً». وكشف ميرفي أنه جرى التطرق خلال الزيارة إلى لبنان إلى «الطريقة التي يمكن لوزارتي الداخلية والعدل اتخاذ خطوات لضمان تنظيم انتخابات حرة وآمنة، وسنكون مستعدين لإرسال مراقبين وتقديم مساعدة فنية، للتأكد من عدم تهديد أحد أثناء الاقتراع». وعن السفينة الإيرانية، حذر ميرفي من أن استيراد النفط الإيراني يمكن أن يجعل لبنان عرضة للعقوبات الأميركية، معتبراً أنها «فرصة لإيران للاستعراض وهو حل ليس بطويل الأمد لما يعاني منه الاقتصاد الإيراني». وحول الدعم الأميركي للجيش اللبناني، قال ميرفي: «علينا ابتكار بعض الطرق للمساعدة على زيادة أجور الجيش اللبناني، ومن غير المقبول أن يتقاضى هذا الجيش أجوراً أقل من أجور عناصر حزب الله».

عنوان الانتخابات: إسقاط «الشرعيّة المسيحيّة» عن حزب الله

الاخبار... مقالة هيام القصيفي ... لم يكن يوماً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بارعاً في استخدام تعابير سياسية قوية تجاه حزب الله كما فعل أخيراً بترؤسه مجلس المطارنة الموارنة وما صدر عنه في البيان الأخير. فالعبارات والأوصاف التي أطلقها تستهدف للمرة الأولى الحزب ودوره والتغطية الخارجية له، واستخدام عبارات مثل أن «لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك»، ودعوته الشعب «إلى التصدي لها بما أُوتِي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات». لكنّ البيان (الذي يتحدث للمرة الأولى عن أموال المودعين في المصارف) ليس موجهاً إلى الحزب فحسب، بقدر ما هو موجه إلى الموقع المسيحي الأول والرئيس الماروني العماد ميشال عون. تقول بكركي لعون بلهجة واضحة ما معناه: «إن الموقع الذي أنت فيه، من خلال الحلف الذي تقوم به، يساهم في وصول لبنان الكبير الذي تحلّ ذكراه، إلى الزوال. وأنت تغطي هذا التصرف». باختصار هذا مضمون رسالة بكركي إلى رئاسة الجمهورية. لكن إذا كانت بكركي تحرّكت بحسب ما يرشح عنها، بعدما تلمّست ما تعتبره خطراً على الكيان والنظام فأعادت صياغة موقفها وإعلانها التمسك باتفاق الطائف، فإن ما يفترض السؤال عنه، هو ماذا بعد؟ وكيف يمكن أن تتصرف القوى السياسية بأبعد من عبارات التضامن والتأييد لمواقف بكركي، وهل يمكنها أن تطلق نقاشاً جدياً حول ما يترتب على موقفها تجاه رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله معاً؟..... تشكل الانتخابات النيابية، منذ أن بدأ الضغط الخارجي على لبنان، إحدى آخر المحاولات الجدية لإنتاج سلطة سياسية جديدة. لكنها تحمل في طياتها كذلك محاولة فصل عون عن حزب الله. لذا كان الضغط الأميركي منذ أشهر طويلة يتمحور حول هذه النقطة، بما يضمن عزل الحزب داخلياً، وتحديداً عن «الشرعية المسيحية» التي تؤمّن الغطاء لحزب الله، وتساهم في تثبيت دوره من خلال التفاهم مع قوة مسيحية في موقع رئاسة الجمهورية. من هنا انطلقت فكرة الدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهو الأمر الذي لم تتمسّك به فرنسا خارجياً. كذلك لم يتجاوب مع هذا الطرح حلفاء واشنطن في لبنان، كتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فلم يُكتب له أن يبصر النور. وحدها القوات اللبنانية سارت بهذا الطرح وحده من بين كل الطروحات الأخرى. لكنها تمسّكت به طويلاً، ولم تُقدم على أي تحرك بديل، حين ظهر أن أفق الانتخابات المبكرة مقفل. علماً أن توقفها عند هذه النقطة فحسب، يصبّ في واقع الأمر في إطار داخلي محض، يتلخّص بأنها تعتقد بأنها قادرة على التفوّق عددياً على التيار الوطني الحر داخل المجلس النيابي المقبل. في حين أن الفكرة التي طُرحت هي أشمل وأكثر استهدافاً.

