أخبار لبنان...الحكومة تتعثّر.. وشيا على خط التأليف ونفط حزب الله!... مطالب مستجدة للمستقبل والاشتراكي والمردة... و«قديمة» لبري..إيران قرّرت التدخل وناقلاتها النفطية تصله نهاية الجاري... الحسم الحكومي في لبنان قبل الخميس... والأجواء أفضل.. السفيرة الأميركية ترحب من القصر الرئاسي بإطار عقوبات أوروبية على لبنانيين...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 آب 2021 - 4:27 ص    عدد الزيارات 2122    القسم محلية

        


الحكومة تتعثّر.. وشيا على خط التأليف ونفط حزب الله!...

النكبات تتوالى وعون «لا يهتز».. وجرائم المحروقات من الفوضى إلى التهريب والتخزين..

اللواء... في عهد الانهيارات والتفجيرات والانفجارات عض اللبنانيون، مرة أخرى، على جراحهم، بعد الانفجار الآثم، الذي وقع فجر الأحد في بلدة التليل العكارية، شمال لبنان، وأودى بحياة 27 مواطناً وإصابة 79 آخرين بجروح وحروق بليغة، مع الإحتياجات الطبية والمساعدات المشكورة من بعض الدول الشقيقة والصديقة، على خلفية المحروقات الخاضعة لسلطة وزارة الطاقة، التي يقف على رأسها وزراء من التيار الوطني الحر منذ العام 2015. إلا أن الطامة الكبرى برزت في انفضاض الاجتماع العاشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من دون التوصل إلى نتائج عملية، جعلت عملية التأليف مؤرجحة بين صدور المراسيم أو الخروج من حلبة التكليف، مع أن الرئيس المكلف أكد لدى خروجه من اللقاء مع رئيس الجمهورية أن ما يستطيع قوله: إن نسبة تشكيل الحكومة أكثر من نسبة الاعتذار، ولكن لا شيء يثبت ذلك. وفيما لا تزال مصادر بعبدا، تسرب اجواء إيجابية عن اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتاكيدها بأن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، يأخذ طريقه باتجاه اكتمال التأليف، لوحظ ان تصريح الرئيس المكلف ميقاتي بعد اللقاء، كان يوازي بين التحفظ والتفاؤل الحذر، مع حرصه على الاشارة الى انه، مايزال متمسكا بموعد محدد لمهمته لن يتجاوزه، مايؤشر بنظر مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، الى ان ثمة عقبات، ماتزال تعترض عملية التشكيل. وفيما نقلت المصادر عن اوساط بعبدا، انه تم تبادل لائحتين للاسماء المرشحة للتشكيلة الوزارية خلال اللقاء وانه، تم تذليل عقدة وزارة الشؤون التي يصر عليها رئيس الجمهورية، باعطاء حقيبة التربية للاشتراكي، فيما لم تحل عقدة وزارة المال بعد لاستمرار تمسك بري بصراحه للوزارة، في حين يرفض معظم الاطراف تولي حقيبة الطاقة أيضا. وفي اعتقاد المصادر ان مسار تشكيل الحكومة، مايزال يراوح مكانه، ضمن دائرة الشروط والمطالب المتجددة  التي يطرحها الرئيس عون الذي، يقدم مطلبا جديدا في كل مرة ما يعيد البحث في كل الاسماء من جديد. واعتبرت انه لو ان هناك نوايا سليمة من قبل رئيس الجمهورية  لتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، لتم تجاوز العديد من العقد والصعوبات بسرعة، لمواجهة تسلسل الاحداث المتسارعة ووضع حد لها. الا ان ما يحصل العكس، وابدت المصادر خشيتها من تكرار مسلسل التعطيل المتعمد الذي اتبع مع الرئيس سعد الحريري سابقا، مع ميقاتي الذي يحرص على كتم تفاصيل مشاوراته مع عون حتى المقربين، أملا في تخطي هذه العراقيل قريبا.ولاحظت المصادر، ان عدد لقاءات رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف، بات يقترب من معدل عدد اللقاءات التي عقدها عون مع الحريري سابقا، الامر الذي لا يبعث على الارتياح ويؤشر إلى نوايا مبيتة وسلبية بالنسبة لعملية التشكيل عموما. ولاحظت المصادر ان رئيس الجمهورية، لا يعطي الرئيس المكلف اجوبة نهائية على الافكار والطروحات المعروضة  لحل العقد، وهو يطلب باستمرار مهلة للتمعن فيها ودراستها مع فريقه السياسي، اي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لوحظ استنادا الى عاملين في بعبدا، انه يجتمع مع رئيس الجمهورية، قبل اي لقاء  يعقد الاخير مع الرئيس المكلف وبعده، كما حصل بالامس تحديدا. وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ«اللواء» أن التفاؤل الحذر لا يزال يطغى على ملف التأليف، وإن اللقاء العاشر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف دخل في مرحلة الأسماء على الحقائب التي حصل توافق حولها وأشارت إلى ان هذه المرحلة تتطلب المزيد من التشاور لا سيما أن هناك أكثر من اسم مرشح للتوزير في كل حقيبة. وكشفت أن النقاش يدور حول الأسماء لبعض الحقائب الوزارية لا سيما تلك التي تم التفاهم على أن تكون توافقية. وأشارت إلى أن الرئيسين عون وميقاتي تبادلا وجهات النظر في ما خص الأسماء ويدرسها الطرفان على أن ياخذا الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها من أجل قيام تفاهم حولها ويفترض أن يتبلور ذلك في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وأوضحت أن هناك أسماء لا مشكلة حولها وأخرى يتم التداول بها وتحتاج إلى أخذ ورد. وعلم أنه لم يتم التأكد ما إذا كانت هناك وجوه جديدة ستوزر او ستعود وجوه قديمة سبق لها أن وزرت وقدمت مثالا جيدا في العمل الحكومي. وقالت المصادر إن التعاون مستمر والمناخ الإجمالي يؤشر إلى أن هناك استعدادا للتفاهم وهناك تشاور واخذ ورد. وفهم أنه لا تزال هناك حقيبتان تشكلان محور تشاور وبالتالي لن يتم البت بهما بسبب وجود مطالب مستجدة لبعض الفرقاء بتم العمل على تذليلها وهي محور نقاش من أجل الحلحلة لا سيما أن هؤلاء الفرقاء يبدون اهتماما ببعض الوزارات. وفهم أيضا أن وزارة الطاقة لا تزال محور نقاش في حين أن وزارة الشؤون الاجتماعية في طريقها إلى الحل. ولفتت المصادر إلى أن رغبة تأليف الحكومة سريعا لا تزال قائمة. وأفادت أن الوضع في عكار احتل حيزا من البحث وكان تأكيد مشترك على ضرورة معالجته. اما أوساط مراقبة فعكست اجواء غير مريحة للقاء لاسيما أن هناك شروطا جديدة فرضت كما أن هناك أسماء غير مقبولة لدى الطرفين، مشيرة إلى أنه لا بد من انتظار بعض الوقت وترقب التحركات المقبلة في حين لم يحدد موعد جديد للقاء عون وميقاتي في الوقت الذي يتردد فيه أن الاجتماع بينهما قد يحصل في أي وقت. وسجلت المصادر المعنية الملاحظات التالية على موقف رئيس الجمهورية:

1- وضع فيتو على اسم يوسف خليل لوزارة المالية، مع العلم ان الثنائي الشيعي لا يضع مثل هذا الفيتو. وقيل إن الرئيس نبيه بري أبلغ الرئيس ميقاتي تسمكه بترشيح خليل للمالية.

2- وضع فيتو على اسم اللواء مروان زين لوزارة الداخلية.