الضغط الأميركي يتمحور حول إجراء الانتخابات بما يضمن عزل الحزب داخلياً

مع الكلام الأميركي عن حكومة جديدة والدخول في مرحلة الاستعداد للانتخابات، يصبح هذا الاستحقاق الخطوة الأهم في السيناريو المطروح: الضغط لإجرائها ومنع إيجاد أي ثغر أو أعذار للتمديد للمجلس النيابي. في هذه الانتخابات، الرهان على أنه يمكن الخروج بنتائج مؤثرة في العملية الانتخابية، تحت عنوان تقليل حصة التيار الوطني الحر، ما يعني عملياً سحب الغطاء الشرعي الذي تؤمّنه الكتلة المسيحية الأكبر لحزب الله. وهذا الكلام الأميركي قديم ومستجدّ، يتعلق بإمكان خلق كتل نيابية بين المسيحيين (والمسلمين)، تحقق فوزاً أكثرياً يسمح بإجراء هذا الفصل «ديمقراطياً». من هنا بدأت الأسئلة حول احتمال مسألة عدم إجراء الانتخابات، وإمكان أن يذهب إليها حزب الله والتيار الوطني في حال تلمّس أحدهما إمكان أن يخسر التيار (حصة الحزب مضمونة) عدداً من المقاعد تجعله خاسراً للتمثيل المسيحي الشعبي الواسع. وهذا يضع الانتخابات على المحك، لأن لا معنى حينها لخوضها. وأيّ احتمال ولو كان ضئيلاً لمثل هذه النتائج، يدفع إلى توقّع ألا يذهب أي منهما إلى المغامرة بما يملكانه من رصيد نيابي حالي مضمون. وإذا كان المطلوب «قطع رأس هذا التحالف» المحلي والاستراتيجي، فإن العبرة تكمن في أداء القوى السياسية المحلية التي تتماهى مع هذا الطرح. فإذا كان أداؤها السابق أوصل الواقع الداخلي إلى هذا الدرك من الانهيار السياسي، فإن من المستحيل التعويل على خريطة عمل جديدة، توقِف المنحى المحتمل نحو تأجيل الانتخابات. فأداؤها حتى الآن في التفاصيل اليومية، التي هي أبسط من عنوان إسقاط تفاهم حزب الله وعون، لم يسفر إلا عن مزيد من التخبّط وانفراط عقد التحالفات السياسية. فكيف يمكن أن تخوض هذه القوى الانتخابات أو مواجهة إرجائها من دون الحد الأدنى من العمل السياسي الممنهج والقدرة على ابتكار أفكار أو طرح مشاريع إنقاذية، بدل الالتهاء بالمحاصصات وبألاعيب ومناكفات صبيانية؟

لبنان: تشكيل الحكومة يسير على إيقاع وقود إيران واستثناءات «قيصر»

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... على مسارين متقابلين تسير التطورات اللبنانية اليومية، أولهما استقدام حزب الله للنفط الإيراني، والثاني هو السعي الأميركي لتوفير الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، وما بينهما يستمر مسار التفاوض في سبيل تشكيل الحكومة. بالنسبة إلى مسار حزب الله، تؤكد مصادر متابعة قريبة منه أن عملية استقدام المزيد من البواخر أصبحت في حيز التنفيذ، وهذا يشير إلى الاستعداد للتعاطي طويلاً مع الأزمة القائمة. وتؤكد المصادر أنه بعد أن طلب رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي من الحزب عدم إحراج لبنان في رسو الباخرة على الشواطئ اللبنانية خوفاً من ردة الفعل الأميركية، قرر الحزب رسو الباخرة في مرفأ بانياس على أن ينقل المحروقات براً. أما بالنسبة إلى الموقف الأميركي من توفير الكهرباء من الأردن، والغاز من مصر عبر سورية، فإن ذلك يحتاج إلى ترتيبات متعددة لها علاقة بمنح لبنان استثناءات من عقوبات قانون قيصر. وتؤكد مصادر دبلوماسية دولية أن جهات عديدة طلبت من لبنان العمل على إعداد دراسة كاملة وعرضها على المجتمع الدولي وتقديم طلب رسمي من الإدارة الأميركية لمنحه هذه الاستثناءات على أن تضغط تلك الدول في سبيل تلبية المطلب اللبناني. وتقول المصادر الدبلوماسية إن الخطوة الأميركية بالسماح باستجرار النفط والغاز عبر سورية جاءت في إطار محاولة قطع الطريق على استقدام حزب الله للنفط الإيراني. وسط هذه الأجواء، من الواضح أن التعاطي مع الأزمة اللبنانية سيكون على مسار طويل، خصوصاً أن نتائج وخلاصة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى لبنان تركزت على البحث في كيفية تقديم المساعدات للشعب اللبناني والجيش للحفاظ على الاستقرار. وبلا شك فإن هذا ستكون له مفاعيل سلبية سياسياً لأن التعاطي مع لبنان سيكون منحصراً فقط في جانب تقديم المساعدات بدون العمل على حلّ الأزمة السياسية والاقتصادية. وبمجرد مكوث لبنان بين منزلتي النفط الإيراني والغاز المصري والكهرباء الأردنية فإن ذلك يعني تأجيلاً لحسم ملف ترسيم الحدود البحرية وبدء لبنان التنقيب عن النفط في مياهه الإقليمية. وسط هذه المعطيات، تستمر البورصة الحكومية في الاتجاه نحو ارتفاع المنسوب الإيجابي والمشوب بالحذر، طبعاً لأنها ليست المرة الأولى التي يتم الوصول فيها إلى أجواء إيجابية لكنها لا تنتج حكومة. وبحسب ما تؤكد المعلومات فإن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يستكمل مساعيه بين الرئيسين عون وميقاتي، وهنا لا بد من العودة إلى بدء وساطة إبراهيم. وتؤكد المعلومات أن الأسبوع الفائت حاول رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل طلب مساعدة حزب الله ودعمه في ملف تشكيل الحكومة، ولم يرد الحزب الدخول في التفاصيل للحفاظ على العلاقة الجيدة مع عون وباسيل، والعلاقة الجيدة بالرئيس المكلف من جهة أخرى, واقترح الحزب توكيل ابراهيم بالمهمة، في وقت تكشف المعلومات أن اجتماعاً عقد بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، واللواء ابراهيم قبل أيام، تم خلاله الإعلان عن تكليف إبراهيم بالمهمة. وخلف هذا القرار أسباب متعددة أبرزها إظهار الدور الذي يلعبه إبراهيم في سبيل تشكيل الحكومة، كنوع من الردّ على محاولات إحراقه في الادعاء عليه بملف تفجير مرفأ بيروت. حاول إبراهيم تقديم حلّ لأزمة الحكومة، العالقة عند تسمية وزيرين مسيحيين، ففي حال كانا من حصة رئيس الجمهورية سيصبح ممسكاً بالثلث المعطل أي بقرار الحكومة، اقترح إبراهيم أن يعمل على تجميع أسماء من مختلف القوى واختيار اثنين مستقلين من بينها، فلا يكون أحد مسيطراً على الحكومة. المشكلة محصورة في هذين الوزيرين اللذين سيتوليان وزارتي الشؤون الاجتماعية والاقتصاد. في حين تعتبر مصادر أخرى أن المشكلة أعقد من ذلك، وترتبط بمسار إقليمي، فبحال تم التوافق على تقديم تسهيلات للبنان لاستيراد النفط والكهرباء عبر سورية فإن ذلك قد يكون مقدمة لتسوية سياسية تنتج التشكيلة الحكومية.