وعلى الرغم من نفيه أن يكون في بعبدا، قبل وأثناء لقاء الرئيسين، فان مصادر مراقبة شككت بنفي النائب جبران باسيل أن يكون وراء إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في اللقاء العاشر في قصر بعبدا. وكان الملف الحكومي حضر في لقاءسن، الأول السبت الماضي، بقي بعيداً من الإعلام، وكانت أجواؤه ايجابية، استكمل فيه البحث في بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة. وقال ميقاتي بعد اللقاء: نتقدم من اهالي التليل بالتعازي. ونحاول حل الموضوع بالطريقة الملائمة للجميع، على أن تُشكل حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان. ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها. واضاف: الحديث مع الرئيس عون كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء. وتابع: العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. لكن نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدد لديّ ولكن المدة ليست مفتوحة. وكان قد عُقِد اجتماع بعيدا عن الاعلام السبت بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي، استكملا خلاله البحث في التشكيلة الحكومية، وذكرت مصادرمتابعة للإجتماع ان الاجواء كانت ايجابية، وان الرئيس ميقاتي سيستكمل معالجة بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة. وقد كثّف ميقاتي حركته السياسية خلال اليومين الماضيين واجرى إتصالات مع الأطراف الممثلة في مجلس النواب، للوقوف عند آرائهم حيال موضوع التسميات بعدما باتت مسألة التوزيعة في الحقائب مُنجزة تقريباً، ولرغبته في إنجاز «مسودة حكومية كاملة»، لعرضها على رئيس الجمهورية. وعلمت «اللواء» ان الدخول في مرحلة الاسماء يتطلب المزيد من التشاور لاسيما وان هناك بعض الحقائب توافقية. لذلك طرحت اسماء ودار بحث حولها وتبادل اسماء وسيُعطي الرئيسان الوقت الكافي لدرسها والاتفاق عليها. لأن البحث في الاسماء يأخذ عادة بعض الوقت.لذلك الامور تسير على نحو جيد ولكن ببطء. وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة في حديث مع الميادين نت إن «عون وميقاتي اقتربا من التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة». وأكدت المصادر أنه «إذا لم يحدث شي كبير وفوق العادة فإن الحكومة الجديدة ستولد خلال أيام على أبعد تقدير، إلا إذا اُعيد خلط الأوراق وتعقيد الموقف في اللقاءات التي يجريها عون وميقاتي هذين اليومين حول الحكومة». وأضافت المصادر عينها أن «تسليم حزب الله وحركة أمل أسماء الوزراء المرشحين للوزارة من قبلهما يعتبر مؤشراً جدياً على التقدم في عملية التأليف التي دخلت مرحلة البحث في الأسماء، بعدما جرى تذليل عقدتي حقيبتي الداخلية والعدل، اللتين كانت تمثلان جوهر التعقيدات المحلية في مقاربة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف». وكشفت أن «الحقائب السيادية ستظل موزعة على الطوائف الكبرى على غرار توزيعها في الحكومة المستقيلة، ويبقى الانتهاء من تثبيت الحقائب التي ستعطى لتيار المردة وحلفائه التي تعتبر أوساط رئيس الحكومة المكلف أنها قابلة للحل». وفي التحركات السياسية ايضا، التقى عون امس، سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: «التقيت صباحاً رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي حيث بحثنا الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة، وقد بحثنا الموضوع نفسه مع الرئيس عون.  أضافت: الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر من دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية.  وتابعت: «نحن نحضّ الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة.  واعتبرت شيا أن «لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ عاجلة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي».  وعلم ان مهمة شيا ركزت على امرين: الحكومة والعقوبات وبواخر المحروقات التي يعتزم حز بالله ايصالها من ايران الى لبنان. الى ذلك، أعرب الرئيس عون عن أمله في أن «نتوصل الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، برغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل»، وقال خلال استقباله امس المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا:  أن رئيس الجمهورية، برغم ما خسره من صلاحيات، إلا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية.  اضاف: أن نضالنا مستمر من أجل إعادة بناء هذا البلد، برغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات، وقال: لن استقيل وسأقوم بواجباتي حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا على ان يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق. واكد سعيه المتواصل لإجراء التدقيق الجنائي. وقال: كلما اقترب الأمر من التحقيق زادت الضغوط لمنعه. الفساد وليد الذهنية المافيوية كما أثبتت الوقائع على مر العصور، وهناك ما تحقق أخيرا لجهة رفع السرية المصرفية». وكان رؤساء الحكومات السابقين اجتمعوا صباح الأحد الماضي عبر تقنية زوم، واعتبروا ان المصيبة التي حلت بعكار، هي «واحدة من مظاهر سقوط الدولة اللبنانية وتلاشيها، وبالتالي وجوب مبادرة رئيس الجمهورية، وكل الأطراف السياسيين الفاعلين فوراً إلى فك العقد التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة حتى الآن». وفي سياق حكومي، قال رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجية (مستقبل ويب) ان «ليس هدفنا المشاركة في الحكومة»، موضحاً: «لكن هذا لا يعني اننا نتهرب من المسؤولية، ولا نقبل ان نكون شرابة خرج».

رسالة عون للمجلس

على صعيد آخر، وبعد رفض الرئيس دياب دعوة عون الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في رفع الدعم عن المحروقات وتأثيراته السلبية، وجّه عون رسالة يوم السبت الى مجلس النواب «بواسطة الرئيس نبيه بري طلب فيها مناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي استجدّت بعد قرار حاكم مصرف لبنان وقف الدعم على مواد وسلع حياتية وحيوية وما نتج عنه من مضاعفات، وذلك لاتّخاذ الموقف أو الإجراء المناسب في شأنه». وسيتقرر اليوم الموقف من الرسالة بعدما يتبلغها الرئييس بري. وحسب مصادر مقربة من عين التينة، فان رئيس المجلس ملزم بالدعوة للجلسة طبقا للمادة 145 من النظام الداخلي خلال ثلاثة ايام من تسلمه رسالة رئيس الجمهورية (علما ان بري لم يستلم حتى الان الرسالة ومن المتوقع ان يتسلمها اليوم، لان المجلس يومي السبت والاحد في عطلة، بالإضافة الى يوم امس تزامنا مع عيد انتقال السيدة العذراء)، وتقول ان اي اجراء او موقف سيتخذه المجلس هو يمثابة توصية لحث الحكومة وان تصريف اعمال على التحرك، وكما حصل مع الرسالة الاولى المتعلقة باتهام الحريري بصفته الرئيس المكلف انذاك، ومطالبة المعنيين بتشكيل الحكومة فورا، وعدم تهرب التسلطة التنفيذية من مسؤولياتها وتحميلها العبء للمجلس. وعليه، فان دعوة بري قد تكون خلال اليومين المقبلين، مع الاخذ بالاعتبار مصادفة يوم عطلة لمناسبة عاشوراء، مع الاشارة الى ان نصاب الجلسة سيبقى رهن الاخذ والرد، بعد مقاطعة الكتل المسيحية الجلسة التي دعا اليها بري حول مناقشة العريضة النيابية المتعلقة بانفجار المرفا.