لبنان في موسم «الفرار الكبير»... كأنه مطار كابول أرقام مُفجِعة عن الهجرة لمَن استطاع وأكثر كارثية عن الحالمين بـ «الهروب»

الراي.... | بيروت - من زيزي اسطفان |

- لبنان يحتل المركز 113 من أصل 144 بلداً بالنسبة لهجرة الكفاءات

- نحو 34 ألف شخص تقدّموا من السفارات بطلب هجرة في الأشهر الماضية

- 77 في المئة من الشباب اللبناني يرغب في الهجرة ونزيف الأدمغة «يقتل» آمال النهوض من «تحت الركام»

- لبنان على طريق فنزويلا وزيمبابوي في عدد المهاجرين بعد أزمة مالية

- «طوابير الفجر»أمام الأمن العام للحصول على جوازات سفر... والإصداراتتضاعفت تقريباً

- وزارة الخارجية تختنق بالراغبين بتصديق أوراق الضرورة للهجرة... القسرية

- لبنانيون يسعون لضمان «بطاقة الفرار» في حال حدث الأسوأ

لم تَعُد مقوّمات الحياة متاحة في لبنان، ولو في حدودها الدنيا، فالأزمات التي لا عَدّ لها تُحاصِر اللبناني في يومياته، في نهاراتها ولياليها وتجعله أشبه ما يكون في زنزانة من الأشغال الشاقة أو أنه في طريقه إلى ما يشبه الإعدام مع تَلاشي فرص النجاة. وأكثر ما يقبض على أنفاس اللبناني هو تضاؤل الأمل بأي انفراج وسط تَسارُع انزلاق البلاد إلى الارتطام الكبير... لا دواء، لا مستشفيات، لا بنزين لحركة الانتقال، لا مازوت لتسيير البنى التحتية، لا كهرباء، لا ماء، وأحياناً لا خبز وربما لا تعليم. هذه المأساة التاريخية التي تُطْبِق على لبنان، ترجمتْها معدلات البطالة والفقر والعوز والهجرة ومَظاهر الجوع والفوضى والهذيان... ولعل الأكثر إثارة هي أرتال المواطنين أمام مراكز الأمن العام طلباً لجوازات السفر وعلى مداخل وزارة الخارجية لتصديق أوراق للضرورة، إضافة إلى اختناقاتٍ يعانيه مطار رفيق الحريري الدولي بالمغادرين. أرقام مُفْجِعَة عن الهجرة لمَن استطاع إليها سبيلاً، وأرقام أكثر كارثية عن الذين يحلمون بالفرار من بلادٍ كانت حتى الأمس القريب لؤلوة الشرق وسيّدة العواصم وزهرة المتوسط وما شابه من ألقاب صارت من الماضي ومآثره الجميلة. فبيروت تكاد أن تتحول «مطار كابول» ولو أتيح للبنانيين تَسَلُّق الطائرات لما تَردّدوا بعدما صار الهروب حلماً يراود الشيب والشباب... الشيب، الذي أفنوا حياتهم في وطنٍ غَدَر بهم ويرغبون بالإفلات بما تبقى من أعمار، والشباب الذين تكاد أن تُغتال أحلامهم في مهدها. مَن يمرّ فجراً أمام مقرّ الأمن العام المركزي في بيروت، يتفاجأ بزحمة غير مفهومة، فلا محطة وقود هنا تفرّغ صهاريج البنزين والمازوت ولا مخبز معروفاً يبيع الخبز بالسعر المدعوم ولا حتى مقر جمعية توزع إعاشات بالمجان على المحتاجين... فما سرّ زحمة الناس وغالبيتهم من الشبان والشابات؟....... إنهم هنا ينتظرون للتقدم بطلب الحصول على جواز سفر جديد أو تجديد القديم. يقفون في طابورٍ تتكوّن ملامحه منذ ساعات الصباح الأولى في انتظار أن يصل دورهم، وقد يطول الانتظار لست أو سبع ساعات في اليوم قبل تقديم المستندات المطلوبة للحصول على الجواز الذي بات بطاقة الهروب من المعاناة اليومية نحو يوم وغد أفضل في أي مكان... إلا لبنان. ولا تعود هذه الطوابير مستغرَبة مع الأرقام التي نشرها الأمن العام اللبناني حيث سجّل ارتفاعاً كبيراً في إصدارات جوازات السفر خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الحالية ووصل العدد الى نحو 260 ألف جواز سفر، مقارنةً مع نحو 142 ألف جواز سفر في الفترة نفسها من 2020، أي بزيادة نسبتها 82 في المئة. وكان معدّل الطلبات الأسبوعي، وفق الإحصاءات نفسها في الأشهر الثمانية الأولى من السنة الحالية يتجاوز 7 آلاف طلب مقارنة مع 4 آلاف طلب في الفترة نفسها من 2020. واللافت في هذه الإحصاءات، أن أكثر فئات الجوازات طلباً هي الفئات الأطول زمناً أي فئة 10 سنوات، و5 سنوات، مع تَراجُع ملحوظ للفئات الأقل مدى زمنياً، مثل فئة السنة الواحدة و 3 سنوات. وهذا يعني أن غالبية مَن يطلبون جوازات من هذا النوع، إنما يفكّرون بهجرة طويلة الأمد. هذه الأرقام المخيفة في إصدار الجوازات وطوابير الانتظار أمام مراكز الأمن العام يقرأها الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين بشكل مختلف ويقول لـ «الراي»: «إصدار الجوازات شيء والهجرة شيء آخَر، كما أن الرغبة في الهجرة شيء والقدرة عليها شيء مختلف. لا شك في أن الطلب على الجوازات قد ازداد لا سيما في الشهرين الأخيرين ويمكن تبرير هذه الزيادة بعوامل عدة أولها:

إن اللبنانيين المغتربين الذين عادوا صيفاً بادر كثيرون منهم إلى تجديد جوازاتهم لأن تكلفة التجديد في لبنان أرخص من تجديدها عبر السفارات في الخارج.

ثانياً ثمة خوف حقيقي عند اللبنانيين من أن يسوء الوضع أكثر في لبنان ويصل إلى الارتطام الكبير الذي يحكى عنه ولذا يسارع المواطنون للحصول على جواز السفر ليؤمنوا بطاقة الفرار في حال حدث الأسوأ.

ثالثاً ثمة رغبة كبيرة عند الكثيرين بالسفر والمغادرة رغم أن الواقع لا يساعد على ذلك والقدرات غير متوافرة بين الأموال المحجوزة في المصارف وصعوبة الحصول على فيزا بالنسبة للعديد من البلدان، لكن يبقى جواز السفر بطاقة للحلم المؤجل.

أما رابعاً فيمكن تفسير التهافت على الاستحصال على جوازات بخشية المواطنين اللبنانيين من ارتفاع كلفتها بشكل كبير ولا سيما أنها تُعتبر من الكماليات». ولكن أياً تكن التفسيرات، فإن الأرقام تشي برغبة 77 في المئة من الشباب اللبناني بالهجرة. وحتى مَن لا يثق كثيراً بالأرقام يمكنه أن يرى ما يحدث من حوله بأمّ العين. فالمشوار إلى مطار بيروت الدولي صار يومياً بالنسبة لمجموعات الشباب الذي يودّعون كل يوم واحداً من رفاقهم يغادر، إما للدراسة في الخارج هرباً من قسوة الواقع اليومي الذي يعيشه ولحجْز مستقبل أفضل لنفسه، أو للعمل في أي بلد يفتح أمامه المجال بعدما سُدّت أبواب الرزق أمامه في بلده أو باتت الرواتب التي تنتظره لا تعادل تكلفة اشتراك في «مولّد الحيّ» الذي يوفّر الكهرباء بديلاً من الدولة.