كارثة إنفجارالتليل

توالت الكوارث على لبنان وهذه المرة بفعل طمع تجار السوق السوداء ومهربي المحروقات حيث انفجر خزان بنزين في بلدة التليل في عكار خلال تجمع نحو مئتي شخص قربه بعد مصادرة الجيش له، ما ادى الى استشهاد نحو 29 شخصا بينهم عسكريين وإصابة نحو مائة شخص بحروق اكثرها بليغة وفقدان بين ثمانية وعشرة اشخاص، وجرى نقل عدد من المصابين بحروق شديدة الى مستشفى الجعيتاوي المختص بالحروق، وحصل تدخل عربي ودولي لنقل المصابين بالحروق فتم نقل عدد منهم مساء امس الاول الى تركيا وتم ارسال مواد إسعافية للحروق من عدد من الدول. وكان الجيش قد صادر الخزان العائد للمدعو علي صبحي الفرج(الموقوف منذ اشهر بتهمة التهريب الى سوريا) كان موضوعا في قطعة ارض لمواد البناء تخص المدعو جورج الرشيد، واخذ منه حمولة صهريج وترك الباقي لتوزيعه على المواطنين الذين تهافتوا من قرى المنطقة لتعبئة ماتيسّر، لكن تردد ان احد الاشخاص وقد يكون والد صاحب الخزان او احد اتباعه ازعجه اجراء الجيش بتوزيع البنزين مجانا فاطلق رصاصة بإتجاه الخزان فتسربت منه المادة، بينما ذكرت معلومات اخرى ان احد الاشخاص كان يحمل قداحة او سيجارة سقطت منه فاشتعل البنزين وانفجر الخزان.وقدباشرت القوى الامنية التحقق في مسببات الحادث واوقفت الرشيد والفرج وعددا من المقربين منهما للتحقيق.لكن الرشيد ادلى بتصريح مصور نفى فيه علاقته بالخزان. وذكر في التسجيل المصور حيثيّات الإتصال الذي جرى مع والد علي حيث أكّد فيه عدم علمه بوجود مادة البنزين على أرضه وطالبوالد علي بسحب المحروقات، كما نفى جورج أن يكون إبنه أطلق النار كما يُشاع على بعض وسائل الإعلام حيث أنّ إبنه لا يملك أيّ سلاح كما أنّ العائلة بأكملها لا تملك أسلحة. ونتيجة للكارثة هاجم اشخاص غاضبون منزل الرشيد في بلدته التليل واحرقوه. وهددوا نواب المنطقة بالحساب.كماجرت احتجاجات امام منازل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وبيروت وبعض نواب عكار، تخللتها مناوشات مع القوى الامنية لا سيما بعدما عمد المحتجون على تحطيم زجاج مدخل منزل ميقاتي.وعاد الهدؤ نهار امس الى التليل فيما استمرت مديرية مخابرات الجيش في التحقيق وتم الاستماع الى بعض الشهود والجرحى. وفي اول تحرك رسمي، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا طارئاً بعدوة من الرئيس ميشال عون وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان ديب، تلا بعده الامين العامللمجلس اللواء محمود الأسمر مقررات المجلس وجاء فيها:

- الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام في منطقة عكار لتفادي أي فلتان أمني، حماية لمصالح المواطنين وسلامتهم.

- إبلاغ وزارة الصحة فتح المستشفى المخصص للحروق في صيدا،والطلب من وزيري الصحة والطاقة العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين عمل المستشفيات.

- رفع الإنهاء النهائي من المجلس الأعلى الى الحكومة لاصدار مرسوم يتعلق بمراقبة مصادر الطاقة لمدة شهر من قبل البلديات.

ولم تنتهِ الكارثة عند هذا الحد فتلتها مباشرة كارثة سياسية تمثلت بتبادل تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الاتهامات عن مسؤولية نواب الطرفين في عكار بحماية المهربين، اسعد درغام من التيار ووليد البعريني ومحمد سليمان من المستقبل، وجرت حملة واسعة بين الطرفين لمدة يومين توجها الرئيس سعد الحريري بتعليق دعا فيه الرئيس ميشال عون ال الرحيل، وانتهت ببيانين منهما بوقف التراشق الاعلامي. وأصدر «تيار المستقبل» بياناً أشار فيه إلى أنه «كارثة عكار كشفت المستور السياسي ومحاولة القاء التبعات على المنطقة واهلها وصولاً للمطالبة باعلانها منطقة عسكرية بدل اعلانها منطقة منكوبة، وفي المستور ايضاً تأجيج الخطاب الطائفي لغايات في نفس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل». وأضاف ولأن «عكار أقوى من أن تستدرج الى الفتنة، وهي بكافة مواطنيها وبلداتها تتشبث بالعيش المشترك والسلم الاهلي، ولن تسمح لاي طابور داخلي او خارجي بكسر وحدتها وتضامنها، فان تيار المستقبل وعملاً بتوجيهات مباشرة من الرئيس سعد الحريري، يدعو كافة المحازبين والناشطين والانصار الى التعبير عن التضامن مع اهلنا المنكوبين بالوسائل السلمية، وتجنب الانجرار لاجواء التحريض على كل صعيد». كما صدر عن التيار الوطني الحر بيان جاء فيه: قطعاً لطريق الفتنة التي ينتهجها النائب سعد الحريري عن سابق إصرار وتصميم من مقرّ عمله المجهول المكان، مستخدماً لسان السوء إياه، سننقطع اليوم عن أي سجال معه، إحتراماً لدماء الشهداء وآلام المتألمين. حمى الله لبنان من الفتنة الطائرة من مقار السفارات على جناح الاستثمار والعمولة.

المحروقات

على صعيد المحروقات، أكد رئيس مجلس إدارة «الكورال» و»ليكوي غاز» أوسكار يمين لـ»لبنان الكبير» ان هناك «باخرتين مازوت قرب الشاطىء، الاولى تابعة لنا والثانية لشركة uniterminal تحويان ٨٠ مليون ليتر من مادة المازوت وباخرة تابعة لنا محملة ب ٤٠ مليون ليتر من مادة البنزين لا نستطيع تفريغها قبل الاتفاق على التسعيرة والمنصة الجديدة التي يفترض ان يحددها لنا الحاكم بالاتفاق مع وزارة الطاقة ولم نأخذ موافقة ولو شفوية عليها». وقال: «المخزون الموجود حاليا ينتهي بعد أيام قليلة وعليهم ان يحسموا الامر سريعا بخصوص البواخر الجاهزة لأنهم يعلمون انه لدينا قدرة تشغيلية وتسليمية عالية بحدود ال٢٠ مليون يوميا، وهي الكمية التي تكفي لتغطية كافة سوق الاستهلاك». والى ذلك، علم موقع «لبنان الكبير» من مصادر خاصة أن «حزب الله» بدأ فعليا بإدخال البنزين والمازوت المستورد إلى لبنان بعدما وصلت ناقلة النفط الايراني إلى مصفاة بانياس في سوريا. وتتولى صهاريج نقل المحروقات براً إلى لبنان ليتم تفريغها في محطات «الأمانة» التابعة لـ»حزب الله». وسيتراوح سعر صفيحة المازوت ما بين ٥٥ ألف ليرة إلى ٦٥ ألف ليرة. وانسحبت البلبلة التي تسبب بها قرار رفع الدعم عن المحروقات، على الأرض حيث طوق مشهد طوابير الذل امام المحطات، الاراضي اللبنانية من شمالها الى جنوبها وصولا الى البقاع، حيث تصطف السيارات كيلومترات لمحاولة التزود ببعض الوقود، هذا إن توافر. وأعلنت المديرية العامة للنفط والمصرف المركزي في بيان، أن «بعد التواصل بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي، توافق الطرفان على ان يتم تسديد ثمن المخزون من المحروقات الموجود حاليا لدى الشركات المستوردة على سعر صرف 3900، وعليه يطلب من الشركات المستوردة للنفط تسليم السوق المحلي بالمحروقات مع إعطاء الاولوية للمستشفيات، مصانع الأدوية والامصال، الأفران، المطاحن، المرافق الحيوية، وذلك عبر جداول تصدر عن وزارة الصحة ووزارة الاقتصاد والتجارة واعتماد جدول تركيب الاسعار الصادر نهار الاربعاء الفائت، على ان تستمر كل الوزارات والادارات والاجهزة الامنية وفق صلاحياتها بمراقبة التوزيع والتزام الاسعار الرسمية المعتمدة لمنع التهريب والتخزين والبيع عبر السوق السوداء». إلى ذلك،واصلت القوى الأمنية عمليات دهم المحطات المقفلة، حيث تتم مصادرة المواد المخزنة من بنزين ومازوت»، وتوزيعها على المستشفيات والأفران والمواطنين. وفي الإطار، دهمت قوى من مخابرات الجيش في مركز مرجعيون محطات المحروقات كافة في المنطقة، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون، كما دهمت القوى الامنية في الكورة محطات المحروقات كافة في القضاء، حيث عمدت الى فتحها جميعها بعد الكشف على المخزون فيها. كذلك، دهمت قوة من مخابرات الجيش محطات المحروقات في قضاء حاصبيا، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون. وأضافت قيادة الجيش في تغريدة عبر الحساب الرسمي على تويتر بأنه تم «مصادرة 25500 ليتر من مادة البنزين المخزنة في احدى المحطات في بلدة بوارج و53000 ليتر من محطة في ضهر البيدر، وستوزع كمية 57000 ليتر من مادة المازوت التي تمت مصادرتها من محطة في بلدة لالا – البقاع الغربي على المولدات والمشاريع الزراعية بحسب التسعيرة الرسمية» ودعا الجيش للتبليغ عن اية محطة وقود عمدت الى تخزين مادتي البنزين والمازوت واقفلت أبوابها أو أي جهة تبيع البنزين أو المازوت في السوق السوداء، عبر الاتصال على الرقم 117». ووزّع الجيش اللبناني 4000 ليتر من احتياط المحروقات لديه على مئتين واربعين صيادا في منطقة العبدة، استنادا الى لوائح اسمية تم اعدادها، فيما صادر فوج التدخل السادس في البقاع 400 ألف ليتر من المازوت في البقاع الأوسط، ويعمل على توزيعها لصالح المستشفيات والافران وكهرباء زحلة. وفي السياق، ضبط الجيش كمية كبيرة من المازوت في مزارع تابعة لابراهيم صقر في محيط مطار رياق موضوعة داخل خزانات مطمورة تحت الارض. وكان الجيش قد نشر ايضا عبر موقعه على تويتر فيديو وهو يصادر 400 طن من مادة المازوت وقام بتوزيعها على عدد من المستشفيات والافران والبلديات والمزارعين. كما تم ضبط أكثر من 200 الف ليتر في شرق بعلبك، وسيتم أيضا توزيعها على المستشفيات والافران، ضمن حملة المداهمات التي ينفذها الجيش على محطات الوقود واماكن تخزينها. كذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر «تويتر» أنّ دوريّة من فصيلة صور ضبطت حوالى 45 ألف ليتر من مادّة البنزين و32 ألف ليتر من مادة المازوت في إحدى المحطّات، كما كشفت عن مواسير وهميّة تُستخدم للتلاعب بقياس كمية المحروقات المُخزّنة، وتمّ إجبار صاحب المحطّة على فتحها وتعبئة الوقود للمواطنين كما تمّ استدعاؤه للتحقيق بناءً لإشارة القضاء. بالتزامن، صادر عناصر من أمن الدولة كمية كبيرة من غالونات البنزين من منزل اللبناني ع.ح في بلدة دير عامص في قضاء صور ويجري التحقيق بإشراف القضاء المختص. وداهمت دورية من دائرة أمن عام النبطية بمؤازرة دورية من الامن الإقليمي في الجنوب في الامن العام، محطة دياب ترحيني في بلدة عبا، حيث تم العثور على كمية 4500 ليتر في خزاناتها، ويمتنع صاحبها عن فتحها وبيع المواطنين. وأنه بناء على اشارة النائب الاستئنافي العام في النبطية القاضي عباس جحا تم ختم المحطة بالشمع الاحمر وإحالة صاحبها الى التحقيق.