شباب محبط

مروان، شاب عشريني مصاب بحالة من الإحباط والكآبة وهو يودّع يومياً واحداً من أصدقائه، فيما هو عاجز عن الرحيل لعدم توافر العملة الصعبة معه والتي تؤهله لمتابعة دراسته في الخارج، ولأن أبواب العمل في دول الخليج مقفلة أمامه والفيزا متعثّرة لأسباب مختلفة، رغم أنه خرّيج جامعي يتمتع بكل المواصفات المطلوبة للنجاح. أما الياس المسافر إلى باريس لمتابعة تحصيله العلمي بعدما يئس من حالة البلد المعيشية، فالدمعة لا تفارق عينيْ والدته التي تخشى ألا يعود إلى بلده يوماً. فيما لم يكن والدا «سهيلة» يتخيلان يوماً أن تنسلخ ابنتهما الشابة عنهما لتتابع دراستها وحيدةً في بلد أجنبي هي التي لم تتخط الثامنة عشرة من عمرها ولم تبتعد يوماً عن عائلتها ذلك أن الظروف في لبنان لا تؤمن لها الاستقرار النفسي والمعيشي لتتابع سعيها العلمي بتركيزٍ وأمان. يقول الدكتور جهاد الحكيّم، وهو أستاذ جامعي ومشرف على البرامج التدريبية في أكثر من جامعة لبنانية، أنه يلاحظ من خلال طلابه الذين يشكلون عيّنة تمثل الشباب أن غالبيتهم الساحقة ترغب بالرحيل وتسعى إليه. وحين يَطرح السؤال على تلامذته وهم في السنة الجامعية الأخيرة أو في سنة الماستر الأولى عما يفكرون به للمرحلة المقبلة، فالإجابة تكاد تكون واحدة وهي السفر عند نحو 90 في المئة منهم، في حين كان الأمر معكوساً سابقاً حيث لم يكن أكثر من 10 في المئة يفكرون بالسفر والهجرة ثم صار الرقم يتصاعد مع اشتداد الأزمات في لبنان. وخلال العام الماضي، يقول الأستاذ الجامعي، بلغت تقريباً نسبة الذي يرغبون بالمغادرة 75 في المئة «أما اليوم فقد تخطت النسبة أرقاماً قياسية بعد موجة اليأس التي تجتاح الشباب في ما يختص بوضع بلدهم ومستقبلهم فيه».

موجة الهجرة الثالثة هل تكون الأسوأ؟

مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، أعلن أن لبنان دخل فعلياً موجةً جديدةً من الهجرة الجَماعية هي الثالثة من حيث الحجم بعد هجرة 330000 شخص خلال الحرب العالمية الأولى و990000 شخص بسبب الحرب الأهلية اللبنانية. وبحسب «المرصد»، فقد بدأت ملامح هذه الهجرة تظهر في أواخر العام 2019 لتبلغ ذروتها بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، ثم في الشهرين الأخيرين مع بلوغ أزمة البنزين والمازوت والكهرباء أوجها، ويرجح أن يكون الرقم نحو 300000 مهاجر. ويَعتبر «المرصد» أن موجة الهجرة الجَماعية هذه تشبه إلى حد بعيد ما حدث في فنزويلا بعد أزمتها المالية الكبرى، حيث قُدّر عدد المهاجرين بنحو 4 ملايين نسمة وما حَصَلَ في زيمبابوي حيث أدت الأزمة الخانقة إلى فرار نحو 3 ملايين نسمة إلى جنوب أفريقيا ودول أخرى. ويتوقع أن يكون لبنان الثالث على اللائحة مع نسبة المُهاجِرين منه. هذه الأرقام يعتبرها البعض غير واقعية وتحمل نوعاً من المبالغة. ويقول محمد شمس الدين لـ «الراي»، إن عدد الذين اختاروا الهجرة النهائية منذ أوائل السنة حتى يونيو، هو 1270 شخصاً «ولكن هذا الرقم قد يحتمل الخطأ لأنه لا يشمل الأشخاص اللبنانيين الذين يحملون جنسية بلد آخَر وهم كثر وقد يكونون بين المهاجِرين كما لا يُعَدّ ضمنه الطلاب الذين يقصدون الخارج للدراسة وهم كثر أيضاً وقد لا يعودون إلى بلدهم يوماً». ويؤكد أن الأرقام ليست مفاجئة «نتيجة عدم توافر المقومات المالية للهجرة في أيدي الناس، ولكن الرغبة موجودة فإذا أتيح للبنانيين استرداد أموالهم من المصارف وقُدّمت لهم تسهيلاتٌ للحصول على تأشيرة، فنِسب المغادرين لا شك سترتفع. وحالياً تعاني غالبية السفارات الأجنبية في لبنان من ضغوط كبيرة، حتى أن بعضها يرجئ مواعيده لأشهر عدة مقبلة ليتسنى له التعامل مع طلبات التأشيرات المتزايدة وقد أعلن مرصد الجامعة الأميركية للأزمة أن عدد الذين تقدموا من السفارات بطلب هجرة في الأشهر الماضية بلغ نحو 34000 شخص».