583718 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 706 اصابات جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي إلى 583718 إصابة مع تسجيل 6 حالات وفاة.

الحريري «يفركش» الحكومة

مطالب مستجدة للمستقبل والاشتراكي والمردة... و«قديمة» لبري

الاخبار... كلما خطا رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المُكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي خطوة نحو الاتفاق، تبرز عراقيل وعقبات تعيدهما خطوات الى الوراء. فبعدما توافق الفريقان على توزيع الحقائب طائفياً على أن يستكملاها يوم أمس بإسقاط الأسماء عليها، عاد النقاش الى النقطة الأولى، وأشهر كل من عون وميقاتي فيتوات على الأسماء المتبادلة بما ينذر بتعطل العجلات الحكومية. يتزامن ذلك مع بصمات لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بغرض الاطاحة بأي أمل لتشكيل حكومة، وتطويل أمد الأزمة لأشهر مقبلة. عرقلة حريريّة يراها العونيون متكاملة مع قرار حاكم مصرف لبنان رفعَ الدعم عن المحروقات، في سياق السعي إلى إطلاق موجة هجوم جديد على العهد اسوة بما جرى بعد 17 تشرين وبعد تفجير المرفأ.... لم تنسحب الايجابية المفرطة المسرّبة عمداً حول قرب تشكيل الحكومة على الاجتماع الذي جمع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي برئيس الجمهورية ميشال عون أمس في قصر بعبدا. أول تجليات ذلك كان خروج ميقاتي بوجه متجهّم ليعلن «بدء الدخول بموضوع الأسماء»، ليُعقّب بعدها أن «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار». ففيما كانت نهاية الأسبوع الماضي حافلة بالتفاؤل وتذليل العقبات وإسقاط الفيتوات التي فرضها الرئيس السابق سعد الحريري، بدأت مصادر الرئيسين عون وميقاتي تتحدث عن بروز «شروط تعجيزية» مشابهة لتلك التي حالت دون ابصار حكومة الحريري الضوء. يومها، كان السبب الرئيس لعدم التشكيل غياب الضوء الأخضر السعودي للحريري، اضافة الى الخلاف الشخصي الذي طبع علاقة الأخير بكل من عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. اليوم تتخدث مصادر الرئيسين عن بصمات حريرية واضحة للاطاحة بأي أمل لتشكيل حكومة جديدة. هذا الدور التعطيلي لم يكن بالوضوح الذي ظهر عليه في الأيام الأخيرة وقد تزامن مع رفع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الدعم عن المحروقات، ليشتدّ بعد انفجار عكار وما تلاه من تراشق عبر البيانات بين الحريري وباسيل. أمس، عادت عقارب المشاورات الى الوراء بعد أن كان قد تم الاتفاق على التوزيع الطائفي للحقائب على أن يتمّ استكمالها باسقاط الأسماء عليها. ما حصل، بالميزان العوني، هو «نسف لكل ما جرى النقاش به بين الرئيسين وخطوة الى الوراء لا يمكن فصلها عن السعي لتفجير البلد برفع الدعم وخلق أزمة غير مسبوقة كانت أولى نتائجها انفجار عكار. تلك هي البداية فقط، فثمة معلومات تتحدث عن مخطط للعبث بالأمن وخلق فوضى شاملة للامعان بضرب صورة العهد وتحميله وزر كل مشكلة تحصل في البلد. وقرار رفع الدعم هو إطلاق الموجة الثالثة من الاحتجاجات ضد العهد، بعد 17 تشرين وتفجير المرفأ». أبرز المستفيدين من انهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني ليسا سوى «رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري»، بحسب المصادر العونية التي تضيف: «هما لن يوفرا جهداً لكسر الاتفاق بين ميقاتي وعون الذي كاد يصل الى خواتيمه، قبل أن يقرّر الحريري وبري التصعيد في مسار بدأ بالايعاز لسلامة رفع الدعم مع تأمين التغطية السياسية اللازمة له، واستكمل بنسف اتفاق عون - ميقاتي، لينتهي أول من أمس بقيام بعض الشبان بتكسير واجهة منزل ميقاتي بالتزامن مع عدم حضور القوى الأمنية سوى في وقت متأخر». وفي هذا السياق يتهم مقربون من ميقاتي تيار المستقبل بافتعال هذا التحرّك قبيل يوم واحد من لقاء رئيس الجمهورية لبدء التشاور بالأسماء. وترى مصادر ميقاتي أن هجوم الحريري على عون بعد انفجار التليل كان موجّها نحو الرئيس المكلّف أكثر مما كان موجهاً نحو رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، إذ «كيف تستقيم المطالبة برحيل رئيس الجمهورية مع تغطية تأليف حكومة بالشراكة معه؟».

تضاربت المعلومات حول مرشّح بري لوزارة المال لجهة تمسّكه بيوسف خليل أو استبداله بعبدالله ناصر الدين

وتقول المعلومات أن اتصالاً هاتفياً جرى بين عون ميقاتي مساء الأحد، استنكر خلاله رئيس الجمهورية ما حصل، ثم جرت محادثة «ايجابية جداً» بينهما جرى الاتفاق على استكمالها في لقاء الاثنين، «قبل أن ينقلب التفاؤل الى تشاؤم». يتقاطع ما سبق مع ما تقوله مصادر مطلعة على عملية التأليف، حول عدم رغبة حريرية بانجاح مهمة الرئيس المُكلّف لعدة أسباب، أهمها المنافسة بين أي رئيسيّ حكومة والحرب الشرسة على عون. وتشير الى مطالب مستجدة قدّمها كل من تيار المستقبل والاشتراكي والمردة، استدعت تغيير مسودة التوزيع وسط رفض عون لهذا الأمر. وقد علمت «الأخبار» أن زيارة الرئيس المُكلّف الى بعبدا نهار أمس، سبقها الأخبر بزيارة الى عين التينة. وفيما أشارت مصادر قريبة من عين التينة إلى أن بري قبِل بالتخلي عن مرشّحه لوزارة المالية يوسف خليل واقتراح بديل له هو عبدالله ناصر الدين (الملحق الاقتصادي في السفارة اللبنانية في واشنطن)، تحدّثت مصادر أخرى عن ان برّي عاد ليتمسّك باسم يوسف خليل، رغم علمه بأن رئيس الجمهورية يرفضه «لأنه موظف عند رياض سلامة وسيعرقل التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان». في المقابل، ترى مصادر مقربة من ميقاتي أن عون الذي كان وافق على اسقاط وزارة الطاقة من حساباته، عاد ليطالب بها أو على الأقل المشاركة بتسمية الوزير. كذلك اعترض عون على الأسماء المعروضة لشغل حقيبة الداخلية في موازاة اصرار ميقاتي على تسلّم المردة لوزارة الاتصالات، على أن تؤول التربية للحزب الاشتراكي. يتكلل هذا المشهد بشائعات تتحدّث عن طلب الحريري من ميقاتي الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة. رغم ذلك كله، لا زالت مصادر عون وميقاتي تؤكد أن الوصول الى حلّ مرض للجميع ممكن وأن الطرقات لم تُسدّ بعد، لا بل يمكن تجاوز العقبات المستجدّة. في حين تشير مصادر عونية الى دخول حزب الله على خطّ التسوية بين الرئيسين، يفترض أن تتجلى نتائجها في اليومين المقبلين. وتشير المصادر إلى أن العقد الأساسية تم حلها، وما يجري حالياً ليس سوى وضع اللمسات الأخيرة التي قد تتخللها بعض العقد، لكن حلها ليس مستحيلاً. إلا ان المصادر نفسها تنقسم بين جازم بتأليف الحكومة في غضون ايام، واخرى متريثة خشية «ضياع الفرصة نتيجة تعنّت المتفاوضين». على خطّ موازٍ، زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا يوم أمس كلّاً من رئيسيّ الجمهورية والرئيس المكلّف «للبحث في تشكيل حكومة بسرعة»، عل حد قولها، مضيفة أن «الشعب اللبناني يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار، وأن كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية». ولم تنس شيّأ الترحيب «بإطار العقوبات الجديدة التي اعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان«، مؤكدة أن «واشنطن ستواصل التنسيق مع شركائها بشأن التدابير المناسبة». كلام السفيرة الأميركية «المشجّع» على تأليف حكومة معطوف على حماسة فرنسية مماثلة، تضعه مصادر مطلعة في اطار «النفاق»، اذ لم يسجّل أي دفع جدّي من الدولتين للضغط على حلفائهما للتعاون، وهو ما يُفسَّر بنِية ضمنية للاستمرار بالفراغ الحكومي والاستفادة من انهيار البلد للاستثمار السياسي وتنفيذ الأجندة الغربية باحراق كل من التيار العوني وحزب الله. من جانبه، اعرب الرئيس عون خلال لقائه «المجلس الوطني للتجمع من اجل لبنان في فرنسا»، عن امله «في ان نتوصل الى الحد من الازمة الراهنة من خلال تشكيل حكومة جديدة في خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل»، مؤكدا «ان رئيس الجمهورية رغم ما خسره من صلاحيات الا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية». وفي ردّ على المطالبة باستقالته وآخرها من الحريري، قال أنه «لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه احد ان في موقعه او في حرصه على مواصلة محاربة الفساد». وأضاف: «لبنان لم يشهد مثيلا للازمة التي يعيشها اليوم الا في العام 1916، وهي ازمة ليست ظرفية بل تعود الى التسعينات ما أدى الى افقار البلد والاعتماد على اقتصاد ريعي ضاعف من ديونه وضاءل من فرص العمل فيه»، لافتا الى مساهمة «عدد من الظروف في اشتداد هذه الازمة بدءا من ارتفاع الدين الإجمالي مرورا بالحرب السورية وتداعيات ازمة النزوح على لبنان، ووصولاً الى العجز في الميزان التجاري». وأعاد عون التأكيد على سعيه المتواصل لاجراء التدقيق الجنائي، لافتا الى «انه كلما اقترب الامر من التحقيق كلما زادت الضغوطات لمنعه».

لبنان... إيران قرّرت التدخل وناقلاتها النفطية تصله نهاية الجاري

لبنان تحت الضغط الأقسى والهدف... «حزب الله»