كفاءات تغادر وتترك البلد يتيماً

لكن وسط هذه التناقضات، تَبرز حقائق لا يمكن نكرانها وهي تَزايُد عدد الكفاءات العليا التي تهاجر، من أطباء وممرضين مختصين، إلى أساتذة الجامعات والمهندسين والمحامين، وهو ما يعتبره كثيرون استنزافاً حاداً لكفاءات لبنان وتفريغاً له من أدمغته ومن الطاقات التي يرتكز عليها أي نهوض للوطن الذي تحوّل «حُطاماً». ووفق التقرير الذي أصدره مركز الأزمة في الجامعة الأميركية، فإن لبنان يحتل المركز 113 من أصل 144 بلداً بالنسبة لهجرة الكفاءات منه، وذلك مع هجرة 1200 ممرض تقريباً، وأن 15 إلى 20 في المئة من الأساتذة الجامعيين قد تركوا البلد، وفق ما يقول رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الوراق، و60 في المئة منهم، هم من المتميزين فيما يبلغ عدد مَن تركوا وظائفهم من أساتذة وموظفين في الجامعة الأميركية في بيروت نحو 1200 شخص أي ما نسبته 12 في المئة بينهم 200 دكتور غادروا أو أخذوا إجازات مفتوحة. وتأتي طوابيرُ الانتظارِ التي يشهدها مبنى وزارة الخارجية من كل الراغبين بتصديق شهاداتهم الجامعية للتمكّن من الدراسة والعمل في الخارج لتقطع الشك باليقين حيال «الهجْمة على الهجرة». فالانتظار هنا يوازي الانتظار على دوائر الجوازات، وهذا إن دل على شيء فعلى نوعية الأشخاص الذين يرغبون بالهجرة والذين يُعتبرون جميعاً من حَمَلَة الشهادات الجامعية. ... لم تكن الصيحات المتعالية بإزاء خطر زوال لبنان وتَفَكُّكه إلا صدى لهذا «الهروب الكبير» لأبنائه، وخصوصاً الشابات والشبان من الكفاءات العلمية وذوي الاختصاص، وكأن في الأمر محاولة لجعْله مجرّد أرض محروقة وسائبة يسهل قضْمها وهضْمها وابتلاعها من مشاريع لا تشبه لبنان... الذي كان.



السابق

أخبار وتقارير.. قمة ثلاثية في القاهرة ومناورات أميركية – إسرائيلية... واشنطن تصبّ تركيزها على بكين وموسكو تحذر من جرّ الهند إلى مواجهة.. أفغانستان: طوابير وارتفاع أسعار وحشود على الحدود.. المؤسسة العسكرية الأميركية «ستستخلص العبر» من حرب أفغانستان..«طالبان» تهاجم وادي بنجشير وتدعو معارضيها إلى إلقاء السلاح.. غوتيريش يناشد العالم مساعدة الشعب الأفغاني في «أحلك أوقاته».. «لا تغييرات كبيرة» في شروط عمل الأفغانيات تحت حكم «طالبان»..احتجاز ناقلة ترفع علم بنما في المياه الإندونيسية..

التالي

أخبار سوريا.... غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران بريف دمشق.. إيران تعلن مقتل «كيماوي الحرس» في سوريا... أميركا وروسيا في سوريا بعد «الرحلة الأفغانية».. فصائل تقصف «خطوط التماس» مع النظام شمال غربي سوريا..تركيا تبحث مع الأمم المتحدة التعاون في مساعدة السوريين.. الشرطة الروسية تدخل «مهد الثورة» السورية ... درعا تتسلم طلبات جديدة من دمشق..عشائر سوريا... «بيضة قبّان» لا تَثبت...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,264,918

عدد الزوار: 6,942,746

المتواجدون الآن: 123