الراي.... | كتب - ايليا ج. مغناير |... يتعرّض لبنان لضغوط غير مسبوقة الهدف منها تدفيعه سلاح «حزب الله» كثمن للخلاص، وسط اعتقاد بوجود سيناريوهين في هذا الاتجاه، إما تجريد الحزب من سلاحه وإما دفع البلد نحو «الدولة الفاشلة» واستدراجه إلى حرب أهلية. وقرّرت إيران الدخول على خط الأزمة استجابة لطلب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر إرسال ناقلات نفط إلى مرفأ طرطوس السوري، من المتوقع وصولها نهاية أغسطس الجاري، (أو قبلها أو بعدها بقليل)، ليصار إلى تسليمها لحليفها الأقوى في «محور المقاومة» أي لـ «حزب الله». وتتعرّض ساحات عدة في «محور المقاومة» لضغوط داخلية شديدة لم يسبق لها مثيل، خصوصاً لبنان، حيث طالت الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية جميع الفئات، ومن ضمنها بيئة «حزب الله» الحاضنة لأنصاره ومؤيديه من الأحزاب والطوائف المختلفة. والسؤال المحوري، الذي لم يعد في الإمكان تجاهله هو: هل سينجح «حزب الله» في تخطي الأزمة الطويلة الأمد؟ وما هي التحديات أمامه؟ في أحد لقاءاته الضيقة، قال نصرالله «إسرائيل تعتبر أن سلاح حزب الله صار يشكّل خطراً وجودياً عليها، بعدما كان خطراً مزعجاً في السنوات الأولى من وجوده، ومن ثم مصدراً للقلق قبل أن يصبح في مرحلة التحدي الجدي وبعد حرب 2006 خطراً إستراتيجياً بالنسبة إليها. أما اليوم فوصل إلى مستوى الخطر الوجودي عليها». وفي تقويم مشابه لما ذهب إليه نصرالله، تعتبر القيادة العسكرية الإسرائيلية أن تل أبيب تملك السلاح النووي، وتالياً لا تستطيع أي دولة في العالم العربي أو في الشرق الأوسط، أن تشكّل خطراً وجودياً عليها. إلا أن «حزب الله» - بحسب القيادة الإسرائيلية - يملك أسلحة صاروخية دقيقة تحمل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات، وهو لا يحتاج إلا إلى عشرة صواريخ (وليس لمئات) لإصابة 6 محطات كهربائية و4 محطات لتحلية المياه على كامل الجغرافيا الإسرائيلية. وفي تقدير القيادة الإسرائيلية، فإنه إذا قرر «حزب الله» تدمير هذه المنشآت في أي حرب مقبلة، فإن الحياة تصبح مستحيلة. وسينعدم الوجود البشري فيها وسيرحل الجميع. وهو ما سيشكّل خطراً وجودياً على إسرائيل. ويخلص هذا التقويم للقيادة العسكرية للقول إن تل أبيب لا يمكنها التعايش أبداً مع خطر وجودي يلوح من خلف الحدود اللبنانية، عبر «حزب الله» الذي يملك مئات الصواريخ الدقيقة المنتشرة على مساحة واسعة، في لبنان وسورية وعلى السلسلة الشرقية الجبلية المحصنة. وثمة من يعتقد أنه بعد فشل إسرائيل في إخضاع «حزب الله» في حرب العام 2006، وانتصار «محور المقاومة» في سورية والحؤول دون تقسيم العراق، توسعت رقعة انتشار هذا المحور، وكذلك مسرح عملياته، وتالياً فإنه ازداد الخطر على إسرائيل، وعلى أهداف أميركا وهيمنتها في غرب آسيا. وعلى قاعدة «الأوعية المتصلة» بين الساحات وملفاتها، جاء الملف النووي، الذي فرض نفسه وتوقيته على الرئيس الأميركي جو بايدن. وفي تقدير دوائر معنية في «محور المقاومة» انه مهما قيل عن إمكان التقدم في المحادثات في فيينا عبر رفع العقوبات عن إيران سيكون الأمر مستحيلاً ما دام العراق ينوء تحت الديون وسورية تعاني حصاراً اقتصادياً شديداً ولبنان يواجه اضمحلال الدولة، وكل ذلك بسبب الحصار الأميركي - الأوروبي الخانق. والقطبة غير المخفية في النووي ومفاوضاته ان «الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة والتي تفوق قيمتها المئة مليار دولار، ورفع الضغط الأقسى عن طهران والسماح لها ببيع النفط، يعني أن جميع الضغوط التي مارستها واشنطن ستفشل، خصوصاً بعدما كانت عقوباتها بدأت تثمر لمصلحة سياساتها في العراق وسورية ولبنان، وتالياً فإن جهودها ستذهب أدراج الرياح. من هنا ترى الولايات المتحدة أن إبقاء الضغط الاقتصادي على «محور المقاومة» أصبح ضرورة بعدما أثبت جدواه في ضرب المحور من الداخل. ولهذا السبب - في رأي تلك الدوائر - تأخر إنجاز معاودة التفاهم على الاتفاق النووي، فالولايات المتحدة ترغب في إطالة الوقت لأنها بين المر والأمر في مقاربتها للمفاوضات وما ستسفر عنه. فمن الجدير في هذا السياق الانتباه إلى أن أميركا صارت أمام حسم قرارها وتقويم الخطوة المستقبلية، عبر الاختيار بين التهديد النووي أو التهديد الذي يشكله «محور المقاومة» على إسرائيل. ومهما كان خيارها فمن الواضح أن إيران تمسك بالملفين، وتالياً فإنه إذا اختارت الاتفاق حول النووي - وهذا مستبعد - فإن «محور المقاومة» سيصاب بانتعاش قوي يجعله يتعافى من الضغط الأميركي. أمام هذه اللوحة، في وقائعها واحتمالاتها، فإن «حزب الله» في لبنان لا يستطيع أن يأخذ مقام الدولة رغم محاولاته في صدّ ما أمكن من أزمات، فهو يقدم المواد الغذائية من خلال بطاقة «السجاد» التي ارتفع عددها من 150 ألفاً إلى 200 ألف بطاقة، وغايتها دعم عائلات تقترب من مستوى الفقر المدقع. وهو أحضر الدواء من إيران (أكثر من 500 صنف) ليغطي الشيء القليل من حاجات البلاد. وفي هذا السياق، علم أنه تم الاتفاق بين إيران وسورية و«حزب الله» على إمرار النفط الإيراني إلى لبنان في حدود نهاية الشهر الجاري ليصبح في تصرف الحزب الذي سيمد به قواته وحركته اليومية، على أن يكون على رأس المستفيدين من النفط الإيراني المستشفيات للحؤول دون توقفها بعدما كانت ظروفاً صعبة هددت استمرارها بسبب انعدام وجود مادة المازوت. ومن المتوقع أن يستفيد من النفط الإيراني أصحاب المولدات الخاصة لتأمين الكهرباء للناس بعدما كادت أن تصل معدلات التغذية بالكهرباء بسبب فقدان المازوت إلى الصفر في عز الحر، إضافة إلى البلديات لتأمين رفع النفايات من الشوارع خوفاً من انتشار الأوبئة. وعلم في هذا الإطار أن شركة «الأمانة» ستتولى توزيع المحروقات على عشرات المحطات المعتمدة لديها وعلى محطات محلية أخرى قررت إمدادها بالبنزين والمازوت في محاولة لكبح جماح الأزمة الهائلة التي تعانيها البلاد من جراء فقدان هذه المواد الحيوية. والأكيد، بحسب العارفين، ان«حزب الله» لن يستطيع إرضاء الجميع لأنه لن يكون في مقدوره منع التدهور ضمن بيئته الحاضنة في الدرجة الأولى وضمن بيئات حلفائه في الدرجة الثانية - لأن التدهور الاجتماعي بلغ ذروته والدعم الذي تقدمه إيران لن يكون كافياً إلا إذا استعادت طهران عافيتها الاقتصادية تماماً برفع العقوبات عنها والإفراج عن أرصدتها. وثمة من يعتقد أن دخول النفط الإيراني إلى لبنان يحمل معه مخاطر عدة، لعل أبرزها:

خطر الضربة الإسرائيلية لخطوط الإمداد، وهذا ما يستوجب على «حزب الله» القيام بـ«ضربة مقابل الضربة» للإبقاء على توازن الرعب ومعادلة الردع.

ما يعني أن التوتر بين الحزب وإسرائيل سيصل إلى ذروته من دون توقع الذهاب إلى الحرب الشاملة لأن إسرائيل تفضل المعارك بين الحروب للسيطرة على الأضرار التي يمكن أن تنتج عن المواجهة.

من غير المستبعد في حال تعرّضت الناقلات الإيرانية للاستهداف من إسرائيل أن ترد إيران وليس «حزب الله» على الرسالة بمثلها من دون توقف عملية إمداد الحزب بالنفط الإيراني.

إن طريق الأمداد تمر عبر مناطق لا يسيطر عليها«حزب الله»، فماذا سيفعل «المقلب الآخر» المناهض للحزب؟ هل سيدفع سكان المناطق ذات الغالبية الدرزية أو السنية أو المسيحية لاعتراض الشاحنات التموينية بقصد جر الحزب إلى معركة داخلية؟ وكيف سيضمن الحزب ترابط مناطق وجوده في البقاع مع الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً إلى الجنوب ولتكون بيئته بمنأى عن التحريض الطائفي.

من الثابت أن لبنان يتجه نحو انحلال الدولة بخطى متسارعة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ضعف القوى الأمنية في شكل عام، والى دفع كل طائفة أو حزب إلى العمل على تأمين الدعم اللازم لأفراد بيئته، ما يشي بإعادة لبنان إلى الثمانينات حيث انخفضت الخدمات الاجتماعية وانتشرت النفايات وتدنى مستوى الطبابة والتعليم وبرزت ظاهرة «أمراء الحرب». هذا الواقع يصب في مصلحة «حزب الله» بصورة نسبية لأنه يتسلم دعمه بالعملة الأجنبية وهو حزب منظم ومتماسك وسيزيد إيراده من بيع الدواء والنفط والغذاء وسيبيع تلك السلع بأسعار أقل نسبياً من أسعار السوق، ولن يحتكرها كما يفعل التجار اللبنانيين. هذا الواقع هو ما تسبّبت به التدخلات الأميركية التي غادر معها لبنان «سويسرا الشرق» إلى الأبد. أما الفلتان الأمني والفقر فسيزيد عدد العملاء والمرتشين والعمليات الأمنية وسيفرض على «حزب الله» ما يمكن وصفه بـ «تنظيف» الطرقات والممرات لربط مناطقه ببعضها البعض. لن يعود الزمن إلى الوراء ولن يعود لبنان إلى ما كان عليه على الأقل في السنوات العشر المقبلة. ومن الممكن جداً أن تقوم كانتونات دون الحاجة إلى الدخول في حرب أهلية بل أن كل فريق يسلح نفسه ويدعم جماعته، ليس ليقضي على الأطراف الأخرى، بل ليدافع عن نفسه. إن الانهيار في لبنان هو سيد الموقف ولكن التحدي يبقى بين أميركا و«حزب الله» وإيران وتالياً فإن جميع الأسلحة العسكرية والأمنية والاقتصادية متاحة ولذا فإن سكان لبنان واستقراره سيدفعون الثمن في السنوات المقبلة.

الراعي يدعو لإبعاد حادثة عكار عن التوظيف السياسي والطائفي

بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى وجوب إبعاد «الحادثة الأليمة» في عكار التي أدت إلى مقتل 28 شخصاً وجرح العشرات نتيجة انفجار خزان للمحروقات، «عن أي توظيف طائفي أو بازار سياسي»، مثنياً على دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في «الحد من مأساة المواطنين وضبط فلتان استغلال الفاسدين للأوضاع السائدة والمتاجرة بعوز المحتاجين» لجهة ملاحقة المهربين ومخزني المحروقات وإجبارهم على فتح المحطات وتوزيع الكميات المتوفرة في خزاناتهم. وواصل أهالي الضحايا التعرف إلى ذويهم الذين كانوا في عداد المفقودين نتيجة التشوهات التي طالت أجسادهم، فيما تولّى الجيش والمخابرات التحقيق في الحادثة، كما تم الاستماع إلى الجرحى في المستشفيات. وتبلغت قيادة الجيش اللبناني أن فريقاً طبياً مصرياً من خمسة استشاريين في جراحة الحروق بالإضافة إلى شُحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية تبلغ طناً ونصف الطن، سيتمّ إرسالها من مصر لتوزيعها على مستشفى طرابلس الحكومي ومستشفى الجعيتاوي للمساهمة في شفاء جرحى الانفجار الذي وقع في بلدة التليل - عكار. وشجب الراعي «حالة الفوضى الهدامة التي تفتك بلبنان والتي كانت سبباً من أسباب وقوع كارثة التليل» في عكار في شمال البلاد، مضيفاً أنها «قد تستغل أيضاً لحصول المزيد من الأحداث الأليمة التي لم يعد لبنان وشعبه قادراً على تحملها أو حتى استيعابها». ودعا الراعي السلطة السياسية والأجهزة الأمنية والقضائية إلى تحمل مسؤولياتها لضبط الأوضاع وإحقاق الحق، مشدداً على «ضرورة احترام أرواح الشهداء وإبعاد هذه الحادثة الأليمة عن أي توظيف طائفي أو بازار سياسي، وهي أبعد ما تكون عن ذلك»، سائلاً الجميع «الوعي والتروي للحد من الخسائر والكوارث». ورفعت حادثة عكار من وتيرة المطالب بأن تكون حافزاً لتشكيل حكومة تضطلع بمهام الإصلاح ووضع البلاد على سكة الإنقاذ. وقال المكتب السياسي لحركة أمل في اجتماعه الدوري إن «الفاجعة حلّت بواحدة من أكثر مناطق لبنان حرماناً وإهمالاً وتناسياً من قبل السلطة على مختلف مراحلها المتعاقبة»، وقال: «أمام الفاجعة، تثار التساؤلات عن سياسات التعمّد بدفع المواطنين إلى جحيم المآسي الناتج عن سعيهم وراء خبزهم ودوائهم ومحروقاتهم في مأساة وطنية يدفع صنّاعها لبنان برمته إلى دائرة الخطر والتلاشي». وقالت «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري: «لم يعد يجدي البكاء ولا التعازي في لأم جراح اللبنانيين، بل الإسراع بتشكيل حكومة هي الخطوة الأساس للبدء أقله بتخفيف اندفاعة الانهيار، وضرورة الإقلاع عن الاستثمار في نكبات اللبنانيين والبحث عن مخرجات صناديق الاقتراع الانتخابي في صناديق موت المواطنين في كل ناحية وجهة من لبنان».

الحسم الحكومي في لبنان قبل الخميس... والأجواء أفضل

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... لم يأتِ تحرّك السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، من فراغ، وإنما لتقديرها أن مشاورات التأليف ما زالت تراوح مكانها، ولم تحقق أي تقدم، ويمكن إذا استمرت على حالها أن يضطر ميقاتي إلى الاعتذار عن تأليفها، وهذا ما لمح إليه للذين تواصلوا معه، وتحديداً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء الحكومات السابقين وآخرين. ومع أن بري أبدى تفهماً لموقفه، فإنه دعاه للقيام بمحاولة أخيرة لعله يتمكن من إخراج عملية التأليف من التأزم، وهذا ما يراهن عليه مصدر نيابي بقوله إن الأجواء الآن أفضل من السابق، ولكن تبقى الأمور بخواتيمها، بإعلان التشكيلة الوزارية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية بأن ميقاتي يتبع سياسة النفس الطويل في مشاورات التأليف التي يعقدها مع عون، ويحرص في معظم اللقاءات على ضخ جرعات من التفاؤل والإيجابية، تقديراً منه لأن الظروف الصعبة غير المسبوقة التي يمر فيها البلد لم تعد تحتمل ترحيل تشكيل الحكومة. وأكدت المصادر السياسية أن تدخل دوروثي لدى عون بدأ يعطي مفاعيله الإيجابية، من خلال استعداده لتنعيم موقفه، وقالت إن ميقاتي وهو يخوض مشاورات تأليف الحكومة مع عون يحرص على سحب كل الذرائع التي يتذرع بها الأخير لتأخير تشكيلها، ويبدي مرونة وإيجابية لئلا يسجل عليه أنه من يؤخرها، وقالت إنه يتجنب الصدام معه لأن ما يتطلع إليه يكمن في أن البلد بغياب حكومة إصلاحية فاعلة يتدحرج يوماً بعد يوم وبسرعة ليس نحو الانهيار فحسب، وإنما على طريق التفلت الأمني والفوضى، وصولاً إلى الانفجار الشامل. وكشفت أن ميقاتي ليس في وارد تمديد أزمة التشكيل لأنها ستقود حتماً إلى انهيار البلد وتهديد كيانه، وقالت إن اجتماعه عصر أمس بعون يُفترض أن يشكل نقطة تحول إيجابية على طريق إنقاذ البلد، وإلا فلكل حادث حديث، مشيرة إلى أنه لا يتبع سياسة التهويل على عون أو تهبيط الحيطان، إنما لقناعته بوجود ضرورة اليوم قبل الغد لولادة حكومة تستعيد ثقة اللبنانيين، وتكون قادرة على التوجه نحو المجتمع الدولي طلباً للمساعدة. وأملت المصادر نفسها بأن يكون عون قد التقط الإشارات الدولية والإقليمية التي تلح عليه بتسهيل تشكيل الحكومة، وإلا فإن البلد ذاهب حتماً إلى كارثة اقتصادية ومعيشية يدرك من أين تبدأ، لكنه يصعب عليه التكهن إلى أين ستنتهي، خصوصاً أن الوضع بغياب حكومة إصلاحية قادرة ذاهب إلى مزيد من التأزم الذي لن توقفه التدابير الأمنية. ودعت عون إلى عدم التفريط بالفرصة المتاحة حالياً لوضع البلد على سكة الانفراج بعيداً عن المكابرة والعناد، وبالتالي النصائح التي يقدمها الفريق السياسي المحسوب عليه، ويتولى الإشراف عليه سياسياً، ويديره رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. ورأت أن قاعدته السياسية مأزومة، كحال الآخرين، وهذا ما يدعوه إلى التنبه من إقحام البلد في مغامرة سياسية بتعطيل تشكيل الحكومة، ما لم توفر له التركيبة الوزارية الضمانات التي تؤمن له استمرار إرثه السياسي بشخص باسيل. وقالت إن على عون أن يختار بين إنقاذ ما تبقى من عهده وتعويم صهره، على الرغم من أنه يدرك سلفاً أنه لا مجال لانتزاع «الثلث الضامن» في الحكومة، ووضعه بتصرف وريثه السياسي. وعدت المصادر نفسها أن تشكيل الحكومة يقترب من الحسم، وتحديداً في اليومين المقبلين قبل يوم الخميس المقبل، وهو الموعد الذي حدده ميقاتي، بحسب الذين تواصلوا معه، ليكون له كلام آخر، وقال إنه سيبني موقفه في ضوء النتائج التي يتوقعها بدءاً من أمس، مع تصاعد موجة الضغوط باتجاه عون التي برزت جلياً في زيارة السفيرة الأميركية لبعبدا واجتماعها به. فالسفيرة الأميركية كانت قد التقت ميقاتي قبل أن تلتقي عون، لكن تحذيرها من الانزلاق جاء في تصريح لها من بعبدا، كأنها تغمز من قناته بتحميله مسؤولية عدم تسهيل تشكيل الحكومة، وإلا لماذا ارتأت عدم الإدلاء بموقف بعد مقابلتها ميقاتي؟ كما أن تحذيرها من انزلاق لبنان أكثر فأكثر نحو الكارثة يأتي في أعقاب جولة اللقاءات التي عقدها رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، ويليام بيرنز، مع القيادات العسكرية والأمنية التي تمحورت حول ضرورة إيلاء الأولوية للحل السياسي بتشكيل حكومة جديدة، وإلا فإن هناك صعوبة في الإمساك بالبلد والإبقاء عليه ممسوكاً، على الرغم من أن القوى الأمنية التي تمر بضائقة معيشية، أسوة بالسواد الأعظم من اللبنانيين، تمكنت حتى الساعة من الحفاظ على الاستقرار تحت سقف «التعايش» مع المنتفضين على المنظومة الحاكمة والطبقة السياسية. لذلك، فإن ميقاتي بدأ يستعد لمغادرة رقعة التفاؤل الحذر التي يعكسها بعد لقاءاته بعون، وهو يتجه لاتخاذ موقف يعتذر فيه عن تشكيل الحكومة، ما لم تنجح اتصالات اللحظة الأخيرة في إزالة العقبات التي تعترض ولادتها، وهي حتماً برسم عون، وإلا من استهدفت السفيرة الأميركية في رسالتها التي سطرتها من بعبدا، وأرادت منها الضغط لقطع الطريق على انزلاق البلد نحو الانهيار الكارثي، خصوصاً أنها لم تكن بعيدة عن الأجواء التي تعطل تشكيل الحكومة، واطلعت عليها وجاهياً من ميقاتي؟ ...فهل يتمكن الضغط الدولي على عون من أن يؤدي مهمته في إقناعه بعدم التفريط بالخرطوشة الأخيرة لتشكيل الحكومة، لئلا يأخذ البلد إلى المجهول بعد أن إحاطته السفيرة الأميركية علماً بأن «الإفراج» عن الحكومة يقع على عاتقه، ولم يعد من مجال للمناورة، خصوصاً أن السفيرة شيا حملت إليه رسالة ليست أميركية فحسب، وإنما أوروبية، بالنيابة عن المجتمع الدولي؟.... وعليه، لم يعد في وسع عون الهروب إلى الأمام، كما تقول المصادر، للتفلت من الاستحقاق الدولي والإقليمي الذي يحمله مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، ويبدي تفهماً لموقف ميقاتي الذي يراهن على الضمانات الدولية لإخراج لبنان من أزمته، فهل يبادر عون إلى ترجمة «تفاؤله» بمواقف ملموسة تقود إلى تشكيلها، خصوصاً أن مصدراً نيابياً أخذ يتحدث عن نفحة من التفاؤل يُفترض أن تأخذ طريقها بين ساعة وأخرى باتجاه إزالة العقبات التي تعترضها، وهي ليست مستعصية، ويؤكد أن الساعات المقبلة يُفترض أن تحمل أخباراً طيبة، هذا في حال صمد عون على تفاؤله الذي وحده يسحب تلويح ميقاتي بالاعتذار من التداول؟..

ميقاتي: احتمال تشكيل الحكومة أكبر من احتمال الاعتذار

السفيرة الأميركية ترحب من القصر الرئاسي بإطار عقوبات أوروبية على لبنانيين

بيروت: «الشرق الأوسط».. رحبت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا من القصر الجمهوري في بعبدا أمس، بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، محذرة من أن التأخر في تأليف حكومة تنفذ الإصلاحات العاجلة يهدد بانزلاق الوضع المتردي أصلاً إلى كارثة إنسانية. وفشلت محاولتان منذ عام لتشكيل حكومة جديدة تخاطب المجتمع الدولي وتنفذ الإصلاحات المطلوبة لاستدراج مساعدات دولية إلى لبنان تضعه على سكة الإنقاذ. وبعد اعتذار السفير مصطفى أديب في العام الماضي، واعتذار الرئيس سعد الحريري في الشهر الماضي عن مهمة تأليف الحكومة، سمى البرلمان اللبناني الرئيس نجيب ميقاتي الذي عقد تسع جولات من المحادثات، آخرها أمس، مع شريكه الدستوري في التأليف رئيس الجمهورية ميشال عون. وقال ميقاتي عقب خروجه من لقاء مع عون هو التاسع منذ تكليفه بتأليف الحكومة: «نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها». وأشار ميقاتي إلى أن «الحديث مع عون كان بالعمق»، لافتاً إلى أنه «سيكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع»، مشيراً إلى «أننا دخلنا بموضوع الأسماء». وتابع: «العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة». وقال ميقاتي: «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدد لدي ولكن المدة ليست مفتوحة». وإثر تفاقم الأزمات، وغداة انفجار خزان للمحروقات في عكار في شمال لبنان أسفر عن مقتل 28 شخصاً، زارت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس اللبناني ميشال عون حيث قدمت تعازيها للخسائر بالأرواح والإصابات الخطيرة والمعاناة جراء انفجار عكار الأحد. وقالت شيا إنها بحثت مع ميقاتي «الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة»، كما بحثت الملف نفسه مع عون. وجددت تأكيدها «الطابع البالغ الإلحاح للوضع»، موضحة أن «الشعب اللبناني يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار». وقالت شيا إن «كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلاً، أكثر فأكثر، إلى كارثة إنسانية». ولفتت شيا إلى أن «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يتشاركان في تقديم الدعم المباشر لشعب لبنان»، متعهدة بمواصلة ذلك. وأضافت «فيما أقف هنا، لدي زملاء يعملون على وجه السرعة على المساعدات التي أعلن عنها الرئيس بايدن مؤخراً حيث فشلت الخدمات الأساسية، المنقذة للحياة في بعض الأحيان. هذه مسؤولية الحكومة لكننا نعلم أن الشعب اللبناني ليس بإمكانه الانتظار». في موازاة ذلك، حثت شيا «أولئك الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانباً». وقالت: «لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة». وقالت إن لبنان يحتاج أن يتخذ قادته إجراءات إنقاذ عاجلة، «وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي». وقالت: «لن يحدث ذلك دون قيادة، لكن بإمكانه أن يحدث». وكان الاتحاد الأوروبي، أقر أواخر الشهر الماضي إطاراً قانونياً لنظام عقوبات يستهدف أفراداً وكيانات لبنانية ما من شأنه أن يوفر احتمال فرض عقوبات على المسؤولين عن تقويض الديمقراطية وحكم القانون في لبنان.



السابق

أخبار وتقارير... أحمد جلالي سيتولى رئاسة حكومة مؤقتة في أفغانستان..«طالبان» تدخل كابل وتعلن السيطرة على قصر الرئاسة..بلينكن: «ليس من مصلحتنا» البقاء في أفغانستان.. هبة الله أخوند زاده: الزعيم المرتقب "للإمارة الإسلامية" في أفغانستان.. "أسوشيتيد برس" نقلا عن قيادي بطالبان: سنعلن قريبا الإمارة الإسلامية!..

التالي

أخبار سوريا... الإعلام الرسمي «يغطي» احتجاجات الساحل السوري.. بعد انتقاد الأسد لأداء الصحافة المحلية... «قسد» تضغط على ميليشيات طهران... وسقوط مسيّرة إسرائيلية جنوب سوريا.. «خريطة روسية» لتسوية في درعا و«عودة السلطة التنفيذية» إلى دمشق...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,086,679

عدد الزوار: 6,934,209

المتواجدون الآن: 95